رواية وسيلة الفصل الخامس 5 بقلم مريم إسماعيل
رواية وسيلة الجزء الخامس
رواية وسيلة البارت الخامس
رواية وسيلة الحلقة الخامسة
كانوا ينظرون بعضهم البعض بقلق مدمى
” بنتك لسه فاكر أن عندك بنت ؟ ايه اللي فكرك بينا يا ابن عظيمه ؟!
اردفت بها وجيده بغضب ، بينما هو نظر لها مبتسما
” زمان كنت بضايق من ابن عظيمة دى دلوقت بقت فخر ، ولو هو عايش كان زمانه مش مصدق أن ابنه اللي لم خلفه قال هيحكم سوق المدبح كله ومحدش صدقه وقتها حصل ومش بحكم سوق المدبح بس انا احكم اى حاجة واى حد ، وسيلة بنتى يا وجيده لو انكرتي ميه سنه بنتى ، وانا جاى علشان اخدها لحضني تاني ، ما هو مش ابوها يبقي مش عارف يودي فلوسه فين ، وهى تعيش العيشه دى.”
واشار نحو المنزل بإشمئزاز ، نظرت له هى بغضب
‘ فلوسه الحرام ، اللي جابها من دم الغلابه اوعي تكون فاكر أن مصدقه أن ربنا كرمك ، اصل اللي زيك ربنا لا يكرمه ولا يقف جنبه ، واحد الدمار والهلاك حوليه ، واحد لا بيخشي رب ولا يرحم عبد ، وانا وبنتى الله الغني عن فلوسك الحرام.”
نظر لها بغرور ونفخ دخان سيجارة في وجهها
” وأنا مقولتش أن عايزك أنت ، قولت بنتى وسيلة ومش ماشي اللي لم اقنعها تسامحنى واخدها لحضني تاني.”
تدخلت والده رحيم
” هى مش هنا وسيلة مسافرة في رحلة ، لم ترجع يبقي يحلها ربنا.”
ابتسم هو يعلم جيدا أنهم ينكرون لأنه رأي إصابتها اليوم.
” وماله استني لم ترجع ، وهنتقابل تاني يا وجيده.”
ركب سيارته وتحرك بسرعه ، بينما هى لطمت خديها بقلق
” شفتي بيقول إيه ، هياخد البت منى!
” هى ميغه اهدى أنت بس اكيد ميقدرش وبنتك مش عبيطه تسيبك وتروح ليه!
نظرت لها وجيده بشك
” ما هى المصيبه في وسيله ، البت حته من ابوها المهم هى وبس واحلامها ومهتصدق أنها تشوفه وتترمي في حضنه.”
بادلتها الأخرى الشك وحسمت أمرها
” خلاص يبقي فهمي بنتك حقيقته ودى برضه تربيتك والحلال اللي اتربت عليه ميضيعوش عبد الجبار ولا الف زيه.”
اؤمت لها بتأكيد
” ايوة أول ما تخرج أنا هحكي ليها كل حاجة عنه.”
ربطت علي كتفها ونظرت لها بهدوء
” يلا نطلع النهار قرب يطلع ، ونشوف هنعمل ليهم اكل ايه!؟
صعدوا سويا بينما عبد الجبار ظل واقفا امام الحارة منتظر خروج وجيده.
” باشا ما هو لو حضرتك حابب تعرف مكان انسه وسيلة أنا بمكالمة صغيره ”
اردف بها امين بينما نظر له عبد الجبار
” غبي! أنا لو عايز كدا كنت عملت دا من زمان ، افهم أنا مش عايز أدى فرصه لحاجة تبوظ تخطيطي كلها ساعات وتنزل ونمشي وراها ونعرف المكان ، لو حد شافنا هيقول فعلا أن فضلت واقف وكدا مش هيخطر في بال حد أن بخطط اخد وسيلة فهمت وابقي في نظر الكل اب ملكوم علي بنته .”
اؤما له امين وهو ينظر له ويتحدث لنفسه
” معقول في حد دماغه صاحيه كدا ، ويا ترى فعلا ناوى ياخد بنته ويديها هدية ولا ناوى يعوضها ، ادينا بنتفرج ونشوف عبد الجبار عظيمه ووسيلته هيعملوا ايه.”
……………………………….
” ماما هاجى معاكم اطمن علي وسيلة ؟
كانت جملة رحمه نظرت لها والدتها
” والمدرسة يا رحمه ؟
” مجتش من يوم عايزة اطمن عليها.”
تدخلت وجيده
” وماله خليها تيجى يلا بينا النهار طلع من بدرى.”
تحركوا سويا للمشفي وعندما راهم عبد الجبار تحرك خلفهم ليصبح أمام الجميع أنه يبحث بحق عن ابنته.
في المشفي وصلوا جميعا ووصلوا لغرفتها دلفوا عليها كان رحيم يحاول أن يجلسها بوضع غير مؤلم
” قلب أمك يا وسيلة واقتربت منها لتساعده ليوقفها بيده
” خلاص يا خاله هي بقت كويسة ،بس انتم لحقتو؟
نظروا لبعضهم البعض بقلق شعر رحيم أن هناك أمر جلى ، وقبل أن يتحدث اردفت وسيلة
” ماما انا عايزة اخرج من هنا ؟!
اؤما رحيم لها
” لم الدكتور يعدى هنشوف الحوار دا ، أنا أول واحد عايزك تخرجى علشان اصفي حساب الدباغ.”
نهرته والدته
” تانى يا رحيم ، تانى الدباغ يا ابنى ، هو مفيش فايدة مش كفايه اللي حصل.”
نظرت له وسيلة
” أنا كمان من رأى خالتى وخصوصا أن مفيش فيا حيل اقوم اجري واخد ضرب مكانك اه.”
اقترب منها تمسك بيدها بذعر
” بعد الشر عنك ، وبعدين أنا اصلا عايز اربيه علي اللي عمله فيكي.”
وقبل أن تجيبه يقتحم امين الغرفه ومن ورائه عبد الجبار لتتمسك وجيده بوالده رحيم بيدها واليد الأخرى تضعها علي فمها وهى تردد” يا لهوى عرف طريقها.”
بينما رحيم زاد من قبضته علي يدها واختبأت رحمه بتلقائيه خلف رحيم اقترب عبد الجبار ونظر نحو امين بسعادة غامرة مصطنعه لكن بتمكن كبير
” شفت يا امين البنت اللي حركت مشاعر الابوة اللي جوايا طلعت هى بنتى ، حد يصدق كدا ”
كانت وسيلة شاردة به
” هل هو هنا حقا ؟ هل أمامها بالفعل! هل بدأت في الهزيان بعد إصابتها ؟! هل والف هل لكن الواضح أنه هنا!
جلس أمامها وهو يبكى بشدة صعقت امين نفسه من هول تمثيله المقنع
” يا حبيبتى يا بنتى ، وقت ما شفتك قلبي اتخطف وقررت أدور علي ابنى أو بنتى ، ولم عرفت أنها بنت واسمها وسيلة كنت هتجنن واشوفك ، ومصدقتش كدبكم امبارح مشيت وراكم لغايه هنا.”
وتذكر أنها مصابه
” مالك يا بنتى من اذاكي ؟ وانا امحيه من على وش الدنيا.”
استجمعت وجيده قوتها
” اه تمحيه بالظبط زى ما كنت عايز تموتها وهى بطنى ، وفر تمثيلك يا ابن عظيمه وسبنا في حالنا!
نظرت له وسيلة بدموع بسبب أنه كان لا يريدها ، نظر لها بقوة
” ايوة حصل ، بس اسألى ليه يا وسيله ؟!
اردفت بهمس ودموعها منهمرة ومازالت تحت تأثير الصدمه
” ليه ؟!
هنا علم رحيم أن وسيلة ستتهرب من بين يديه مثل الرمال التى تفلت من قبضه من يتخيل أنه امتلكها.
” علشان أنا وهى كنا بنام رابطين بطونا من الجوع ، اجيب عيل يقولى ليه خلفتنى ، قولت ارحمه بس امك متحملتش وقالت طلقني وبعدت عنى وانا اتلهيت في الدنيا.”
ونظر لهم ومازال يبكى ويضرب بيده علي صدرة
” ايوة بعترف الدنيا خدتني اتلهيت يا وسيلة ، كنت جعان ونسيت ان في حته منى زمانها جعانه ، لو عايزة تعقبينى عقابي ، قولى أنك كرهاني ، بس اوعي تحرمينى أن اشوفك ولا املى عينيى من جمالك ، ولا مسمعش كلمه بابا منك ، الكلمه اللي مفيش حد قالها ليا ، ولا حد يقدر يقولها غيرك أنت وبس ، ولا يتمتع بالمال والعز غيرك يا وسيلة.”
بدأت بالفعل يد وسيلة تنفك من قبضه رحيم ليعلم رحيم أن شكه في محله وأن حديث عبد الجبار ما كان سوى سهم وإصاب مرماه ، نظرت له هى بطمع شعره عبد الجبار جيدا نعم هى لا تريد المال فقط تريده هو الآخر لكن بداخلها جزئيه جشعه والمطلوب منه فقط أن ينميها.
همست وسيلة بحنان لتلفظها بهذا اللقب
” بابا.”
انقض عليها وضمها لأحضانه لتترك يد رحيم وتضم بيدها الاثنين حول عبد الجبار وتهمس بلقبه الذي وهمها أنه يشتاق له
” بابا…… بابا.”
ظل يقبلها ويشم عبيرها بتعمق
” يا قلب بابا ودنيته اللي كان محروم منها ، بس خلاص مش هسيبك ابدا يا وسيلة هتفضلى معايا وللأبد .*
نظرت له بعدم تصديق
” بجد يا بابا مش هتسبني ابدا ، أنا بحبك قوى قوى يا بابا.”
كانت وجيده ورحيم كلا منهم مصدوم منها من يري أن ثمره العمر ذهبت ، والآخر ما كان يخشاه بالامس اصبح واقع مرير اليوم ، ليؤكد هو حديثه
” ايوة طبعا ، من الساعه دى مش هسيببك هتخرجي من هنا علي مستشفي احسن اطمن عليكي وبعدها علي القصر اللي هينور بجمالك وورحك اللي هتخلي لقصر عبد الجبار الف حكايه وحكايه يا وسيلة.”
وضمها لأحضانه بينما الجميع مصدوم وفرحه وسيلة أنه واخيرا ستصبح كامله مثل الجميع ، كان عبد الجبار يبتسم بخبث
” واخيرا نولت وسيلة للوصول!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسيلة)