روايات

رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل السابع عشر 17 بقلم مي علاء

رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل السابع عشر 17 بقلم مي علاء

رواية وسقطت بين يدي شيطان الجزء السابع عشر

رواية وسقطت بين يدي شيطان البارت السابع عشر

رواية وسقطت بين يدي شيطان الحلقة السابعة عشر

ساد الصمت في الغرفة بعد قول ريحانة الذي صدم عبد الخالق ، لم يخطر في خاطره ابدا ان ريحانة قد تكون خائنه ! ، اخفضت ريحانة رأسها و هي تتنهد بحزن و تقول بآسى
– ايوة … انا جاسوسة لجلال ، هو باعتني لهنا عشان اجمعله معلومات عن الشيطان و اقتله
تنحنح عبد الخالق و هو يبعد نظراته عن ريحانة في حين كان يستدرك ما قالته الأخيرة منذ ثوان ، فرمش بعينيه و هو يقول بحزن
– مكنتش اتوقع دة منك
بلعت ريقها و هي تخفض رأسها و تقول
– غصب عني عملت كدة ، لأن جلال اجبرني اني انفذله كل اوامره و اني اجي هنا و ابقى جاسوسه ، عارفه ان كان المفروض اني ارفض و فعلا انا رفضت في الأول و كنت عايزه اهرب و منفذش اي حاجة بس … بسبب حبي ليه رجعت عن قراري و نفذتله طلباته ، ايوة … انا سرقت اوراق مهمه من الشيطان و اديتها لجلال و حاولت اقتل الشيطان نفسه لما طلب مني جلال اني اقتله
صمتت لبرهه قبل ان تكمل
– انا عارفه اني غلطانه و انا ندمانه لأني فضلت في القصر دة و نفذت اوامر جلال لو بأيدي اني ارجع بالزمن شوية لورا كنت هنفذ قراري و ههرب من كل اللي انا فيه دة حتى لو كنت هتخلى عن حبي لجلال … الحب اللي طلع عبارة عن وهم
قالت الأخيرة بإنكسار ، فقال عبد الخالق بهدوء
– الزمن مش هيرجع
– عارفه
قالتها بخفوت من بين دموعها فتنهد عبد الخالق و قال
– جايه تقوليلي حقيقتك لية يا ريحانة؟
ضمت كفيها لبعضهما و ردت
– عشان حاسه اني ضعيفه .. انا خايفه منه ، انا عارفه اني لوحدي و ان محدش هيحميني من الشيطان و من اللي هيعمله فيا لما يعرف حقيقتي .
– طب مش خايفه اقول للشيطان عن حقيقتك
– معتقدش انك هتعمل فيا كدة
– لية؟!
لم ترد حيث اكتفت بهز كتفيها بعدم المعرفة ، فقال بجمود
– انا مش هقدر احميكي
رفعت رأسها و نظرت له بحزن فأكمل
– عشان انتي جاسوسة ل جلال .. عارفه لو كنتي جاسوسة لحد غيره و جيتي طلبتي مني اساعدك كان ممكن اساعدك بس اي حد تابع لجلال يستاهل اللي يحصله من الشيطان ، و غير كدة جايه تطلبني مني لية اني احميكي ما تخلي اللي باعتك لهنا يحميكي .. ولا مش هيقدر !
قال الأخيرة بتهكم ، فردت
– لا .. جلال مخطت انه هيهربني اول ما يرجع من سفريته بس انا مش عايزه اهرب معاه و مش عايزه ارجع ليه ابدا
– لية بتقولي عليه كدة؟ .. مش انتي حبيتيه من الأول و عملتي كل دة عشانه !
– ايوة، انا حبيته و عملت كل دة عشانه بس … ” و هنا طغى البكاء عليها و اعاقها لبرهه عن الاستمرار في كلامها ” ازاي هرجع لواحد خدعني لمدة سنتين و اذاني و استغل ضعفي و جهلي لمصلحته الحيوانية !
اضاق عبد الخالق عينيه و قال بترقب
– انتي حكايتك اية بظبط !
مسحت دموعها بكفيها و قالت
– هحكيلك بس هتصدقني!
– هصدقك
اومأت برأسها و هي تتنفس الهواء بعمق قبل ان تبدأ في سرد قصتها من بداية دخولها للقرية حتى لحظة اكتشافها لحقيقة جلال في حين لم تتوقف دموعها عن الإنهمار .
………………………………………………….
انتفض والد زهرة من فراشه بفزع بعد سماعه لكلمات زهرة و اصبح يقول بصوت مرتفع غاضب
– انتي عايزه تجيبي نهايتي و نهاية العيلة يا زهرة .. انتي عايزه تخربيها علينا ، إحنا مش ناقصين مصايب حرام عليكي ، بتعملي كل حاجة من دماغك……
دخلت والدة زهرة على صوت زوجها المرتفع و قالت بخضة
– في اية؟ … مالك يا حج؟
نظر لها وقال
– تعالي شوفي و اسمعي بنتك عملت اية .. بنتك عايزه تجيبني الأرض ، بنتك عايزه تموتني
نقلت والدة زهرة نظراتها لزهرة بإستغراب و تساؤل و قالت
– عملتي اية يا زهرة تاني؟ … ابوكي بيقول كدة لية
نظرت لها زهرة و قالت بهدوء
– معملتش حاجة غلط يا ماما ، تعالي اقعدي و هحكيلك
– مش غلط! .. دة انتي كل عمايلك غلط ، انتي مش بتسمعي كلامي و بتنفذي اللي في دماغك على اساس انه صح ، انتي تفكيرك كله غلط و بتفكيرك دة هنضيع كلنا
– صدقني مش هنضيع … دة لمصلحتنا ، دة احنا كدة في امان
جذبته من يده و اجلسته امامها بصعوبة و من ثم نظرت لوالدتها و قالت
– تعالي يا ماما اقعدي معانا و اسمعي كلامي و افهميه عشان تفهمي بابا ان اللي عملته لمصلحتنا
تقدمت والدتها و جلست بجانبهم و قالت
– ماشي قولي
اعادت زهرة ما قالته لوالدها … لوالدتها ، في حين كان ينظر والدها لها بحدة و هو يتنفس بغضب
………………………………………………….
بعد إنتهاء ريحانة من سرد قصتها اخفضت رأسها و هي تمسح دموعها التي لا تريد التوقف عن الإنهمار في حين كان عبد الخالق ينظر لها ببعض من اللين فبعد ما سمعه منها لان قلبه و عاد كما كان ، فما تعرضت له ريحانة من جلال ليس بالهين بالإضافة إلى انها ضحية لذلك الوغد الحقير .
– هتحميني ؟!
قالتها ريحانة بخفوت من بين شهقاتها ، فقال
– مش هقدر احميكي بما فيه الكفاية لحالتي دي … بس انتي ممكن تحمي نفسك بنفسك
نظرت له بتساؤل فأكمل
– انا قلتلك الكلام دة قبل كدة .. خلي الشيطان يحبك
– صعب اخليه يحبني
– انتي جربتي؟
هزت رأسها بلا فقال
– طيب جربي … صدقيني هتحمي نفسك و هتبعدي عن شر الشيطان حتى لو لنسبة صغيرة
مسحت دموعها و توقفت عن البكاء و صمتت حيث كانت تفكر بما قاله عبد الخالق و بعد ان شعرت بأن كلامه منطقي قالت
– ازاي اخليه يحبني؟
– هقولك ، بس اول حاجة لازم تعمليها ان تكون شخصيتك قوية قدامه بس حنينه في نفس الوقت .. فهماني !
نظرت له و قالت
– صعب ابقى قوية قدامه
– لية؟
– اصل انا جربت و انت شايف اللي عمله
قالت الأخيرة و هي تشير لوجهها ، فنظر لها بشفقة و قال
– ممكن تجربي بطرق تانية مختلفة ، بس اياكي تتحديه او تستفزيه لأنه بيتهور بسرعة
– مجربه
قالتها بمرارة في حين إرتسمت على شفتيها إبتسامة جانبية ، فإبتسم بدوره .. فقالت
– طب انا هعرف اتعامل معاه بالطريقة الصح ازاي و انا معرفش عنه حاجة
– اية اللي متعرفهوش عنه؟
– كل حاجة عنه ، ماضيه.. حاضره.. علاقاته.. حياته
– فهمت .. بصي حاليا هقولك تعملي اية و تتصرفي معاه ازاي
اومأت برأسها ، فبدأ في قول ما يجب عليها فعله فكانت بدورها تستمع له بإنصات .
بعد انتهائه نهضت و قالت بتساؤل قبل ان تغادر
– نظرتك ليا اتغيرت؟
– مكنتش اتوقع انك تكوني تابعه لجلال . بس متخفيش ، انتي حفيدتي زي ما اتفقنا
قال الأخيرة و هو يبتسم بسماحة ، فإبتسمت براحة و قالت
– شكرا
اغمض عينيه و فتحها فألتفتت و إتجهت للباب و وضعت يدها على قبضة الباب وقبل ان تبرمها قال
– انتي قلتي لجلال عني؟
التفتت و نظرت له و هزت رأسها بلا ، فقال
– لة مقلتلهوش؟
– مش عارفه .. بس حسيت ان مش لازم اقله
– ماشي
التفتت و برمت قبضة الباب و خرجت من الغرفة و من ثم إتجهت لجناح الشيطان .
………………………………………………….
ترجل من على ظهر جواده و اشار للسائس بإشارة يعرفها الأخير فتقدم و اخذ الجواد للأسطبل في حين سار الشيطان بخطواته الثابتة لإتجاه القصر و قد كان هادئا جدا و باردا ! . دخل القصر و إتجه للسلم و صعده بهدوء حتى وصل للطابق الثاني و من ثم إتجه لجناحه و دخله في حين كانت عينيه تتجول في المكان حتى استقرت عليها ، كانت ريحانة جالسه على السرير و هي تضم قدميها لصدرها و تسند ذقنها على ركبتهيا و كانت شارده ، ابعد نظراته عنها حيث لوالها ظهره و هو يتجه للأريكة ليجلس عليها .. وجلس و اعاد نظراته لها و قال بصوته الأجش
– تعالي
استيقظت من شرودها حيث رفعت رأسها و نظرت له بهدوء غريب ، فأشار لها بأصبعه بأن تأتي ، فتحركت من مكانها و نهضت و إتجهت لناحيته حتى توقفت امامه بينما كان يتفحصها بعيون ضيقة من رأسها حتى اخمص قدميها .
– ادخلي ظبطيلي المية عشان ادخل استحمة بس قبلها هاتيلي لبس ليا من الدولاب
التفت دون ان تومأ برأسها او تخرج حرف واحد من بين شفتيها و إتجهت للخزانة و اخرجت ملابس ليرتديها و من ثم إتجهت للحمام و فعلت ما طلبه منها و خرجت و قالت بهدوء
– عملت اللي طلبته
نظر لها بطرف عينيه و نهض و سار لإتجاه الحمام و لكنه توقف قبل ان يصل للأخير حيث توقف امامها و ظل يحدق بها بتدقيق .. فشعر بالذنب لوهلة خاصا عندما رأى ذراعها الملتفه بالضماد و وجهها المتورم بعض الشيء و الجرح البسيط الذي يكون اسفل شفتيها ، ولكنه تخلص من شعوره سريعا في حين قال ببرود و هو يمسك بذراعها الملتفه بقسوة و يجذبها له فرفعت نظراتها له بألم و حزن
– بتتعلمي بسرعة ، شاطرة
لم ترد عليه فلا يوجد لديها رد على قوله الذي لا داعي له ، بينما قال
– من هنا ورايح كل حاجة ليها حسابها .. يعني فوري
لم ترد ايضا ، فشعر بالضيق ولكنه لم يظهر حيث قال بتهكم
– مالك؟ … ضربي اثر على لسانك !
– لا .. ممكن تسيب دراعي
قالتها بهدوء خافت و هي تبعد نظراتها عنه ، بينما نظر لها بجمود و قال بطريقة مستفزة
– لية؟ .. بوجعك !
اومأت برأسها فإبتسم إبتسامة جانبية شرسة و قال بهدوء خشن بعد الشيء
– انتي لسه مشفتيش حاجة مني
رفعت نظراتها له و قالت
– وانا عملتلك اية عشان تعمل فيا كدة؟
– بدون سبب
قالها ببرود ، فتنهدت بآسى و هي تضع يدها على قبضته الممسكه بذراعها و حاولت إبعادها ، فتركها و تخطاها و دخل الحمام .
………………………………………………….
مساءا
كانت جالسة ريحانة على احدى الكراسي الموجودة في الشرفة و كانت تنظر للسماء و هي شارده ، بينما دخل الشيطان جناحه بعد ان انهى بعض الأعمال في الخارج فهو بعد اخذه للحمام الساخن .. غادر القصر بأكمله ، إتجه للخزانة و فتحها و وضع بعض الأرواق بداخلها و من ثم اغلقها و إتجه للشرفة و هو يخرج سيجارة من جيبه و دخل الأخيرة و لكنه توقف لبرهه بعد اول خطوة و من ثم اكمل طريقه للداخل حيث جلس على الكرسي المجاور لها بهدوء ، فشعرت به و التفتت برأسها و نظرت له و من ثم عادت كما كانت.. و كان الصمت سيد المكان .
– امتى هبقى حره زي النجوم دي ؟!
قالتها بآسى و هي تحدث نفسها بصوت مسموع دون ان تشعر ، فنظر لها بطرف عينيه و هو ينفث دخان سيجارته بهدوء ، بينما اكملت
– لية الطيور و النجوم و الكواكب و الحيوانات و الناس ماخدين حريتهم! ، كلهم بيستمتعوا بحريتهم إلا انا … دايما بيبقى في قيود و اسوار حواليا ، هو انا مش إنسانه زي بقيه الناس؟ .. هو انا مستحقش اني اعيش حياة طبيعية !
– لا .. متستحقيش
قالها بهدوء و هو ينظر امامه بجمود ، فألتفتت و نظرت له بشرود و قالت و هي تؤيد كلامه
– و انا بقول كدة برضوا .. مستحقش
بعد ان انهت جملتها ابرزت شفتها السفلى بتلقائية و بشكل طفولي ، بينما قال بجدية
– مفيش حد على وجه الأرض ميستحقش انه ينعم بالحرية
نظرت له لبرهه قبل ان تبتسم إبتسامة جانبية ساخرة و هي تقول
– انت بتقول كدة! … طيب فين حريتي؟
التفت و نظر لها و قال
– عايزه حريتك مني؟
اومأت برأسها و قالت
– ايوة .. هتدهاني !؟
نظر امامه و قال بعد ثوان
– قريب جدا هدهالك
تنهدت بعمق و هي تعيد نظراتها للسماء ، بينما هو وضع سيجارته بين شفتيه ببرود .
………………………………………………….
في الطابق الثالث .. تحديدا غرفة “عبد الخالق”
مسحت الخادمة فم عبد الخالق بعد ان اطعمته و من ثم حملت الصينية و قالت
– انا هنزل ارجع الصينية للمطبخ و هرجعلك ، محتاج حاجة من تحت؟
– لا .. شكرا
اومأت برأسها و التفتت و غادرت بينما اغمض عبد الخالق عينيه و هو يحاول ان يسترخي فهو منذ ان غادرت ريحانة في الصباح من غرفته لم يتوقف عقله عن التفكير في هل ما فعله صحيح بأن يجعل الشيطان يقع في حبها؟ .. هو يريده ان يعود كما كان سابقا و لكنه يعلم ان الشيطان لن يعود إلا بالحب .. لأنه سيغيره ، يعتقد … ان هذا هو الحل الوحيد فهل سينجح؟! او هل ستنجح هي بهذا؟ .. ليس متأكد .
تنهد و هو يفتح عينيه و يجول بها حوله بتفكير فقال محدثا نفسه
– بس صعب ريحانة تتعامل معاه بالطريقة الصح مادام متعرفش ماضيه و اللي مر بيه ، كدة هتفشل
صمت و هو يفكر بفعل شيء سيسهل كل شيء ولكنه متردد .
………………………………………………….
اليوم التالي
داعبت اشعة الشمس وجهها ففتحت عينيها بإنزعاج و اعتدلت إلى وضع الجلوس و هي تمرر نظراتها حولها ، مدت ذراعها في الهواء لتطرد ذلك الخمول الذي يستوحيها و من ثم ابعدت الغطاء من على جسدها و نهضت و هي تحدث نفسها بضجر بعد ان ادركت انه غادر الجناح
– زي كل يوم .. بصحى و مش بلاقيه
تأففت و إتجهت للحمام و دخلته
،،،،،،،،،،،،،
في مكتب الشيطان
– عشاني المرة دي …خرجه
قالها عز الدين برجاء للشيطان الذي رد عليه بقسوة
– و لا عشانك ولا عشان غيرك .. الكل عندي متساويين ، ايمن غلط و بيتعاقب
اتى عز الدين ان يقول شيء و لكن الشيطان سبقه بقوله الحازم
– الكلام في الموضوع دة منتهي
تنهد عز الدين بآسى و قال
– ماشي
ساد الصمت لدقائق قبل ان يقول عز الدين
– جلال هيرجع النهاردة
– عارف
– هتعمل معاه اية؟
نظر له الشيطان و قال بهدوء
– و لا حاجة
– طيب ، هتروح النهاردة تلعب قمار ؟
اومأ برأسه و قال
– اكيد … اص اللعب مش هيكمل بدوني
– هتكسب زي العادة
إبتسم الشيطان إبتسامة جانبية واثقة و اومأ برأسه ، فنهض عز الدين و قال
– انا همشي دلوقتي
اومأ الشيطان برأسه فألتفت عز الدين حيث لاواه ظهره و إتجة للباب ، فأوقفه الشيطان بقوله
– عارف انك زعلان لأني منفذتلكش طلبك
التفت عز الدين و قال بهدوء
– لا .. مش زعلان لأنك انت صح ، انا غلطت لأني جيت و طلبت منك طلب سخيف زي دة
– طلبك مش سخيف …لأنك اب بتحب ابنك فمش عايزه يتأذي حتى لو انت عارف انه وحش
إبتسم عز الدين بسماحة و قال
– شكرا لأنك متفهم ، سلام
و من ثم التفت و غادر ، فظل الشيطان جالسا في مقعده لدقائق معدودة قبل ان ينهض و يغادر هو ايضا
………………………………………………….
اغلق جلال الحقيبة و من ثم حملها فشعر ببعض من الألم و لكنه تجاهل الأمر ، إتجه لخارج الجناح فأقترب احدى العمال و قال
– حضرتك محتاج مساعدة؟
– شيل الشنظة
اومأ العامل برأسه و حمل حقيبة جلال و سار خلف الأخير .
صعد جلال سيارة الأجرة بعد ان تأكد من وضع العامل لحقيبته في السيارة ، بدأت السيارة في الحركة في إتجاه القرية .. قرية الشيطان.
………………………………………………….
سارت ريحانة في الممر حتى توقفت امام غرفة الطعام و هي تمرر نظراتها في الغرفة فقد كانت خالية تماما ، تقدمت منها الخادمة و قالت
– اتفضلي
نظرت لها ريحانة و سألتها
– فين الشيطان؟
– سيدنا مش هيفطر
هزت ريحانة رأسها و من ثم قالت
– فين زهرة؟
– زهرة والدها تعب فراحت تزوره
– هترجع امتى؟
– هي راحت إمبارح فإحتمال تيجي النهاردة
اومأت ريحانة برأسها و التفتت ، فأسرعت الخادمة و قالت
– مش هتفطري؟
– لا
………………………………………………….
– متتصرفيش تاني من دماغك يا زهرة ، تبقي تيجي ليا او لأبوكي و تستشرينا
قالتها والده زهرة بلطف لأبنتها ، فأومأت زهرة برأسها و قالت
– عنيا
و من ثم نظرت لوالدها الذي كان يلويها ظهره ، فقالت بصوت مرتفع قصدا
– انا ماشيه
لم يهتم ، فأعادت قولها فنظر لها من فوق كتفه و هو مازال يلويها ظهره ، فتنهدت بآسى و هي تقول لوالدتها
– تبقي تحننيه عليا
– ماشي يا بنتي .. يلى امشي عشان متتأخريش
اومأت زهرة برأسها و اقتربت من والدتها و احضتنتها و هي تقبلها و من ثم غادرت .
………………………………………………….
بعد مرور بعض الوقت
خرجت زهرة من غرفتها بعد ان اراحت جسدها قليلا ، إتجهت للمبطخ و دخلته و هي تحيهم
– صباح الخير
نظر لها بقيه الخدم و حيوها و من ثم قالت احدهم
– باباكي عامل اية دلوقتي يا زهرة؟
– حالته احسن دلوقتي
– حمدالله على سلامته
– الله يسلمك
تقدمت زهرة للداخل و قالت
– محتاجين اية عشان اعمله
– ارتاحيلك النهاردة يا زهرة
قالتها رئيسة الخدم ، فأتت زهرة ان ترد ولكن سبقتها احدى الخادمات بقولها
– صحيح … الانسه ريحانة سألت عليكي
التفتت لها زهرة و قالت
– طيب .. هطلعلها
و من ثم نظرت لرئيسة الخدم و قالت
– عن اذنكم .. هروح للأنسه ريحانة
اومأت رئيسة الخدم برأسها … فإتجهت لخارج المطبخ و هي تنوي الذهاب لجناح الشيطان حيث ستكون ريحانة هناك .
………………………………………………….
كانت ريحانة جالسة على الأريكة و هي تتأفف بضجر ، فهي تشعر بالملل ، نهضت من على الأريكة بحدة و هي تحدث نفسها بصوت مسموع غاضب
– هو انا هفضل قاعدة كدة وشي في وش الحيط كتير! ، زهرة مش موجوده و الشيطان في شغله .. يعني حتى مش هعرف انفذ اللي قالي عليه جدو
بعثرت شعرها بضيق و هي تكمل
– يوووه … اعمل اية ، هطق
صمتت بعد قولها الأخير في حين كانت تنظر للشرفة ، و فجأة إرتسمت إبتسامة صغيرة على شفتيها و هي تحدث نفسها بخفوت
– الحصان .. ايوة ، عايزه اركب حصان الشيطان
اعدلت خصلات شعرها و إتجهت للباب و فتحته ، فوجدت زهرة تقف امامها حيث كانت على وشك ان تطرق على الباب ، فقالت ريحانة بإشتياق
– زهرة
و من ثم تقدمت منها و احضنتها فجأة مما سبب الدهشة لزهرة ، ابتعدت ريحانة عن زهرة و قالت
– ادخلي
دخلت زهرة و جلست على الأريكة بجانب ريحانة التي قالت فور جلوسها
– ها باباكي عامل اية؟
– حالته احسن من إمبارح
– كويس ، يلا عقبال ما يخف
– يارب
ساد الصمت لبرهة قبل ان تقطعة ريحانة بقولها
– بس انا زعلانه منك
– لية؟
– مقولتليش انك رايحة
– اسفة بس الموضوع جه فجأة ، سامحيني
اومأت ريحانة برأسها بتفهم و قالت
– مش ملاحظة حاجة ؟!
نظرت لها زهرة بإستغراب و قالت
– لا
رفعت ريحانة ذراعها الملتفة بالضمادات ، فشهقت زهرة بخفة و قالت
– اية دة؟ .. اتكسرتي؟
ضحكت ريحانة على رد فعل زهرة وقالت
– إتكسرت اية بس ، دة انا اضربت بس
– اضرتبي! .. مين اللي ضربك؟
– الشيطان
قالتها ريحانة بحزن ، فقالت زهرة
– و لية ضربك؟
– استفزيته و عصبته و قلتله اني مش بخاف منه ، و من الكلمة دي اتجنن
نظرت لها زهرة بشفقة و قالت
– ضربه غبي صح!
– اكيد .. هو دة سؤال!
ضحكت زهرة بخفة و من ثم ساد الصمت الذي قطعتة ريحانة مرة آخرى بقولها
– انا زهقت من القعدة هنا
– حقك الصراحة
و من ثم صمتت لبرهة قبل ان تقول بعد ان تذكرت شيء
– النهاردة بليل في لعب قمار في الساحة ، هتيجي؟
– بجد!
– ايوة ، و السيد جلال هيلعب و الشيطان
– جلال! .. هو رجع؟
– على وشك وصول للقرية
ظهر الإضطراب في عيني ريحانة ، فقالت زهرة
– مالك؟ .. مش عايزاه يرجع؟
– لا مش عايزه ، عشان خايفه
– خايفة !
– و متوترة من مقابلته
– مش فهماكي
تنهدت ريحانة و قالت بضياع
– يعني لما بفكر في رجوع جلال و اشوفه ، المفروض يبقى رد فعلي ازاي؟! ، ارجع زي الأول و كأن ولا حاجة حصلت .. صعب عليا اعمل كدة ، و لا اواجهه باللي عرفته عنه ، مفيش عندي غير الخيارين دول
صمتت زهرة لتفكر و من ثم قالت
– عندي سؤال ، سواء انتي اخترتي انك تواجهية او تخبي عليه .. هترجعيله؟ ، يعني هتهربي معاه لما يقولك تهربي ؟
– لا
قالتها ريحانة بسرعة ، و اكملت
– مش هرجعله و مش ههرب معاه
– تماام .. كدة الخيار التاني هو اللي هتعمليه
– اني اواجهه؟
– ايوة .. عشان اللي باين عليكي انك مش هتقدري تتعاملي معاه زي الأول ، حتى لو حاولتي هتفشلي
– فعلا .. انا مش هقدر
– خلاص .. واجهيه في الوقت المناسب ليكي ، الوقت اللي هتكوني حاسة فيه انك متماسكة و انك مش هتنهاري قدامه .. يعني تمثلي القوة
هزت ريحانة رأسها بشرود ، فقالت زهرة
– هتيجي الساحة؟
نظرت لها ريحانة و قالت
– مش عارفه
اومأت زهرة برأسها و هي تنهض في حين كانت تقول
– انا هنزل بقى عشان ورايا شغل .. محتاجة حاجة مني؟
– لا .. شكرا
– عن اذنك
و من ثم التفتت و غادرت ، بينما ظلت ريحانة جالسة و هي شارده .
………………………………………………….
موعد الغداء ،
نزلت ريحانة و دخلت غرفة الطعام و جلست في مقعدها و بدأت في تناول طعامها بشراهه فقد كانت جائعة جدا .. لم تهتم ولم تسأل عنه إلا بعد ان انهت طعامها حيث نظرت للخادمة و سألتها
– الشيطان مش هيتغدا صح؟
رفعت الخادمة حاجبيها و قالت بتلقائية
– لسه بدري على سؤالك
و من ثم ادركت ما قالته ، فأعتذرت و قالت بإحترام
– لا .. سيدنا مرجعش اصلا
اومأت ريحانة برأسها و هي تنهض و تغادر الغرفة
………………………………………………….
كان يسير بخطواته الواثقة في ارجاء القرية ، حيث كان ذاهب لوجهة معينة ، توقف امام احدى المنازل الخشبية و نظر لبابه القديم لبرهة قبل ان يركله بقدمه فينكسر و يظهر من خلفه رجل ينظر للشيطان بخوف و رعب ، بينما إبتسم الشيطان بشراسة و هو يقول بهدوء مخيف
– و لقيتك يا بكري باشا
بلع بكري ريقة بصعوبة بالغة و قال بصوت مرتجف
– لقيتني ازاي؟
– هو دة سؤال تسأله للشيطان!
قالها الشيطان بتهكم ، و من ثم اكمل و هو يقترب من بكري
– انت فاكر انك كنت هتقدر تهرب مني اكتر؟ .. هو انت هربت اصلا!
قهقه بخفة و اكمل و هو ينزل لمستوى بكري و اكمل
– انا كنت عارف مكانك ، بس مكنتش فاضيلك .. بس اهو فضيتلك على الآخر
– ا…انا ا ا…س…ف، سامحن…ي ي..ا شيط..ان
– اسامحك! ، ” قهقه و قال بغضب مكبوت ” اسامح واحد ساهم في قتل امي و قتلي !
– دة كان زمان
قالها بكري بسرعة ، فإبتسم الشيطان إبتسامة جانبية و قال بجمود
– و انا لسه عايش في اللي كان زمان ، خدوه
نهض الشيطان فتقدم رجاله و امسكوا بكري من ذراعه و جروه ، بينما كان الأخير يهتف بخوف و رجاء
– سامحني .. متعاقبنيش ، انا اسف .. مش عايز اموت
اختفى صوته فجأة ، خرج الشيطان من ذلك المنزل و توقف و هو ينظر للناس الذين ينظرون له .. بكرة .. بغضب .. بإستحقار و خوف ، لم يهتم لنظراتهم الذي اعتاد عليها حيث بادلهم بنظرات باردة و هو يسير من بينهم بعد ما اتاح حراسه الطريق و صعد سيارته و غادر .
………………………………………………….
ترجل جلال من السيارة و من ثم سار بخطواته الهادئة لداخل قصره ، دخل من البوابة و توقف لبرهه و هو يمرر نظراته حوله قبل ان يتنهد براحة و هو يحدث نفسه
– القصر وحشني بجد
تحرك و صعد السلم حتى وصل للطابق الذي يوجد فيه جناحه ، و دخله و سريعا ما القى بجسده على السرير فخرجت تنهيدة تمتلأ بالراحة منه ، فهو قد اشتاق لقصره و لسريره و لحياته ، مال قليلا لينظر للساعة فوجدها الرابعة و النصف مساءا ، فأغمض عينيه و هو يقول
– هناملي ساعة و بعدها ابقى اقوم و اجهز نفسي
و سريعا غض في نوم عميق
………………………………………………….
توقفت ريحانة في الطابق الثالث و من ثم إتجهت لغرفة عبد الخالق بحذر و دخلتها بعد ان سمعت الأذن منه ، في حين كانت عايدة تخرج من جناحها فرأت ريحانةو هي تتلف لغرفة عبد الخالق ، فقضبت حاجبيها بإستغراب و هي تقول بتساؤل
– اية اللي دخل ريحانة اوضة جدو؟
حكت رأسها و اكملت
– هي تعرفه ؟ .. جاتله قبل كدة؟
اجابت على اسألته ب

تقدمت بخطوات هادئة لإتجاة الغرفة و وقفت امام بابها و من ثم اقترب اكثر حتى وضعت اذنها على الأخير لكي تسمع ما يقولونه ، ولكنها لم تستطيع .. فتراجعت للخلف و هي تفكر في فعل شيء ولكنها تراجعت عن ما كانت تنوي فعله ، حيث التفتت و عادت لجناحها .
في غرفة “عبد الخالق”
بعد ان اطمأنت ريحانة على صحة عبد الخالق ، ساد الصمت في الغرفة لمدة قاربت العشر دقائق .
– عايزه تعرفي ماضي الشيطان؟
قالها عبد الخالق بعد تردد كبير ، فنظرت له و قالت بهدوء
– لو قلتلك اة .. هتقولي؟!
– ايوة هقولك
نظرت له بحماس و هي تنتظر ان يبدا في السرد
– الشيطان عانى كتير من صغره .. هو مكنش قي الصورة اللي انتي شايفاها عليه حاليا بس اللي عاشه في صغره و اللي عاناه من ظلم و قسوة.. غيره ، انا فاكر لما كان صغير كان هادي جدا و مسالم ..مكنش حد يتوقع انه يتغير للدرجة دي ، بس هو اتغير .. خاصا بعد ما ابوه مات ، اصل بعد موت فخر الدين بدأ يشيل المسؤلية … مسؤليته و مسؤلية امه فيروز ، كان بيشتغل بالإيجبار ليل نهار و في شغله اتعرض لذل كتير و اضرب اكتر بس استحمل عشان امه ، و في الآخر جت فيروز و اتجوزت اللي ظلم ابنها .. ابو جلال ..بهجت ، و من هنا بدأ الشيطان يظهر .. يعني بقى عدواني جدا و شرير و عينه اختفى منها البرائ ، بعد فترة من جواز فيروز و بهجت .. فيروز ولدت و جابت جلال و مع جيه جلال اتغيرت معاملتها مع بيجاد .. بقت تعامله زي بهجت بقسوة و بكرة فجأة و دة موته .
صمت لبرهة قبل ان ينظر لها و يقول
– انا مش عارف اوصلك معاناته ، بس انتي كأنسانه هتحسي بالشفقة على طفل كل اللي حواليه بيعامله بقسوة ، حتى اقرب واحده ليه .. و اللي هي امه
تنهد و اغمض عينيه ليمنع دموعه من الظهور فيهمها و من ثم فتحهم و قال بآسى
– كل دة بقلهولك بالملخص عشان حكاية الشيطان كبيرة اوي و صعبة
فجأة صمت و إبتسم بسخرية فنظرت له و قالت بإستغراب
– مالك؟
تجاهل سؤالها و اكمل السرد
– تعرفي .. بنتي كانت انانية جدا ، هي اتجوزت بهجت لغرض و لهدف هي مقالتليش عليه ، بس انا عارفه … هي كانت عايزه توصل للحكم بعد موت فخر الدين بس بهجت جه و سرق منها الحكم اللي كانت خلاص خطوة و هتوصله ، مش هقولك على محاولتها الكتير لقتل بهجت ، بس اللي هقولهولك على آخر محاولة و اللي ادت لموتها
نظرت ريحانة له بترقب و إنصات ، فأكمل
– اتفقت مع اقرب شخص لبهجت على انه يقتله مقابل اي حاجة عايزها ، بس الشخص دة كان اخلص واحد لبهجت و من غبائها هي اختارته ، و اللي اكيد كان هيعمله اي شخص بيخلص لحد هيروح و يقوله .. و فعلا الشخص دة راح و قال لبهجت كل حاجة و…
قاطعته ريحانة بتخمينها
– راح ضربها اكيد .. صح!
– فعلا .. ضربها بس مأرتحش بضربها بس
قضبت جبينها و هي تفكر و لكن عبد الخالق لم يتيح لها الفرصة للتخمين او التفكير حيث اكمل و هو يتذكر ما حدث في حين كان ينازع دموعه
*********************
ترجل بهجت من السيارة بعد ان فتح له حراسه الباب ، التف حول السيارة و فتح الباب و جذب فيروز من شعرها بقوة و قسوة ، فصرخت بألم و هي تضع يدها على يده التي تقبض على شعرها ، جرها للميدان و صعد بها للمنصة ، فأقترب رجاله و امسكوها من ذراعيها و ساروا بها للخلف حتى توقفوا امام تلك الخشبتين الكبيرتين و بدأو في ربط ذراعيها بهما ، فكانت تبكي و تترجاهم بأن يتركوها ، فتجمعت الناس و بدأوا يتهامسون ، في حين وصلت سيارة عبد الخالق و ترجل سريعا و بلهفة و سار من بين الناس حتى توقف امام المنصة و هو ينظر لأبنته ، فهتف بغضب
– بتعمل اية يا بهجت
التفت له بهجت و نظر له من فوق و إبتسم و قال
– كويس انك جيت يا .. عبد الخالق ، عشان تشوف نهاية بنتك الخاينة
– انت بتقول اية .. انت اتجننت ، هي عملت اية؟
قهقه و قال
– الصراحة … مش فاضي اشرح
و من ثم التفت و امسك بزجاجة جاز و من ثم بدأ يسكبها على جسدها ، فأصبحت تترجاه و هي تبكي بخوف و قهر
– بهجت متقتلنيش .. سامحني .. انا اسفة مش هعملها تاني .. حد يساعدني ارجوكم
إبتسم إبتسامة جانبية ساخرة و هو يقول بتهكم
– انتي اكيد مش هتعمليها تاني عشان هتبقي بح .. ميته
زادت في بكائها و هي تترجاه ، في حين وقف ذلك الشخص الذي اتفقت معه فيروز لقتل بهجت بجانب عبد الخالق و قال
– تعرف بيعمل كدة لية
التفت و نظر له عبد الخالق ، فقص عليه الآخر ما حدث .
صرخت فيروز و هي ترى بهجت يخرج قداحته و يضغط على زنادها فأخرجت النار ، فألتفت عبد الخالق سريعا و إتجه للمنصة ولكن رجال بهجت اوقفوه ، فهتف بصوت مرتفع و هو يترجاه بأن يتوقف ، ولكن بهجت لم يبالي برجائه حيث القى القداحه على فيروز .. فأشعلتها و اصبحت النيران تنهشها ، فأمتلأ المكان بصوت صرخاتها المخيفة .
و كان ذلك الفتى الصغير يرى مقتل والدته من بعيد و يسمع صوت صرخاتها التي اخترقت اذنه و قلبه حتى شقتهم ، ظل ينظر لها من بعيد و كانه صنم فهو لا يصدق ما يراه الآن ، هز رأسه بعنف و هو يحرك شفتيه ب
– لا .. لا .. لا
فجأة أمتلأت حدقتيه بالدموع و هو يهتف بصوت مرتفع باكي
– ماما
*********************
نزلت دمعة حارة من حدقتي ريحانة فمسحتها و هي تخفض رأسها ، بينما كانت دموع عبد الخالق تنهمر على وجنتيه ، ف لمجرد ان يتذكر الأمر .. يحزن و يتألم .
– عرفتي ليه الشيطان بقى كدة؟!
قالها عبد الخالق بخفوت ، فرفعت رأسها و نظرت له وهي تومأ برأسها ، و من ثم ساد الصمت في الغرفة ، فقطعه عبد الخالق بقوله
– عايزك تعوضيه عن كل اللي عاناه الشيطان ، صدقيني هو محتاجك .. محتاج الحب ، محتاج حد يمسك بأيده و يخرجه من الحفرة اللي هو واقع فيها ، محتاج يحس بالأمان .. ميغركيش قسوته اللي بيبينها قدام الناس كلها ، انا عارفه.. هو لسه بيموت من جواه “صمت ليبلع ريقه و من ثم اكمل برجاء” عالجي جرحه .. عشاني ، رجعي الشيطان لبيجاد .
نزلت دموعها على وجنتيها دون إرادة منها ، و قالت بصوت متحجرج
– هرجعلك الشيطان لبيجاد ، وعد
إبتسم عبد الخالق من بين دموعه و همس
– شكرا يا بنتي
تنهدت بقوة و هي تمسح دموعها و تتمتم بخفوت
– العفو
و من ثم نهضت و غادرت دون اي كلمة آخرى
،،،،،،،،،،،،،،
تلفت للجناح و هي تنظر للأرض فقد كانت شارده ، توقفت في منتصف الجناح بعد ان لمحته ، فرفعت نظراتها له ببطئ ، بينما نهض الشيطان و خطى بخطواته الثابتة لإتجاهها حتى توقف امامها ، فلمح نظرات الحزن تلمع في عينيها جنبا إلى جنب مع دموعها التي سجنتهم تحت اجفانها ، تجاهل ما لمح بصعوبة و قال بهدوء
– لسه عايزه حريتك؟
ظلت تنظر له و لم ترد ، فأكمل
– النهارده هديهالك .. بعد ما ارجع من الساحة
– مش عايزاها
قالتها بخفوت و هي تنظر لعينيه مباشرا ، فتبادلوا النظرات لثواني معدودة و كأنها ساعات بالنسبة لها ، كانت تتذكر ما قاله لها عبد الخالق .. فشعرت بألم في فؤادها ، نعم هي تتألم لأجله فهو قد عانى الكثير ، نزلت دمعة من حدقتيها و هي تشعر برغبة في احضتانه ، لا تعلم ما سبب رغبتها و لكنها تشعر ان هذا واجب عليها ، فأنصاعت لرغبتها و اقتربت منه و مررت ذراعيها اسفل ذراعيه و احضتنته بحنان و هي تدفن رأسها في صدره لتستنشق رائحته ، فسالت دموعها على وجنتيها و هي تقول
– انا عايزه ابقى معاك ، خليني جمبك

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسقطت بين يدي شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى