روايات

قصة سيدنا لوط عليه السلام الجزء الأول 1 بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا لوط عليه السلام الجزء الأول 1 بقلم شيماء هاني شحاتة

مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة
مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا لوط عليه السلام الجزء الأول

«قصة سيدنا لوط عليه السلام»

“معنى اسم نبى الله لوط عليه السلام”
هو اسم أعجمي وليس اسم عربى ولا يمت بأى صلة من قريب أو بعيد للفعل القبيح الذى فعله قومه فلا يليق بنبي كريم من أنبياء الله أن يكون مشتقاً من أى لفظ غير طيب مثل الفعل لاط.

“نسب سيدنا لوط عليه السلام”
هو لوط بن هاران بن تارح ( وتارح هو ءازر). وهاران هو أخو سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام. فهو إذا ابن أخي إبراهيم عليه السلام وكان يتبع ملة سيدنا إبراهيم مسلما لله. وقد كان يعيش فى جوار عمه ابراهيم حتى أعطاه الله سبحانه النبوة وأرسله الله إلى قومه يدعوهم فى الأردن بمكان يدعى سدوم بالقرب من البحر الميت. وكانت لهم مدائن أربع، وكان عددهم يزيد على أربعمائة ألف.

 

 

_ وقد بُعث سيدنا لوط عليه السلام فى زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام كما سوف نرى ف الآيات القرآنية التى ذكرت حديث سيدنا لوط مع سيدنا ابراهيم فى بعض المواقف. وقد كان قوم سيدنا لوط عليه السلام قوماً فاسدين، اعتادوا فعل المنكرات والفواحش فى سابقة لم يفعلها أى إنسان منذ بدء الخليقة. فقد كان قوم سيدنا لوط لا يتزوجون النساء مثل الفطرة السليمة للبشر التى خلقهم الله عليها، بل هم خالفوا فطرتهم وصاروا يمارسون الفاحشة مع الرجال، لايثنيهم عن ذلك احترام الضيف أو لأى غريب عنهم، فما يلبث أن يقع بين أيديهم أى غريب عن بلادهم، إلا أرادوا فعل الفاحشة معه.

وقد قيل فى منشأ تلك العادة الخبيثة لدى هؤلاء الهالكون، أنهم قد مرت عليهم فترة من القرح والقحط الشديدين. فقال أخبثهم وقد أضلهم الشيطان أن سبب افتقارهم هو أن بساتينهم يمر عليها الغرباء وعابري السبيل ويقطفون من ثمارها . فقرروا أن أى عابر سبيل يجدوه سوف يفعلون به تلك الفاحشة العظيمة حتى تعود الاحوال الى الغنى والرخاء كما كانت من قبل. ولكنهم تمادوا فى غيهم وقد جعلوا تلك سنتهم وعادتهم فيما بعد.

ظل نبى الله لوط عليه السلام يدعو قومه إلى العودة إلى طريق المولى سبحانه، وتغليب فطرتهم السليمة على شهوتهم المنحرفة تلك. لكن قومه عاندوا وطغوا ولم يؤمن به عليه السلام إلا أهل بيته، ماعدا زوجته فقد بقيت على ملة الكفر والفساد.

“قصة الملائكة ضيوف لوط عليه السلام”
بعد أن يأس سيدنا لوط عليه السلام من قومه وارهقه فسادهم وانغماسهم فى الشهوات، دعا الله أن ينجه وأهله من هؤلاء القوم الظالمين. وقد استجاب إليه الله سبحانه وتعالى وأرسل الملائكة له ليخبروه عن ميعاد هلاك قومه ويأمروه بالرجيل من بينهم. وقد ارسل الله هؤلاء الملائكة على هيئة شباب فى غاية الجمال والوسامة، وقد كان هذا لاقامة الحجة الكاملة على قوم لوط قبل هلاكهم.

 

 

وصلت الملائكة إلى بيت سيدنا لوط وقد رحب بهم نبى الله لوط فى توتر وخاف من قومه إذا رأو ضيوفه الكرام. ولأن وصول الملائكة كان فى وقت الظهيرة فقد خشى عليهم النبى من قومه الشرار وأفعالهم الفاسدة بكل ضيف وغريب.

الأدهى والأمر فى القصة أن من أبلغ قوم لوط بقدوم الضيوف كانت امرأته قبحها الله.

حضر قوم لوط عندما عرفوا الأمر إلى بيته، وظل لوطاً عليه السلام يحدثهم من وراء الأبواب المغلقة حفاظاً على ضيوفه. ظل يعظهم عليه السلام حتى انه عرض عليهم الزواج من بناته وترك المنكر الذى لم يفعله أحداً من قبلهم ابداً. بالطبع رفض قومه الفاسدون وقالوا له أن تعرف ما الذي نريد. حزِن النبى الكريم فلم يكن باستطاعته حماية ضيوفه. وهنا كشفت له الملائكة حقيقتها وأنهم رُسل من عند الله ليخبروه بميعاد إهلاك قومه. وحين لم يستطع سيدنا لوط عليه السلام من منع قومه من اقتحام المنزل والهجوم على الضيوف، استأذن سيدنا جبريل عليه السلام ربه فضرب بطرف جناحه، فطُمست أعينهم فلم يستطيعوا تحسس طريقهم للدخول.

أمرته الملائكة أن يخرج مع أهله ليلا لمغادرة مكان قومه. وقالوا له أن يخبر جميه أهله ألا يلتفتوا للخلف أبداً وألا ينظروا لما يحدث من خلفهم، إلا امرأته فليتركها تنظر ليصيبها ماأصابهم فقد ارتضت أفعالهم.

وبالفعل خرج لوط وأهله ليلا، وحين سمعت امرأته هول مايحدث ونزول صيحة العذاب، التفتت وقالت: واقوماه!. فأصابتها إحدى الأحجار وهلكت مع من هلك.

 

 

 

هيئة العذاب الذي أنزلته الملائكة لقوم نبي الله لوط عليه السلام
يقال أن سيدنا جبريل ذو القوة المكين كما قال عنه ربه، قد أدخل ريشة واحدة من أجنحته فى الأرض فاقتلعها من أسفلهم حتى سمعت الملائكة من أهل السماء الأولى أصوات صياح الديوك وصراخ الناس. ثم قلبها عليه السلام فجعل عاليها سافلها. كما أُرسل عليهم أيضا صيحة العذاب، وأمطرهم الله بحجارة من سجل منضود.

ملحوظة: هؤلاء الملائكة الكرام وهم جبريل وميكائيل واسرافيل. وهم نفس الملائكة التى أرسلها الله إلى سيدنا ابراهيم ليبشروه بولده إسحاق ومن بعده يعقوب عليهم السلام جميعا. وقد مروا بسيدنا لوط لعد تبشيرهم لإبراهيم عليهما السلام. حتى أنه فى تفسير الآيات الكريمات من سورة هود، أن نبي الله إبراهيم قد حاول الاعتراض إذ تمنى الهداية واعطاء المزيد من الفرص لقوم لوط، فأمره الله سبحانه بالإعراض عن هذا الأمر والرضوخ لأمره عز وجل.

يتبع الجزء الثاني من قصة سيدنا لوط عليه السلام …

لقراءة الجزء التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع قصص الأنبياء اضغط على : (مجموعة قصص الأنبياء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى