روايات

رواية وعود الليل الفصل الرابع 4 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل الفصل الرابع 4 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل الجزء الرابع

رواية وعود الليل البارت الرابع

وعود الليل
وعود الليل

رواية وعود الليل الحلقة الرابعة

#وعود الليل
#بسم الله الرحمن الرحيم
#البارت الرابع
#وعود الليل
#نداء_علي
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
غادرت سفن النسيان ميناء العقل لكنها بقيت عالقة بين أمواج الحنين وعواصف الذكريات وبين حين وآخر تعود مرغمة إلى موانيها فلا تجد مرفأ آمن ولا ربان يوجهها.
………………………….
كانت سعيدة، زي الطير الصغير اللي بيتعلم الطيران، مندفعة في مشاعرها، أي حاجة بيطلبها أمجد بالنسبة ليها أمر، متقدرش تزعله، هي واثقة ومتأكدة من حبه وعلشان كده بتراضيه، معترضتش انها هتتجوز مع حماتها في نفس الشقة، ايه المانع طالما المكان كبير وهيكون لها جزء خاص بيها.
بعد زواجهم بأسبوع كانت قاعدة قدام التلفزيون بملل، أمجد وعدها يسافروا شهر عسل لكنه خلف وعده بسبب تعب والده، حماها حصله ازمة صحية من سنة وكل يوم حالته بتسوء، وامجد ابنه الكبير ومسؤول عن كل حاجة.
فردت ضهرها على الكنبة ونفخت بزهق، محتارة تعمل ايه، لو خرجت تقعد مع حماتها هتاكل دماغها بكلامها، من يوم الفرح وهي بتسأل عن كاريمان، عاوزة تاخدها لابن اختها، ولما كلمت كاريمان رفضت وقالتها إنها هتكمل جامعة ومش بتفكر تتجوز في السن ده، طيب تعمل ايه!
ابتسمت بسعادة وكأنها اكتشفت سر خطير، قررت تعمل زي ما بتشوف في الأفلام والبرامج، هتعمل مقلب في أمجد، زمانه قرب يرجع من برة.
جريت بسرعة وجهزت الحاجات اللي هتستخدمها، سمعت صوته بيقرب وقفت ورا الباب واول ما فتح خبطته بالطبق في وشه، طبق دقيق، وقبل ما يستوعب كانت دالقة فوق راسها كوباية ماية ساقعة متلجة.
أمجد عيونه كانت بتنطق بمدى غضبه، رفع ايده لفوق وهي غمضت عنيها بصدمة وذهول
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
اتقابلت معاه، رغم رفضها في البداية إنها تتكلم معاه بعيد عن الشغل، بقالها سنين شغالة في الإدارة التعليمية، موظفة مجتهدة وجادة، الكل بيحبها لكن ما بينها وبين زمايلها حدود ممنوع حد يتخطاها، من سنة ويمكن أكتر اتعين معاهم موظف جديد، منقول من محافظة تانية، راجل محترم عنده قبول، نظراته كانت بتقولها إنه معجب لكنها كانت بتنفي الفكرة دي، لحد ما طلب من واحدة زميلتهم تفاتحها في الموضوع.
عدى وقت وهما الأثنين متوترين، اتكلم هو الأول، حاول يلطف الجو وقالها
تحبي تشربي إيه يا أستاذة؟
سميرة : متشكرة، أنا مش متعودة أشرب حاجة برة البيت، كمان مليش في العصاير انا اخرى شاي وقهوة.
مصطفى : عارف، أنا عارف عنك حاجات كتير.
سميرة بهدوء : كويس، يعني أكيد عرفت إني عايشة مع بنت اختي، وبربيها، تقدر تقول بنتي.
مصطفى : وعارف إنها ما شاء الله كبرت، يعني كام سنة هتتجوز وممكن تعيش مع والدها عادي، معتقدش إنها صغيرة ويتخاف عليها، أعتقد عمرها ١٨ سنة.
سميرة : بالظبط، السنة دي دخلت أولى هندسة.
مصطفى : تمام، يبقى مفيش مشكلة، نتجوز لو في نصيب وهي تروح لوالدها، وأكيد علاقتك معاها هتستمر عادي.
سميرة اتضايقت من أسلوبه، اتخنقت من الفكرة نفسها، حست انه بيتكلم عن كاريمان وكأنها حمل وهيتخلص منه،هي من الأساس شخص رافض إن حد يتحكم فيه.
حسمت أمرها، هي من الأساس لما صلت استخارة محستش براحة، بالعكس رفضها بقى هو الاحتمال الأكبر، قامت وقفت، اخدت شنطتها، اتكلمت بأسلوب مهذب وهي بتقوله
فرصة سعيدة يا أستاذ مصطفى، على فكرة كاريمان بنت اختي بس عندي اغلى من بنتي، عمرك شفت واحدة بتسيب بنتها بحجة انها كبرت، للأسف مقدرش.
مصطفى بتعجب : يعني هتترهبني علشانها، على فكرة انتِ عايشة الدور أوي، أنا بتكلم بعقل، البنت أبوها عايش يبقى هو أولى بيها.
مردتش عليه اكتفت إنها ابتسمت بهدوء ومشيت، أحيانا المناقشة مع بعض الناس بيكون تضييع وقت، في مشاعر صعب تتوصف وصعب تتفهم، وده الحال معاها، مفيش حد هيفهم يعني ايه ترتبط بحد وتحس إنه منك، جوة روحك.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
بنته الصغيرة كبرت، بقت مراهقة، للأسف فجأة لقاها هربت من مرحلة الطفولة من غير ما ينتبه، إزاي واقفة قدامه بلبسها ده، جسمها كله وشم، شعرها متلون بألوان غريبة، دي مش بنته أكيد، صرخ في وشها بغضب قابلته هي بمنتهى القوة، قرب منها لكنها رجعت خطوتين منه وشاورتله بتحذير وهي بتقول :
اوعي تدخل في حياتي وطريقة لبسي، أنا حرة، دي حياتي لوحدي، وبعدين من امتى بتهتم بيا، أنا بشوفك صدفة في البيت، خلاص أنا مش طفلة صغيرة، أنا كبيرة وكلها كام سنه وأعيش لوحدي، بعيد عنكم.
ثابت : حرة إزاي مش فاهم، انتِ بنتي مسؤولة مني، بمزاجك أو غصب عنك لازم تسمعي الكلام، لبسك ده يتغير ومفيش خروج بعد كده غير بعلمي.
ضحكت بسخرية وقربت من الباب، قالتله بتحدي
حاول تمنعني أخرج، وفي نفس الوقت هتصل بالشرطة، هقول إنك بتستخدم معايا العنف، وصدقني وقتها هتخسر كتير، شغلك وشركاءك وكل حاجة.
مسكها من شعرها بشراسة، مهتمش لتهديدها، مارية واجهته بحقيقة اتجاهلها كتير، هو فعلاً سكت كتير لحد ما البنت خرجت عن سيطرته وكله بسبب أمها، هدى السبب في كل ده، اتكلم بصوت عالي
تمام، من بكرة الصبح هننزل مصر، هاخدك ونعيش هناك ونشوف موضوع الشرطة ده بعدين، ولو رفضتي تسافري معانا هرميكي هنا من غير ولا مليم.
البنت خافت، يمكن في الأول كانت مفكرة إنها تقدر تتحداه وتبين إنها قوية، حتى لما قالت إنها هتكلم الشرطة، كان لوي دراع مش أكتر، خافت من نظرات والدها وسكتت، لكن للأسف اتدخلت هدى اللي وصلت البيت وسمعت صراخ بنتها وصوت ثابت العالي.
هدى اتجننت لما شافته بيضرب بنتها وزاد جنونها لما سمعته بيقول هينزل مصر، بيقرر ويحدد من غير ما يرجعلها.
دفعته بعيد عن بنتها، خدتها من بين ايديه بالقوة ووقفت في وشه بملامح كلها غيظ وتحدي
سألت بتريقة وسخرية :
مصر مرة واحدة، ياترى بقى يا ثابت بيه القرار ده اخدته فجأة كده ولا بتخططله من فترة؟!
ثابت : وإيه المانع، بلدنا ومسيرنا نرجع لها، وبعدين عجبك العيشة دي، مش شايفة بنتك ومنظرها!
هدى : طبعاً عجباني عيشتنا، معانا ملايين، بنلبس براندات، بنخرج في أماكن عمرنا ما كنا نحلم بيها، وبالنسبة لبنتك مالها مش فاهمة، مفروض تلبس نقاب يعني وتقعد تستنى العريس، عادي تعيش سنها.
ثابت بتخبط وتيه :
انتِ مجنونة يا هدى، مش فاهمة بتقولي ايه ولا بتستعبطي، إحنا مسلمين، مش أجانب.
هدي : وهي كفرت، عادي لما تكبر تعقل وتركز في مستقبلها، من حقها تستمتع بكل مراحل عمرها.
خدت بنتها معاها وخرجت برة الفيلا بس قبل ما تمشي التفتت وقالتله :
لو ناوي تنزل مصر، سافر كام يوم غير جو وارجع، لكن اعمل حسابك هتنزل لوحدك، أنا وبنتي مش نازلين.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
من وقت ما والدها كلمها وقال أنه نازل مصر وهي محتارة، نفسها تشوفه، بس مش واحشها، يعني إحساس بيشبه مشاعر الناس اللي بتخاف من البحر، مستحيل تنزل في حضنه لكن بيعشقوا يشوفوه من بعيد.
هتقوله إيه، هيتكلموا في إيه، هتسلم بايدها ولا هتحضنه، ياترى حضنه زي زمان ولا اتغير، يا ترى أصلا هو لسه فاكرها ولا نازل صدفة وبالمرة هيشوقها.
كل حاجة في الفترة دي ملخبطة، وعد اتجوزت، وسميرة متغيرة، وثابت هينزل بعد غياب سنين كتير، ده غير الجامعة، والكلية الجديدة، لسه مش عارفة تتعود على النظام ولا الناس، خايفة تصاحب حد أو تتكلم مع حد.
كملت لبسها وحاولت متفكرش، عندها محاضرة ولازم تستعد وتخرج، انتهت من لبسها، اتأكدت إن كل حاجة مظبوطة وخرجت على الجامعة.
هناك اختارت مكان فاضي وقعدت، هي متعودة تروح بدري وتقعد بعيد عن الزحمة.
قرب منها شاب وسيم اول مره تلمحه في الدفعة.
سألها بترقب :
بعد اذنك ممكن أقعد ولا المكان محجوز هنا كمان؟!
ضحكت بخجل وشالت الكتب من جنبها وحركت رأسها بنفي، اتكلمت بصوتها اللي كان تميمة السحر وتعويذة خطفت قلبه لأول مرة في حياته وقالتله برقة، بحة مميزة في صوتها أول مرة يسمعها عند حد :
لأ أبدا، اتفضل اقعد.
قعد أكرم واتنهد مرتين بيحاول ياخد نفسه، لسه راجع من شغله وطلع جري على الجامعة بيحاول يلحق المحاضرة، فضل ساكت دقايق وبعدين ابتسم وقالها
متشكر جدا، أنا أكرم عبد الملك.
مد إيده يسلم عليها، رفعت وشها وابتسمت، بنت خمرية، شعرها أسود طويل، ملامحها مريحة بشكل عجيب، فضل باصص كتير لعنيها ولأنها متعودتش تتكلم مع حد غمضت عينيها بتوتر وقالتله :
أنا كاريمان ثابت.
أكرم كان بيحاول يتكلم، عاوز يتعرف عليها، رغم انه في مكونش صداقات مع أي حد، اتكلم بصوت عالي شوية لأن المدرج كله أصواتهم متداخلة وصعب إنها تسمعه وسط العدد الكبير ده وقالها :
انا آسف لو اتكلمت في البداية بطريقة مش كويسة، بس حقيقي بقالي ساعة بحاول الاقي مكان اقعد فيه وللأسف كل بينش قاعد فيه واحدة وحاجزة الباقي كله لأصحابها.
ابتسمت كاريمان والمرة دي أكرم قلبه دق بشكل غريب، حاسس انه بيحلم، إزاي الإحساس ده غريب وفي نفس الوقت عاجبة جدا، قلبه بيدق بألم لذيذ، ابتسم هو كمان وكأن ابتسامتها عدوى بتتنقل للي حواليها، وضحتله هي بتردد :
معظم البنات هنا متصاحبين مع بعض، كل مجموعة بيحجزوا أماكن يقعدوا فيها.
أمجد : وانتِ؟!
رجعت شعرها لورا واتنهدت بحزن
لأ، أنا مش عندي أصحاب، مش بعرف اصاحب حد بسرعة، عندي صاحبة واحدة، بس للأسف مش بتحضر الترم ده بانتظام.
أكرم : وليه ما تصاحبيش ناس جديدة؟
كاريمان : أنا طبعي كده، بخاف اتكلم مع حد.
أكرم بترقب :
بس أنا شايفك بتتكلمي معايا واسلوبك جميل، مش فاهم المشكلة.
كاريمان بصدق:
انت أول حد اتكلم معاه على فكرة، ودي أول مرة اشوفك فيها، سكتت شوية وقالتله، أنا أول مره أشوفك.
أكرم بتوضيح : مش بحضر غير وقت الإمتحانات، أنا بشتغل وصعب أوفق بين مواعيد المحاضرات والشغل، اتكلم بحماس وكأنه بيوعدها بوعد :
بس هحاول أحضر علطول
كاريمان : ياريتني أقدر اعمل زيك.
أكرم بترقب :
وايه المانع؟!
رفعت كتفها وفكرت شوية وقالتله
ماما بتخاف عليا، أصل انا وحيدة، وماما بتقلق، بتقول الدنيا مش أمان.
للمرة الثانية قلبه بيدق بنفس الشكل الغريب لكن المرة دي ملامحه اتبدلت لأنه رجع للواقع، شكل لبسها وطريقتها في الكلام بيقولوا إنها مرتاحة مادياً، بنت وحيدة وأكيد أهلها مدلعينها، لعن غباءه وتفكيره اللي وصله لنقطة عمره ما دخلها، هو بيفكر في ايه، ارتباط وإعجاب فجأة ومن أول نظرة ومحادثة بينهم.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وعود الليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى