روايات

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دعاء أحمد

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دعاء أحمد

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الجزء الخامس والعشرون

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) البارت الخامس والعشرون

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الحلقة الخامسة والعشرون

دلفت الى المكتب امرآه انيقه تبدو في نهايه العشرينات، تعلقت عينا صوفيا عليه وسيم سليم البنيه عنفوان شبابه عالي بجاذبيه قا”تله… وسيم جدا عيونه خضراء داكنه تبدو جميلة جدا
لكنه للأسف وقع ضحيه لتلك الخبيثه.. الخائنه
من وجهة نظرها تزوج امرآه تواعد رجلين… زوجها السابق و ذلك الشاب
ابتسمت ببرود معرفه عن نفسها
” صوفيا نصار… طليقة رشاد الشافعي ابن عم زينب ”
هز صالح راسه بتفهم رافعاً عيناه القاتمه نحوها اشارها لها بالجلوس يسالها باستفهام
“اهلا وسهلا اتفضلي…. خير اقدر اساعدك في اي؟”
ابتسمت بصلف و خبث وهي تجلس على المقعد أمامه أنزلت نظارتها السوداء لتضعها على المكتب قائله بمكر
” اعتقد ان انت اللي محتاجني….”
صمتت قليلا لتخرج علبة السجائر من حقيبة يديها، وضعت السيجار بين شفتيها
مدت يديها له بعلبة السجائر تعزم عليه
نظر لها باستحقار لا يحترم ابدا المرأه المدخنه

“شكرا…. ياريت تدخلي في الموضوع على طول اظن انتي شايفه الوكالة عندي شغل و مش عايز عطله”
ابتسمت بخبث الافاعي وهي تحكي له ببطي مشعلة نيران بداخله وهي تنفث سيجارتها ببرود
“انا و رشاد اطلقنا من فتره قصيرة…”
قاطعها بحنق قائلا بذهول و ضيق
“طب وانا مالي انا و مراتي…. اظن دي حاجه تخصكم … ولا حد قالك اني مصلح اجتماعي ما يولع بجاز وبعدين يهمني بيه مشاكلكم انا لا اعرفك ولا اعرف جوزك دا كمان ”
ابتسمت بمنتهى الوقاحه و هو تنفث سيجارتها رفعت حاجبها الأيسر تنظر له و علامات الغضب واضحه على وجهه
لتبدا ببخ سُمها
” بس زينب تعرف رشاد كويس”
نظرت له بعد تلك الجمله لتجد ملامحه سوداويه بتغير ملحوظ تشنج ملامحه و عيناه تزادت في الاحمرار
سالها بعصبية من مجرد ذكر اسم زوجته على لسان تلك الافعي
“تقصدي ايه بكلامك دا… و زينب ايه علاقتها بطليقك”
تابعت بخبث وهي تطفي سيجارتها وضعتها في المنفضه
” يبقى تسمعني للآخر يا بشمهندس و ياريت متقطعنيش لان اللي هقوله ميتحملش مقاطعه”
نظر لها بعيون حاده ثاقبه على أحر من الجمر
“من مده حوالي خمس شهور كدا…
انا قابلت رشاد في مكتب المحامي بتاع عيلتي عرفت بعدها انه شغال هناك موظف كحيان فقير معد”وم…. وقتها كان في ورق يخص الشركة بتاع عيلة الأنصاري و انا المفروض أوقع عليه… المحامي بعت ليا رشاد قابلته و هو الصراحة وسيم و كاريزما و عرف يلف عليا لحد ما اتجوزنا منكرش اني حبيته اوي
لكن اللي أصله واطي بيفضل واطي مهما نضفت فيه…
من شهرين بالظبط رجع اسكندريه و ساب شغل الشركة لان للأسف بعد جوازنا انا عملت له توكيل عام باداره الشركة و اي حاجه باسمي و هو كتب لنفسه كل حاجه

بس لما رجع اسكندريه كان طبيعي مفيش بينا مشاكل لحد ما فجأه بدا يتغير و يبقى عصبي جدا ”
جز على أسنانه بعنف و غضب قائلا
” انتي هتحكيلي قصة حياتكم”
ضحكت بسخرية لتمتم بمنتهى الوقاحه و المكر بخداع كاذب
” من شهرين سمعته بيتكلم في الموبيل و بيزعق و بيكلم و بيقول يا زينب
وبيقول انه خالص بقى معه فلوس و يقدر يرجع و يتجوزها و مبقاش فقير و انها رفضته زمان علشان فقير
و هي مش عايزه تفضل في الفقر دا كتير و
انها شايفه ان الظروف اللي حصلت اقصد ظروف جوازك منها جيت في مصلحتها انها تتجوز واحد زيك من عيله و غني و قالت باي باي لرشاد
رشاد ضحك عليا علشان ياخد فلوسي علشان يتجوزها
و هي سابته لما وقعت على واحد زيك
زينب واحدة خبيثه و خاينه ”
ضرب بيديه بقوة على سطح المكتب وهو ينهض قائلا بعصبيه
” اطلعي برا….. برا لان كلمة زيادة في حق مراتي اقسم برب العزة مهتشوفي النور تاني”
صوفيا بسخريه و حقد
” و لما جوزي ينام في حضني و ينادي عليها باسمها يبقى ايه… فوق يا بشمهندس مراتك مغفلك…. روح اسألها عن رشاد و لو كذبتني يبقى بتخدعك…
اظن عارف يعني ايه يبقى نايم معايا و بينادي على مراتك…..

“تفتكر هيعمل كل دا و يلف عليا و يتجوزني غير لو هي كانت بتشجعه و كانت دايما معه ”
“رشاد جيه مخصوص من القاهرة يوم الصباحيه بعد ما عرف انها اتجوزت كان هيتجنن بعد دا كله تسيبه و تتجوزك اعتقد انك لاحظت وقتها حاجه مش مظبوط و نظراته ليها…. ”
” انا في الأول كنت معتقده انه بيخو”ني عادي مع أي واحدة ر”خيصه و رقبته و عرفت انه دايما بيروح نايت كلاب هنا في اسكندريه و دايما بيحب يقعد مع بنت اسمها ريري”
نظرت له ببرود لتجد وجهه قد تحول للاحمر الحضاري وكأنه على وشك الانفجار عيناه ترى من خلالهما السعير المفجعه حارقه لكل ما حولها
ابتسمت بانتصار لتكمل ببراءه زائفه
” انا روحت للبنت دي و طبعا ر”شيتها بالفلوس
هي قالتلي انه بيروحلها معظم الأوقات لكن دايما بيتقل في الشرب و لما بيكون معها بيناديها زينب و بيكون مبسوط جدا و هو متخيل ان اللي معه زينب و طبعا كل ما ينبسط يدفعلها اكتر و…. ”
” اخرسي زينب اشرف منك انتي و الز”باله طليقك”
صرخ بوجهها وهو ينهض من مكانه يكاد ينفجر من شده الغضب
هبت واقفه هي الأخرى وهي تبخ سمها كالحيه
“لا والله اشرف مني دي بعد دا كله وهي ماشيه مع اتنين.. معاك علشان فلوسك و بتسايره علشان متخسرش ملايين لحد ما تاخد منك اللي يكفيها و بعد كدا تروحله دي… ”
كانت ستسب زينب بافظع الشتا”ئم بحق شرفها لكن
صر”خت بعنف بعد أن صفعها بغضب يجذبها بعنف من شعرها تزادت صراخها و هو يجذبها من شعرها و عيناه قد تحولت للاسود يبدو أن نيران السعير بدأت بحرق الجميع و هي الاول…. هي من أشعلت تلك النيران

بينما نظر العمال لصالح وهو يصرخ بوجه تلك المغرورة يسحبها خلفه خارج الوكاله جاذبا اياها من شعرها يديها تمسك بكف يديه الممسك بشعرها تشعر وكأنه سيقتلعه من شدة قبضه وقد أظلمت عيناه تكاد تكون سوداء من شدة الغضب قائلا بحدة و حذر و هو يدفعها بقوة خارج الوكاله
سقطت أرضا وهي تبكي بعنف تضع يديها على شعرها تبكي بانهيار
تسمع صوته الحاد محذرا اياها بعنف بينما جلسعلي ركبتيه.. قابضا على فكها السفلى بعنف و هو ينظر لها باشمئزاز
:قسما بالله ممكن ادفنك مكانك دلوقتي حيه بس خسارة اضيع نفسي علشان واحدة ز”باله زيك و مراتي دي اشرف منك.. و جوزك الرمه دا حسابه معايا انا…
يوم واحد قسما بالي خلق الخلق يوم واحد زياده في اسكندريه بكرا الصباح هيلقوا جثتك مرميه في البحر بس للاسف مش هيتعرفوا عليها من اللي ممكن اعمله فيك لو اسم زينب جيه على لسانك دا فاهمه!”
اومات براسها برعب و هي تبكي تحاول التملص من قبضته بينما حاول” على”
جذب صديقه عنها
على بخوف:صالح في ايه هتمو”ت في ايدك ابعد عنها….
دفعها باشمئزاز و استحقار قائلا بحدة
“غوري و اللي اتقال دا لو حد سمع بيه انتي حرة يبقى انتي اللي اخترتي و اسألي عن عيلة الشهاوي و اللي بيقف ادامهم بيحصله اي”
حاولت النهوض ببط و ضعف لم تتوقع أن تأتي العاصفه بوجهها هي
غادرت بثابها المتسخه بالطين اثر وقعتها بذلك المكان
على بخوف و عدم فهم
:صالح في ايه؟ حصل ايه لدا كله؟

نظر لصديقه بعيون تتارجح بنيران حارقه
رغم الحب رغم اي شي لكن ما سمعه كان أكبر من تحمله
كل شي سمعه و اكتشفه كان أكبر من طاقته
:لم ينطق بكلمه واحدة وهو يتجه نحو سيارته قادها بأقصى سرعه حتى وصل لشقته
أخبرها منذ البدايه يكر”ه الأسرار…. يكر”ه الكذب…. يبغض الخيا”نه و بشدة….
===================
وصل بعده مدة قصيره الي منزله و عقله يشوبه الشوائب تعميه عما يدور حوله
فورا دخول صالح الي الشقة وقف بدخلها بجسد متشدد بالغضب وعروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقان من عنف ووحشيه أفكاره السوداء بعد اتهام تلك الافعى زوجته بافظع التهم و ابشعها
ضرخ باسمها بعنف و غضب.. يثق بها و لو قليل لكن ما يصوره له عقله الان بخصوص علاقات ذلك الحقير رشاد و رغبته بزوجته ينهش يعقله و قلبه يفتك به
خرجت زينب من غرفة النوم بارتياب من صوته العالي
ابتسمت بسعاده وهي تنظر له لكن تلاشت تدريجيا قائله بهدوء و ابتسامه
“صالح اتاخرت ليه…. قلقتني
هدخل اجهزلك الحمام علشان تاخد شاور”
تسارعت أنفاس صالح واحتدت نظراته بشده وهو يراقبها دون أن يسمع كلمه واحدة مما تقوله حيث كان السعر الذي بداخله من كلمات تلك المرأه و بشعة تخيل ما قلته يصم اذنه و يكوي اعماقه
يرغب بأن يمز”قه بسكين حاد ليجعله يدفع ثمن ما تسبب له من الالم
اتجه نحوها بخطوات مندفعه غاضبه جاذبا اياها نحوها بقسوة مما جعلها تشهق بقوة و قبضته تزداد قسوة على يديها قائلا بعنف
:اللي اسمه رشاد دا عايز منك ايه؟ و ايه علاقتك بيه….
وقعت تلك الكلمات عليها كالصاعقه جف حلقها شعرت باضطراب أنفاسه بقوة لم تشعر بدموعها التي انسابت على وجهها دون ادراك ليجن جنون منها صرخ بها مره اخرى و هو يضغط على ذراعها
:انطقي ايه اللي بينك و بينه؟!
حاولت التحدث لكن لم تستطع اخباره باي شي بينما ازدادت شهقاتها قائله بارتجاف
:مفيش بينا حاجه والله…..
قاطعها بغضب

:لو كذبتي انتي حره يا زينب من اللي هعمله فيكي و صدقيني هتندمي لو فضلتي ساكته
عضت على شفتيها بندم قائلة بحزن و بكاء
:والله العظيم ما في حاجه من ناحيتي اقسم بالله كل الحكايه انه طلب ايدي قبل كدا من بابا و انا رفضت و بعدها هو حاول يكلمني كذا مره على الموبيل لكن مكنتش برد عليه لكن كان كل شويه يجيب نمره جديدة و يحاول يقنعني ويقولي انه بيحبني
بعدها بطلت ارد على اي نمر غريبه و هو سافر و اللي عرفته انه اتجوز بنت غنيه قلت الحمدلله بعد عني و هرتاح من زنه لكن…..
صمتت للحظات تبكي بحرقه و شهقات مريره
:والله العظيم يا صالح مافي بينا حاجه و يوم الصباحيه هو بعد ما انت نزلت من هنا مع خالتي جرس الباب رن و انا طلعت اشوف مين دخل وقفل الباب و قعد يقول كلام غريب و انه مش هيسبني و لسه عايزني بس والله طردته و من وقتها ماشوفتش تاني
زمجر بقسوه وعنف من بين اسنانه
“و محكتليش ليه …. ولا خايفه على البيه …
رفعت عينيها المليئة بالدموع ناظره اليه بضعف
:لا خفت منك…… اول ما اتجوزنا خفت منك… كنت عارفه انها فتره و احتمال نطلق و منكملش قلت كدا كدا هنسيب بعض مالوش لازمه اتكلم و بعد شويه علاقتنا اتطورت لكن هو مظهرش في حياتي تاني قلت يبقى اكيد نسيني”
همت بمتابعة الحديث لكنه قبض على شفتيها يقبلها بعنف مما جعلها تهمهم محتجه محاوله دفعه بعيداً
أصبحت قبلته اكثر قسوة جاذبا اياها لصدره
نزلت دموعها وهي تتلوي بين ذراعيه فلمس ملح الدموع شفتيه
مجرد التخيل انها يمكن أن تبتعد او تكون لغيره

يقتله شيطانه من الغيرة المُهلكه لروحه و التي لم تعرف طريقها له يوما الا بعد معرفه تلك الفتاة
ابتعد عنها وهو يسمع نحيبها يتزايد من بين شفتيها… حررها تاركا اياها تكاد تنهار، وضعت يديها تلامس شفتيها تبكي بهستريه
تراجع للخلف و شيطانه يامره بابشع ما يمكن تخيله زمجر بشراسه من بين أسنانه المطبقه بقسوة و قد ارعبته أفكاره الوحشية نحوها
:ادخلي اوضتك و مش عايز اشوف وشك ادامي احسنلك”
ارتعشت بارتياع و هي تقترب منه وضعت يديها على كتفه بحنان قائلة بهدوء عكس ما تشعر به
:صالح ارجوك اهدي…. انا عارفه اني غلطت لما محكتلكش بس ارجوك اهد…..
قاطعها و هو يزمجر بشراسه بينما دفع يديها بعنف قائلا بحدة
:عارفه ياللي عملتيه دا وصلنا لايه…. واحد و”سخ زي دا….. ااااهه
اطلق صرخه مدويه تنم عن مدى الغضب و الألم الذي يشعر بداخله لا يعرف كيف يخمد ذلك السعير بداخله
اخذ يدمر و يكسر كل ما تقع يديه عليه محاولاً اخماد غضبه الذي يلتهمه من الداخل وهو يلعن نفسه لضعفه نحوها الذي جعله بهذا الضعف أمامها.. شيطانه يخبره ان ينقض عليها و قلبه يقيده بمنتهى السلاسه هو من قيد نفسه بالاغلال حين سمح لقلبه ان يحبها حتى أن لم يعترف بالكلمات لكن يجزم قلبه الان انه وقع فريسه لرماديتيها منذ البدايه حين انقذته
كانت زينب تنظر له برعب يفترس بقلبها عليه
ظلت تحتضن جسدها حتى انهارت قدميها اسفلها لتجلس على الأرض وهي تضع يديها حول اذنها محاوله حجب صوته المرعب و تدميره للاشياء حولهما
مرت عدة دقائق
حتى حل الصمت بارجاء المكان
نظرت حولها بشهقات مريره فقد دمر المكان باكمله حيث كان شظايا زجاج الزهريات و تحف الزينه المحطمه تملي الارضيه ومقاعد الطاوله ملقيه أرضا الغرفه تبدو و كان هناك صاعقه قويه دمرته

حمدت الله أن والديه و اخته ليس في المنزل بينما قد ذهب إلى منزل شغف الحسيني (والدة حياء) منذ الأمس
نهض من مكانه يخرج من المنزل لكن بتلك الحاله المزريه و عيناه قد زادت احمرار و فقد هندمته
استقامت سريعا و هي تنظر له برعب
ترجلت نحوه بسرعه وهو يضع يديه على مقبض الباب لكن أطلقت صرخه متالمه تشعر ان قدميها لم تعد تسعفاها على الوقوف اكثر تشعر بدوامه تسحبها كانت ستسقط أرضا
حاوط خصرها بخوف قبل أن ينحني قليلا يحملها بينما لفت يديها حول عنقه تستند براسها على صدره تنتحب بصوت خافت
اتجه نحو غرفتهما وضعها برفق فوق الفراش نظر لقدمها وجدها تنز”ف أثر بعض الشظايا التي اخترقت قدمها و هي تحاول منعه من الخروج
اتجه بجسد مرهق نحو الخزانه جلب علبة الاسعافات الاوليه ليجلس بجوارها
وضع قدمها على فخذه يسحب قطع الزجاج الصغيره منها
اغمضت عينيها بقوة وهي تبكي بينما تغرز اظافرها بكتفه
انهي تضميد قدمها مغادرا الغرفه و المنزل لكن أمسكت بيديه بقوه قائله بنبرة شبه رجاء
:بلاش تخرج و انت كدا ارجوك
صالح بحدة :مش انا اللي اسيب حقي و لو ساعة واحده
تركها و غادر المنزل.. تركها تبكي بهستريه
لم تحسب لما قد يفعله الافاعي لم تحسب لتلك نيران الغيرة… و الان تكوي اعماقها خوفا عليه
:يارب…. يارب مش عايزه اخسره يارب
****************
بعد وقت ليس بالقصير ما يقرب ساعتين
فتح رشاد عينيه بصعوبة وهو مازال مقيد الى ذلك المقعد حين شعر بحركة بجواره ليتسلل الذعر اليه حين وجد رجلان شديدان البنيه يقفان أمامه يشعر بالالم في كامل جسده يحاول استعادة الذاكره فيما حدث و كيف جاء الي ذلك المكان
حتى صدح صوت قوى اتى من الظلام شعر وكأنه مألوف لكن لم يستطيع التعرف عليه
:اهلا اهلا منور يا رشاد باشا…. ايه رايك في الضيافة بتاعتنا مش من مقامك بس اوعدك مش هتخرج من هنا الا لما تاخد وجبك
حاول رشاد التعرف على الصوت لكن لم يميزه رد بصوت مذعور خائف
:انت مين؟ وعايز مني ايه؟
اقترب صالح من دائرة الضوء وعلى وجهه ابتسامة ساخرة ولكن عينيه كان بداخلهم شراسة وحدة ارعبت رشاد وجعلته يعلم ان افعاله لم يحصد عواقبها بعد..لتحقق ظنونه حين قال صالح بصوت متهكم ساخر
:معقول مش عارف تميز صوتي…. بس انا عذرك برضو اصل اكيد اللي انت عامل معهم مشاكل نسوان ميعرفوش ياخدوا حقهم لكن حظك وقعك معايا مبعرفش احط راسي على المخدة و انا ليا حق عند حد

جف حلقه و هو ينظر لصالح الذي جلس أمامه على اريكه وضع قدم على الأخرى بينما يقف خلفه على و بعض رجاله
رشاد بخبث:و حقك ايه بقى ان شاء الله
هو انا و انت بينا حاجه مشتركة و لا اقصدك زينب الصراحه هي جامدة و تستاهل يااه كريمة بالقشطه
بس مش شايف انها رجوله على الفاضي
اربعه على واحد… توتو كنت فاكرك ارجل من كدا
ابتسم بمكر و هو ينظر له بخوف يحاول اخفاءه.. محاولا استفزاز صالح
اتجه صالح نحو رشاد مباشرتا ليركله في معدته بغضب لنقلب الكرسي قائلا لعلي
:فكلي الكلب دا و اطلعوا برا
اطاعه على وهو يقوم بفك قيد رشاد الذي كان يتألم من شدة الضربه التي وجهت لمعدته
:اطلعوا برا…مش عايز حد يبقى موجود ولا يتدخل في اللي هعمله
على بشك
:طيب بلاش الحرس بس وانا هفضل موجود مش هتدخل
زمجر بحده و غضب وهو ينظر لرشاد
:قلتلك اطلعوا برا مش عايز حد يتدخل
حاول على امتصاص غضبه قائلا
:وانا مش هتدخل انا بس عايز ابقى جانبك يا صالح
اوما له بغضب ليشير على للحرس بالخروج من المخزن بينما ابتسم صالح بشيطانيه و هو يخلع حزام بنطاله يلفه على يديه كالسوط يجلد به رشاد و الذي انصعق من ضربات صالح القويه على جسده حتى اسالت الدماء من جسده وسط صرخاته القوية ليقول صالح بغضب
:ما تدافع عن نفسك يا ز”باله و لا مبتتشطرش الا على الحريم
تراجع رشاد خطوات للخلف ثم نهض فجأه وحاول مهاجمة صالح الذي تفادى لكماته مره بعد اخرى وهو يرد عليها بلكمات موجعه موجهه للنصف الاسفل من جسد رشاد الذي سالت الدماء من جسده بشده
بعد ان تناول صالح حزام بنطاله وقام بجلده به بقوه حتى كاد يغيب عن الوعي من شدة الالم
ابتسم بخبث وهو يجثو على ركبتيه امام رشاد قائلا بخبث
:اامم دي كانت ذكره بسيطه و هدية مني لك… زينب تخصني حاول بس تقرب منها صدقني وقتها مش هكتفي بضربك ساعتها هسلخ جلدك حي.. و افتكر كويس اوي اللحظه دي… “صالح جلال الشهاوي” مبيسبش حقه و حق أهل بيته و لو اتجرت بس و فكرت فيها صدقني هتندم
و دا كان حساب تهديدك لمراتي في بيتي
على….
علي :نعم
صالح بجديه:الرجاله ياخدو الكلب دا يرموه في اي حته
اوما له بايجاب بينما غادر صالح المخزن ليقسم رشاد بداخله ان يدفع الثمن غالي
ربما لان صالح لا يعلم شي عن خطته بعد يقسم بداخله لو علم بتلك الخطه لكان دفنه حي بمكانه و لن يشفق عليه
*******************

دلف الي منزله بجسد مرهق كان يعتقد انه بعد ما فعله ستخمد النيران بداخله لكن تأبى ليبقى يقود سيارته بلا هدف حوالي ساعة و قد قربت الساعه من الثالثه صباحا
وجدها تجلس على الاريكه يبدو عليها التعب بعدما قامت بتنظيف الفوضى التي افتعلها
كانت شبه مستيقظه بعينانا مغمضتان جلس بجوارها على الاريكه ابتسم بحزن وهو يمد انامله يزيح خصلات شعرها عن وجهها لتشعر بلمساته فتحت عينها سريعا تنظر له بخوف و رغبه قوية في احتضانه قائله بارتجاف
:والله العظيم عمري ما فكرت فيه والله ما بكذب عليك
جذبها بحنان لصدره بينما اخذت شهقاتها تتعالى بين ذراعيه تمسكت به بقوة قائلة بتبرير
:والله ما كدبت عليك…. انا اسفه اني خبيت عليك بس والله ما قصدي اي حاجه وحشه
اخذ يمسد على شعرها بحنان لتمر الدقائق في صمت حتى حملها و دلف لغرفتهما وضعها فوق الفراش برفق كاد ان يغادر حتى هتفت بحدة خوفا عليه
:صالح انت عملت ايه لما خرجت؟ اوعي تكون اذيته….
صالح :اسكتي يا زينب
:بس انا خايفه عليك
جلس بجوارها قائلا بارهاق
:معمتولش حاجه مش هضيع نفسي علشانه
زينب :صالح انت مصدق عليا حاجه وحشه
نظر لها بجدية قائلا ببعض الثقه
:لو مصدق مكنتش هبقي قاعد جانبك دلوقتي…. انا هروح انام في اوضه للأطفال ساعتين و هنزل الوكاله
:أوضة الأطفال؟! ليه معقول مش طايق وجودي معاك…. انا قلتلك اني كنت خايفه بس انت عندك حق.. نام في اوضتك انت اكيد تعبان مش هتعرف تنام هناك
انا هروح انام في الاوضه التانيه
قد ازداد ظلام وعنف عينيه كوحش يستعد لانقضاض على فريسته جاذبا اياها قبل أن تنهض يقبلها بحدة لم تعهدها منه من قبل

————————–
جلس صباحا يرمقها بنظراته يحاول بيأس الالتقاء بعينيها لكنها اخذت تتهرب منه تتصنع الانشغال بترتيب المنزل
تتجاهله تماما فتجعله يشعر فى لحظة بمدى حقارته
فلاول مرة يتعامل معها بكل هذا العنف فى علاقتهم الخاصة لدرجة ادمتها بشدة وقد ظهرت امام عينيه بشرة عنقها وكتفيها المكدومة نتيجة عنف شفتيه فوقهم لايدرى اى جنون قد اصابه ليلة امس فكلما تذكر كلمات تلك الافعى
يجعله كالوحش يرغب بالتنفيس عن غضبه والظلام بداخله وقد حدث وفقد السيطرة لاول مرة وترك لظلامه السيطرة عليه لليلة امس ليصبح عنيفا قاسيا معها وها هى النتيجة امامه تجلس معه في نفس الغرفه بينما تتجنبه تماما كأنه احد الفيروسات لكنه لم يستسلم يمد يده يتلمسها وهو يناديها برقة لكنها اسرعت بسحب ذراعها بعيد عنه
وقد ارتجف جسدها كما ظهر لعينيه بأنه رعب منه وهذا اصابه هذا بمقتل وجعل من ضرورة حديثهم معا الان وفورا قائلا بحنو
:زينب لازم نتكلم….. معليش اسمعيني
ردت بصوت ضعيف باكي
:بس انا مش فاضيه
جعله مظهرها هذا وصوتها مرتجف يشتعل غضبا من نفسه ليأتى رفضه على طلبها غاضب حاد فيجعلها تنتفض فى مكانها تتراجع للخلف خوفا ورعبا منه
وقد ازاد شحوب وجهها حتى اصبح الورقة البيضاء وهى تخفض وجهها تنكمش على نفسها كطفلة صغيرة مرتعبة
زفر بحدة يتشدد فكه هو يراها امامه بتلك الحالة تنتهى قدرة على التحمل لايستطيع تحمل المزيد من هذا لينهض عن مقعده بعنف
يجذبها نحو صدره يحتضنها بقوة اليه وما ان احاطها بذراعيه حتى سقطت جميع الجواجز بينهم تنهار فى البكاء تدفن وجهها فى عنقه وقد تعالت شهقات بكائها تتقطع لها نياط قلبه يهمس لها بأرتجاف وصوت حمل كل اسف وندم العالم
:اسف..والله اسف انا مش عارف حصل لى ايه… حقك عليا مش هتتكرر تانى صدقينى..

ازداد تشبثها به كانها تجد الراحة من المها بين ذراعيه وتنسى بأنه كان المتسبب به ليزيد هو ايضا من احتضانها بحماية يود لو يدسها بين ضلوعه يمتص كل حزنها والمها بداخله يهمس بالمزيد والمزيد من اعتذاره واسفه بصوت متوسل اجش حتى هدئت اخيرا شهقاتها لبيعدها عنه ببطء ينحنى عليها يقبل جفنها بنعومة تزيح بشفتيه دموعها بعيدا ثم ينحدر بهم بقبلات ناعمة وهى تغمض عينيها مستسلمة له تماما حتى شعرت بلهيب انفاسه فوق شفتيها لتفيق من استسلامها هذا تبتعد عنه شاهقة بجزع قائلة
:صالح… موبيلك بيرن اكيد بيستعجلوك في الوكاله… تقدر تنزل على فكره
زفر باحباط وقد تهدجت انفاسه يبتعد عنها قائلا بجدية
:لازم تسمعيني الاول… امبارح في واحدة حق”يرة قالت في حقك كلام مفيش راجل يستحمله على كرامته مش معنى كدا اني كنت مصدقها بالعكس اقسم بالله كنت واثق فيكي
و لما خرجت من هنا جبت الكلب اللي اسمه رشاد دا المخزن شفت في عيونه نظره مستحملتهاش كلامه عنك جنني رغم انه دلوقتي تليقه متلقح في المستشفى مش عارفين يداوا اي جرح فيه لكن مع ذلك كنت حاسس اني بنحرق من جوا كل مما افتكر كلامهم و انك خبيتي عليت حاجه زي دي
لما قلتلك هروح اوضه الأطفال مكنش عشان غضبي منك لا…. كنت خايف عليكي من نفسي و للأسف اللي كنت خايف منه حصل…. معرفش ازاي بس صدقيني الكلام اللي سمعته مفيش راجل يستحمله
التفت اليها مرة اخرى يسألها برجاء وتوسل
: سامحيني يا زينب حقك عليا ؟ والله العظيم غصب عني
هزت رأسها لها بالايجاب تبتسم له برقة و حب
لتشع عينيه بالسعادة يسألها مرة اخرى كانه يحتاج الى تأكيد اخر منها
: يعنى مش زعلانة منى خلاص ؟
اومأت له مرة اخرى ليقوم بوضع كفه خلف رأسها يجذبها نحوه مقبلا جبينها برقة وهو يغمض عينيه براحة واطمئنان للحظات كانت لها كالبلسم يشفى المها قبل ان يبتعد عنها مبتسم بنعومه وعيناه تسترق بنظراته عليها قبل أن يصدح رنين جرس الباب و ينادي عليه لحد عمال الوكاله
:يا بشمهندس صالح مش هفتح النهارده برن عليك مش بترد و العمال واقفين أدام الوكاله
ضحكت زينب بخفه و هي تنظر له يختطف قبله حانيه من وجنتها قائلا
:لازم انزل دلوقتي خالي بالك على نفسك هرن عليك اوعي تكنسلي
ابتسمت له برفق قائلة بحب
:هستناك على الغدا
ارتفعت بسمته تزين ثغره يهز رأسه لها بالموافقة ثم يهمس لها بسلام مودعا يتجه ناحية الباب
لكنه توقف بعد فتحه للباب يلتفت اليها مرة اخرى هامسا بنعومة وصوت اجش
:هتوحشينى لحد ما ارجع
التمعت عينيها يتراقص قلبها بالفرحة تهمس له بخجل وصوت مرتعش رقيق

:وانت كمان هتوحشنى…متتأخرش عليا
هتف العامل من الخارج قاطعا حديث عينيهم بعد ان طال عليها الانتظار قائلا
:ياله يا باشمهندس العمال واقفين عند الوكاله
صدحت ضحكة زينب المرحة فى المكان بعد نظراته الحاده له اخذ مفاتيحه قبل أن يغادر
وقفت تنظر لطيفه ببعض الارتياح و الآن لم يعد هناك أي أسرار بينهم رغم صعوبة ليله أمس باكملها و غضبه و خوفها عليها لكن الآن قد تتحسن الأمور
زينب بهمس لنفسها وهي تدلف لغرفتها تنظر للمرآه:
كدا مفيش حاجه تخافي منها و رشاد شكله اخد جزاته و مش هيقرب مننا الحمد لله
بس لما بيغضب بيكون…..
عضت على شفتيها بضيق و خجل قائله
:دا انا متعلم عليا……
—————————-
في منزل شغف الحسيني
استيقظت حياء تشعر به يحتضنها بقوة كما لو كانت ستهرب من بين ذراعيه ابتسمت بحنان وهي تمرر يديها على خده بحنان مالت عليه تطبع قبله حنونه على خده قائله بهدوء
:جلال اصحى… قوم ياله
همهم ببعض الكلمات الغير مفهوم وهو يجذبها بين ذراعيه دافنا وجهها بتجويف عنقها
حياء:جلال…. قوم ياله
فتح عينيه بتثاقل وهو ينظر لها قائلا بضيق
:نامي يا حياء… نامي انا لسه عايز انام
حياء:بس انا خالص قمت مش عايزه انام تاني

اغمض عينيه قائلا بجديه
:انا لسه عايز انام فاريت تنام بقى لان لو قمتي مش هعرف انام فاسكتي بقي
لم يمهلها الفرصه للاعتراض جاذبا الغطاء عليهما بينما حاولت النوم لكن كان يجافي عينيها…
مر بعض الوقت بينما يوليها ظهره.. اخذت تنظر له بعيون مليئه بالدموع و هي ترى الجرح القديم أثر الر”صاصه الذي أخذها حين سافرا الاثنان لقضاء شهر العسل
تذكرت كيف وقع فوقها و جسده ينزف مررت يديها ببط على أثر ذلك الجرح
شعر بلمساتها الحنونة نظر لها بابتسامه مراوغه
:مش ناويه تنسى و تبطلي عياط بقى
مسحت غيمة الدموع التي تشكلت على وجهها قائله بنبرة ضعيفه
:انسى؟ انسى اني كان ممكن اخسرك بسببي عارف يا جلال في اليوم دا حسيت ان قلبي اتقبض وكأن الرصاصه كانت في صدري انا
قاطعها بضيق و هو يمسد على شعرها الغجري قائلا بحده يغلب عليها العاطفه
“هشش مش عايز اسمع كلام مالوش لازمه علشان بتعصبيني على الفاضي.. ربنا ما يحرمني منك يا حياء… و بعدين بطلي تقولي بسببك دي.. منه لله اللي كان السبب ياله يا ستي اديني قمت مبسوطة كدا”
ابتسمت تحيط عنقه بسعادة قائله
:طبعا مبسوطه
تأمل وجهها مبتسم بهدوء ذات مغزى قائلا بحب
:على فكره في مفاجأة ليك عندي قلتلك عليها قبل جواز صالح لكن مكنتش جهزت و دلوقتي جهزت
حياء بفضول :ايه هي؟! انت بتشوقني و خالص يا جلال
زمجر بضيق قائلا بجديه
:بشوقك و خالص على العموم مفاجاتك عندي بس مش دلوقتي لما ايمان تسافر ليوسف لان مينفعش نسيبها لوحدها
اتسعت ابتسامتها وهي تصفق بحماس قبل أن تميل عليه تقبله

:يبقى هنسافر…..جلال.. انت مصدقت ابعد
غرز انامله في خصلات شعرها يجذبها بينما يقبلها بنهم و اشتياق و كأنهم في بداية زواجهم
لكزته بغضب و خجل في جانبه وهي تدفعه تاوه بالالم زائف وهو يضع يديه على جانبه
انتابها الخوف وهي تضع يديها على كف يديه قائله بارتباك
:اسفه مكنتش اقصد والله… بتوجعك؟
ابتسم بخبث وهو يغمز لها بشقاوة
:اوي….
اشتعل وجهها بالغضب قبل أن تدفعه بقوه تتجه نحو الحمام قائلة بضيق
:تستاهل…..
بعد مرور بعض الوقت
في المطبخ
تقف عفت بارتباك وهي تتحدث في الهاتف بصوت منخفض يبدو عليها الذعر
عفت:يعني ايه؟ الباشا في المستشفى… طب انا اعمل ايه اكمل و لا امشي شكلك هتودينا في داهيه يا خالد
خالد (مساعد رشاد)
:لا متمشيش و خليكي بينهم و حاولي تقربي منها بس متنفذيش اي حاجه الا لما اكلمك… احنا بس هستنا شويه علشان لو عملنا اي حاجه دلوقتي هيشك فينا… المهم تحاولي تقربي منها و تخليها تثق فيك علشان يكون شغلنا متسهل لحد ما الباشا يؤمر
عفت :طب و دا هياخد اد ايه؟
خالد:شهرين تلاته و بعدها نضرب ابن الشهاوي الضربه القاضيه ساعتها يبقى يورينا هيعمل ايه؟
عفت :ماشي يا خويا بس الباشا بتاعك دا شكله هيموت عليها بس الصراحه تستاهل إذ كان انا كانثي و شايفها صاروخ .. من حقه يعمل دا كله علشان يتجوزها ياله ربنا يقدرنا على فعل الخير مدام هنقبض
انهت جملتها بضحكة ساخره
لكن قاطعها صوت حياء الحاد قائله بضيق
:في ايه يا عفت على الصبح…..
انتفضت مكانها و هي تنظر لحياء قائلة بارتباك
:معليش يا ست هانم كنت بكلم محروس جوزي و انتي فاهمه بقى
نظرت لها بغضب و حنق قائلة

:ياريت لما تكلميه تاني يكون في اوضتك و بلاش الضحكه المرقعه دي على الصبح
…. جهزتي الفطار؟
عفت؛ اه اه جهزته
حياء:طب حطيه على السفرة…
تركتها وهي تشعر بعدم الارتياح منذ الوهله الأولى لكن حاولت تمرير الأمر بعد معرفة ظروفها
————————-
في مقر الشركه بلندن
يجلس يوسف علي مقعده العالي أمام احد التصاميم يبدو عليه الضيق الحنق و عدم التركيز حتى التفت اليه صديقه عدنان قائلا بارتياب
:جو…. شو فيك؟
التفت له وهو يزم شفتيه بحنق
:عارف لما حد يبقى وحشك اوي و مفتقده… هو دا بالظبط حالي
ابتسم عدنان قائلا بود بلهجته
:ربما هاد هو الحب…. مشتاق لمين؟
يوسف بضيق
:واحدة كدا مجنونه بس طيبة و جميله عيونها للأسف تسحرك
عدنان:وليش للأسف؟
يوسف :لان البعد اسوء بكتير مما كنا نعتقد
عدنان :يمكن هاد واحد من اختبارات الحب.. بس مبين ان في شي تاني
التف يوسف نحو التصميم وهو يبرك شفتيه بغضب
:الباشمهندسه عهد….. البنت دي انت تعرفها
عدنان:اه بعرفها هي لبنانيه مصريه بس ليش… انا شايف ان العلاقه بينكم منيحه و كمان بالفترة الاخيره بتنزلوا الموقع مع بعض
يوسف بحنق:هو دا السبب…. البشمهندسه حنين حطه وعد معايا في كل مكان من وقت ما دخلت التيم لدرجه اني حاسس ان شويه و هتجيبها المكتب معانا… المشكله مش في كدا عارفه لو هي بتتعامل عادي زيها زي اي واحدة في الشركة كنت هقول اوكي لكن بحس انها عايزه تدخل في حياتي بسبب و من دون سبب تخيل انا و إيمان حصل بينا مشكله بسيطه وانا قفلت معها و انا متعصب لقيت عهد جايه و بتتكلم بطريقه انا نفسي استغربتها و كأنها خطيبتي انت فاهم قصدي…. لا وكمان بتقول
” اكيد مراتك غلطانه انها تزعلك انا لو مكانها مستحيل اعمل كدا… مش هخليك تزعل و لو لحظه واحدة…. و مستحيل اسيبك تسافر اكيد ما بتحبك” لولا اني وقفتها عند حدها بصراحه مش عارفه ايه و باجي اكلم ايمان بلقى نفسي طلعت ارف اليوم عليها

عدنان:عنجد قالت هيك….بس شو هاد… ايش ذنب زوجتك…
يوسف بضيق:ما هو دا اللي مضايقني تعرف نفسي انزل مصر بس انا مبقاليش كم اسبوع هنا
عدنان :خالص كلمها و اعتذرلها مو صعبه
يوسف :هعمل كدا ايمان متستاهلش اني ازعلها
عدنان:الله يسعدك اخي….
ربت على كتفه باهتمام قبل أن يأخذ هاتفه يغادر المكتب
في مصر
تجلس ايمان مع احد المرضى ابتسمت بود للسيدة العجوز قائله بود
:لا دا انتي حالتك النهارده عال اوي يا ام عبدالله…..
أم عبدالله بطيبة: والنبي انتي قمر و قلبي ارتاحلك من اول ما شفتك… الحمد لله احسن وانتي بسم الله ماشاء الله عليك ايدك تتلف في حرير محستش بالحقنه
ايمان بابتسامه جميله :طب الحمد لله…
صدح رنين هاتفه من جيب بالطو الأطباء الخاص بها
اخرجته لترى اسمه أمامها لا تنكر شعورها بالضيق منه لكن تذكرت نصيحة والدتها
“بلاش تخلي جوزة يحس انه بعد ما سافر في حاجه اتغيرت و الا هيتغير و ساعتها يمكن تخسروا بعض”
خرجت من عنبر المرضى فتحت الخط
يوسف بصوت مرهق
:ايمان اسمعيني…. عارف انك زعلانه مني بس صدقيني غص
ايمان بحب و مقاطعه: بحبك
ابتسم بارتياح وسعادة ليستمع لصوتها العقلاني يغلب عليها عاطفتها
ايمان :مش محتاج تبرر يا يوسف… انا عارفه انك مضغوط في الشغل مش زعلانه ها بقى يا سيدي عامل ايه؟
يوسف :ايمان انتي بجد أجمل انسانه عرفتها و حبيتها بصي يا ستي انا الشغل ماشي معايا تماما كم شهر و نبدأ في المرحله الاخيره و دي هتاخد شويه وقت برضو بس ان شاء الله تعدي على خير
ايمان بحماس: يوسف يوسف بقولك الناس في المستشفى بيحبوني اوي و الصراحه الشغل هنا تحفه و دخلت اوضه الجراحه صحيح كنت مساعدة للدكتور مش اكتر لكن عارف والله العظيم حسيت بسعادة كأني ملكت العالم… تعرف نفسي في ايه؟ بجد امنيتي
يوسف :اي….
ايمان بحزن :تكون معايا في أول جراحه ليا… بس غادي يعني احكي لي بقى كل حاجه و بتكلم بابا و لا نسيته
يوسف بتفكير:لا بكلمه و بكلم صالح بيقولولي انك دايما في المستشفى
دار بينهما حديث لا يخلو من الحماس و السعادة الحب الصادق
======================

و تمر الأيام على الجميع بين المشاكل و الحب و أحيانا الحزن و المشاكسه
حتى ثلاث اشهر
بالنسبه لعلاقه صالح و زينب قد تالفت واصبحت أقوى بكثير أصبح تلهف قلوبهم أقوى بكثير لا يوجد حواجز بينهم تتلهف روحها لرؤيته تشتاق له و بشده ان غاب عن عينيها … اما هو فبات التغيير بداخله تغير جذري تام… أصبح يعشقها و بشده وجودها في مكان يعني سعادته لم يعترف بذلك بالكلمات لكن تصرفاته تنم عن غمرة قويه من المشاعر
أم علي و حبيبه
عادت لدراستها مع عودة الدراسه و الآن انتهت عدتها… عادت مشرقه طموحه جميله بوجوده و دعمه لها
أم هو فقد عادت له روحه من جديد و كأنه وجد المفقود منها
يعمل في مصنعه الخاص فقد بدا العمل به منذ شهرين و هي تدعمه
بالنسبة لباسل و نور فهي لم تتغير كثير
أصرت على الاستمرار في عملها رغم طلبه بأن تتوقف و هو ملزم بكل مصاريفها لكنها شعرت بالخوف من أعادت خطئها الاول عندم تركت عملها بعد خطبتها الأولى و لكن لم تبرر له
أما باسل يشعر بالغضب منها أحيانا لكن حاول تهدئة نفسه و الانغماس في العمل
و تم تحديد موعد الزفاف بالنسبه له يشعر بالانتصار عليها و كلما اقترب الموعد يزيد من توترها مشاغبا
يوسف و إيمان لم تتغير علاقتهما كما هي جميله و ناضجه
جلال و حياء علاقتهم مازالت دافئه صادقه لن تغيرها الايام ابدا ستبقى قوية لن يزعزها احد
—————————–
في يوم كتب الكتاب (باسل و نور)
كان صالح يقف امام محل عمله يتابع سير العمل وهو يصرخ فى العمال بعصبية شديدة حتى يسرعوا فى تفريغ الحمولة فكلما اسرعوا بالانتهاء كلما قربت لحظة اجتماعه بها حتى يستطيع اخيرا ان يبثها كل مافى قلبه لها
ولن يخفى عنها شيئ بعد الان ولكن ما باليد فليس امامه الان سوى الانتظار اما انتهاء العمال او حضور أبيه حتى يتابع هو مجريات العمل
لتمر نصف الساعة اخرى على هذا الحال وكأنها مرور دهر عليه حتى تنفس الصعداء حين لمح والده يهل عليه من ناحية المنزل
بوجه بشوش تجتمع فيه القوة و الطيبه
جلال :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صالح بوجه مبتسم :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته… ازايك يا حج؟
جلال :الحمد لله بخير… نزلوا البضاعه
صالح :العربيه التانيه زمانها جايه من المخزن العمال نزلوا شحنة الكتان و بيرتبوها جوا
ابتسم جلال بخبث و هو ينظر لابنه قائلا
:خالص خليك معاهم لحد ما ينزلوها و انا هطلع على عمك جمال بقالي كتير مشوفتوش
شعر صالح بالاحباط و قد ضاعت احلمه قائلا باحترام
:طبعا اتفضل يا حج…..

جلال بهدوء :ايه دا هتقعد؟
صالح :اه طبعا
جلال بحب:طب ياله روح اتغدا و ريح شويه انت من الفجر في الشادر
وانا هخليني معهم لحد ما ينقلوا البضاعه

ضحك صالح بسعاده وهو يحتضن والده قائلا وقد التمعت عيناه
:مش هتاخر ساعتين و راجع
جلال :مع السلامة… ياله اتفضل
=====================
وصل صالح اخيرا لشقته يفتح بابها بسرعة يدلف للداخل ثم يلقى بمفاتيحه باستعجال وعينيه تدور فى ارجاء المكان بحثا عنها
وهو يناديها بصوت عالى ملهوف حتى هلت عليه اخيرا من داخل المطبخ تمسح يديها فى منشفة وقد وقفت امامه تخطف القلب والعين برؤيتها يتأملها ببطء شوق شديد للحظات حتى لم تعد تكفيه المشاهدة فقط يفتح ذراعيه لها على اتساعها فى اشارة فهمتها على الفور فتسرع بألقاء المنشفة ارضا وتجرى نحوه ترتمى عليه تحتضنه بقوة اليها بعد ان احاطها بذراعيه حتى كادت ان تختفى بينهم ثم رفعها اليه وقد تعلقت بعنقه ويدس وجهه فى عنقها يتنفس بعمق رائحتها والتى بات يعشقها هامسا بتحشرج
: وحشتينى اوووى فى الشوية اللى بعدتهم عنك دول
تراجعت للخلف برأسها تنظر اليه بتدلل قائلة بعتب.

: لا انا زعلانة منك.. بقى هما دول الساعتين اللى قلت عليهم من الفجر لحد الساعه دلوقتي تلاته العصر
ابتسم بسعاده قائلا بمرح
: حقك عليا بس الحمد لله الحج قعد في الوكاله شويه…. وحشتيني اوي يا زبدة
ثم انحنى يلثم خدها هامسا برقة
:كان هاين عليا اسيب الشغل و اجيلك اول مره في حياتي يبقى في حاجه عندي اهم من الشغل عملتي فيا ايه
تصنعت الحزن لتنفرج شفتيه عن ابتسامة صغيرة وعينيه تلتمع اكثر
:لااا ده كده الموضوع كبير…مفيش حل تانى ادامى غير كده علشان اصالحك
وبدون ان يمهلها سوى فرصة لالتقاط نفس قصير من الهواء بشهقة منها عالية قد انقض على شفتيها يقبلها قبلة كانت مثل كجرعة من السعادة وهى تزيد من التعلق به تبادله اياها بعاطفة مجنونة وقد اختفى بينهم ولم يعد هناك مجال لاى حديث بعد ان جرفهم سيل المشاعر للحظات طوال اوقفته وهي تبتعد قليلا
همست قائله بارتياب
:صالح الغداء… شكلك هتنزل تاني و بعدين انا عايزه اروح لنور النهارده كتب الكتاب و
سالها صالح بجدية:روحتلها الصبح؟!
زينب: اه لما كلمتك روحتلها مكنتش ينفع اسيبها و جيت من شوية كنت مجهزه الاكل يدوب علقت عليه ياله علشان تتغدا
صالح عايزه اروح كتب الكتاب بس هلبس فستان على ذوقي المرة دي
مالي عليها قليلا وهو يحيط خصرها بخبث
:دا انتي قلبك اسود اوي لسه فاكره
زمت شفتيها بضيق قائله
:بلاش وش الملاك دا علشان بتتحول فجأه… بص هختار فستان و لو معجبكش مش هلبسه بس انا اللي هختار
ظل صالح طوال حديثها شاردا فى حركة شفتيها غير منتبها لاى كلمة منها لترى زينب شروده ذاك مقتربة منه تخفى وجهها فى صدره قائلة بخجل وارتباك
:صالح وحياتي ركز معايا….
ابتسم بخبث قائلا بمراوغه
:طب ما تيجي نختار الفستان سوا…
=====================

في المساء
جلست نور بجوار والدها و بجواره الماذون و باسل يضع يديه بيد والدها انتهى الماذون معلنا عن زواجهم بجملته الشهيرة
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
خطت بالقلم اسمها على قسيمة الزواج بارتباك
تعالت الزغاريد من حولهما من بعض الجيران و الاصدقاء
جف حلقها للحظات لمجرد تخيل انها الان زوجته
كانت بكامل زينتها ترتدي ثوب أنيق يبدو بدرجه من درجات الابيض أنيق جدا حيث كان من افخم دور الازياء حيث قام باسل باختياره مخصوص لها مطرز ببعض الفضه
ترتدي حجاب من نفس درجه الثوب معه تاج بسيط مميز
وقع باسل أيضا على قسيمة الزواج و قد حضر معه والدته و اخته رغم شعورها بالنفور من المكان لكن أجبرت نفسها حتي لا تحزن أخيها، لم يحضر والده رافضا تلك الزيجه تماما لكنه لم يبالي برفض والده كثير
نظر لها بخبث واضح بين عسليته الجذابه تلك شعرت بالتوتر همسه لزينب
:والله هقوم اضر”به شايفه بيبصلي ازاي…
ضحكت الأخرى بسعادة وهي تربت على كتفها بسعادة
:مش ملاحظه انك مضيتي على قسيمة الجواز يا هبلة خافي على نفسك علشان شكله كدا مستحلفلك من يوم الخطوبه بس الصراحه شكله كاريزما اوي و كل البنات عيونهم هتطلع عليه
نور بخوف:ياخدوه وهما ماشين بالهنا والشفا
زينب :طب اسكتي بقى علشان العيون علينا
مر وقت طويل جاء بعض الضيوف مهنئين العرسان و شرب الشربات و المباركة لهما
في حين غادر الكثيرون حتى زينب اضطرت للمغادرة مع صالح
باسل بخبث:معليش يا عمي عايز نور شويه لوحدنا ينفع اخدها منكم
ابتسم سالم قائلا بود و سعادة
:طبعا يا ابني دي بقيت مراتك ياله يا نور خدي جوزك فرجيه على اوضتك
نور بهمس:ياكشي ربنا ياخدك يا بعيد اوضة ايه اللي افرجه عليها دا انا لو عليا اولع فيه هو و ابوه
دلفت معه لغرفته البسيطه في المنزل يقف بجوارها ببذلته الانيقه السوداء وساعتها الفخمه
وشعره البني المائل للاشقر مصففه للخلف باناقه جذابه عيناه العسليه الضاريه كالنمور تتفحص كل ركن بالغرفه
ملامحه رجوليه وسيمه فارع الطول بذراعين تضخان بالعضلات القوية يبدو وكأنه يمارس التمارين الرياضية يوميا
تنهدت نور بضيق قائله
:ها في ايه؟ شفت الاوضه تمام اتفضل
لم يعتري احتجاجها اي اهتمام وهو يدور في أنحاء الغرفه يتامله بنظرات مبهمه ليقول نبرة غريبه لم تختبرها من قبل
:انتي ليه وفقتي على الجوازه يا نور؟
حاولت تجاهله بارتباك وهي تجلس على المقعد بجوار الفراش قائلة بخفوت
:و انت ليه كنت عايز تتجوزني … اعتبرني يا سيدي عايزه اكوش على فلوسك او زهقت من العيشه دي فقلت عريس مريش
ضحك ساخر و لا يبدو عليه المرح وهو يضع يديه بجيب بنطاله يواليها ظهره ينظر لالبوم الصور الموضوع على الطاوله
:كان ممكن أصدق لو اي واحدة تانيه غيرك لكن انتي تو…. مظنش
نور: مهتم تعرف السبب؟
باسل :لا ابدا انا اتعودت مهتمش بالاسباب مدام وصلت للهدف
نور:و انا كنت هدفك؟!

باسل: و مازلتي…
نور بغصه :يعني اخدت الموضوع تحدي… انك تخليني اوافق
جلس على الفراش بجوارها يضع قدم على الأخرى قائلا بتفهم حزنها
:مش كدا… قلتلك من البدايه انك عجباني و عجبني شخصيتك و بحس بحاجه غريبة معاكي
نور بلهفه و فضول :حاجه ايه؟
ابتسم الأخرى وهو ينظر لصورها قائلا
:الحاجه لما بتيجي في وقتها بتكون احسن…
نور بضيق:تمام…….
هم بمغادرة الغرفه و على وجهه ابتسامة لعوبه وكأنه لم يقدر على الذهاب التف نحوها قائلا بعبث
“مش هتسلمي على جوزك ولا اي يا نور”
توترت حدقتيها واضطرب جسدها وهي تنظر له تمد يديها لها كالبلهاء لتسلم عليه وعند تلك الحركه شعر بالفوران يتناثر في اعماقه مشعل فتيلا الصبر بداخله
سحب يديها برفق كي يحيص خصرها بيديه الأخرى يقربها اكثر واكثر لتكن في لاحضانه ملتصقه بصدره العريض القوي الذي ينبض بقوة بعد أن استشعر حرارة جسدها بقرب منه.. مالي عليها أمام عينيها المذعورتبن من قربه الهالك والمخدر لها بإستثناء قلبها الذي نبض باضطراب مجنون.. لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها
ولم تستوعب بعد أن اطبق على شفتيها و داهمها بقبلاته الثائره
حاولت دفعه و التملص من بين ذراعيه لكن حركتها تلك لم تفعل شي الا انها زادت الطين بله يزيد من هجومه الضاري بينما تسللت يديه لحجابها يحاول فكه يشعر وكأنه يقبل امرآه لأول مره حيث كان دائما يسيطيع السيطرة على رغباته لكن لأول مره يضيع بين يد فتاه.. دفعته بقوة بينما صفعته بغضب و ضيق قائلة ببكاء
“انت بجد انسان قليل الادب… وانا مش عايزه اعرفك تاني فاكرني واحدة من اللي اتجوزتهم قبل كدا….”
حاول التحكم في غضبه وهو ينظر لها قائلا من بين اسنانه جاذبا اياها من ذراعها بحده
“اولا انتي مراتي فاهمه يعني اي… ولو كنت فاكرك واحدة من اللي اعرفهم مكنتش اتجوزتك فاهمه…. بس القلم دا ليه تمن مش علشان متساهل معاكي تهب منك فاهمه ”
شعرت بالذعر و الفزع و هي تنظر له بينما نفض ذراعها تاركا اياها مغادرا الغرفه
ارتمت فوق الفراش تبكي وهي تشعر بتخبط في مشاعرها
—————————–

في منزل حبيبة
تقف في المطبخ خلف الستار مبتسمه وهي تراه يجلس بجوار والدته يبدو في غايه الاناقه يرتدي قميص كحلي و بنطال اسود يبدو في غاية الوسامة ملامحه حادة قليلا لتزيد من وسامته.. لحيته تبدو ناعمه و كأنه حلقها مؤخر يضع عطره المفضل عندها
اخذت نفس عميق و بشدة و كأنها الان تملك العالم
على بود وجدية تليق به
:شوفي يا خالتي انا مش هلق و ادور عليك انتي عارفه اني رايد حبيبة و جاي اطلب ايديها منك و انتي عرفاني كويس و مربياني و صدقيني لو وفقتي عهد أدام ربنا هخليها اسعد انسانه و هعمل كل حاجه تسعدها
ابتسمت فاطمة قائلة بسعادة
:طبعا موافقه يا علي و انا عمري ما هلقي لحبيبة حد يحبها ادك و واثق من دا… و عارفه كمان ان هدى بنت أصول و هتعتبر حبيبة بنتها
ابتسمت والدتها تأكيدا على كلامها قائله بحب
:حبيبة فعلا بنتي يا فاطمة قبل ما تكون بنتك…. واللي هي عايزاه هنعمله ان شاء الله و حتى لو عايزه تتجوز في شقة لوحدها
فاطمه:ربنا يتمملهم على خير
خرجت حبيبة من المطبخ و هي تحمل بين يديها صنيه موضوع عليها كاسات العصير ابتسمت وهي تقدم لوالدته ابتسمت هدى لها قائله بسعادة
:بسم الله ماشاء الله… زي القمر يا بيبة ربنا يحرسك من العين يا قمر
:تسلمي يا خالتي
اتجهت نحوه بخضرواتان شغوفتان متالالاتان بسعادة

وقف أمامها مبتسم و كأنه يخبرها ان القدر نصفهم في النهاية تمنى لو يحتضنها بقوةلكن اكتفي بابتسامه وهو ياخذ كاسه
أعطت والدته و أخيها ثم وضعت الصينيه على الطاوله لتجلس بجوار والدتها تبدو في غايه الجمال تاركه لشعرها العنان بتسريحه جميله لم تضع مكياج ترتدي ثوب بني طويل تبدو جميلة للغايه لم يستطيع أن يسلب عينيه عنها طوال الجلسه
هدى بخبث:ما تيجي يا فاطمه نقعد في البلكونه احسن المكان هنا وحشني اوي
اومات لها بسعاده قائله بحدة
:مش ياله يا زياد ولا هتفضل قاعد هنا
زياد بغباوة: بس انا مش عايز اقعد في حته انه مرتاح هنا
لكزته والدته بغضب وهي تشير له بالخروج معهم ليتركا الاثنان معا
على :ها يا بيبة… ساكته يعني؟! بيقولوا السكوت علامة الرضا
حبيبة بخبث :المفروض اقول ايه…. انت مستني حاجه معينه
هز كتفه بلامباله قائلا بخبث مماثل
:ولا حاجه…. بصي بقى احنا مينفعش نتأخر اكتر من كدا ايه رايك الفرح بعد اسبوع من دلوقتي هنروح نختار الفستان مثالا يوم التلات
حبيبة بصدمه :فرح؟! بس يا علي… انا مش عايزه فرح و بعدين مالوش لازمه التكاليف و….
قاطعها بشك قائلا
:خايفه من ايه…. صارحيني يا بيبة
حبيبه ببكاء
:الناس…..مش هيسبونا في حالنا يا علي هيقولوا مصدقت يموت علشان تروح تتجوز و كمان عامله فرح… هيقولوا ليها عين تلبس فستان ابيض و هيقولوا اني مستهلش البسه وان الفستان دا لواحدة مسبقلهاش الجواز
نهض مكانه ليجلس بامامها على ركبتيه قائلا بجديه
:ششش انسى كل دا…. مش مهم الناس هم مش هيبطلوا كلام مهما عملنا
خلينا نبدأ من اول وجديد انسى اللي حصل كله و تعالي نفرح و نفرح قلوبنا
انتي هتكوني عروسه زي القمر بفستان الفرح و انا عريسك واللي فات مش بس ماضي
دا ماضي و هنمحيه من حياتنا سمعاني
هزت راسها بحماس و عينيها تشع سعادة
على بغمزة:انا بقول نكتب الكتاب دلوقتي لان معتقدش اني هقدر استني دقيقة واحدة اكتر من كدا
دفعته بقوة و غضب قائله بحدة
:اتلم يا عمري بدل ما المك
على بخبث:ماشي هنستحمل لحد الفرح
بس في موضوع مهم لازم نتكلم فيه
حبيبه:موضوع اي؟

على :الحمد لله انا دلوقتي عندي شقتي مع والدتي و الدنيا ماشيه معايا تمام بس علشان اشتري شقة جديد الموضوع هيبقى صعب شويه دلوقتي اوعدك فتره بس و اشترلك شقه لوحدك وو
قاطعته بحب و طيبه قائلة
“ومين قالك اني عايزه اعيش لوحدي و ابعدك عن امك مش هيحصل طبعا و بعدين حافظ على فلوسك شويه مالهاش لازم المصاريف دي كلها بص احنا هنتجوز فيها و هي اصلا جديد و يا سيدي انا لو عليا اعيش معاك و لو في اوضه على السطوح هكون راضيه
تنهد بسعادة وهو يمسك يديها طبع قبلة حنونه على باطن يديها قائلا بحب
:ربنا يقدرني واسعدك يا بيبة
حبيبه بضحك:اتلم يا علي انا مش مرتاحلك…
دلف الي داخل الغرفه والدته مع امها و اخيها
هدي:مش نقرأ الفاتحه بقى ولا ايه يا جماعه
علي:ياريت
بدا الجميع في قراءة الفاتحه بحب و سعادة و تحديد موعد الزفاف بعد اسبوع ليس إلا
—————————-
في منزل صالح
جلست على الفراش تشعر ببعض التعب و الدوار بعد أن قامت بتجهيز حقيبة السفر الخاصه به… سيذهب الي القاهرة لمدة أسبوع تقريبا ينهي بعض التراخيص الضروريه بينما سيستغرف منها اسبوع
خرج صالح من الحمام وهو يضع المنشفه على عنقه يقوم بتنشيف شعرها الأسود
حاولت النهوض و النظر له مبتسم قائلا بخوف و تعب و رجاء
:ما تستنا للصبح يا صالح و ابقى سافر اصل الوقت اتأخر و انا بخاف من السفر بليل خليك للصبح
زفر بضيق وهو ينظر لها برغبه قويه في الالغاء تلك السفريه الا انه من الضروري تواجده في القاهره في أسرع وقت ممكن لانهاء بعض الأوراق الضروريه
سار نحوها بخطوات متلهفه يضمها بحنان لصدره قائلا بحنو
:للأسف مينفعش كان مفروض اكون هناك دلوقتي اصلا بس مقدرتش و متخافيش عليا انا متعود على كدا و انا والطريق حبايب
وضعت راسها على صدره باستسلام و تعب ليشعر بالارتياب تأمل وجهها المتعب قائلا بقلق
:مالك يا زينب في ايه… انتي كويسه؟
اومات له بضعف وهي تضع يديها على بطنها تشعر بالالم قبل أن تبكي بشهقات مريره و شعور بالالم عاصف
حملها برفق ليجلس بها فوق السرير وهى مازالت بين ذراعيه يهمس لها بحنان
=اهدى حبيبتى هكلم الدكتورة جاى
بس لو اعرف ف ايه مالك

تلوت بين ذراعيه تدفن وجهها ف عنقه تقول بصوت متالم باكى
=بطنى يا صالح حاسة انها بتتقطع وكل جسمى وجعنى
واخدت تشهق بالبكاء كطفلة صغيرة تنهد بالم من رؤيتها وهى بهذا الضعف فاخذ يتلمس خصلات شعرها محاولا تهدئتها بها لتستمر ع هذا الحال حتى انتفضت من بين ذراعيه تسرع ف اتجاه الحمام لينظر ف اثارها لثوانى ثم يهب للحاق بها ليجدها تنحنى فوق ارضية الحمام تفرغ ما فى جوفها بداخله وصوت تأوهاتها المتألمة تخترق صدره لينحنى بجوارها يلفها بذراعيه مبعدا شعرها عن وجهها المتعرق
يحاول التهوين عنها حتى انتهت فرفعها عن الارضية متجهها بها ناحيه الحوض تقف بين ذراعيه بضعف
وهو يمسح بمنشفة مبللة فوق وجهها ليجعلها هذا تفيق قليلا فحاولت السير باتجاه الباب مستندة عليه ولكنه رفعها من جديد بين ذراعيه ليدخلها الغرفة وضعها على الفراش برفق لاحظها وجهها المتعب ليسمعها تقول بارهاق
:صالح انا كويسه… انا جهزتلك… شنطتك مش لازم تتأخر انا كويسه متقلقش شوية تعب عادي
لم يعير حديثها اهتمام وهو يخرج هاتفه يتصل باخته لتصعد لهم تساعدها و أيضا اتصل بطبيبة مساء متخصصه يشعر بالرعب وهو ينظر لها تتلوي و تبكي من الألم بين ذراعيه
تتشبث به بقوة قائله بضعف من بين دموعها
:متسبنيش يا صالح
جذبها لاحضانه يشعر بالدموع تترقرق في عينياه لأول مره على امرآه ضمها بقوة و كأنه يأبى تركها
مرت لحظات بينهم و الاثنان منفصلان عن العالم باكمله حتى أنه لم يسمع رنين جرس الباب
زينب بضعف:صالح…. الباب
اغمضت عينيها تشعر برغبه قويه في الغثيان

تركها للحظات واتجه نحو باب الشقه يفتحه لتدخل والدته بخوف
حياء:في اي يا صالح؟ و زينب مالها؟
صالح بخوف :جو بس تعبان اوي يا ماما لو سمحتي شوفيها
دخلت حياء لغرفه زينب وجدت الغرفة فارغه اتجهت نحو الحمام لتجد زينب تبكي بعنف ممسكه ببطنه دلف صالح نحوهما حملها برفق ليقف أمام الحوض مساعدا اياها
زينب بدموع:اطلع برا يا صالح…. هتنقرف
حاوط حصرها بيديه قائلا بجديه
:اهدي يا زينب و متخافيش انا معاكي و مش هسيبك
انهت نوبة الغثيان تلك تستند براسها على صدره لا تشعر باي شي حولها…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى