روايات

رواية وهام بها عشقا الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم رانيا الخولي

رواية وهام بها عشقا الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم رانيا الخولي

رواية وهام بها عشقا الجزء الحادي والعشرون

رواية وهام بها عشقا البارت الحادي والعشرون

رواية وهام بها عشقا الحلقة الحادية والعشرون

انتفض جسدها اثر ذلك السـ ـلاح الذي وضع على رأسها وتلك اليد التي تكمم فمها تضغط بشدة جعلها ترتعد بخوف.
_ هرفع ايدي دلوقت وإن سمعت صوتك هفرغ المسدس في دماغك
هزت راسها بالايجاب لتشهق بقوة عندما تركها
وقالت من بين انفاسها
_ انت مين؟ وعايز ايه؟
رفع الغطاء عن وجهه ورفع الهوية إليها متحدثًا بقوة
_ أنا المقدم مدحت الرواي الظابط الجديد اللي ماسك ملف جوزك
ازدردت لعابها بصعوبة بالغة وسألته بريبة
_ ملف ايه؟
تقدم منها ليقول بجدية
_ شوفي مفيش وقت أن اشرحلك بس جوزك مشترك في شحنة سلاح جاية البلد قريب، هتساعدني وتعرفي ميعاد التسليم انا كمان هساعدك واخلصك منه انتي وبنت عمك اللي عملين تدورا على خطط خايبة، مش هتساعدني هتبقي بتتستري على مجرم وهتروحي معاه في الرجلينl
فكري كويس في اللي قلته وهجيلك تاني تكوني جمعتي المعلومات اللي محتاجها
دنى منها اكثر ليتابع بتحذير
_ أي غلطة منك هتكلفك عمرك جوزك مش ملاك
ده واحد قا.تل بنت عمه يعني سهل أوي يخلص من واحدة أهلها ما صدقوا خلصوا منها.
انتفضت عندما سمعت طرق الباب مما جعل ذلك الضابط يرفع سلاحه في وجهها وتمتم بلهجة حادة
_ افتحي الباب واتكلمي عادي عشان ميشكش في حاجة أي غدر منك انتي عارفة ممكن اعمل ايه
هزت راسها بخوف واغمضت عينيها تحاول الثبات ثم دنت من الباب لتفتحه فوجدت مهران واقفًا ينظر إليها بنظره خالية من الجمود الذي كان يخصها به لكنه اندهش عندما لاحظ ارباكها وسألها
_ في حاجة؟
انقبض قلبها خوفًا وهي تنظر إلى الضابط الذي اسرع بالاختباء خلف الباب وتمتمت برهبة
_ ها.. لا مفيش حاجة انا بس مبسوطة إني شوفت مرح واطمنت عليها
ضيق عينيه بشك وتحدث بحيرة
_ واللي يطمنك يخليكي مرتبكة كدة؟
اهتزت نظراته وازدردت لعابها بصعوبة بالغة ثم تمتمت بوجل
_ لأ انا بس صعبانة عليا إنها اتجوزت من انسان زي خليل ومعاملته القاسية معاها
نظر داخل عينيها التي تبعدها عنه وسألها
_ بس كدة؟
تحلت بالقوة ونظرت داخل عينيه كي لا يشك بشئ
وأكدت بثبات
_ امم.
_ تمام.
تنهدت براحة عندما تركها وذهب إلى غرفته لتجد ذلك الضابط يقول بلهجة حازمة
_ كدة تمام انا همشي دلوقت واسيبك تفكري براحتك
تسلل من النافذة كما جاء منها فترتعد هي بخوف
إن علم مهران فلن يرحمها
ويبد ان ذلك الضابط أيضًا لن يتركها
………
عادت مرح معه وقد اشرح الأمل صدرها للخلاص من تلك الحياة
فقريبًا ستلوذ بالفرار وتهرب من هذا السجن الذي حبست بداخله
مرت على غرفة اخيها كي تطمئن عليه لكنها صدمت عندما وجدت سليم قابعًا بجوار أخيها
وعندما رآها نهض قائلاً
_ كان مضايق إنك مشيتي فضلت جانبه لحد ما نام
نظرت إليه بامتنان فهو رغم غدره بها إلا إنه مازال يساعدها بكل ما أمكن هم بالخروج لكن صوتها أوقفه
_ متشكرة.
التفت إليها ليسألها بنظراته فأجابت بامتنان
_ على كل حاجة ومنهم إنك ساعدتني أوصل لمهرة، كنت قلقانه عليها أوي.
ابتسم بمرارة وغمغم بروية
_ دي الحاجة الوحيدة اللي اقدر اعملها والأفضل متطلبيش مني حاجة تاني.
انهى حديثه وخرج من الغرفة، يعلم.جيدًا بأنه أخطأ القول لكن عليه أن يبعدها عنه قدر المستطاع
لم يعد يستطيع التحمل
مشاعره لا ترحمه وقلبه الذي يرأف بها
فكلما وقع نظره عليها فقد اي تعقل وعليه ان يبتعد في اقرب وقت، لكن إلى أين؟
فعمه لن يسمح بابتعاده وخاصةً بعد ما حدث لماجد
شعر بالدنيا تضيق عليه حد الاختناق فلم يعد يستطيع التنفس جيدًا
اخذ سيارته وذهب إلى الشاطئ ربما يجد ذلك الراعي الذي يكون حديثه بلسمًا لجروحه
انتصف الليل وظل مكانه ينتظره لكن لا فائدة
ذهب إلى كوخه القريب من المكان وأخذ يطرقه
لكن لا من مجيب
_ بتخبط على مين ياابني؟
التفت سليم لذلك الصوت الذي يحدثه فإذا برجل طاعن في السن يتسند على عصاه
_ أنا بخبط على الراعي اللي هنا
عقد الرجل حاجباه بدهشة وسأله
_ راعي مين؟ البيت ده مهجور من سنين لدرجة ان الناس بتخاف تقرب منه.
اندهش سليم اكثر وتحدث بجدية
_ إزاي انا بشوفه على طول خارج وداخل منه
_ هو مين ياابني؟
_ راعي وديمًا بيعزف على ناي
ظهر الخوف على وجه الرجل وتمتمت بخفوت
_ بسم الله الرحمن الرحيم ياابني الراعي ده اتقتل من سنين طويلة
عقد حاجبيه مندهشًا ونظر إلى المكان الذي يجلسوا عليه دائمًا وقال
_ بس انا لسة شايفه من يومين هنا في المكان ده
اشار له ناحية المكان فإزداد خوف الرجل لكنه سيطر عليه كي لا يخيفه وتحدث بوجل
_ يلا ياابني معايا المكان ده خطر بلاش تكون لوحدك فيه.
لم يفهم شئ لكنه سار معه حتى ابتعدوا عن المكان فسأله الرجل
_ انت بتيجي هنا من زمان؟
اجاب سليم بحيرة
_ ايوة من سنة تقريبًا
_ ومين الراعي اللي بتسأل عليه ده؟
وصل سليم لسيارته ووقف لديها ليجيب الرجل
_ مش عارف بس انا كنت باجي اقعد على النيل في المكان ده وهو كان بييجي يعزف جانبي
هز الرجل رأسه وتحدث بجدية
_ طيب ياريت تمشي ومتحاولش تيجي المكان ده تاني.
تعجب من حديثه وسأله
_ ليه؟
لم يشاء أن يخوفه لكن عليه أي يخبره كي لا يأتي ثانية
_ ياابني الراعي اللي بتتكلم عنه ده اتقتل من تلاتين سنة.
لم يستوعب سليم معنى حديثه
_ انت اكيد بتتكلم عن واحد تاني.
_ المكان والبيت والوصف بتاعك بيقول انه الراعي.
والمكان ده اصلًا محدش بيهوب ناحيته ومن وقت اللي حصل.
ازداد اندهاشه وتذكر حضور الرجل واختفاءه المفاجئ
لكنه اراد أن يعلم ما حدث مع ذلك الرجل
_ هو ايه اللي حصل بالظبط
_ دي حكاية طويلة وحصلت من تلاتين سنة كان بيحب واحدة اهلنا ناس واصلين وهي كمان حبته ولما اهلها عرفوا أصروا انهم يجوزوها فقررت انها تهرب معاه
بس لحقوهم قبل ما يهربوا وضربوا عليه نار وقتلوه ورموه في النيل وهي أخدوها وجوزها لابن عمها وسفروها لمصر، من وقتها الناس بتخاف تقرب من المكان ده
اندهش سليم واستقل سيارته وانطلق بها وقد لامس الخوف قلبه لا ينكر بأن حديث الرجل أخافه لكن أيضًا تأثر بقصته.
❈-❈-❈
ظل قابعًا في غرفته لا يفارقها والحزن اثقله حقًا
لم يعد يبالي بشئ بعد أن استوعب فضاحة فعلته عندما سقي من نفس الكأس
خسارة وضياع ووحدة قاتله اجثموا على صدره ولم يعد لديه طاقة للمجابهة
فاقت الأمور الحد ولم يعد يستطيع الاستمرار في الحياة بذلك الوهن
فتح درج المنضدة بجواره وأخرج منها تلك الصورة التي مازال يحتفظ بها.
صورة تجمعهم جميعًا بسعادة عامرة لكن استطاع هو بكل جشاعة أن يطفي تلك الابتسامة بل ويدمرها
تساقطت دموعه وعينيه تجوب ملامح والدته التي شعر بحنين جارف للارتماء في احضانها والنهل من حنانها الذي افتقده حقًا منذ رحيله.
أبيه الذي لم يرى منه سوى الجحود أراد أن يطلب منه العفو وأن يعتذر عن كل ما أصابه بسببه
لكن يعلم جيدًا بأن تلك المرة خسر حقًا وليس كسابقتها.
انتهى كل شئ ولن يستطيع البقاء، عليه الرحيل في أقرب وقت كي يعيد بناء ما فقده من انسانية
ويعود بعدها شخص آخر.
وحينها سيعتذر وسيطلب الصفح والغفران بكل وسيلة حتى تحن القلوب
طرق الباب ونهض لفتحه فيجد العامل أمامه
_ السمسار جاه تحت ومعاه المشتري
اومأ له منصور
_ تمام انا نازل حالًا
ابدل منصور ملابسه وفتح احد الأدراج أخرج منها جواز السفر وحمل حقائبه وخرج من الغرفة..
……….
جلس عمران في حديقة منزله التي لم يراها منذ ما حدث
نظر إلى زوجته التي جلست تتحدث معه في مواضيع كثيرة دون التطرق لما فعله ابنهم
يعلم جيدًا بأنها تحاول الثبات أمامه كي لا تحزنه
لكن من قال بأنه لا يفكر فـ الامر
فجرحه مازال غائرًا بداخل قلبه ولن يندمل مهما مرت سنين
خذله مرة أخرى لكن تلك المرة اشد وأقوى ولن يغفر له مهما فعل
آهه صامته خرجت من أعماقه وهو يتذكر تلك اللحظة وكأنها حفرت بداخله
لأول مرة يعرف الغضب طريقه إلى قلبه
فقد ظل كثيرًا يدعوا له بالهداية لكن لا أمل فيه.
وكأنها علمت ما يدور بخلده إذ وضعت يدها على يده تربت عليها بدعم منها له بالثبات
لكن ذلك الألم قاسي ولا يرأف به فغمغم بألم
_ نسيانه صعب أوي ياجليلة، كل ما افتكر احس بسكين بتقطع قلبي.
_ أنسى ياعمران عشان صحتك بلاش تخليني اعيش الخوف ده من تاني
هز رأسه بنفي وتحدث بقوة
_ مش عارف أنا اخطأت في ايه، عمري ما ميزت أخوه عنه الاتنين ربيتهم بما يرضي الله ومش عارف ده طالع كدة لمين
تمتمت جليلة باستسلام وهي تربت على يده بتعاطف
_ ده قضاء ربنا ولازم نرضى به ونحمد ربنا إن ولاده معانا وعوضونا عنه.
التزم كلاهما الصمت عندما تقدمت منهم سارة التي تحمل طفلتها ووضعتها بين يدي عمران وتحدثت بابتسامة
_ يلا يا سيلا قولي لجدو أحلى صباح عليك.
ابتسم عمران لتلك الطفلة التي تخطف القلوب بوداعتها وقال بحبور
_ وهو الصباح مبيحلاش غير بيها، من يوم ما اتولدت وهي اخدت قلوبنا
_ لاااا الكلام ده كبير أوي وكدة جوجو هتغير منها.
ابتسمت جليلة على مزاحها وتحدثت بصدق
_ انتي عارفة كويس انها اخده قلوبنا كلنا زي ابوها بالظبط من يوم ما اتولد وهو اخد قلبنا.
تبدلت ملامحها عند ذكر اسمه وقد لاحظ كلاهما ذلك
فجذبتها جليلة لتجلس بجوارها وقالت بتعاطف
_ انا عارفة أن صعبان عليكي منه بس صدقيني على قد تهورة وغباءه بس بيحبك وميقدرش يعيش من غيرك، غلط وخلاص عقبتيه بما فيه الكفاية سامحيه بقا وانسي.
_ مش بالسهولة دي، جاسر المرة دي جرحني بجد وصعب اسامح بسهولة، يكفي حاليًا إني سمحتله يفضل معانا في الاوضة أكتر من كدة لأ.
تفاهم عمران معها وتحدث بجدية
_ سيبيها ياجليلة هو غلط ولازم يتعاقب
رغم رفض جليلة لتحاملهم عليه إلا إنها التزمت الصمت كي لا تحزن سارة بتحيزها معه
صدح رنين هاتفها لتنظر إليه بصدمة وعينيها اهتزت بارتباك
لاحظت جليبة حالتها فسألت بحيرة
_ مالك يابنتي في حاجة؟
ارتبكت أكثر واخفت الهاتف وهي تتمتم
_ ها لأ مفيش دي واحدة صاحبتي ومش عايزة اكلمها دلوقت
عاد رنين الهاتف بإلحاح مما جعل قلب جليلة يخبرها بأنه ولدها فتحدث بحنين
_ لو ابوكي ردي عليه يمكن عايزك في حاجة مهمة
اخفضت عينيها باحراج ليتابع عمران
_ خرجي نفسك برة حوارتنا دي حاجة بين الاب وابنه الاحفاد ملهمش دخل فيها، ردي عليه يمكن محتاج حاجة.
اومأت له بصمت ثم نهضت لتبتعد عنهم قليلًا وأجابته بفتور
_ نعم.
جرحته في الصميم وهو بحالته تلك لكنه حقًا يستحق
نظر للجواز بيده وتحدث بروية
_ ازيك ياسارة.
اجابت بجمود
_ الحمد لله
_ انا بكلمك وانا في المطار مسافر ومش عارف إن كنت هرجع ولا لأ وحبيت اسمع صوتك قبل ما اركب الطيارة.
رمشت باهدابها مرات متتالية تحاول السيطرة على ذلك الحنين الذي يأخذها إليه وقالت بثبات زائف
_ ليه؟
_ لإن معدش ليا مكان هنا انا بكلمك عشان تتأسفي ليهم بالنيابة عني وسامحني ان كنت غلطت في حقك او حق أخوكي.
عادت إلى مقعدها بوجوم بعد أن اغلق معها الهاتف وهي تشعر بحنين إليه، مهما فعل يظل والدها
سألتها جليلة بتردد وقد شعرت بالقلق من وجومها
_ في حاجة يابنتي؟
نظرت إليها سارة وغمغمت بتأثر
_ بابا سافر وطلب مني إني اطلب منكم تسامحوه.
انخفقت القلوب ولاح الحزن في اعيونهم عليه.
لو يعلم الابناء ما يفعله فراقهم لظلوا تحت اقدامهم حتى بعد وفاتهم.
ربتت سارة على يد جدها وقالت بتأثر
_ بابا صوته بيأكد أنه حاسس بالندم خليه يسافر يمكن يتغير ويعرف قيمة الناس اللي ظلمهم
تنهد عمران بما يحمله من ألم وتحدث بتأثر
_ ربنا يوفقه ويهديه عشان خاطركم
تناولت يده تقبلها بحب وتمتمت بامتنان
_ مش عارفة لولا وجودك في حياتنا كان جرالنا ايه.
ابتسم بود وأجابها بحب
_ كان هيبقى عمك مكاني وجاسر كمان.
_ بتحننوا قلبها عليا طبعًا
جلس جاسر بجوارهم ليأخذ صغيرته من جده فيؤكد له
_ ادينا بنحاول معاها يمكن ربنا يهديها.
نظر جاسر لسارة بدهشة لذلك التعند الذي طال كثيرًا فتشيح هي بوجهها بعيدًا عنه
فغيرت جليلة حديثهم وتطرقت في حديث آخر
_ ايه رأيك ياابو جمال لو نعمل كتب كتاب حازم الاسبوع الجاي خلي الفرح يدخل بيتنا
أيدها عمران
_ عندك حق خلينا نكلم عاصم ونعجل في الموضوع
تطرق جاسر في حديثهم
_ مع إني بتشائم من الاتنين دول بس يمكن تفلح المرة دي.
سعدت سارة بذلك الخبر وقالت بسعادة
_ وانا هروح افرح زينة بسرعة
اخذت هاتفها واسرعت بالعودة للمنزل كي تخبر زينة وتركت جاسر ينظر في اثرها بقلب لهيف
فتمتمت جليلة بتأثر
_ معلش ياولدي سيبها براحتها انت برضه زودتها معاها
نظر جاسر لجدته وتحدث بقوة
_ انتم ليه شايفيني غلطان في كل حاجة؟ ليه محدش بيلتمس لي العذر وتعرفوا ايه السبب الأول.
اجاب عمران
_ لأنك ديمًا بتبقى انت اللي غلطان
_ عشان منعتها تشتغل! كلمتها وفهمتها إن سيلا محتجالها ومينفعش شغل دلوقت
خروج؟ عمري ما منعتها بس لازم اكون معها لأنها مهما كان متعرفش البلد كويس وإذا لزم حازم او معتز بيكون معها وده بعمله حتى مع أمي، ولما راحت المستشفى بدون اذني طبيعي إني اضايق وأي حد مكاني هيضايق.
نفت جليلة
_ بس انت تماديت ياجاسر.
علم جاسر بأنها لا تود التحدث بطريقة مباشرة أمام جده فقال بثبات
_ انا كنت مضايق وهي عارفة كويس لما بكون مضايق بحب اكون لوحدي
افتكرت إني مضايق منها واتسرعت وعندت قصادي.
_ يعني انت مش حاسس بغلطك؟
زم فمه باستياء وغمغم بضيق
_ عارف اني غلطت وجرحتها من غير ماقصد بس اعتذرت بدل المرة ألف وهي برضه رافضة
_ هي ترفض وانت كررها، رجعلها ثقتها بنفسها، خليها تحس انك فعلاً مش قادر تعيش من غيرها
زي ماهي كانت بتتحملك انت كمان اتحملها
خليها تدلع عليك على قد ما تقدر وبعدها هتلاقيها هي اللي بتصالحك
اومأ جاسر له باقتناع منتويًا المحاولة معها حتى تقبل اعتذاره.
…….
مازالت تفكر في أمر ذلك الضابط لكن ماذا إن علم مهران؟
مؤكد بأنه لن يرحمها
هل تذهب إليه وتخبره؟
وإذا علم الضابط بما فعلته سيظن انها متواطئة معه وتخشى أيضًا أن يفشل خطتهم.
انتفضت بوجل اثر طرقات سامية وولوجها
_ ست مهرة، مهران بيه عايزك تحت في مكتبه.
ازداد الخوف بداخلها لكنها حاولت الثبات أمامها
_ قوليله جاية دلوقت
انصرفت سامية وقامت بتبديل ملابسها ونزلت إلى الأسفل وقلبها يدق بعنف
وقفت أمام غرفة مكتبه بوجل تحاول التحلي بالثبات كي لا يشك بأمرها
دلفت لتجده واقفًا امام النافذة المطلة على حديقة القصر يوليها ظهره مما جعلها تجفل منه فهي تعلم وقفته تلك لا تبشر بخير مطلقًا
_ اقفلي الباب وراكي
اجفلت من جموده واخذ قلبها يهدر بعنف وهي تغلق الباب ثم سارت لتتقدم منه وسألته
_ خير؟
استدار لينظر إليها بعينيه التي خفت حدتها معها لكنها لا تخلو من الجمود
تقدم منها بخطوات ثابتة جعلها تشعر بالخطر من حولها حتى أنها فكرت بالهرب من أمامه لكن صوته الهادئ أوقفها
_ مالك؟
اهتزت نظراتها واندهشت حقًا من ذلك الرجل
فتاره يشعرها بالخوف منه وتارة أخري يجعلها تشعر بالطمأنينة
ازدردت لعابها بوجل وتمتمت برهبة
_ مفيش
ضيق عينيه بشك وتحدث بقوة
_ اومال مالك متخده كدة ليه؟
رمشت باهدابها ليهتز قلبه الذي يرفرف اثر سرب الفراشات الذي خرج من بينهما
فتتقابل النظرات لتحكي قصة حب لا ترى النور
لمح نظرة يملؤها التساؤل لكن لا تفسر شئ
ومن تلك النظرة تناست كل شئ وتاهت في ليله الحالك والتي بدون ارادة منها سقطت في بئرهما لتجد نفسها بلا هودة تسبح في ظلامه.
عاد الخوف يزحف بداخلها عندما تأكدت تلك المرة من حقيقة مشاعرها
اهتزت نظراتها وشعرت بفضاحة مشاعرها التي اوقعتها به
كيف ومتى
لا تعرف كل ما تعلمه انها وقعت في براثين عشق ذلك الشيطان
لكن عليها أن تقتل ذلك الحب وترفض تلك المشاعر التي تأخذها إليه، فلا مستقبل لها معه
فهو ليس سوى مجرم وعليها تنفيذ ما طلبه ذلك الضابط كي تتخلص منه.
فقالت بقوة
_ مش متخدة ولا حاجة انا بس بسألك عايزني ليه
_ كنت عايز اسألك لو عندك حاجة عايزة تقوليها.
هزت رأسها بنفي وقد استطاعت أخيرًا التحلي بالثبات
_ لأ
أومأ لها في صمت وقد لاحظت خيبة أمل بداخل عينيه مما جعلها تنسحب بهدوء كي لا تضعف أمامه
اما هو فقد تركها ترحل بعد تلك الفرصة التي اعطاها لها واضاعتها
فبعد أن أخبره وهدان بما فعله الضابط الجديد وهو يدعوا بداخله ألا تخيب رجاءه فيها وأن تهبره بكل شئ
لكن يبد انه استطاع اقناعها فلو أبت لكانت الآن تقص عليه كل شئ
❈-❈-❈
فرحة عارمة ملأت منزل عمران بعقد قران حازم وزينة
وها هي تضع بصمتها الاخيرة على عقد الزواج لتعلوا الزغاريد في المنزل
وترفرف القلوب بسعادة لا توصف
فأخيرًا ستحن عليه حبيبته وتسمح له بالتحدث كيفما يشاء
فقد أصبحت بعد سنين عجاف زوجته وشعر بأنه داخل حلم جميل يخشي الاستيقاظ منه.
هاهي واقفة امام غرفتها تنتظر أن ياخذها ويحضروا ذلك الحفل الذي اقامه وليد في منزله
ابتسمت بخجل وهو واقفًا امامها لا يصدق بأنها اخيرًا أصبحت زوجته
لا تعرف متى او كيف أصبحت بين ذراعيه ويلتف بها بسعادة غامرة ليثفق الجميع من حولهم
توقف لكنه ظل محتفظًا بها بين يديه فتبتعد هي قليلًا بحياء
_ حازم عيب مينفعش
دنى من اذنها يتمتم بخفوت
_ لااا انسي الكلمة دي تمامًا انتي وقعتي في ايدي وخلاص.
رفعت عينيها إليه وغمغمت باعتراض
_ لا لسة باقي سنة
صحح لها
_ تقصدي سبع شهور بالظبط، اخر امتحان لينا هيكون قبل الفرح بيومين دا انا حاسبها بالساعة.
هزت راسها بيأس من ذلك المجنون
_ مجنون
_ تقصدي مجنونك.
ضحكت بخفوت وسارت بجواره لذلك الحفل
والسعادة ملأت قلوب الجميع بعد تلك المآسي التي عاشتها.
ليلى التي استطاعت احتواء زوجها قبل ان تتفاقم المشاكل بينهم وتخسره
وسارة التي ظلت على عنادها تضع حدود بينهم
أما هو فقد تعب حقًا من جافئها معه وشعر بأنه حقًا تمادى معها وجعلها تصل لتلك الدرجة من الجمود
فلم تكن تستطيع البعد عنه ساعات قليلة، فماذا فعل بها حتى تستطيع تحمل كل ذلك البعد
سيعتذر وسيطلب منها العفو ولن يمل
لم يعد لدية القدرة على التحمل اكثر من ذلك
دنى منها ليأخذ صغيرته منها وهو يقول بلهجة حانية
_ هاتيها عنك شوية.
اومأت له بصمت ثم همت بالابتعاد عنه لكنه أمسك ذراعها وغمغم برجاء
_ سارة كفاية بقا انا خلاص مبقتش قادر اتحمل بعدك اكتر من كدة.
كانت عينيه تحمل رجاء كبير وكانت هي تبادله النظرات بأخرى عاتبة
_ سامحيني إن كنت غلطت في حقك بس صدقيني مكنتش في وعيي الغضب كان عميني ومعرفش انا بقول أيه كفاية عقاب لحد كدة
_ بس انا مش بعاقبك.
ضيق عينيه متسائلًا فتجيبه بثبوت
_ بعاقب نفسي لأني انا اللي وصلتلك للمرحلة دي
وانا اللي اتنازلت كتير لحد ما افتكرت إن ده ضعف مني
بس ده كان حب وحفاظ على جوزي وبيتي
فمش بسهولة كدة اغفر واسامح
_ فين السهولة دي. دا انا اتعاقبت عقاب عمري ما شوفته في حياتي، وانا بأكدلك إنك اخدتي حقك وزيادة ولا انتي بتهربي.
قطبت جبينها بدهشة وسألته بعدم فهم
_ اهرب؟! من ايه؟
دنى منها ليهمس بجوار أذنها
_ انتي وعدتيني إنك تجبيلي الولد لما سيلا تكبر شوية وأديها كبرت خلاص
اتسعت عينيها بصدمة ثم غمغمت بحنق
_ كبرت ايه؟ بنتك يادوب كملت الست شهور
هز كتفيه ببساطة
_ ايه المشكلة هنلبسها لوسيلة وجمال وانتي اتفرغي للي جاي
هزت راسها بيأس منه ثم انصرفت كي لا تنفعل أكثر
نظر إلى سيلا وتمتم بوله
_ مالك مكشرة ليه؟ اوعي تكوني فاكرة إن حد ممكن ياخد مكانك في قلبي، دا انتي قلبي نفسه سيبك منها وتعالي نشوف اللي عماله تشاورلك دي
تقدمت سارة من حازم الذي لم يترك يد زينة لحظة واحدة رغم خجلها لكنه يأبى تركها
_ مبروك ياحازم
رد حازم بامتنان
_ الله يبارك فيكي ياسارة تعبتك معايا النهاردة
_ ولا تعب ولا حاجة انت زي مصطفى بالظبط
نظرت إلى زينة وقالت بمكر
_ مش هوصيكي طبعاً على حازم خلي بالك منه وخصوصاً….
شعر حازم بالقلق من نظراتهم وتحدث بقوة
_ ايه يا مرات اخويا هو غضبك على جاسر هيطلع على عنينا ولا ايه
اجري شوفي جوزك واقف مع مايا صاحبة معتز وعمالين يضحكوا
نظرت سارة إلى جاسر فوجدته بالفعل واقفًا معها يتبادلان الضحك
عضت على شفتيها بغضب وغمغمت بتوعد
_ ليلتك سودة يا معتز، وانت ناوي على أخرتك الليلادي….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وهام بها عشقا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى