روايات

رواية وما معنى الحب الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الجزء الخامس عشر

رواية وما معنى الحب البارت الخامس عشر

رواية وما معنى الحب الحلقة الخامسة عشر

“إنت هتعمل إيه؟!”
ظهر الذعر على ملامحها حين رأت نظراته الثاقبه التي اخترقت جسدها ودخلت لقلبها فدست به الخوف، بدأ يقترب منها خطوة بخطوه كانت قدميها ثقيلة كالصخر تتراجع للخلف ببطئ حتى اصطدمت بالحائط ثم وقفت تنتظر هجومه عليها، أدمعت عيناها وهتفت بتوسل:
-أرجوك سيبني
وبخارج الغرفه حين هدأ صوت مروى خشيت ناهد أن يصيب أختها مكروه ،فجثت على ركبتيها، رفعت رأسها بانكسار ونظرت لعمها قائله بترجي:
-خليه يسببها يا عمي وأنا مستعده أتجوز والله… هنفذ كل إلي تطلبه
ابتسم عمها بانتصار وقال:
-عين العقل… هنكتب الكتاب دلوقتي وإلا إنتِ عارفه أقدر أعمل ايه
هزت رأسها بالموافقه، ومن داخلها تدعو الله أن يصرف عنهما شر هذا البلاء، هتف عمها بنبرة عالية ليسمعه رياض:
-سيبها يا رياض…
وما أن وصل لمسمع رياض أمر عمه نظر لها وابتسم بمكر قائلًا:
-الصبر يا بت عمي
ابتسم ونظر لها متفحصًا جسدها وجمالها بشغف وأردف:

 

-مسيري هدوج “هتذوق” العسل
تركها واتجه نحو الباب ليفتحه ويخرج، أغلقت عينيها بألم وهي تدعو الله أن يطيب والدها وينجدهما من مكر هؤلاء القساه، هرولت ناهد لغرفة أختها ضمتها ومسحت دموعها بيديها وحدقت بوجهها قائله بخوف:
-عملك حاجه؟ إنتِ كويسه؟
ردت مروى بانكسار:
-كويسه متقلقيش
قاطعهما هتاف عنهما بنبرة مرتفعه:
-چهزوا نفسكم عشان المأذون چاي
هزت مروى رأسها باستنكار وقالت:
-مش هتجوزه…. مش هتجوزه
نظرت لها ناهد لتطمئنها وهمست:
-مش هتتجوزيه أنا بس بكسب وقت… لازم نفكر في حل نخرج بيه من هنا
__________________________
كان سيف يمسك الورقه والقلم كما اعتاد دائمًا، ويجلس على مكتبه يرتب أفكاره ويحاول ربط الأدله ببعضها انحنى سعد ينظر لما كتبه وهتف قائلًا:
-جابر دا شكله خطير وممكن يكون هو الي دبر الحادثه دي للدكتور عوض
نظر سيف الورقه بيده بتمعن وقال:
-أو ممكن يكون اخواته هما الي دبروله الحادثه دي عشان ياخدوا أملاكه

 

رد سعد بتأكيد:
-أنا شاكك فيهم برده…. إن شاء الله الدكتور عوض يفوق ويحللنا اللغز ده
قاطعهما ارتفاع رنات هاتف سيف فكان الطبيب المسؤل عن حالة عوض وزوجته رد عليه وبعد التحيه قال الطبيب:
-الدكتور عوض فاق وعايز يشوفك إنت والاستاذ سعد وبناته دلوقتي
تنهد سيف بارتياح فمن المحتمل أن يحل اللغز هذه الليله رد سبف قائلًا:
-طيب أنا هجيبهم وأجي حالًا مسافة الطريق
بحث سيف عن ملابسه وهو يقول:
– الدكتور عوض فاق…. وعايز يشوفنا البس بسرعه
انشغل سعد بارتداء ملابسه هو الأخر وهو يقول:
-يلا اعتبرني جاهز
__________________________
كان معاذ يسجد على سجادة الصلاة، يتضرع لله ويدعوه أن يرتب له حياته، ويصلح زوجته، على جانب أخر تجلس هديى على سريرها تفكر بتصرفاتها، تُحدث حالها ما ذنب معاذ بكل ما يحدث فقد ظُلم مثلها وزيادة، قست عليه بما يكفي، قررت التراخي قليلًا، خرجت من غرفتها تسير على أطراف قدميها تريد أن ترى ماذا يفعل، بحثت عنه فوجدته يرقد على سجادة الصلاة مستلقيًا على ظهره ويختم الصلاة بذكر الله، نظرت له قائله:
-عايزه أتكلم معاك
انتبه لها وفتح عينيه ثم اعتدل جالسًا وقال بابتسامه:
-تعالي يا هدير اقعدي

 

جلست جواره وهي تنظر بأعين هائمه إلى كل اتجاه فيما عداه استقر نظرها أرضًا ثم قالت:
-أنا الفتره دي متلغبطه جدًا ومش عارفه أنا بعمل إيه… ملقتش قدامي غيرك أفرغ فيه الي جوايا
ابتسم بلطف ونظر لها قائلًا:
-وأنا حاسس بيكِ وقابل منك أي تصرف
ابتسمت لكلماته ورفعت رأسمها لتنظر إليه فكان يدقق النظر بوجهها وملامحها ارتبكت من نظراته وقالت:
-أنا آسفه لو متصرفتش بحكمه
مسك إحدى يديها بين كفيه وربت عليهما قائلًا:
-وأنا مش عاوزك تتأسفي ومتقبل منك أي حاجه لأني حاسس بيكِ وعارف مدى صعوبة الموقف الي اتحطيتا فيه
تنهدت بارتياح فهو متفهم لوضعها وحالتها أكثر منها نظر لها مردفًا:
-ممكن تسمعي كلامي المره دي بس ونروح للدكتوره
لم تعترض هذه المره ونظرت له مبتسمه وقالت:
-حاضر موافقه
ابتسم بانتصار قائلًا:
-بكره إن شاء الله هحجزلك عند دكتوره كويسه
أومأت رأسها بتفهم، نظرت له فوجدته يحدق بها فقامت من مكانها لتهرب من نظراته قائله:
-أنا قايمه أنام
ابتسم على حيائها وناداها قائلًا بنبرة مرتفعة:
-مش لسه بدري على النوم
لفت رأسها ونظرت له قائله:
-أنا بنام بدري
ابتسم وقام من مكانه يبحث عن مصحفه ليقرأ الورد اليومي له…
___________________________

 

وصلا سعد وسيف للبنايه هتف سعد قائلًا:
-أنا خايف يكونوا نايمين
سبقه سيف خطوتين نحو البنايه وهو يقول:
-احنا هنجرب نخبط عليهم
لاحظا دخول عمهم الأوسط ومعه ابنه فرجع سيف للخلف مرة أخرى وهمس لسعد:
-هما رايحين فين دول؟
فتح سيف السياره مجددًا وأخذ مسدسه ثم هتف وهو يضعه في جرابه على خصره قائلًا:
-الظاهر إني هحتاجه
هتف سعد قائلًا:
-ربنا يستر
هرولا الإثنان للأعلى ليلحقا بهما…
____________________
كانت ناهد تجلس بجوار أختها يبكيان بقلة حيله، فحتى هواتفهم قد أخذوها منهما شهقت ببكاء مروى قائله:
-انا عارفه إن ربنا بيعاقبني بسبب الي كنت بعمله… كل شويه يحصلي حاجه بس مكنتش متخيله إنها هتنتهي بكدا
انفجرت بالبكاء فربتت ناهد على كتفها ومسحت دموعها قائله:
-قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا….
انفجرت بالبكاء هي الأخرى ونظرت للأعلى قائله:
-يارب انقذنا…. يارب توكلت عليك انجدنا منهم
ضمت أختها وانفجرا بالبكاء، قاطعها ارتفاع أصوات خارج غرفتهما كأنه صوت نشوب نزاع واشتباكات ازدردت ناهد ريقها بتوتر وقالت لأختها:
-تعالي نشوف فيه ايه !
اتجهتا نحو الباب ببطئ وفتحاه ليتفاجئا بسيف الذي صوب سلاحه تجاههم وهو يصيح:
-مفيش جواز ويلا اتفضلوا بقا حالًا وإلا والله ما هسمي على حد فيكم

 

ابتسمت مروى وتنهدت بارتياح أما ناهد فسجدت شكرًا لله ودموعها تتساقط على وجنتيها، أليس هو من قال في كتابه “ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا”، فمن توكل على الله لا زل ولا مل ولا خل.
هتف رأفت بغضب:
-إنت كدا بتعمل عداوه معانا!
رفع سيف رأسه بشموخ وقال وهو يضغط على كل حرف بالجمله:
-اطلعوا برره
ضرب رأفت طرف عبائته بغضب وخرج وتبعه من معه، خرجتنا ناهد ومروى من الغرفه يبكيان هتفت ناهد من خلف دموعها لهما:
-شكرًا شكرًا… بجد مش قادره أعبر عن شكري ليكم
نظر سعد وهتف بنبرة حاده:
-إنتِ مرنتيش علينا ليه؟
ردت مروى ودموعها أغرقت وجنتيها:
-إنت مش هتتخيل هددونا إزاي… واخدوا مننا الموبايلات
زاد بكاء ناهد وقالت:
-إحنا كنت هنضيع
نظر سعد لناهد قائلًا:
-خلاص متعيطيش مش هنسيبكم لوحدكم تاني
نظر سيف لسعد وقال بنزق:
-فعلًا إحنا غلطانين كنا أخدناهم البيت عندنا

 

تنهد بارتياح وأردف:
-الحمد لله عدت على خير المره دي
هتف سعد بقلق:
-بس الراجل دا شكله مش هيسكت يا سيف
هتف سيف بنبرة قلقه:
-عارف والله يا سعد ربنا يسترها
__________________
وقف رأفت أسفل البنايه وهتف بنبرة غاضبه:
-ماشي يا عوض…. إنت الي دخلت بينا الظابط وأنا هردلك القلم
أخرج هاتفه وطلب رقم قائلًا:
-أيوه يا دكتور چابر لساتك عاوز تشتري المستشفى؟…
_____________________
إنها التاسعة مساءًا، وصلا المستشفى كانت ناهد تهرول بخطوات واسعه تريد رؤية والدها، ومروى تسير بخطوات اقرب للركض تريد ضم والدها واستمداد قوتها منه، فتحا باب الغرفه أزاح والدهما ماسك الأكسجين من على وجهه وفتح إحدى ذراعيه هاتفًا بوهن:
-يا حبايبي
أسرعا يضمانه ويبكيان، نظر سعد وسيف إليهما بإشفاق، وبعد فتره خرجا من حضنه وهدأت أنفاسهم هتف سعد:
-ألف حمد الله على السلامه يا دكتور عوض
رد عوض بوهن:

 

-الله يسلمك يبني
سيف:
-حمد الله على السلامه يا دكتور… احكيلي بقا ايه الي حصل وازاي عملت حادثه؟
ابتسم عوض بوهن وقال:
-اهدى شويه بس يا حضرة الظابط أنا عندي كلام أهم من الحادثه لازم أقوله
هتف سعد بتفهم وقال:
-متتعبش نفسك يا دكتور إن شاء الله لما تقوم بالسلامه نتكلم
تنهد عوض بألم ونظر لناهد ومروى بحسره قائلًا:
-أنا عاوز أوصيكم على ناهد ومروى… لو حصلي حاجه ملهمش حد من بعدي…
ردت ناهد بسرعه:
-بعد الشر عليك يا بابا
تنهد بوهن وقال:
-أنا خايف عليهم من أقرب الناس ليهم
مد عوض يده لسعد وقال:
-اوعدني تحافظ على ناهد
قبض سعد على يده قائلًا:
-ناهد في عنيا… أنا عايز أطلب من حضرتك نكتب الكتاب عشان….
قاطعه عوض قائلًا:
-لسه هتشرح هات المأذون… أنا مش هلاقي لبنتي راجل يصونها أحسن منك
كان سيف يستمع لكلامهم تنحنح بإحراج قائلًا:
-وأنا يا دكتور تسمحلي أطلب منك ايد مروى واكتب كتابي مع سعد
ضحك عوض ثم توجع بألم وقال:
-تطلبها وتكتب الكتاب…. دا إيه السرعه دي

 

ابتسم سيف بإحراج ومسح على رأسه بتوتر فأردف عوض:
-أنا فاهم نظرتك لبنتي من أول يوم يا حضرة الظابط والصراحه اتمنيتك زوج ليها….
نظر له مردفًا:
-مش هلاقي أحسن منك لمروى
كانت مروى تنظر أرضًا بحياء فناداها والدها:
-إيه رأيك يا مروى؟
ابتسمت بحياء قائله:
-الي حضرتك تشوفه يا بابا
وبعد دقائق أفاقت والدتهم هي الأخرى وذهبا ناهد ومروى يطمئنان عليها ويقصان عليها ما سيحدث، وبعد ساعة أحضر سعد المأذون الذي هتف بنزق:
-يعني مش عارف تصبر للصبح!
ابتسم سعد قائلًا:
-لأ الموضوع مستعجل اتفضل جهز اجراءتك بسرعه على ما أجهز حاجه
أخرج سعد ورقه من جيبه وتوجه لسيف قائلًا:
-امضي
أخذ سيف الورقه وقرأ ما بها قائلًا:
-دا مهر ب ١٠٠ ألف

 

هتف سعد بتوضيح:
-امضي يا سيف احنا مجبناش دهب ولازم نضمنلهم حقهم
اومأ سيف برأسه مضى الورقه بدون نقاش، أمره يعد أن يُحدث والدته ويحكي لها، حمل هاتفه وطلب رقم والدته ليخبرها بكل شيء، فرحبت بما يحدث فأهم ما عندها هو سعادة أولادها أما الباقي فلا بأس به، أغلقت معه وهاتفت أختها ليجهزان الشقق قبل مجيئهم، على جانب أخر أخذ سعد الورقتين ودخل لغرفة عوض ثم مد يده بهما قائلًا:
-دا حق مروى وناهد
قرأ عوض الورقتين قائلًا:
-خليهم معاك يا سعد
هتف سعد قائلًا:
-لأ مينفعش خليهم مع حضرتك أو لو فيه حد أمين تحب نديهاله!
ابتسم عوض قائلًا:
-مش هلاقي آمن منك يا سعد ربنا يسعدك ويطمنك زي ما طمنتني إني اختارتِ لبناتي رجاله…
_______________________
تم كتب الكتاب
وقف سيف بجوار مروى قائلًا:
-كدا بقيتي على اسمي
ابتسم وهو يفتح هاتفه قائلًا:

 

-تعالي بقا ناخد صوره توثيقًا لليوم الي مش مترتبله ده
كانت تنظر له بحياء ركزت بصرها على صورته المنعكسه على شاشة الهاتف، وابتسمت بسعاده وبعد أن التقط الصوره، نظرت حولها باحثة عن أختها وسألته:
-هي ناهد راحت فين؟
ابتسم قائلًا:
-خلاص بقا انسي ناهد هي دلوقتي مع جوزها
أومات رأسها بتفهم وتنهدت بارتياح فسألها:
-اي رأيك أوديكِ البيت تريحي شويه؟
كسى الخوف ملامحها وقالت بهلع:
-لأ أنا مش هرجع البيت تاني إلا لما بابا وماما يقوموا بالسلامه
عقد بين حاجبيه وقال باستنكار:
-بيت إيه الي هترجعيه مع بابا وماما؟ إنتِ هتيجي معايا بيتنا من النهارده بيتي هو بيتك إنتِ بقيتي مراتي
اتسعت حدقتيها وردت باستفهام:
-يعني أنا هعيش معاك في بيت واحد؟!
حرك سبابته يمينًا ويسارًا أمام عينيها وقال:
– في أوضه واحده!
هزت رأسها يمينًا ويسارًا منكرة لكلماته وقالت:
-لأ إحنا متفقناش على كدا
ابتسم وهو يدقق النظر بملامحها بإعجاب ثم مسك يدها فاقشعر جسدها، شعر برعشه يديها فربت على يدها بحب قائلًا:
-هو لما اتنين بيتكتب كتابهم يبقا اتفقوا على إيه؟!
لم ترد عليه فترك يدها وحاوط كتفها بذراعه مردفًا:
-يبقوا اتفقوا يكملوا حياتهم مع بعض ويكونوا أسره
نظرت لذراعه الذي حاوط كتفها وأزاحته عنها ثم ابتعدت خطوتين قائله:
-إنت إيدك طولت وأنا ابتديت أخاف منك…
تبسم ضاحكًا على هيئتها المروعه، فهتفت:
-بابا مقاليش أروح معاك البيت
رد عليها قائلًا:
-بس قالي خد عروستك لبيتك ووصاني مسيبكيش ولا لحظه
هزت رأسها يمينًا ويسارًا قائله:
-لأ لأ مش هينفع
جلست على الكرسي فهتف قائلًا:
-يلا يا مروى النهار هيطلع واحنا لسه منمناش! إيه مش عايزه تنامي؟

 

سألته:
-طيب ناهد راحت فين؟!
-ناهد زمان بقالها ساعه في البيت أصلًا
تهللت أساريرها وقالت:
-هي هتقعد معانا في نفس الشقه؟
-لأ أنا ليا شقه وسعد ليه شقه… فيها كل حاجه ما عدا حاجات بسيطه كدا هنبقا نجيبها مع بعض
نظرت أمامها بتجهم فمسك يدها وسحبها لتقوم وهو يقول:
-يلا عشان ألحق أريح شويه قبل الشغل
سارت معه بقلة حيله فهي من قبلته زوجها فلابد أن تقبل بكل ما يقول…
_____________________
في اليوم التالي صباحًا فتحت منى عينها نظرت حولها فلم تجد مصطفى بجوارها تجهم وجهها عندما تذكرت حوار زميلتها لكن ماذا ستفعل؟! هي تركت المستشفى ولن تعود للعمل بها مرة أخرى يكفيها ذالك الآن، ستترك منار ليحاسبها الله على أفعالها وأذيتها لها، خرجت من غرفتها على صوته بالمطبخ يبدو انه يعد لها الفطور، كان منسجمًا بإعداد الطعام وتزينه وقفت أمام المطبخ قاطعته قائله بابتسامه:
-بيقولوا الحب بينتهي بعد الجواز
انتبه لصوتها فابتسم ونظر لها قائلًا:
-طيب قولي صباح الخير الأول!
ابتسمت بحب قائله:
-صباح الخير يا كل الخير
اقترب نحوها وقبّلها بحب قائلًا:
-صباح الخير يا قلبي
نظرت له قائله:
-هتحضرلي الفطار كدا دايمًا ولا فعلًا الحب بيقل بعد الجواز
ارتسمت عليه ملامح الجديه وقال:

 

-مين غبي قال كدا! الحب بعد الجواز بيتحول لموده ورحمه وهي أقوى من الحب
تنهدت بارتياح وقالت:
-يعني هتحضرلي الفطار كل يوم ولا ايه برده
قهقه قائلًا:
-أخاف أقول أه وأخاف أقول لأ
ضحكت على ضحكته، نظر لاطباق الطعام التي حضرها وقال:
-يلا بقا ساعديني نحط الاطباق على السفره
وأثناء تناول الإفطار نظرت له قائله:
-ايه رأيك نروح نزور الدكتور عوض النهارده
بلع ما بفمه من طعام وقال:
-أيوه صحيح فكرتيني سيف اتجوز مروى وسعد اتجوز ناهد امبارح بالليل
عقدت حاجبيها وارتسمت ملامح الدهشه على ملامحها قائله :
-امته وازاي؟!
-امته وازي بقا لنا نقابلهم نبقا نسألهم…. احنا بعد ما نفطر
غمز بعينيه وأردف:
– نقوم نريح شويه كدا جوه وبعدين نبقا نروح
ابتسمت قائله:
-لأ يا مصطفى مش هنريح انسى
غمز بعينيه قائلًا:
-افطري بس وأنا هعرف ازاي أقنعك
هتفت بمرح وهي تدعي البكاء: أنا عايزه ماما رقيه
تعالت ضحكاتهم واستمرا بتناول الطعام…
___________________

 

استيقظت مروى من نومها حملت هاتفها لتطمئن على والديها فطلب منها والدها ألا تأتي حتى يرن عليها وأن تنبه على أختها ألا تأتي هي الأخرى، وبعد أن أغلقت معه هاتفت أختها واوصتها بما قاله والدها، خرجت ناهد من غرفتها تنسحب على أطراف قدميها كالحرامي فقد أصرت بالأمس أن تنام بغرفة منفصلة عنه ووافقها، بحثت عنه فلم تجده فأدركت أنه ذهب لعمله، عادت لغرفتها مرة أخرى فما زالت تريد النوم، رقدت على سريرها ولم تستغرق دقائق وكانت قد غطت في سباتِ عميق..
___________________
وفي المساء وقبل غسق الليل طرق سعد باب غرفتها، فتحت عينيها ببطئ وفركتها من أثر النوم فقد نامت كثيرًا لكنها مازلت تريد المزيد، كانت ستفتح الباب لكن جحظت عيناها عندما رأت انعكاسها في المرآة، فبالتأكيد لن تخرج بتلك الحاله، فكانت ترتدي ثياب قصيرة ومفتوحه، أخذت بندانه صغيره ترتديها تحت طرحتها ولبستها على رأسها، سحبت غطاء السرير لتغطي كامل جسدها ثم خرجت من الغرفه، كان يقف علي الباب وبمجرد ظهورها هتف قائلًا:
-كل دا نوم!
هزت رأسها لأسفل فمازال النوم برأسها وعيناها تطلب المزيد، نظرت له قائله:
-هغسل وشي وأجيلك
رمقها بتعجب فكانت تلف جسدها بالملايه، دخلت الحمام وغسلت وجهها بالمياه حتى استطاعت فتح عينيها، خرجت وبحثت عنه فوجدته يحمل جهاز الابتوب ويجلس على الأريكه، حينما شعر بوجودها رفع رأسه لها وحدق بها قائلًا:
-إنتِ هتفضلي لافه نفسك بالملايه كدا كتير!
ردت ناهد موضحة:
-أيوه أنا بردانه
عقد سعد حاجبيه بتعجب قائلًا:
-برادنه! احنا في شهر ٧!
ارتسمت ابتسامه خفيفه على شفتيها وقالت:
-أيوه أنا دايمًا كدا تلاقيني ببرد في٧
دقق النظر إليها وقال مستفهمًا:
-وكمان لابسه طرحه تحت الملايه؟!
نظرت له قائله بتوضيح:
-لأ دي بندانه عاديه عشان شعري ميبانش
رد بسخرية لطيفه:
-ايوه طبعًا عيب شعرك يبان قدامي!
ابتسم ثم أردف بنفس السخرية:
-هو أنا مين يعني عشان أشوف شعرك! دا أنا حياله جوزك

 

كبحت ضحكتها وابتسمت وهي تجلس على الأريكه مقابله، غيرت الموضوع قائله:
-ناديتني ليه؟
تنهد بحيرة من أمرها ثم قال:
-عشان تتعشي إنتِ نايمه من الصبح مأكلتيش حاجه؟
-أنا بصراحه كنت جعانه نوم… وهدخل أكمل نوم تاني
كان قد أعد سندوتشات لأجلها نظر للسندوتشات أمامه على الطاوله وأخذ واحدًا من الطبق ثم مد يده به تجاهها، فمسكت الملايه بيد وأخرجت اليد الأخرى بحرص، فضحك سعد قائلًا:
– امسكي الملايه كويس لتقع
هز رأسه يمينًا ويسارًا وهو يكمل ضحك، فرمقته بغيظ وقالت بثقه:
-متقلقش مش هتقع
كانت ترتدي ملابس مكشوفه وتستر جسدها جيدًا بتلك الملايه، فهي تهرب من نظراته التي تكاد تخترقها، فمازال غشاء الحياء حاجزًا بينهما، مدت يدها وأخذت ساندوتش أخر من الطبق وقامت لتدخل غرفتها وهي تقول:
-أنا داخله أنام شكرًا على الساندوتشات
رمقها بابتسامه سرعان ما تحولت لضحكات عليها وهي تجر ذيل الملايه كفستان طويل ترتديه، بلعت ما تلوكه في فمها من طعام ولفت وجهها له قائله:
-أنا حاسه إن إنت بتضحك عليا!
كبح ضحكته وقال مبتسمًا:
-حاسه مش متأكده!
لفت ظهرها له وكادت تهرول من أمامه بخطوات واسعه قاصدة غرفتها لكن تعثرت بطرف الملايه ووقعت أرضًا، لم يستطع كبح ضحكاته على مظهرها وهو يقول:
-يبنتي مفيش عروسه بتلبس ملايه لجوزها والله
سرعان ما تداركت الموقف وقبضت على الملايه جيدًا كي لا يظهر إنشًا واحد من جسدها، وقامت بكل شموخ لتدخل غرفتها وكان شيئًا لم يكن، أخرجت رأسها من باب الغرفه ونظرت له قائله:
-هحاسبك على ضحكك عليا بس لما أقوم من النوم…
-طيب بس متطوليش في النوم ساعه وقومي عشان هنروح لبابا
أخرجت رأسها من الباب مجددًا وقالت:
-ماشي هناك ساعه وابقى صحيني
____________________________

 

وبعد انتهاء الطبيبة من فحصها رجعت إلى مكتبها ونظرت لهما باشمئزاز، فلا ريب عندها أنهما قد أوشكت على فعل علاقة محرمه وأتيا ليطنئنا على عدم حملها، نظرت لهما قائله بنفور:
-إنتوا متجوزين بقالكم أد إيه؟!
رد معاذ قائلًا:
-بقالنا شهر او أكتر شويه
لوت الطبيبة شفتيها لأسفل وسألته مجددًا:
-وعلى كدا العلاقه بينكم كويسه!؟
ارتبك معاذ ورد قائلًا:
– أيوه كويسه
هزت الطبيبه رأسها يمينًا ويسارًا وقالت:
-وإنتِ يا هدير قولتيلي بتحسي بأعراض حمل صح؟
اومأت هدير برأسها وتلعثمت قائله:
-أ..أيوه
ابتسمت الطبيبة بسخريه، وهتفت بنبره حاده:
-إنتو شباب منعدم الأخلاق… فين اهاليكم؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وما معنى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى