رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم دعاء أحمد
رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الجزء الثاني والعشرون
رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) البارت الثاني والعشرون
رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الحلقة الثانية والعشرون
شعور السعادة.. هو الأحساس الذي يغمرك فجأة دون سابق إنذار فتصبح مذبذب بداخلك
يطوف في ذهنك السؤال المتردد ..
هل ستدوم تلك السعادة؟ ام انها مجرد محطه قصيرة وجدتها فقط لتستريح من عناء الطريق الشاق
وستكمل الرحلة على ايه حال؟!
فتحت عينيها بتثاقل و تعب حركت راسها يمينا و يسارا بفزع… لتجد نفسها على فراش ناعم الملمس شاسع… خرجت شقهة مكتومه وهي تجذب الغطاء على جسدها بارتباك… توغل الذعر برماديتيها ثم فتحت عينيها تلك المره برعب وهي تنظر لمن ينام بجوارها متسطح على بطنه ذاهب في سبات عميق
… يرتدي برموده قصيره
جزءه العلوي عا”ري بظهر ممشوق صلب و ذراع ضخمه تضخ بالعضلات القوية
بلعت ريقها وهي تتأمل قسمات وجهه الوسيمه و هيئته الجذابه نائم هكذا مسالم للحياة بما فيها
لاحت بسمة خجل على محياها وسط تأملها الهائم لهذا الرجل الوسيم.. لحظات أمس تلوح على ذاكرتها كان مراوغ عابث
مبعثر لمشاعر الأنثى بداخلها
همست لنفسها بارتباك ممزوج بخجل
:ازاي سمحتله يقرب بالشكل دا… انا… انا لازم اقوم حالا….
نظرت حولها بارتباك لعلها تجد شي ترتديه لكن وجدت ذلك المئزر ملقي على الأرض
أخذته بدون تفكير ارتدت اياه وهي تحكم رباطه جيدا
كانت تنظر لصالح النائم في ملكوت اخر ….لاحت على شفتيها تلك البسمه النارده
أتجهت نحو الخزانة وقفت حائرة و هي تنظر لما تحتويه من ثياب قصيره و فساتين قصيرة جدا
استدارات تنظر له بغضب و غيظ وهي تربط يديها أمام صدرها عند تذكرها لما قاله
“تلك الثياب ذوقه الخاص”1
زمت شفتيها باستياء تلؤم نفسها
“غبية… غبية يا زينب متوقعه منه ايه يعني واحد قليل الادب”
نظرت مره اخرى للخزانه اخاذه فستان
خرجت من الحمام بعد قليل بفستان ابيض مزين ببعض اللمسات الذهبيه
متلألأ جذاب….. يلتف على جسدها بحياء قصير قليلا…..
بالكاد يصل إلى قبل ركبتيها بقليل
كان شعرها مبلل ووجهها ناضر براق.. شفتيها حمراء… حمرة صارخه أثر عبثه بعد اقتحامه لها بالأمس
تقدمت من صالح بحرج وهي تنادي عليه برفق
“صالح… قوم يالا بقى كفايه نوم….صالح”
فتح ناظريه بانزعاج فظهرت تلك العيون الزيتونيه الضاريه القا”تله لأي ثبات بداخلها
تردد صوتها وهي تضع يديه على كتفه بحنان
” ياله قوم… ”
اعتدل في جلسته و دعك في عيناه متسائلا بنبرة ناعسه
” صباح الخير يا زينب… هي الساعة كم؟ ”
زينب بفتور
:صباح النور… الساعه عشرة ونص… انا هنزل احضر الفطار…”
كانت ستنهض من مكانها لكنه امسك يديها ليجذبها بسرعه له قائلا بخبث
” راحه فين احنا مش بنتكلم؟”
نظرت له بخجل لتجيب بضيق
” نازله احضر الفطار و بعدين بطل قلة أدب لو سمحت”
مالي عليها و هو يطبع عدة قبلات حانية على وجنتها قائلا بمراوغة
” اخص عليك يا زبدة…. انا قليل الادب برضو…. بس قوليلي هو ايه اللي حصل امبارح لان حاسس اني مش فاكر اي حاجه “1
حاولت دفعه بخجل و ضيق من اسلوبه الماكر
” صالح سيبني اقوم… مينفعش كدا .. وبعدين انا جعانه سيبني بقى”
كبل خصرها جعلها تستلقي بجواره
ضحكت بصدمه بها لمحة مرح وهي تحاول دفعه
طل عليها بهيئته الرجولية التي تزعزع كيانها مذبذب ثباتها أمامه
” والله يا صالح جعانه سيبني بقى انزل و بطل تحرجني”
نظر لها طويلا متاملها بهدوء
سألته زينب بخجل
:بتبصلي كدا ليه؟”
سافرت عيناه على وجهها يخبرها بخفوت
” انتي حلوة اوي يا زينب ”
ابتسمت بعذوبه وهي تقول برقه
” بجد ولا بتجبر بخاطري؟ ”
أكد بنفس الهمس و النظرات
“بجد حلوة…”
ابتسمت بحماس وهي تلف يديه حول عنقه قائله بخبث
” طب ايه اكتر حاجه حلوة فيا؟ ”
مد يديه يزيح خصلات شعرها عن وجهها وعيناه تأبى ترك رماديتها
” كل حاجه… عيونك.. شعرك الطويل… ابتسامتك… ملامحك… كل حاجه فيك ”
ابتسمت له بحياء معترفه بدون ادراك مفصحه عن مشاعر مبعثرة
“وانت كمان حلو اوي”
رفع حاجبه بدهشه مصطنعه وهو يسأله بمزاح
” اي دا بجد…. انا حلو….”
ردت بعفويه
“اه والله قمر..ملامحك مش ملزق… عيونك كل حاجه قمر فيك”
تعثر في ضحكه قوية من ردها السريع و العفوي فسالها بدهشه
“انتي بتعاكسيني ولا ايه؟”
أخبرته وهي تضحك على ضحكته
” اي يعني ما انت بقالك ساعه بتعاكس…”
غمز لها وهو يخبرها بغرور
” انا اعاكس بس متعاكسش… دا انا صالح برضو”
ردت بغيره و عفويه
” و عكست كم واحدة على كدا بقى ان شاء الله يا سي صالح…..”
مالي عليها ليهمس برفق مذيب لها
” انا عكستك انتي يا زبده”
لم تستوعب بعد أن اطبق على شفتيها يقبلها بنهم
لكل قب’له طعم ولكل لمسه معني
انتابها الضياع من بين عواصف مشاعره
…….. في كل لمسه يحاول بشتى الطرق ان يطفي ر’غبته بها يكر”ه ذلك الشعور بالضياع و الضعف بين يديها
لكن يبدو أنه حينما اقترب منها شعر وكأنه شرب الس”حر و قد بدأ المفعول الحقيقي
ربما لان الأمر لا يتعلق بالر’غبة في الاقتراب منها…. ربما لان السبب الحقيقي انه وجد بها
شي أقوى… شيئا أقوى بكثير من الر”غبه
هل هو الحب؟!
ومتى سيعترف به أو بوجوده؟!
——————————–
نزلت الدرج بخطوات شارده و عقلها لا يستوعب كل ما حدث منذ اتت معه بالأمس لتلك الفيلا الفخمه.
تشعر و كأنها فراشه تتمايل بحريه في بستان خاص
في أرض لم يتم استهلكها بعد…. قلبها متيم بتلك الأرض لم تعترف بعد.. فقط تنساب بنعوم بين طيات زهور تلك الارض
تلك الأرض هي قلب حبيب تيمها قلبها بعشقه
ابتسمت وهي تغمض عينيها بسعاده و انتشاء… ما سر تلك الحلاوة الجميلة معه… لم تحلم يوما بتلك المشاعر.. لم ينتابها الشوق لحياة مثل تلك
الأمر لا يتعلق بالرفاهيه على قدر ما يتعلق بصالح نفسه…. زوجها؟!…. ذلك المراوغ الوسيم القوي…. ذلك الحنون زوجها؟… هذا الذي تشعر به معه…… الكمال و سعادة تغمرها معه زوجها!!
يشعرها بانوثتها التي اهملتها طوال حياتها في الكفاح لاجل حياة مستقره على الاقل
لكن جاء هو ليغمر كل ذره من مشاعرها…..
الي الان لا تصدق انه أصبح زوجها
هل عليها تكررا تلك العبارة كثير
حتى تصدق
انه زوجها…. ياالله
صعدت بعد قليل لغرفتهما بعد أن حضرت وجبه الإفطار
ذلك المكان لا يوجد به أي شخص آخر غيرهما…. لا خدم و لا ضيوف ولا اي شخص سواهما
اخذ حمام داف وارتد طاقم مريح صفف شعره الأسود للخلف
دلفت للغرفه و هي تحمل تلك الصينيه بين يديها لتضعها جانبا
زينب:ياله الفطار جاهز….
أبتسم وهو يجلس على الاريكه لتتركه ثواني بقا ينتظرها الي ان أتت جلست بجواره بخجل و حياء رغم كل ما حدث بينهم
“مش هتفطري ولا ايه؟”
“لا افطر انت… انا ماليش نفس و….”
قاطعها وهو يضع قطعه من الخبز في فمها قائلا بلوم و جراءه
“معقول مكسوفه….. مش معقول بعد كل دا”
رمقته بنظره حادة غاضبه تبتلع الطعام.. ليضحك بخفوت وهو يتناول طعامه و يختلس النظر لوجهها الغاضب
زينب بارتباك:صالح هو… هو ايه اللي حصل لمليجي في السجن… معقول فعلا مات زي ما بيقولوا”
جن جنونه في لحظه لفظ اسم ذلك الحقير
” مليجي “سحبها بقوه في جلستها المجاوره له لتكن ملصقه به في لحظه.. لاحت بوادر الخوف على ملامحها منه
“بتسالي عليه بتاع ايه….. انطقي”1
انكمش جسدها بارتياع قائله
“انا مقصدش حاجه انا بس….. انا”
هدر صالح بجزع من بين أسنانه المطبق عليهم
“اول واخر مره اسمه
………… يجي على لسانك…. فاهمه”
تركها بعنف و هو ينهض من مكانه الي يقف في الشرفه
شعرت بدموعها تترقرق بعينيها قبل أن تنهض ترتدي المئزر الطويل على فستانها القصير وضعت حجاب بسيط على شعرها قبل أن تدلف للشرفه لتقف وراءه مباشرة
تجرأت و وضعت يديها على يديه الممسكه بسور
اضطرب جسده من تلك اللمسه المباغته منها فرفع عيناه الغاضبه عليها….
ابتسمت معتذره و هي تنظر له
“انا اسفه والله مقصدش اي حاجه يا صالح اكيد يعني مش هحب اذكر اسم واحد حاول يعتد”ي عليا….. صدقني انا مقصدش حاجه من اللي ممكن تفهمها… كان سؤال عادي انا بس
كنت عايزه اعرف لو لك يد في اللي حصله انا مش عايزاك تاذي نفسك”
أخبرها بحزم و غضب لا يستهان به
“لا يا زينب ماليش زفت يدي و ميتكررش تاني يا زينب… فاهمه ”
آومات له بطاعه و هي تقترب منه بدلال تضع يديها على صدره رفعت راسها اليه ببراءه معتذره
:مفهوم… والله اسفه
….. خالص بقى يا صالح”
زمجر بضيق وهو يضغط على ذراعها
” لا مخلصناش… ”
رفع راسها بقوة و انحني عليها منقض على شفتيها من جديد بغضب بادلته بحنو
كنوع من الاعتذار ليجن جنونه من جديد
و كأنها اول مره يقبلها او يقترب منها
…. تظن أنكَ قادر على الإبتعاد
و أظن انا انني قادرة على امتلاكك ..
و ما العشق الا ذنب يطالب بالغفران…….
____________________________
في شقه يوسف الصاوي
دلفت ايمان ببط و على محياها ابتسامه جميله و مع ذلك خوف ينهش باواصلها…. اخر ليله و بعد سيغادر من أجل عمله
يعود مرة أخرى للندن… حاولت التخفيف عن نفسها بقضاء وقت جميل معه في آخر كم ساعة بينهم
جلست على طرف الفراش وهي تنظر له ابتسمت بخبث وهي ترفع الغطاء لتضع يديها البارده على صدره
فتح عينيه بانزعاج أثر مشاغبة تلك الفتاه ابتسم وهو يجذبها تنام في الجهه المقابلة له وهو يحتضنها باشتياق رد بنبرة ناعسه
:ايديك ساقعه كدا ليه يا ايمان؟
ابتسمت بينما تمرر اصابعها على صدره بنعومة
:يوسف انت خالص هتسافر…..
فتح عينيه مره آخره بتركيز و هو ينظر لها
:مش اتفقنا خالص يا ايمان…. و خالص الطياره بتاعتي كمان كم ساعه
ردت باختصار صادق و
“عارفه بس انت هتوحشني”
ابتسمت وهو يميل عليها ليصبح وجهه مقابه لوجهها قائلا
“تعرفي بعد هتوحشني دي اقسم بالله عندي استعداد الغي السفريه خالص”
وجدته يميل عليها مراوغاً يلثم شفتيها ببط مذيب لاعتراضها هامسا
“لو عليا يا ايمان اخدك و نبعد عن كل حاجه و نفضل انا وانتي و بس… ”
دفعته بعيدا عنها قائله
“خالص انت طيارتك بليل…. تحت تتغدا ايه؟ ايه اكتر اكله بتحبها؟
ابتسم وهو ينام مره اخرى جاذبا اياها
:مش مهم يا ايمان اعملي اي حاجه مش هراجع وراكي يعني….
ردت بتصميم
:لا طبعا هيفرق معايا… ها ايه اكتر اكله بتحبها…. ”
” طب هقولك أسهل اكله مش لازم اكتر اكله يعني… مش هتعرغي تعمليها صدقيني”
ايمان بحده
” انت مالك قول بس؟ بطل رخمه يا يوسف”
” خالص يا ستي مش هرخم عليك اكتر اكله بحبها.. بصي هو ممكن ورق العنب مع كوارع مع طبق صغير بتنجان مخلل…. هتعرفي تعملي كوارع؟! ”
زمت شفتيها للأمام باستفزاز
” بص هجرب بس الصراحه هكلم ماما هي بتعرف تعملها هسالها يعني…. خالص الساعه اربعه ان شاء الله نتغدا سوا
انت هتروح فين دلوقتي؟
“زهقتي مني ولا اي؟”
“لا بس انا اقصد لازم تروح لوالدتك ونيران و تسلم على الجماعه قبل ما تسافر”
“عندك حق هروح اطمن على ماما و اسلم عليها و كمان نيران”
“تمام يا حبيبي اللي تشوفه… ياله انا مجهزه الفطار بطل كسل……”
نهض من على الفراش قائلا بمزاح
“طب مفيش بوسه كدا على الصبح عشان النشاط يحلو و الواحد يقوم بنفس مفتوحه”
لكزته بقوة و غضب قائله
” احترم نفسك و قوم ياله….. ”
” يا بت دا انا مسافر حتى…..افرضي عيني زاغت على واحده كدا ولا كدا في لندن مش هيبقى بسببك…. آآه هتخنق يا بت المجنونه”
مسكت عنق قميصه بغضب وهي تجز على أسنانها قائله بنبره محذره
” عينك تزوغ كدا ولا كدا…. ليه أن شاء الله
ايه مش مكفياك علشان تبص برا و بعدين لو واحدة من اللي شغال معاهم حاولت كدا ولا كدا… ”
قاطعها بغمزه شقيه
” هغض بصري طبعا يا عيوني ”
ضحكه شقيه شفت شفتيها بفخر وهي تعيد هندمته
“برافو عليك…. شاطر يا حبيبي… محترم”
قبلها من وجنتها ليقول معقباً
” من يومي… ولا انتي ليك رأي تاني؟ ”
ايمان بحدة
” رأي انت تقوم زي الشاطر كدا تاخد شاور و تيجي نفطر ياله…..”
“ربنا على الظالم”
بعد مده طويله
تقف في المطبخ لتبدا في إعداد الطعام و على الناحيه الأخرى تتحدث مع والدتها في الهاتف
ايمان:اه يعني احط الطاجن كدا في الفرن خالص
حياء:ايوه بس الاول ملح و فلفل اسود و البهارات مظبوطه
” ثواني كدا….. اه اه ”
حياء بتذكير:تمام متنسيش بقى تحطي بمون على ورق العنب زي كل مره ”
ايمان:مش لازم تسيحيلي يا حجه خالص ماشي افتكرت….. حاجه تاني”
حياء بسعاده
“مكنتش اعرف ان الجواز هيخليكي تقفي في المطبخ تعملي كوارع لو كنت اعرف كدا كنت جوزتك من زمان للواد يوسف دا
طلع ليه تأثير قوي عليك”
ابتسمت ايمان ليزهر وجهها أصبح اكثر اشراق
“و حضرتك كنتي زمان تتوقعي انك انتي تتعلمي كل الاكل دا… ”
تنهدت براحه قائله
” لا طبعا بس بحب اشوف نظرة الانبهار في عيون جلال فكنت بتعلم اي اكله حتى لو حرقتها في الأول كان بياكلها…. ”
ايمان:علشان كدا بابا عمره ما بص لوحده غيرك…. انا هقفل دلوقتي قوليلي عايزه حاجه اجي اعملها معاكي”
حياء:استنى بس انتي هتروح المستشفى امتى ابوكي بيقول انك خالص هتبداي شغل
ايمان:اه بكرا ان شاء الله… بس يعني على خفيف لحد ما المستشفى تثق ان ايدي بقيت كويسه و قادره اني اشتغل بيها بمهارة وان شاء الله مش هياخد وقت طويل بصي يوسف يسافر وانا هجيلك و نرغي براحتنا…. ”
حياء:اوكي هستناكي سلام
—————————————-
بعد فتره قصيره
انتهت من إعداد الطعام و تجهيز سفره مميزه
ايمان بحماس:
كدا كله حاجه ظبطت الحمد لله..”
دلفت لغرفتها لأخذ حمام دافي استعداد لمقابلة زوجها بحماس
وقفت بعد قليل ترتدي ثيابها و التي اختارتها بعنايه لتبدو في غايه الاناقه
ارتدت فستان زهري يصل لركبتها ينساب بنعومة ليبرز جمال قوامها الممشوق
اخذت عقد الألماس الذي هداها اياه ترتديه
مع بعض لمسات المكياج لتبدو في غايه الجمال تتمايل بنعومه و حماس
لو احببت بصدق لوجدت الحب أمامك
ينادي عليك بلهفه
فلا تكن غبي و تقدم..
نظرت لنفسها برضا و هي تخرج من الغرفه من المؤكد انه سيأتي باي لحظه
ما ان فتحت باب غرفتها حتى وجدته يدلف من باب الشقه
نظر لها جمالها الخلاب بغضب و حده قبل أن يتقدم منها
ايمان: مالك يا يوسف….
“فين موبيلك؟ …” سالها باختصار حاد
“هناك اهوه….. حصل ايه؟”
جذب هاتفها يفتحه و هو يزم شفتيه بحنق
“رنيت عليك كم مره…. ردي”
نظرت للهاتف أمامها قائله بارتياع
“خمستاشر مره؟ ليه حصل ايه؟ كنت باخد شاور و سمعته بس…. بس كنت… مشغوله”
يوسف بصدمه و تهكم
” يعني عارفه اني بكلمك و طنشتي”
ايمان بسرعه
” والله ابدا بس انا اه عارفه ان دي رنتك بس كنت باخد شاور و بعدها قلت لما اخرج هكلمك و خرجت اغير و طبعا نسيت و..”
جز على أسنانه وهو ينظر له بغضب اكبر
” نسيتي…. تمام… تمام يا ايمان”
ايمان بدلال” خالص بقى يا جو متكبرش الموضوع و الله نسيت…. ”
ضرب الحائط بجواره قائلا بغضب
“بلاش الكلمه دي بتعصبني…. بلاش تيجي تبرري بغباء علشان بتنيلي الدنيا اكتر”
” انت مش ملاحظ انك بتافور يا يوسف في ايه يعني والله مكنتش اقصد”
” عارف ان يمكن بافَور…. بس انا برتاح لما يطمن عليكي و خايف اسافر و انا عارف انك هتهملي الرد عليا ساعتها ببقى هاين عليا ارجع فعشان خاطري يا ايمان بلاش تطنشي مكالمتي بعد كدا”
ابتسمت بهدوء معتذره
” طب والله العظيم انا اسفه و اوعدك مش هتحصل تاني ابدا…. خالص بقى فك انت خضتني اصلا وانت داخل…. ”
مسك خصرها بقوة وقربعا منه قائلا بحده
” تردي على طول و لو اي ظروف و مبحقتيش تردي عليا ترني عليا اول ما تشوفي مكالمتي و بلاش كلمت نسيت دي بتعصبني…….”
” حاضر ياله بقى علشان نتغدا انا جهزتلك شنطتك وكل حاجه جاهزه ياله بقى بلاش تضيع وقت في خناقات ملهاش لازمه”
“ماشي يا ستي ياله ام انشوف اخرتها بس ايه الجمال دا… انتي بتغريني عشان مسافرش ولا ايه…. ”
اكتفت بابتسامه تتمنى لو تخبره الا يسافر
قاطعها من شرودها صوتها المصدوم
” ايمان انتي بجد عملتي الاكل دا…. دا انا قلت هتكنسل الموضوع ”
ايمان:ازاي بقى و من امتى بنت الشهاوي بترجع في كلمه قلتها
” ياواد يا جامد انت يا واثق من نفسك ”
أخبرته بفتور” طب دوق الاول بس يمكن متعجبكش”
طبع قبله على قمة راسها قائلا
“اي متعجبنيش كفايه تعبك …”
ابتسمت وهي تجلس بجواره يبدأ بتناول طعامه باعجاب و كم سيشتاق لذلك المذاق
مذاق الحب الذي لم يجربه يوما سوا
…… بقربها وحدها…
يبدو وكأن تلك الفتاه جمعت لوعة و اشتياق
كل تلك السنوات الضائعه لتغمره بها الان
وبين غمرة ضياعك اتفنن بالعشق
=========================
خرجت نور من المصنع بعد انتهاء يوم عملها… دلفت من البوابه الكبيره لتخرج للشارع الرئيسي لكن انتبهت لوجود
“زيدان العلايلي”
كان يجلس بداخل سيارته أمام مبنى المصنع و كأنه في انتظار احدهم!!!
توترت مما يحدث وهي تنظر له و خصوصا بعدما أخبرت نريمان بموقف الحارس الشخصي في الصباح و رغبه صاحب المصنع في رؤيتها بمكتبه الخاص
لتخبرها نريمان بأن تستبشر وانها محظوظه و مؤكد انه اختارها هي لتكون زوجته التاليه او بمعنى أدق (لُعبته) يتسلى بها لفتره قصيرة ثم يتركها في النهايه… شعرت بالاشمئزاز كلما فكرت في الأمر…
كيف لامرأه ان تبيع جسدها تحت مسمى الزواج المؤقت
اخذت نفس عميق.. تسير ببط الناحية الأخرى من الطريق
لكن ما ان سارت بجوار السيارة وجدته ينادي عليها بلطف
“انسه نور….”
ترجل من سيارته وهو ينظر لها بينما توقفت بحنق و ضيق قائله بحدة
“في حاجه يا فندم؟”
أبتسم وهو يلمح نظرت الشراسه تلك بعينيها ليعرفها بنفسها
“اهلا يا انسه… انا زيدان العلايلي صاحب المصنع اظن تعرفيني”1
امتعض وجهها بحنق قائله بحده
“اه يعني عايز ايه؟ وايه اللي يخلي بيه زيك يوقف واحدة زي في نص الشارع كدا…
انت صاحب المصنع على عيني و راسي بس انا هنا بشتغل بتعبي و اللي ليك هو شغلي و اللي ليا هو المرتب…. ايه بقى اللى يخلي حضرتك توقفني كدا يا زيدان باشا”
اجابها بهدوء وهو ينظر حوله
“انا عايز اتكلم معاكي في موضوع بس اظن ان المكان مش مناسب… تعالي نقعد في اي حته و نتكلم ”
حاولت كبح غضبها بتقول بحدة
” معليش يا باشا مبروحش مع حد معرفوش و تشكر بعد اذن حضرتك ”
كانت ستنهض و تتركه لكن امسك يديها قائلا بفتور
“مش هاخد من وقتك كتير”
صاحت بغضب وحدة
” سيب ايدي احسنلك علشان قسما بالله ان عليا حته دين صوت ممكن يجيب بوليس النجده لحد هنا و لسه فاتحه دماغ واحد من يومين بلاش تكون انت اللي عليك الدور ”
ترك يديها وهو يتجه نحو سيارته فتح الباب لها…. وقفت لثواني تفكر في الأمر وجدت نريمان و بعض الفتيات يقفون أمام البوابه ينظرون لها بحقد و كأن طاقة القدر فُتحت لها
غرزت أسنانها بشفتيها السفليه بغضب و هي تدلف الي داخل السيارة
انطلقت سيارة زيدان بينما يراقبها سيارة اخري
خاصه باحد رجال (باسل العلايلي )
بعد حوالي نصف ساعه
في مقهى راقي جدا لا يوجد به الكثير من الأشخاص او بالاصح خالي تمام
اخذت نور تطرق على الطاوله أمامها برفق وهي تستمع لعرضه المغري ذاك
فاقت من شرودها على صوت النادل يقف بجوار الطاوله حيث وضع أمامها كوب من الشاي كما طلبت و وضع أمامه فنجان قهوة
النادل :حاجه تانيه يا فندم؟
ابتسم زيدان من باب الذوقيات ليسالها برفق مبالغ فيه
“تحبي تاخدي اي حاجه مع الشاي؟”
همست ببعض الكلمات لنفسها بحنق
“نفسي عزرائيل يجي ياخد روحك يا بعيد…”
قالت بصوت هادي
:شكرا….
“روح انت دلوقتي”
غادر النادل تارك وراه زيدان يترشف من فنجان القهوة وهو يتفحص ارتباكها الواضح للأول مره تتعرض لموقف كهذا
:ها يا استاذ زيدان مش فاهمه برضو حضرتك عايز ايه عمال تلف و تدور و الصراحه انا عايزه امشي”
“بصي يا نور مش هلف و ادور عليك انا شفتك امبارح في المصنع و الصراحه عجبتني.. يعني فيك حاجه مميزه عن باقي البنات…. طبعا بعد كدا جيبت عنك كل المعلومات اللي تخصك”
ليتابع وهو ينظر لها باهتمام
” زي مثالا انك عايشه مع ابوكي الراجل المتقاعد عن العمل و اخواتك الاتنين أصغر منك… سيف و عبد المنعم…
زي مثالا الشقه اللي ب الإيجار اللي انتي عايشه فيها و ممكن في اي لحظه تطردي انتي و اخواتك في الشارع…
خطوبتك اللي انفسخت من مده صغيره و حياتك المتلعبكه دي”
ابتسمت نور بخبث وهي تقرب وجهها للطاوله بينما تسند دقنها على كف يديها قائله بضيق
” ااامم طب و بعدين.. يعني عايز ايه؟ و حضرتك ليه تهتم بكل المعلومات دي عني و لا يكون المرتب اللي هتدهولي هيقصر مع ميزانية شركاتك لو كدا يا عم الله الغني عنك مش عايزه ام المرتب دا….”
انتهت من كلمتها بغضب وهي تنهض تكاد تغادر المكان لياتيها صوت حاد مُهيب
“لو مشيتي دلوقتي اوعدك هترجعي مش هتلقي مكان تباتي فيه لان شقتك و العماره انا اشتريتهم و ناوي اهدها و ابني عمارة تليق باسم شركات العلايلي… ”
اخذت نفس عميق قبل أن تستدير لتنظر له بحده
“ما تنجز و تقول انت عايز ايه يا عم انت؟”
ابتسم بخبث و بدا بفرض سيطرته عليها
” طب اقعدي بس اقعدي بلاش الحمقه دي”1
جلست مره اخرى بقلة حيله
” كويس قعدتي يبقى نتفق…. شوفي يا نور انا عايز اتجوزك و قبل ما تفهمي غلط… انا اقصد جواز عرفي عند مأذون اوكيه لكن مفيش مخلوق هيعرف حاجه عنه و خصوصا الصحافه لان لو شمت خبر قولي على نفسك يا رحمن يا رحيم…… هتستفادي انتي ايه؟
مبلغ محترم هيتحط باسمك في البنك… شقة في مكان راقي… مستقبل متامن ليك انتي و اخواتك…. و بعدين هتنبسطي معايا اوي… كل اللي هتطلبيه هيكون مجاب….
هتكوني ملكه تؤمر و تنهي
…. مش واحدة الدنيا عماله تلطش فيها وهي بتأوح علشان في الاخر ترجع مهدوده من شغل طول النهار على كم مليم
واحدة زيك تستاهل باشا ينشلها من الفقر اللي هي فيه….. ”
لا تعرف هل سحر الكلمات هو من جعلها بذلك الهدوء أمامه…. ام ان تخيلها لما يقول هو من جعلها هادئه….
مهما كانت صلبه من الخارجه لكنها هشه جدا من الداخل مرت بالكثير و الكثير
لكن هل تُلقي بنفسها في النهايه بين يديه
نور بحده و كبرياء انثي
تقبل ان تعيش فقيرة طوال حياتها حره1
لا أميره تعيش في سجن كلما تفكر بحالها تشمئز من نفسها
:و لو رفضت؟
ابتسم وهو يخرج سيجار ينفثه ببط و هدوء مريب
“عادي…. انتي حرة بس شوفي بقى هتروح فين انتي و اخواتك لما يجي وقت الإيجار و متعرفيش تدفعيه بمرتبك دا… هتخليك زي ما انتي على فكره انا مش اوفر لا يمكن اذايكي حتى لو رفضتي بس هتكوني خسرتي عرض لا يمكن يتكرر يا نور….
انا طلبك في الحلال يا نور…. فكري
فكري انا مش عايز ردك دلوقتي ووقت ما تقرري هستنا مكالمتك…. ”
حاولت الا تظهر ارتباكها و الصراع بين عقلها و الواقع
محاوله الهرب من ذلك العرض المغري…
نور: انا لازم امشي بعد اذنك…
ابتسم بخفوت و كأنه قراء حيرتها تلك
:تمام اتفضلي هوصلك ….
” لالا شكرا هاخد اي ميكروباص ”
زيدان بهندمه و شياكه
:لا طبعا ميحصلش هوصلك … اتفضلي”
ابتسمت بارتباك وهي تتضبط حجابها تخرج من ذلك المقهى تصعد معه في سيارته بينما توجه بها إلى منزلها حيث كانت شارده الذهن
توقفت سيارته أمام الحي التي تسكن به
نور :لو سمحت وقف هنا مينفعش تدخل اكتر من كدا… اقصد يعني علشان الناس
أوما له بتفهم… ترجلت من السيارة بخطوات مرتبكه… بينما زيدان ابتسم لها
يظن انه قادر على امتلاك انثي متقلبه كهذه
دلفت نور لشقتها و اخذت تحدث نفسها بالكثير و الكثير لتشعر بعقلها يكاد يفتك بها و يلعن ضعفها و لو للحظات أمامه قائله بعتاب وجلد للذات
“نور بلاش ترخصي نفسك هتستفادي ايه لما تتجوزي واحد اد ابوكي و بعدها بكم شهر يرميك لا و كمان يقطع الورقه….. لا لا لا و ان شاء الله ابقى مفلسه انا مش رخيصه علشان ابيع جسمي للي يدفع
وان شاء الله ربنا هيفرجها… يارب”1
ولجت لغرفتها تبدل ثيابها لأخرى مريحه توسدت فراشها بعد أن ادت فرضها
حاولت الاتصال بصديقتها المقربه لكن الهاتف مغلق
نور بخوف:انتي هتقلقيني عليك ليه يا زينب… من امبارح و انتي مش بتردي و النهارده موبيلك يتقفل….. ربنا يسعدك و يرحمني من الأشكال دي بقي1
اغلقت الخط و هي تدلف للمطبخ لتصنع اي وجبة تاكلها…….
—————————–
في قسم البوليس في (…..)
بالتحديد في مكتب وكيل النيابه
يجلس باسل خلف مكتبه ينفث سيجارته ببرود و هو يعمل على تلك الأوراق أمامه يضع ساق على الأخرى بغطرسه كعادته
رفع راسه وهو ينظر لهاتفه الذي صدح للتو معلناً عن اتصال من مساعده الشخصي
فتح الخط يستمع لاهم المعلومات
اطفي السيجار وهو ينهض من مكانه يضع يديه في جيب بنطاله
خرج من المكتب ليقف في الشرفه بينما يستمع لما يدوي عليه لم يعلق سوا بسؤال واحد
“اسمها ايه؟”
أجاب نيروز باحترام
“نورهان سالم……”
عقد ما بين حاجبيه باستنكار
و مازال صدى الاسم يرن باذنيه قائلا بارتياب
“ساكنه في(….)”
نيروز :بالظبط يا باشا…. هو حضرتك تعرفها؟
زفر بشك و ارتياب يشعر بثقل على صدره تلك الفتاه!!! هل رخيصه كذلك؟
هل خدعه عقله عندم شعر للحظات بأنها تختلف عن الاخريات قائلا بحده
“معقول و هي وفقت على عرضه؟”
نيروز:
“البنت دي مش شغاله في المصنع حضرتك عارف الضغط اللي بيكون على مصنع الشكولاته في فتره العيد و هي من البنات اللي اشتغلوا بعدد الساعات…..
زيدان باشا قعد تقريبا معها نص ساعة في الكافيه
وفي النهايه وصلها بعربيته لحد بيتها و بالظبط عن مدخل الحي ”
باسل بسخريه
:طالما وصلها يبقى وفقت… ماشي يا شبح
خالص يا نيروز انا هتصرف اقفل دلوقتي”3
نيروز:تمام يا باشا حضرتك هتيجي الشركه النهارده
باسل :انا خالص هقدم استقالتي… المجموعه محتاجه كل وقتي وانا مش محتاج اني افضل وكيل النيابه
وفي غيري يستاهلوا المكانه دي….
اغلق الهاتف وهو ينظر من تلك الشرفه للطريق و لذلك الازدحام
” ماشي يا شبح… ماشي يا بنت ال….”2
————————————
في احد العيادات الخاصه
يجلس جلال و بجواره حياء في انتظار الطبيب
حياء:ممكن تهدأ لو سمحت… التوتر مش كويس علشانك يا جلال
ابتسم بارتباك يحاول الثبات على قدر المستطاع أمامها لكن خوفه يغلبه
فردت يديها أمام يديه ليشابك اصابعه باصابعها مبتسم برفق
“هو انا باين عليا اوي اني خايف عليك”
حياء بهمس:اوي اوي….
جلال بهدوء :تفتكري صالح و زينب فين دلوقتى و ليه مرضاش يقولنا هما سافروا فين؟
ابتسمت و هي تغمز له بشقاوة
“يا جدع انت مالك هو انت حد كان سألك انا وانت روحنا فين في شهر العسل بتاعنا
فاكر يا جلال قعدنا اسبوع لا بتنزل لا الوكاله و لا الشادر لدرجه ان نوارة الله يرحمها
كانت كل ما تشوفني
تقولي اسبوع يا قادره اسبوع كنت بضحك اوي الصراحه وانت اصلا مفتري
جلال بسعاده :ان كان عليا مكنتش عايز انزل خالص بس اعمل ايه بقى… بس امي قالتلك كدا امتى؟ مش فاكر انك قولتيلي حاجه زي كدا
حياء :كنت بتكسف اقولك علشان عارفه اي اللي هيحصل بعدها….. كنت قليل الادب اوي الصراحه و الناس كلها بتشهد باحترامك حكم
جلال بمراوغه :قلة الأدب دي للحبايب بس يا عيوني….
حياء
:و ربنا هسيبك و امشي و بطل تكسفني و ياله بقى اظبط علشان الدكتور جاي…… ”
دلف الطبيب الي المكتب معتذرا
الدكتور:اسف لو اتاخرت عليكم….
جلال :ولا يهمك يا دكتور ها ايه الاخبار؟
الدكتور بابتسامه :الحمد لله نتيجه التحليل كلها بخير الحمد لله بس المشكلة في المعدة
كنت شاكك ان المشكله في الكبد بسبب الأعراض دي
بس الحمد لله المشكلة طلعت بسيطه في المعده و الألم اللي حصلت دي بسبب لغبطه في الأكل غير هكتبلها شويه ادويه لازم تلتزم بيهم و بلاش اكل الشارع او الحلبسه او الايس كريم و الحاجات دي واضح ان حضرتك بتاكليها كتير
جلال :فعلا يا دكتور
الدكتور :تمام الحاجات دي ممنوعه تمام و لازم نظام غذائي صحي و بلاش اكل في وقت متأخر….
حياء :بس انا مبحبش الطريقه دي
جلال بحده:تمام يا دكتور هنعمل اللي بتقوله
حياء بحنق:جلال؟!
نظر لها بضيق و حده قائلا بصلف
:اسكتي احسنلك………..
صمتت للحظات بضيق وهي تربط ذراعها أمام صدرها بحركه طفوليه لاغاظته……..
:لو مسكتش هتعمل ايه يعني؟
بعيون مشتعله من الغضب
“هكسر راسك…..”
هدرت أنفاسها بخشونه قائله بغضب احمق لن تتغير ابدا مهما مرت السنوات… جميله
اردفت بعند
“….. تمام يا دكتور انا بقى مش هاخد الادويه دي و ابقى وريني شاطرتك يا سي جلال”
تركته و غادرت العيادة اخذ نفس عميق بغضب ليبتسم و كأن تلك المرأه منفصله عن الواقع لاتهتم بالعمر ولا السنين لا تهتم سوا بفعل ما يدور براسها
بعد مده
دلفت الي شقتهم بينما ساد الصمت طول الطريق لم يريد ان يفرغ طاقة غضبه عليها و هي كذلك
همست لنفسها ببعض الكلمات بحنق
“كل شويه هكسر راسك هكسر راسك لحد ما في الاخر عايز يخنقني اكل ايه و اعمل ايه و ادويه ايه…. ايه القرف دا…. و اهو حتى مهنش عليه يجي يكلمني و راح لصاحبه
طب ما يولع………
دلفت للحمام لتأخذ حمام دافي يريح اعصابها المشدوده و كأنها ليست المخطئه أبدا
خرجت بعد مده ترتدي ثياب الاستحمام توجهت و هي تجفف شعرها بالمنشفه الي غرفة الملابس لتبديل ثيابها بأخرى مريحه
اغلقت الباب خلفها بدون أن توصده جيدا
بدأت باختيار الملابس عباره عن بيجامه سوداء ذات ملمس ناعم
اغلقت الخزانه و استدارت لتصدم جسدها بحائط صلب…. شهقة بصدمه وهي تفقدت ما امامها لتجده جلال يقف أمامها لا يفصلهم شي
“جلال بتعمل ايه هنا؟” سألته وهي تبتلع ما ريقها بغضب و حرج كذلك
تلامس خصله مبلله من شعرها بأطراف اصابعه
“كنت جاي اتكلم مع سيادتك… ياريت تفضي شوية وقت من وقت معاليكِ”
نظر لها بو’قاحه متفقدا قوامها المغطي بذلك الثوب وكأنه يجرده من عليه
شتت عقلها بتلك المراوغه الواضحه… اشاحت ببنيتان خجولتان قائله
“ماشي يا جلال انا هغير و اجي نتكلم ممكن بقى تستناني برا”
تنهد بخبث واستدار مبتعدا عنها… اولته ظهرها عمدا لحين ذهابه من أمامها سريعا
هدا المكان من حولها فلتفت متفقده الغرفه
شهقت بفزع حين وجدته مستند بظهره على الحائط يتفقد هاتفه باهتمام
حياء بغضب
“انت بتستهبل يا جلال…. اي دا؟ معنى اي مش فاهمه؟ ”
رفع عينيه وتقوست شفتيه باستمتاع لاغاظتها
“مش قلتي استناكي و اديني واقف مستني…”
مسحت على وجهها بنفاذ صبر ومن ثم تمتمت بصوت خافض
“والله العظيم هيجيلي الضغط…. كدا كتير عليا وانا واحدة صاحبة مرض مش ناقصه”
ثم تابعت بصوت مرتفع
” اتفضل يا جلال بيه سمعني ايه الموضوع المهم اللي عايزني فيه و مش قادر يتأخر لدرجه ان حضرتك واقف كدا حتى مش عايز تسبني اتنيل اغيري .. سمعني”
ابتسم بخبث قائلا بحده مريبه وهو يتفقدها مليا
” اعتذري….. ”
رفعت حاجبها باستنكار قائله
” اعتذر…. انا اللي اعتذر…. اعتذر على ايه ان شاء الله ”
حدثها بعتاب
” لسانك الطويل…. وعلى طول ماشيه بدماغك و بتنطحي في الصح و…”
” بنتطح…. شايفين طور ”
” لما تركبي دماغك في الغلط تبقى طور و طور هايج كمان….. ”
رفعت سبابتها في وجهه بغضب
“جلال مسمحلكش تهني”
” بت.. بت نزلي صباعك ايه قلت الأدب دي.. وبعدين في ست محترمه تسيب جوزها و تقوم تمشي كدا…. مش شايفه انها اهانه ليا ولا نسيتي مين جلال الشهاوي. قسما بالله اكسر دماغك مكانك فاهمه يا حياء و اعقلي ماشي اعقلي…. علشان انا مش عيل صغير على اخر الزمان تيجي انتي و تحرجيني… وبعدين ايه شغل المراهقين دا… انا عارف مصلحتك اكتر منك انتي شخصيا فاهمه ”
صوته العالي… غضبه.. حدة نبرته
اشعرها بالفزع متحدثه بعتاب ممزوج بلمعه دموع
” على فكره انت بتخوفني منك… طول عمري بخاف من قلبت وشك بالطريقه دي يا جلال…. طول عمري ما اول يوم شفتك في السوق و انا بخاف من الوش دا… كنت فاكره ان حبك ليا هيخفي الشخصيه دي لأنها بترعبني لكن كانت موجوده دايما بتحاول تداريها…..”
جذبها بقوة لاحضانه مرتبا على ظهرها بحنان
” الشخصيه دي موجوده دايما علشان تحميكي….. مينفعش يا حياء… الحب مش كدا… مينفعش اسكت وانا شايفك بتاذي نفسك…. و مينفعش تحرجي جوزك بالشكل دا، انتي عارفه اني صح بس عماله تقوحي… بطلي عياط يا هبلة…. ”
تحشرج صوتها أثر بكائها
“على فكره مش بعيط…. وانا مش قصدي احرجك و لا عمري يا جلال فكرت احرجك طول عمرك بكبر منك و عمري ما قللت منك أدام حد ، انت نفسك متقدرش تنكر دا بس…. بس انا… مبحبش طريقة الاكل دي و الادويه انت عارف انها دايما بتتعبني اكتر”
مد انامله ليرفع راسها له
“عارف انك عمرك ما قليتي مني و عمري ما هنكر دا و عارف انك ست البنات و هفضل شايلك فوق راسي علشان اللي عشتيه معايا مفيش واحدة استحملته علشان راجل
عارف انك بنت أصول وقفتي معايا في شدتي و عمرك ما عيرتني بضعف ماليش ذنب فيه
و لما كانوا هيجبوا في سيرتي قلتي انك انتي اللي مبتخلفيش و مسلمتش من لسانهم
استحملتي حياتنا في الفقر و في الغني… و استحملتي اذيه امي ليكي و سامحتي اخويا مع ان كان له يدي في موت ابوكي..
ربيتي ولاده و كنتي امهم… وعمرك ما جرحتني بكلمه تكسرني…..
علشان كدا يا حياء مش عايز اخسرك والله العظيم ما هقدر اخسرك….. عارف انك بتكرهي الطريقه دي في العلاج…. لكن انا مش هستحمل…. اقسملك برب الكعبه ما هستحمل يوم واحد….
عارفه زمان لما اتخنقنا و انتي قلتي انك سلمتيني نفسك علشان مطلقكيش رغم اني كنت مقهور وحاسس لأول مره ان في واحدة جرحت كبريائي و رجولتي
الا ان مكنتش قادر على البعد… مكنش يعدي يومين ارجع من بوسعيد علشان اقعد جانبك ساعه واحده… ساعه واحد أملي عيني منك وانتي نايمه… مبالك دا من بعد حبي ليكي بمدة صغيره… تفتكري دلوقتي بعد واحد وتلاتين سنه عندي استعداد ولو واحد في الميه اني اخسرك ”
اجهشت ببكاء ترى عينيه تلمع بدموع مخيفه
” انت بتبكي….. ”
جلال :كنت دايما بحس ان حبي ليكي ضعف لأنك الوحيدة اللي قادرة تخلي دموعي تنزل”
“هو انت ازاي بتحبني وانا بالغباء دا…. فيا ايه يتحب علشان تستحمل غبائي و عصبيتي”
حاوطها اكثر بذراعيه قائلا ببحه عميقه أثر تلك العاصفه الهوجاء
” انك مش زي اي واحدة تانيه… انا معندش شروط في حبي ليك…. بس كل جروحي اتعافت معاكي…
انتي متهوره اه و عمرك ما هتخلصي من الخصله دي لكن انا حتى مش عايزك تسبيها لان اتعودت عليها و حبيتك كدا.. دي ما انتي بكل خصالك…..”
لفت ذراعيه بقوة مكبله اياه مغمضة العنين بين احضانه تخاف ان يبتعد.. تعشق قربه المهلك لروحها… رغم السنين لم تتغير وبقا هو أيضا كما هو (دافي.. حنون لأبعد الحدود)
حياء :انا اسفه
ابتسم بلطف وهو يبتعد قليلا عنها يزيح خصلاتها الرماديه عن وجهها
(مزيج بين الأبيض والأسود)
قائلا بخبث و مراوغه
:بس طعم الاعتذار بيكون احلى كدا….
مالي عليها يقبلها باشتياق و كأن العالم بأسره يقف عند تلك اللحظات
ابتعد بعد مده وهو ينظر لها بخبث ماكر
“بس تعرفي احلى حاجه فيك انك بتتعصبي و تنزلي على مفيش وانا بعمل اللي انا عايزه في الاخر…”
حياء بخجل:
جلال احترم نفسك و ياله اخرج انت صدقت نفسك ولا اي برا…. ”
نظر لها وهو يعض على شفتيه السفليه بغيظ وهو يقرص وجنتها بلطف
” لسانك الطويل دا عايز قصه يا بنت الهلالي”
ثم خرج وتركها لكن استدار قبل أن يغادر الغرفه قائلا
“ابقى اقفلي البرنص كويس يا شعلتي علشان متسقعيش ”
ثم انهي جملته بغمزه شقيه وهو يخرج من الغرفه
خرج و تركها تنظر إلى فتحت الصدر لتحدها متسعه شهقة بصدمه وهي تلملم ثوب الاستحمام بسرعه
” يلهوي.. دا.. يا منحر”ف”
بصوت عالي غاضب لتسمع صوت ضحكاته الصاخبه من الخارج قائلا بعتاب
“بقالنا كل دا متجوزين و لسه واخده بالك اشكي إليك يارب…. ”
ضحكت وهي تجلس على أقرب كرسي تنهدت براحه وهي تحمد الله كانت على ثقه كبيره به
جلال :انا نازل اصلي المغرب في الجامع عايزه حاجه من برا1
حياء بحماس:اه عايزه لب و كاجو و
دلف مره اخرى للغرفه وهو يدفع الباب بعنف لتشهق بصدمه
” استغفر الله العظيم يا بت انتي عايزه تشليني انسى يا ماما كل الحاجات دي لا لب و لا كاجو ولا بتاع ماشي”
حياء بغيظ:اومال بتسأل ليه يعني هكون عايزه ايه من برا غير تسليه
جلال : انا نازل يا حياء انا اللي غلطان اني سألتك سلام….
حياء :متتاخرش هستناك نتفرج على التلفزيون سوا والا والله لتيجي تلقيني باكل اندومي
انفجرت في الضحك وهي ترى وجهه المحتقن من شده الغضب قائله
“يا عم بهزر معاك انزل ياله صلي متخافش اطمن يا جدع وراك رجاله….”
“على الله يا حياء”
حذرها قبل أن يخرج من الغرفه لتنفجر في الضحك وهي تعض على شفتيها بسعادة عارمه
وآآه من قلب عاشق شاب على العشق
لم تبدله الايام و لا السنين
—————————-
دلف الي منزله بعد يوم عمل طويل و مرهق و خصوصا بعد سفر صالح و الي جانب ذلك تجهيزاته للمصنع الخاص به رغم انه مازال في البدايه و صغير لكن يحتاج للكثير من العمل
علي بمرح:يا ست الكل يا ام علي….
خرجت والدته من المطبخ بوجه بشوش
:انا هنا يا حبيبي… اما بقى عمللك طاجن باميه باللحمه الضاني هتاكل صوابعك وراها يارب اعيش و اعلم مراتك يارب
على بسعاده :طب تعالي طالما جبتي سيرة العروسه…
هدى بحماس:ايه يا ولا خالص ناوية تريح قلبي دا يوم المنى
علي:نويت يا حاجه… بس تعالي نقعد برا علشان الموضوع محتاج قعدة
هدي :تعالي قولي مين هي العروسة
جلست على الاريكه و هي تنظر له بتمعن
:حبيبه يا ام علي……
تلك البسمه اختفت بالتدريج مع تشنج ملامحها قليلا قائله بحده
“:حبيبه مين؟ حبيبه مرات شاكر؟!”
ضغط على يديه بغضب حاول أن يهدأ اعصابه قليل يشعر نيران كلما تذكر انها كانت ملك شخص غيره ماذا عليه أن يفعل ليخمد تلك النيران التي ستهلكه يوما ما
“لا يا أمي مش مرات شاكر… حبيبة اللي انتي ربتيها على ايديك… حبيبة اللي عشتي طول عمرك تحلفي بيها و بالاخلاقها وحتى لسانها الطويل”
“معقول عايز تتجوزها…. ليه بتفكر فيها بعد ما اتجوزت غيرك و حر”قت قلبك و لا هي عايزه تقوش على كل حاجه تاخد فلوس شاكر و تتجوزك لما يموت
لا يا علي مش موافقه يا ابني….”
على بهدوء: يا أمي بلاش تظلميها انتي متعرفيش حاجه عن اللي عشته… والله العظيم حبيبة ماتستاهل كل دا… صدقيني هي دلوقتي مش محتاجه لا فلوس و لا اي حاجه هي بس محتاجه اننا نحن عليها شويه اللي شفته في حياتها مفيش واحدة عشتيه…
وافقي علشان خاطري لو عايزانى ابقى مرتاح ”
” يا حبيبي انا عايزاك دايما مرتاح بس انت عمرك ما هتلقي راحه معها دي اتجوزت مره و كانت حامل… يعني مفتحه على الدنيا لفه و عارفه يعني عايزه واحده تمشيه على مزاجها”
على بعتاب
” على فكره يا حاجه انتي مش بتغلطي في حبيبه بس انتي كمان بتلغطي فيا هو انا مش راجل ادامك”
ضربت بخفه على صدره قائله بسرعه
” يا ابني انت سيد الرجاله بس… لا يا علي لا و بعدين دي لسه جوزها ميت والناس و… ”
على
” هو قلتلك هنروح نخطبها دلوقتي اسمعيني بس …. حبيبة طول عمرها بتحبك و هي الأيام دي تعبانه و لازَم نكون جانبها ايه رايك تروح تزوريها و اقعدي معها لو حسيتي ان حبيبه اتغيرت عن حبيبة بتاع زمان يبقى ليك الحق انك ترفضي…. انا لا يمكن اعمل حاجه بدون رضاكي لو عايزه تكسري بخاطري ارفضي ”
تنهدت بقلة حيله وهي تنظر لابنها بحب اموي
” ماشي يا علي انا موافقه علشان عارفه كويس اوي انك مش صغير و بتعرف توزن الأمور و هاخد زياره و اروح اشقر عليها دي مهم كانت برضو كنت بعتبرها بنتي في يوم من الايام…. و ربنا يسعدك يا ابني ”
ابتسم بسعاده وهو يقبل يدي والدته قائلا
“ربنا يحفظك و يخليك لي يارب يا ست الكل ”
” يا بكاش كل دا علشان السنيوره بتاعتك ماشي يا علي ”
” متقوليش كدا دا انتي الخير والبركة يا ست الكل”
==========================
في منزل حبيبه القديم
تجلس في غرفتها ممدده على الفراش وهي تنظر لسقف الغرفه
جذبت الغطاء بقوه وهي تضم جسدها شاعره بالبرد رغم ان الطقس حارلكن تشعر ببروده تسري بجسدها
تلالات الدموع في خضراوات عينياه
دلفت والدتها لغرفتها لكن ما ان دخلت حتى شهقت بفزع
“أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. في ايه يا بنتي مضلمه الاوضه كدا ليه…”
اتجه نحو ستار الغرفه لفتحها انتشر الضوء بارجاء الغرفه
“يا حبة عيني يا بنتي مالك يا حبيبة… مش ناويه تخرجي بقى دا حتى احنا في أيام مفترجه”
اعتدلت في جلستها بارهاق قائله
“ماليش نفس اخرج يا ماما حاسه ان مش قادره اشوف حد و لا اكلم حد”
فاطمه بود:
و بعدين؟ هتفضلي في الكئابه دي كتير….
جلست بجوارها بخبث
“على فكره… على اتصل عليا كان بيطمن عليك و بيقول لازم تاكلي و بلاش الحزن دا
بيحبك يا حبيبة…. بيحبك اوي…..
وعلى فكره الواد دا ابن أصول حتى لما كنتي على ذمت شاكر كان بيكلمني يطمن عليا دايما….. متديله فرصه يا حبيبه… بلاش تضيعيه من ايديك…”
حبيبة:
انا خايفه يا ماما…. خايفه اوي… الناس مش هترحمني… و خالتي هدى نفسها مش هتقبل ان ابنها الوحيد يتجوز واحده ارملة و سبيته علشان الفلوس….
غير على نفسه…. على محتاج واحدة تديله السعادة مش واحدة زي…
انا اصلا خايفه اديله امل لان انا معنديش امل في اي حاجه….”
فاطمه
:اسمعيها مني يا بيبة الناس يا حبيبتي عمرها ما هتسيبك في حالك هينفضلوا كدا ينحروا في فروتك… ما هي دي الحاجه اللي في ايديهم يعملوها…. ياله فوقي كدا و تعالي نتمشى على البحر دا الجو النهارده جميل برا و بطلي كسل….”
_________________________ في الساحل الشمالي
سارت زينب علي الرمال بصعوبه وهي ترتدي كعب حذاء عالي أصرت ان ترتديه على ثوب السهره الذي اختاره صالح
و اصر ان ترتديه
كانت جميله جدا بذلك الثوب المتألق ذات الالون الاسود طويل مطرز ببعض الورود المتلالاه مع الون الفضي الامع
ترتد حجابها مع بعض لمسات المكياج لتكتمل صورتها الجميله في عيناه
حينما ابصرته و أبصرت ما حوله وقفت مكانها بعدم استيعاب
كان “صالح ” متانق جدا.. يرتدي حلة انيقه، جذاب بها وكانها صممت خصيص له.. فسحر عينيها حينما وقعت عليه
رفع صالح عيناه عليها وتقدم منها وعينيه تطوفان باعجاب على ذلك الثوب الانيق الذي يبرز جمال و رشاقة جسدها
فاتنه اليوم كنجمه براقه في السماء.. تنورة فستانها تتارجح حوالها مع هواء البحر المنعش
صورتها الان تشعل صدره كلما تاملها
حاولت التقدم منه بخطوات مبعثره كادت ان تقع بسبب ذلك الحذاء
قائلا برفق”مش تاخدي بالك كنتي هتقعي”
يمسك بذراعها بين يديه بابتسامته مشرقه حاولت التبرير بلطف و ارتباك
“اصل الجزمه عاليه و الرمال و…”
انحني أمامها وجدته يخلع لها حذائها واحد تلو الاخر ثم القاهم أرضا باهمال قائلا بابتسامه “كدا احسن بدل ما تقعي”
زينب بضيق:على فكره شكله حلو و المشكله بس علشان الرمل و بعدين همشي حافيه… ”
شهقت بقوه حينما وحدته يحملها بين ذراعيه يتجه نحو البوابه يخرج من الفيلا
قائله بدهشه
” اخاف اتعود على الدلع دا كله و كدا هتتعب معايا”
إعجابها بمكر ذكوري وهو ينظر لسيارته
“براحتك.. دا شهر عسل برضو… بعد كدا بالجزمه”
ضر”بته بخفه في صدره قائله بغضب
:مين دي اللي هتاخد بالجزمه يا سي صالح”
همس بالقرب من اذنها وهو يتركها لتقف أمامه مباشرة
“اي حد يفكر يزعلك يا زبده….. ”
ابتسمت برضا و هو يفتح لها باب السياره لتصعد.. ابتسم وهو يتجه الناحيه الأخرى يصعد سيارته لينطلق في طريق طويل
بعد أن دعاها للعشاء في مكان خاص
توقف بعد حوالي نصف ساعه
في مكان بعيد عن الفيلا و عن الكومبوند باكمله…. لمكان اخر خالي من البشر و الزحام تقريبا متالالا بانوار خافته
يوجد ممر طويل بين امواج البحر الذي ينشر رذاذه
في نهايه الممر
طاوله مستديره عليها عشاء شهي مع الشموع التي تضي المكان و تعطي له منظر ساحر
لم تكن الشموع فقط على الطاوله كان هناك أيضا شموع ذات الألوان
و أشكال ملفته غايه في الجمال تتالق باناقه على رمال الشط….
نظر لها ليري نظرة الانبهار و السعادة بعينيها
اخذت عيناه تسافر باعجاب
على ملامحها و ابتسامتها التي شقت شفتيها للتو
شعور جميل يجتاجه كلما وجدها تبتسم او تضحك بقوه… يشعر بسعادة عارمه وكأنه هو من يشعر بالسعاده و ليس هي!
زينب بصدمه و انبهار :دا بجد… انا اول مره اشوف مكان بالجمال دا
“ان شاء الله عيونك الجميله دي متشوفش غير كل حاجه حلوه…”
زينب بضيق:طب دلوقتي هعمل ايه الفستان هيبهدل على ما نوصل للتربيزه
صالح بمراوغه وخبث ذكوري وهو يحملها مجددا
:شكل حضني عجبك اوي….
اكتفت بتلك الابتسامه و هي تضع راسها على صدره يسير بها في ذلك الممر و رذاذ البحر يتلاعب بنعومه مع حركه الهواء المنعش
انزلها أمام الطاوله تلك تتلامس قدمها ببرودة المياه المنعشه قبل أن تجلسع على المقعد امامها
لتجده يمد يديه يفك حجابها قائلا
“مفيش حد معانا”
انسدل شعرها لتكتمل تلك اللوحه و يالله من جمالها الخلاب و لا يليق بعينيها سوي رؤيته
لا تعرف من أين صدرت الموسيقى من مكان بعيد لكن مسموعه جيدا
صالح بغمزه:تسمحي لي بالراقصه دي
ردت بحرج قائله
:بس انا مبعرفش ارقص
صالح :هعلمك
زينب بخبث:شكلك بتعرف تعمل حاجات كتير
رد بخبث اكبر و مرواغه ذكوريه يتخللها الجراءه
“بعرف اعمل حاجات منها اللي حصل امبارح والنهارده مثالا”
سعلت بقوة وهي تضع كوب الماء جانبا و وجهها يشتعل بنيران الخجل نظرت له بغضب
صالح :ياله
استقام يمد كف يديه الكبير لها ابتسمت و هي تضع يديها بيديه
خطوة بخطوه معه كالفراشه تلتف بين يديه الماهره
يداه تعانق خصرها ويديها تحيط مؤخرة عنقه
بنعومه و الموسيقى الناعمه تدور من حولهما بتنام ينافس خطوات رقصتهما معا
قربها منه ليهمس ببعض الكلمات
احمرت وجنتيها فاطلق سراحها ممسكا بيديها يجعلها تلتف حول نفسها ثم ضمها بقوة وهما يميلان معا يمينا و يسارا
تشعر وكانها بحلم لا مثيل له تخاف بشدة ان ينتهي بكابوس
يدللها بطريقه تذيب جليد قلبها ليجعلها تغرف معه في تلك الجنه تنغمس برفق بها و مع لمساته
=========================
في بيت نور
خرجت من المطبخ تمسك بيديها سندوتش تأكله بنهم و لذه رغم بساطة ما يحويه
تضع على الطاوله أمامها كل النقود اللتي تمتلكها
قضمت لقمه بجوع لتقول بفتور وهي تضع ساق على الأخرى بلامباله
“كدا الف ميه و خمسين جنيه…. والله الواحد حاسس انه ملك” لتضحك بسخريه
“ياله ان شاء الله اقبض اليومين بتوع مصنع الشكولاته و انا اشتغلت ست ساعات وقت إضافي…. إن شاء الله خير و بابا كدا كدا جاي بكرا من القاهرة يارب بس ميتعبش ”
في ذلك الوقت سمعت صوت الباب يُفتح عقدت ما بين حاجبيها بارتياب قائله
” بابا انتم جيتوا ولا اي… سيف… عبدو”
انتابها الخوف قليلا اخذت حجاب خفيف كان موضوع على الاريكه القديمه بجانبها وضعته على شعرها و هي تدلف لترى ما سبب ذلك الصوت
لكن شهقت برعب، وسعت عينيها بفزع و هي تراه أمامها بعسليته الحاده المتربصه و طوله الفارع
وضع يديه على فمها يمنعها من الصراخ قائلا بحده
“هسيبك بس صوتك لو طلع هتزعلي…”
حاولت دفعه بغضب وهي تضر”به بعنف في صدره بشراسه لكن تحكم بقبضة يديه في يديها…..
:بطلي بقى…. مش هاكلك يا شبح…1
تركها و ابتعد و هو يدلف الي الصاله بسيطه جدا
جلس على الاريكه كانت قاسيه تبدو قديمه كباقي اثاث المنزل
وضع قدم على الأخرى بعنهجيه و هو ينظر لها تقف أمامه ببيجامه قطنيه و حجاب بسيط ليظهر له شعرها البني
ربعت يديها أمام صدرها قائله من بين اسنانها
:ممكن اعرف جبت مفتاح بيتي منين؟ وايه قلت الذوق دي… وازاي تدخل كدا ولا كأنه بيت ابوك…. و نزل رجلك متقعدش كدا بتعصبني”
أبتسم بخفوت تلك الفتاه رغم اي شي قادره بطريقتها تلك ان تثير فضوله و… إعجابه؟!
رغم علاقته النسائيه المتعددة… و رغم أنها تعتبر اقل جمالا من اي امرأه راها…
اقل جمالا من اي واحدة تزوجها
رغم انه يحب المرأه الهادئه كما يظن لكن تلك الفاتنه تثير رغباته و بقوة
بها شي يميزها… عيونها الشرسه تلك…..شفتيها التي تنطق بابشع الكلمات ليست منمقه ابدا…
نظر لها بعسليته القاسيه تلك قائلا بحده
“عندك ايه يتشرب ….”
“عندي سم هاري ما تبطل ملوعه يا جدع انت و قولي بتعمل ايه هنا.. انا قاعدة لوحدي على فكره مينفعش كدا”
“عندك ايه يتشرب؟ “سالها من بين أسنانه
اخذت نفس عميق قبل أن تتحرك من أمامه لتجلس على الكرسي المقابل له
“عندي شاي و من غير سكر لسه هجيل التموين اخر الشهر كمان اربع ايام.. معليش بقى يا سعادة البيه مقدرش اضيفك… الا لو بتشربه من غير سكر”
ابتسم وهو يخرج علبه السجائر الخاصه به لينفث واحدة بينما تنظر له بضيق تحاول استكشاف ما يخفيه تشعر وكانها بحلم
هل حقا بقلب بيتها الان؟!”
نفث دخان سيجارته بوجهها قائلا بهدوء سام
“الموضوع اللي جايلك فيه يخص زيدان العلايلي…..”
رفعت حاجبها الايسر بشك
“وانت مالك ب زيدان الع…. انت باسل زيدان… باسل زيدان العلايلي؟! ”
سألته بصدمه و ارتباك….1
ابتسم ليجيبها
:باسل زيدان احمد العلايلي….. المهم خدي دول علشان نعرف نتكلم…. ”
وضع روزمه من المال أمامها على الطاوله بجوار نقودها القديمه
نور بسخريه
:ايه دول؟
باسل :شوفي يا نور….. انا مهما حصل مش هسمح للجواز دي انها تتم…. اظن عارفه حجم العلايلي جروب و اسمها في السوق
تفتكري في النهايه هسمح ان دا كله ينهد علشان ابويا جاي على اخر الزمن عايز يتجوز بنت أصغر من عياله…. عارف ان اكيد عرضه مغري ليك و ان الفلوس لمعت في عيونك بس مش معقول تكون رخيصه اوي كدا… ”
نور بغضب :اطلع برا… و عايزه اقولك ان مش كل الناس رخيصه بتجري وراء الفلوس
رفضي انا هوصله لوالدك و الفلوس دي متلزمنيش في حاجه…. انا لا عايزه فلوسكم و لا عايزه منكم حاجه سبوني في حالي انا و عيلتي…..
رمقها بنظره ساخره
” عايزه تفهميني انك رفضتي عرضه… طب لو رفضتي ليه سمحتي له انه يوصلك لحد هنا”
“انت مالك…. و بعدين بتحاسبني على ايه؟ على عيون ابوك الزايغه و لا على أن ربنا اداكم من وسعه و احنا لا…. خد فلوسك وامشي يا حضرة وكيل النيابه”
لا يعرف ما سر تلك السعاده التي غمرته من رفضها القاطع
ربما لانه شعر بأنه لم يخسر الرهان؟!
اي رهان؟! رهن عليها انها تختلف عن أي امرأه رآها
استقام وهو يضبط بدلته لتقف هي أيضا أمامه تبدو اقصر منه بقليل
نظر لها بعينيه العسلي الضاريه و القاتمه بشده قائلا
“تمام يا نور… يبقى هيحصل تعديل بسيط في عرض والدي و هتوفقي عليه….”
نور بصوت عالي
“يا جدع مش عايزه اتجوزه دا اد ابويا… انا مش هتجوز واحد عجوز”1
شقت شفتيه ابتسامة لعوبه وهو يميل عليها قائلا
“التعديل هو أن انا اللي هتجوزك……”2
ابتعد قليلا ليري وجهها المتشنج بصدمه واضحه…….
🍀جزء خاص🍀
استيقظت ببط لتحسس الفراش بجوارها
اعتدلت في جلستها وهي تضي نور الاباجورة
تفقدت الغرفه مليا لم تجده لكن استمعت لصوت خافت من الصالون
صوت خاشع جميل عقدت ما بين حاجبيه بارتياب و هي تنهض من الفراش وضعت حجابها على رأسها و خرجت
خرجت من الغرفه تدلف للصالون وجدته يجلس في ركن بعيد هادي يقرأ في كتاب الله العزيز
يتلو القرآن بسلاسه و رفق… غرفه مظلمه لا يوجد بها سوا ضوء خافت
خشوع صوته و هدوءه يجعلك ترى شاب نشي على القرآن حفظ و تلاوة
لم تشعر بدموعها التي انسابت من عينيها و هي تستمع له
رفع راسه وهو ينظر لها تصدق بهدوء ابتسم بود
صالح بهدوء:تعالي يا زينب…
اقترب وهي تنظر له بارتياب يبدو احيانا جر”ي فظ وأحيانا هادي هدوء مريح للنفس
صالح:مالك؟
زينب:مش عارفه مستغرباك …. صوتك هادي اوي انت حفظت القرآن فين؟
” ابويا و امي…. جدي شريف الهلالي هو اللي علمه حفظ القرآن بالتجويد و بابا حفظه لأمي كان كل يوم بليل يقعد معانا يقرينا القرآن و حتى امي كان بيسمعلها… ابويا يوم جوازنا وصاني عليكِ…
زينب: اشمعني الوقت دا اللي بتقعد كل يوم تقرأ فيه قرآن و تصلي بعيد عن الكل… الصراحه في أول جوازنا كل يوم كنت بصحي على صوتك و كنت بعيط… عارفه انا احيانا بحس اني مش فهماك… احيانا جري و أحيانا متدين… هو انت ازاي كدا؟
صالح بابتسامه :على فكره دا الطبيعي اقولك ازاي… انا وانتي واحد اللي بينا و حقك عليا مش لأي واحدة تانيه غيرك… إنما ديني دا اللي لازم اتعامل بيه مع الكل… تعرفي انا ابويا علمني حاجات كتير اوي.. القرآن.. الفقه.. الشغل… الحب…الغيره
لما كنت بشوف حد بيقرب من ايمان كنت ببقى عايز اولع فيه… و لما شفتك اول مره جرحتك بكلامي عن الفلوس… كان هاين عليا اجي اعتذرلك بس الأصول كانت تمنعني
زينب : ساعات بحس انك تقيل و عاقل اوي و دا اللي بحسه لما اتكلم معاك و ساعات بخاف لما تقلب و تتهور
صالح بهدوء:كلنا بنغلط… او على الاقل بنتهور و بنندفع….عارفه في أول ما حصل خطوبتنا للأسباب دي كنت خايف ان مكنش اد مسئولية الجواز… مش مصاريف والكلام الفاضي دا اقصد الود في المعاملة و اني احاول اتعرف عليكي و برضو مظلمكيش معايا لان انا بحب شغلي و بديه وقتي خفت اظلمك
بس يومها امي دخلت قعدت معايا و قالتلي كلمه عمري ما هنساها
“اللي ربنا عايزه بيكون يا ابني و طالما ربنا حطكم في طريق بعض اكيد لحكمه و سبب هو ادري بيه… يومها عرفت ان اكيد في حكمه من اني اقابلك بالشكل دا…
انقذتي حياتي و ساعدتيني من غير مقابل
قلت لازم انا كمان اديها من وقتي وخصوصا اني اتربيت في بيت فيه حب
علاقه امي وابويا كانت صادقه فيها احترام
اول يوم جواز قلتلك اني نفسي في بيت هادي و اولاد… عايزه زوجه تكون صريحه معايا و متنامش في يوم جانبي وهي شايله مني.. قررت اكسر الحواجز اللي بينا و ابقى متيقن ان دي ارادة ربنا و في منها سبب
و قررت احبك و اشيلك فوق راسي
معرفش انا مشاعري ايه ناحيتك دلوقتي غير اني برتاح في الكلام معاكي و ينبسط وانا شايفك فرحانه
يمكن بيجي على بالي دايما مقولة الرفق بالقوارير
النبيُّ صلى الله عليه وسلم ضر”ب لينا
أروع نموذج في المعا’شرة الزوجية، فكان بحقٍّ نِعم الزوج لزوجه، وخير الناس لأهله، وليه لا؟! وقد جعل صلى الله عليه وسلم معيار خيرية الرجال في حسن عشرة الزوجات فقال صلى الله عليه وسلم ،: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» (رواه الترمذي وابن ماجه)
،كان صلى الله عليه وسلم جميل العشرة معهن دائم البِشْر، يداعبهن ويتلطف بهن، ويعاملهن بكل سُموٍّ خُلقي؛ من محبة وعدل ورحمة ووفاء، وغير كدا ما تقتضيه الحياة الزوجية في جميع أحوالها
محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا: النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» (رواه النسائي).
قد سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه قائلًا: «أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ -فأجابه بكل صراحة ووضوح- قائلاً: «عَائِشَةُ» فقال: وَمِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَبُوهَا» (متفق عليه).
وعنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ غُلَامٌ يَحْدُو بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ، سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ»
(متفق عليه)
. قال الإمام النووي: «ومعناه: الأمر بالرفق بهن…»، أي
: ارفق في سوقك بالقوارير. قال العلماء: سمَّى النساءَ قواريرَ؛ لضعف عزائمهن، تشبيهًا بقارورة الزجاج لضعفها، وإسراع الانكسار إليها» [شرح النووي على مسلم].
تقول أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا دَخَلَ يَنْقَمِعْنَ – أَيْ يَتَغَيَّبْنَ مِنْهُ- فيُسرِّبُهُنَّ إليَّ؛ فَيَلْعَبْنَ مَعِي» (رواه البخاري).
الرحمة كانت صفة من صفات سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – التي لا تنفك عنه أبدًا، لا في سِلم ولا في حرب، ولا في حَضر ولا في سفر، وقد سماه ربُّه رؤوفا رحِيما، قال الله تعالى
: { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }(التوبة: 128) .
قال الشنقيطيُّ رحمه الله
: ” ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه ما أرسل هذا النَّبي الكريم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ إلى الخلائق إلا رحمة لهم، لأنه جاءهم بما يُسعدهم، وينالون به كل خير من خيري الدنيا والآخرة إن اتبعوه، ومن خالف ولم يتبع فهو الذي ضيع على نفسه نصيبه من تلك الرحمة العظمى” .
وقد ضر” ب النبي – صلى الله عليه وسلم – من نفسه أروع النماذج البشرية، فكان نِعم الزوج لزوجه، وخير الناس لأهله وأبنائه، إذ هو المثل الأعلى والأسوة الحسنة، فكان – صلى الله عليه وسلم – يعامل زوجاته وأولاده بكل سُموٍّ خُلقي، من محبة ورحمة، وعطاء ووفاء، وغير ذلك مما تقتضيه الحياة الأسرية في جميع أحوالها وأيامها، كما فاضت بذلك كتب السنة والشمائل والسِّيَر عنه – صلى الله عليه وسلم – .
زينب:عليه أفضل الصلاة والسلام
صالح:
بصي يا زينب الحياة علشان تستمر عايزة أتنين يشيلوا الحمل… أوعدك ادام ربنا اكون دايما في ضهرك لو خفتي في يوم من الأيام او زعلتي…. الحياه لازم نقابل مشاكل بس انا من يوم ما كتبت كتابي عليكِ وأنا واخد عهد أدم ربنا اني اكون معاكي أخ و زوج و أب
حاجز الحرج بينا اتمنى يتشال و تثقي فيا
زينب بارتباك:بس انا مش زيك انا يعني الصراحه قلتلك قبل كدا اني مكملتش تعليمي و يدوب بقرا كويس و لما بقرا في المصحف احيانا بحس ان في آيات مش فاهمه معناها و برضو كنت بقرا قراءه عاديه مش زيك… حافظه من القرآن اربع أجزاء
انهت جملتها بحرج شديد و هي تتفادي النظر اليه
صالح:اولا ارفعي راسك و اوعي توطيها…. و بعدين ياستي انا روحت فين؟ خلينا نحدد وقت كل يوم انا اقرالك جزء من القرآن و اشرحلك اللي مش فاهمه و اسمعلك بس اوعي تتكسفي يا زينب بالذات في الجانب دا من حياتنا
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.
صالح:يعني انا مسئول عنك و مسئوليتي اني اخد بيديك و انتي تاخدي بيدي للجنه
يوم لقيتني بقولك لا مش قادر انزل اصلي و تعبان… قوليلي طب ياله نصلي سوا و خليك أمامي..
ابتسمت البهية و قد ارضاها قضاء الله حين وقع البلاء _محاوله اعت”داء مليجي عليها_
وقع البلاء لياتي القدر بما هو الطف
” الله اكبر الله اكبر ”
استمعا الاثنان لاذان الفجر فضحك صالح بخفه قائلا
” وادي الفجر إذن واحنا بنتكلم”
زينب: و طيب الكلام بجوارك….
جزء صغير بس تهور صالح الفصل اللي فات
هو طبيعي جري متدين لكن الأهم عنده عيله واعيه و الأهم ان عنده منهج ماشي عليه
منهجنا دينا…. تعامله معها بيكون خاص
لكن تعامله مع الناس و تعاملنا لازم يقتديه اخلاق
نكمل في فضل الجاي و نشوف نور و باسل و يوسف. ايمان. وعلى. حبيبه.
وحقيقي اللي مش هيتكرر
جلال و حياء
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2))