روايات

رواية يا ليت كنت لي الفصل الخامس 5 بقلم هدير محمد

رواية يا ليت كنت لي الفصل الخامس 5 بقلم هدير محمد

رواية يا ليت كنت لي الجزء الخامس

رواية يا ليت كنت لي البارت الخامس

رواية يا ليت كنت لي الحلقة الخامسة

كان فيه واقف بره البا*ر… شايف ياسين في حالته دي… رفع البُندقية و وجها ناحيته… ابتسم بِشر و قال
* اسم الهلال الأسود لازم يختفي النهاردة… سلام يا هلال !!
شَد الزناد و لسه هيدوس و هيضر*به… لقي حد حط ايده على كتفه… إلتفتله لقي حسام و رجالة ياسين كلهم حواليه…
• عايز تق*تل الهلال مرة وحدة !! يا بجا*حتك يا أخي…
* انتوا مين ؟؟
• أنت لسه هتسأل ؟ بالك طويل أوي على فكرة… بس لسوء حظك انا خُلقي ضيق…
ضر*به حسام بالبوكس في وشه لغاية ما مناخيره نز*فت…
• تاخدوا الك*لب ده على المخزن… تربطوه لغاية ما الهلال يجي بنفسه و نشوف هيعمل فيه ايه… يلا اتحركوا…
اتلموا حواليه و مسكوه… دخلوه العربية و مشيوا بيه… حسام دخل البا*ر… قعد جمب ياسين اللي مش حاسس بأي حاجة بتحصل حواليه…

 

• يا هلال… قوم يلا نمشي
” لا لا… مش عايز امشي
• ليه ؟
” كده…
• مالك يا هلال ما أنت كنت كويس من يومين… من أول ما وصلت على كندا و أنت بالحالة دي… احنا من أول ما رجعنا من مصر مشتغلناش… قوم يلا نشوف شغلنا..
” قولتلك لا… سيبني لوحدي…
اخد ياسين كاس بير*ة تاني… شربه… أول ما خلص الكاس… بدأ يفقد توازنه… الكاس وقع من ايده و اتك*سر… و ياسين اغمى عليه… اتخض حسام و بدأ يفوقه و يرش على وشه مية
• يا هلال… قوم يا هلال… قولتلك بطل الز*فت و أنت مسمعتش كلامي… فوق يا هلال !!
مفيش أي رد فعل من ياسين… ياسين زي الجثة الم*يتة… حسام معرفش يتصرف و اتوتر… قومه و سنده على كتفه… خرجوا من البا*ر… دخله في عربيته و مشي على بيت ياسين اللي في الجبل… جابله دكتور هناك
• هااا يا دكتور… ماله ياسين ؟

 

* زود في الشُرب أوي… قلبه مستحملش الكمية ف اغمى عليه… بس متقلقش أنا اديته حُق*نة هتخفف من مفعول كل اللي شربه… شوية و هيفوق
• تمام… تعالى بره احاسبك…
حسام حاسب الدكتور و رجع قعد جمب ياسين… بَص على حالته و على وشه و الآثار السودة اللي تحت عيونه…
• ما أنت متعود تشرب… اشمعنا النهاردة زودت كده… و كنت كويس من كام يوم… من أول ما دخلت الطيارة من مصر و حاسس انك فيك حاجة… ده مش الهلال اللي أنا اعرفه… ايه اللي حصلك بس !!
اتحرك ياسين كأنه بدأ يفوق… حاول يتكلم و قال
” رنا…
قرب منه حسام… ياسين كرر نفس الاسم
• فوق يا هلال… الحمد لله بقيت احسن…
” رنا…
• مين رنا ؟
” رنا بتكر*هني…
• بتكر*هك ليه ؟
” لاني ياسين مش يوسف…
• أنا مش فاهم حاجة و أول مرة اسمع اسمها منك…
مسك ياسين ايد حسام و قاله
” قولها إني بحبها… قولها متكر*هنيش !!
• هي دي تبقى البنت اللي بتحبها يا هلال ؟
هز رأسه بالإيجاب…

 

• مش عارف اعمل ايه الصراحة… أنت قابلتها في مصر… من أول ما وصلت لهنا و انت في الحالة دي… يبقى اكيد سابتك…
كانت الدموع محبوسة جوه عيون ياسين… فضل ساكت و متكلمش… مسك المخدة حاضنها و قال
” سيبني لوحدي…
• متأكد ؟
” اه… اقفل الباب وراك و متخليش حد يدخل…
• حاضر يا هلال…
خرج حسام و قفل الباب وراه… كان مستغرب جدا… أول مرة يشوف ياسين و هو ضعيف كده… نبه على الرجالة محدش يدخله الأوضة و زود الحراسة على بيته…
‘ يا سييف… يااا سيف !
* سيف مش جاي النهاردة…
اتفاجئت… ده صوت خالد… إلتفتله لقيته قاعد على الكرسي حاطط رجل على رجل و بيشرب قهوة…
‘ على فكرة آخر الشهر ده لسه مجاش… ده احنا يادوب لسه 10 أبريل…
ضحك خالد و قال
* ما أنا عارف كده…
‘ اه… بس غريبة يعني… اول مرة حضرتك تيجي على أول الشهر كده…
* عادي…
‘ اومال فين سيف ؟

 

* سيف مش جاي النهاردة… عنده ظروف و استأذن مني و أخد بقية الأسبوع ده اجازة
‘ يلهوي… اومال مين هيفتح معايا الكافيه !!
* أنا…
‘ افندم ؟!!!
* أنا هفتح معاكي الكافيه… كده كده أنا فاضي مش ورايا حاجة… قولت حرام تشيلي الكافيه لوحدك من تقديم الطلبات و تنضيف و ادارة و حساب الفلوس لغاية آخر الأسبوع… مش هتقدري تعملي كل ده لوحدك… ف جيت اساعدك…
‘ لا كتر خيرك أوي… أنا هعرف ادبر نفسي…
* مش هتقدري…
‘ مين قالك إني مش هقدر… تقدر تمشي و أنا هتصرف…
* اممم… افهم من كده إنك بتطرديني من الكافيه بتاعي ؟؟
‘ مقصدش…
* يبقى تقصدي ايه ؟
‘ يعني حضرتك ابن ناس و كده… مش هيليق عليك كنس و مسح و غسيل كوبايات…
* برضو بتحكمي عليا بناءاً على مظهري الخارجي ؟
‘ يعني اعمل ايه ؟
قلع الجاكت بتاعه و شَمر كُم الهودي اللي لابسه و قال وهو بيمسك المكنسة
* قدامنا ساعتين بس… يا نقعد نرغي فيهم و منفتحش الكافيه النهاردة… أو نستثمرهم و ننجز عشان الناس قربوا يجوا… يلا انتي ادخلي المطبخ نضفيه و اغسلي الكوبايات… و أنا هنضف هنا

 

‘ طب ما تيجي نبدل… يعني حضرتك تغسل الكوبايات و أنا اتولى مسح الترابيزات و الكنس هنا… ايه رأيك ؟
* رنا… امشي من قدامي دلوقتي…
‘ والله براحتك… لو مقدرتش تعملهم ابقا نادي عليا…
دخلت المطبخ انضفه… كنت ببص عليه و هو واقف محتار مش عارف يبدأ من فين… صِعب عليا… يعني كان لازم يعمل فيها چنتل مان و يقولي أنا هنضف هنا ؟ ده أنا لما بنضف مكان الناس بقعد يومين ضهري واجعني… اخره ربع ساعة و هيتعب… و النبي حد يقوله أنه ناعم و مش حِمل البهدلة دي… خايفة يقع من طوله و أنا ألبسه في الآخر !!
بدأت اغسل الكوبايات… كل ما ابصله الاقيه بينفض في هدومه… تلاقي دي أول مرة يمسك مكنسة في حياته… قولتله أنه مش بتاع الكلام ده بس براحته… هو اللي نشف دماغه
‘ اجي اساعدك ؟
* لا…
‘ براحتك…
كنت بغيب بالعشر دقايق و اسأله نفس السؤال و هو مصمم برضو… خلاص هو حُر… بس على نظام حركته و تنضيفه ده يبقى مش هفتح الكافيه…
خلصت الكوبايات و رتبتهم مكانهم و نضفت المطبخ كله… خرجت اشوف آخر تطورات الاستاذ خالد… اكيد اغمى عليه من التراب… هروح ألحقه قبل ما يمو*ت و يجبلي مصيبة و أنا مش ناقصة مصايب…
خرجت… اتفاجئت لما لقيته خلص ! كنس و مسح كمان… و الكافيه بقا كله نضيف… حتى الشبابيك مسحها… و فرش المفارش على كل ترابيزة و حط الشموع كمان !! اذهلت من المنظر… طب ازاي عمل كده… ده مكنش عارف ينشف السراميك… ليكون مخاوي جِن و هو اللي ساعده… أنا برضو ساعات بحس إن الكافيه ده فيه حاجة كأنه مسكو*ن بالعفاريت… كان واقف و هدومه كلها من اولها لأخرها كلها تراب… حتى شَعره كله تراب
* مالك فاتحة بوقك كده ليه ؟
‘ أنت لحقت خلصت ده كله ازاي ؟
* عادي… في الأول كان الحوار صعب عليا… بس اصريت اخلص كله عشان مشوفش نظرة الشماتة في عيونك… و خلصت اهو… صح… نسيت ارش معطر الجو…
كان فيه كيس جمبه… طلع منه ازازة معطر و فتحها و بدأ يرش… الصراحة المعطر كان ريحته مقر*فة…
* مالك حاطة ايدك على بوقك كده ليه ؟
‘ المعطر ده ريحته معفنة !!

 

* عشان كده اشتريته و أنا جاي الصبح…
‘ نعم !!
* ده بريحة الاڤوكادو… والله جميل
‘ تقيل أوي…
* خلاص اطلعي اقعدي بره لغاية ما ريحته تخف…
‘ وجهة نظر برضو
لسه هخرج قام رش منه في وشي 🙂
‘ هتخليني اقول كلمة غلط على الصبح !!
قال وهو بيضحك
* يلا اطلعي…
خرجت قعدت في الشارع شوية… شيفاه من الشباك مبسوط بالمعطر المعفن ده أوي و عمال يرش منه كتير… كأن لما عرف أن ريحته تقيلة عليا ف بيستقصدني و ناوي يخلص الازازة… لا هو خلصها اصلا… خرج و جه عندي و قال
* كده تمام ولا فيه حاجة ناقصة ؟
‘ لا… تمام كده
* مضايقة مني ؟
‘ هضايق ليه ؟
* من وجودي هنا…
‘ لا والله… بعدين براحتك ده الكافيه بتاعك…
* اوماال مالك… حاسك مضايقة… فيه حاجة ؟
‘ لا مفيش…

 

ابتسم و قال
* اه خلاص عرفت… انتي مستغربة ازاي أنا بتعامل معاكي عادي كده و بكلمك بكل بساطة بعد ما رفضتي تتجوزيني… مش انتي بتفكري في كده صح ؟
فضلت ساكتة… أنا فعلا بفكر في كده و مستغربة من طريقته معايا… بيتعامل معايا كأن شيئاً لم يحدث بالمرة…
* بصي… مش عارف هتصدقيني ولا لا… بس أنا متصالح مع نفسي جدا… ف مش عشان رفضتيني يبقى اكر*هك و استعندك و احطك في دماغي و اسود عيشتك… أنا مش كده… يعني انتي رفضتيني يبقى خلاص كده انتهى الموضوع… ما فيه مليار واحد بيترفض… جات عليا أنا يعني… ليه هو انا مين يعني… ملك فرعوني مثلا عشان ابقا ضد الرفض ؟!
ضحكت من طريقته و قولت
‘ يعني مش مضايق مني ؟
* اضايق ليه اساسا يا رنا… كل حاجة قسمة و نصيب
ابتسمت و سكتنا شوية
‘ هتروح صح ؟
* اروح ليه ؟
‘ ما أنت خلصت تنضيف…
* بس سيف مش جاي… هل هتقدري تبقي جرسونة و تعملي المشاريب و تقدميها في نفس الوقت و تحاسبي كمان ؟
‘ مش عارفة…
* انتي تدعي ل سيف بقا… اقفي انتي مكانه في المطبخ… أنا هبقى الجرسون النهاردة…
قولت بصدمة
‘ ده اللي هو ازاي ؟
* زي الناس
‘ أنا بتكلم بجد…

 

* و أنا بتكلم بجد والله ( ضحك و كمل ) مالك كده كل كلمة اقولها تتفاجىء بالمنظر ده ؟
‘ اصل مستغربة من….
* من كلامي صح ؟
‘ يعني… أنت غريب شوية…
* غريب ازاي ؟
مقدرتش ارد عشان ميضايقش مني… لكن هو اتكلم و قال
* اه فهمت… أنا غريب بالنسبالك عشان بعمل حاجات انتي و غيرك شايفين إن ازاي واحد زيي كده يعمل الحاجات دي… فيه ايه الآه… ما أنا بني آدم زيي زيكم…
‘ يعني هتبقى جرسون ؟
* اه… و لا انتي عندك وجهة نظر تانية ؟
‘ لا معنديش…
* طب كويس…
‘ هدومك…
* مالها ؟
‘ مليانة تراب… أنت شخصياً مليان تراب… هل هتاخد طلبات من الناس بالمنظر ده ؟

 

* تصدقي عندك حق… بس عامل حسابي و جبت هدوم زيادة ليا في العربية… كنت حاسس إن الطقم ده مش هكمل بيه بقية اليوم… طب أنا هروح اغير هدومي عند واحد صاحبي قريب من هنا و جاي تاني
‘ خُد وقتك…
ابتسم و ركب عربيته و مشي… دخلت الكافيه و قعدت افطر لغاية ما هو يجي عشان احط لافتة إن الكافيه فتح…
كنت باكل و بقول
‘ مين كان يصدق إن خالد بالرُقي و الذوق ده… ده قولت عشان رفضته تاني يوم هيقولي امشي من هنا ملكيش شغل عندي… بس هو عمل عكس كده تماما… ده كمان ساعدني جامد في التنضيف و لسه هيساعدني لما يرجع… عمري ما كنت افكر أنه كده… طريقة تفكيره حلوة و واخد الأمور ببساطة و متقبل اي حاجة تحصل… يعني اللي يشوفه من بعيد كده يقول أنه مغرور و متكبر… لكن لما يتكلم معاه خمس دقايق بس يثبتله العكس…
خلصت فطار و روحت غسلت وشي في حمام الكافيه و لبست الزي و فتحت الكافيه و الناس بدأت تيجي…
” بقالي اد ايه نايم ؟
• يعني حوالي 12 ساعة…
” اوووف…
• مالك يا هلال ؟
” دماغي هتنف*جر من الصداع !!
• طب خُد حباية الصداع دي هتنفعك…
اخد ياسين منه الحباية و كوباية المية و شربها…
” هو ايه اللي حصل امبارح ؟ أنا جيت هنا ازاي ؟
• كنت في البا*ر و شربت كتير… ف اغمى عليك و جبتك هنا
” شكرا يا حسام لان كنت جمبي…
• ده واجبي يا هلال… صح… عايز اقولك حاجة بس خايف لتتعصب…
” قول…
• أندرو بعت واحد كان هيقت*لك امبارح…
” تاني !!
• قولتلك يا هلال نق*تله و نخلص من دوشته بس أنت رفضت… و شكله كده طالما جرب يقت*لك للمرة التانية… يبقى مش هيسكت بسهولة !!
” اممم… بعت مين ؟
• واحد اسمه جورج… احنا اخدناه على المخزن… مستنيين نشوفك هتعمل ايه معاه…
” ساعتين و جاي
• خُد راحتك يا هلال… عن اذنك…

 

خرج حسام… ياسين اتنهد و قام دخل الحمام… أخد دُش و خرج… عمل تمارينه الرياضية عشان يفوق… حسام جابله الفطار و قعد في البلكونة بيفطر قصاد منظر الجبال اللي مليانة ثلوج و منظرها جميل… بعد ما خلص أكل لبس الجاكت بتاعه و راح على المخزن…
كان جورج مربوط على الكرسي و رجالة ياسين محاوطينه في دايرة… دخل ياسين المخزن… قلع نضارته و قال
” هو ده جورج ؟
• اه هو يا هلال…
ابتسم ياسين بخبث و حط ايده على كتفه و قال
” تحب اعا*قبك ازاي ؟
* سيبني يا هلال… لو عملت فيا حاجة… أندرو مش هيرحمك…
” هخاف أنا منه كده ؟ بعدين أنا مصدوم أوي… هو لسه فيه حد بيشتغل مع أندرو ؟ طب بذمتك كده… الفلوس اللي بيديهالك هل هي اد الفلوس اللي أنا بديها لكل واحد من رجالتي ؟ أكيد لا… ده مستحيل كمان…
* اه بتقول كده عشان ابيعه و اجي اشتغل معاك !
” و البعيد اعمى ولا ايه… ولا أنت مش شايف كوم الرجالة اللي شغالين معايا و في ضهري… هعوز ايه منك يعني يا جورج ؟ أنا بقولك كده عشان تصحصح لنفسك و تعرف إن طريقة شغل أندرو دي فِستك من الآخر و مش بتجيب فلوس… اسمعها مني… كلها اسبوعين بالظبط و الحكومة هتاخد أندرو في حضنها و هتاخدك أنت كمان… فلو خايف على نفسك ابعد عنه مش يمكن تطلع حي !!
* بطل أسلوب الاغراء اللي أنت بتعمله ده… مستحيل ابيع أندرو مهما كان السبب…
” اوك يا حبيبي… أنت حُر… يا رجالة رحبوا بحبيبي جورج و ضايفوه كويس…
ضحكوا رجالة ياسين بخبث و انقضوا عليه و ضر*بوه و هو فضل يصرخ… ضحك ياسين بشماتة و قال
” بس كفاية يا رجالة… انتوا ما صدقتوا لقيتوا حد تضر*بوه !! خلاص كفاية حبيبي جورج هيروح مني… ابعدوا عنه خلاص كفاية…

 

بِعدوا عنه… جورج بقا وشه كله د*م و جر*وح… كان بيبص ل ياسين بكل بغضب… ياسين قرب منه و قال
” مش على آخر الزمن الهلال الأسود يت*قتل من واحد اهبل زيك و زي أندرو كده ( عَدله هدومه و كمل ) عايزك لما تروح كده إذا قدرت تقف على رجلك يعني… تروح و تقول لأندرو كده بالظبط… يا أندرو الهلال بيقولك لو مطلعتهوش من دماغك… هو هيحطك في دماغه و ساعتها هنقول ياااااه أندرو !! ربنا يرحمه ده كان غبي و عمل نفسه فتوة على الشخص الغلط ! توصله الرسالة دي بالحرف الواحد و تحمد ربك إني هخرجك حي من هنا… بس هتخرج حي على شرط… وهو إنك مشوفتنيش و المخزن و الرجالة دول مشوفتش حد منهم… واللي يسألك و يقولك ايه ده اللي على وشك قوله كنت بلعب في الشارع و وقعت… تمام يا جورج ؟؟
بصله جورج بكل غِل أما ياسين كان نظراته لجورج كلها ثقة في نفسه و شَر… هز جورج رأسه بالموافقة على كلام ياسين…
” يلا فكوه يا رجالة… ولو مقدرش يمشي يبقى تروحوه لغاية عتبة بيته مُعزز مكرم… ده جورج حبيبي و بيسمع كلامي… يلا سلام يا جورج…
لبس ياسين نضارته و ركب عربيته و طلع… راح على قسم الشرطة… نزل من العربية… وقف قدام القسم… اتنهد و قال
” هعمل كده عشانك انتي يا رنا… عشانك انتي و بس !!
بعد 3 شهور ………
” و ننقل آخر أخبار هذا الأسبوع… من ثلاثة أشهر جاء إلى قسم الشرطة الوجه الخفي الذي تبحث عنه الحكومة الكَندية من

 

سنوات… مُهرب الأسلحة الذي لم يترك ورائه خيط واحد لكي تصل إليه السُلطات الكَندية… المُلقب بالهلال الأسود الكَندي… جاء و قام بتسليم نفسه و اعترف بكل جر*ائمه… و اعترف بجحم و عدد الأسلحة الذي هرّ*بها خارج حدود كندا… و ليس هذا و حسب اعزائي المشاهدين… الهلال الأسود قام أيضاً بمساعدة السُلطات على القبض على كل المجر*مين الذين يعرفهم… و تم ضبط و إحضار أكثر من 88 من المجر*مين… منهم من يتاجر في السلاح و منهم من يتاجر في الآثار و المخد*رات و الممنوعات… حالياً سُلطات كندا تمر بصدمة شديدة لان كان بداخلها هذا العدد الهائل من المجر*مين الذين يمثلون خطراً على آمن الدولة و المواطنين… و كندا بأكملها تشكر الهلال الأسود الكَندي على هذا المعروف الذي قدمه للدولة… و طلب الهلال الأسود الأ نكشف عن وجه في التلفاز مقابل هذا المعروف… و كندا احترمت رغبته و لن يتكشف عن وجهه نهائيا… ننقل لكم الآن أخبار الطقس…
قفل يوسف التليفزيون و سند ضهره على الكنبة بإرتياح
• والله يا هلال لو اعدائك مسكوك مش هيسيبوك ابدا… يعني أنت روحت سلمت نفسك و اعترفت بكل حاجة… و فتنت على كل اللي تعرفهم… ده كمان جبت أدلة خطيرة مهما عملوا مش هيعرفوا يطلعوا منها… و في الآخر أنت هربت من السجن !! ايه الدماغ دي… اقسم بالله أنت عبقري !!
” مستني بس اعرف رد فعل الحكومة لما يجوا يحطولي الفطار في الزنزانة بكره الصبح و مش يلاقوني فيها… والله مهما عملوا مش هيلاقوني…
• دول هيتجننوا و هيقفلوا القسم بسببك والله !!
ضحكوا سوا في صوت واحد… اخد ياسين كوباية النسكافيه و بدأ يشربها
• طب هتعمل ايه دلوقتي يا هلال ؟
” مسميش هلال… اسمي يوسف…
• طيب… هتعمل ايه دلوقتي يا يوسف ؟
” مفيش… هدبر حادثة كده مسرحية يعني… اقنع بيها الحكومة الكَندية إني م*يت… و هغير اسمي و ارجعه ل يوسف… و بعد ما اتأكد إن الحكومة هديت و نسيت الهلال الأسود… هرجع على مصر…
• راجع ل حبيبتك رنا صح ؟
” اه فعلا… أنت عرفت ازاي ؟
• لما كنت تقريبا مغمى عليك كنت بتلهوس و بتمتم بإسمها…
” مش هتتصور اد ايه هي وحشتني… عملت كل ده عشانها… كلامها اللي قالته ليا في المطار ساعتها فوقني… خلاني افوق و ارجع احسب حساباتي من تاني… عرفت إن عشان الهلال الأسود يختفي يبقى لازم يسلم نفسه… عملت كده بس هربت اهو… أنا كده كده اتعا*قبت اسوأ عقا*ب في حياتي لما رنا قالتلي انها بتكر*هني و شوفت نظرة الكر*ه في عيونها… في اللحظة دي حسيت إن كل حاجة اسودت قدامي… هربت من السجن بس ب مقابل دليتهم على 88 مُجر*م لو كانوا قعدوا من هنا ل 100 سنة قُدام عمرهم ما كانوا هيعرفوهم اساسا… اديتهم تفاصيل دقيقة و أدلة تودي كل المُجرمين دول وراء الشمس… و كمان رجعت كل السلاح اللي هرّ*بته و الفلوس… بس كده… هيستفيدوا ايه بقعدتي في السجن بعد الواجب اللي عملته معاهم ؟ هربت عشان ارجع ل رنا…

 

• البنت دي واخدة عقلك أوي… واخد بالك هااا
ضر*به حسام على كتفه بهزار… ضحك يوسف و قال بجَدية
” بس اقولك ايه يا حسام… أنا مرضيتش ابلغ عنك أنت و بقية الرجالة لانكم عِشر عُمر طويل و عارف إن ظروفكم هي اللي حدفتكم على السكة دي… أنا كمان زيكم… ف مرضيتش ادخل اي واحد فيكم السجن ده بمقابل كل واحد فيكم يرجع على بلده و يرجع يبقى وسط عيلته… و اشتغلوا اي حاجة بس ابعدوا عن الحر*ام و افتحوا صفحة جديدة مع ربنا…
• أنا و الرجالة عمرنا ما هننسى جميلك علينا… بالذات أنا… أنا بحبك زي اخويا الكبير بالظبط… و اشكرك لانك ادتني فرصة تانية… و اوعدك إني هبقى احسن…
” حبيبي… و أنت بقا يا حسام مش ناوي ترجع لحبيتك ؟
• تفتكر هي هتوافق ادخل حياتها من تاني ؟
” ما هي وافقت…
• وافقت ازاي ؟
طلع يوسف ورقة من جيبه و اداها ل حسام
” ده رقمها… أنا كلمتها و قولتها الحوار كله… بس طلعت بتحبك أوي ياض و كانت زعلانة عليك… دي ما صدقت لما قولتلها إنك سيبتك السكة دي… و قالت مُرحب بيك تتقدملها في أي وقت…
• احلف ؟؟ قول اقسم بالله انها وافقت !!
” اقسم بالله وافقت !
• والله لاقوم احضنك…( قام حسام حضن يوسف ) يخربيت جمالك هو أنا ازاي معرفتكش من زمان… ده أنت جيت حياتي نورتها والله…
” حبيبي يا حسام ربنا يخليك ليا…
• و يخليك ليا… هات بقا الورقة دي…
اخد حسام الورقة من يوسف و اخد تليفونه و طلع على البلكونة
” شوف الواد ده ما صدق يكلمها… طب بالراحة على الباقة يا حسام !!

 

بصله حسام و ضحك… ابتسم يوسف و سحب البطانية و اتغطى… طلع تليفونه و فتحه على صورة رنا… اتنهد براحة و قال
” كلها أيام معدودة و ساعات معدودة… و هجيلك… مش هسيبك ابدا يا اجمل وحدة قابلتها في حياتي !!
فضل يوسف يتأمل في صورتها و ملامحها اللطيفة… بعد شوية قفل تليفونه و نام
بعد 3 شهور كمان………
‘ كده جهزت الأكل و العصير و الفيشار و جهزت الفيلم اللي هنتفرج عليه سوا… ناقص ايه يا ترى ؟
‘ ايوة صح… نسيت اخرج الكيكة من الفرن و اقط*عها !!
دخلت رنا المطبخ طلعت الكيكة و قط*عتها و حطيتها في طبقين… خرجت في الصالة حطت طبقين على السفرة…
‘ بس كده… كل حاجة تمام التمام… ناقص بس هو يجي !
رن جرس الشقة… رنا ابتسمت و بصت على نفسها في المراية قبل ما تفتح
‘ شكلي حلو ؟ اه حلو… يارب يعجبه الطقم اللي أنا لابساه…
اترسمت الإبتسامة على وش رنا جريت على باب تفتحله… فتحت الباب و اختفت ابتسامتها… وشها بهَت لما شافته…
‘ يوسف !!
” ازيك ؟ ممكن ادخل ؟
رنا مردتش و كانت متفاجئة و مش مصدقة إنه قدامها… دخل يوسف الشقة… ابتسم بحُب و قال
” وحشتيني أوي !
‘ أنت جيت ازاي ؟
” في حاجات حصلت… ابقا احكيلك بعدين… رنا انتي وحشتني أوي و مش مصدق إن اخيرا جيتلك… مش هسيبك تاني و هفضل جمبك دايما… أنا بحبك !
قرب منها يحضنها لكن هي رجعت لوراء و قالت
‘ ابعد… متقربش !!
” مش فاهم… ابعد ليه ؟ انتي لسه زعلانة مني ؟
‘ أنت جيت ليه ؟
” جيت عشان بحبك… رنا… أنا سيبت كل اللي بعمله عشانك… حاجات كتير غيرتها فيا عشانك انتي… أنا رجعت يوسف اللي انتي بتحبيه…
‘ ملهوش لازمة الكلام ده دلوقتي…
” ازاي ملهوش لازمة… بقولك أنا سيبت كل القر*ف اللي كنت بعمله… رجعت يوسف اللي انتي بتحبيه… و مش همشي تاني…

 

‘ يوسف… اطلع بره…
” اطلع ليه ؟ فيه ايه ما تفهميني يا رنا ؟؟
رنا بصت للأرض و فضلت ساكتة… يوسف بَص حواليه لقي تجهيزات سهرة و اكل على السفرة
” اه انتي بتقوليلي امشي عشان عازمة صحبتك ريم عندك صح ؟
ردت رنا و عيونها بتدمع
‘ لا…
” يبقى مجهزة كل ده لمين ؟
سكتت رنا تاني… يوسف بصلها في عيونها و قال
” متسكتيش… انتي مستنية مين ؟
بلعت رنا ريقها بخوف… بصتله في عيونه اللي مشتاقة ليها… بس جاي بعد ايه… زي ما هو فيه حاجات كتير اتغيرت في حياته… رنا برضو اتغيرت حاجات كتير في حياتها… فضل يوسف باصصلها أما هي عيونها بتهرب من نظراته ليها…
” مالك يا رنا ساكتة ليه… ردي عليا… انتي مستنية مين ؟؟
مردتش عليه برضو ف قال وهو بيعيط
” اوعي تكوني عملتي اللي في دماغي !!
عيطت و هزت رأسها بالإيجاب… اتصدم و قال بتهتهة
” مستحيل تكوني عملتي كده… مستحيل !!
مسك ايدها اللي مخبياها وراء ضهرها… لقيها لابسة دبلة !! بَعَد عنها و رجع لرواء و قال و الدموع متجمعة في عيونه
” ليه… ليه عملتي كده ؟؟
بصتله رنا بعصبية بعيونها اللي بتعيطت و صرخت فيه
‘ عايزني اعمل ايه يعني ؟ أنا اتخطبت… هستناك ليه ؟ اديني سبب واحد مقنع يخليني استناك بعد كل اللي عملته فيا… زي ما أنت اتخليت عني في حين إني اترجيتك مليون متسبنيش و تبعد عني و مشيت من غير ما حتى تبص أنت سايب مين وراك… عايزني بعد ما اتخليت عني بسهولة و فضَلت عليا شُغلك المقر*ف افضل متمسكة بيك و مستنياك لحد الآن ؟ ليه ان شاء الله… أنت مين يا يوسف عشان تفكر إني لسه مستنياك…. أنت مين هااا ؟؟
صرخ فيها و هو بيعيط و قال

 

” أنا كنت في دوامة ملهاش آخر… عشانك انتي لأول مرة في حياتي راجعت اللي بعمله… عشانك انتي سيبت الدنيا كلها و جيت لحد عندك… لو كنتي فهمتي إني سيبتك غصب عني ساعتها… عمرك ما كنتي هتتجرأي و تقولي كده في وشي… في حين إن كلامك في المطار ك*سرني و جر*حني لانك محاولتيش تفهمي أو تحسي بنص اللي أنا حسيته ساعتها و أنا بمشي و بسيبك مش بمزاجي… ضر*بت نفسي مليون قلم لأني سيبتك بسبب عجزي… و في حين كل المصايب و الذنوب اللي كانت فوق كتافي و حاولت على اد ما اقدر ارجع يوسف اللي بتحبيه… و لما رجعت الاقيكي اتخطبتي… و كمان مجهزاله سهرة… و لابسة كده عشانه !!
‘ أنت مالك أساسا… ملكش دعوة ( رفعت صباعها في وشه و كملت بتحذير ) اسمع يا يوسف… من هنا و رايح خليك في حالك و ابعد عني… متحشرش نفسك جوه حياتي بالعافية… خلاص خلصنا… أنت ملكش اي مكان في حياتي… و اياك تتدخل في اي حاجة تخُصني… و إلزم حَدك معايا في الكلام… أنت فاهم !!
مسك يوسف ايدها و قرب منها و قال
” انتي مستحيل تبقي لحد غيري… انتي ليا وبس… و مفيش أي مخلوق ولا هو ولا غيره هيقدر ياخدك مني…
‘ والله ؟ و أنت تبقى مين عشان تقولي الكلام ده ؟
” أنا يوسف يا رنا… أنا بحبك و مستحيل اسيبك لواحد غيري…
‘ كان فين الكلام ده زمان يا يوسف ؟ كان فين الكلام ده لما حضنتك ساعتها و مسكت فيك بكل قوتي عشان متسبنيش و أنت خدرتني بالحُ*قنة عشان تمشي… دلوقتي جاي تقولي انتي ليا و بس… تعرف… حتى لو مكنتش اتخطبتله… مكنتش هبقلك في حياتي ولا هوافق على وجودك فيها… رصيد حُبي ليك خَلَص في يوم لما كنا في الغابة و خدرتني… أنا مبقتش احبك اصلا… و اللي يثبتلك ده الدبلة اللي في ايدي… لان لو لسه في ذرة حُب ليك في قلبي… مكنتش هقبل بأي راجل يدخل حياتي غيرك و لا اجهزله سهرة زي ما أنت شايف بعينك دلوقتي… انت اللي عملت كده في قلبي… لعبت بمشاعري و استهونت بيها و مشيت عادي جدا… عشان كده مبقتش احبك و لا طايقة اشوفك من الأساس !!
اتفاجىء يوسف من كلامها… لسانه مقدرش يرد… كانت بتقول كده و هي بصاله في عيونه بكل جرأة… صدق كلامها من نظرة الكُر*ه اللي شايفها جوه عيونها… ساب يوسف ايدها…
‘ اطلع بره قبل ما يجي و يشوفك… لأنه لو شافك هيق*تلك !!
ضحك يوسف بسخرية و قال و هو بعيط

 

” مش مصدق إن دي انتي… اتغيرتي اوي !!
‘ ولا أنا مش مصدقة إن ده أنت… أنت اتغيرت و كل حاجة فيك اتغيرت… ف من حقي اتغير أنا كمان… و متجيش هنا تاني و تنسى العنوان ده… يلا اطلع بره !!
رنا زقته ناحية باب و طلعته… قفلت باب في وشه… قعدت تعيط
‘ أنت جر*حتني و هجرتني في اليوم ده… و أنا من اليوم ده مش قادرة اسامحك… حتى لما ظهرت تاني مفيش أي حاجة جوايا اتحركت ناحيتك !!
رن جرس الشقة… قامت رنا تفتح و لسه هتقوله امشي… بس لقيت أن ده خالد… دخلته و قفلت الباب وراهم
‘ اتأخرت ليه ؟
* مفيش يا حبيبتي… بس الإشارة قفلت و كان فيه خناقة على الطريق و الكوبري وقف… والله عديت بالعافية…
‘ كنت مفكرة إنك مش جاي…
* و أنا اقدر مجيش برضو… عارف إنك زعلتي لما اتأخرت كده… آسف مش هكرر كده تاني… هو انتي بتعيطي عشان اتأخرت ؟
معرفتش رنا ترد بإيه ف اضطرت أنها تهز رأسها ب آه… ابتسم بحُب و حضنها و قال
* حبيبتي… متعيطيش خلاص… والله ما اقصد اتأخر عليكي… غصب عني…
بادلته الحضن و مسكت في رقبته جامد و قالت
‘ متسبنيش… اياك تبعد عني…
استغرب خالد من كلامها و قال لنفسه ايه علاقة أنه يسيبها بتأخره عليها… قرر يجاريها في الكلام لغاية ما يفهم هي قصدها ايه…
* لا مش هسيبك متقلقيش ( خرجها من حضنه مسح دموعها بإيده ) مبحبش اشوف دموعك دي…
‘ خلاص أنا كويسة اهو…
* أنا شامم ريحة الأكل من على السلم… و الصراحة جوعت أوي… عاملة ايه ؟
‘ عملت كل حاجة بتحبها… تعالي نقعد على السفرة
مسكت رنا ايده و اخدته على السفرة… بدأوا ياكلوا سوا… خالد كان لطيف أوي مع رنا… بيشاركها في كل حاجة… و بيقدر يرسم الإبتسامة على وشها بسهولة…
* عرفتي تنزلي الفيلم اللي قولتلك عليه ؟
‘ اه نزلته…
* ده على كده هتبقى سهرة جامدة… الفيلم ده جامد و هيعجبك… شغليه يلا

 

‘ حاضر…
يوسف كان قاعد على الرملة جمب البحر… ساكت و بيعيط بهدوء…
” ليه يا ربي كده ؟ ليه يحصلي كل ده ؟ حتى رنا ؟؟ ده أنا كنت عايش عشانها… عملت كل ده عشانها… رجعت عشانها… عشان بحبها… في الآخر بعد كل ده تبقى لواحد غيري للمرة التانية !!
” هشوفها جمبه… هشوفها وهو بيحضنها… للمرة التانية هتبقى لواحد غيري !!
” والله مش هنكر إني غلطت… بس أنا صلحت غلطي… و رجعت كويس عشانها… يبقى ليه برضو ابقا وحيد ؟ بعد كل الذُل و القرف اللي شوفته و العذ*اب اللي اتعذ*بته… بعد كل ك*سرة نفس حسيتها… بعد كل ده تبقى نايمة في حُضن واحد غيري ؟!!
” طب هو العيب فيا أنا ولا ايه… كله بيبعد عني… مفيش حد بيحبني… حتى هي بعدت اهو… حتى هي بقت تكر*هني… كر*هتني لدرجة نسيتني و مش طيقاني !!
قرر يوسف يقبل الأمر الواقع… قِبِل انها هتكون ل غيره… مع أنه كل ليلة يعيط عليها… كان مش قادر ينساها… ولا قادر يخرجها من قلبه زي ما هي عملت و عايشة حياتها مع خالد بكل سعادة… كان مفكر انها كام يوم و هتجيله… بس هي مجتش ولا افتكرته لحد الآن !!
يوسف اقتنع إن ده قدر ربنا و ميقدرش يعمل حاجة… رضي بنصيبه و قرر يعيش بطبيعية ك إنسان عادي و اشتغل كاشير في سوبر ماركت معروف…
في يوم كان بيشتغل عادي… فجأة لقي رنا و خطيبها جايين ناحيته و معاهم سلة التسوق… رنا كانت في قمة فرحتها و هي معاه… يوسف زعل و حاول يمسك نفسه
* و النبي يا باشا شوف الحاجات دي كلها بكام…
” حاضر…
اللي استغرب منه يوسف إن رنا حتى مبصتلهوش… و بتكلم خالد و بيضحكوا
* طيب بصي هروح اجيب افتكرت إني عايزها… خليكي انتي هنا…
‘ ماشي…
مشي خالد… يوسف وهو بيجمع تمن المشتريات قالها
” امتى الفرح ؟
‘ و ده هيهمك في حاجة ؟
بصلها يوسف بجمود
” عايز اعرف باقي كام يوم و تبقي على اسم واحد غيري…

 

‘ لسه محددناش الفرح… بس قريب يعني… و لما يتحدد معاده هعزمك متقلقش…
” كويس أوي… اصل هتجيبي احسن مني فين يقيمّلك الفستان… هاجي متقلقيش
‘ مش غريبة إنك رضيت بقليلك و بقيت كاشير… يعني من أكبر مُهر*ب سلاح في كندا ل كاشير صغير في سوبر ماركت ؟ مش راكبة على بعضها الصراحة…
” أنا استغربت زيك كده و مش عارف ازاي رضيت بوظيفة صغيرة زي دي… بس قولت اجرب امشي ف اللي كتبهولي ربنا من غير ما اعترض على أي حاجة… يمكن في يوم ابقا احسن في الدنيا
‘ الطموح حلو برضو… ربنا يوفقك…
” و انتي ربنا يوفقك معاه و يسعدكم…
‘ يارب…
كلامهم يبان عادي… لكن نظراتهم لبعض مش عادية أبداً… هم الاتنين مركبين وش قوة لنفسهم… كل واحد فيهم بيحاول يظهر أنه اقوى للتاني و إن مش فارق معاه أنهم خسروا بعض… لكن الحقيقة عكس كده تماماً…
‘ مش اللي على رقبتك ده الشال الصوف بتاعي ؟
” اه هو…
‘ لقيته فين ؟
” لقيته واقع في الشارع… يوم ما اتخانقتي مع واحد من زباين الكافيه و ضر*بتيه…
‘ هو أنت شوفتني ساعتها ؟
” اه… كنت هاجي و اساعدك… بس لقيتك اخدتي حقك منه… ف قعدت مكاني…
‘ و أنت بقاا لابس الشال بتاعي ليه ؟
” انتي لسه قايلة بلسانك إني رضيت بقليلي و قبلت اشتغل كاشير بسيط… ف مرتبي مش مكفي اشتري هدوم جديدة للشتاء… ف بلبسه لاني ساعات بقعد لحد الفجر هنا و الجو برد…
بصلها في عيونها و كمل
” مع إني غسلته كذا مرة بس ريحتك اللطيفة مش راحت منه… عشان كده بحب ألفه على رقبتي… بحسك قريبة مني لما ألبسه…
بصت رنا ل عيونه اللي كلها اشتياق ليها…
‘ و أنت مرتبك كام على كده ؟
بص يوسف بعيد عن عيونها
” ملكيش دعوة…

 

‘ يوسف أنت واحد بارد…
” و انتي مفيش ابرد منك !!
‘ يوسف أنت….
جه خالد و معاه ازازتين شامبو
* يااااه لفيت السوبر ماركت كله حتة حتة لغاية ما لقيتهم… أنا حاسس إن الشامبو ده قرب ينقر*ض !!
رنا بإبتسامة
‘ طب يلا عشان هتوديني عند ريم صحبتي زي ما وعدتني…
* حاضر يا حبيبتي…
لما قال الكلمة دي… يوسف قلبه و*جعه أوي… بصله و اتكلم في سِره
” اللي بتقولها حبيبتي دي أنا مفروض اقولها الكلمة دي مش أنت… أنا المفروض ابقا واقف جمبها و ماسك ايدها مش أنت !
* كده على بعض كام ؟
” 2400 جنيه
* اتفضل…
” شكرا يا افندم
يوسف حطله حاجته في أكياس… مكنش طايق يشوفها معاه و عايزهم يمشوا من قدامه بأي طريقة بدل ما يقت*ل حد هنا… اخد خالد الأكياس و خرج هو و رنا… يوسف بَص على طيف رنا… اتنهد بتعب و قال
” يارب يا تصبرني على ما ابتليتني… يا تاخدني عندك احسن… قلبي بيتقط*ع لما يمسك ايدها…لو شوفتهم تاني مع بعض هقع ساكت !!
رنا راحت عند صحبتها و قضت اليوم معاها و رجعت على بيتها… دخلت الشقة و قلعت الهيلز… دخلت اوضتها فتحت النور… لقيت يوسف قاعد على سريرها !! اتفاجئت قالت بزعيق
‘ أنت ازاي دخلت هنا و بتعمل ايه ؟!!

 

قام يوسف و قال ببرود و هو بيقرب منها
” والله أنا حُر… اروح اي مكان أنا عايزه…
‘ بقولك ايه… اطلع بره بدل ما اتصل على خالد يجيلك و ساعتها هتندم أوي على بجا*حتك دي !!
حط التليفون في ايدها و قال
” خدي اهو التليفون… اتصلي عليه… خليه يجي… أنا مستنيه اهو… من زمان نفسي اقابله…
‘ أنت جيبت من فين كل البجا*حة دي !
” من عند بتاع البجا*حة يا خفيفة… التليفون في ايدك اهو… اتصلي عليه… يلا اتصلي…
رنا اتفاجئت من جرأته جدا… متصلتش على خالد
” مالك سكتي ليه ؟ متصلتيش ليه عليه ؟
‘ مش عايزة مشاكل… امشي من هنا بهدوء…
” مش عايزة مشاكل ؟؟ والله ؟؟ ولا انتي خايفة عليا منه ؟ هااا يا رنا… قولي إنك خايفة عليا !
‘ لا مش كده…
” طالما مش كده يبقى اتصلي عليه… يعتبر أنا بتهج*م عليكي في بيتك دلوقتي… اتصلي عليه خليه يلحقك…
‘ مش هتصل…
” ليه… ايه السبب ؟
رنا بصت بعيد و مردتش… يوسف قرب منها و هي رجعت لوراء… فضل يقرب منها و هي ترجع لرواء لغاية ما لزقت في الحيط… قرب منها كمان و حاوطها و قال
” كنت عارف إنك لسه بتحبيني… مش قادرة حتى تتصلي عليه…
‘ أنا متصلتش عشان هو ميدخلش نفسه في مشكلة… متصلتش عشانك يعني…
” بطلي كذ*ب… كذ*بك واضح للأعمى… بس أنا مش أعمى و بشوف كويس أوي… و اللي شايفه دلوقتي هو إنك بتحاولي تعملي موڤ أون مني لكن مش قادرة تنسيني لحد دلوقتي !! لما تتجوزيه هل هتقدري تنامي معاه و انتي قلبك معايا أنا ؟؟
‘ يوسف إلزم حَدك في الكلام معايا و متتعداش حدودك… و يلا امشي

 

” مش همشي… أنا برضو زيك… حاولت انساكي و مش قادر… ف قررت اخلع قناع البرائة اللي أنا كنت لابسه و اوريكي وشي الحقيقي…
‘ يعني ايه ؟
رجع شعرها لوراء بإيده و همس في ودنها
” يعني مش هسيبك تبقي لأي مخلوق غيري… انتي ليا وبس… سمعاني ؟
‘ ده في احلامك…
” أنا بعرف كويس أوي احقق احلامي… خالد ده أو عشرة منه مش هيقدروا ياخدوكي مني ليوم واحد حتى !!
قرب منها أكتر ف خافت
‘ ابعد عني…
” لا مش هبعد… أنا بعدت عنك بما فيه الكفاية… أما دلوقتي مش هبعد أبداً… انسي إني ابعد عنك !!
‘ هتعمل ايه يعني… هتغت*صبني ؟!
” اغت*صبك ؟!
ضحك و قال بسخرية
” رنا هو انتي بجد بتفكري فيا كده ؟ اغت*صبك ؟! هو أنا في نظرك و*سخ للدرجة دي ؟ طب بالعقل كده لو أنا و*سخ فعلا و عايز اغت*صبك… هل كنت هستنى لغاية دلوقتي ؟ ما أنا لو عايز اعمل كده كنت عملت من زمان مش هستنى لغاية ما أنتي تفكري في كده…
‘ يبقى مقرب مني كده ليه ؟
” يا ترى أنا مقرب منك كده ليه ؟ ليه صح ؟ اه افتكرت…( حط ايده على شفايفها و كمل ) كنت حابب افكرك بالبو*سة الجميلة اللي حصلت في الغابة ساعتها… بجد مش قادر انساها… ايه رأيك نكررها تاني ؟
قالت رنا بخوف
‘ يوسف أنت بتخوفني…
” ما أنا عارف… بس انتي مش هتتعدلي غير بكده !!
قرب وشه من وشها و غمض عيونه و لسه هيبو*سها… حطت ايدها على بوقها… فتح عيونه و ابتسم بخبث و قال
” مش دلوقتي… نخليها بعدين… زي ما تحبي… بس يكون في علمك… هيجي يوم و شفايفك الجميلة دي هتبقى مِلكي…
‘ اطلع بره…
” تؤ… لا… مش هينفع…
‘ ليه ؟
” ما أنا لسه معملتش اللي جيت عشانه…

 

‘ اللي هو ايه ؟
” تمسكي تليفونك الحلو ده و تتصلي على خالد و تقوليله كل حاجة ما بينما انتهت و مفيش جواز و تفسخي خطوبتك معاه و تقلعي الدبلة اللي في ايدك دي…
‘ ايه اللي أنت بتقوله ده ؟ أنت اتجننت رسمي !!
” ايوة فعلا أنا مجنون ( قرب منها و كمل ) مجنون بيكي… استحالة اسيبك لحد غيري… انتي هتبقي مراتي أنا و بس !!
زقته رنا بعيد عنها و قالت بعصبية
‘ امشي من هنا مش طايقة اشوفك… اطلع بره !!
حط يوسف ايده في جيوبه و قال ببرود
” حاضر همشي… بس مش همشي على بيتي… أنا همشي من هنا على بيت استاذ خالد عِدل… هروح اقوله مراتك المستقبلية با*ستني لما كنا في الغابة و حضنتني كمان… و هشوف إذا كان هيوافق يتجوز و يعيش مع واحدة في حد حضنها و با*سها قبله… سلام يا رنون !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية يا ليت كنت لي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!