رواية وميض الحب الفصل الحادي عشر 11 بقلم لولي سامي
رواية وميض الحب الجزء الحادي عشر
رواية وميض الحب البارت الحادي عشر
رواية وميض الحب الحلقة الحادية عشر
حبيبتي ،معشوقتي بل زوجتي
ارجو الالتماس لي بكافة الأعذار
فأنا احتاجك ولا ينبغي اظهار ذلك
اعتذر من اخطائي دون التفوه بالاعتذار
امقت ضعفي وأكره أن أرى مقتك عليه
فكل ما أريده عزيزتي أن تتقبلي عذري ولا تنتظري التفوه به.
باليوم التالي وبرغم أنهم كانوا بمفردهم بالمنزل إلا أن كلا منهم اتخذ جانب بعيد عن الاخر ….
حاول هو التقرب إليها ولكن بعزة نفس وبطريقة غير مباشرة حتى لا تستشعر مدى ضعف موقفه واحتياجه إليها ليستيقظ مبكرا ويعد الافطار ثم يحاول ايقاظها باقتضاب / يمنى أنا عملت الفطار اصحي يالا ….
التفتت للجهة الأخرى معطيه إياه ظهرها وتححجت بحاجتها للنوم ….
ليشعر هو أنها تتهرب من الجلوس معه ليحمل الصينية متوجها للصالة ويحاول تناول الفطار بمفرده إلا أنه شعر بغصة بحلقة ليزيل الفطار جانبا ويجلس بشرفة المنزل يعيد تفكيره فيما بينهم ..
فكيف تبدل حالهم الذي من المفترض أن يكونا الان بأسعد ايام حياتهم حتى يصل للخصام وهم لم يتجاوزا اسبوعهم الاول ….
بينما يمنى فور أن استشعرت ذهابه من الغرفة نهضت وهي تقرر تجنب الحديث معه فقد شعرت بالغضب منه كثيرا فهي لم تتوقع أن تكون هذه شخصيته مع عائلته أو أن هذه خصال عائلته من الاساس ….
ولا تدري ماذا تفعل؟
أتذهب غاضبة لمنزل والدها بخامس يوم عرسها؟
ام تسرد كل ما تم لوالدتها ووالدها بالهاتف ومن المؤكد لم يمر الأمر مرور الكرام وربما يحدث مشكلة بين العائلتين وليكن ما يكون ؟
ام تحاول إيصال غضبها بطريقة أخري ….
لتختار الخيار الاخير فليس أمامها سواه.
لتقرر عدم مخاطبته اليوم أو التعامل معه باي شكل من الأشكال ربما أوصلت له شعورها بالغضب من افعاله….
بدأت بارتداء جلباب واسع وذو أكمام طويلة فقد شعرت بفقد الشغف حتى في ارتداء ملابس تظهر جمالها او توحي بانها بحالة مزاجية جميلة …
بل إنها وجدت نفسها انها تريد الاختباء عن ناظريه تماما حتى لا يستشعر انها تريد ارضاءه……..
جلست ممسكه بهاتفها تجيب عن رسائل المباركات من قبل عائلتها واصحابها …..
انقضت ساعات الصباح وكلا منهم ينتظر مبادرة الآخر لتدلف هي للمطبخ تعيد تسخين بعض من الطعام الذي لديهم بينما هو مازال جالسا بالشرف تدور به الأفكار حول ما إذا كان حياته الزوجية ستكتمل على هذا النهج !!
………………………
بمنزل جنة اخت جاسر كان يجلس الاخير ممسكا هاتفه يتفقده فقد عزمته أخته على الغداء اليوم بمنزلها فاخيها جاسر يعيش بمفرده منذ وفاة والديهم وزواجها .
فمن حين لآخر يذهب لأخته للاطمئنان عليها لتسرع هي بتحضير ما لذ وطاب من أصناف الطعام الذي يعشقه أخيها ويفتقده بحكم أنه بمفرده وكل وجباته من الخارج …
استمع لصوت أخته من داخل المطبخ تنادي عليه ليهم بالذهاب إليها قائلا / حراااام والله حرااام الروائح دي حراااام
أطلقت ضحكتها ليكمل هو سؤاله / المحشي دي هيخلص امتى أنا فقدت كل ذرات الصبر ..
إجابته وهي ترص قطع الدجاج الناضجة بالصينية وتقوم بدهنها بمزيج من الصلصة المتبلة والمسلى البلدي / عشر دقايق بس عقبال ما الفراخ تتحمر تحت الشواية وهتلاقي كل حاجة جاهزة ..
لعق شفتاه باشتهاء وابتلع ريقه سائلا / أمال الملوخية لغتيها ولا ايه ؟
اوعي اعلقك وربنا ….
علت ضحكتها وهي تكشف إحدى الأواني لتطمئن قلبه قائلة / لا ملغتهاش متقلقش أهي …
احط الصينية بالفرن واعلق عليها واطشها …
هتاكل احلى ملوخية النهاردة…
ابتلع لعابه بصعوبة وهو يجيبها بحب / طول عمرك اكلك حلو يا چوچو …
وضعت الصينية بالفرن وهمت بإعداد حساء الملوخية وهي تسأله / ها مش ناوي تدوقنا اكل عروستك وتريح قلبنا بقى وتتجوز …
نظر بهاتفه وهو يتفقد إحدى وسائل التواصل الاجتماعي واجبها بروتينبة / يا ستي أنا كدة كويس اللي اتجوزوا عملوا ايه يعني ..
قطبت جنة جبينها لتجيبه بتعحب / عملوا ايه ؟؟
عايشين حياتهم الطبيعية ومتهنين ..
ضحك جاسر بتهكم وهو يعرض شاشة هاتفه أمام وجه أخته قائلا / لا وحياتك دول برضه مقضينها سوشيال ميديا زيي …
حاولت تبرير ما تراه قائلة/ ده وقت غدا هتلاقيها هي بتجهز الاكل وهو مستنيها …
أطلق ضحكة أخري وهو يعرض شاشة هاتفه مرة أخرى عليها قائلا / لا وحياتك برضه ده هي كمان اونلاين ..
أطلقت زفيرا وحاولت سحبه للحديث عن نفسه قائلا / ملناش دعوة بيهم أنا بسألك هتتجوز امتى بقى ؟
ولا هتقضيها راهب كدة ؟؟
أجابها بتصوف تام / مش لما الاقي العروسة يا چوچو …
ثم مالها حياة الراهب أحلى حياة وربنا.
ثم بصراحة يعني أنا مش راهب اوي.
أنا راهب عن الجواز بس …
ضحك بصوت عالي لتقضب هي حاجبيها وتتحدث بغير رضى من حديث أخيها / هو مش كان عينك من اخت يمنى ؟ ؟
ايه غيرت رأيك ولا ايه ..
شعر باضطراب في دواخله عندما تذكرها …
هو بالأصل لم ينساها ولكن يحاول جاهدا أن لا ينساق خلف مشاعره ربما كانت خاطئة …
كما أنه يعلم أن معها خاصة لا يجب التلاعب بها فهى الان تعتبر من حريم عائلته ويجب الحفاظ عليها حتى من نفسه …
ليتنحنح محاولا التهرب من الاجابة عن سؤال أخته قائلا / استني بس انا اشوف العرسان اللي مقضينها فيس دول …
اغلق التطبيق وهم بالاتصال بعبدالله الذي مازال جالسا بمفرده يتفقد بعض وسائل التواصل الاجتماعي لينتبه إلى رنين هاتفه معلنا عن اتصال من ابن عمه الذي أجاب عليه فورا ليستمع لجملة جاسر الذي أشعلت حرائق قلبه حين قال له / غريبة يعني عرسان في اسبوع الفرح والعروسة اونلاين من الصبح!!
واتصل بيك الاقيك بترد من اول رنة ……
أجاب عبدالله علي جاسر من بين اسنانه / عايز ايه يا جاسر ؟؟
ضحك جاسر ضحكة صاخبة ثم قال بنهاية الضحكة / داهية لتكون فلست بدري دانت مكملتش اسبوع ……
تحب اجبلك عوامل مساعدة !!!
اغلق عبدالله الهاتف ليستقيم متوجها حيث زوجته مقررا إنهاء حالة اللاحرب واللاسلم تلك …
بحث عنها بالغرفة فلم يجدها حتى استمع لصوتها يأتي من المطبخ يبدو أنها تهاتف أحد …
دلف عليها المطبخ وهو مستشيط غيظا إلا أنه توقف متعجبا حين استمع لصوت ضحكاتها .
يبدو أنها تضع سماعة بأذنيها وتخاطب أحدهم حتى أنها لم تستمع لخطواته من خلفها / لالالا بس عيييب لما تكبري ابقى اقولك ….
نطقت بجملتها التي تبعتها ضحكة عالية وهي تكمل /يا قليلة الادب …
قطعت جملتها حين استدارت ورأت عبدالله يقف مستندا على مدخل المطبخ رافعا إحدى حاجبيه لتحاول اغلاق المكالمة وهي تكمل ما كانت تفعله م إعداد طعام / طب يا أية هقفل دلوقتي وهكلمك بعدين ……
خلاص قولت هكلمك بعدين ….
يالا …
اخرجت الهاتف من جزلانها وأغلقت المكالمة وتبدل حالتها للنقيض بعد أن كانت مبتسمة ومرحة أصبح وجهها عابسا وجبينها مقتضبا..
اقترب عبدالله منها وحاوطها بذراعه من الخلف وهو يهمس بسؤاله / كنتي بتتكلمي مع مين ..
ارتجف ثبات يمنى التي كانت تدعيه منذ لحظات اثر لمساته وهمساته تلك لتجيبه بتحشرج / واحدة زميلتي …
ظل يزيل شعرها ويقبل عنقها وهو يسأل / وكانت بتقولك ايه فيه قلة ادب ؟؟
أغمضت عينيها تأثيرا من أفعاله وبدأت أنفاسها تعلو اثر قبلاته الشغوفة تلك لتجيب بدون وعي / كانت بتسألني على الجواز …
أدارها عبدالله وقد شدد من احتضان خصرها لتصبح ملاصقة له ونظر بعيونها متسائلا بعبث واضح / وانتي رأيك ايه بالجواز ….حلو ؟؟
قضمت أسفل شفتبها بخجل واضح ونظرت للاسفل مما أثار شهيته لالتهامها لتجيبه دون النظر لعيونه / حلو بس….
لم يستطع الانتظار لاستكمال جملتها بل التقم باقي جملتها بجوفه يتلذذ بطعم شفتاها اللتان اشتاق لهما ….
بينما هي بين يداه مشتتة الفكر كانت تصارع نفسها بين ما يجب أن تفعله وما تريده …
حتى اشتمت رائحة الطعام لتحاول تملص نفسها من بين يداه الأمر الذي تعجب له كثيرا إلا أنها نطقت فور تحرير شفتيها من بين شفاهه / الاكل هيتحرق ..
بعد فترة وجيزة كان قد تناولا فيها طعامهم الذي حاول عبدالله جاهدا إذابة الخلافات بينهم.
وبالفعل نجح في تهوين الأمر قليلا ثم قضيا وقتهم الخاص معا لتتوسط يمنى صدر عبدالله العاري ويسألها وهو يحيطها بذراعه / ها يا قلبي الجواز حلو ؟؟
بسؤاله هذا تذكرت ما كانت تريد معاتبته فيه وكأنه قرأ افكارها ليقطع عليها فرصة التفكير ويدغدغ أذنيها مطالبا باجابتها لتطلق هي ضحكة صاخبة وهي تجيبه من وسط ضحكاتها / حلو … حلو اوي يا بودي والاحلى انك فيه ….
وهنا لم يستطع عبدالله أن ينتظر ثانية اخرى ليهب فجأة بجذعه ويعتليها فتطلق هي صرخة المفاجأة وتنسى كل ما كانت تريد معاتبته فيه أو حتى اظهار ضيقها منه
…………………………..
عاد عادل من عمله مبكرا ليجد زوجته مازالت بالمطبخ تعد الطعام ليشير لابناءه الذين رأوه بالصمت وأخذ يتقدم بخطوات سلحفية حتى وصل خلفها واحاطها من خصرها لتطلق صفاء صرخة تمتزج مع ضحكات وصيحات الاطفال بينما هو أحكم قبضته عليها هامسا بأذنها / شششششش أنا دولا حبيبك …
أغمضت عيونها وسحبت نفسا عميقا تهدأ به روحها وفزعها ثم تحدثت اخيرا / خضتني يا عادل اخص عليك بجد …
أدارها عادل لتكون مواجهه له غامزا بإحدى عيونه/ الخضة حلوة برضه ، أصل نفسي في عيل تاني …
وكزته بكتفه وهي تزغر له بعينيها كمحاولة للفت انتباهه قائلة / العيال يا عادل …
ابتسم عادل ومازال بوضعه ليتحدث بصوت عال / مالهم العيال ده هتفرح لو جبتي نونه مش انتوا عايزين نونة يا ولاد …
صفق ابنه وقفز فرحا لتقلده أخته بينما هو رفع أحد حاجبيه سائلا ببراءته / شفتي مجبتش حاجة من عندي …
تخلصت من بين ذراعيه وهي تحاول اخفاء ابتسامتها ثم أكملت ما كانت تعده وهي تقول / مش كنت تقولي انك جاي بدري علشان اعمل الغدا بدري …
التفت عادل فور أن تملصت من بين ذراعيه متوجها لابنته الصغرى رافعا إياها ومحدثا لها / امك مرضينش تديني بوسة هاتي إنتي بقى ..
اخذت الطفلة تقبله مرات عده حتى استمع لسؤالها فأجابها / قولت اعملهالك مفاجأة …
لسه قدامك كتير على الغدا ؟؟
التفتت برأسها وهي تراه يتبادل القبلات مع ابنتها فابتسمت قائلة / لا نص ساعة بالكتير ..
اومأ برأسه وانزل فتاته وهو يقول / يادوب اريح جسمي شوية فيهم علشان بعد الغداء هنروح فرح مصطفى…
تيبست أعضاءها قليلا حتى أدركت قوله لتلتفت كليا تلحق به قبل أن يخرج من المطبخ سائلة بخيفة / مصطفى زميلك هيتجوز ؟
نظر لها بتعجب من سؤالها ليحيبه ببديهية / اه طبعا هيتجوز امال هيترهبن ولا هيربي العيال لوحده ؟
رمشت باهدابها وقد شعرت بارتفاع نبضات قلبها ثم سألت عما يدور بخلدها / طب مادام عايز يتجوز وعايز اللي تربي عياله مرجعش سمر ليه ؟؟
نظر عادل لها لوهلة ثم ألقى جملته التي كانت ضربة قاضية لاي حوار من هذا السبيل / بقولك عايز يتجوز علشان يتهنى وعلشان يربي العيال واختك ولا لها في الجواز ولا لها في تربية العيال كبيرها تنقل الكلام وتوقع الناس في بعضها …
ثم أدار وجهه مطلقا نفخة حارة من فمه وكأنه ينفث دخانا لينظر لها مرة أخرى مردفا / ليه بتنرفزيني يا حبيبتي وانتي عارفه السيرة دي بتعصبني …
المهم خلصي بسرعة علشان تلحقي تلبسي وتلبسي العيال أنا بخلص بسرعة إنتي اللي هتعطلينا …
أطلق قنبلته واستدار ليغادر ولكنه توقف حين استمع لجملتها الاعتراضية ليستدير لها مضيقا عيونه وقد بدا على وجهه الضيق سائلا بهدوء مرعب / إنتي قولتي ايه ؟
نطقت بكل قوتها معلنة اعتراضها للمرة الثانية / بقولك مش رايحة أنا ولا الاولاد ..
اقترب بخطى بطيئة حتى وصل أمامها مباشرة مطلقا قراره / حقك متروحيش المكان اللي مش عايزاه.
وحقي موافقش انك تروحي مكان أنا مش عايزه …
قطبت جبينها لا تعي فحوى جملته لتسأله / قصدك ايه ؟
ابتسم بجانب فمه قائلا بكل بساطة / مرواحك معايا النهاردة قبال مرواحك عند اهلك …
لم تصدق ما استمعت إليه لتحاول توضيح رؤيتها / إزاي تساوي بين صاحبك واهلي ؟
إزاي هحط عيني في عين اختي ولما احضر فرح طليقها على واحدة تانية ؟؟
فور استماعه لمقارنتها فقد كل ذرات هدوءه ليهدر بها ثائلا / صاحبي ده زي اخويا بالظبط وللاسف انا بحط عيني في عينه وانا لسه متجوزك برغم كل اللي عملتوه معاه واني مقدرتش اقف في وشكم واحوش اذاكم عنه …
صاحبي ده راجل ملوش في شغل النسوان والتوقيع وبرغم أنه عارف انك بتحاولي تبعديني عنه إلا أنه أول واحد بيحاول يهديني من ناحيتك لما نكون متخانقين …
اجبهالك بطرقيتكوا وارفع عنك الحرج قوليلها رحتي تشوفي اللي اتجوزها بعدها علشان تعرفوا تلاقوا حد تقطعوا في فروته وبالمرة تحكلها على كل التفاصيل ….
ايه رايك في المبرر ده تمام ويمشي معاكم …
ماده غنية للنميمة اهو …
نظر لها باشمئزاز ثم قال قبل انصرافه / لسه القرار في ايدك المشوار ده قصاد مرواحك عند اهلك…..
صمت برهه ثم قال / وانا عن نفسي اتمنى ترفضي …
تركها تقف مكانها مشلولة التفكير تعلم أنه يهدد بما يستطيع تنفيذه ..
فهذا ما يسعى إليه أن تنقطع عن أهلها تماما …
لتجد أنه ليس أمامها سبيل اخر ….
……………………………………..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وميض الحب)