رواية وعود الليل الفصل الثالث 3 بقلم نداء علي
رواية وعود الليل البارت الثالث
رواية وعود الليل الجزء الثالث
رواية وعود الليل الحلقة الثالثة
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
انتهت سميرة من صلاتها، غمضت عينيها ودعت ربها في صمت، دعوة ثابتة مبتتغيرش كل يوم، دعوة من قلب بقى فاقد الأمل في الناس وصدقهم وبالتالي بتتمنى ربنا يبعدهم عن طريقها هي وطفلتها الصغيرة، ابتسمت بسعادة لأن البنوتة الصغيرة كبرت ٣ سنين، سنين عدت متعرفش امتى وإزاي، هي وكاريمان اتعودوا بسرعة على بعض، أحيانا بتحس إنها فعلاً بنتها مش بنت أختها، حمدت ربنا إن طول السنين دي ثابت اختفى، مفكرش ينزل مصر ولا مرة، اكتفى بمكالمة موبايل كل كام شهر بيطمن فيها على بنته ويوعدها إنه نازل قريب.
قامت بسرعة من مكانها لما حست ان الوقت هيخدعها، النهاردة يوم مهم، عيد ميلاد حبيبتها، ياه الأيام بتجري بسرعة، امتى يعدي الوقت وتكمل ٢٠ سنة، سعادتها اختفت لما تخيلت اليوم ده، كاريمان هتكبر وتقابل ناس جديدة، ممكن تحب وترتبط بشخص متعرفوش، إنسان ترمي بين ايديه روحها وحياتها وتثق فيه وفي الاخر يخون ثقتها.
حركت رأسها اكتر من مرة وكأنها بترمي الفكرة بعيد، لسه كتير لحد ما اليوم ده يجي، ومن هنا لحد ما يحصل عليها تقوى كاريمان، تعلمها ان الحياة خداعة وإن الأمان معناه نفسي وبس.
جالها رسالة، عرفت مصدرها بس حبت تتأكد، اتحركت كام خطوة، مسكت الموبايل وشافت الرسالة، كانت من حسابها في البنك، الحوالة بتاعت كل شهر، ثابت لحد النهاردة ملتزم بمصاريف بنته، حمدت ربها إنه مخذلهاش في النقطة دي كمان، هي صحيح بتشتغل لكن للأسف مرتبها ميكفيش حاجة، يدوب بتدفع منه إيجار البيت ومواصلاتها، دخلت كاريمان بسرعة من غير ما تخبط، شهقت سميرة بفزع وهي بتتأمل ملامح كاريمان، سألتها بقلق
في إيه يا حبيبي، بتنهجي كده ليه، حد زعلك؟!
كاريمان : لأ، بس أنا ندهت عليكي كتير ومردتيش وخوفت عليكي أوي.
حضنتها سميرة واتكلمت بود : متقلقيش يا ناني، كنت بصلي العصر، يلا قوليلي بقى كنتي بتدوري عليا ليه؟!
كاريمان : عاوزة اروح مع وعد وأخواتها، قالولي أدخل عندهم البيت بس قولتلهم هسأل ماما الأول.
سميرة : ماشي يا قلبي، نص ساعه، خليكي معاهم وهجيلك اخدك ونخرج، هنشتري حاجات ونتغدي برة كمان.
فرحت كاريمان جدا وجريت على بيت وعد علشان تلحق وقتها معاهم وسابت سميرة بتبص على أثرها بحب بيزيد كل يوم أضعاف.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
خرجوا من المستشفى، أخوات جليلة عرضوا عليها تروح تقعد عنده لحد ما تدبر أمورها لكنها رفضت، خدت ابنها وراحت الحارة، الناس قابلتهم بفرحة وترحيب، ساعدوهم باللي يقدروا عليه لكن جليلة كانت فكرت وقررت هتعمل ايه، طلبت من سمسار يشوفلها مشتري لأرض البيت، مفيش حل ثاني، مستحيل تتحمل تكلفة بناء بيت تاني غير اللي وقع ولا عندها فلوس تأجر شقة جديدة، هتبيع الأرض وتشتري شقة صغيرة تعيش فيها مع ابنها.
سألها أكرم بصوت خافت : هنقعد فين لحد ما نلاقي مكان يا أمي، أنا تعبان ونفسي أنام.
جليلة : متقلقش ياقلب أمك، أنا هاخد عربون من الحاج اللي هيشتري الأرض، هنأجر شقة لحد ما تفرج ونلاقي شقة تمليك على أد ظروفنا.
أكرم : ماشي، ربنا هيحلها ان شاء الله، المهم إنك بخير.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كانت الحفلة صاخبة، كأنها ملهي ليلي، موسيقى عالية، دخان السجاير معبي المكان، ناس بترقص وناس تانية في أوضاع حميمية كأنهم مغيبين، هدى كانت مشغولة مع أصحابها بتحاول تجاريهم، أما ثابت فكان حاسس بنفور غريب، هو عمره ما كان متدين بالشكل المعروف، يمكن طول عمره عايش حياته، شايف إن الصح والغلط بيعتمدوا على تقييم الإنسان وتفكيره، لكن عمره ما كان منحل بالشكل ده، متعود يخرج ويستمتع بحياته لكن ده مش استمتاع، الحياة دي مخيفة.
حاول قدر استطاعته يكمل الحفل، مقدرش، انسحب بهدوء، عارف إنه مفروض ياخد مراته معاه وهو ماشي لكن خاف ترفض وتحرجه، وفي نفس الوقت كان عاوز يبعد عنها.
وصل البيت، لقى بنته الصغيرة بتصرخ، وقعت وهي بتلعب وواضح إن مفيش حد جنبها، قرب منها بفزع وشالها بلهفة، البنت كانت بتصرخ بشكل هيستيري، وهو كان محتار مش فاهم إيه بيوجعها، فحصها بسرعة وأول ما لمس ذراعها صرخت بفزع، نده بصوت عالي، حاد على المربية، مردتش عليه، اضطر ياخد بنته ويدور عليها بنفسه، دخل غرفة مارية، انصدم لما شاف المربية حاطة سماعات في ودانها وبترقص بمنتهى السعادة، بتسمع أغاني ومندمجة معاها.
قرب منها وشد السماعات وهي اتفزعت وبصتله بتعجب
سألته وكأنها معملتش حاجة: في إيه مستر ثابت؟
ثابت : انتِ قاعدة هنا ترقصي وسايبة البنت لوحدها، جاي ترقصي وتغني ولا تشتغلي؟!
نكست رأسها بحرج ومتكلمتش وهو كان هيطردها لكن بكاء بنته خلاه يتراجع، للأسف مش هيقدر يتعامل مغاها لوحده، حذرها بغضب وقالها
جهزي البنت وخلينا نروح المستشفى، خلي بالك من ذراعها لأنه غالباً مكسور
شهقت بفزع وحزن، هي مكنتش تقصد أبدا تأذي البنت، كل ما في الأمر إنها حبت تتبسط شوية.
اما ثابت فكان حاسس بالذنب، للأسف لا قدر يهتم بكاريمان ولا عنده استعداد يراعي مارية، واضح انه أب فاشل.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
١٠ سنين فاتت، كل حاجة بتتغير، الناس والنفوس والظروف، حتى البيوت بتختلف، بتتلون وتتجدد وفي بيوت بتموت، وفي حاجات حوالينا بتمثل إنها ثابتة متغيرتش لكن جواها اتغير وبدلته الدنيا.
كاريمان عايشة حياتها بنفس النمط، بتدرس وتجتهد، ملهاش أصحاب ولا عندها طموح، رافضة حتى تفكر في والدها، مبيجيش على بالها وكأن عقلها بنى بينه وبينها حواجز وأسوار ، كانت زمان وهي صغيرة بتستناه كل يوم، كل يوم كانت بتحلم برجوعه، بتتخيله بيحضنها وبيعتذر عن غيابه، لكن مع مرور الوقت مبقتش تفكر.
حياتها بتمر بسرعة وهي بتحاول تلحقها، صديقتها الوحيدة وعد رغم اختلاف شخصياتهم لكنها بتثق فيها، بتحبها.
وعد اتخطبت لأمجد، بعد قصة حب استمرت من صغرهم لحد ما كبروا.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كان نايم ومغمض عيونه، خايف يكون قراره غلط، وفي نفس الوقت شايف حواليه الدنيا بقت غابة، مفيش أمان، لما بنته بتخرج من بيتهم للمدرسة أو الدرس بيخاف، كل خطوة بتبعدها عنه هي او أخواتها بيزيد خوفه، ليه ما يختارش الحل المتاح له، بنته مخطوبة، بتحب خطيبها وأهله عرضوا عليه يتمموا الزواج وتكمل تعليم عندهم.
زوجته كانت بتقنعه يرفض، هي عارفة إن الزواج حمل تقيل، مسؤولية وبنتها هتتحملها بدري، بتحاول تأجل لعل وعسى ظروفهم المادية تتحسن وبنتها تكمل تعليم خاصة وانها متفوقة.
اتعدل ممدوح في سريره وبصلها تحذير :
بقولك ايه، البنت في الأول والآخر ملهاش غير بيت
جوزها، وبعدين بنتك موافقة وراضية عاوزة ايه انتِ؟!
سعاد : بنتك صغيرة لسه، الحب عامي عنيها، الحياة صعبة وانها تفتح بيت في السن ده مش حاجة سهلة أبدا.
ممدوح : وأنا تعبت، الحمل تقل عليا والدنيا بقت صعبة، تتجوز وتكمل تعليم عندهم، واحمدي ربك إنهم مننا فينا ومش هيكلفونا فوق طاقتنا، خليني اشوف أخواتها، يكملوا تعليم ويشتغلوا ويساعدونا، أنا تعبت يا سعاد مبقتش قادر على الشقا والبهدلة.
قربت منه زوجته وطبطبت على ضهره بحنية وتفهم، ريحت راسه على كتفها وهو اتنهد بهدوء، كلمته بطاعة وهي بتقول :
خلاص يا ممدوح، اللي تشوفه أنا معاك فيه، أنا بس صعبان عليا البت وخصوصاً إن حماتها شديدة، يلا الخيرة فيما اختاره ربنا، هقوم ابشرها إنك وافقت وانت كلم أكرم واتفق معاه على المعاد،بس أهم شيء تأكد عليه إنها هتكمل جامعة، سامعني يا ممدوح!
ممدوح : ياستي خلاص فهمت، وبعدين انتِ عارفة ان منى عيني بناتي ياخدوا احسن شهادات بس هعمل ايه، العين بصيرة والإيد قصيرة، بأمر الله هنفرح بوعد وبعد كده مفيش بنت منهم هتتجوز ولا تتخطب غير بعد ما تخلص جامعة، وربنا عالم ان لولا ثقتي في الواد أمجد ما كنت هوافق ابدا، اطمني يا سعاد.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
سميرة عقلها في البداية مستوعبش طلب زميلها، معقول بيعرض عليها الزواج، بعد السن ده، دي عدت الخمسين، رفضت تتجوز في شبابها معقول تقبل في الوقت ده، وحتى لو فكرت وقبلت، كاريمان هتعمل ايه، هتروح فين، هل العريس هيتقبل وجودها، هيفهم علاقتهم، ولا هيكون سبب في حرمانها منها.
الناس هتقول عليها إيه، بعد ما شاب ودوه الكتاب، طيب ايه اللي حصل اشمعنى دلوقت بتفكر، ياما اتقدملها ناس ورفضتهم، ياما اتحايل عليها أبوها سنين أنها تتجوز وتشوف حياتها لكنها رفضت، ليه في الوقت ده عقلها بدأ يفكر وقلبها بدأ يميل؟!
لايك كومنت يا جماعة علشان البارت يظهر لل٠ميع، دمتم بخير ❤️
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وعود الليل)