روايات

رواية أو أشد قسوة الفصل الخامس 5 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الفصل الخامس 5 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الجزء الخامس

رواية أو أشد قسوة البارت الخامس

أو أشد قسوة
أو أشد قسوة

رواية أو أشد قسوة الحلقة الخامسة

أستيقظ من نومه يشعر أن جسده يؤلمه بشده وكأنه كان يتصارع مع شخص ما طوال الليل
آن بألم وهو يعتدل جالسًا .. ودلك جبينه بأصبعيه عله يهدء من ذلك الصداع القوي الذي يضرب رأسه دون رحمه
أراح رأسه على ظهر السرير وأغمض عينيه ولم يستطع أن يفتحها حين سمع طرق خفيف على الباب ثم صوته وهو يفتح
يعلم من بالباب … يحفظ طريقتها .. أبتسم إبتسامه صغيرة وهو يجاهد نفسه ويفتح عينيه ليجدها تقف أمامه تنظر إليه بقلق مصاحب لسؤالها المختصر والذي يختصر الكثير:
-مالك يا أدهم؟
أحنى رأسه قليلًا ثم قال:
-مصدع شوية
وغير مجرى الحديث سائلًا:
-هي الساعه كام؟
ظلت شُكران صامته تنظر إليه بتفحص وقلق ثم قالت بهدوء:
-سبعه ونص .. مش ناوي تطمن قلبي وتقولي مالك؟
رفع الغطاء عن جسده وأنزل قدميه أرضًا وأستقام واقفاً .. ثم أقترب منها وهو يقول
-ضغط شغل ومسؤوليات يا جدتي .. المؤسسة شغلها كتير وبقيت مش ملاحق وساعات ما بلاقيش وقت حتى أشرب فنجان قهوة
كانت تنظر إليه بشفقة .. وقلبها يتألم على حفيدها البكري الذي كبر قبل أوانه .. تحمل حمل المؤسسة والعائلة .. ونسي نفسه حتى أنه لم يستطع الحزن على والده فقالت بشفقه
-أنا كلمت عدنان علشان ينزل معاك ومن النهاردة هخليه يواظب على الشغل على الأقل يشيل معاك الحمل وتلاقي وقت تشرب قهوة
أبتسم لحديثها الذي يحمل معنى مختلف تماماً وبعيد تمامًا عن شرب القهوة .. ف أقترب يقبل رأسها وأنحنى يقبل يدها وهو يقول
-للأسف صلاة الفجر فاتتني هصلي واحصل حضرتك علشان نفطر سوا
هزت رأسها بنعم وتحركت تستند على عكازها حتى تغادر لكن سؤاله أوقفها من جديد حين قال:
-ظلال راحت شغلها؟!
إبتسمت حين تذكرت حماس ظلال وتوترها قبل مغادرتها المنزل وشجارهم الذي لم يطل طويلًا حين علمت أن هناك سائق سيتولى توصيلها كل يوم وأن هذا قرار أدهم ولا رجعه فيه
خرجت من أفكارها وأجابته بأبتسامة صغيرة:
-أيوه راحت .. وكانت زعلانه علشان موضوع السواق لكن أنت عارفها تطلع تطلع وتنزل على مفيش … وطمنتي كمان أنها وصلت … وأكدت عليا نفتح الراديو الساعه ٨ علشان نسمعها
أبتسم بسعادة .. أخته الصغيرة كبرت .. وستصبح مذيعة راديو .. حلمها الذي كان رفيقها منذ صغرها
نظر إلى شُكران وقال بحنين:
-فاكرة لما كانت وهي صغيرة طلبت من بابا يجبلها ميكرفون وكانت طول اليوم تعمل معانا لقائات .. وتمثل أنها مذيعه في الراديو وتشغل أغاني .. وطول اليوم مصداعانا
ضحكت شُكران بسعادة لتذكرها تلك الذكرى البعيدة وقالت بحزن:
-وكان حسام الله يرحمه طول الوقت يشجعها … ويقولها هتبقى أكبر مذيعة في مصر
أخذ أدهم نفس عميق وقال بألم
-الله يرحمه
تحركت لتغادر الغرفة وأغلقت الباب خلفها ظل ينظر إلى الباب المغلق لعدة لحظات ثم دلف إلى الحمام
~~~~~~~~
على طاولة الطعام كان أدهم يجلس جوار شُكران وأمامه عدنان بوجه لا يفسر
والراديو يصدر عنه بعض النغمات لأغنيه مميزة لذلك المطرب المشهور
ينتظرون جميعهم صوت الصغيرة يطل عليهم عبر الأسير
لكن شُكران وأدهم لم تكن سعادتهم فقط بسبب تحقيق حلم ظلال ولكن لقدرتها على كسر ذلك الرابط الخفي الذي كان يربطها بعدنان … سعادة بسبب قدرتها على رد صفعة التجاهل علها تتسبب في عودة عقله لرأسه
~~~~~~~~~
وبداخل أستديو “في السكة” كانت ظلال تقف أمام مراد وهي تفرك يديها ببعض التوتر .. كان يشعر بها .. ويعلم بما تشعر به يراها من خلف الأوراق التي يراجع ما كتبه الإعداد بها ولكن بداخله صوت يصرخ به أن يتحدث إليها ترك الأوراق من يده وقال بهدوء
-أيه التوتر ده كله … متقلقيش أنا عايز ظلال إللي كانت قاعدة قدامي إمبارح بمنتهى الثقة والمرحه إللي لفتت نظري من أول كلمه قالتها
إبتسمت وهي تقول بقلق
-مقابلتك إمبارح كانت صحيح حاجه كبيرة أوي لكن الحماس وإحساسي إني محتاجه أقنعك بيا كان بيحركني .. لكن دلوقتي أنا مش بفكر في إعجاب شخص واحد لا ده أنا لازم أعجب كل معجبين مراد منير
إعتدل في وقفته وأستراح بكتفه على الحائط وهو يقول بتأكيد:
-أنتِ مش محتاجه تعجبي جمهور ومعجبين مراد منير أنت هتلفتي الإنتباه وبعدين هيبقى عندك معجبينك ومتابعينك .. وهتبقى منافسة قوية جدًا ليا ويتخاف منك على فكرة
إبتسمت وقبل أن تقول أي شيء سمعوا صوت المخرج وهو يقول:
-دقيقة ونبقى على الهواء
ليشير لها مراد أن تجلس وأخذ مكانه خلف الميكرفون .. نظر لها ليجدها تمارس بعض تمارين التنفس ليغمز لها بشقاوة وقال حين أشار له المخرج بالحديث
-صباح الخير والسعادة على جميع مستمعين قناة في السكة النهاردة معايا عضو جديد إنضم للبرنامج وأعتقد إنها هتكون إضافة مميزة .. معانا على الهواء ظلال … آهلًا بيكي ظلال
-أهلاً بيك مراد وأهلاً بكل مستمعينا الكرام … النهاردة الموضوع حماسي جدًا وعايزين نسمع كل الآراء .. خصوصًا وأن الموضوع جدالي جدًا من قديم الأزل
قالت ظلال بثقة وثبات أبهرت الجالس بجانبها والذي راهن عليها بالأمس حين أجتمع بكل مساعديه والمخرج ليخرج من أفكاره سريعًا وقال بمرح
-طبعاً ظلال منذ بدء الخليقة والجدال إللي يخص الرجل والمرأة موجود وقائم لكن جدالنا النهاردة عن فكرة سي السيد ويا ترى مين إللي خلق شخصية سي السيد الست بطبعها المطيع والخانع ولا الرجل
-بجبرته وظلمه
قاطعته ظلال قائلة بمرح وتحدي ليضحك مراد بصوت عالي وهو يقول
-وبدأنا الحلقة وأعتقد أن النقاش هيكون حامي جدًا ومش سهل … نسمع مع بعض أغنيه ” مش ملاحظ حاجة” لرامي جمال وناريمان” ونرجع لكم
صدح صوت الأغنيه ليقول مراد بابتسامة واسعه
-مش قولتلك إنك هتسرقي مني الأضواء … شكلي هطردك
لتضحك ظلال بسعادة وراحه
~~~~~~~~~
في نفس الوقت في قصر الخشاب كانت إبتسامة أدهم وهو يستمع لصوت أخته وظهر الفخر على وجهه حين جادلت وناطحت مراد بالحديث بثقة وقوة
وفي وسط كل ذلك سرق نظره لعدنان الذي كان يرتسم على وجهه إبتسامة بلهاء
لتقول شُكران بسعادة وفخر:
-ما شاء الله روحها الحلوه باينه في صوتها .. كمان إللي إسمه مراد ده بيديها مساحتها وسايبها تتكلم براحتها
خطف أدهم نظرة لعدنان الذي أرتسم القلق على وجهه وقال:
-حقيقي هو شخص إحترافي جدًا وشاف في ظلال شيء مميز علشان كده أختارها من وسط كل البنات إللي كانت مقدمة على الوظيفة
إعتدل في جلسته وتلاقت نظراته بنظرات عدنان وأكمل كلماته
-يوم مقابلة الشغل كلمتني تحكيلي إللي حصل .. وحرصها على أنها متجيبش سيرة لقب العيلة علشان متبقاش واسطه بالنسبة ليها … وتفهم مراد ليها .. حتى أنها لما قالتلي أن المساعد كان مصدوم ومكنتش فاهمه ليه … قولتلها أن مراد أعجب بيها وعلشان كده أتعامل معاها بشكل مختلف وقبل ما يتصلوا بيها قولتلها إنها هتاخد الوظيفة
ثم قال بطريقة ذات مغذى:
-حبيبتي ظلال تستاهل إنها تتقدر … وتستاهل إللي يشوفها بجد ويشوف هي قد أيه تستحق الأفضل
صمت حين أنتهت الأغنية وعاد صوت مراد يقول
-مستنين رسايلكم وأتصالاتكم علشان نتناقش في موضوع النهاردة … وخليني أسأل ظلال رأيها أيه؟
ضحكت ظلال وهي تقول بمرح:
-أنا رأيي أن الموضوع مشترك يعني ست ضعيفة وقعت تحت إيد راجل مفتري … فظهرت شخصية سي السيد … لكن في الحقيقة .. ربنا لما خلقنا … خلقنا متساوين في كل حاجة .. يعني في الطاعات وفي الموانع وفي الحساب ودخول الجنه والنار .. مين بقى إللي خلى الستات درجة تانية .. صحيح ربنا جعل الرجال قومون على النساء لكن بما أنفقوا .. ربنا عارف إننا بطبعنا عاطفيين ومشاعرنا بتحركنا علشان كده خلى الراجل بما أنه المفروض شخص ذو عقل حكيم وحكمة في التفكير وعنده بعد نظر وبيوزن كل الأمور بعقله مش بعاطفته .. فوضع في إيده بعض الأمور زي قرار الطلاق مثلًا … كمان فكرة القوامة تعني أنه يقوم بخدمة المرأة يعني يوفر ليها كل حاجة .. هو إللي يشتغل ويتعب وهي تبقى مسؤلة منه
ليضحك مراد وهو يقول بعدم تصديق
-متوقعتش كلامك الحقيقة يا ظلال و إللي بيدل على ثقافتك وتدينك … طيب ما في ستات كتير بطالب بالمساواة إللي بيتقال عليهم فيمنست
ليكون الدور على ظلال في الضحك وهي تقول:
-في مقولة بتقول خدعوك ف قالوا دول مش عارفين ولا فاهمين أن ربنا كرمهم ورفع شأنهم بيناطحوا الرجاله على حاجات مش بتاعتهم أصلاً
ليعود مراد ويضحك من جديد وهو يقول بمرح:
-هيقلبوا عليكي .. لكن أنا بأيد رأيك وشايف إنك معاكي حق
وتوالت الإتصالات على البرنامج والمناقشات والأغاني المميزة التي كانت تناسب الحلقة بشده
كل هذا وعدنان يغلي من الغضب كلما أستمع لصوت ضحكات مراد على كلمات ظلال أو مزاحه معها
وكان كل من أدهم وشُكران يلاحظان حالته ويتعمدون التعليق على ما يستمعون إليه من ظلال ومراد حتى يضعوه أمام حقيقته .. وللأسف كانوا يضغطون بكل ما لديهم من قوة على جرح كرامته ورجولته
~~~~~~~~
وبالأستديو أشار المخرج لمراد أن يختم الحلقة التي أمتدت لمدة نصف ساعة بعد موعدها الأصلي بسبب الحماس القوي بين مراد وظلال وكثرة الإتصالات
ليقول مراد بمرح
-رغم حماسنا الشديد لإستمرار منقشتنا النهاردة لكن للأسف حلقتنا خلصت ومعادنا بكرة يتجدد معاكم
-وكل يوم عندنا موضوع جديد نتناقش فيه .. زي النهاردة كده
أكملت ظلال كلمات مراد الذي قال بمرح:
-ظلال نويا تخلص علينا جميعًا .. وأنا سعيد جدًا بحماسها ده وأحب أسألها .. تحبي نختم حلقتنا بأيه
صمتت ظلال لثواني ثم قالت بحماس:
-خلينا نختم حلقتنا بأغنيه رومانسيه مميزة علشان نأكد على مبدأ الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .. ف نسمع أغنيه من أول دقيقة لسعد المجرد وإليسا
-واو إختيار ممتاز ظلال .. نسمع مع بعض أغنيه من أول دقيقة .. على موعد بلقانا غدًا … سلااام
أشار لهم المخرج بأبهامه بسعادة لينظر مراد إلى ظلال وقال
-ناويه تطيريني من هنا ولا أيه؟!
أحمرت وجنتي ظلال وقالت بخوف:
-هو أنا عملت حاجة غلط؟!
أقترب منها قليلًا وقال
-بالعكس كنتِ ممتازة .. وفوق الممتازة كمان .. وهيبقى ليكي مستقبل باهر
وتركها وغادر الغرفة لتقفز بسعادة وغادرت خلفه حتى يتناقشوا في موضوع الغد
~~~~~~~~~~
وصل إلى الشركة بعد إنتهاء البرنامج … وإتصاله بأخته ليهنئها ويطمئن عليها
كان بداخله إحساس مختلف .. أنه يهفوا للوصول إلى مكتبه في أسرع وقت …. يريد أن يراها … لقد أشتاق لأسلوبها .. إبتسامتها .. مزاحها المحبب
اليوم هو اليوم الأول لها بمفردها … رحلت رجاء
وصل أمام المكتب ليجدها ترتب بعض الأوراق وهي تعطيه ظهرها يشعر بها متوتره وكأن هناك شيء ضائع منها وهي تبحث عنه
أقترب بخطوات ثابته قويه كعادته .. ليصلها صوت خطواته على الأرض المثقلة لتعتدل تنظر إليه ببعض التوتر والقلق ليضيق عينيه ينظر إليها بتفحص وهو يقول
-صباح الخير يا سليمة هانم .. أخبارك أيه النهاردة؟!
شعرت بالإندهاش وهي تتذكر ما حصل بالأمس … النظرات …الكلمات … ولمسة اليد العفوية .. هل يراها الأن فتاة رخيصه بسبب محاولتها مساعدته
وقبل أن تقول شيء قال هو بقلق
-في أيه يا سليمة أنتِ كويسه؟ في حاجة حصلت مزعلاكي ولا أنتِ عيانه ولا أيه؟!
إزداد إحساسها بالإندهاش .. لكنها قالت بصوت ضعيف
-أنا كويسة بس منمتش إمبارح كويس
أومأ بنعم وهو يقول بصدق
-أطلبي قهوة هتساعدك شوية على الفوقان ومتقلقيش هراعي تعبك مش هعمل فيكي زي ما عملتي فيا إمبارح .. من إجتماع لأجتماع
لتبتسم وهي تتذكر جملته “متقوليش أن فيه مواعيد تانيه .. هو أنتِ إيه معندكيش مديرين ورق ربنا ما يحكمك على مدرين غلابه زي تاني”
ليقول هو بمرح ووجه طفولي مشاغب
-شوفتي أنتِ شريرة إزاي .. وأنا مدير طيب وغلبان
لتضحك بصوت عالي ليقطب جبينه ورسم الجدية على ملامحه وهو يقول
-يلا يا آنسه ورانا شغل إحنا جاين نهزر
وغمز لها وهو يمر بجانبها متوجهًا إلى مكتبه لتتلون وجنتيها بخجل وهي تمسك بمفكرتها وتدلف خلفه
~~~~~~~~~~~~~
غادر عدنان القصر بأكمله فهو لم يعد يحتمل تلميحات جدته ولا كلمات أدهم الموحيه … ويهرب من مواجهة ظلال بعد عودتها من الأستديو
وصل إلى ذلك الجبل العالي وأوقف السيارة بالقرب من الحافة وبسبب الشمس لم يغادر السيارة فهو لا يتحمل حراره الشمس … لكنه ظل بداخلها ينظر إلى المدينة العتيقة وهو يفكر يتألم حتى أن هناك دمعه حزينه غادرت عينيه والذي لم ولن يراها أحد … الكل يرى عدنان ذلك الشخص العابث المستهتر كثير العلاقات … لكن لا أحد يعرف حقيقته …. حقيقته التي أكتشفها في ذلك اليوم والتي صدمته وجعلته يدرك نتيجة تعديه لحدود الله … أغمض عينيه وهو يتذكر حين كان خارج البلاد لخوض أحد المنافسات الذي أصيب فيها بكسر في أحد ضلوعه وحينها قام الطبيب بعمل فحص شامل له وكانت الصدمة حين ظهر في التحاليل ما جعل الطبيب يعيد التحاليل ثلاث مرات وفي كل مره نفس النتيجه “عدنان الخشاب” مصاب ب “HIV”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى