روايات

رواية وعد في العتمة الفصل الثاني 2 بقلم اسماعيل موسى

رواية وعد في العتمة الفصل الثاني 2 بقلم اسماعيل موسى

رواية وعد في العتمة الجزء الثاني

رواية وعد في العتمة البارت الثاني

وعد في العتمة
وعد في العتمة

رواية وعد في العتمة الحلقة الثانية

تسلق الدكتور معاذ درج السلم نحو شقته القابعة فى الطابق الثانى، كان الدكتور معاذ محدد حين بحث عن سكن ارادها شقه لا مرتفعه ولا منخفضه، كان يجد ذلك يمنحه مزاج رائق
ولأنه كان يعيش بمفرده ويشعر بالوحده كان يحب أن يستمع لأصوات الماره والباعه الجائلين أثناء نومة.
القى دكتور معاذ جسده النحيل على الأريكه ورزع كيس المشتريات على الطاوله فأحدث صوتأ غير معتاد جعله يفرك اذنه
اطلق تنهيده طويلة وسحب لفافة تبغ بعد أن مدد ساقيه على الطاوله
بصعوبه اخرج الولاعه من جيب بنطاله الأزرق، القى السيجاره داخل فمه واغمض عينه
فى العاده يساعدة التأمل على التخلص من توتره، اغمض عينيك وصك اذنيك، ابتعد عن العالم كله، راحت أصوات الماره تبتعد عن ذهنه وينمحى صخب العالم من امام عينيه
لم يكن فى تلك اللحظه مستعد ان يفتح عينه حتى لو قضمه جرزان او هر او مر فوق وجهه جلعوم قذر
طق، طق، سمع طرقات اصبع تشاغب اذنه بوتيرة واحده
طرقات تصدر من مكان قريب، انها على الطاوله التى يمدد عليها ساقيه
كان معاذ مصر ان لا يفتح عينيه مهما حدث، شنق الشاب منذ ساعات، لابد انه دفن الآن
ثم فجأه سأل نفسه، هو المشنوق مين بيدفنه؟
الحكومه ولا اهله، هاجس جعله يضحك، تغضن وجهه فجأه وكان الطرق لازال مستمر، لو كان الشاب ده ملوش قرايب
مصلحة السجون هتدفنه ولا يعرف احد ان كان عاش فى هذة الحياه من قبل
تلك الحظه توقف الطرق، انا لازم احضر الدفنه بتاعت االشاب ده، شعور تملك كل عقله
رفع تليفونه وكلم دكتور سعيد، يا دكتور سعيد هو المشنوق مين بيدفنه؟
صمت سعيد من غرابة السؤال بعد كده ضحك
انت لسه بتفكر فيه؟
تكنش ناوى تحضر الدفنه والعزاء؟ يا راجل فكك من كل ده ونام
الح معاذ على دكتور سعيد حتى اخد الافاده، كلم مصلحة السجون وعرف ان الشاب هيقوم بدفنه اهله، هيستلمو الجثه بكره الصبح
اسماعيل موسى
محسش دكتور معاذ برغبه للأكل، اخذ شور طويل ونام
وطول الليل كان بيسمع طرقات اصبع داخل غرفته
كأن شخص يجلس على مقعد ملاصق على السرير
يضرب طاولة مكتبه بأستمرار، بلا توقف، اللعنه على العقل اذا تملكه امر ما لا يتوقف عن خلقه مره واثنين واربعين حتى تظنه حقيقى،__ انا هموت لكن هو هيعيش يا دكتور
مين الى هيعيش!؟ وليه
وكيف تشعر جثه متعفنه فى المقبره بالسعاده كما ادعى الشاب؟
دا مجنون يا معاذ، مختل، سيكوباتى، نام، نام، نام
الشيء المؤكد ان النوم لا يأتى بالإكراه ولا يمكن اجباره على الحضور الا حينما تكون لديه رغبه فى وضع جسد فى حالة الموت المؤقت
قبل الفجر نام دكتور معاذ، نوم قلق، يذكر انه فتح عنيه أكتر من مره ورأى نفس الشاب يجلس على المقعد يضرب الطاوله بأصبعه
___الساعه عشره الصبح آفاق دكتور معاذ، عيون حمراء مشتكيه، هاتف المشفى وأعطى اخباريه بامكانية عدم حضوره حيث أن لديه امر طاريء
بدل ملابسه، ارتدى بدله زرقاء قديمه، ساعه اشتراها من تخفيضات واحده من الماركات العالميه، قبعه بحواف مستقيمه، لف وشاح حول عنقه، وتأكد ان علبة السجاير داخل جيبه، والولاعه، كان مقتنع تمامآ ان طلب قداحه او كبريت داخل جنازه او دفنه امر فى غاية الوقاحه
توقع حضور كبير، لكنه ملقيش غير سيارة قديمه واقفه قدام السجن داخلها ست قعيده ورجل يبدو أنه يساعدها يتحدث مع حارس السجن فى فمه سيجاره
خرج الجسد من باب السجن مكفن، نحيل وهادىء كأنه ميت
التحق دكتور معاذ بالكفن وساعد فى وضعه داخل السيارة
انت مين يا ابنى؟
التفت معاذ، كانت المرأة العجوز تتحدث اليه، انا، انا صديق المتوفى يا حجه
تقصد صديق مدحت؟
ايوه طبعآ، مدحت!!
غريبه، تصعبت المرأه، مدحت مذكرش ان ليه أصدقاء آبدآ
ولا انت واحد من الى مش بيظهرو غير بعد فوات الآوان؟
تردد معاذ لحظه، ثم كسر صمته، الظروف يا حجه، الدنيا مش بترحم حد
همست الست، لكن هو ربنا هيرحمة، عمره ما عمل حاجه وحشه فى حد
انت معاك عربيه؟
لا يا حجه هاخد تاكسى وامشى وراكم
تاكسى ليه يا ابنى؟ اركب معانا العربيه واسعه ولا انت شايف المعزيين ملين الشارع؟
هو حضرتك مين؟
سأل معاذ بعد ما تعطل عقله
انا حماته، والدة خطيبته الله يرحمه ويرحمها، هو مدحت محكاش ليك عنى؟
اسف يا حجه لكن انا من مده بعيده متكلمتش مع معاذ ولا قابلته
اخص عليك!! دا مدحت كان حتتة سكره مش معقول حد يعرفه ويقدر يبعد عنه
صوب معاذ بصره إلى الطريق، بقا دى والدة خطيبة مدحت؟
هى إلى جايه تدفن جثته بنفسها؟
هى نفسها الست إلى كانت بتقول عنه بريء رغم انه خنق بنتها لحد ما ماتت
هو يا حجه ممكن أسألك سؤال بايخ شويه؟
قول يا ابنى الطريق طويل مش معقول هقعد اكلم نفسى
بتردد ونبره مهتزه مثل إشارة بين سبورت مسروقه همس دكتور معاذ
هو ايه إلى حصل يوم ما مدحت قتل المرحومه بنتك؟
صفحة الكاتب على الفيس بوك باسم اسماعيل موسى
كأنه طعنها بخنجر او شق صدرها بساطور جزار، رمت عليه أقسى نظره رأها فى حياته
يا ابنى حرام عليك، مدحت مقتلهاش، انت كمان هتعمل زيهم
مدحت كان بيراعينى وبيراعى بنتى، بنتى إلى كانت زى فلقة القمر، لكن مرضت فجأه
كان بيروح يشتغل النهار بطوله عشان يصرف علينا
عشان يقدر يوفرلنا اكل وشرب وعلاج ودكاتره وتنفس صناعى، المستشفيات مش بترحم يا ابنى وقبل ما يحجزوك جوه المستشفى عايزين عربون وكل اشاعه وتحليل فلوس
حتى الحقنه لازم تشتريها
وجد معاذ الشجاعه جواه يسألها
هى المرحومه اتحجزت فى مستشفى قبل كده؟
رمقت المرأه جانب الطريق حيث تنهض شجيرات يابسه حزينه، كتير يا ابنى، مدحت مخلاش حاجه غير لما عملها
كان بيحبها وروحه فيها، مستخصرش فيها قرش واحد من الى كان بيكسبه، كان بيشتغل ورديتين عشان يوفر الفلوس
— همس مدحت، والدكاتره قالو ايه؟
يا ريتهم قالو، لو قالو كان قلبى ارتاح، إلى سمعته كلام معوج لا يقدم ولا يأخر عن حالتها الصحيه والنفسيه
مكنش عندها مشاكل صحيه خالص، وبعد ما دفعنا دم قلبنا
قالو يمكن تكون تعرضت لازمه نفسيه وانها جسديآ سليمه
__طيب وانا اعمل ايه بيمكن يا ابنى ؟
لاحت المقابر من بعيد، ساكنه، وصامته تعطى ايحاء بانتهاء العالم وعدم فائدته، بوابة الخلود الأبدى الأقل تبجيلآ فى هذة الحياه القذره
هو كل دا بدأ امتى يا حجه؟
لا بدأء ولا انتهى، كانت بتشتغل عشان تساعد خطيبها، فجأه تعبت فى الشغل ورجعت على البيت
قلنا شوية وجع ويمرو، احنا على طول بنقول كده، نزله معاوية، برد، ضربة شمس، غزة فى القلب، مسمار فى الرجل
كله بيعدى
لكن يا عينى وجعها مكنش ليه نهايه، تقوم مفزوعه نص الليل وتصرخ بعلو صوتها على مدحت يساعدها
كانت بتقول انها بتموت من الوجع ولما مدحت يكون موجود ويقرب منها تهدي
توقفت السياره القديمه والتى تشعر ان لا فائده ترجى منها الا اخذ الأرواح
ايدك معايا يا هندسه، صاح الرجل الذى كان يقود السياره
قال معاذ، ايه ده هو مفيش حد تانى موجود غيرنا +؟
على قد ايدك مدك اديك يا استاذ، الحجه مش معاه فلوس تأجر رجاله وانا مش هشيل لوحدى انت ربنا بعت ليا من السما والله
القى دكتور معاذ بدلته القديمه على الأرض وشال الجثه مع الراجل
كان فى سره يقول، معقول محدش موجود هنا؟ مدحت مكنش ليه صحاب ولا معارف ولا احباء؟
وشعر بالأحباط لما تذكر عزلته فهاتفه لا يرن الا ان طريق أطباء المشفى، اذا مات هو الآخر لن يجد من يدفنه
الدكاتره النفسيين لا يمكن توقع أفعالهم
كان التربى اعد كل شيء، تربه لينه تشبه العجينه وفتح باب المقبره، هكذا ستنتهى حياتنا ولا يهم عدد الحاضرين
اذا جأت نهايتك يمكن أن يدفنك الف شخص أو شخصين فقط
نزل التربى داخل المقبره، ناولنى الكفن يلا وكان القبر مظلم رغم ان الشمس ساطعه، كاد يقسم دكتور معاذ ان الجثه تحركت او ارتعشت
عندما عاد معاذ نحو السياره وجد الدموع تغمر عيون المرأه
دفنت الاتنين يارب
مليش حد غيرك، يارب متأخرش وقتى بعدهم مش عايزه اتبهدل من غير سند
الحساب يا حجه؟
الجته دخلت القبر وانا عايز حسابى
حسابك كام خاطبه معاذ بحنق
لحلوحين يا هندسه
ايوه دول يطلعو كام يعنى؟
ورقة بميتين مش هاخد اقل من كده
طلع دكتور معاذ اربعمائة جنيه، خد حسابك ووصل الحجه شقتها واشترى ليها اكل يكفيها
كلك نظر والله يا هندسه، متقلقش من ايو حاجه، الحجه فى عنيه
يقول العامل يا هندسه، يقول الكمسرى يا هندسه يقول سائق التاكسى يا هندسه
حتى الفكهانى ونادل المقهى، لم يصادف معاذ شخص واحد يقول يا دكتور نفسى الا المجانين
اختفت السياره، ولاحظ معاذ التصاق التربى به مثل ذبابة شتاء ولم يتركه حتى منحه إلى فيه النصيب
وجد معاذ نفسه بمفرده اخيرا، اشعل سيجاره وجلس تحت شجره، انت حكايتك ايه بقا؟
حاول أن يحل المشكله كدكتور نفسى لكن خبراته لم تساعده
شخص زى مدحت هيقتل خطيبته ليه؟
كان بيحارب الدنيا كلها عشانها وبعد كده يقتلها؟
وكمان يعترف على نفسه؟
مد بصره ولمح سترته ملقاه على الأرض وسط التراب، ازاى مشفهاش من شويه؟
ليه الحجات بتكون قريبه جدا ورغم كده مش بنشوفها؟
انت فين يا دكتره؟
انا فى…. وصمت معاذ، استدرك نفسه انا فى مشوار والله يا دكتور سعيد
انا اتصلت بمصلحة السجون عشان الموضوع إلى كلمتنى عليه
لم يجد معاذ فى نفسه الرغبه فى سماع اى شيء وكاد ان يغلق الهاتف
الولد مقطوع من شجره لكن حماته أصرت تدفنه بنفسها وتتحمل تكاليف نقله
اه قبل ما انسى كان فيه واحد قعد ما الشاب دا قبل ما يتشنقك
القوانين يا سيدى بتقول لازم المحكوم عليه بالإعدام يقعد مع قرايبه قبل ما يتشنق
واحد مين؟ انتبه معاذ، مدحت لم يكن له أقارب
اش عرفنى يا دكتور انا قلت بس ابلغك

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وعد في العتمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى