رواية يا ليت كنت لي الفصل الرابع 4 بقلم هدير محمد
رواية يا ليت كنت لي الجزء الرابع
رواية يا ليت كنت لي البارت الرابع
رواية يا ليت كنت لي الحلقة الرابعة
‘ يوسف أنت…
و قبل ما اكمل جملتي… خطفني ب بو*سة رقيقة لطيفة… حاولت ابعد بس رفض و ضمني له أكتر… هديت و اندمجت معاه و بادلته الحضن… فجأة بِعِد عني و قال بتفاجىء
” مينفعش… مينفعش !
‘ هو ايه اللي مينفعش ؟
” مينفعش ادخل حياتك… والله مش هينفع… أنا آسف يا رنا…
فتح الباب و خرج… جريت وراه و فضلت انادي عليه… لكن تجاهلني و ركب عربيته و شغالها و مشي بسرعة… اختفى !
وقفت في نص الشارع مش عارفة اعمل ايه… أثره اختفى تماماً… دموعي نزلوا من عيوني… لما ظهر قدامه كأنه قدملي حياة جديدة و قلبي كان هيقف من الفرحة… في لحظة قدر ياخدها مني تاني !!
طالما أنت ناوي تمشي تاني… ليه ظهرت قدامي هااا ؟ أنا ما صدقت اقتنعت إنك م*يت… ليه تعرفني إنك عايش و تقعد معايا خمس دقايق و ترجع تختفي تاني… ليه يا يوسف ؟
رجعت دخلت الكافيه… كملت تنضيف بالعافية… خلصت و قفلته و مشيت… رجعت البيت قلبي مك*سور و وج*عني أوي… حاولت انام معرفتش بسبب التفكير فيه طول الليل… همو*ت و اعرف سبب بُعده عني !
” بكره الصبح تخرج تحجز تذاكر طيران على كندا…
• بس أنت قولت يا هلال إنك هتقعد شهر في مصر… ايه اللي تغير ؟
” مفيش حاجة هعملها في مصر تاني… يبقى نرجع على كندا… المهم احجزلنا التذاكر و جهزوا نفسكم عشان هنرجع خلال اسبوع…
• تمام يا هلال…
مشي حسام… قفل ياسين على نفسه باب اوضته… نام على سريره… بيفكر فيها و بيكلم نفسه
” أنت واحد غبي يا ياسين… غبي بجد… مكنتش ظهرت قدامها طالما هتسيبها… استفادت ايه هي من ظهورك و اختفائك في نفس اللحظة !!
” يا ترى بتفكر في ايه دلوقتي… تلاقي رأسها هتنف*جر من التفكير في سبب اختفائك ده…
” غلطت لما عرفتها إني لسه عايش… كانت عايشة زي الفل من غيري… ايه اللي هيزيد في حياتها لما تعرف إني عايش ؟ ولا حاجة !!
” تخيل بس يا ياسين… تخيل لو رنا عرفت إنك أنت مُهر*ب الأسلحة اللي كندا قالبة عليه الدنيا… هتعمل ايه رنا لما تعرف إن الشاب اللي حبته و اتعلقت بيه مجرد واحد قذ*ر… عمرها ما هتبقلك في حياتها و أنت كده… و أنت عمرك ما هتقدر تسيب الطريق ده… يبقى ليه عرّفتها إنك عاايش من الاساس !!
رمى ياسين المخدة على الأرض بعصبية و قال
” غلط… كل حاجة بتعملها غلط… حياتك كلها مبنية على الغلط… عمرك ما عملت حاجة وحدة صح !
” بس أنا ضعفت أوي لما شوفتها… كنت عايز اقابلها بأي طريقة… بس حصل ايه في الآخر… سيبتها من غير ما افسرلها أي حاجة… سيبتها لتفكيرها يفضل ياكل فيها لغاية ما تتعب نفسياً… أنا مني لله… ياريت امو*ت بجد و ارتاح من كل ده !!
عيط تلقائيا… و دي أول مرة يعيط فيها من فترة… قلبه وج*عها عليها… حاسس بالذنب و تأنيب ضمير رهيب… صراع كبير جواه… صراع بين حياته و طريقه اللي اختاره بنفسه و البنت اللي بيحبها… و اللي بسببها أول مرة يفكر في نتيجة اللي بيعمله… بيحبها… بس ميقدرش يسيب حياته دي… ولا يقدر يدخل حياتها و هو كده !
* لو سمحتي… عايز اتنين آيس كوفي هنا…
‘ حاضر يا فندم…
‘ اتنين آيس كوفي يا سيف…
– ماشي يا رنا…
سيف عملهم و اخدتهم منه و روحت قدمتهم…
– بقولك ايه… اعملك قهوة معايا ؟
‘ لا مش عايزة
– بصي أنا حاسس من اول ما جيتي الصبح و انتي مضايقة… دي مش رنا اللي أنا اعرفها…
‘ شوية صداع و هيرحوا لحالهم…
– متأكدة ؟
‘ اه…
– طب خدي الخبر ده… صاحب الكافيه جاي يبص بصة على شغلنا…
‘ ما يجي… احنا بنعمل شغلنا و زيادة كمان…
– أنا بقولك كده مش عشان اخوفك منه… بقولك كده عشان شايفك متعصبة لوحدك… وهو عصبي برضو… ف خايف ل تمسكوا في رقبة بعض زي العادة… بقولك يعني طولي بالك عليه… مش عايزين مشاكل معاه زي ساعتها…
‘ خلاص يا سيف متقلقش…
– ربنا يستر….
‘ بقولك يا سيف…
– نعم ؟
‘ اعملي كوباية لبن تروق بالي قبل ما اشوف وشه النطع ده…
– حاضر 😂
صاحب الكافيه ده معاه سلسلة كافيهات على جميع مستوى المحافظات… دايما لما يجي يبص على الفرع اللي أنا شغالة فيه… لازم اتخانق معاه… لازم يجي يعدل على شغلي أنا و سيف مع أننا شايلين الكافيه على أكتافنا و مفيش ذرة تراب و عمرنا ما قصرنا في شغلنا بس لازم يطلع عُقدته علينا… واحد متكبر و مغرور…و حاسس أنه امتلك الدنيا و ما فيها عشان معاه كام كافيه مشهور هنا و هناك…
صحي ياسين و قام يغسل وشه… مسك الفوطة ينشف وشه… بص على نفسه في المراية… افتكر اللي حصل امبارح… افتكر لحظة ما حضنها…
” ياريت لو حياتي كانت وقفت على اللحظة دي… و أنا مخبيكي بين ضلوعي حسيت إني بملك الدنيا و ما فيها… حسيت إني واحد تاني خاالص و أنا معاكي !!
رجع على اوضته و بدأ يعمل تمارينه المعتادة… دخل عليه حسام اللي كان معاه فطاره
• أحلى فطار ملوكي لأحلى هلال في الدنيا…
ضحك ياسين و حسام حط صنية الفطار على الترابيزة… لسه حسام هيمشي ف وقفه ياسين
” تعالى افطر معايا…
• أنا ؟
” اه… مالك مستغرب ليه ؟
• اصل من اول اشتغلت معاك عمري ما شوفتك بتاكل مع حد عشان كده استغربت… على العموم اصلا أنا هاكل مع الرجالة تحت…
” لا اقعد هنا…
قعد حسام و ياسين كمان قعد… اخد ياسين كوباية الكابتشينو بتاعته و بدأ يشربها…
” مالك ساكت كده ليه ؟ ما تاكل يا حسام…
• ده فطارك أنت يا هلال…
” و ماله يا بني… ما الأكل كتير اهو… أنا مش غول لدرجة إني هاكل كل ده لوحدي… يلا كُل
• حاضر…
بدأوا يفطروا سوا… حسام كان مستغرب أوي… لانه من اول ما عرف ياسين و هو عارف انه مبيحبش حد ياكل معاه على ترابيزة وحدة…
• بقولك يا هلال صح… قبل ما انسى… مايكل اتصل عليا…
” مايكل مين ؟
• ده اللي طلب منك ساعتها تعديله سفينته من على الحدود و أنت رفضت عشان هو طلب منك تنزل المبلغ اللي أنت حددته…
” ما أنا رفضت اهو… اتصل ليه تاني ؟
• قالي اقولك أنه وافق على المبلغ و مستعد يدفعه كاش كمان…
” الآه… ايه اللي اتغير ؟
• مش لاقي حد عارف و دارس زيك يعديله سفينته بدون عِلم الحكومة… ف رجعلك زي الك*لب و وافق يدفع الفلوس… هااا اقوله إنك موافق ؟
” لا مش موافق…
• ليه يا هلال… ما هو رضي اهو يدفعلك المبلغ… و كاش كمان…
” طالما هو رفض يدفع في الأول يبقى خليه عندك كلمته… مفيش راجل يرجع في كلمته… طالما مش اد كلامه يبقى مفيش مصلحة له معايا… خلي الحكومة تعديله سفينته… مش ناقص قرف…
• اللي تشوفه يا هلال… معلش بس في السؤال… أنا حاسس إنك مضايق النهاردة… مالك يا هلال ؟
” حبيت قبل كده يا حسام ؟
• ايه علاقة سؤالي ب سؤالك ؟
” رد عليا بس… حبيت قبل كده ؟
• اه طبعا…
” اتجوزتها ؟
ضحك حسام بسخرية و قال
• اتجوز مين يا هلال… دي لما عرفت إني بشتغل مُهر*ب أسلحة… كرهتني و بعدت عني نهائيا… عندها حق… ايه اللي هيجبرها انها تحب واحد زيي… يلا يارب تلاقي الشاب اللي بتحلم بيه…
لما سمع ياسين الكلمتين دول… كأنه شاف قدامه رنا لما تعرف أنه مُهر*ب أسلحة و تبعد عنه و تكر*هه… اتنهد بتعب و قال
” و هي نسيتك خالص على كده ؟
• أكيد… قالتلي انها بقت تكر*هني… لاني مرضيتش اسيب الطريق ده… بس اعمل ايه… هو انا لو لقيت شغلانة محترمة مكنتش هشتغلها يعني… ولو كنت سيبت الطريق ده هي كانت اول وحدة تعايرني بفقري ده…
” و أنت شايف انها ممكن تعايرك ؟
• ليه لا… ممكن عادي
” عندك حق… الواحد قي الزمن ده لو مفكرش في نفسه قبل أي حد… الناس كلها هتذ*له و تك*سره… الفلوس قوة ملهاش حدود… كله عند الفلوس بيدور على نفسه… و ده اللي أنا عملته لما فهمت طبيعة الناس بره… فهمت إن كله وحش و بيدو*س على التاني مقابل جنيه… و أنا بعمل زيهم… و مش هسمح لنفسي اعيش نفس الذُل اللي عيشته قبل كده…
• عين العقل يا هلال…
ربت ياسين على كتف حسام و قال
” كمل فطارك أنت و بعد كده خُد الرجالة على المخزن و رتبولي كل حتة سلاح جواه… مش عايز عبث هااا…
• حاضر يا هلال…
دخل صاحب الكافيه… كان شاب في سن العشرين… وسيم و رياضي و لابس سويت شيرت اسود… أول ما دخلت الكافيه كل البنات اللي موجودين مشالوش عيونهم من عليه… قلع نضارته الشمس و بدأ يتفحص كل ركن في الكافيه… كنت واقفة ماسكة اعصابي بالعافية… مش بطيق اشوف وشه ده…
* امممم… لا كويس… نضافة و زباين كتير… حلو أوي… بس فرع الشرقية فيه زباين اكتر من كده… بعدين مش راشين معطر جو ليه ؟
‘ ما احنا مقعدين الناس على اد عدد الترابيزات اللي هنا… و لا نقعد كل اتنين في كرسي واحد… مش فاهمة يعني فين النقص ؟
خبطني سيف على كتفي و همس في ودني
– ارجوكي يا رنا بلاش خناقة… هو اصلا مستقصد يقول كده عشان يستفزك و انتي بتعملي اللي عايزه على كده… ارجوكي اسكتي بالله عليكي…
‘ خرست اهو !!
بصلي و قال
* مش اقصد نقعد كل اتنين في كرسي واحد… قصدي نزود عدد الترابيزات اللي هنا… و نهدم الحيطة اللي على اليمين دي و نعمل مكانها شباك بحيث الشمس تدخل أكتر… ولا انتي ايه رأيك يا رنا ؟
‘ اللي تشوفه يا استاذ خالد…
* ما أنا عايز اسمع رأيك برضو…
‘ والله أنا شايفة اننا نك*سر الحيطة اللي على الشمال احسن لانها في اتجاه افقي للشمس… و كده نزود عدد الشبابيك اللي هنا و في نفس الوقت نستفيد من ضوء الشمس كله…
* طب لما يجي الصيف… مش كده هيبقى حر أوي على الناس ؟
‘ نغير نظام ترتيب الترابيزات و الكراسي بعكس الاتجاه و كده تتحل المشكلة…
* بتعجبني دماغك أوي… عشان كده مهما تتخانقي معايا مش بطردك عشان محتاج أوي زي عقلك و طريقة تفكيرك دي…
‘ عن اذنك اروح اشوف الزباين…
* لا استني خليكي… روح يا سيف أنت شوف الناس عايزين ايه…
– حاضر يا استاذ…
* تعالي بره يا رنا عايزك…
روحت وراه… ركب عربيته و شاورلي اركب… موافقتش ف قال
* هنتكلم في العربية بدل الدوشة اللي جوه دي…
نفخت بضيق و ركبت العربية… بصلي و قال
* هو انتي ايه حكايتك معايا… مالك مش طيقاني كده ليه ؟
‘ عشان مش بتقدر المجهود اللي أنا و سيف بنبذله في الكافيه بتاع حضرتك…
* مش بقدر مجهودكم ازاي ؟
‘ يعني لما بتيجي آخر كل شهر زي كده على الفرع ده… لازم تطلع كوم عيوب في شغلنا…
* هو غلط اننا اعدل على شغلكم في الكافيه بتاعي ؟
‘ لا مش غلط… هو أنا قولت أنه غلط ؟ أنا مقولتش حاجة…
* طب فهميني قصدك…
‘ قصدي يعني أنا و سيف عاملين شغلنا على اكمل صورة… هل مرة جيت لقيت في الكافيه ذرة تراب ؟
* لا…
‘ هل حد جه اشتكالك من معاملتي للناس ؟ أو حد جه قالك سيف بيقدم مشاريب طعمها وحش للناس ؟ هل مرة نصبت عليك أنا و سيف في الفلوس اللي بيكسبها الكافيه كل يوم أو مرة اتخانقت مع حد من الزباين؟
* الصراحة لا…
‘ يبقى فين التقصير في شغلنا بالظبط ؟
* معطر الج…
‘ معطر الجو خلص و كنت خارجة اشتري بس حضرتك جيت بدري…
* هو انتي ازاي عندك اجابة لكل سؤال كده…
‘ عشان أنا مقصرتش في حاجة و بعمل شغلي بضمير و زيادة أوي كمان… و لو فيه تقصير في شغلي هاجي اقول لحضرتك بنفسي… مش هستنى لغاية ما تيجي و تعَدل عليا… اصلا أنا بتعرض لمضايقات بسبب الكافيه ده… و مش برضى اعمل مشاكل مع الناس و بسكت… ليه بقا ؟ بسكت عشان محدش يشوه اسم الكافيه و سُمعته… و بعد كل اللي بعمله ده حضرتك جاي بكل أريحية كده و تقولي أنا مقصرة في شغلي ؟؟؟
* مين اللي ضايقك ؟
‘ مش مهم مين… بس هم من زباين الكافيه…
* طب أنا بتأسفلك مكانهم و حقك عليا ولو حد ضايقك تاني قوليلي… ايه اللي هيرضيكي ؟ ازود مرتبك ؟
‘ مش عايزة زيادة… مرتبي مكفيني الحمد لله… لو عايز تزود مرتب حد فينا… يبقى تزود مرتب سيف لانه بتلت تربع مرتبه بيصرفه على علاج والدته… هو الأحق بالزيادة…
* لو ده هيرضيكي… ماشي موافق… هزود مرتبه 1000 جنيه كمان… ولو احتاجتي زيادة في مرتبك في اي وقت بلغيني…
‘ تمام… اشكر حضرتك… عن اذنك…
فتحت العربية و دخلت الكافيه… مسكت المنيو و روحت اشوف طلبات الناس…
خالد قاعد جوه عربيته و شايفها و هي بتاخد طلبات الناس…
* عندهم حق يضايقوكي… ما انتي قمر فعلا… عمري ما شوفت بنت في جمالك و في جمال شخصيتك… بجد اللي هيكسب قلبك محظوظ اوي…
شغل خالد عربيته و مشي…
عدى الوقت و خلص اليوم و رجعت بيتي… اخدت دُش يخليني اروق… خرجت من الحمام عملت كوباية لبن بالفراولة و قعدت قدام التليفزيون بتفرج على مسلسل بحبه… فجأة تليفوني رن… كان خالد بيرن.. استغربت… دي اول مرة يرن عليا… عايز ايه ده ؟ اترددت ارد بس رن تاني و تالت… قررت ارد عليه
‘ ألو…
* اتمنى ما اكنش صحيتك من النوم…
‘ لا أنا صاحية اهو…
* طب كويس… فاضية دلوقتي ؟
‘ حضرتك بتسأل ليه ؟
* لو فاضية عايز قابلك و….
‘ لا مش فاضية
* متأكدة ؟
‘ اه متأكدة…
* طيب تمام… أنا واقف تحت العمارة اللي انتي ساكنة فيها… و الصراحة جو شارعكم حلو ف أنا قاعد شوية كمان…
اتفاجئت و قولت لنفسي عرف عنواني ازاي ده… معقولة هو تحت… طب جاي ليه ده؟ فتحت الشباك و لقيت واقف تحت فعلا !! ده كمان عملي باي من تحت و قالي في التليفون
* لو غيرتي رأيك… فأنا قاعد و مستنيكي
‘ تصبح على خير يا استاذ خالد
قفلت التليفون في وشه و نمت على الكنبة اكمل المسلسل… طول ما أنا قاعدة بفكر فيه… ايه اللي جابه ده… و عايز ايه ؟ الفضول كان هيقت*لني الصراحة… لبست الطرحة و نزلتله… لقيته ساند ضهره على عربيته و حاطط الهاند فري في ودنه و مغمض عيونه
‘ استاذ خالد…
فتح عيونه و اتعدل… لما شافني قدامه ابتسم
* كنت عارف إنك هتنزلي…
‘ قولت هبقى قل*يلة ذوق بجد لو منزلتش… يعني اكيد حضرتك جيت لغاية هنا ل سبب…
* اه فعلا جيت لسبب… ممكن نتكلم شوية ؟
‘ اتفضل
* قبل ما اتكلم… ياريت تشيلي الرسميات اللي في كلامنا… أنتي مش في الشغل عشان تقولي اتفضل و يا استاذ و الكلام ده… كلميني عادي
‘ تمام… هااا كنت عايزني في ايه ؟
* الصراحة… ومن غير لف و دوران… أنا عايز اتجوزك…
‘ نعمم !! أنت بتقول ايه ؟؟
* مالك اتفاجئتي كده ليه ؟ هو أنا طلبت منك حاجة غلط ولا ايه ؟
‘ أنت عايز تتجوزني ليه ؟ ما البنات كتير قدامك… اشمعنا انا ؟
* ده على أساس إنك مش وحدة منهم…
‘ رد على اد سؤالي… عايز تتجوزني ليه ؟
* عايز اتجوزك لانك مختلفة… اول ما جيتي و اشتغلتي في الكافيه و أنا معجب بيكي… اعجابي بيكي ده بيزداد يوم عن يوم… خصوصا إنك مش من النوع اللي منتشر دلوقتي… مش شبه بنات اليومين دول… و دي حاجة جميلة أوي…
‘ فيه بنات زيي على فكرة بس أنت مش شايف…
* مش شايفهم لأني مش شايف قدامي غيرك…
‘ يا ربي ! بُص يا استاذ خالد… أنت واحد متجوزتش قبل كده… لكن أنا اتجوزت قبل كده… مطلقة يعني…
* مش مطلقة… لما دورت على كام حاجة عنك كده… عرفت إنك انتي اللي خلعتيه…
‘ طب ما أنت عارف كل حاجة اهو… جاي تقولي عايز اتجوزك ليييه ؟
* عشان عجباني…
‘ و حضرتك اي وحدة تعجبك هتعرض عليها الجواز ولا ايه ؟
* بصي يا رنا… اللي شدني ليكي إن طريقة تفكيرك مختلفة عن اي بنت… و اللي شدني ليكي كمان إنك مش طيقاني…
‘ طالما أنا مش طيقاك و أنت عارف كده و معترف بنفسك… ايه الحلو في كده ؟
* الحلو في كده إنك انتي مش اتشديتي ليا… أنا متعود إن البنات هم اللي يعجبوا بيا و يعملوا اي حاجة عشان يلفتوا نظري و اعبرهم… عشان هم شايفين إني شاب حلو أوي ك شكل و متسابش… و أنا مش بقولك كده غروراً مني و الكلام ده… لا… أنا بقولك عشان اعرفك إنك أول بنت متشدتيش ل شكلي من بره… و دي حاجة جميلة أوي فيكي…
‘ و المطلوب مني يعني ؟
* نتجوز…
‘ طب بالراحة كده… هتستفيد ايه لما تتجوز وحدة مطلقة زيي و أنت عازب و متجوزتش قبل كده… ايه الاستفادة من كده ؟
* بصي… لو تعرفيني ولو شوية… هتعرفي إني مش بهتم أبداً للشكليات و المظاهر الخارجية… ف ميهمنيش ابدا إذا كنتي مطلقة أو ارملة أو مخلفة… أي حاجة من دول ده ماضي ليكي و أنا مليش اي حق احاسبك عليه زي ما بيعمل المجتمع كده… جوهرك شدني ليكي و عجبتيني… و ده مش من دلوقتي… ده من اول ما اشتغلتي في الكافيه من سنة… بس مرضيتش اصارحك من أولها مع اني صريح جدا… منحت نفسي وقت… قولت اشوف هل اعجابي بيكي ده مجرد فترة و هتروح لحالها ولا لا… بس الاعجاب ده مش اختفى… بالعكس… ده كِبر و بقا حاجة تانية… خايف اقولها تقومي تضر*بيني… ف جيت عرضت عليكي الجواز…
‘ و أنا مش موافقة…
ضحك و كمل
* فكري… مش هتخسري حاجة لو فكرتي… حتى لو رفضتي برضو… اهو هيبقى اسمك فكرتي…
‘ مستحيل أوافق أساسا…
* ليه ؟
اتنهدت و قولت
‘ بما إنك صارحتني بكل ذوق و رُقي… أنا كمان هصارحك… بُص… أنا بحب واحد… و مينفعش أوافق على عرض الجواز ده… لاني بحبه أي نعم هو بيمر ب فترة صعبة و مش مخليني اقف جمبه و اساعده…. بس بحبه… مش بإيدي بس قلبي اختاره هو… فأنا لو وافقت على كلامك ده… هكون بظلمك صدقني… الدنيا واسعة و البنات كتير… مهما البنات بقوا شبه بعض و نفس التفكير و نفس الطباع… هتلاقي وحدة مختلفة ما بينهم… و هتحبها و تتجوزها ان شاء الله…
هز رأسه ب آه و قال
* شكرا لصراحتك دي… آسف لو ضايقتك
‘ مفيش حاجة عادي… مجرد سوء تفاهم
* ربنا يخليكوا لبعض… بجد هو محظوظ بيكي… يارب يقدرك كويس و يقدر وجودك في حياته… عن اذنك…
ركب عربيته و مشي… الحمد لله الموقف عدى على خير… يعني عمري ما كنت اتوقع ان استاذ خالد بالذوق و الإحترام ده…
في الليل تحديدا في الغابة الساعة 1 الليل…..
‘ قولت إنك عايز تقابلني… مجتش عشانك على فكرة… جيت بس عشان ترد على اسألتي اللي أنت مشيت من غير ما تجاوبني عليها…
” هوضحلك كل حاجة… بس ارجوكي اهدي… أنا عارف إني عصبتك و ضايقتك لما سيبتك ساعتها من غير ما افسرلك أي حاجة…
‘ يلا اتكلم… أنا بسمعك اهو…
‘ حاليا مسميش يوسف… اسمي ياسين اسلام محمد… في يوم 14 سبتمبر السنة اللي فاتت… ياسر دبرلي حادث عربية… اللي انتي عرفتي من خلاله إني مو*ت… بس أنا عيشت و طلعت حي… عرفت أنه مش هيسيبني و هيددني بالشيكات اللي عليا و هيحاول يحبسني… أول ما صحيت من الحادث… نشرت خبر كاذب إني مو*ت في الحادثة دي… غيرت اسمي و كل بياناتي عشان اسم يوسف يختفي و ياسر يسيبني في حالي… بقيت عايش بإسم ياسين اسلام محمد… سافرت كندا و اشتغلت هناك… مازلت بشتغل هناك لحد دلوقتي…
‘ طالما كل ده حصلك… ليه مجتش قولتلي ؟
” عشان انتي ساعتها كنتي لسه متجوزة… اقابلك ازاي ولا اقولك ايه بالظبط يا رنا ؟ كل ما كنت بشوفك جمبه… قلبي بيتعصر و بمو*ت…
‘ أنت كمان جر*حتني لما شوفتك معاها… مش قادرة اصدق انها كانت بتنام في حضنك !
” ولا أنا مكنتش قادر اتخيل أنه بيقربلك و يحضنك…
‘ على أساس أنا اتجوزته بمزاجي ؟ أنا اتجوزته بالإجبار…
” يعني أنا اتز*فت اتجوزتها بمزاجي ؟ ما أنا برضو اتجوزها بالإجبار… ليه… لاني كنت عاجز و قليل حيلة… مكنش في ايدي حاجة اعملها غير اني اتجوزها لان ده شرط ابوها عليا… لان الهانم بنته كانت عيزاني وهو مش بيتهد غير لما يعملها اللي هي عيزاه و ينفذ،كلامها بالحرف الواحد… مكنتش بطيقها ولا بطيق صوتها ولا قربها مني… مكنتش بحبها اصلا… بس ده أمر و اتفرض عليا…
‘ أنا كنت لوحدي و مليش حد يساعدني… جوازي كان أمر واقع و اتفرض عليا… كنت بموت ألف مرة لما يلمسني… ليه… لانك كنت في بالي و في قلبي دايما… كنت بدعي في صلاتي إنك تظهر و تيجي تخلصني منه… بس أنت كمان طلعت ضعيف زيي… و بسبب كده أنا بعاني لحد الآن !!
بصلي في عيزني بغضب و قال بزعيق و الدموع جوه عيونه
” و أنا برضو بعاني لحد دلوقتي… انتي متعرفيش حاجة… متحاسبنيش على ضعفي لانه كان غصب عني… حاولت… والله حاولت كتير الاقي مخرج ملقتش… كل حاجة كانت ضدي… حتى بصيص الأمل اللي هو انتي لقيتك اتجوزتي… اتعقدت… اتقعدت يا رنا و كر*هت نفسي و كر*هت حياتي كلها… مكنتش هخلص من كل ده… مقدرتش أواجه كل حاجة… يوسف كان لازم يمو*ت… ولما ما*ت دوقت طعم الراحة فعلا… لأن يوسف بطيبته و ساذجته معرفش يواجه العالم بره… الناس داست عليه و ظلمته كذا مرة… و هو بطيبته معرفش ياخد حقه… كرامته و كبريائه بقوا في الأرض… و طالما الإنسان خِسر كرامته و كبريائه يبقى يمو*ت احسن ولا يعيش ساعة وحدة و هو شايف نفسه بيتذ*ل و بيتها*ن و يقعد ساكت… عشان كده يوسف حكايته انتهت… انتهت و مش هترجع تاني…
قولت و أنا بعيط
‘ بس أنا بحب يوسف !
حط ايده على خدي و مسح دموعي و قال وهو باصصلي بزعل
” و يوسف كان بيحبك أوي…
‘ يعني ايه كان بيحبني ؟
بَعَد عني و اداني ضهره و قال
” قولتلك يوسف ما*ت… اللي واقف قدامك ده ياسين مش يوسف…
‘ يعني ايه الكلام ده ؟
” متبقي يوم واحد و هرجع على كندا… أنا استقريت هناك من فترة… و نزلت مصر كنت بعمل حاجة… خلصتها و هرجع على هناك…
‘ هاجي معاك…
” مينفعيش… خليكي هنا احسن…
‘ افهم من كده إنك بتقولي إني مليش مكان في حياتك ؟
” مش بإيدي يا رنا…
دعومي نزلوا زي الشلال…. اتعصبت جدا منه… قربت منه و قولت
‘ يوسف…
إلتفتلي… قومت ضر*بته على صدره و فضلت ازعق فيه و اضر*به…
‘ أنت واحد ك*لب… بقالي ساعة بنحر في صوتي و اقولك إني بحبك و حياتي كانت متد*مرة من غيرك… و انت بكل برود تقولي هسافر !!
” يا رنا عندي شغل هناك… افهمي !!
‘ مش هفهم حاجة… أنت اللي تفهم… بطل تعذ*يب فيا… أنا تعبت والله و معنديش طاقة اشيل نفسي أكتر من كده… والله أنت ما عندك ذرة دم وحدة… لو عندك دم و بتحبني فعلا زي ما بتقول بلسانك… كنت هتحس باللي أنا حسيته و أنت بعيد عني…( ضر*بته تاني و كملت ) و برضو بتبعد عني دلوقتي اهو !!
مسك ايديا الاتنين و قال وهو باصص في عيوني
” والله بحبك…
‘ أنت لو بتحبني مش هتسيبني… طالما أنت ناوي تبعد… ليه ظهرت قدامي تاني… ده أنا ما صدقت اقتنعت إنك مش موجود و بدأت ألملم في جر*ح قلبي المفتوح… ظهرت و فتحت جر*حي تاني… ليه ظهرت قدامي و عرفتني إنك عايش و أنت مخطط إنك هتسافر و ناوي تسيبني للأبد… ليييه هاااا ما ترد يا يوسف !!
” عشان وحشتيني… وحشتيني لدرجة إنك طول الوقت اللي عدى كنتي في بالي و محور تفكيري و ساكنة… قولت اظهر يمكن اقدر اشبع منك على اد ما اقدر… بس النتيجة جات بالعكس… أنا جر*حتك أكتر لما ظهرت تاني… و لازم امشي… و زي ما كنتي متعودة على عدم جودي و اقتنعتي إني مي*ت… هتتعودي على بُعدي… اتمنالك حياة سعيدة…
با*سها ياسين في خدها و بصلها في عيونها اللي دبلت من العياط… لمس على خدها لآخر مرة… و مشي… بس رنا وقفته تاني لما حضنته من وراء و قالت
‘ أرجوك متسبنيش… والله مش هقدر اعيش و أنت بعيد عني… و النبي اقعد متمشيش !!
” يا رنا ارجوكي متصعبيش عليا الموضوع أكتر من كده…
‘ أرجوك اقعد متمشيش… متسيبني تاني…
نبرة صوتها اللي بتتكلم بتهته و تقطيع و حُزن اضعفوا ياسين على الآخر… ضِعف و مقدرش يبعدها عنه… كانت حاضناه جامد لدرجة إن ضوافرها غرست في جسمه… كأنها طفلة بتحافظ على عروستها… مقدرش ياسين يسيبها وهو سامع عياطها و كلامه اللي بتكرره بحُزن و خوف أنه يسيبها
‘ خليك جمبي… متمشيش… أنا محتجاك…
الكلمات دي كانت على لسانها و بتكررها كذا مرة وراء بعض
ياسين اتردد… خاف ل يسيبها في الحالة دي تتعرض لصدمة و يحصلها حاجة… بَعَدها عنه برفق و قال وهو بيمسح دموعها بإيده
” خلاص متعيطيش…
‘ مش هتمشي صح ؟
” لا مش همشي…
‘ بجد والله ؟
كانت بتتكلم زي الطفلة اللي بتكون خايفة تضيع منها حاجة بتحبها… ياسين مقدرش يقاوم نظرتها الحزينة و شهاقاتها… أخد شفايفها في قُبلة رقيقة حنونة و ضمها لصدره و حضنها… رنا هديت شوية… بادلته الحضن و قالت
‘ أنا بحبك…
” أنا أكتر…
فضل ضاممها ياسين جوه حضنه و بيلمس على شعرها بحنان لغاية ما هديت تماماً… بصتله بفرحة و قالت
‘ يلا نشتري آيس كريم و ناكله سوا جمب البحر…
” أنا آسف…
‘ آسف على ايه ؟
” على اللي هعمله دلوقتي…
‘ هتعمل ايه ؟
من غير ما يرد عليها… طلع حُق*نة من جيبه ضر*بها بيها في كتفها… رنا فقدت توازنها و اغمى عليها… ياسين شالها و حطها جوه عربيته… شغل العربية و مشي
تاني يوم…….
رنا صحيت من النوم… لقيت نفسها نايمة في اوضتها و على سريرها… كانت مصدعة بشكل رهيب… بدأت تفتكر كل اللي حصل امبارح… عيطت و قالت
‘ لعبت على قلبي بكلمتين و بعدت عني برضو !!
وهي بتعيط لفت انتباها ورقة على المخدة… اخدتها و فتحتها
” عارفك هتتضايقي و تزعلي جدا مني و من اللي عملته… بس اعمل ايه انتي كنتي مش راضية تسبيني… اضطريت اخدرك و ارجعك لبيتك… أنا آسف بس مش هينفع ادخل حياتك و أنا كده… و في نفس الوقت مش هقدر اسيب حياتي دي… أنا مش يوسف اللي انتي تعرفيه… في حاجات كتير اتغيرت فيا و انتي مش هتقبليها… ارجوكي متزعليش و انسي… انسيني يا رنا عشان ترتاحي و تريحي قلبك و عيشي حياتك بطبيعية… والله بحبك بس غصب عني لازم ابعد عنك… و لو عايزة تعرفي السبب اللي هيخليني امشي… افتحي الواتس هتلاقيني بعتلك ريكورد… ياريت تسمعيه للآخر ”
مسكت رنا تليفونها و فتحت الواتس… فتحت الريكورد بتاعه اللي كان بيقول فيه :
” أول حاجة لازم تعرفيها إني بحبك و إن دموعك اللي نزلت قدامي امبارح دبح*تني حرفيا لأني سبب نزولها من عيونك… بصي يا رنا… السبب اللي هيخليني ابعد عنك نهائيا هو… أنا مُهر*ب أسلحة… ايوة أنا مُهر*ب الأسلحة اللي كندا قابلة الدنيا عليه… عارف إنك هتتصدمي… بس أنا وقعت في طريق كله غلط في غلط و هضطر اكمل فيه لان مفيش مخرج… انتي عمرك ما هتقبليني و أنا كده… مش هتوافقي تعيشي مع إنسان قذ*ر زيي… عشان كده أنا هبعد نهائيا و مش هتشوفي وشي تاني… مقدرتش اقولك كده امبارح لاني مكنتش هستحمل اشوف نظرة الكر*ه منك ناحيتي… المهم إنك عرفتي الحقيقة
اللي أنا مخبيها عنك و اللي مقدرتش أواجهك بيها… ارجوكي سامحيني… أنا بحبك والله و لو عليا اعيش معاكي عمري كله جمبك و في حضنك لغاية آخر نفس اتنفسه… بس والله مينفعش ادخل حياتك… أنا آسف !!
عيطت رنا بحُر*قة و رمت تليفونها على الأرض بقوة… قعدت على الأرض و ضمت نفسها و فضلت تعيط لوحدها….
* ممكن اشوف البسبور لو سمحت ؟
” اه طبعا… اتفضلي
* اسم حضرتك ياسين اسلام محمد ؟
” آه… ايه الغريب في كده ؟
* لا مفيش حاجة يا فندم أنا بتأكد بس… تقدر تاخد بسبورك و شنطتك و تدخل الطيارة
” تمام… شكرا
‘ يا ياااسين !!
اتفاجىء ياسين من الصوت… التفت وراه… لقي رنا !!
كانت بصاله بكل بغضب… قربت منه و قالت
‘ كويس إنك عرفتني حقيقتك قبل ما تمشي… أصل كنت هضيع أيام و شهور و سنين كتير أوي في الزعل عليك… كويس إني اكتشفت وش الشيطا*ن اللي مستخبي وراء الملامح اللي كنت بحبها… و أحب اقولك من قلبي… أنا بكر*هك !!
ياسين اتصدم من اللي سمعه منها… مقدرش يتكلم و بص للأرض… رنا زقته و قالت
‘ يلا امشي… سافر على كندا… روح كمل تخر*يب و نصب هناك… يلا امشي…
مسك ياسين شنطته… بصلها في عيونها لآخر مرة… بيودع عيونها… اداها ضهره و مشي… أما كانت بتقول بصوت عالي
‘ يلا امشي على هناك… لما تتعرف و الناس تعاقبك على افعالك و جر*ايمك و يعدمو*ك… مش هاجي ازورك في قبرك ولا ابص عليك حتى… هتعيش بقية عمرك وحيد و هتمو*ت وحيد… اوعى تفكر إني هفتكرك بفاتحة على روحك القذ*رة دي حتى… سامعني يا يوسف… قصدي يا ياسين باشا !!
ياسين كان سامع كل كلمة قالتها… حس بنغز*ة في قلبه كأن قلبه اتك*سر و وقع من مكانه… في اللحظة دي اتمنى أنه يمو*ت ولا يسمع منها هي الكلام ده… ركب الطيارة و بعد شوية الطيارة مشيت في السماء… كانت رنا واقفة جمب باب المطار… شافت الطيارة لما طلعت… بصة عليها بإشمئزاز و قالت بغضب
‘ امشي… متجيش تاني… اصلا أنت متستاهلش حبي ليك… لاني بعافر على اللقمة عشان اعيش بما يُرضي ربنا… و أنت تختار الطريق السهل و تشتغل في تهر*يب الأسلحة و تبقى مُجر*م !!
وصل ياسين كندا… دخل في مرحلة اكتئاب… كلام رنا مش راضي يخرج من عقله… حاول بكل الطرق ينساها… لكن محاولاته كلها فشلت !!
في يوم كانت المطرة بتمطر و فيه رعد شديد… ياسين كان في البا*ر… قاعد على الترابيزة و بيشرب سيجارته… مع إن صوت المزيكا كان عالي اوي… لكن برضو صوت رنا و كلامها مش راضيين يخرجوا من دماغه… كان بيشرب بير*ة بطريقة فظيعة… كل ما الكاس اللي في ايده يخلص ياخد غيره و يشربه لغاية ما بقا سكر*ان تماماً…
جات بنت لابسه لبس ضيق و شفاف… قعدت جمبه و قالت و هي بتلمس على شعره
– Handsome… What are you doing here ?
ايها الوسيم… بتعمل ايه هنا ؟
رد ياسين
” Handsome ?? You made me laugh… What do you have to do with me being here ? do you know me ?
وسيم ؟؟ لا بجد ضحكتيني… انتي مالك أنا بعمل ايه هنا ؟ هو انتي تعرفيني ؟
ردت عليه بدلع و هي بتأنچ ايده
– Of course I know you… You are the Black Crescent !!
طبعا اعرفك… أنت الهلال الأسود !
قال ياسين بسُكر
” She left me… She told me she hates me !
سابنتي… قالتلي انها بتكر*هني !
– Who is she ?
مين هي ؟
” My love !!
حبيبتي !!
– I am so sorry for you and your condition
أنا زعلت عليك و على حالتك دي
كملت بخبث
– What do you think, make you forget it ?
ايه رأيك اخليك تنساها ؟
” I hope so because I will die if I don’t forget her !!
ياريت… أنا همو*ت لو منستهاش !!
قالت و هي بتفك زراير قميصه
– Leave yourself to me and you will rest
سيبك نفسك ليا و هريحك…
بدأت تقرب منه أكتر و أكتر… ياسين كان سكر*ان و مش حاسس بأي حاجة… كأنه مغيب عن الواقع… بدأ يستجيب ليها و لإغرائها له و حركاتهت و لسه هيبسو*ها… فجأة زقها بعيد عنه بقوة لدرجة انها وقعت على الأرض و قال بصوت عالي
” أنا عايز انساها… بس مش اخو*نها… أنا بحبها و مقدرش ألمس أي وحدة غيرها… هي بتكر*هني… بس أنا مش هخو*نها… ف ابعدي عني احسنلك !
قامت البنت اتعصبت جدا و مشيت… قعد ياسين مكانه على الترابيزة و أخد كاس تاني و شربه… بقا مش قادر يشيل نفسه… غمض عيونه و فضل يتمتم بإسمها و يقول
” رنا… والله بحبك… سامحيني… اياكي تكر*هيني !!
” مش قادر ابعد عنك ولا قادر ارجعلك… اصلا لو رجعلتك مش هتبصي في وشي… على الأقل سامحيني !
كان فيه واقف بره البا*ر… شايف ياسين في حالته دي… رفع البُندقية و وجها ناحيته… ابتسم بِشر و قال
* اسم الهلال الأسود لازم يختفي النهاردة… سلام يا هلال !!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية يا ليت كنت لي)