رواية وعود الليل الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نداء علي
رواية وعود الليل الجزء الحادي والعشرون
رواية وعود الليل البارت الحادي والعشرون
رواية وعود الليل الحلقة الحادية والعشرون
أختي!
جاسم شاورلها تقعد وقالها
اهدي بس وافهمي، دي كاريمان أختك الكبيرة، مهندسة وناجحة جدا، والدك كلمني عنها من فترة.
ضحكت ماريا باستهزاء ورفض وقالتله بدهشة
أختي إزاي، انت بتهزر يا جاسم.
جاسم : لأ، أختك حقيقي، من الأب، معقول ثابت بيه مقالش قدامك ولا مرة إن عنده بنت غيرك، كان متزوج قبل والدتك.
ماريا : ماما قالت مرة إن بابا كان أرمل، ولما سألتها عنده أولاد قالت لأ، معقول كذبت عليا.
جاسم : هو الحقيقة والدتك تصرفها منطقي، شخصيتها بتقول كده.
ماريا بحدة وتحذير : انت قصدك إيه، على فكرة مامي جميلة جدا وطيبة، هي بس يمكن حاولت تبعدني عن المشاكل.
جاسم ببرود : يمكن، وعموما الغلط على والدك، كاريمان بنته تخصه هو، متخصش والدتك.
ماريا اتضايقت من مهاجمته لأمها، نفخت بملل وقالتله
مش فارقة، هيحصل إيه يعني لو كنت عرفت، انت شايف أختي اللي بتتكلم عنها عاملة إزاي.
دي بنت معقدة، حقيقي مش فاهمة إزاي دي مهندسة، دي إنسانة غبية، عارف ماما عندها حق لما قالتلي زمان إني مليش أخوات.
جاسم : على فكرة انتِ متحاملة عليها، لو فكرتي بعقلك هتلاقي معاها حق، يمكن طريقتها غلط لكنها معذورة.
ماريا : يا سلام، وانت بقى متعاطف معاها كده ليه.
جاسم: مش متعاطف ولا حاجة، أنا بس هسألك سؤال، لو حد قفل باب بيته على ايدك او خبطك بعربيته بدون قصد هل ده هيهون عليكي ويقلل من رد فعله، هل لو اتأذى بسبب تصرفك ده هيفرق معاه إنك كنت تقصديه أو لأ، ولا هيتصرف على حسب احساسه ودرجة الألم.
ماريا ملامحها هدأت وبدأت تبصله بترقب
جاسم كمل كلامه بجرأة
والدك رمى البنت دي وهي بيبي، طفلة يدوب فقدت أمها وقبل ما تفهم معنى الموت والفقد هرب من مسؤولياته ناحيتها وسابها لخالتها، تخيلي لو كانت خالتها دي ست قاسية أو غير مسؤولة كان مصير كاريمان إيه.
جاسم اتكلم بحيادية وصدق
وقت ما والدك دخل السجن كان كل كلامه عنك، خوفه وقلقه عليكي، صحيح اتكلم عن كاريمان لكن مشاعره ناحيتها موصلتنيش كنت شايفه تقضية واجب، حاجة ملزم يعملها وبس، فاهمة قصدي.
ماريا كشرت ومدت شفايفها بحزن وقالتله
بس أنا مش طرف في المشكلة، ملهاش حق تعاملني بقلة ذوق بالشكل ده، تعرف مفروض كنت اسيبها تغرق.
ضحك جاسم وقرب منها بدون وعي، مشاعره بدأت تحركه ناحية ماريا من غير ما يحس، شدها لحضنه وهمسلها بلطف
على فكرة انتِ مستحيل تعملي كده، وصدقيني هي أكيد مبسوطة أنكم اتفابلتم، الحكاية محتاجة وقت مش اكتر.
ماريا استكانت بين ايديه واتنهدت بقوة، سألته بخفوت
انت غريب أوي، ساعات بتكون طيب وعاقل وساعات بتكون قاسي ومجنون.
جاسم ضحك بهدوء ومتكلمش لأنه مش عاوز يرد وتفهم كلامه غلط أو يحصل بينهم خناقة جديدة، هو مكتفي بالحالة اللي عايشنها، لا سلم ولا حرب حاجة أشبه بالهدنة.
بعدت عنه بعد وقت وسألته
تفتكر كاريمان دي هي وجوزها بيحبوا بعض، متجوزين عن حب اقصد، أصل شكله خايف عليها أوي.
جاسم : طبيعي يخاف عليها، دي مراته ولسه عرسان جداد.
ماريا : تؤ، مش قصدي كده، نظراته لها مختلفة، مش هتقدر تفهمني.
جاسم كان مستغرب كلامها، هو بطبعه مش مقتنع بالحب، الزواج شروطه الأساسية بالنسبة له التفاهم والإحترام المتبادل، الحب مع الوقت بيختفي والأهم هو التفاهم، حاول يوصلها وجهة نظره لكنه تراجع، وبدل ما يوضحلها تفكيره سألها بفضول
تحبي نحجز في مكان تاني، نسيب الفندق هنا.
وقفت ماريا وقالتله بلهفة
لأ، أنا حبيت المكان هنا، وبعدين لو قصدك علشان كاريمان خليها هي تمشي، أنا ليه اتنازل واسيب مكان عجبني.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
كاريمان كانت في حالة انهيار تام، وأكرم كان هيتجنن من ضعفها ده، أول مره يشوفها بالشكل ده، اتكلم بدهشة :
علشان خاطري بس فهميني، في إيه، تعبانة نروح للدكتور، تحبي نرجع القاهرة، أعمل إيه بس علشان تهدي.
كاريمان رفعت وشها وبصتله بحزن وقهر، اتكلمت بصوت مبحبوح من كثر البكاء:
دي أختي، أنا عرفتها لأن بابا كلمني عنها، كان بيفرجني على صورها لما ينزل مصر، كان بينزل كل كام سنة يقعد معايا ساعة، كان بيقضيها كلام عن بنته، أنا بكرهه، وبكرها يا أكرم، أنا تعبت حقيقي مش قادرة.
أكرم قعد جمبها وخدها جوة حضنه، احتواها في صمت وهي كملت كلام بخفوت
لو أعرف إني هكون مديونالها بحياتي كنت اختارت الموت، ليه تنقذني وأنا بسببها هي وأبوها عايشة ميتة طول عمري.
أكرم رغم أنه مقدر مشاعرها لكنه حس إنها بتبالغ، ياما ناس اتجوزت وبعدت عن ولادها لكن ده مش مبرر للعقوق ابدا، مسد على شعرها وقالها بحب :
مهما حصل هيفضل والدك، مينفعش تتكلمي عنه كده، والبنت ملهاش ذنب، هي برده اصغر منك ويمكن منتبهتش أول ما اتقابلتوا، اكيد هو مكلمها عنك بس يمكن نسيت ولا حاجة.
كاريمان غضبت من كلامه، في الوقت ده مش محتاجة نصايح هي محتاجة حد يسمعها وبس، قبل ما تتكلم رفع ايده باعتذار وقالها :
أنا آسف، مش وقت نصايح ولا عتاب، انتِ صح وأنا غلطان
كاريمان عيطت من تاني، جواها إحساس غريب ومتناقض مش فاهمة هي عاوزة إيه، عارفه انه معاه حق وان ماريا ملهاش ذنب لكن في نفس الوقت محتاجة تلوم حد.
غمضت عنيها بتعب وقالتله أنا آسفه يا أكرم، اكيد بتقول في بالك إني نكدت عليك في شهر العسل.
أكرم باسها بخفة وهمس لها
هو الحقيقة يعني نكد اورجانيك واكشن وخناقات، يعني مش سايبه حاجة خالص ياقلبي، بس والله كل ده يهون قصاد ضحكة من الشفايف دي، قرب منها وباسها تاني بلهفة وشوق وهي اتجاوبت معاه وكأنها بتهرب من كل شيء له هو وبس، ضمها بين ضلوعه وتاهوا عن العالم وذكرياته وكل مخاوفه، وساعات كثيرة بنحتاج ركن نختبيء جواه، المهم إنه يكون أمان.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
ثابت قدر يلملم نفسه، قرر يتناسى هدى ويبدأ من جديد، باع نصيبه من الأسهم في سرية تامة وحجز تذكرة لمصر، هينزل نهائي ويقضي الباقي من عمره في مصر، خطر على باله فكرة مجنونة، سميرة، طالما لسه من غير زواج ليه ميطلبش منها تتزوجه، على الأقل هتبقى وسيلة تقربه من كاريمان، مفيش حد يعرف البنت زيها وفي نفس الوقت تبقى ونس له، ياريته اتزوجها من البداية بعد وفاة أختها، كانت هتصونه وتربي بنته لكن للأسف جمال هدى ورغبته فيها كانت أقوى من اعتبارات كثيرة.
استعد واتوجه للمطار وبدأت رحلة عودته لمصر.
اتوجه للمطار وفكر ياخذ ايه لكاريمان؟ هو حافظ ذوق ماريا، بتحب ايه وتكره إيه لكن كاريمان بالنسبة له لغز، خايف يقرب منها ولازم يحاول.
دخل السوق الحرة واشتري هدايا كتير، من كل نوع اثنين لبناته وفكر يجيب هدية لطيفة لسميرة، خلص وابتسم بخفة وهو بيتخيل بنانه حواليه وحياته الجديدة بتبدأ على أساس صحيح.
بعد كام ساعة وصل مصر، نزل فندق وارتاح ساعتين وبعدها مباشرة راح البيت عند سميرة
أول ما شافته اتفاجئت، متوقعتش أبدا إنه ينزل، رحبت به بعد ما دخل البيت، مد لها ايده بالهدايا وقالها
دي حاجات كاريمان، ودي علشانك انتِ.
سميرة اترددت قبل ما تأخذها لكنه أصر وقالها
دي حاجة بسيطة، الحقيقة انك تستاهلي أكثر من كده مليون مره.
هي كاريمان فين؟!
سميرة قعدت وقالتله
شوف يا ثابت انا عارفة انك هتزعل بس حقيقي إحنا حاولنا نتواصل معاك بس مقدرناش.
ثابت قلق وملامحه اتغيرت سألها بلهفة
كاريمان كويسة، حصلها حاجة!
سميرة : الحمد لله بخير، بس يعني هي اتجوزت.
ثابت كان فاتح بوقه من الصدمه وساكت، حركت ايدها قصاد وشه وقالتله
انت كويس، الووو.
ثابت حاول يتحكم في غضبه لأنه بيحاول ينال رضا سميرة، اتنفس بقوة وسألها
ممكن أعرف إزاي بنتي تتجوز من ورايا، يعني بأي منطق.
سميرة بتحدي : بنفس المنطق اللي خلاك زمان تجيبها لحد هنا وتسافر وتغيب سنين متعرفش عنها حاجة، ومع ذلك يا ثابت بنتك حاولت تتصل على سيادتك مليون مرة وكل مرة كانت بترجع بخيبة جديدة لأن طبعا سيادتك لما دخلت السجن مبقاش بينك وبينها أي تواصل مع أنه على حد علمي السجون في بلاد برة متقدمة جدا وممكن تقدر تتصل على أي حد في أي مكان.
ثابت اتعدل في قعدته وقالها :
ممكن تقعدي وتهدي، أنا مش بحاسبك ولا جاي اتخانق، بس اعتقد انه من حقي ازعل، مش حاجة سهلة اني اسمع خبر زواج بنتي زي الغريب، ومع ذلك انتِ معاكي حق لكن للأسف وقت ما دخلت السجن اليأس أتمكن مني وفكرت ان بعدي عنها راحة لها على الأقل متحملش همي، لكن الحمد لله ربنا أظهر براءتي وخرجت وأول حاجة فكرت فيها إني ارجع اعوضها عن غيابي لكن شكلي اتأخرت أوي.
سميرة : متأخرتش ولا حاجة بالعكس البنت بعد الزواج بتحتاج سند اكثر، كاريمان هشة جدا وبريئة وجودك هيفرق معاها كثير المهم بس تكون ناوي تعوضها بجد رغم ان اللي فات مستحيل يرحع.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
وردة وربيع كانوا في المستشفى منتظرين الدكتور يخرج من غرفة أمجد، طلع الدكتور ر بعد فترة وملامحه لا تبشر بالخير، ربيع قرب منه بحذر وسأله بهدوء
إيه الأخبار يا دكتور، طمني.الدكتور بصله هو وردة بتعاطف لكنه صعب يخبي الحقيقة ساعات المواجهة بتكون قاسية لكنها ضرورة للنجاة
اتكلم بعملية وتوضيح
للأسف الحالة متأخرة جدا، واضح انه بيتعاطى من سنين والمشكلة انه بدأ يتعاطى آيس، او شبو زي ما بيقولوا، الحبوب دي بتدمر الجهاز العصبي، وحقيقي العلاج بيتطلب وقت وإرادة قوية جدا.
ربيع : اعمل اللازم يادكتور وإحنا تحت أمرك، أمجد شاب متربي وابن حلال لكن نقول إيه الشيطان ضحك عليه وولاد الحرام سحبوه للطريق ده.
الطبيب ابتسم بمجاملة وسابهم واتحرك نحو مكتبه وفضلت وردة تبكي بخزي وخوف
وقف جمبها ربيع وطمنها رغم احساسه بالقلق من كلام الدكتور
ربيع : اطمني يا أمي، ربنا كريم وقادر يشفيه
وردة :ابني ضاع يا ربيع، تعبي وشقايا أنا وابوه انتهى.
ربيع : سبيها لله، المهم اننا عرفنا نوصله ونجيبه هنا.
وردة بصتله بأمل ولهفة وكأنها شافت طوق نجاتها وقالت :
مفيش غير وعد، مراته وحبيبته لازم تقف جمبه في الظروف دي، لو شافها هي وابنه نفسيته هتتحسن ويبقى عنده أمل.
ربيع استغرب تفكيرها :
كلام إيه ده يا حماتي، وعد بالذات صعب ترجع بعد اللي حصلها على ايد أمجد.
وردة عيطت بيأس : متقفلهاش بس يا ربيع، يابني ياما بيحصل وعمر اللي بيحب ما يكره وهي بتحبه وعندها منه ولد يعني واجب عليها تسانده.
ربيع عارف اد إيه وردة عنيدة وبتتمسك برأيها
هز رأسه بخفة : ان شاء الله خير، ادعيله انتِ بس ولو تقدري تكلميها أو توسطي حد ما بينكم شوفي ، وكله على الله.
…………………………..
ممدوح بعد ما أمجد نزل من عنده، وأهانته له وكلامه القاسي مقدرش يتحمل، دخل غرفته ونام ولما طول في نومه دخلت مراته تصحيه لكنه مردش عليها حاولت مرة واثنين وثلاثة وبعدها صرخت برعب لأنها اعتقدت إنه مات.
اتلموا الجيران ساعدوها واخذوه على المستشفى وهناك عرفوا انه أصيب بجلطة على المخ، أسعفوه والدكتور قالهم ان تأثير الجلطة هيظهر خلال الأيام الجاية وبعدها هيكتبوله ادوية تناسب حالته.
سعاد كانت واقفة مكانها محتارة، خايفة ووحيدة، سندها الوحيد هو ممدوح، عشرة عمرها وأبو بناتها وحبيبها، ليه الدنيا اتغيرت فجأة كده، وعلى ايد مين! أمجد، زوج بنتها، مش كفاية اللي عمله في وعد، كمان كان هيتسبب في موت ممدوح.
خرجت ممرضة من غرفة الكشف وقالتلهم :
الحاج اللي جوة بينده على واحدة اسمها وعد، لو هنا خلوها تدخله.
سعاد بصت لبناتها بحزن لحد ما بنتها الصغيرة قالتلها
كلمي ابله وعد خليها تيجي يا ماما، إحنا كلنا محتاجينها.
سعاد كانت منتظرة كلام بنتها، فعلاً الكل محتاج وعد، يمكن كانوا قاسيين عليها لكن مهما حصل هتفضل وعد مختلفة ومكانتها عندهم غير الكل.
اتصلت عليها مرة واثنين ومفيش نتيجة، سعاد نكست رأسها بحزن لأنها اعتقدت ان وعد رافضة ترد لكن في الوقت ده كانت وعد نايمة وموبايلها صامت بعد ما قضت يوم طويل ومرهق مع بريق في شغل واتفاقات جديدة لمقابلات وفيديوهات هتنشرها بشكل شبه يومي على قناتهم على اليوتيوب والتيك توك.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
جاسم اخذ موبايله وخرج للبلكونة يكلم ثابت بعيد عن ماريا اللي اتأكد إنها نايمة ومش سمعاه.
اتكلم بصوت خافت :
حمد الله على السلامة يا ثابت بيه، إيه الأخبار ؟
ثابت : الأخبار عندك انت، ماريا عاملة ايه معاك، وانتم فبن؟
جاسم : أنا اخذتها وسافرنا الساحل كام يوم تغير جو لأنها زهقت من البلد.
ثابت : أممم، تمام يا جاسم، خلي بالك منها، وبلاش تقولها إني في مصر لحد ما أدبر أموري وأشوف هقولها إيه لما نتقابل.
جاسم : تمام، زي ما تحب.
ثابت : أنت عاوز تقول حاجة ومتردد، في إيه ؟!
جاسم : إحنا اتقابلنا بالصدفة مع مدام كاريمان، بنتك.
ثابت انتبه كلياً وتعجب : كاريمان، معقول وبعدين احكيلي.
جاسم قاله كل اللي حصل من اول ما اتقابلوا وثابت كان بيسمع باهتمام.
انتهى جاسم من كلامه وثابت سأله :
الولد اللي متجوز كاريمان، رأيك إيه فيه!
جاسم : مقدرش احكم عليه من مجرد مقابلة، لكن واضح انه بيحبها وفي بينهم تفاهم.
ثابت : ماشي يا جاسم، كل حاجة هتتصلح واحدة واحدة، اللي يهمني حالياً ماريا، حاول تشغلها أد ما تقدر وتبعدها عن أي حاجة توصلها لهدى، تمام.
جاسم : حاضر، مع السلامه.
قفل معاه ودخل الجناح واتأمل ماريا وهي نايمة، أد إيه جميلة وجذابة قرب منها وحرك ايده على شعرها لكنها كانت مستغرقة في النوم جدا، ابتسم على شكلها الطفولي وفرد جسمه جمبها وشدها برفق ناحيته وغمض عنيه هو كمان وراح في النوم بسرعة بعد ما اطمأن إنها معاه.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
كانت كاريمان ساندة على كتف أكرم وهو محاوطها بذراعه وبيتفرجوا بسعادة على صورهم يوم كتب الكتاب وبيسترجعوا مواقف ولقطات مختلفة بعضها رومانسي وبعضها مضحك.
اتنهدت كاريمان باشتياق لما شافت سميرة وقالتله :
اد إيه ماما وحشتني، عارف يا أكرم خايفة أكلمها بعد اللي حصل اليومين اللي فاتوا حاسه إني طفلة وأول ما هكلمها واسمع صوتها هتعرف بسهولة واقولها الحقيني يا ماما كنت هغرق وأموت.
ضمها أكرم بخوف واتكلم بحب
بعد الشر، الحمد لله أزمة وعدت، وبعدين لازم تكلميها بدل ما تفكر إنك نسياها ومشغولة عنها.
كاريمان : تفتكر ممكن تزعل مني!
أكرم : طبعاً، أي أم أو حد بيحب حد لو حس إنه بعيد ومشغول عنه بيحزن، الحب وصال واهتمام.
رفعت وشها وبصت لعيونه بحب وهو قرب منها لثم شفايفها بعشق لكن قاطعهم رنين موبايلها.
بعدت كاريمان بخجل وشافت مين بيتصل، كان مدير الشركة، اسمه مهند، شاب في أواخر الثلاثين واعزب.
كاريمان ابتسمت بتوتر، هي عارفه ان أكرم مش بيرتاح لمهند، يمكن غيرة واحتمال يكون مبالغة من أكرم لأنها من اول ما اشتغلت معاه بيتصرف معاها بحدود، بيهتم بها وبيقدر شغلها لكن هو بيعمل كده مع الكل، شاورت بعيونها على الموبايل، وكأنها بتستأذن ترد ولا لأ وأكرم وافق على مضض.
حاولت تنهي المكالمة مع مهند بسرعة قدر المستطاع وبين لحظة والثانية كانت بتشوف رد فعل أكرم، خلصت كلامها ودورت عليه كان واقف بيتأمل البحر وسرحان، لو يقدر يخبي كاريمان عن الناس والدنيا لو بامكانه كان طلب منها تسيب الشركة دي وتبعد عن مهند أو أي راجل يبصلها، لكنه للأسف متكتف، عاجز عن اتخاذ قرار لأنه معندوش بديل، هيحرمها من حقها في تحقيق طموحها وهيظلمها ماديا لأنه مش هيقدر يعوضها لو بطلت شغل.
قربت هي وباست خده بخجل لكنه استمر على سكوته وغضبه الواضح
همست برقة
وبعدين بقى، يا أكرم مكنش قصدي قولتلك.
اكرم اتعصب غصب عنه وصوته ارتفع وهي بعدت بخوف :
قولتلك الراجل دا أنا مش بحبه ولا برتاحله، يتصل عليكي ليه من الأساس، لو على الشغل فالمفروض إنك إجازة وحتى لو عندك شغل اعتقد انه بينتهي بعد ما تروحي بيتك.
كاريمان : معاك حق، بس صدقني مستر مهند مهذب جدا، ده متصل يباركلنا على الجواز، معرفش انت كارهه ليه.
شدها أكرم فجأة وضمها لحضنه بقوة وهي شهقت بخوف :
افهمي بقى، أنا بتجنن من براءتك دي، الحيوان ده عينه منك، معجب بيكي.
كاريمان رفضت كلامه وقالتله
مستحيل طبعا، أكرم بجد هزعل منك، أنا عارفه انك بتغير بس مش للدرجة دي.
اكرم : شوفي من الاخر، ممنوع حد يتصل عليكي بعد الشغل وخاصة الراجل ده، اتفقنا.
كاريمان : بس يا أكرم…
أكرم : هششش، الموضوع منتهي، أنا وافقت وشجعتك على الشغل لأن طموحك ونجاحك يسعدني اكتر ما يسعدك وانتي عارفه لكن مش مسموح لحد يشاركني فيكي ولو حتى في تفكيره، فاهمه.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وعود الليل)