رواية وعود الليل الفصل الأول 1 بقلم نداء علي
رواية وعود الليل البارت الأول
رواية وعود الليل الجزء الأول
رواية وعود الليل الحلقة الأولى
وعود الليل وهم، بتخدعنا وتدينا أمل كذاب وفجأة نكتشف إنها سراب، مجرد كلام صعب يتحقق.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
من وقت ما اتصل وطلب يشوفها وهي مقهورة، مش عاوزة تشوفه، ولكن مضطرة تقعد وتسمع، لما بعتلها كاريمان من أسبوع اتجنبت تقابله، اكتفت انها تاخد بنت اختها في حضنها تصبر نفسها وتصبرها على ألم الفراق، لكن مواجهتها معاه صعبة، هتفكرها بمواقف وذكريات أليمة.
صوت خناقها مع اختها لسه في ودانها، زي الصدى بيتكرر في كل وقت، بتتمنى لو الزمن يرجع وتقف في وشها، تمنعها ولو بالقوة من علاقتها بثابت، ياما حاولت تبعده عنه لكن للأسف اختها اختارته، بعدت عن الكل علشانه، ولما رجعت تودها وتقرب منها فقدتها للأبد.
افتكرت آخر زيارة له مع رحمة قبل ما تموت، كانت متحمسة إنها قربت تولد، كان باقي شهور بسيطة وتخلف إبنها الثاني، أد أيه كانت رقيقة، طيبة، متعرفش تكذب ولا تراوغ، حبها لثابت كان واضح زي الشمس لكن للأسف حبه كان فاتر، كل الناس كانت ملاحظة ده إلا هي.
سمعته بيخبط، ادعت القوة والصلابة،استعدت وراحت ناحية الباب، هي متوقعة إنه يوصل ويتكلم ويبرر لكنها مش هتسمحله يشرح حاجة لأنها ببساطة مش فارق معاها كلامه
فتحتله الباب بوجه خالِ من البهجة، دخل في صمت، بدأ يتكلم ويشرح ظروفه لكنها منعته عن الإستمرار.
اتنهدت سميرة بسخرية وكلمته ببرود وكأنه إنسان غريب أول مرة تشوفه :
مفيش داعي لكل الكلام ده، قول إنك هتتجوز وإن العروسة مش هتقدر تهتم بكاريمان، وبعدين إيه الغريب في الموضوع، من أول يوم دخلت فيه البيت ده وأنا قلبي كارهك، سبحان الله كأني قرأت جوة عينيك الندالة اللي اختي المسكينة كانت معمية عنها.
كلامها جرحه، اغضبه لكنه فضل ساكت، خايف من المواجهة لأن مواجهته معاها اكيد هتنتهي بمكسب جديد على حسابه
ابتسم بخفة وقالها:
عارف، والقلوب عند بعضها، أنا كمان عمري ما حبيتك، شخصيتك جافة، معندهاش مشاعر، اختك كانت ملاك مش فاهم ازاي انتِ وهي أخوات من نفس الأب والأم.
ضحكت سميرة واتحدته بنظراتها فنكس هو رأسه وبص على الأرض.
قالتله بقهر : اختي كانت ملاك، وقعت أسيرة لحب ما خدتش منه غير الألم، كانت هي الطرف المضحي، وقفت جنبك، اتحملت ظروفك وفي النهاية ماتت وهي بتحاول تسعدك، وشايف النتيجة، انت عايش بالطول والعرض، هتتجوز وتبدأ من جديد وترمي الذكرى الوحيدة الباقية منها وهي اندفنت تحت التراب، وللأسف ماتت مخدوعة وشايلة همك، كانت فاكرة إنك هتحزن عليها.
حاولت تهدي انفعالها، مش عاوزة تكمل نقاش معاه، هو ميستحقش حتى العتاب لكنها مقدرتش كملت كلامها بلهجة حزينة :
أنا عمري ما اعترضت على شرع ربنا، وفاهمة ان الحياة لازم تستمر وتمشي، لكن عمري ما فهمت إزاي الإنسان في لحظة بينسى عشق صعب يتكرر، يبيع ذكريات مستحيل يبنيها من جديد، نفسي افهم نوعيتك دي بتقدر تغير جلدها بسرعة كده إزاي، حقيقي نفسي اعرف يمكن اقدر أعمل زيك في يوم من الأيام.
قرب منها واتكلم بعصبية بعد ما كلامها قدر ينزع عن وشه ملامح البرود :
اسمعي يا ست انتِ، حياتي ملكيش علاقة بيها نهائي، أنا حر، كل اللي يربطني بواحدة زيك كان اختك الله يرحمها ومن بعدها كاريمان، أنا بخيرك، هتقدري تربيها خديها، مش عاوزة تشيلي مسؤوليتها قولي لأ وخلصنا، مش هتديني درس في الأخلاق علشان اسمع رأيك، الموضوع بسيط يا أه، يا لأ وبس، أي حاجة تانية مش من حقك تتكلمي عنها، فاهمة!
شاورت ناحية الباب، همست بتعب ظهر على ملامحها وقالتله، مع السلامة، ياريت تشوف حياتك بعيد واطمن بنت أختي هتعيش وهعوضها عن أمها وأبوها.
وصل للباب، اتراجع خطوتين واتكلم بتوتر
ممكن أشوف كاريمان قبل ما أمشي.
رفضت رفض غير قابل للمناقشة وهي بتقوله
كاريمان عند جارتنا، مفكرني هسيبها هنا وتسمع كلامنا، معتقدش إن وداعك لها هيفرق كتير، سيبها تتعلم القوة وتعرف ان التخلي واقع، خليها تفهم ان مفيش إنسان مضمون ولا حتى أقرب الناس ليها.
قفل الباب بغضب، عارف ومتأكد إن دي هتكون آخر مره يشوف فيها بنته، لكن عقله صورله إن ده في مصلحتها، خايف زوجته تظلمها، وهو معندوش طاقة يهد حياته الجديدة، يمكن ده الحل الأفضل له وللكل، أقنع نفسه بالكلام ده وسكن تأنيب ضميره خاصة وإن معظم اصدقاءه شجعوه على الخطوة دي.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
حضنته بسعادة وراحة، خلاص هيكملوا حياتهم من غير قلق، هي وثابت اتزوجوا من ٦ شهور، وافقت إنهم يتزوجوا من غير فرح، قدرت حزنه على زوجته المتوفية ورضيت بالقليل لأنها ببساطة بتحبه، من أول ما دخل بيتهم واتقدم لها وهي مغرمة به، ملامحه الوسيمة، وقاره وشخصيته الهادئة، كل حاجة فيه تتحب، لكن للأسف الشديد قابلته متأخر، بعد ما حب واتزوج غيرها وفوق كده مخلف.
في البداية كانت متقبلة وجود كاريمان لكن مع الوقت كانت بتحس ان البنت بتمثل سور بينها وبين ثابت ، نظراته بتقول إنه صعب ينسى الماضي، صبرت لحد ما اتأكدت إنها حامل ومن اللحظة دي بقى وجود كاريمان مستحيل يستمر، كرهت وجودها، خافت تأذي إبنها اللي بتتمناه، إيه المانع إنها تعيش مع خالتها، هتهتم بها وتربيها، وأكيد هو هيشيل مصاريفها وكده ميبقاش قصر معاها.
لمحت في عيونه ندم وتردد قابلته هي بابتسامة وحماس، جذبته ناحيتها وحطت ايدها فوق بطنها وهي بتقول بوعد كاذب زي حياتنا، أول ما أولد والدنيا تستقر هناخد كاريمان تاني، هنربيهم سوا وصدقني مفيش فرق بينهم أبدا، أنا بس الفترة دي تعبانة علطول، زي ما انت شايف الحمل صعب، لا عارفة أكل ولا أركز في حاجة، لكن بعد كده هتلاقي حياتنا كلها زي الفل.
بصلها بترقب : حقيقي الكلام ده يا هدى، يعني هنرجع كاريمان تعيش معانا!
هدى بتأكيد : طبعاً، أنا عارفة إنك صعب تبعد عنها سنة أو اثنين، بس غصب عني، مكنتش متوقعة إني أحمل ويكون حملي وحش أوي كده.
ضمها بقوة واتكلم بعشم زايد ميتناسبش مع تفكيرها وتفكيره.
عندك حق، ان شاء الله تقومي بالسلامة ونطمن على البيبي وفي والوقت ده تكون ناني كبرت شوية ولما ترجعلنا تهتم كمان بأخوها، كلامك مظبوط.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
حضنت ابنها بكل قوتها، حاوطته بجسمها وغمضت عنيها، محستش بأي حاجة غير الخوف، مش على نفسها ولكن خوف إنها تفقد إبنها، وحيدها، ملهاش غيره، اتجوزت راجل عمره كبير، يمكن ضعف عمرها، عاشت معاه سنة، اتوفى وسابها مع طفل مكملش شهرين، عاشت علشانه هو وبس، عوضها عن طفولتها وشبابها لا عندها أب ولا أم، أخواتها شغلتهم الدنيا واتفرقوا، بتشوفهم من السنة للسنة وبس.
بتقاوم الحياة والناس ورغم كل ده بيتها القديم مقدرش يقاوم، اتصدع وتعب وقرر ينهار فوقها، حضنت ابنها وقررت تحميه بروحها، دقايق واتراكم فوقهم جدران البيت، غمضت عينيها باستسلام، هتموت بس عالأقل هيكون ضناها معاها مش هتسيبه للعالم المرعب ده.
اتجمع جيرانها، حاولوا بكل الطرق يساعدوها، صرخت واحدة من الستات الواقفين
الحقوا الست جليلة، والنبي ياجدعان حد يلحقها، هي وابنها جوة البيت.
الكل اتعاون، حاولوا باستماته يخرجوهم وفعلاً قدروا يوصلوا، انصدموا من المنظر، جليلة فاقدة الوعي لكن أكرم كان في كامل وعيه بيبكي بخوف إن والدته تكون ماتت وسابته، سأله واحد من الناس
انت كويس يابني؟!
حرك رأسه في صمت ونظراته متسلطة على أمه ، وصلت الإسعاف بعد مدة طويلة، حاولوا يبعدوه عن أمه لكنه اتشبث بها، خدوهم الإثنين على المستشفى والكل كان بيدعيلهم بالسلامة.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
استقر ثابت في ألمانيا، مقيم في مدينة فرانكفورت، اختارها لأنها حيوية، هتساعده يحقق طموحه وينجح بسرعة.
كان معاه مبلغ كبير، باع كل ممتلكاته واختار يغامر ويسافر، وفعلاً قدر يفتح مشروع بسيط، ثابت إنسان ذكي جدا، عملي وبيحب يطور من نفسه، بيتكلم لغات كتير وبيجيد اللغة الألمانية وده خلاه يكون صداقات مع ألمان كتير.
بيصدر منتجات ألمانية لدول عربية، لأن الصناعة الألمانية جودتها بتميزها.
لكن خططه كلها مخققتش النجاح المطلوب، قدر يحقق مكاسب مالية في وقت قصير لكن خسر الألفة اللي بدأ يحس بها مع هدى.
رجع من شغله مرهق، الدنيا كلها في وشه صغيرة كأنها ملهاش منافذ يلتقط منها أنفاسه، حاسس انه بيصارع نفسه ومراته ومنافسينه، بيصارع الدنيا كلها وللأسف كل يوم بيزيد الضغط عليه، اتنهد بقرف وهو شايف البيت حواليه مقلوب كالعادة، مفيش حاجة مترتبة، كل يوم أكل جاهز ولو اتكرمت مراته وعملت أكل بيكون على هواها هي، عمرها ما سألته تاكل ايه، رجع بتفكيره شوية وعرف إنها كانت في أول سنة من زواجهم بتسأل، بتهتم بتفاصيله، للأسف أول ما سافروا ألمانيا واشتغلوا هناك وعرفت ناس جديدة.
من يوم ما ولدت وهي بعيدة، كان متخيل إنها هتكون أم مثالية لكن محصلش.
اتغيرت، اتبدلت كأنها مش هي، بقت زي الأجانب، بارده متعرفش معنى المودة والدفا، ضحك على سذاجته، كان مصدق إنهم هياخدوا كاريمان وتهتم بيها، دي رامية بنتها للشغالين، متعرفش عنها حاجة، حتى هو كمان ميعرفش، مش قادر يحبها، يمكن فقد قدرته انه يحب بعد رحمة، بعدها ظهر اسوأ ما فيه عقابه كان الست دي.
دخلت من باب الفيلا بتطوح، فكر في البداية إنها تعبانة أو فيها حاجة بتوجعها، قرب منها بسرعة لكنها دفعته بعنف وهي بتقول
يوووة، ابعد عني يا ثابت، راسي مصدعة ومش قادرة أقف.
صدمته مكنتش سهلة، حاسس بالعجز، مراته راجعة نص الليل، سكرانة!
مستوعبش الكلمة، بصلها وسألها بترقب
انتِ شاربة خمر، سكرانة!
نفخت بملل، رمت نفسها على الكرسي وقالت بجرأة :
سكرانة إيه بس، ده كاس واحد اخدته مع سيلين وجيكوب بعد ما المكتب اخد مناقصة مهمة، بلاش تبقى أوفر كده.
رجعت راسها للخلف وغمضت عنيها، دقيقة وكانت نايمة وهو لسه مكانه، مصدوم، ندمان وخايف من اللي جاي.
توقعاتكم للأحداث، رأيكم ايه في الشخصيات
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وعود الليل)