روايات

رواية وسام الفؤاد الفصل السابع 7 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الفصل السابع 7 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الجزء السابع

رواية وسام الفؤاد البارت السابع

رواية وسام الفؤاد الحلقة السابعة

“أيتها اللحظات السعيدة التي لم تأتِ بعد، هل لكِ أن تسلكي دربًا مختصرًا قبل أن تشيخ قلوبنا؟”
نزار قباني
-بما إننا إتجوزنا أنا نفسي أعمل حاجه بس خايفه تفهمني غلط
وضع كلتا يديه بجيبي بنطاله بغرور وابتسم قائلًا:
-لأ عادي تبوسيني إنتِ بقيتِ مراتي
عبس وجهها وقالت:
-أبوسك إيه؟! دا إنت بتحلم!
أردفت بارتباك:
-غمض عينيك
رفع إحدى حاجبيه قائلًا:
-لأ أنا عارف الحركات دي هتضربيني بالقلم أكيد!
-والله ما هضربك بس غمض عنيك
أغلق عينيه وهو يقول:
-اهوه بس والله لو ضربتي هيكون فيها زعل
انتظر أي رد فعل منها فلم تبادر، فتح عينيه ببطئ وتفاجئ حين رأها تقف مقابله تنظر أرضًا وتفرك يدها بارتباك شديد، رفع إحدى حاجبيه قائلًا:
-دا إيه ده بقا؟!
ابتلعت ريقها ورفعت رأسها ببطئ ترمقه بارتباك، فسألها:
-خلتيني أغمض عيني ليه؟!
تلعثمت قائله:
-م… مقدرتش أعمل إلي كنت عايزاه
قطب حاجبيه بعدم فهم ولم يعقب، فأردفت وسام:
-طلع صعب أوي!
سألها متعجبًا:
-هو إيه ده إلي صعب؟!
تنحنحت بإحراج ونظرت أرضًا فقد كانت تود ضمه كما كانت تفعل في صغرها لكن تثاقلت قدميها ووقفت مكانها، رفعت رأسها قائلة:
-انسى خلاص مش مهم
عقب بنبرة حانية:
-مينفعش أنسى وأي حاجه بتفكري فيها مهمه جدًا بالنسبالي
تنهدت بأسى قائلة:
-السبع سنين دول بنوا حواجز كتير بينا
ابتسامة منهزمة زابلة غزت شفتيها، هزت رأسها يمينًا ويسارًا بحسرة قائلة:
-الظاهر إن خلاص مبقاش ينفع!
دنا منها خطوات وحدق بها قائلًا:
-مش فاهم هو إيه ده إلي مبقاش ينفع!
مسك يدها مردفًا بحب:
-وسام أنا بحبك
تنحنحت بإحراج ونزعت يدها منه قائلة بارتباك:
-و… وأنا كمان بحبك أوي
ابتسم بانتصار زاعمًا أنها اعترفت بحبها، لكنها فاجئته حين قالت بتلعثم:
-بس… بس زي أخويا
تجهم وجهه قائلًا:
-مينفعش تقولي كدا أنا دلوقتي جوزك
تنهدت بقوة قائلة بجدية:
– أنا محتاجالك جنبي بس مينفعش تكون إلا أخويا لأن أنا منفعكش!
نظر لعينيها التي تقول عكس ما ينطق بها فمها؛ قائلًا بحيرة:
-ليه بتقولي كده؟!
حدقت بالفراغ لوهله وقالت:
-عشان مش قادرة أشوفك إلا كده… أخويا!
سألها بنبرة مرتفعه يشوبها السخرية:
-ليه بتكذبي؟! وبتكذبي عليا ولا على نفسك!
قالت بأعين راجية وبنبرة متوسلة:
-عشان خاطري يا فؤاد خلينا أخوات
زفر بقوة ومسح على شعرة بتوتر قائلًا:
-مش هقدر أوعدك… لكن أوعدك إن مش هيحصل أي حاجه إلا برضاكِ
اقترب منها وضم وجهها بين كفيه قائلًا بحنو:
-أنا أهم حاجه عندي تكوني كويسه مش مهم أي حاجه تانيه
ابتسمت وهي تنظر لعينيه قائلة بامتنان:
-شكرًا
وبحركة سريعة طبع قبلة رقيقة على مقدمة رأسها فشهقت وابتعدت مسرعة وهي تقول:
-إيه إلي إنت عملته ده؟
عقب قائلًا بمكر:
-دا قُبلة بريئة والله
رفعت سباتها بوجهه قائلة بتحذير:
-متكررهاش تاني فاهم!
عقب متخابثًا:
-لأ مش فاهم أصل فيه حاجات كدا مبستوعبهاش بسهوله!
رفعت إحدى حاجبيها قائلة بسخرية: والله!!
ابتسم ثم غير الموضوع وهو ينظر لثيابها قائلًا:
-بس حلوه بيجامة الفار دي… فيه منها رجالي على كده؟
ابتسمت قائله:
-مش عارفه بس أشوفلك عادي دي هتبقا تحفه عليك
أردفت وهي تنظر له بحماس:
– على فكره تمشي بنات واولاد عادي وبتدفي أوي
عقب بجديه:
-لأ طلما بتدفي لازم أجيبلي واحده بقا
هتفت وسام بابتسامة:
-طيب إيه رأيك تاخدها تقيسها
ابتسم قائلًا:
-ياريت
عبس وجهها وهي تقول:
-بس أنا…. أنا مش لابسه تحتها حاجه؟!
-بسيطه نبدل إلبسي هدومي وأنا ألبس هدومك
أومأت رأسها بالموافقة وبدلا ثيابهما، وبعد دقائق خرج فؤاد من غرفته يرتدي بيجامة وسام وهي تقف أمامه ترتدي بدلته السوداء، وعندما رأها انفجر بالضحك وهو يشير نحوها قائلًا:
-أستاذ وسام!
ومن ناحية أخرى رقدت على الأرض من شدة الضحك، وكلما حاولت السيطرة على ضحكتها نظرت إليه مرة أخرى وانفجرت بالضحك، سألها من خلف ضحكاته:
-هو أنا شكلي يضحك أوي كده!
اومأت رأسها بالإيجاب وهي تنظر له ضاحكة، وقفت تنظر إليه وتقول من خلف ضحكتها وهي تمسك الذيل المتدلي من البيجامه:
-طيب والله مظبوطه عليك حتى الذيل جاي بالظبط
ضحك وهو يقول:
-وإنتِ البدله هتاكل منك حته هي بس طويله شويه وواسعه شويتين لكن هتاكل منك حته
انفجرا بالضحك مجددًا ليقاطعهما صوت صريخ وهيبه، فهرولا على أثرة للأسفل…..
____________________________________
قامت چوري من جوار والدها الذي يغط في سباتٍ عميق وأخذت هاتفه بحذر من فوق الكومود، ثم اتجهت للغرفة الأخرى وفتحت حقيبتها لتتأكد من رقم هبه، ثم طلبت الرقم وهي تلتفت يمينًا ويسارًا كاللص حتى ردت هبه:
-ألو…. ألو
أجابت چورين بهمس:
-ألو أنا چوري
عقبت هبه بابتسامة عذبه:
-چوري يروحي دا رقمك؟
-لأ رقم بابا بس سكليه”سجليه” هكملك منه تيمًا
سألتها هبه:
-اتفقنا… إنتِ عامله إيه دلوقتي السخونيه راحت؟
-أيوه الحمد لله
أردفت جوري بتلعثم:
-أنا جاتلي فكره قبل ما أنام عشان كتا “كدا” كلمتك
-فكرة إيه بقا؟
سألتها چوري بتلعثم طفولي:
-هو إنتِ… هو إنتِ عندك حد بيقولك ماما؟
عقبت هبه بنبرة حزينة:
-لا يا چوري معنديش حد
ابتسم جوري بسعادة وقالت:
-إنتِ معندكيس حت”حد” يقولك ماما… وأنا معنديس حت أقوله ماما… إيه رأيك أقولك يا ماما؟
عقبت هبه بفرحه:
-بحبيبة قلبي طبعًا من النهارده اعتبريني ماما يروح قلب ماما
صاحت الطفلة بفرحه:
-هييييه… أنا بحبك أوي يا ماما
لمست الكلمة قلب هبه فأدمعت عيناها من الفرحة وعقبت بسعادة:
-يروح ماما…. إنتِ أحلى واحده تقول كلمة ماما..
تلعثمت چوري قائلة بمشاكسه:
-عسان…. عسان إنتِ أحلى ماما
ضحكت هبه وهي تقول:
-إيه يا بت البكش ده!
أردفت هبه: قوليلي إنتِ ساكنه فين؟
-مع بابا
-يعني فين؟ تعرفي العنوان؟
-أيوه ساكنين في سقتنا في عمارة في السارع
انفجرت هبه بالضحك وضحكت چوري على ضحكاتها فاستيقظ والدها على صوتها وناداها:
-جوري إنت فين؟
ردت عليه بنبرة مرتفعة:
-أنا هنا يا بابا كايه”جايه”
همست قائله لهبه:
-باي يا ماما
-باي يا قلب ماما
أغلقت هبه الهاتف وتنهدت بارتياح وهي تقول:
-بجد البنت دي أحلى حاجه حصلتلي النهارده… لا لأ النهارده إيه! دي أحلى حاجه حصلتلي في حياتي أصلًا
_________________________________
نفخ الجد بحنق وإزاح يده عن خده قائلًا بنزق:
-يا حچه وهيبه هنقعد طول الليل چارك نبص على الفئران الميته!
سألت وهيبه بترقب:
-إنتوا عاوزين تودوهم فين؟!
أجابها الجد بنفاذ صبر:
-هنتخلص منهم ونرميهم يا حچه
صرخت مرة أخرى:
-إنتوا معندكوش رحمه ولا قلب!
تجمع وجهها وهي تقول بحسرة:
-بص على وش زيكو المغدور بيه شايف مطلع لسانه إزاي
أردفت بصوت باكٍ بلا دموع:
-يحبيي يا زيكو الله أعلم حس بإيه ساعة الحادثه!
نفخ الجد حانقًا وقال:
-يا حچه ربنا يهديكِ عاوزين ننام!
بدلت وهيبه نظرها بين الفئران قائلة بأسى:
-حبايب قلبي مش هنساكم
سمع الجد مهمات فؤاد ووسام خلف الباب فناداه:
-فؤاد!
رد فؤاد على الفور:
-نعم يا جدو!
دخل فؤاد من الباب وتبعته وسام التي تمسك بنطالها الواسع حتى لا يفلت منها، فنظر لهما الجميع بدهشه وصدمة، اقتربت والدة فؤاد منهما وسألتهما بريب:
-إنتوا عاملين كدا ليه؟!
شهقت شاهيناز واقتربت منهما لتتفحصهما وهي مبتسمة وسألتهما بسذاجه:
-إنتوا كنتوا بتعملوا إيه؟!
عقب هشام وهو يغمز بعينه:
-بلاش تحرجوهم يا جماعه
هربت الدماء من وجه فؤاد فقد أدرك حالتهما للتو! نظر لملابسه ثم ملابس وسام وحرك سبابته بالنفي وهو يبرر مبتسمًا ببلاهه:
-لاااااا إنتوا فاهمين غلط إحنا بس كنا بنجرب….
قاطعه شهقات والدته وشاهيناز وغمزات من جده وخاله، اتسعت حدقتي والدته ضربت شاهيناز صدرها بصدمه وهي تقول:
-بتجربوا؟!
هتفت والدته وهي ترفع سبابتها بتحذير:
-إسمعوا إنتوا الإتنين دا مجرد كتب كتاب يعني لسه لا حددنا الفرح ولا عملنا إشهار ولا غيره! فاحترموا نفسكم…
عقب فؤاد بصدمة:
-ياربي إنتوا فهمتو إيه؟
هز فؤاد رأسه بالنفي قائلًا:
-يا جماعه لأ إحنا بس كنا بنجرب الهدوم…. والله
نظر لوسام مردفًا بهمس:
-منك لله يا وسام إنتِ وبيجامتك
همست له قائله:
-مش إنت إلي كنت عايز تجربها!
عقب بنزق:
-وإنتِ إلي طلعتيها في دماغي!
رمقهما الجميع بشك فنظر لهم فؤاد مبتسمًا ببلاهه وتنحنح وهو يعدل من البيجامه ويلعب بالذيل المتدلي منها، ضحكت وسام عليه وهي ترفع البنطال على خصرها؛ كي لا ينفلت منها، كبح الجد ضحكاته وهو يبدل نظره بينهما وهتف:
-خد الفئران دي ارميهم بره
اومأ فؤاد رأسه بالإيجاب، لم تنتبه وهيبه لكلامهم بل كانت بعالم أخر تنظر للفئران بشفقة، انحتى ليأخذ الفئران ويتخلص منها فصاحت وهيبه:
-لاااااااا محدش هيقرب من زيكو
قال الجد بأمر:
-امسك عمتك يا هشام
لوت وهيبة شفتيها لأسفلةبحزن وهتفت قائلة لفؤاد:
-حرام عليك ترميهم في البرد المفروض تحس بيهم دا إنت فار زيهم…
انفجر الجميع بالضحك، وقالت شاهيناز ضاحكة:
-فعلًا هو اتقلب فار زيهم بالي لابسه ده
رمقها فؤاد بنزق وانحنى ليحمل الفئران، وهشام يمسك وهيبه ليستطيعوا التخلص من الفئران، لتفاجئهم وهيبه حين صرخت بصخب، فهتف الجد بقلة حيله:
-كفاية يا وهيبه هتفضحينا…. خلاص اسكتي هندفنهم… هندفنهم
هدأت وابتسمت بانتصار تركها هشام فدخلت غرفتها مسرعة ثم خرجت بمفرش رث به دوائر فارغة أكثر من القماش فردته أمامهم قائلة بأسى:
-حبايبي كانوا بيحبوا المفرش ده أوي
ضحك فؤاد وهو يقول:
-واضح طبعًا دا متاكل كله وباقي فيه رمز مفرش
نظرت وهيبه للفئران قائله بأسى:
-هنام إزاي من غير حسهم إلي مالي الأوضه
عقبت وسام ضاحكه:
-أنا أول مره أعرف إنك بتحبي صوت الفئران أوي كده يا تيته
ربتت شاهيناز على ظهر وهيبه قائله بسخربة:
-اهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كده
نظرت وهيبه لشاهيناز وقالت:
-أمانه عليكي تكفنيهم في المفرش ده وتدفنيهم عشان ميعاد نومي حضر
كبحت شاهيناز ضحكتها وقالت وهي تربت على ظهرها:
– حاضر يعمتي حاضر من عنيا ادخلي نامي يحببتي
زفرت وهيبه بقوة وهي تلقي نظرة أخيره على الفئران قبل أن تدخل غرفتها وتصفح الباب خلفها، لينفجر الجميع بالضحك، تنهد الجد بارتياح وقال وهو ينظر لفؤاد:
-شيل يا فؤاد زيكو وعيلته إرميهم بره ولا ادفنهم خلينا نخلص الليله
___________________________________
دخل سالم لغرفة النوم فوجدها مازالت تشاهد ذلك المسلسل، دخل بخطوات مرتبكه ووضع الفستان أمامها على السرير وهو يقول:
-أنا آسف يحببتي
ابتسمت بسخرية وهي ترمق الفستان باشمئزاز قائله:
-ولع فيه بقا مش عايزاه! أنا ملبسش فستان واحده تانيه حطته على جسمها
قذفه بعيد وجلس جوارها قائلًا بحب زائف:
-مش مهم يا روحي أجيبلك أحسن منه بس المهم تسامحني من قلبك
نظرت له بطرف عينيها قائلة:
-ما خلاص يا سالم قولت مسمحالك
قبل رأسها قائلًا بابتسامه:
-متحرمش يا حبيبتي
قام من جوارها وما أن إستظار اختفت ابتسامته ولوى فمه لأسفل بنزق وهو يقول بامتعاض:
-ماشي يا نغم!
___________________________________
وبعد أن خلع فؤاد البيجامه أعطاها لوسام وقال:
-تعالي نامي فوق معانا!
رفعت شفتيها لأعلى وقالت ساخرة:
-فوق فين! أنا هنام هنا في شقة جدو
عقب فؤاد موضحًا:
-يبنتي البيت مفتوح طول اليوم وهتلاقي الناموس كتير هنا ومفيش ناموسية “نسيج رقيق يحمي من الذباب والناموس توضع على السرير أو ما شابهه”
ابتسمت بسماجه قائله:
-ملكش دعوه أنا بعرف أنام في الناموس
رفع كتفيه لأعلى بقلة حيلة وقال:
-إنتِ حره
رأتهما والدة فؤاد دنت منهما وهي ترفع إحدى حاجبيها لأعلى وقالت بأمر:
-إسمعوني بقا…. إنتوا لسه هيتعملكم فرح فياريت تحترموا نفسكم شويه
عقبت وسام بسرعه:
-يا خالتو متقلقيش إحنا محترمين نفسنا والله
كان فؤاد شاردًا يحدق بوسام لكن عقله بمكان أخر بعد أن خطرت له فكرة وقرر تنفيذها، فقاطعت والدته شروده قائله:
-مبتردش ليه يا فؤاد باشا
-هااااه… لأ… أيوه ماشي ماشي يلا تصبحوا على خير
قال جملته وانصرف فرمقته والدته بشك ونظرت لوسام قائلة بتحذير:
-به إوعي الواد ده يضحك عليكِ… عامليه زي الغريب اعتبري نفسك لسه متجوزتهوش
ابتسمت وسام وطمئنتها قائله:
-حاضر يا خالتو متقلقيش والله
ربتت خالتها على كتفها قبل أن تغادر وهي تقول:
-يلا تصبحي على خير
-وإنتِ من أهله
عم هدوء الليل على البيت والجميع نيام، كانت وسام تفرك في سريرها رطمت وجهها بكف يدها لتضرب تلك البعوضة التي أزعجتها، وأكملت نوم وبعد لحظات حكت قدمها يليه ذراعها وتبعه وجهها مجددًا، وأخيرًا فتحت عينها وأزاحت الغطاء عنها ثم اعتدلت جالسة، نفخت بحنق قائلة:
-كان لازم أتحمق أوي وأقول هنام في شقة جدي!
أردفت بامتعاض:
-ياريتني سمعت كلام فؤاد
تدثرت جيدًا بالغطاء وحاولت النوم وبعد دقيقه جلست تحك جسدها وهي تقول:
-هو إزاي الناموس قادر يدخل تحت البطانيه؟
تجعدت ملامحها وهي تقول:
-أنا أعرف إن الناموسه بتخدر المكان قبل ما تقرص بس الظاهر الخاصيه دي مش شغاله هنا
أردفت كأنها تخاطب الناموس برجاء:
-طيب أنام بس وابقى قرصني براحتك
ظلت تفرك في سريرها لفتره، حملت هاتفها لتستكشف الوقت، يا إلهي! إنها الثانية صباحًا، ولم تغفل عينها! أعلن هاتفها عن إستلام رسالة على تطبيق الواتساب، ابتسمت حين رأت اسمه، واتسعت ابتسامتها وهي تقرأ:
“ألا يكفي العناق لتحطيم حواجز سنُون الفراق”
كتبت على الفور:
“واحد لن يكفي، لكنه سيروي قلبي الجاف بعد سنوات عجاف”
نظرت للرساله لوهله وقبل أن ترسلها قالت بصدمه:
-إيه إلي أنا كتبته ده!
وهنا انقطعت الكهرباء، شهقت بصدمة وأضاءت فلاش هاتفها، مسحت رسالتها وكتبت لفؤاد رسالة:
“الحمد لله إنك صاحي!”
رد عليها:
” النور قطع عندك؟”
أجابت برساله:
“أيوه… ومش عارفه أنام من الناموس أصلًا”
“ما أنا قولتلك”
كتبت وسام:
“طيب تعالى خدني”
فؤاد:
“قابليني”
ابتسم بخبث وهو ينزل الدرج، خرجت هي من غرفتها تسير ببطئ، حتى تقابلا، دخلا لغرفته جلست على طرف السرير قائله بهمس:
-أنا هموت وأنام بس الناموس بهدلني!
ابتسم بمكر وهو يقول:
-تعالي نامي جنبي
شهقت قائلة:
-جنبك! في السرير الصغير ده!
عقب موضحًا:
-مفيش غيره عليه ناموسيه وماما نايمه على التاني
استدارت لتخرج من الغرفه وهي تقول:
-خلاص هروح أنام جنب خالتو
جذبها من ملابسها لأعلى وهو يقول:
-خدي يا بت تعالي هنا!
أشار لسريره مردفًا:
– اتخمدي جنبي هنا متقلقيش ماما
نفخت بحنق فهي ناعسة تريد أن تغلق عينيها فحسب! استلقت جواره ووضعت وسادة طويله لتفصل بينهما، وهتفت قائلة:
-إوعى تكون لسه بترفص وإنت نايم!
ابتسم وهو يرمقها بسخريه:
-الله يرحم زمان كنت بقوم الصبح ألاقي رجلك في بوقي
ضحكت ثم تثاءبت وهي تقول:
-أنا هموت وأنام تصبح على خير
نظر لها قائلًا:
-لأ مش كده قوليلي زي زمان
نظرت له وابتسمت قائله:
-good night “ليلة سعيدة”
ابتسم قائلًا بحب:
-happy dreams “أحلام سعيدة”
تنهد بارتياح، ظل مستيقظًا حتى تأكد أنها نامت ثم قام من جوارها يتسلل على أطراف أصابعه ورفع مفتاح الكهرباء ليضيء المنزل مجددًا، عاد ليستلقي جوارها وأزاح الوسادة الفاصلة بينهما ليرميها أرضًا ثم نظر لها بحب مبتسمًا قبل أن يغلق عينه وينام….
______________________________
“نحلق عاليًا في سماء السعاده وفجأه يمد الحزن يده ويسحبنا لنهوى أرضًا صارخين بألم متناسين أوقات السرور، وكأن الحزن هو الواقع والسعادة هي حلم جميل لا يستغرق لحظات لكن يبقى أثرة في قلوبنا”
في صباح جديد، أشرقت الشمس لكن خبئتها الغيوم فلم تصل أشعتها الذهبيه للأعين، أنهت هبه الشيفت الليلي وخرجت من المشفى، نظرت للجو الملبد بالغيوم، نزلت قطرة مطر على وجهها، فأسرعت الخطى لتصل للبيت قبل أن تبكي السماء وتمتمت ساخرة:
-جو جميل يدفع الواحد للإكتئاب بجد!
وصلت لموقف السيارات وركبت سيارة الأجرة متجهة إلى بيتها، وبعد نص ساعة دخلت للبيت ليقابلها صوت والدتها:
-أخيرًا شرفتِ! الساعه بقت ٩يلا عشان تساعديني في عمايل الغدا جايلنا ضيوف
خلعت حذائها وهي تقول:
-ضيوف مين؟!
ابتسمت الأم قائله:
-عاصم ابن خالتي جاي يتقدملك وده بقا هتتجوزيه غصب عنك ومفيش نقاش
قالت الأم جملتها ودخلت للمطبخ، فتبعتها هبه وقالت:
-وبابا موافق على كده؟!
ابتسمت الأم بتحدي قائله:
-طلما أنا وافقت خلاص كلكم هتوافقوا
نفخت هبه حانقه فأردفت الأم قائله:
-ماله عاصم! راجل موظف في بنك ومعاه بدل العربيه اتنين ومقتدر هيعيشك مرتاحه
رفعت هبه إحدى حاجبيها وقالت بسخرية:
-والله! هو الجواز فلوس وبس؟! وبعدين أنا مش قابله ابن خالتك ده! ارحميني بقا دا أكبر مني ب٢٠ سنه! دا أنا كنت بقوله يا خالو
عقبت والدتها بلامبالاه:
-السن مش مقياس وبعدين إنتِ مطلقه!
ابتسمت هبه بألم وقالت:
-مطلقه! كل شويه مطلقه يعني أروح أجيب صباره وأدفن نفسي ولا إيه!
أخرجت والظتها الخضار من الثلاجه وقالت:
-بطلي لماضه ويلا ساعديني
عقبت هبه بحزم:
-وأنا مش هتجوزه يا ماما ولا هقابله وأقولك على حاجه أنا أصلًا مش قعدالكم في البيت
وضعت والدتها إحدى يديها حول خصرها قائله:
-اتلمي يا هبه واعقلي الناس كلت وشي عشان إتطلقتي بعد شهر من جوازك ومحدش بص في وشك تاني
أردفت الأم ساخرة:
-وبعدين إنتِ فاكره نفسك هتتجوزي شاب مثلًا إنسي بقا خلاص راحت عليكِ!
عقبت هبه بامتعاض:
-لا شاب ولا غيره يستي أنا مش عايزه أتجوز
أردفتوهبه بنفاذ صبر:
– ماما من فضلك أنا مش حابه أزعلك اقفلي على الموضوع ده نهائي
عقبت والدتها بإصرار:
-لا يا هبه هتتجوزي عاصم يعني هتتجوزي عاصم
زمت هبه شفتيها واتجهت للباب لترتدي حذائها مجددًا، فسألتها والدتها بنزق:
-رايحه فين تاني؟
ردت قائله:
-عندي شغل
سألتها والدتها:
-طيب هترجعي امته عشان أديله ميعاد؟
أشاحت بيدها وهي تفتح الباب:
-مش راجعه
صفعت الباب خلف ظهرها وخرجت تتأفأف بحنق…
___________________________
وبعد أن أنهى آصف مكالمته بحث عن ابنته فقد غابت عنه مدة طويله ولا يعلم أي مصيبة تخطط تلك الكارثة الصغيرة!
ناداها وهو يلتفت يمينًا ويسارًا:
“جوري…. إنتِ مختفيه فين؟”
لطمت وجهها حين سمعت صوته، ونظرت لنفسها عبر المرآه فقد أزالت شعر حاجبيها كاملًا بشفرة الحلاقة الخاصة بوالدها وهي تلعب بها ببراءه، بحثت عن أي شيء لتخفي جريمتها فوجدت قطعة من القماش، ربطت رأسها مسرعة فناداها مجددًا:
-يا جوري ردي عليا متدوخنيش!
لطمت وجهها مرة أخرى وهي تنظر لرابطة رأسها عبر المرآه، فناداها بنبرة مرتفعة أرعبتها:
-چوري!
ردت بتلعثم:
-أ… أنا كايه “جايه” يا بابا
ازدردت لعابها بتوتر وهي تنظر لمظهرها بالمرآه وخرجت من الغرفه منكسة الرآس، رمقها بشك وقال بنبرة هادئة:
-بتعملي إيه؟! يلا عشان نلبس ونروح حفلة افتتاح مطعمنا
لمس رباط رأسها وهو يقول:
– رابطه راسك كده ليه؟
ابتعدت عنه حتى لا ينزعها قائلة بارتباك:
-مصتعه “مصدعه” شويه
عقد حاجبيه وهو ينحني لمستواها ويمسك يدها بحنو ليتأكد من حرارتها:
-هي السخونيه رجعت تاني ولا إيه؟!
أومأت رأسها دون النطق بكلمة، ملس على شعرها وأردف قائلًا بابتسامه:
-بس باين عليكِ مش سخنه!
حاول نزع تلك الرابطة عن رأسها، فمسكتها بقوة وهي تقول بتوتر:
-أنا مصتعه “مصدعه” سيبها
ابتسم على كلمتها قائلًا:
-حبيبة قلب بابا مصتعه ليه يا ناس!
أردف وهو يشير للرابطة قائلًا بضحكه:
– ده مش هيضيع الصداع… مين إلي معلمك كده؟
تنحنحت قائلة ببراءة:
-سوفتها في التلفسيون “شوفتها في التلفزيون”
ضحك على شقاوة ابنته، ونزع الرباط وهو يضحك، ابتلعت ريقها بتوتر وهو ينزع الرباط ليرى جريمتها، اختفت ضحكاته وتجهم وجهه صارخًا بدهشه:
-إيه ده!!!!!!!!
نكست رأسها لأسفل وهي تقول:
-أنا آسفه
عقب بنبرة مرتفعة زلزلتها:
-آسفه!!! هنروح الحفله إزاي دلوقتي؟!
أخذ نفسًا عميقًا ليهدأ، وضغط بأسنانه على قبضة يديه وهو يصرخ، أردف:
-إهدى يا آصف بلاش انفعال النهارده
ابتسم لها ابتسامة صفراء وقال بهدوء عكس ما بداخله:
-تعالي يا حبيبتي نشوف هنداوي المصيبه دي إزاي
____________________________
نزلت فرح الدرج وهي تقول:
-تفتكر بابا عاملنا مفاجأة إيه؟!
عقب يوسف بحيرة:
-مش عارف بصراحه
وقف أمام البيت وابتسم لها وهو يمد يده نحوها قائلًا:
-هاتي إيدك يا روحي
قببضت على يده قائلة بابتسامة:
-بحبك أوي
وبعد أن سارا مسافة وقف يوسف فجأة وبدأ يتفحص جيوبه قائلًا:
-شوفتي! أنا نسيت الموبايل والفلوس يا فرح
نظرت له قائله:
-ارجع إنت بقا هاتهم وأنا هستناك هنا
اومأ رأسه وهرول متجهًا للبيت، وقفت تعبث بهاتفها فقاطعها صوت سيدة خمسينية:
-إزيك يبنتي عامله إيه
عقبت فرح باحترام:
-الحمد لله إزي حضرتك
ابتسمت السيدة قائله:
-بخير يحببتي
أشارت السيده لنفسها مردفه: أنا عمتك خيريه
أومأت فرح رأسها مبتسمه:
-أهلًا وسهلًا
سألتها السيدة بجراءه:
-هااا طمنيني إنتِ حامل ولا لسه يحببتي؟
تفاجئت فرح من سؤالها لكنها أجابت قائلة:
-لا لسه دعواتك
عقبت السيدة:
-طيب العلاقه بينكم تمام ولا فيه حاجه
فغرت فرح فاها لتدخل تلك السيدة بخصوصيات لا تعنيها ثم ضحكت قائلة بإحراج:
-تخيلي أمي مسألتنيش السؤال ده يا عمتو حشريه
تلعثمت السيدة قائله:
-خيريه يا حبيبتي
نظرت السيدة لوجه فرح بتمعن وقالت:
-بس إنتِ باين على وشك الكبسه!
عقدت فرح حاجبيها قائلة:
-الكبسه! لأ والله مباكلهاش أنا أصلًا مبحبهاش ومحدش بيطبخها عندنا خالص أصل.…
قاطعتها السيده ضاحكة:
-لأ مش قصدي على الكبسه أم رز ولحمه!
أردفت السيدة:
– الكبسه دي بتحصل للواحده بعد الجواز وبتمنع الحمل يعني مثلًا جوزك دخل عليكي وهو حالق؟
شهقت فرح بصدمه أومأت رأسها بسرعة قائله:
-اه فعلًا دخل عليا وهو حالق!
سألتها السيده:
-حد دخل عليكي بلحمه نيه أو بلح أو عجوه؟
لطمت فرح وجهها قائلة:
-أيوه فعلًا ماما دخلت عليا ببلح
شهقت السيدة وقالت بجدية:
-تبقي مكبوسه وعمرك ما هتحملي إلا لما تفكي الكبسه
عقبت فرح بقلق:
-يا شيخه طيب ودي أفكها إزاي؟
عقبت السيدة:
-ليها طرق كتير من أشهرهم الخضه يعني تتخضي وجسمك يقشعر الكبسه تتفك
وصل يوسف وعندما رأته السيدة قالت لفرح:
-بالإذن عشان چوزك چه سلام
نظرت فرح لأثر السيدة وقالت:
-معقوله أمي وجوزي كبسوني!
___________________________
في تمام العاشرة صباحًا صدع جرس الباب ففتحت والدة فؤاد، لتجد هبه واقفه بابتسامه:
-صباح الخير يا طنط
ضمتها والدة فؤاد وهي تقول:
-هبه حبيبة قلبي صباح العسل إيه المفاجأه دي!
خرجت هبه من حضنها وهي تقول:
-وحشتوني هترجعوا امته بقا؟
-يومين كده وهنرجع
جلست هبه وجلست والدة فؤاد جوارها حدقت بملامحها قائلة:
-مالك؟ شكلك كده طفشانه من البيت!
تنهدت هبه بأسى قائله:
-ماما جايبالي عريس تاني…. مبتزهش يا طنط!
لكزتها بذراعها قائلة:
-يا هبه خايفه عليكي وعاوزه تطمن عليكي
ابتسمت هبه بسخرية قائلة:
-تخيلي عاوزه تجوزني عاصم إلي عنده ٤٦ سنه إلي كنت بقوله يا خالو أصلًا!
تنحنحت والدة فؤاد قائله:
-عاصم حلو يا هبه ماله؟!
فغرت هبه فاها قائلة بذهول:
-حتى إنتِ يا طنط! فين فؤش هو إلي بيفهمني؟
ابتسمت والدة فؤاد وهي تشير لغرفته قائله:
-نايم أول مره يتأخر في النوم كده! خاله عاوزنا… بيقول عاملنا مفاجأه… هقوم أصحيه
قامت والدة فؤاد من جوارها واتجهت لغرفة فؤاد مردفة:
-اعملي حسابك تيجي تتفاجئي معانا
عقبت هبه بابتسامة:
-عادي أجي معاكم أنا أصلًا بحب المفاجآت….
نهضت هبه وهي تقول:
-استني أجي معاكِ أصحيه
فتحت الغرفة وهتفت هبه:
-قوم يا فؤش هتفضل نايم طول النهار ولا إيه؟!
أشعلت والدته الضوء فشهقت هبه بدهشه، وضربت والدته صدرها بصدمة هي تقول:
-يالهوي!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسام الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى