روايات

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل الخامس عشر 15 بقلم دعاء أحمد

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل الخامس عشر 15 بقلم دعاء أحمد

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الجزء الخامس عشر

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) البارت الخامس عشر

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الحلقة الخامسة عشر

لما؟! لما يأتي العوض على هيئه رجل طيب حنون القلب يعشق بصدق يختلف عن جميع البشر… يأتي القدر عنوة عنا لكن ما الطف ذلك القدر
#دعاء_أحمد
مع خصلات شعرها الأبيض يحكي الزمان حكاية قلبنا عشقا بضراوة…. قلبنا لن يفرقهما الا الموت… فهل أتي معاده؟!
حوالي الساعه السادسه مساء
تقف حياء أمام المراءه تشعر بالارهاق وخصوصا في الفتره الاخيره لكن لم تبوح لاحد بذلك الأمر فقط لا تريد أن تقلقه

ابتسم ذلك الستيني و الذي مازال بقلب شاب في الثلاثين يعشق زوجته يعرفها أكثر من نفسه و كأنها كتاب مفتوح امامه
كيف تكون بتلك الشفافيه والصدق و الله أن كان كل البشر مثلها
لمضي زمن الكذب والنفاق و بقى الصدق

شعرت بذراعه تلتف حول خصرها بقوه وهو يسند راسه على كتفها ليهمس بحنان

“ايه اللي بيوجعك؟”

ابتسمت بهدوء لم يعد هناك شي يصدمها منه مع مرور السنوات أصبحت تعتاد على تصرفاته… يعرفها من نظره واحدة
“مفيش شويه إرهاق عادي يعني بقولك هنروح لايمان الاول و لا نطلع لصالح”

هز راسه برفض و مازال ينظر للمراه أمامهم ليقول بجديه

“لا دا و لا دا…. اولاً لو روحنا لايمان يوسف اصلا مش هيفتح الباب دا ابن أيوب يا ماما
نسيتي أيوب و لا أيه؟ سبيهم….

و صالح لا سبيه ياخد وقته مع زينب و بعدين أهل زينب هيكونوا موجودين بلاش نطلع النهارده تعالي نخرج سوا……..”

“هنروح فين؟”

“اي مكان؟ نقعد على الكورنيش هجيبلك حلبسه انتي بتحبيها ياله غيري و انا هغير بسرعه”

” حلبسه يا جلال اخرتها معاك حلبسه عايزه غزل البنات و هريسه “

ابتسم بخبث ذكوري و غمزه شقيه
” من عيوني لاجل عيونك”

بعد مده قصيره
تجلس بجواره امام البحر على الصخور العاليه تستند براسها على كتفه وهي ممسكه بكوب حمص الشام الساخن بين يديها
يتاملها أحيانا و ينظر احيانا للأمواج أمامه
يستشعر السعاده بجوارها
شي ك الكمال في حياته

منذ ذلك اليوم الذي رآها في سوق السمك و حياته تغيرت بالكامل

أبتسمت بسعاده و هي تراه يمسك بيديها يشبك أصابعه بأصابع يديها

أنعكاس السماء السوداء المتالالاه بالنجوم للامعه على سطح البحر وقد أعطت للمكان سحرا خاص به

مع المباني الشاهقه والمنيره من الجهه الأخرى بجمال….
والمراكب على سطح البحر مضيئه ومزينه بمصابيح تسحر الأعين بانعكاسها على الماء أيضا….. بدا الجو مرهف الاحساس و كأن الأمواج تصدر نغمات يتراقص لها القلوب المتحابه

:=جلال عارفه انه سؤال غبي بس افرض مكنتش قابلتك زمان و لا كنا شوفنا بعض كنت هتعمل ايه….. ولا انا كنت رجعت مصر اصلا

وضع يديه على خصرها يحيطها بابتسامه نقيه
“يمكن تزعلي من اللي هقوله لكن هي الحقيقه اللي مقدرش انكرها….
كنت هتجوز أي بنت أمي تختارها…..
مش مهم بحبها ولا لاء مش مهم ارتاح معها و لا لاء…….
المهم افرحهم بيا و بأولادي
زي أي بيت عادي زوج و زوجه………….
لكن عمري ما كنت هحس بقلبي وهو بيتسرق مني مع كل ضحكه وابتسامه….

عمري ما كنت هحب الحياه جانبك
عمري ما هتغمرني السعاده زي معاكي من اول لحظه.. من اول لمسه…. تعرفي حتى اسمي حبيته من بين شفايفك فاكر اول مره نطقتي اسمي……..
كنت بحسه عادي من كل البشر لكن من شفايفك بيبقى ليه طعم حلو اوي…… بيخليني كدا عايز اعمل حاجه هموت واعملها”

” جلال احنا في الشارع احترم نفسك وسنك”

قهقه بصخب ربما يقصد ما يفعله لرؤيه خجلها ذلك لن تتغير وردة برية نقية لن يقطفها أحد
ستظل مزهره جميلة كلما اشتاق لها مال عليها يرتوي من عشقها و هي تبتسم له و تمر السنوات بينهم
نهض جلال من مكانه وهي تتبعه وقفت بجواره وهو يحاسب على المشروبات و الجلسه البسيطه
“تعالي يا حياء”
مسك يديها بين يديه…. نظرت له بشك
“هنروح فين”
ابتسم وهو يقبض بقوه على يديها يمر بها للجانب الاخر من الطريق
“هجيبلك آيس كريم”……..
توقفت بارتياب في منتصف الطريق و عينين مذهولتين
“جلال انا كنت بهرز….. انت فاكرني طف….
بترت جملتها حينما مالي عليها جلال على اذنيها يدللها بمراوغته الرجوليه
“عنوة عن الجميع… حبيبتي و سادللها”

أبتسمت تلك البسمه الجميله التي وعدته بها منذ زمان طويل
ليكمل جملته بجديه تليق بجلال الشهاوي
” متخافيش آيس كريم سكره مظبوط قليل شويه و بعدين دا مطعمك….”
أراحت كف يديها بين يديه على يقين تام أن والدها اختار لها الرجل الحقيقي تلك العمله النادره التي نبحث عنها في مجتماعنا

حيث أصبح حب الزوج لزوجته شي نادر قلما نراه؟
أو نشعر بالدهشه لمجرد ذكر ان الحب موجود بينا فعلا
لكنه موجود على يقين تام بذلك……
============================
في شقة صالح الشهاوي
يجلس بهدوء تام أمام اللاب توب ينهي عمله في انتظار أقارب زوجته الذين سيحضرون لتهنئتهم بما يعرف بليلة الصباحية

بينما هي تجلس في غرفته على فراشه تنظر بتوتر لسفق الغرفه تشعر بعاصفه قويه تذبذب كيانها…….. لمساته….. تذكرت صباح اليوم حين اختلست النظر له و هو يقف أمام المرأه يهندم نفسه…..
و كيف نظرت لأول مره لشخص عا”ري الصدر…. و حديثهما في المطبخ و هي تقف أمامه بدون حجاب…. نظراته تجعلها تشعر بشي دف….
وضعت يديها موضع قلبها الذي ينبض بعنف…. منذ اول لقاء في المخزن وهناك شي ما بدا يحدث…. لا ليس الحب ف الطريق مازال في بدايته… طريق طويل…
استجمعت شجاعتها لتقف أمام المرأه تنظر بثقه و أبتسامة جميلة تزين محياها….
خرجت بعد ثواني و هي تجوب بعينيها تبحث عنه وجدت كعادته هادي جدا يضع كل تركيزه في اللاب توب
زينب بهدوء :تحب اعملك قهوه؟
“بتعرفي”
سالها وهو مازال ينظر أمامه بتركيز مع ابتسامة بسيطه
ردت بثقه و سعاده وبدأ الأمر انها تحاول أيضا كسر الحواجز
“طبعا بعرف…. انا عليا فنجان قهوة يظبط الدماغ.. تحلف طول عمرك انك معرفتش طعم القهوة الا من ايدي و كمان بعرف اقرا الفنجان والكف بس على خفيف علشان سمعت انها حرام ”
رفع صالح راسه بحيره وشك في أمرها ليقول بجديه لان الغيب لا يعلمه إلا الله
“تعالي يا زينب”
من نبرته انتابها الخوف هو متقلب وهي مازالت لا تعرف شي عنه
جلست بجواره على الاريكه فوجدته يعتدل في جلسته يمد كف يده الكبير في الهواء و هو ينظر لها بعينين عابثين و بحده
“اتفضلي وريني مواهبك”
قرب كف يديه واسندها على ذراع الاريكه لتبدا في النظر إليها بتركيز وسبابتها اصبعها تسير علي الخطوط الرفيعه في كفه بحذر

كم هي قريبه الان لدرجه انه يشعر بانفاسها يتاملها بصمت بينما و هي تضع كامل تركيزها بيديه
ابتسم صالح عنوة عنه وهو يتاملها
زينب بهدوء
” ايديك خشنه يا صالح”
زادت الابتسامه على محياه و هو لا يبعد عينيه عنها
“الرزق عايز كدا…. مش معنى أن ابن الشهاوي أكون مرتاح ابويا من صغري علمني اني لازم أشقى علشان الحاجه اللي عايزه و…… وشكلي هشقي اوي معاكي”
رفعت عينيها لترى ذلك القرب بينهما ماذا يقصد بتلك الكلمه…. أبهذه السرعه؟ ايقصد انه يريدها؟ لالالا تمهل فليس من شيام العشق السرعه ستنكوي بكل الألوان الحب و عذابه

تنحنحت بحرج لتقول بجديه وهي تعاود النظر لكف يديه
“الرزق كتير ادامك لكن عايز تعب وانت وشاطرتك ….. ”
“هلقيه فين الرزق دا؟”
سالها بجديه فقط يريد أن يعلم بعض الأشياء عنها

“معرفش العلم عند الله دي مجرد تسليه وبعدين انا قلتلك مش بعملها كتير و في النهايه لا يعلم الغيب إلا الله بس في ناس بيكر”هوك و الله اعلم بس كل انسان في حد مش بيحبه حتى لو مش بيكر”هه”
ابتسم بهدوء فقد وصل لما اراد
صالح
” طب ممكن تسيبي التسليه دي خالص و مش عايز اسمع انك قريتي الكف لحد او فنجان
كنت مستنيكي تقولي كدا لكن اتاخرتي لا يعلم الغيب إلا الله و حتى لو ربنا زرق حد موهبه زي دي غلط يستخدمها لازم نكون على يقين تام بالقضاء و القدر….
وإذ كان في ناس بيكر”هوني فدا شي بيد الله”
أجابت بسرعه دون تفكير
“بس انا مش بعمل كدا الا للحبايب وقليل جدا و انا مش بقول حاجه تخوف او… انا بس بقول اللي”

ابتسم بهدوء وغمزه شقيه
” يعني انا من الحبايب”

ابتسامه بسيطه على وجهها لكن
قاطعها جرس الباب وصوت زغاريد من الخارج…..
صالح بجديه وهو يتجه نحو الباب
:ادخلي غيري و تحطي حاجه على شعرك
“حاضر”
___________________________________فتح صالح الباب و هو يتوقع ان يرى نساء عائلتها لكن شعر بالغرابه وهو ينظر لشاب أمامه…. في نفس طول صالح تقريبا ذات بشره خمريه و عيون بنيه مطفيه
انحف منه لكن يبدو اكبر في السن يبدو في بدايه الثلاثين من عمره… يرتدي بدله كلاسيكيه انيقه
……. يبحث بعينيه عن تلك الجميله التي سابته عقله من زمان بعيد لكن صالح يقف عائق امامه

سأله بجديه ينتابه الشك و الحده
“في ايه يا استاذ ما تيجي تصور فيلم احسن…ايه الوقاحه دي؟”
تنحنح رشاد بغضب يحاول دفنه مد يديه يصافح صالح بكره دفين
“الف مبروك يا بشمهندس صالح…. اسف بس هي فين ذينب؟……”
نظر له رشاد ببرود ليجد وجه تحول
للاحمر الضاري
وكانها على حافه الانفجار… عينيه ترى من خلالهما …
نيران السعير المفجعه……. ليقول بحده مرعبه
“وحضرتك مين و بتسأل على مراتي ليه؟”
ابتسم رشاد بوقاحه و هو يدلف لداخل الشقه باريحيه يستنشق رائحتها تاركا خلفه رجل بداخله غابه تحترق
“رشاد الشافعي ابن عم زينب…. بس اكيد حضرتك مشوفتنيش في الفرح
….. لان كنت في القاهره ولسه نازل اسكندريه امبارح قلت لازم اباركلها بنفسي….. أصلها غاليه اوي عليا….”
هناك شي بداخله يخبره ان ذلك الشاب يخفى خلف وجهته الانيقه ذلك شي بشع

صالح بحده وغيره
“الله يبارك فيك…. بس هي لسه نايمه عروسه بقي “

اسودت عين رشاد اكثر واكثر… بينما انتفخت اوداجه بعروق حمراء برازه
ايقصد حقا انه أصبحت زوجته؟! ايقصد انه امتلكها حقا؟!….. اي جنون هذا؟
سيمتكلها رجل قلبٍ وجسداً وليس اي رجل
انه
صالح الشهاوي…. لماذا هو بالتحديد؟
ولماذا يخضع القلب لك بكل هذا الرضا؟
انها ضراوة دف… سعادة… ضراوة تغمرهما
في ذلك الوقت دلفت سيدتان الي الشقه مع تعالي صوت الزغاريد
“الف مبروك يا غالي الف مبروك ”
قالتها سيده بسيطه طيبة الملامح بشوشه وهي تمسك بيد صالح تصافحه و تحضنه بود و كأنها والدته
“الف مبروك يا عريس اومال فين عروستنا القمر والله وحشتني البت زينب…. اه صحيح انا خالتها ام ملك”
ابتسم صالح بود للسيده العجوز و مازالت نظراته تحمل الحده لذلك الشاب
“اتفضلوا يا جماعه هي زمانها جايه”
أم ملك بضيق و ثرثره امرأه
“رشاد انت هنا؟ جاي ليه أن شاء الله…بس ايه الشياكه دي سمعنا انك وقعت على واحده متريشه و بلفتها بكلامك لحد ما اتجوزته اما صحيح نطع زي ابوك”
احتقن وجهه بغضب من تلك السيده
“هكون جاي ليه يا خالتي جاي ابارك لزينب وافرحلها دي برضو زي اختي”
“خدتك عقربه يا بعيده”
قالتها السيده بمنتهى العفويه و هي تجلس في صالون البيت الواسع و بجوارها ابنتيها و امرأه أخرى تدعي صفاء زوجة خالها او في مقام خالها”
مرت ثواني في حرب النظرات تلك بين صالح و رشاد
طلت عليهم زينب بعبايه بيتيه زرقاء واسعه و مع ذلك تبرز قوامها الرشيق بطريقه محتشمه لكن تبدو غايه في الجمال
مع حجاب ابيض ناعم
تمتاز بحلاوه شرقيه تخطف عقول الرجال و النساء رغم بساطتطها حتى ملامحها اقل جمالا من الكثير لكن بها شي يجعلك تود لو تمتلكها و ان اعطيتها عمرك
توترت ملامح زينب ما ان رأت رشاد لكن حاولت أن تبدو عاديه حتى يمر اليوم بسلام
ابتسمت وهي تتجه نجو خالتها تحضنها وهي تغمض عينيها باريحيه تلك السيده الودوده تشعرها وكانها أمها
“ازايك يا خالتي وحشتيني اوي….”
“انا بخير يا قلب خالتك بس ايه يا بت الحلاوه دي هو الجواز بيحلي كدا قمر الف ماشاءالله…. خالي بالك عليها يا صالح دي مش هتلقي زيها لو لفيت العالم كله”
“دي في عيني يا أم ملك و بعدين هتوصيني على حته مني”
تلك الكلمات تشعرها وكأنها ذات مكانه خاصه….نظرت له مطولا وهي تبتسم
رفعت نظرها نحو رشاد ابتسمت بجمود
” ازايك يا رشاد”
ابتسامه واسعه زينت محياه وهو يرى ذلك البريق الفضي في عينيها
” بخير…. بخير يا زينب”
جذبها صالح نحوه يضع يديه على خصرها استشعر منها رجفه توتر ابتسم بتسليه و مالي عليها بوقاحه و مروغه
“اهدي يا وحش احنا لسه في البدايه خلي ليلتك تعدي و نشوف اخرتها معاكي شكلي هنسا موضوع الست شهور دول “

توردت وجنتيها بخجل واضح للعيان لتقول بهمس و ابتسامة خافته
“صالح عيب كدا…. وبعدين بطل لو سمحت كلهم مركزين معانا”
نظر لهم وجد السيدتان يتحدثا معا و يثرثان عن أحوالهم اليوميه و عن جيرانهم و الفتاتين الصغيرتان يلعبن بطفوله لم ينظر حتى لرشاد الذي يتابعهم……
و لم يستطيع أن يسيطر على مشاعره و هو ينحني يطبع قب”له على وجنتها الساخنه أثر اقترابه و خجلها
توسعت عينيها بصدمه من ملمس شفتيه على خدها كملمس ورده على سطح الماء رقيقه يسحب منها أنفاسها هدرت بارتجاف وهي على وشك الانحدار في منحني الاحتراق عنوة عنها فهي لم تجرب ضراوة المشاعر من قبل….. يا الله

الصدمه الحقيقيه كانت من نصيب رشاد و هو يرى جر’اءة و وقا”حة صالح بالنسبه له
ضغط رشاد على يديه بعنف

صالح بمكر شبابي
” محدش له حاجه عندي مراتي….”

اكتفت بابتسامه هادئه وهي تحاول تجميع شتات نفسها بعد قب”لته تلك
مرت الجلسه بينهم على خير بحوار حاد بين صالح و رشاد و زينب و أفراد عائلتها حيث نكزتها خالتها في نهاية الجلسه لتقول بحب و طيبه و خبث نساء كعادتها
” زينب يا حبيبتي…. اسمعيني جوزك شكله ابن حلال و انا عامله نفسي من بنها طول القاعده و البو”سه دي فوت مع ان ميصحش في وجود رشاد بس شكله شاريكي و انتي تستاهلي كل خير…. خالي بالك علي بيتك و اوعي تسبيه لأي واحدة تاخده منك انتي فاهمه و بلاش الكسوف دا يا بت…. اتنحرري كدا شويه”
مصمصت شفتيها بطريقه شعبيه لتقول
“دا انا طول عمري مدوبه جوزك خالتك اتدلعي شويه كدا و الله شكلك هبله رقمي معاكي لو احتاجتي اي كلميني هتلقيني عندك”

ابتسمت زينب بحب وهي تحتضن خالتها
” متقلقيش يا خالتي بس ادعيلي “

” دعيالك يا حبيبتي ربنا يسعدك ياله احنا يا صفاء”
ابتسمت السيده الأخرى وهي تودع زينب
” ياله يا اختي تقعدي بعافيه يا زينب ياله يا غاليه (ام ملك) علشان نلحق نزور المرسى ابو العباس “

خرج رشاد قبل السيدتان و هو ينوي فعل شي ما
صالح بجديه:
” ادخلي انتي يا زينب و انا هنزل معاهم “

ابتسمت بسعاده و هي تراه يخرج و معه خالتها و زوجة خالها يوصيانه عليها فهل تحتاج توصيه؟؟!

__________________________________بعد ثواني من غلق الباب خلف سمعت دقات على الباب عقدت زينب ما بين حاجبيها باستغراب و هي تتوجه ناحية الباب تفتحه لكن ليتها لم تفعل…..

دفعها رشاد بقوه للداخل دخل وأغلق الباب خلفه وقف أمام الباب و هي أمامه
زينب و قد انتابها شعور بالغضب
“عايز ايه تاني يا رشاد؟؟؟

ايه يا اخي مبتزهقش اديني اتجوزت وانت كمان اتجوزت من بنت الأنصاري اسمها ايه صوفيا مدام صوفيا…. بنت الذوات
عايز ايه بقى مني؟”
ابتسم بخبث و مكر
“اصل نسيت اقولك الف مليون مبروك يا زوز…… اصل طول ما هو كان قاعد مكنتش عارف اخد راحتي معاكي.. بس متخافيش مش هيفضل كتير بينا اوعدك “

بلعت ريقها و زادت نبضات قلبها متسعه برعب منه….
كأنها رأت الشيطا”ن بحد ذاته

نظر لها بعيون ماكره خبيثه
” خايفه عليه مش كدا…. لالا متخافيش دا انا حتى جاي اباركلك”
“انت عايز ايه يا رشاد”
سألته بشك و توجس

تحدث بغضب وهو ينظر لها بمقت مخيف
“ولا حاجه يا زينب… جاي ابارك لواحدة..
واحدة حبيتها و فضلت مستني تلات سنين
وفي الاخر راحت تتجوز شحات…. انا دلوقتي اغني منه الف مره… انا دلوقتي بقي ليا وزراه يتمنوا بس رضايا”
جف حلقها وهي تنظر اليه بخوف ليس على نفسها ابدا فقد اعتادت لكن خوفاً على زوجها الذي دخل دائرة الخطر بسببها
” رشاد كل شي قسمه ونصيب و انت دلوقتي اتجوزت و البنت اللي اتجوزتها هي السبب في كل اللي انت فيه دلوقتي بلاش تضيعها من ايديك… وكل شي قسمه و نصيب انا خالص اتجوزت صالح
انت عارف اننا”
صرخ بوجهها بنبره حاقده لا تخلو من التعجرف
“اننا ايه يا زينب؟… عمرك ما سألتي نفسك انا ليه صبرت التلات سنين…. ليه كنت ببعت لابوكي فلوس كل شهر… ومع ذلك كنتي بترفضيها…. موضوع الزفت مليجي ليه محكتليش انه كان بيضايقك ليه؟
ليه ببقى مع مراتي و شايفك انتي في حضني فاهمه يعني ايه؟!!!!……عشان بحبك يا زينب بحبك
وفي الاخر تتجوزي واحد زي دا… باشاره واحدة مني اوديه وراء الشمس “

زينب بترجي و رعب على صالح
” رشاد… عشان خاطري بلاش صالح هو مش زيك و هو ميعرفش حاجه عن اللي انت طلبته مني و لا طلبك للجواز مني… ارجوك”
سالها بنبره محتقره اياها…. وكأنها خانته للتو…. بتلك المشاعر التي تكنها لزوجها الظاهره بقوه
” خايفه عليه… بتحبيه؟ سمحتيله يقربلك”
ترقرقت الدموع بعينيها برعب…. بماذا يخطط
اضاف بنبره مبهمه يصاحبها الشر و ليس إلا شر الشياطين
” طالما بتحبيه كملي معاه… وانا هسيبك يا زينب…. لحد ما تيجي ترجيني ارحمه…. ساعتها هعرف مين رشاد الشافعي… مبروك يا زوز”

صرخت باسمه وهي تتقدم منه ممسكه بذراعه بقوه و شراسه كقطه تنهش باظافرها الحاده عدوها
“قسما بالله يا رشاد لو مبعتدش عن صالح… هق”تلك… وانت عارف اني ماليش حد مش بعيده عليا”
قهقه بصخب و سخريه من تلك الفتاه لانه على يقين ان تلك البراءة لا تستطيع حتى أن تؤذي قطه صغيره…..
خرج من الشقه وهو يتوعد له ليس كما جاء بل اسوء…..
جلست على الاريكه تضع وجهها بين كف يديها تبكي لما حظها يبدوء كهذا….
حاولت الهدوء وهي تسمع خطوات على السلم و كأنه يصعد
بسرعه دخلت للحمام لتسغل وجهها و تبدو عايه تخاف…. اجل تخاف فقط لا تعرف كيف تبدأ الحوار معه……..
=============================

في بيت شاكر ضرغام
تنام حبيبه بهدوء و قد ارهاقها البكاء و التفكير فيما مضى و السبيل للهروب من ذلك الحق’ير زوجها فمنذ ذلك اليوم عندما خرجت دون علمه وهو يحبسها آخاذا منها هاتفها و اي وسيله يمكنها التواصل بها مع أهلها معلناً عن شر دفين بداخله (انها حبيبة)
شعرت بيدي تتحس جسدها الناعم الغض بشهو”اه يدفن وجهه في عنقها يقب”لها
رائحه الكحول تنبعث منه لتداهم انفها بقوه توقظها من نومها يقترب منها بجسد مخمور

مع الشعور بلمساته المقززه لها و لجسدها يشعرها هذا دائما بأنه يهينها و يهين أنوثتها وكانها فتاه ليل فقط يذهب لها حين يريدها

انتفضت بقوه تبتعد عنه تدفعه بعيد عنها باشمئزاز وضعت يديها على الاباجوره تضي نور الغرفه ليبدوا لها في حاله سُكر لكن مازال واعياً…

حبيبه بغضب و شراسه
“طول عمرك حق”ير بس برضو مش هتطول مني شعره يا شاكر على جثتي… “

اقترب اكثر وهو ينظر لها و يتفحصها بوقا”حه
“في اي يا بيبة كل دا عشان ايه يعني… خالص يا ستي انا اسف بس فكي كدا دا انا جايلك مخصوص و سيبت الكل علشان”
شعرت بالنفور منه أصبحت تكر”ه جسد”ها بسببه تمنت كل لحظه ان ينتهي ذلك الكابوس لكن لها الله
“انت ايه يا اخي منك لله انا بقيت بكره نفسي بسببك طلقني يا شاكر… طلقني و ارحمني ابوس ايديك انا معتش قادره اعيش في القرف دا… ابعد عني انا وامي
زياد و امي مالهمش دخل في اللي بينا
انا مبحبكش ولا هحبك انا بكر”هك و بكر”ه نفسي لولا اني عارفه ربنا كنت موت نفسي منك لله يا شيخ منك لله”

لم تسعفها قدميها على الوقوف اكثر من ذلك لتنهار وتقع أرضا تبكي بهستريه قد ارهقها حقا انتهك روحها و قلبها
وقف بجمود أمامها و الجبروت يقسم ان شاكر يمثله في اوفي صورها…
” كل دا علشان حبيب القلب…
انحني يجذبها بعنف يمرر يديه بقوه في خصلاتها البنيه لتصرخ بالالم
” فكرك مقدرش اخد اللي انا عايزه دلوقتي بالغصب قسما برب العزه يا حبيبه لقت”لهولك ولا اقولك موتى نفسك احسن و حسريه عليكي…و حسري امك عليك و برضه هاخد اللي انا عايزه و دلوقتي “

جذب شعرها بين يديه يحاول القاءها على الفراش ولكن تأبى فهي حقا متمرده لن تنطفي مهما فعل
لحسن حظها وجدت طبق فاكهه موضوع على الكومودينو و سك”ينه صغيره عليه

لم تفكر كثيرا وهي تسحبها و تغرزها بذراعه تسبب له جرح يبتعد بينما مسكتها مره آخره بشراسه ……
حبيبه بغضب
” قلتلك مش هتلمس مني شعره طول ما فيا نفس….. انا مش زيك و لا عمري هكون زيك….. “

ينز”ف وهو يسبها و يلعنها بافظع الشتائم تلك الفتاه لن تخضع له مهما فعل
وكانها خلقت من نوع آخر من الطين غير الذي خلق عليها البشر لكن ما رأته يكفي لجعلها بهذه الشراسه
اتجه نحو الدولاب ياخذ منشفه وضعها على الجرح ينظر لها بشر و استمتاع فهو مهوس بتلك القوه بداخلها كلما تدافع عن نفسها و تبعد….
رغبه قويه بداخله يجعله يريد الاقتراب اكثر واكثر فهو بالرغم انه تاذي منها لكن يجد بها ما لا يراه في اي واحده غيرها…..
اقترب منها بشر و جذبها من ذراعها وهو يلقى السك”ين من يديها بقوه فهي أضعف منه رغم اي شي….
” تعرفي يا حبيبه انتي الوحيده اللي مهما عملتي مش عايز ابعد عنك.. بموت فيكي وانتي متعصبه بتكون مغريه اكتر انتي الوحيده اللي بحب شراستها وعنادها… “

تركها لتقع مره آخره تبكي بعنف تشعر بالاختناق لما يحدث كل هذا…
ما جريمتها لتعيش في ذلك السجن المعتم.
اجريمتها انها أرادت ان تترك الفقر و تنقذ والدتها و أخيها من الإدمان؟؟؟!!
من أين كانت ستتاتي بالمال لدفع فواتير المصحه و المستشفى لوالدتها
من أين؟ فتاه تركها والدها في عمر السابعه عشر…..
رحل عن الدنيا فخرجت للحياه عملت بجد ادخرت ما استطعت لكن اختبارات الحياه كانت اقسي من قدراتها
عملت في احد مصانع لتعبئه البسكوت لسنوات مع دراستها التي تركتها في السنه الثالثه من كليه الحقوق لطالما حلمت بأن تصبح محاميه شهيره
الا يحق للفقراء الحياه والحب؟!!!
====================

في بيت يوسف الصاوي
حوالي السابعه مساء

كان نائماً بعمق و مستلقي على الفراش براحه تامه وكأن العالم بأسره توقف عند قدميه
نظرت له ايمان وهي تخرج من الحمام بعد أن اخذت حمام دافي و ارتدت فستان طويل
بالون الأبيض المشجر

ابتسمت براحه وهي تدهن على ذراعيها وقدميها و عنقها بعدة كريمات مرطبه ذات رائحه الياسمين المعطر

عضت على شفتيها بخجل وهي تنظر له اقتربت ببط نحو تجلس على حافة الفراش
وضعت يديها على صدره بنعومه
“يوسف… جو… اصحى بقى الوقت اتأخر اوي”
بسرعه البرق جذبها له يقب”لها بجراءه فهو ابن (ايوب كما يقال ابن الوز.. )
ابتعد عنها بعد دقائق معدوده وهو ينظر لشفتيها المتورمه و مازال يحاصر خصرها غمز لها بوقا”حه
” شكلك كدا احلى من الاول بكتير”
ضر”بته بخفه في صدره بغضب
“بارد و قليل الادب اوي على فكره”

سالها بجديه و تحذير وهو يميل عليها مره اخره
” مين دا اللي بارد بظبط…”
“الجو… الجو بقى بارد اوي”
نهضت من على الفراش بخنق و هي تقف أمامه و يبدو عليها الشرود
ليجذبها مره آخره له بهدوء و هو يقبل وجنتيها
“الجميل زعلان ليه… في عروسه يوم صباحيتها تبقى مكشره كدا دا حتى فال وحش”

تنهدت بخوف لتتحدث بهدوء عكس ما بداخلها
” بابا و ماما كان المفروض يجيوا النهارده والساعه بقيت سبعه و محدش جيه تفتكر هما كويسين انا خايفه عليهم”

يوسف بوقا”حه و جراءه وهو يميل عليها
” لا متخافيش انا اللي قلت لابوكي امبارح ميجيش لاننا مشغولين”

شعرت بالذهول لثواني ثم توردت وجنتيها بنيران الخجل و هي تنظر له
“انت ….. قليل الادب… انت معقول قلتله كدا…. يلهوي… هيقول اي دلوقتي… لالا دا انت راحت منك خالص”

غمز لها بشقاوه ليقول من بين قبلا”ته
“بقالي خمستاشر سنه مستني اليوم دا و يوم ما يجي اسيبك و اضيع الوقت في تفاهات “

شعر اخير باستسلامها لتلك المشاعر بينهم و أغلق الستار

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى