رواية وسيلة الفصل الرابع 4 بقلم مريم إسماعيل
رواية وسيلة الجزء الرابع
رواية وسيلة البارت الرابع
رواية وسيلة الحلقة الرابعة
وصل أمين الشركة ومنها مباشر علي عبد الجبار عظيمه ، وقف أمامه والآخر منهمك في العمل امامه دون أن ينظر له تسأل
” عرفت توصل عن معلومات عنها؟!
” حصل يا باشا ، بس المعلومات كلها!
نظر له
” كلها ايه هو أنا هسحب الكلام منك بالقطارة.”
اردف في خنوع
* البنت اسمها وسيله عندها ثمانيه عشر سنه ، آخر سنه في دبلوم تجارة.”
وصمت نظر له الآخر
* كمل يا أمين وأيه ؟!
” ما هو اصل اللي سمعته يا باشا مش عارف اقوله إزاى ؟
هب من مكانه بغضب
” قول زى ما سمعته إيه اللي عرفته يا أمين ؟!
” إن اسمها وسيلة
قاطعها الآخر بغضب زاد ربكه امين اكثر من ذى قبل
” عرفت وسيلة كمل..؟؟
” وسيلة عبد الجبار عظيمه ، واسم والدتها وجيده بتشتغل بايعه في الفرش اللي بتكون جنب محلات اللحمه في المدبح.*
جحظت عين الآخر
* قولت مين يا أمين ؟
* والله يا باشا دا اللي سمعته ؟ حتى حصل خناقه وهى والست والدتها كانوا فيها وظاهرين قوى تحب تشوف ؟!
مد عبد الجبار يده دون حديث ، اخرج امين هاتفه واطلع عبد الجبار علي المشهد كامل وعندما رأي وجيده علمها جيدا ، نعم هى تغيرت لكن كما هى ،
اشار له بالخروج ونفذ الآخر الأمر علي الرحب.
شرد هو فى الماضي عندما علم هذا الطريق وقرر أن يسلكه اولا لنفسه من ثم ليري جميع من سخروا من اسم والده ، وفقره كيف سيصبح ، وعندما قرر هذا أخبرته وجيده أنها تحمل بين احشائها طفل ، فرفض وجوده واخبره أنه سيتركها لأنها ستعرقل حياته بحديثها الواهي عن الحلال والحرام ، ابتسم ساخرا وينفخ سيجاره الكوبي في الهواء ، بالفعل تركها وغادر حياتهم وظن أنها لن تستطيع مجابه الحياه دون مساعده من أحد وستتخلى عن الطفل هذا! لكنه تفاجئ بالفعل أنها تمسكت به وليس هذا فقط بل إنها فتاه صارخه الجمال ، تجبر كل من يراها أن يسجد لها من جمالها فرصه ذهبيه أتت بها وجيده له دون عناء منه ، لكن هل وسيلة تحمل نفس صفات وجيده ! لابد أن يتأكد أنها عكس وجيده ومن هنا تبدأ ضربته ومخططه للاستيلاء علي وسيلة لتصبح وسيلته الثابته للوصول.
………………………..
في مشفي حكومي دلف رحيم وهو يحمل وسيلة بين ذراعيه وهو يصرخ أن ينقذه احد بينما وجيده ووالدته وبعض من رجال الحارة يهرولون خلفه ، قابلتهم طبيبه استلمتها بسرعه وحرفية شديدة ، شعر رحيم أن هناك من سلبه روحه وليس قلبه فقط اختفت وسيلة مع الطبيبة والممرضات خلف باب لعين فصلها عنه وهى تنازع الحياه والموت.
” اهدى يا وجيده! هتقوم منها وسيلة جامده ، متخافيش عليها.*
نظرت وجيده للسماء برجاء
* يا رب مليش غيرك ، احميها يا رب وخد بإيدها ، دى بنتى غلبانه.*
تركتها وذهبت لولدها قطعه من قلبها
” اهدى يا ابنى متعملش في نفسك كدا ، هتقوم وهتبقي زى الفل.*
نظر لها رحيم بدموع فزعت هي لرؤيتها مهما حدث لم ترى دموعه قط ، الان تراها ولا يخجل منها
* لو وسيلة جرى ليها حاجة! هموت قلبي هيتخلع من مكانه وهموت .*
ضربت صدرها بخفه
* بتحبها قوى كدا يا رحيم يا ابنى ؟!
* بحبها ؟!
كرر اللفظ بلوعه وعشق ودموع
* دى وسيلة يا ام رحيم ، وسيلة السبب الوحيد أن لسه عايش اصلا ، وسيلة هى اللي بتخلينى اعافر في الدنيا بس علشان ارجع اشوف ضحكتها ، ولا غيرتها عليا أنت عارفه لسه ضاربه بنت بس علشان أن حلو وسيلة دنيتى… النفس اللي بتنفسه أنا دلوقت فعلا ميت يا ام رحيم ، ولو خرجوا قالوا اى حاجة مش هعيش في الدنيا ثانيه واحده.
نظرت له والدته بحزن علي حاله لاول مرة تخشي ضعفه هذا
” دى لو مخلوقه من روحك مش هتبقي كدا ؟!
* هى روحي نفسها مش حته منها يا ام رحيم.*
* يا رب يردك يا وسيلة لو علشان امك الغلبانه قيراط علشان ابني اربعه وعشرين قيراط.*
خرج الطبيب هرول إليه رحيم وقلبه مفطور من الخوف أن يسمع أنه خسرها
” قول أنها مرحتش…. كويسة صح …. وسيلة مضعتش منى.*
ابتسم له الطبيب
” متخافش هى بقت تمام الجرح اتخيط ، ودلوقت بنعوضها الدم اللي خسرته كلها ساعه بالكتير وتبدأ تفوق.”
نظم رحيم نفسه من الفرحه الكبيره التى احتلت قلبه الان
” يعني وسيلة ؟
اردف بها كأنه يريد التأكد منه أنها بخير
ربط الطبيب علي كتفه
” هى بخير متخافش عليها ، مفيش واحده يبقي حد بيحبها كدا ومتقومش .”
في خلال هذه الساعه كانت وجيده تنتظر أن ترى ابنتها تعود مرة أخرى للحياه ، بينما هم عبد الجبار ليتعرف علي وسيلة ليس هناك وقت للتخطيط لابد من الاقتحام.
كانت هى مستلقيه ورحيم جوارها يده بيدها شعر بيدها تتحرك ببطء نظر لها بلهفه
” وسيلة فوقي بقي ، مش متعود افضل كل الوقت دا من غير صوتك ولا منكفتك.”
هو ليس بوقت طويل لكن الثانيه في بعد رفيق الروح هى سنوات عجاف.
بدأت في فتح مقلتيها بتعب شديد وهى تنادى عليه بصوت ضعيف غير مسموع بالمرة لكنه سمعها بقلبه وليس أذنه .
” أنا جنبك قومي يا وسيلة قومي يا قلبي.”
حاولت مرة أخرى عندما استمعت صوته الذي انتشلها من دائرة الظلام لترى والدتها مقلتيها زفرت براحه وكأنهم كانوا مسجونين داخل قفص قاتم والان فتح باب القفص ورؤا النور.
” قلب أمك يا وسيلة ، قومي يا بنتى حمد لله على السلامه.*
نظرت لها بإعياء جلى
* فضلتي تقولى اتهدى اتهدى ، اتهديت يا ست وجيده.*
طبطبت علي رأسها بحنان
” بعد الشر عنك من الهده دا انا بقيت اقول ربنا ياخد من عمرى ويديكى يا ينتى.”
ابتسمت لها بهدوء بينما والده رحيم
* المهم أنها بقت كويسة ، ربنا يطمنا عليها.”
نظرت هى لرحيم
” وأنت مش هتقول حاجة ؟!
اقترب منها وأدنى عليها واصبح وجه أمام وجهها مباشرة
” حمد لله على السلامه ، يا نفس رحيم.”
نظرت له بسعادة
” نفسك ؟!
اؤما لها وعيونه تنطق عشقا
* نفسي…. وروحي… سبب وجودى اصلا.*
سمع زمجرة بسيطه علم صاحبه جيدا
” وبعدين يا رحيم مش كدا ؟!
” معلش يا خاله وجيده بس انا كنت ميت ورجعت بس لم عينها شفتني.*
” ربنا يكرمك يا ابني لولاك كانت راحت.*
اردفت بها بشكر وعرفان نظر هو لها بغضب
” قصدك لولاى مكنتش اتئذت اصلا.*
نفت هى حديثه
* لا مش أنت السبب قولنا عضلاتك دى هى السبب”
قهقهوا عليها جميعا بينما هو نظر لهم باصرار وأمر قاطع
” يلا اطمنتوا عليها ، يلا بقي امشوا وبكرة تعالوا الوقت اتأخر.*
نظرت له وجيده برفض ليقاطعها
* أنت مش هتقدرى لازم تاخدى علاجك وترتاحي والصبح تعالوا ، وانا معاها لو عازت حاجة ما أنا موجود.*
نظرت له والدته * بس يا ابني هتساعدها ازاى؟!
” بالفلوس يا ام رحيم هخلى ممرضه تساعدها بس خاله وجيده ترتاح شايفه وشها اصفر ازاى.*
نظرت لها وبالفعل هى مرهقه جدا
” اقولك تعالى نروح نعمل اكله ليهم ترم عضمهم ، وأنت تاخدى علاجك وتستحمي ونرجع تاني.*
نظرت لها بتفكير ثم اردفت
* ماشي بس مش هوصيك يا رحيم يا ابنى.*
” في قلبي متخافيش عليها.”
وخرجوا بالفعل سويا نظرت له بمكر
” هو أنت ليه مصمم تقعد معايا مش فاهمه ؟
نظر لها بتلاعب وخبث
” اصل في بنت ممرضه إنما ايه تقول للقمر قوم وأنا اقعد مطرحك.*
رفعت حاجبها
” لا والله.”
اقترب منها ودنى فوقها
” اه والله ، عليها عيون ولا عيون الغزلان ، ولا لم بتضحك توقع قلبي ، ولا لم تكشر بحس أن أبواب الدنيا اتقفلت في وشي ، ولا ولا……
كانت تستمع له والغضب والغيره ينهشون قلبها ، بينما هو كان يصفها هى .
” بقي كدا أنا غلطانه أن خدت السكينه مكانك.*
تذكر ما حدث زمجر بغضب واضح
” أنت صحيح ازاى فكرتى تنزلى ، لا وكمان تقفي ليه ايه بتدافعي عنى ولا إيه ؟!
نظرت له بتوهان من تذكرة ما حدث
* والله معرفش لقيت رجلي بتتحرك لوحدها ، بس هو معملش حاجة فيك صح ؟!
نظر لها والسواد احتل مقلتيه
” عمل… مش كفايه وجعي عليكي ولا دمك اللي كان سايح ، وحياه الوجع والقلق دا ، لا اسيح دمه زى ما عمل بس يصبر عليا الدباغ.*
ظلت تفرك مكانها نظر لها بقلق
” مالك ؟ في حاجة وجعاكي ؟
” ظهرى وجعني عايزة اقعد ؟
نظر لها بعدم تصديق
” اكيد لا طبعا مينفعش جرحك لسه حى.”
نظرت له برجاء
” مش قادرة أنا مش بعرف اقعد كدا.*
قبل أن يجبيها دلفت عليهم الممرضه جحظت عينه وهمست له
” يا ليلتك السودا يا رحيم يا ابن عم مالكي.”
اغتصب ابتسامه ونظر لها
* والله ولا كنت شفتها ولا شفت اى حد اصلا.”
اقتربت منها وانهت عملها وخرجت ، نظرت له بضيق
” يا رحيم بجد مش قادرة.”
نظر لها بتفكير
” طيب استني ، وضع يدها تحت ظهرها ورفعها بهدوء كانت تتألم لكنها تحملت فقط كي يغير وضعها ، وجلس هو ووضعها داخل احضانه ، فأصبح ظهرها علي صدرها فبدل وضعها دون أن يألمها ، نظرت هى له
” بقي الممرضه حلوة صح ؟!
نظر لها بعشق
” ممرضه مين ؟ أنا لو جابوا ليا بنات الدنيا كلها من يوم ما ربك خلق ابونا ادم لغايه آخر بنت في الدنيا وقالوا اختار هختار وسيلة وبس.*
نظرت له بسعادة غامرة
* بجد يا رحيم ؟
اغمض عينه وضمها برفق
” إلا جد ، دا رحيم من غيرك ورقه شوية ريح يطيروه.”
ابتسمت علي حديثه واغمضت عينها بأمان وغفت بهدوء واطمئنان.
……………….
عندما وصلت وجيده الحاره كان ينتظرها عبد الجبار امام المنزل
” إيه العربية الغريبه دى ؟!
اردفت بها والده رحيم بقلق بينما وجيده نظرت لها
” مش عارفه يا لهوى تفتكرى الدباغ رجع تاني ؟
نظرت نحوها بذعر
” لا دباغ ايه ؟ دى عربيه كباره تقولى دباغ.”
اقتربوا منها لكن وجيده شعرت برعب جلى يقتحم وجدناها وعندما وصلوا أمام السيارة ترجل هو بهيبه دبت في أوصالها الرعب
” ازيك يا وجيده ، اخبار بنتى ايه ؟
جحظت عينهم سويا وهمست هى برعب
” عبد الجبار!
ابتسم علي رعبها الذى نقش علي وجهها مباشرة عندما رأته
” أيوة عبد الجبار يا وجيده رجعت ، فين بنتى اللي مش ناوى اسيبها أبدا ، فين وسيلة عبد الجبار عظيمه ، ولا كتبتيها بإسم حد تاني.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسيلة)