رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الفصل السادس والعشرون 26 بقلم روان الحاكم
رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني البارت السادس والعشرون
رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الجزء السادس والعشرون
رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الحلقة السادسة والعشرون
البارت السادس والعشرون 🌸
وعانقتُ كلَّ الحائرينَ مواسيًا
وقلبي هنا بينَ الحنايا مُمزّّقُ
وما فقد الماضون مثل محمدٍ
ولا مثله حتى القيامة يُفقدُ
____________________________
“لآخر مرة هسألك يا ياسمين بتحبيني ولا لأ”
هتف عمر وقد كان في أسوء حالاته النفسية ولم يعد يفكر سوى في حديث صديقه بأنها لا تحبه وهي بالفعل لم تفعل له اي شيء ينفي كلامه.
تساقطت دموعها بعجز ولم تعد تدري ماذا تفعل.. هل تخبره بمشاعرها؟ ولكن ليس من حقه ولا هذا أخلاقها فهو مازال أجنبي عنها والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج.
حسناً هناك حلاً وسط سوف تخبره به دون أن تفصح عنها مشاعرها وبالوقت نفسه تخبره تمسكها به، أبتلعت ريقها وهي تقول:
“مكنتش وافقت عليك يا عمر من الأول”
هز رأسه بالنفي.. ليست تلك الإجابة المرضية بالنسبة له
لقد كان شيطانه أقوى من اي شيء وقتها ليقوم بنبرة حاسمة لا تقبل النقاش:
“دا مش سبب مقنع يا ياسمين… هي كلمة واحدة بس بتحبيني ولا لأ؟”
أردف عمر بهدوء مميت… لم يكن وقتها ذاك الشخص المرح التي تعودت عليه بتاتاً بينما هي وضعت يدها على فمها تمنع بكائها دون أن تجيب لقد فشلت في الرد على سؤاله.
هل تخبره كم تحبه وكم صبرت لأجله؟ هل يظن أنه هو فقط من يعاني من تلك الضوابط؟ لم تقوى على الرد بل طال صمتها مما جعل عمر يغمض عيناه بحزن وهو يضغط على يده وقد تأكد الآن من حديث صديقه هي لا تبادله نفس الشعور ولا تحبه كما يفعل هو.
سمع صوت شهقاتها رغم محاولتها في السيطرة على بكائها ورغم أن بكائها مزق قلبه إلا إنه لم يشفع لها بل هتف بثباتِ رغم ما يشعر به وهو يقول:
“مش محتاجه تعيطي ولا محتاجه تضغطي على نفسك يا ياسمين انا وصلني ردك خلاص”
صمت يأخذ أنفاسه وهو يشعر بتسارع شديد في دقات قلبه ثم هتف بسخرية قائلاً:
“انا اللي آسف لو كنت فرضت نفسي عليكي… كل شيء اسمه ونصيب يا ياسمين”
أغلق معها وهو يشعر بألم حارق في صدره ولكنه أراد أن يسترد كرامته وهو يتذكر كل مرة كان يلاحقها وهي تصده حتى بعدما خطبها لم يشعر باي مشاعر من التي يتحدث عنها اي اثنان بل هو حتى لا يستطيع أخذ راحته في الحديث معه بوجود أخيها او أبيها.
هذا ليس حباً أكثر من كونه تعقيداً فإن كانت تحبه بحق لكانت تنازلت وتساهلت معه كما يحدث مع الجميع ولكنها لم تفعل.
بينما هي جلست على الفراش تبكي بألم وتساقطت دموعها حزناً على من أحبه قلبها، كان بإمكانها إنقاذ حبها وتعترف له بما يضمره قلبها ولكنها هي من أبات.
ماذا كان سيحدث لو أنها أعترفت له بما يريد سماعه!
هي هذا جزاء أنها حافظت على نفسها والتزمت بما أمرها الله به! تكن النتيجة أن يتركها!.
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
كانت متسطحة على الفراش جواره تنظر إليه بشرود وهي تصب كامل بصرها على ملامحه الهادئة وصوت أنفاسه المنتظم يبث داخلها الطمنأينة والراحة بل كفيل لأن يعيد ترميمها الداخلي من جديد.
لا تعلم كم من الوقت مر عليها وهي تنظر له هكذا فهي منذ أن أستيقظت وهي تنظر إليه حتى رفعت يدها نحوه ثم قربت أناملها تمررها على وجهه بخفة وكأنها تحاول أن تتأكد بأنه بالفعل جوارها.
رفعت يدها أكثر حتى وصلت إلى شعره وهى تمسد برفق على خصلاته الناعمة بحب ثم عادت تحسس على وجهه من جديد وقد كان قلبها ينبض كلما مررت أناملها على ملامحه حتى لاحت منها بسمة خافتة وهي تذكر نفسها ماذا كانت ستفعل لو لم تتزوج بشخص مثله!.
تكاد تجزم بأنه لا يوجد شخصان كزين على وجهة الأرض.. فمن من الممكن أن يكون بهذا الكم من الحنان والصبر والحكمة! نعم صحيح أنها فقدت الكثير بحياتها حتى أبيها وأمها وعانت الكثير بمرضها ومراحل إلتزامها ولكنه يوماً لم يتخلى عنها بل كان هو الداعم النفسي لها في كل خطوة تخطوها.
تذكرت عندما كانت تبغضه أو تتعمد إظهار ذلك قبل أن تتزوجه ورغم ذلك كان حنوناً أيضاً بل ورغم حبه الشديد لها كان يحفظها عن نفسه وعان هو الآخر معها.
ولكن الفرق أنها حصلت على شخص مثله اما عنه فلم يجد سوى المصائب منذ أن تزوجها..، أختفت بسمتها وهي تتذكر ما فعلته والدته معه ونفورها منه وكل هذا بسببها هي.
نهضت من مكانها ببطء شديد وهي تتسلل من جواره حتى أبتعدت عن الفراش ما لبثت حتى إرتدت ثيابها ولكن بصعوبة بسبب الظلام الذي يحيط بالغرفة فهي خشيت أن تضيء الحجرة فيستيقظ.
تحركت نحو الخارج بعدما أنتهت من ملابسها وقد كانت تشعر بالتوتر الشديد والخوف في آن واحد ولكنها لم تعد قادرة على تحمل المذيد وهي تعلم تمام العلم بأنه ليس على مايرام بسبب ما حدث مع والدته.
توقفت أقدامها أمام منزل والديه وضربات قلبها تتسارع بشدة وهي تدعو الله أن يرق قلب زوجة عمها لها.
همت لتترك الباب ولكنها سمعت صوتاً خلفها تعلم صاحبه جيداً:
“جايه تصلحي اللي عملتيه مش كدا”
إستدرات روان لها وهي تنظر إليها بضيق بينما تقدمت إيثار نحوها أكثر وهي تقول بتشفِ:
“تستاهلي كل اللي بيجرالك علشان انتِ اللي ضيعتي نفسك بنفسك وخربتي على جوزك علاقته بأهله وقطعتيه منهم… ودلوقتي جايه تفتكري تصلحي دا!”
أبتلعت روان ريقها وهي تشعر بالقهر داخلها..هي ليس لها يد في كل ما حدث معها بينما تابعت إيثار حديثها وهي تبصر جيداً تجهم وجه روان أسفل نقابها وهي تقول:
“انتِ مكنتيش تستاهلي حد زي زين علشان انتِ كدا دمرتي حياته وعمرك ما حبتيه… اللي بيحب حد مش بيأذيه انتِ بتستغلي مشاعره بس علشان بيحبك”
صعقت روان من حديثها… هل هي لا تحبه بالفعل وتستغل حبه كما زعمت إيثار؟ بينما الأخرى أبتسمت بخبث ثم رحلت بتشفى بعدما أدت مهمتها وبثت داخلها السم فلا يكفيها مع فعلتها حتى تكمل عليها مرة أخرى.
لقد تزلزل كيانها الآن وحالتها النفسية أصبحت أسوء بل وحديث إيثار يتردد داخل عقلها بقوة حتى أنها لم يعد لديها ثقة بذاتها.. هل هي تحبه ام أنها تستغل حبه لها؟!.
همت لترحل ولكن فُتح الباب فجأة فتراجعت إلى الوراء خطوتين بفزع بينما حكمت تنظر لها بريبة وتعجب من وجودها الآن ووقوفها هكذا!.
“أزيك يا مرات عمي”
أردفت روان بتلعثم وهي تشعر بالتوتر بينما تنحت حكمت جانباً تتيح لها فرصة للدخول وهي تقول بوجه خالي من التعبير:
“أهلاً”
دلفت روان إلى المنزل بهدوء وقد هربت جميع الكلمات منها فحديث إيثار معها شتت عقلها حتى أنها نسيت ما كانت تريد قوله.
بينما حكمت تقف أمامها تنتظرها أن تفرغ ما لديها من حديث وما جاءت له خصيصاً دون أن تضيف اي شيء آخر.
أبتلعت ريقها وهي تحاول قول اي شيء مما أتت إليه ولكنها لم تستطع وهي ترى نظرات زوجة عمها المصوبة نحوها وهي على يقين من أنها تشعر بالغضب الشديد الآن.
حسمت أمرها ثم أردفت وهي تقول بتوتر وبأول شيء أتى على بالها دون ترتيب:
“انا.. انا كنت جاية اقولك يعني إنه.. هو زين مكنش يقصد يعني”
توقفت عن الحديث وهي تفرك يديها بصعوبة وهي تشعر بالإختناق ولم تستطيع الإكمال… تعرق جبينها وهي تبذل مجهود كبير كي تصلح ما أفسدته بين زوجها ووالدته وهي تحمل نفسها ذنب ما حدث وهذا ما أكدته لها إيثار.
تابعت حديثها مرة أخرى وهي تقول بنبرة مهتزة مخفضة رأسها أرضاً:
“انا غلطت ومعترفه بدا…بس زين ملوش ذنب إنك تخاصميه بسببي…عاقبيني انا لكن هو ملوش ذنب”
“أيوه ما انتِ لازم تقولي كدا… بعد ما فضلك على أمه وأختارك انتِ”
هزت روان رأسها بالنفي بأن الأمر ليس هكذا كما تظن بينما حكمت لم تعطي لها فرصة للاستكمال حتى تابعت بغضب مكتوم:
“وبعدين دلوقتي لما أكتشفتي إنه مش غلطان؟ مش كنتي الأول مش طايقاه وعايزه تطلقي منه.، ولا طالما فضل يراضي فيكي لحد ما فضلك على أمه!”
صمتت ولم تجب عليها.. فكيف تخبرها أن كل ما حدث كان رغماً عنها! وهي بالأخير أم ولا يهمها سوى مصلحة أبنائها.
بينما هي كل ما استطاعت فعله أنها أعتذرت لها بحزن قائلة:
“انا آسفة”
تساقطت دموعها وهي تطرق رأسها أرضاً مجدداً حتى كانت حكمت أوشكت على قبول أعتذارها ولكن هذا ابنها الوحيد ولن تتساهل في اي شيء يخصه فإن كان اي شيء غيرها لكانت سامحتها.
“أسفك مش هيفيدني بحاجه لما أشوفك بتدمري حياة ابني وانا وانتِ عارفين كويس هو متعلق بيكي ازاى… لو عايزة فعلا مصلحته وخايفة عليه يبقى تسيبه وتبعدي عنه وخليه يشوف حياته بعيد عنك”
توسعت عيناها بصدمة… هي تطلب منها أن تتركه! هي عندما فعلت هذا أول مرة كانت مغيبة تماما اما الآن فهي بكامل عقلها فكيف تفعل هذا!.
هزت رأسها بعدم تصديق فهو الوحيد الذي يصبرها على كل ما تعانيه هل تطلب منها أن تتخلى عنه وبالأخص بعدما ضحى بكل شيء لأجلها!.
فتحت فمها للحديث ولكن سبقتها حكمت وهي تقول بحزم:
“دا اللي عندي.. لو فعلاً عايزة مصلحته وعايزه ترجعي علاقته بأمه تاني”
أردفت حديثها ثم رحلت دون أن تسمع قولها بينما روان ظلت تبكي أسفل نقابها حتى خرجت من المنزل بأكمله وما إن خطت للخارج حتى أبصرت چنة أمامها وقد يبدو أنها سمعت كل ما دار بينهما وبالتأكيد هي تشعر بالشماتة منها الآن لذا رحلت مسرعة وهي تبكي بينما چنة ظلت واقفة مكانها وهي تحمل أختها ذنب ما حدث بل وهي الأخري تحمل ثقلاً على أكتافها لأنها تخفي ما فعلته.
كان من المفترض أن تذهب إلى زوجة عمها وتخبرها الحقيقة كي تسامح تلك المسكينة ولكنها لم تفعل هي لن تستطيع فضح أختها.
شعرت بالأختناق الشديد فتحركت نحو السطح وهي تركض فلا تريد أن ترى أحداً أمامها حتى صعدت إلى أعلى وما إن خطت قدمها حتى سمعت صوت بكاء أحدهم فتوقفت هي عن البكاء وهي تقترب من هذا الصوت وتنظر إلى صاحبه بريبة.. يبدو أن الليلة حزينة على الجميع.
🌸سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك🌸
عاد من الخارج وهو يغلق الباب خلفه ولكنه تفآجأ بالسكون يعم المكان فقضب جبينه بتعجب لأنها لا تنتظره كما تفعل دائما كلما عاد فتقدم نحو الداخل يبحث عنها وهو يهتف بأسمها قائلاً:
“حور… ياحور”
ظل يناديها ولكنه لا يسمع لها رد فدخل يبحث عنها في الغرف حد وجد حجرتهما مظلمة ففتح النور فإذا بها راقدة على الفراش وهي تضع يدها فوق وجهها ويبدو أنها تبكي!.
أقترب منها ليث بفزع وهو يزيل يدها عن وجهها فوجد بشرتها أصبحت حمراء بشدة من أثر البكاء فنظر إليها بقلق شديد فحور ليست من عادتها البكاء إلا عندما يكون هناك شيء يستحق ذلك.
“فيه ايه يا حور بتعيطي كدا ليه؟”
هتف ليث وهو يجلسها على الفراش يعدل من وضعيتها بينما هي مسحت دموعها وهي تحاول التماسك قائلة:
“مف.. مفيش حاجه ياليث.. انا بس كنت مخنوقة شوية”
غضب ليث.. ليس كل مرة تبكي تخبره نفس الرد.. لم لا تشاركه أحزانها كما يفعل هو؟ لذا هتف بغضب فشل في السيطرة عليه:
“لأ يا حور مش كل مرة تزعلي تقولي نفس الجملة.. انا زي ما بحكيلك كل اللي مزعلني يبقى انتِ كمان تحكيلي ولا انتِ مش واثقة فيا!”
أومأت بالنفي وهي ترفض إخباره ما يحزنها ولكنها لم تعد قادرة فحتى الكتمان له حدود وهي قد نفذ حدودها فأنفجرت في البكاء وهي تضع يدها على وجهها مجدداً بينما ليث أذداد قلقه أكثر وهو حتى يفشل في مواساتها فأقترب منها يضم كتفها وهو يقول بتوتر:
“طب بس أهدي بس وقوليلي اى اللي مزعلك”
لم تتحدث بل ظلت تبكي وهو يربت على ظهرها في محاولة لتهدئتها حتى قل بكائها ثم صمتت تماما وهي تبتعد عنه وتمسح دموعها وما إن شعرت بالهدوء قليلاً حتى هتفت:
“انا.. انا بقيت كويسة متقلقش”
“طب قومي صلي ركعتين الأول علشان تهدي”
هتف ليث أولا وهو يعلم بأن الصلاة سوف تريحها بينما هي أومأت بالرفض وهي تقول:
“مش بصلي”
فهم ليث الآن سبب سوء حالتها بسبب تغيير في هرموناتها وإن كان هذا سبب قوي إلا إنه متيقن أن هناك شيء آخر ذاد من سوء نفسيتها.
تركها دون أن يتحدث بشيء ثم عاد بعد دقائق وهو يحمل مشروباً ساخناً بيده وهو يقول:
“خدي أشربي دا ياحور علشان تهدي شوية”
رفعت رأسها تنظر له بتعجب فهو أول مرة يفعل معها هذا ربما لأنها بالغت هذه المرة في بكائها!؟.
تناولت منه الكوب ترتشف منه القليل فقط بسبب سخونيته وهي تقول:
“شكراً يا ليث”
جلس جوارها وهو ينتظرها تنتهي من تناول ما صنعه لها تحت تعجبها فهو لا يطيق صبراً لأن ينتظر أحد.، تشعر بالإمتنان والشكر لم يفعله معها رغم أنها دوما تهتم لشأنه ولكنها تفعل هذا دون مقابل.
أنتهت من إرتشاف الكوب ثم وضعته جانباً وقد أصبحت أفضل كثيراً عن ذي قبل وهي تحمد الله على نعمة البكاء
فهي كانت تشعر بالضيق والخنقة ولكن بعدما بكت وأخرجت ما بداخلها حتى شعرت بأن جبلاً ما إنزاح من على قلبها رغم أنها لم تتحدث بعد.
“ودلوقتي تقوليلي حالاً كنتي تعيطي ليه”
نظرت له حور بتردد وهي تخشى إخباره بما تضمره داخلها ولكنه لن يتركها حتى تخبره لذا أخذت نفساً عميقاً هي تسأله بسؤالِ آخر قائلة:
“ليث انت مش ملاحظ إن الحمل اتأخر؟”
تفآجأ ليث من حديثها هو أيضاً فكر في هذا الموضوع ولكنه لم يعطي له بالاً كما فعلت هي فأردف بضيق وهو يقول:
“كل العياط دا يا حور علشان الموضوع دا”
لم تجيبه بل تساقطت دموعها مجدداً وهي تشعر بالخوف لا مثيل له بينما أقترب منه بعدما رأى حزنها وهو يقول:
“ياحور احنا لسه مكملناش حاجه ما براحتنا دا فيه ناس بتقعد بالعشر سنين على ما تخلف”
أنتفض قلبها على ذكر هذا وهزت رأسها بالنفي هي تريد أن تصبح أماً ولديها أطفال تهتم لأجلها.
“لأ يا ليث انا قلبي مش مطمن انا دايما إحساسي بيكون صح…هو.. هو ممكن أطلع مبخلفش!”
“اى الكلام اللي بتقوليه دا ياحور…فين إيمانك وفين ثقتك بربنا”
تساقطت دموعها أكثر وقد كانت تشعر بالحزن من كل شيء حولها.. هي أمضت فترة عصيبة معه وظلت جواره وتواسيه وهي في أشد الحاجه لمن يواسيها حتى تراكمت عليها أحزانها الآن وأصبحت تهاجمها.
“بس انا خايفه يا ليث… انا نفسي أكون ام ويكون عندي أطفال”
“هتكوني أحسن أم إن شاء الله وهيكون عندنا أطفال كتير يلعبوا حوالينا لحد ما يزهقونا كمان”
أردفت ليث كحاولة لتهدئتها بينما هي ظلت على نفس حالتها مستسلمة لشيطانها ثم هتفت وهي تقول بحزن رغم علمه بالرفض:
“طب ما نروح نكشف الأول ونطمن!”
“لأ يا حور انتِ كدا ذوتيها على الآخر فيه اى احنا لسه قدامنا عمر طويل ولسه بدري على موضوع الكشف دا”
أردف ليث بنرفزة من تصميمها بل ويرى أنها تبالغ في رد فعلها.. هو أيضاً يشتاق لأطفال ولكنه يتمهل.
“علشان خاطري يا ليث نروح ونطمن بس”
“قولت لأ يا حور يعني لأ”
أنهى حديثه ثم خرج دون أن يعطيها فرصة للحديث وقد أنهي النقاش في هذا الموضوع بالتحديد بينما عادت هي لوضعيتها من جديد والقلق ينهش قلبها وقد تركت نفسها لوساوس الشيطان يفعل بها ما يحلو له.
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
كانت راقدة على الفراش تنظر حولها بضجر وقد ضاق صدرها من الجلوس هنا حتى أنها فكرت بالخروج وليحدث ما يحدث ولكنها لا تستطيع بسبب ألم جسدها وكلما حاولت النهوض كلما فشلت في ذلك فتغضب أكثر حتى سمعت طرق على الباب وأحدهم يستأذن بالدخول.
زفرت عايدة بغضب ونرفزة وقد علمت من الطارق ورغم ذلك لم تجب عليه حتى فتح الباب وهو يدخل بهدوء وما إن رآها حتى أبتسم بلباقة وهو يقول:
“طالما صاحية يعني مردتيش ليه!”
زفرت بحنق وهي تقول بضجر:
“قولت اللي بيخبط هيخلي عنده دم ويرجع لما ميسمعش رد! ”
ذادت بسمته أكثر كما لو كانت تمدحه ثم هتف بهدوء وهو يقول:
“جيت علشان أطمن عليكي”
“وأطمنت!؟”
أردفت بحدة قليلاً وهي تنظر له كي تحرجه بينما هو ظل محافظاً على بسمته وهو يقول بلباقة:
“هو انا لحقت أقعد معاكي علشان أطمن عليكي!؟”
أجابها وهو يتقدم منها حتى جلس أمامها على المقعد وهو يقدم لها باقة من الزهور بألوان زاهية لفتت نظرها حتى ظلت تنظر لها تتأملها ثم عادت رفعت رأسها تنظر له وكل شيء به على أكمل وجه لا تجد به خطأ واحداً.. يالله هي تكره الأشخاص المثاليون وهذا الشخص بالنسبة لها مثالي… فمن عاشرتهم مختلفون عنه تماماً.
“شايف جروحك بدأت تخف”
فاقت من شردوها على صوته مجدداً ولكنها لم تهتم ولم تجب عليه من الأساس وقد ظنت بأنه سوف ينزعج منها ويرحل ولكنه لم يفعل بل ظل جالسا ينظر لها دون أن يضيف اى شيء آخر ويحترم صمتها.
“مسألتنيش يعني انا كنت بعمل اى في الغابة دي واى اللي عمل فيا كدا؟”
سألته عايدة بعد مرور برهه من الوقت بينما هو أبتسم أنها أخيراً حدثته فأجابها وهو يقول:
“أحترمت رغبتك إنك ممكن مش عايزه تحكي وعلشان كدا مقولتش في المستشفى على المكان اللي لقيتك فيه”
لم تقتنع بحديثه فهذا الشخص تيقن أنه يخفي شيئاً ما
فهي قد صادفت الكثير وتعلم من الصادق ومن الكاذب
وهذا الشخص مثاليته تزعجها أم أنه جيد كما يظهر ولكنها لا تصدقه من كثرة الأوغاد التي صادفتهم.
“بس مش غريبة إن واحد يلاقي واحدة مرمية في نص الطريق وحالتها بالشكل دا وميسألش حتى اى السبب!”
أبتسم بإحترام وهو يهز رأسه بتفهم ويقدر تشككها منه
فهو ظهر لها من العدم دون حتى أن يسألها عن شيء لذا أردف موضحاً وهو يقول ببسمة:
“اللي عملته مش شيء خارق للطبيعة ودا اللي المفروض الكل يعمله… كل الفكرة إني صادفت حد محتاج مساعدة وربنا جعلني سبب إني أساعده وطالما عملت دا لوجه الله ف مليش إني أسال حضرتك عن اي حاجه تانيه”
أومأت بتفهم دون أن تجيب ولكنها أيضاً مازالت حذرة معه فهي لم يعد لديها ثقة بأحد مهما كان بل تضع أسوء نية بداخلها كلما صادفت أحد.
أستقام من مكانه وهو يعدل من ثيابه الباهظة ثم أردف بلباقة وهو يقول ببسمته المعهودة منذ أن دخل:
“هستأذنك إني أمشي علشان ورايا مشاغل كتير”
تنهدت براحه بعدما خرج ولم تكلف نفسها عناء الرد عليه
بل ظلت تفكر فيه هذا الشخص ومَن من الممكن أن يكون أرسله إليها؟ فهي لم تصدق حرفاً مما تفوه به.
🌸اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد🌸
“ياسمين.. بتعيطي ليه كدا!؟”
أردفت چنة وهي تمسح دموعها عندما أبصرت بكاء ياسمين الحاد لأول مرة بهذا الشكل.. بينما أنتفضت ياسمين من مكانها وهي تمسح دموعها مسرعة وما إن رفعت رأسها حتى وجدت وجه چنة الباكي أيضاً فأردفت بنبرة مهتزة وهي تقول:
“مش بعيط”
أقتربت منها چنة حتى جلست جوارها وهي تقول بسخرية:
“أيوه ماهو باين عليكي فعلاً”
تجاهلت ياسمين سخريتها ثم سألتها هي الأخرى قائلة:
“وانتِ كنتي بتعيطي ليه!؟”
شعرت چنة بالتوتر من أن تنكشف فمسحت دموعها وهي تقول بتلعثم:
“هاا..لأ مش بعيط”
هزت لها ياسمين رأسها بإيماءة بسيطة دون أن تجيب حتى مرات ثوانِ فقط وأنفجر كلاهما في البكاء وكل واحدة منهما تشعر بالحزن الشديد.
ياسمين تبكي على خسارة حبها والشخص الذي كان سوف يصبح زوجها ولكنها تركها بعدما مل منها، وچنة تبكي على ما فعلته أخته بروح لا ذنب لها.. فهي وإن كانت سيئة فهي سيئة بحق نفسها ولم يصل بها الأمر لأن تؤذي أحد.
“هو ليه يسيبني بعد ما خلاني أتعلقت بيه؟”
هتفت ياسمين وهي تبكي ولم تهتم بأن چنة تسمعها بل تابعت حديثها وهي تقول بحسرة:
“كل دا علشان بس كنت متلزمة معاه بالضوابط اللي ربنا أمرني بيها! يعني كان المفروض أعمل زي ما كل المخطوبين بيعملوا وأغضب ربنا علشان يكمل معايا!”
أنتبهت لها چنة وقد أستشفت من الحديث بأنها تتكلم عن عمر ويبدو أنه تخلى عنها بسبب تشدد ياسمين.
“هو انا كدا غلطانة علشان حافظت على نفسي! ليه يسيبني فجأة كدا وانا معملتش حاجه”
رفعت چنة يدها بتردد حتى وضعتها على كتف ياسمين ثم أجابتها وهي تقول بصدق:
“انتِ مش غلطانة يا ياسمين بالعكس… انا أكتشفت إنك انتِ طول عمرك على حق وزين هو كمان على حق واللي زيي وزي عمر غلط”
نظرت لها ياسمين بتعجب من بين دموعها فهذا الحديث لا يخرج من چنة بتاتا بينما هي تابعت حديثها وهي تقول بغصة:
“مستغربة كلامي طبعاً.. والحقيقة حقك تستغربي وانا نفسي مستغربة… انا لحد كام يوم فاتوا بس كنت لسه عند رأيي إنكم انتوا اللي متشددين وانتوا اللي غلط”
سقطت دمعة حارقة من عينيها وهي تقول:
“انتِ في نعمة كبيرة اوي يا ياسمين غافلة عنها… عمر دا خسرك وعمره ما علاقي واحدة زيك.. يكفي إن ربنا أنعم عليكي بالستر والرضى والألتزام… ربنا رزقك بأب وأم وأخ يعرفوكي الصح من الغلط مش أهل هم اللي بيساعدوكي على الغلط لأ دا هم اللي بيزرعوا جواكي الشر”
أدارت ياسمين حديث چنة بعقلها… فهمت أنها تقصد بذلك أهلها هي ولكن ما علاقة ماحدث معها بما روته ياسمين الآن!.
بينما چنة تشعر بالضياع…هل أختها ضحية والسبب والدتها أنها لم تحسن تربيتها؟ ام أن إيثار هي من فعلت ذلك بمحض إرادتها؟!. بل كانت الفاجعة الكبرى لها عندما أخبرت والدتها بما فعلته إيثار وأكتشفت أنها كانت تعلم بالفعل.. هنا وأنهار كل شيء حولها.
مسحت ياسمين دموعها وقد هدأت قليلاً ثم أردفت وهي تقول مجيبة على حديثها:
“انا فعلا في نعم كتير وأهلي هم أكبر نعمة… لكن حتى لو الأهل مش كويسين ف دا مش مبرر لإن إبنهم يطلع سيء زيهم وإن كان ضمن سبب من الأسباب… انا مش هروح أقول لربنا أصل أهلي هم اللي كانوا وحشين
سيدنا إبراهيم عليه السلام أبوه كان هو اللي بيصنع الأصنام اللي بيعبدوها ورفض يأسلم… والعكس ابن سيدنا نوح عصى ربنا.. لو كلنا خدنا أهلنا حجج لأفعالنا يبقى هنهلك كلنا.”
أبتلعت چنة ريقها وأدركت أن ما تقوله ياسمين صحيح ف إيثار ليست صغيرة بل هي كبيرة كفاية لأن تفرق بين الصح من الخطأ بل هي ما إنجرفت نحو شهواتها وسولت لها نفسها بالتعدي على عباد الله وإيذائهم.
“مقولتليش انتِ كنتي بتعيطي ليه؟”
سألتها ياسمين وهي تنظر إليها تنتظر إجابتها بينما چنة أغمضت عيناها ولم تعد تستطيع كتمان هذا السر أكثر
فإن أفشته سوف تفضح أختها رغم أنها تستحق وأنها لم تندم حتى على ما فعلته ولم تتب إلي الله.. وإن أخفته فهي ستكون ظالمة بحق روان الذي يراها الجميع سيئة لما فعلته دون إرادة منها.
أتخذت قرارها بأنها سوف تخبرها فهي لن تسامح نفسها إن تكتمت على هذا السر أكثر من هذا لذا هتفت وهي تقول بهدوء مميت:
“مش عارفه اذا كان اللي هقوله دا صح ولا مكنش المفروض أقوله بس انا معدتش قادرة أخبي أكتر من كدا”
أنتبهت لها ياسمين بكامل حواسها وقد شعرت بأن الأمر ليس بهين وأن هناك شيء كبير وراء ما تقوله بينما ضغطت چنة على يدها بقوة ثم سقطت دمعة حارقة من وجهها وهي تقول:
“إيثار هي اللي عملت السحر لروان”
🌸سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم🌸
“قومي البسي يلا علشان نروح للدكتورة”
رفعت حور رأسها نحوه بصدمة لما يقول فهو كان يرفض الأمر بشدة لذا قامت من مكانها مسرعة وهي تهتف:
“انت بتتكلم جد يا ليث!”
أجابها ليث على أمتعاض وهو يقول بغيظ من عنادها قائلاً:
“وانا من امتى بهزر في الحاجات دي؟”
“انت أجدع راجل في الدنيا يا ليث”
نطقت بها حور ثم ركضت من مكانها بحماس نحو خزانتها فهي منذ مدة تريد إخباره كي تذهب ولكنها في كل مرة كانت تخشى رد فعله لأنها تعلم بأنه سوف يرفض ولكن ها هو من اتى كي يأخذها.
أرتدت ثيابها على عجالة من أمرها وهي تطوق للذهاب رغم خوفها ولكنها تريد الإطمئنان على اى حال لذا ما كان لديها الصبر أن تنتظر.
أنتهت من التجهيز ثم عادت إليه مجدداً وهي تتأكد أن كل شيء بها على مايرام قائلة:
“يلا يا ليث انا خلصت”
نظر إليها ليث بتفآجأ من السرعة التي أنتهت فيها فقد ظن بأنها سوف تأخذ وقت أكبر كما تفعل دائما فنطق بسخرية وهو يقول:
“دا اى السرعة دي كلها لحقتي تلبسي في الدقيقتين دول؟ امال بطلعي عيني في اللبس ليه كل مرة”
لم تهتم لتذمره بل أقتربت منه تجذبه من يده وهي تقول بعجالة:
“مش وقته كلام يا ليث يلا بسرعة علشان منتأخرش”
سار معها ليث نحو الخارج وهو ينظر لحماسها الواضح حتى أنه بدأ يشعر بالخوف من سعادتها المفرطة لأنه وافق على الذهاب كي تزور الطبيبعة!.
صعد سيارته وهي جواره ولكنه لم ينطق بشيء كما لم تفعل هي الأخرى.. التزاما الصمت وكلاً منهما مشغول بما لديه ويفكر فيه وحور رغم حماسها إلا أن داخلها مضطر للغاية ولكنها تحول طمئنة نفسها بأن كل شيء سوف يكون على مايرام.
توقف ليث بسيارته أمام مركز الفحص وقد كان كبيراً وفخماً فنظرت حور للمكان تتفحصه بإعجاب شديد ولولا توترها وما تشعر به لكانت أبدات رأيها فيه.
سارت معه داخل هذا المبنى الضخم حتى وصل إلى غرفة معينة تمكث فيها الطبيبة التي سوف تقوم بفحصها.
طرقت حور الباب فسمعت صوت الطبيبة تسمح لها بالدخول وقبل أن تفعل وجدت ليث يمسك يدها وهو يقول بهدوء:
“مهما كانت النتيجة يا حور احنا راضيين”
أبتلعت ريقها وشعرت ببرودة تسرى في جسدها حتى أن أطرافها أصبحت شديدة البرودة.. كانت نبرته هادئة إلا أنها بدت مخيفة بالنسبة لها.
أومأت لها دون أن تجيب ثم دلفت للداخل وهو معها فأستقبلتها الطبيبة ببسمة مجاملة وهي ترحب بها بعدما أوصى عليها زوجها..
“ياريت حضرتك تنتظرنا بره لحد ما أفحصها”
هز ليث رأسه بالموافقة ثم خرج ينتظر في الخارج تحت نظرات حور الخائفة التي لم يغفل عنها.
قامت الطبيبة بعمل الفحص النسائي اللازم لها وهي تسألها الأسألة الروتينة عن طبيعة حياتها الزوجية وإن كانت تعاني من أمراض او ما شابه بينما حور تجيبها بقدر السؤال فقط وجسدها يرتجف من شدة توترها وخوفها حتى أنتهت الطبيبة من الفحص وهي تجلسها مكانها مجدداً.
عادت الطبيبة تجلس على مقعدها بعدما نادت على ليث كي يحضر بينما حور لم يكن لديها الصبر حتى تبدأ الدكتورة في الحديث بل سارعت هي بالقول وهي تهتف:
“ممكن حضرتك تقوليلي نتيجة الفحص اى”
أمسك ليث يدها والتي كانت شديدة البرودة فضغط عليها يحاول طمئنتها وهو يرمش لها بأهدابه وأن كل شيء سوف يكون بخير ثم حرك بصره نحو الطبيبة كي تخبره الأمر وكلاهما يشعران بالخوف.
🌸اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد🌸
كان أحمد يجلس أمامها بعدما طلب رؤيتها وقد أتخذ قراره فهو سوف يصلح ما فعله ويعقد عليها رغم أنه لم ينتهي من ترتيب أموره بعد ولكنه لم يصبر أكثر من هذا حتى لا يقع في هذا الخطأ الشنيع مجدداً
“انا آسف لو جيت في ميعاد غير مناسب بس انا كنت جاي اقولك إني عايز أعقد عليكي علشان ميحصلش اى تجوزات تانية ف لو انتِ شايفاني الشخص اللي هتقدري تكملي معاه هكلمي عمي أحمد وأطلب منه نكتب الكتاب”
تفآجأت سهير من حديثه وشعرت بالتوتر… هي غير مستعدة لأخذ تلك الخطوة ليس لأنه سيء بل لأنها هي السيئة… فمازال صدى صوته يتردد داخل أذنها وهو يخبرها بأنها أول فتاة تدخل حياته.. حياته النظيفة التي سوف تلوثها هي.
لمَ سيظل هذا الماضي نقطة سوداء بحياتها؟ لمَ لا يتركها عقلها أن تعيش بسعادة دون أن ذكرها دوما بأنها كانت عاصية!.
رفعت رأسها تنظر له وهي تشعر بأن هكذا سوف تظلمه
لمَ هو يحافظ على قلبه ومشاعره وبالأخير يأخذ شخصاً مثلها؟.
نعم هو من حقه أن يعلم حقيقتها ويعلم ماضيها فهو سوف يكمل ما تبقى من حياته معها لذا فهي هكذا تخدعه ويجب إخباره بما كانت عليه.
“مردتيش عليا يا سهير؟ موافقة نكتب الكتاب؟”
فركت يدها بتوتر شديد وقد كانت في حالة لا تحسد عليها حتى فكرت بالتراجع ولكنها قد أتخذت قرارها سوف تخبره وتترك له الحرية في أن يكمل معها ام لا.
“موافقة… بس قبل ما نكتب الكتاب لازم أعرفكم حاجه مهمة”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني)