رواية عروسي الصغيرة الفصل العاشر 10 بقلم سارة علي
رواية عروسي الصغيرة الفصل العاشر 10 بقلم سارة علي |
رواية عروسي الصغيرة الفصل العاشر 10 بقلم سارة علي
دلفت شمس الى منزلها ثم التفتت الى الخلف لتجد رائد واقفا عند الباب …
تحدثت له بجدية :
” ادخل …لماذا انت واقف هنا …؟!”
اخذ نفسا عميقا قبل ان يلج الى الداخل ….
اقترب منها وسألها بقلق حقيقي :
” هل انت بخير …؟!”
منحته ابتسامة خفيفة واجابته :
” لا تقلق …اصبحت افضل بكثير الان …”
ثم اردفت بجدية :
” ما رأيك ان تبقى معي قليلا لاني ارغب في سؤالك عن بعض الأشياء التي تخص المشروع …”
اومأ رائد برأسه وقال :
” كما تريدين … “
” سوف اغير ملابسي لاخرى مريحة وأاتي اليك …”
هز رأسه بتفهم بينما صعدت هي الى غرفتها لتغير ملابسها …
وقفت امام خزانة ملابسها تفكر في الشيء المناسب الذي ترتديه …
وقع اختيارها اخيرا على قميص نوم ذهبي اللون طويل يصل الى كاحلها … عندما تراه لاول مرة يبدو لك محتشم ولكن حينما ترتديه يظهر منحنيات الجسد بشكل مثير وجذاب …
ارتدته شمس ثم ارتدت فوق الروب الخاص به ووضعت الكثير من العطر على جسدها ثم سرحت شعرها الناعم بسرعة وخرجت لرائد الذي ينتظرها بالاسفل …
وجدته جالسا على الكنبة يقلب في احدى المجلات …
ما ان رأها حتى اتسعت عيناه بصدمة مما ترتديه …
ابتلع ريقه وقد سيطر شعور التوتر عليه …
اقتربت شمس منه وقالت :
” سوف اذهب الى مكتبي لاجلب اوراق المشروع … انتظرني لحظة ..”
ثم ذهبت بسرعة الى المكتب وجلبت اوراق المشروع لتضعها على الطاولة وتجلس بجانب رائد الذي ابتعد لا اراديا قليلا عنها خاصة حينما تخلل عطرها القوي حواسه …
اخذت تسأله عن اشياء تخص المشروع وهو يجيبها بسرعة رغبة منه بالهروب منها باقرب فرصة …
فجأة وجدها تضع كف يدها على جبينها وهي تأن بوجع فاقترب منها متسائلا بلهفة :
” شمس …هل انت بخير …؟!”
اجابته وهي تمسد جبينها :
” الم قوي …لكنه ذهب الان …”
تنهد بارتياح فقالت متسائلة :
” هل تخاف علي …؟!”
اجابها بنبرة جادة :
” وهل لديك شك بهذا …؟!”
مسكت يده بكف يدها وهزت برأسها نفيا قبل ان تردف بحب :
” اطلاقا …”
حل الصمت بينهما للحظات قطعته وهي تقول :
” لقد تغيرت كثيرا … “
” للافضل ام الاسوء …؟!”
منحته ابتسامة خافتة وقالت:
” لقد ازددت وسامة ورجولةة… “
” اصبحت عجوزا …”
قالها بمزاح لتضربه على كتفه وتقول :
” سوف تظل اوسم رجل في نظري حتى حينما تصبح عجوزا …”
” حقا ..؟!” سألها مصدوما من اعترافها لتجيبه بصدق وتنهيدة :
” حقا …!!!”
مدت شمس يدها واخذت تعبث بلحيته وهي تقول :
” حينما كنا متزوجين لم يكن لديك لحية …”
ابتسم على حديثها ثم مسك كف يدها وطبع عليه قبلة احمرت وجنتاها بسببها …
” شمس …”
ناداها برقة لتهمس بخفوت :
” نعم …”
ابتلع ريقه وقال :
” احبك …”
اقتربت منه اكثر حتى باتت المسافة بينهما صغيرة للغاية وتسائلت بلهفة :
” ماذا قلت …؟!”
كررها بثقة اكبر :
” احبك …”
ما ان كررها على مسامعها حتى قربت ثغرها من ثغره وطبعت قبلة خفيفة على شفتيه …
قبلة تاقت لها مرارا بعدما جربتها لاول مرة معه …
تراجعت الى الخلف وقد سيطر الخجل عليها واحمرت وجنتيها ليتطلع رائد اليها مندهشا مما فعلته …
لحظات قليلة واختفت دهشته وحل محلها شعور الرغبة والاحتياج فجذبها نحوه من ذراعيه واخذ يقبلها بشغف اما هي فتجاوبت معه بشغف اكبر …
ابتعد عنها بعد لحظات وهو يلهث بقوة كبيرة ثم نهض من مكانه وقرر الابتعاد عنها فهو ليس بحمل لان يتطور الموضوع لشيء اكبرر…
لكن يدها امتدت نحو سترته تجرها عنوة وترفض ان يغادر ويتركها بعدما غزاها بعاطفته :
” رائد لا تتركني …”
وهنا بعدما اصبحت بين يديه … طوع قلبه .. لم يعد مجال لدخول العقل في معادلة نتيجتها باتت معروفة… ولم يعد هناك فرصة اخرى سوى رفع راية الاستسلام …
حملها بين يديه ودلف بها الى غرفة نومها ليمارس معها فنون عشقه … يعوض حرمانه منها لسنوات طويلة …
وضعها على السرير ثم بدأ يقبلها مرة اخرى بشوق ولهفة كبيرين اما هي فاستسلمت له بشوق اكبر وهي تحاول ان تكون على قدر اماله وطموحاته وتوازي رجولته ورغبته بها …تحاول ان تثبت له بانها امرأة بحق ولم تعد طفلة صغيرة …امرأة قادرة على اشباع رجولته ومجاراته في عشقه الكبير …
كانت ليلة لا تنسى لكليهما … ليلة مليئة بالعشق والشغف …ليلة حفرت في ذهن كليهما … كلماته وهمساته لها … انينها باسمه … الشوق الجارف لبعضيهما … كل شيء كان مليء بالعشق والغرام والهوى …
……………
في صباح اليوم التالي …
استيقظت من نومها لتجد الفراش خاليا بجانبها …
ابتلعت ريقها وادمعت عيناها وقد تسربت المخاوف الى قلبها …
مخاوف من ان يندم او يهرب منها كما فعل مسبقا …
لكنها على عكس ما توقعت وجدته يخرج من الحمام الملحق بغرفتها وهو يغلق ازرار قميصه …
سارعت لارتداء ملابسها امام عينيه قبل ان تنهض من مكانها وتقترب منه وتقول :
” صباح الخير …”
رد بجدية :
” صباح النور …”
ثم اردف بتردد :
” شمس انا ….”
لكنها قاطعته :
” لا تقل شيئا يا رائد …ما حدث البارحة كان خطئا مني …”
” خطأ ..”
رددها بذهول لتكمل بأسف :
” نعم …لا اعرف كيف استسلمت بهذه السهولة لرغبتي …. ما كان يجب علي ان افعل هذا ….”
” ولكن شمس …البارحة ..”
عادت وقاطعته :
” ارجوك انسى جميع ما حدث …فانا لا رغبة لي بتذكر هذه الليلة المشينة …”
” لماذا نمت معي اذا طالما هي بنظرك ليلة مشينة …؟!”
قاطعها بغضب حقيقي وهو يهزها من ذراعها بعنف لتجيبه بصراحة :
” لانني اردت ان اثبت لنفسي انك ما زلت تريدني وترغب بي ….”
” ماذا تقصدين …؟! هل تمزحين معي يا شمس …؟!”
رددها بذهول مما يسمعه لتحرر ذراعها من قبضته وتقول بقسوة :
” انا لا امزح يا هذا … انا اقول الحقيقة …انت لم تكن سوى تجربة بالنسبة لي …تجربة أثبت من خلالها لنفسي انني ما زلت مرغوبة …. واثبت بها لك انك تعشقني … ماذا كنت تظن …؟! هل خيل لك بأنني فعلت هذا لنعود سويا …؟! “
” ولما لا ..؟!”
سألها مصعوقا من المسار الذي ذهب اليه حديثهما لترد باستنكار :
” ألا ترى حجم الفروق التي بيننا يا رائد …؟! فروق عمرية ومادية …اشياء كثيرة … مالذي يجبرني على العودة اليك وانت تكبرني بعشريت عاما و ….”
قاطعها بغضب :
” يكفي لا اريد سماع المزيد منك …”
ثم اتجه نحو السرير وحمل سترته وعاد مقتربا منها قائلا بجدية والالم واضح في عينيه :
” ما حدث سوف يظل بيننا ….لن يعلم به احد سوانا … واسف على ازعاجي لك سيدة شمس …”
ثم رحل ….
جلست على السرير وهي ترتجف من رأسها الى اخمص قدميها بينما هطلت الدموع الغزيرة من عينيها…
لقد حققت مرادها اخيرا ونالت انتقامها منه …ولكنها لم تكن سعيدة كما توقعت …!!!
يتبع..
لقراءة الفصل الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية جبروت امرأة للكاتبة آلاء صبري