روايات

رواية وسام الفؤاد الفصل الرابع 4 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الفصل الرابع 4 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الجزء الرابع

رواية وسام الفؤاد البارت الرابع

رواية وسام الفؤاد الحلقة الرابعة

” لم أعطي لأنثى غيرك ذلك المفتاح لباب قلبي، عزيزتي! أما آن الآوان!”
تردد كثيرًا ليرسلها بل حذفها عدة مرات وباخر مره كتبها وأغلق عينه وهو يرسلها قائلًا:
-ربنا يستر
على جانب أخر صدعت تلك الرساله بهاتفها وهي تجلس بغرفتها، تجمدت الدماء بعروقها وازدادت خفقات قلبها حين نظرت لرسالته فهي تعرف رقم هاتفه بل تحفظه جيدًا نظرت لصورته الشخصيه وقالت:
-فؤاد!!
وضعت يدها على صدرها علها تهدئ من خفقات قلبها، فكرت لدقيقة ماذا تفعل؟! وهي تردد:
-ليه كدا يا فؤاد!
تنهدت بأسى، وخطرت لها فكرة فأفضل طريقه هي أن تدعي الجهل بهويته، ابتسمت وردت عليه قائله:
-مين؟!
نظرت لكلمة يكتب وهي تتمنى أن ينكر هويته فلا تريد خوض تلك المعركه، كانت دقيقة مرت عليها دهرًا حتى فاجأها برسالته:
-هفترض إنك مش عارفه رقمي!
ازدردت ريقها بتوتر حين رأت كلمة“يكتب“ مجددًا ليفاجأها بجملته التي هزت كيانها:
-أنا فؤاد يا وسام الفؤاد
أغلقت عينيها، فكل حرف بتلك الجمله كان بمثابة سهم اندس بأعماق قلبها فارتجف من هول الصدمة، انتاب أوصالها قشعريرة خفيفه، أضحت كمن كان على حافة نهر مستمتعًا بمظهر المياه حتى دفعه أحدهم للغوص بداخله وهو لا يعرف كيف يسبح فظل يحاول النجاة، زفرت بقوة وهي تلقي هاتفها جانبًا ليقاطعها دقات على باب غرفتها خافت أن يكون هو! فهتفت بصوت متحشرج وخافت:
-مين؟
تنحنحت ليخرج صوتها طبيعيًا وكررت:
-مين؟
عقب هشام من خلف الباب:
-أنا خالو هشام يا وسام ومعايا باباكِ
يا إلهي ماذا يريد أبيها! حتمًا قد بث سالم الأكاذيب حول ما حدث بالأمس وسيضربها والدها ويعاقبها بطريقة بشعة كعادته! نظرت للأعلى تطلب من الله العون واتجهت نحو الباب لتفتحه، نظرت لوالدها وسألته بجمود:
-خير يا بابا جاي ليه؟
ليرد عليا بنفس الجمود:
-لمي هدومك عشان هترجعي معايا حالًا ومش عايز اعتراض ولا عايز أعمل مشاكل لو سمحتِ
حسنًا! ستصمت الآن وتمضي معه بلا كلمة أخرى وبدون أي إعتراض، لكن ستفكر في خطة ما لتنقذ حالها من مكر زوجته وإبنها الحقود سالم! هي ليست ضعيفه ولن تستسلم أبدًا، وكلما شددت الدنيا قسوتها وكبدها ستشتد قوة وسام وصلابتها، رفعت رأسها بشموخ وعقبت:
-حاضر يا بابا دقيقه واحده هلبس وأكون جاهزه
وبعد دقائق كانت تركب السيارة بجوار والدها وتحمل هاتفها تقرأ رسالة فؤاد للمرة التي لا تعرف عددها، وأخيرًا قررت أن ترد عليه……
_______________________
انتظر فؤاد ردها لكن لم يأتيه دقيقة بعد الأخرى حتى مرت نصف ساعة ينتظر منها ردًا ولم تعقب زفر بقوة وقال:
-أنا شكلي اتسرعت ولا إيه!!
ترك هاتفه جانبًا ونفخ بحنق لتصدع رنة أخرى بوصول رسالة لهاتفه فتحه بسرعه وابتسم وهو يقرأ ما كتبته:
“لم أُعطِ مش أعطي لأن لم أداة جزم وعلامة الجزم الجزمه”
انفجر بالضحك حين تذكر طفولتها عندما كان يذاكر لها مادة اللغة العربيه وسألها ما هي علامة الجزم؟ لترد عليه بكل براءه “الجزمه”، كتب فؤاد رسالة أخرى محتواها:
“بتغيري الموضوع! بس هي عادتك ولا هتشتريها!”
وفي خلال ثانيه ردت عليه برسالتها:
“تربيتك بقا”
كتبت وسام رسالة أخرى:
“علفكره أنا مفهمتش إنت عايز إيه برده؟”
ابتسم وهو يرسل لها:
“هقولك عايز إيه بس لما نتقابل”
ابتسمت وسام وهي تنظر للهاتف فرمقها والدها بغيظ وأشار لهاتفها قائلًا بحدة:
-اقفلي الزفت ده وهاتيه! من النهارده هتشوفي معامله تانيه خالص!
نفخت وسام بحنق ولم ترد فكرر أمره بنبرة حادة:
-هاتي الزفت ده!
عقبت بحزم وقوة:
-لأ يا بابا مش هديهولك ومتحاولش تاخده
رفع إحدى حاجبيها لأعلى وقال يتهكم:
-إنتِ بتتحديني؟!
قالت بحزم:
-لأ مش بتحداك بس أي تصرف مش هيعجبني مش هسكت عليه
نظر أمامه للطريق وأكمل قيادة سيارته وهو يردد:
-ماشي يا وسام هنشوف كلام مين إلي هيمشي!
ابتسمت بسخرية قائله:
-أكيد كلامي
رمقها بتهكم وقال:
-عنيده زي المرحومه أمك يلا ميجوزش عليها إلا الرحمه
ضحكت ساخرة وقالت بتهكم:
-ربنا يخليلك مراتك المطيعه تصدق لايقين على بعض
مصمصت بشفتيها وهي تقول بسخريه:
-اه والله
ليرد عليها بنبرة حادة:
-قصري لسانك عشان أنا ماسك نفسي عنك
ابتسمت باستفزاز قائله:
-أنا مقولتش حاجه غلط
زم شفتيه وحدجها بنظرة حادة وغاضبة فقالت بنفس الإبتسامة المستفزة:
-خلاص هسكت
_______________________________
خرجت هبه من غرفتها هبه ونظرت له وهو يبتسم لشاشة هاتفه، تنحنحت فلم ينتبه لها فنادته:
-فؤاد
ترك الهاتف من يده والتفت لها قائلًا:
-تعالي يا هبه
تلعثمت وقالت بملامح عابسه:
-ك…كنت عايزه أتكلم معاك شويه
وقف يحدق بوجهها وأعينها بتدقيق ثم قام من مكانه واقترب منها ليمسك يدها قائلًا بحنو:
-هبه إنتِ معيطه؟!
نزلت الدموع من عينيها وهي تقول:
-أنا مخنوقه أوي يا فؤاد… أنا لوحدي محدش جنبي
ضمها بقوة يربت على ظهرها وهي تشهق باكية، أخرجها من بين ذراعيه وضم وجهها بين كفيه قائلًا:
-حبيبتي أنا جنبك دائمًا احكيلي وفضفضي مين زعلك؟
مسحت دموعها بيدها كالأطفال وهي تقول:
-فؤاد هو أنا وحشه! شكلي وحش؟ يعني متحبش؟
سحبها من يدها لأمام المرآه وقال:
-وحشه إيه يا بت بقا القمر دي وحشه!؟ طيب يارتنا مش أخوات وأنا كنت اتجوزتك امبارح
ضحكت وهي تنظر بالمرآه لملامحها الرقيقة وبشرتها البيضاء الصافيه ووجنتيها الحمراء الملتهبه من أثر البكاء، ثم نظرت لإنعكاس صورته بالمرآه وهي تبتسم قائله بود:
-بحبك ياد يا فؤاد
ضم وجهها بين كفيه مرة أخرى قائلًا:
-ايوه كدا اضحكي
أردف وهو ينظر بعينيها متحدثًا بجديه:
-عاوز أقولك إن كل واحد فينا بياخد نصيبه في الحياه وإنتِ ما شاء الله اللهم بارك عليكِ دكتور أد الدنيا وجميله أوي صدقيني أكيد ربنا هيعوضك خير ..
ابتعدت عنه واستدارت للإتجاه الأخر لتهرب من نظراته قائلة بانكسار:
-مش مهم أنا أصلًا مش عايزه أتجوز تاني
وقف أمامها يحدق بعينيها قائلًا:
-متقوليش كدا يا مجنونه… هتتجوزي تاني وتعيشي حياتك صدقيني بس اصبري أكيد ربنا شايلك نصيبك بس لسه وقته مجاش
ابتسمت ساخرة وقالت بألم:
-أنا بقالي تسع سنين مطلقه يا فؤاد متقدمليش إلا واحد أكبر من أبويا
خانتها دموعها وفرت من مقلتيها مجددًا وهي تقول:
-وأمي عايزه تجوزني واحد أكبر من أبويا قال إيه ما إنتِ مطلقه وكبرتِ ومحدش بيبص في وشك!
مسك ذراعها بحنان ليطمئنها قائلًا:
-مش هيحصل يحببتي محدش يقدر يجبرك تتجوزي حد إنتِ مش عايزاه!
ابتعدت عنه خطوات وأغلقت عينيها لتتذكر تلك الصور التي رأتها قبل دقائق على تطبيق الإنستجرام والتى ذكرتها بهذا الوجع الذي حاولت مداواته على مدار تسعة أعوام لتأتى تلك الصور وتفتح جرحها وتعصره عصرًا، قالت بحسرة:
-يعني جوزي سابقًا يتجوز بنت صغيره من عمره ويعيش حياته… خروجات وصور دا كأنه بيغيظني!
شهقت باكيه وهي تقول بتعجب:
– وأنا أروح أدفن نفسي علشان إسمي مطلقه!
سألها فؤاد:
-هو إتجوز؟
كبحت دموعها وأومأت رأسها وهي تقول:
-أيوه إتجوز والفديو بتاعه مع عروسته طالع ترند كمان
حدق بها وهربت الكلمات من رأسه ظل ينظر إليها بألم يراقب وجعها ودموعها، هي أخطئت خطأ بالماضي لكنها كانت طفله ولا تدرك عواقب خطئها، جففت دموعها قائله:
-أنا عارفه إني غلطت زمان ومكنش ينفع إلي عملته بس أنا……
قاطعها فؤاد قائلًا بحسرة:
-خلاص يا هبه ملهوش لزمه الكلام ده
تنهدت تنهيدة طويله وعقبت هبه بيأس:
-عيشت السنين دي كلها بتمنى يسامحني بس خلاص اتجوز ونسيني تمامًا… محاني من قاموسه
جلست على المقعد وشهقت باكيه فانحني لمستواها وضمها يربت على ظهرها ويهدئها قائلًا:
-إنتِ إتغيرتِ وربنا مطلع على قلبك انسيه يا هبه لازم تنسيه وتنسي الماضي…
_______________________________
في مكان أخر تجلس فرح مقابل يوسف على الأريكه، تحمل هاتفها تلعب لعبة Subway
بتركيز شديد، ناداها يوسف مرة بعد الأخرى حتى ألقت الهاتف جانبًا وردت بحنق:
-مبسوط أهوه جيم أوڤر بسببك!
رقمها بغيظ وقال:
-فرح هو إحنا مش هنتغدى؟
سألته بجديه:
-أنا مش لسه مأكلاك فشار؟!
رقمها بطرف عينه قائلًا بإستغراب:
-فشار! هو إنتِ بتسمي دا غدا!
عقبت بنفاذ صبر:
-طيب أعملك إندومي؟
عقد جبينه وسألها:
-إندومي! إيه إندومك دي!
عقبت فرح بتوضيح:
-دي مكرونه كدا بتتغليلها مايه و…
قاطعها قائلًا بجدية:
-ماشي اعملي أي حاجه عشان نتغدى وننام شويه
ابتسم وقامت تهندم ثيابها وتقول:
-عنيا طياره مياره وتكون جاهزه
ابتسم وألقى لها قبلة في الهواء وهي تغادر، بادلته الإبتسامه ودخلت للمطبخ وبعد دقائق نادته قائله:
-يوسف أحطلك شطه
-ماشي بس متكتريش
وبعد فتره خرجت من المطبخ تحمل الصينيه بيدها وهي تغنى بحماس:
“يا سلام على حبي وحبك وعد ومكتوب لي أحبك مبنامش الليل من حبك يا سلام يا سلام يا سلام…”
قالت وهي تضع الطعام أمامه:
-وسع وسع الغدا وصل
وضع هاتفه جانبًا ونظر للإندومي سوداء اللون قائلًا بتقزز وهو يلوي شفتيه لأسفل:
-إيه ده؟!
وضحت مبتسمه ببراءه:
-الغدا يا حبيبي
حرك الملعقه بالطبقة قائلًا:
-ديدان ميته!
ضحكت بقوة وهي تقول:
-ديدان إيه وحد الله في قلبك ومتقرفناش دي ثعابين صغيره ومش ميته دي فيها الروح….
أزاح الأطباق من أمامه باشمئزاز وهو يقول:
– شيلي البتاع دا من قدامي
عقبت بضحكه:
-يا عم إنت صدقت! دي معكرونه بس سوده
أخذت ملعقه وقربتها من فمه قائله:
-طيب بس جرب تدوقها دي طعمها جنان
رجع برأسه للخلف وهو يقول:
-إوعي يا فرح بلاش قرف!
وضعت فرح الملعقه والطبقة أمامه وزمت شفتيها وهي تنظر له بأعين متسعه تشير للطعام قائله بأمر:
-كُل… كُل…. لازم تاكل وتتعود على الإندومي
نظر لها وانفجر بالضحك قائلًا:
-فكرتيني بمحمد هنيدي في فول الصين العظيم لما حطوله صراصير…. كلي إنتِ يختي الديدان دي!
قام من مكانه ليتوجه للمطبخ وهو يقول:
– فين الجبنه والبيض أنا هعمل لنفسي أكل…. ربنا يصبرني
جلست فرح وبدات تأكل بنهم شديد واستمتاع وهي تقول:
-ماله ده… هو فيه حد مبيحبش الإندومي!
______________________________
“يا الله يا كريم”
قالها الجد وهو يزفر الهواء بقوه ليعقب هشام:
-هنعمل إيه يابا! أنا خايف على وسام
-مش هنعمل حاجه هو أبوها وأنا مقدرش أكرهها فيه ولا أخليها تعصاه
تنهد هشام بحسره وقال:
-ربنا يرحمك يا وجدان دا ربنا ريحها من شكله
قال الجد بحسره:
-ربنا يرحمك يبنتي…
أردف الجد بثقه:
-بس متقلقيش البت وسام قويه وتقدر تدافع عن نفسها كويس
ابتسم هشام وقال ساخرًا:
-قوية إيه يابا دي خرعه خالص دا لو حد قالها بخ بتتخض وتعيط
ابتسم الجد وقال بثقه:
-يبقا متعرفش وسام
قاطعها فؤاد الذي سمع أخر جمله قالها جده وقف جوارها وتبادل معهما التحية ثم قال:
-كنتوا بتتكلموا عن وسام!؟
رد هشام:
-أيوه أبوها جه وأخدها
جحظت عيني فؤاد وقال:
-إزاي يا جدي تسمحله ياخدها
عقب هشام بتبرير:
-هي إلي وافقت تروح معاه
ليرد الجد بثقه وهي مبتسم:
-على العموم هي يومين وهترجع تاني
ساله فؤاد:
-هي قالت لحضرتك إنها هترجع!؟
عقب الجد بنفس البسمه مؤكدًا:
-لأ بس أنا فاهم وسام وعارف إنها هتعملهم مصيبه وتيجي وإلا مكنتش هتوافق ترجع بسهولة كدا
زفر فؤاد بقوة وقال:
-ربنا يستر يا جدي
قال جملته قبل أن يستأذنهما ويغادر، وينظر الجد لأثره مبتسمًا وهو يهمس:
-ربنا يجعلها من نصيبك
___________________________________
ارتجلت من السيارة ونظرت لبيتها الذي تبغضه فلم تلقى به غير وجع القلب وآلام النفس، كان بيتًا في إحدى القرى الريفيه مكونًا من ثلاث طوابق يجاوره الكثير من البيوت الأخرى، يسكن به وحيد بالطابق الثاني علوي وباقي الأدور ملك لأخوته، دخلت وسام للبيت خلف والدها تنظر لأركانه بتهكم فقابلتها زوجة أبيها “عبير” قائله بسخريه:
-أهلًا بالعروسة
لترد عليها وسام مبتسمة بسخرية:
-أهلًا بمرات أبويا
وضعت عبير يدها حول خصرها وهتفت بجديه وهي تنظر لزوجها:
-قولتلها يا وحيد ولا لسه
عقب وحيد وهو يأخذ مفاتيحه ليغادر البيت:
-قوليلها إنتِ أنا خارج عندي شغل
خرج وحيد وصفع الباب خلف ظهره فنظرت وسام لعبير قائله:
-تقولي إيه؟ خير يا مرات أبويا؟
اقتربت عبير منها وربتت على كتفها قائله بفرح:
-حددنا كتب كتابك على سالم
لترد وسام بصدمه:
-سالم مين؟ لأ طبعًا مستحيل أتجوزه
-هتتجوزيه غصب عنك
قالتها عبير بنبرة حادة وهي ترفع سباتها بوجه وسام، حاولت وسام التماسك والتظاهر بالقوة لمجابهة الموقف، هزت رأسها بقوة قائله بنفس الحدة:
-مش هتجوزه ومش هتجوز أصلًا
أردفت وسام بتهكم وهي تنظر بعيني عبير بقوة زائفة:
-عايزاني أتجوزه إزاي وهو السبب!! إبنك هو السبب في عقدة حياتي
عقبت عبير بنبرة حادة:
-بطلي افترا بقا إبني معملكيش حاجه… إنتِ عايزه تلبسيها فيه وخلاص!
ابتسمت عبير ساخره وأردفت ببرود:
-إنتِ المفروض تحمدي ربنا إن فيه واحد عارف عيبك وموافق بيكِ!
زمت وسام شفتيها بحنق وقالت بامتعاض:
-بس أنا مش موافقه بيه ولو أخر راجل في الدنيا مش هوافق بيه
نظرت لها عبير بتحدي وعقبت بحزم:
-وأنا قولت هتتجوزيه يبقا هتتجوزيه
صرخت وسام قائله بغضب عارم وملامح حادة:
-على جثتي دا يحصل
ابتسمت عبير بسخريه وهي تقول بنبرة مستفزه:
-هيحصل
صاحت وسام بنبرة حادة:
-إنتِ ست قاسية وقلبك حجر
اقتربت عبير منها وقبضت على عنقها، تنطلق من عينيها شرارة الغضب الذي أخفته سريعًا متحدثة بجمود:
-كلمتي هتتنفذ برضاكِ أو غصب عنك
حاولت وسام إخراج الكلمات من حلقها قائله باختناق:
-ح…حرام… عليكِ
تركت عبير عنق وسام ورجعت للخلف خطوتين قائله بحزم غير قابل للنقاش:
-كتب كتابك على سالم يوم الخميس الجاي
هزت وسام رأسها بعنف ووضعت يدها على فمها وهي تبكي وتشهق فأردفت عبير وهي تبتسم بسخرية:
-مبروك يا عروسه
تغيرت ملامح وسام ومسحت دموعها قائله بجموده:
-الله يبارك فيكِ يا مرات أبويا
استدارت وسام وابتسمت ساخره وهي تتجه نحو غرفتها وتقول بهمس:
-ماشي يا سالم ماشي يا عبير هتشوفوا أنا هعمل إيه! والبادي دايمًا أظلم
_____________________________________
تمللت في نومها منزعجه من صوت جرس الباب الذي أيقظها من غفوتها هزت زوجها قائله:
-قوم إفتح يا يوسف الجرس بيرن
ليرد بصوت ناعس:
-أنا مدفي مكاني قومي افتحي إنتِ
نفخت بحنق وعقبت:
-إنت راجل البيت قوم
نفخ بحنق وهو يعتدل جالسًا وينظر في ساعة الهاتف قائلًا:
-يا نهار أبيض الساعه دخلت على ٧ دا المغرب هيأذن قومي يا فرح إحنا نمنا كتير أوي
استدارت للإتجاه الأخر وسحبت الغطاء على وجهها قائله:
-سيبني أنام خمس دقايق بس
رن الجرس مرة أخرى فاتجه يوسف نحو الباب متمتمًا:
-الخمس دقائق دول إلي هيفرقوا معاكِ
دق الجرس مجددًا فهتف بنفاذ صبر:
-حاضر حاضر مين؟
ليأتيه صوت والدته:
-أنا يا حبيبي
ليرق صوته وهو يفتح الباب لوالدته قائلًا:
-تعالي يا ماما
دخلت والدته ونظرت لأثر النوم على ملامحه وقالت بندم:
-هو أنا صحيتك ولا إيه شكلك كنت نايم!
أغلق الباب خلفها وفرك عينيه قائلًا:
-أنا نايم من بعد الظهر بس الظاهر راحت عليا نومه
جلست على أقرب مقعد وقالت بجديه:
-أنا كنت عايزاك في موضوع
انتبه لها قائلًا:
-في حاجه ولا إيه؟ يسر كويسه؟
تنحنحت قائله:
-لأ مش بخصوص يسر… كدا اعرف إن فرح حامل من بره إنت مخبي عليا؟!
ابتسم ومسك يدها قائلًا بحب:
-إنتِ متخيله يا صفصف إني أخبي عنك حاجه زي دي! إدعيلنا ربنا يرزقنا وإنتِ أول واحده هتعرف دا مين إلي قالك كدا؟
لوت صفاء شفتيها قائله بتعجب:
-أومال أمها بتقولي خدي بالك منها والبت حامل وبتاع!
ضحك قائلًا:
-لأ بصي أنا مش عايزك تشغلي بالك بطنط شوشو دي دماغها في السحاب وأنا خايف عليكِ
نهض واقفًا وقال:
-هروح أصحي فرح عشان كانت عاوزه تروح للعريس
نهضت هي الأخرى قائله:
-طيب أنا همشي إبقى سلملي عليها
هتف قائلًا:
-طيب إستني هصحيها
ابتسمت وهي تتجه صوب الباب لتخرج وهي تقول:
-لأ هبقا أجيلكم وقت تاني
_____________________________________
تجلس على سريرها ترتب أوراقها ليقاطعها دخول عبير عليها بلا إستئذان ووضعت شيئًا أمامها على السرير فهتفت وسام باستفهام:
-إيه ده؟
ردت عبير بنزق:
-افتحيه وشوفيه فستان أبيض عشان تلبسيه بعد بكره
فتحته وسام ونظرت لأناقته قائله:
-واااو حلو أوي دا سالم طلع ذوقه حلو مع إنه ميبانش عليه ومش طالعلك خالص!
زمت عبير شفتيها بحنق وهتفت بحده:
-اتلمي يا وسام على المسا!
ضحكت وسام وهي ترتب باقي الأوراق قائله:
-على العموم ميرسي على الفستان أوعدك هلبسه
خرجت عبير وتركت وسام التي حدقت بالفراغ قائله:
-هلبسه لكن برده مش هتجوزك يا سالم… يارب ساعدني أنفذ خطتي
قاطعها صدوع رنة هاتفها التي أضاءت برقم فؤاد، ابتسمت لشاشة هاتفها لكن سرعان ما تجهم وجهها تنهدت بألم ثم ردت عليه:
-ألو
لياتيه صوته مبررًا:
-أنا مكنتش عايز أرن بس بعتلك رسائل واتس وإنتِ قافله نت فقولت أطمن عليكِ
ابتسمت قائله:
-متقلقش عليا أنا كويسه
ضيق عينيه قائلًا:
-مش حاسس من صوتك بكده
أومأت رأسها مبتسمه وقالت بثقه:
-بجد متقلقش أنا هرجع لجدي أصلًا بس برتب حاجات
سألها بتفهم:
-بتخططي لإيه يا وسام؟
ضحكت قائله:
-مش بخطط
ابتسم قائلًا برجاء:
-ماشي ممكن تبقي تردي عليا واتس عشان بقلق!
عقبت بابتسامه:
-حاضر
___________________________________
يجتمع الجميع بشقة العروسين وقفت فرح جوار مريم بالمطبخ وقالت وهي تأكل الشيبسي:
-ها يا بت طمنيني نفذتِ النصايح
لكزتها مريم بذراعها قائله بنزق:
-اسكتِ خالص يا فرح
ابتسمت وهي تمضغ رقائق الشيبسي وقالت:
-لأ فرح دا إيه.. قوليلي يا عمتي
دفعتها مريم بخفه وقالت بسخريه:
-عمتي! دي منظر عمه يختي اتلهي
ضحكت فرح قائله:
-بت إنتِ متغلطيش!
تركتها مريم لترتب الضيافه للجميع، فاقتربت فرح تفتح ثلاجتها وتقول:
-يلا فرجيني التلاجه بتاعتك فيها إيه
لوت مريم شفتيها وهي تقول:
-طول عمرك طفسه
ضحكت فرح وردت:
-من بعض ما عندك يحببتشي
مسكتها مريم من ملابسها وقالت ساخره وهي تشير لصنية العصير:
-شيلي يا عمتي وتعالي نقعد بره مع الجماعه
خرجت مريم أمامها وتبعتها فرح تحمل صنية العصير فسمعت زوجة عمها “زيد” تشرح لهما قائله:
-كل يوم بصحى من النچمه أحلب الچاموسه وأنظف تحتها وعلى كده مره الصبح ومره المغرب
لترد شاهيناز:
-ربنا يعينك يا حبيبتي
جلست فرح جوارها وسألتها:
-هو إنتِ متخافيش وإنتِ قاعده تحت الجاموسه كدا وبتحلبيها!
ضحكت قائله:
-لأ يا فروحه أنا إتعودت
تنهدت فرح قائلة بحماس:
-بجد نفسي أجرب ممكن أجي معاكِ مره وتخليني أجرب
أشارت السيده بعينيها قائله:
-من عنيا دا إنتِ تأمري تعالي بكره الصبح أو المغرب وأنا أخليكِ تجربي
صفقت فرح بيدها قائله بحماس شديد:
-الله بجد شكرًا يا طنط
ربتت شاهيناز على ظهر ابنتها وقالت بمرح:
-ولو نفعتِ في الموضوع يا بت يا فرح ليكِ عليا أجيبلك جاموسه تسرحي بيها
لينفجر الجميع بالضحك ويتجهم وجه فرح للحظات ثم تشاركهم الضحك…
_____________________________________
عادل فرح ويوسف لشقتهما وبعد منتصف الليل أفاق يوسف على حركة بالغرفه، وضع يده أمام عينه ليستطيع فتحها بصعوبه من أثر النوم مع ذلك الضوء الذي يملأ الغرفه، نظر لفرح التي تتحرك بالغرفه هائمه وتحاول الجلوس بداخل خزانة الملابس “الدولاب” فتح عينيه بتعجب قائلًا بصوت خشن:
-إنتِ رايحه فين يا فرح!
لترد عليه بصوت ناعس:
-هحلب الجاموسه
اعتدل جالسًا وقال مستفهمًا:
-جاموسة إيه دلوقتي؟ إنتِ كويسه؟
ضربت يدها بباب خزانة الملابس وقالت بنزق:
-أنا لازم أحلب الجاموسه
قام من سريره وسحب يدها وهو يقول:
-تعالي بس نامي وبكره الصبح هنحلب الجاموسه سوا
شهقت باكيه بدون دموع وقالت بصوت ناعس:
-لا وديني للجاموسه
حملها يوسف وهي تبكي بين يديه ووضعها على السرير ليتفاجئ عندما غطت في سبات عميق وكأنها لم تكن تسير وتتكلم قبل ثواني هزها يوسف قائلًا:
-فرح! إنتِ لحقتي تنامي؟
تحدثت وعيناها مغلقه قائله:
-طفي الجاموسه عشان أنام
وهنا انفجر يوسف بالضحك قائلًا:
-حاضر هطفيلك الجاموسه نامي يا قلبي
مد يده لزر الكهرباء ليطفئ الضوء، فرد ظهره بجوارها وكلما تذكر ما قالته وما كانت تفعله انفجر ضاحكًا حتى غلبه النعاس..
____________________________________
“قطرة من نداك تروي غليلي، انا راضٍ من الندي بالقليل، لمحة من ثناك تبعث نفسي وتذيب الضنا بقلبي العليل، طال في ساحة الرجاء دعائي أطلب العفو يا إله السماء فاعف عني وأنت أهل لبعض عثرتي وخفف بلائي، حسبي وأنت جاهي ولك الأمر يا الهي”
جلست وسام على سجادة الصلاة بعدما أنهت صلاة القيام يُقال أنها ركعتان في جوف الليل لكنهما كفيلتان بأن يرويا ظمأ قلبها المتعطش للرحمه والنجاة من فتك أعدائها، سمعت صوت التواشيح قبل آذان الفجر، بكت وكل كلمة تخرج من فم المبتهل وهي تدخل على قلبها الخاشع، نظرت للأعلى قائله:
-يارب أنا تعبت ساعدني واقف جنبي… ربي إني لا أحسن التدبير فدبرلي أمر وفك كربتي
*****************
على جانب أخر انتبه فؤاد من نومه على صوت المؤذن وهو يقول:
“الصلاة خيرٌ من النوم”
ردد: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
اعتدل جالسًا وقام على الفور ليلحق بالصلاة في المسجد، رأى غرفة هبه مضيئة فابتسم يعلم أنها لم تترك صلاة القيام منذ سبعة أعوام، دخل ليتوضأ ثم خرج مهرولًا، وأثناء الطريق للصلاه تذكر هبه وأخذ يدعو لها بإخلاص أن يرزقها الله بالزوج الصالح ويقدم لها الخير ويرضيها به، ابتسم حين تذكر وسام ودعى بصوت خافت:
-يارب إجمعني بيها في الحلال ويسره لنا وأبعدنا عن طريق الحرام
_____________________________________
صباح جديد يبث الأمل والحياة يخبرنا بأنه مهما طالت دجنة الليل فحتمًا يليه صباح مضيء، صباح جديد يجبرنا على الحياة، فلكل منا حياة وليس له سبيل إلا أن يعيشها بمختلف تفاصيلها، ولكل منا قصته التي يحياها خاضعًا أم رافضًا لتفاصيلها وستستمر برغم الرفض، وستمر برغم الألم وستمضي برغم الحزن حتى أوقات السعادة جميع مشاعرنا ستمضي ومعها نحن نمضي!
جلس يوسف جوارها ولكزها مرة أخرى لتستيقظ فردت بنزق:
-يا يوسف بقا سيبني أنام!
نظر لها قائلًا يتهكم:
-اصحي مش قولتِ الدكتور عاملكم إمتحان مفاجئ النهارده!
نفخت بحنق وهي تجلس:
-أنا زهقت بقا هو إيه أخرة التعليم ده أنا عايزه أنام براحتي!
ليقول بتهكم:
-إنتِ مبتشبعيش نوم يحببتي قومي وإلا هسيبك وأمشي
نفخت بحنق وهبت واقفه وهي تقول:
-حرام بجد أنا نايمه بعد الفجر!
شهق بقوه وصفق بيده كأنه يردح وقال:
-مين إلي نايم بعد الفجر! دا فيه واحده طول الليل واقفه قدام الدولاب بتدور على الجاموسه عشان تخليها
ضحكت بقوه وهي تردد:
-جاموسه في الدولاب… مين الهبله دي؟
ابتسم بسماجه مرددًا:
-إنتِ يا روحي
جحظت عيناها بدهشه وقالت:
-أنا لأ طبعًا أنا صاحيه طول الليل
ضحك قائلًا:
-أنا المفروض كنت صورتك وإنتِ بتدوري على الجاموسه عشان بتنكري
تذكرت بعض كما حدث والذي كانت تعتقده حلم وليس واقع لكنها تفاجئت، حاولت أن تهرب من نظراته وضحكاته فهتفت:
-طيب فين بقا الفطار؟
رفع إحدى حاجبيها قائلًا:
-زمان الست هي إلي كان جوزها بيسألها السؤال ده كل حاجه اتشقلبت والدنيا كلها بقت ماشيه بالمقلوب… قومي يا مدام حضريلنا الفطار
عقدت حاجبيها قائله:
-متقوليش مدام دي!
قلد صوتها وهو يقول بسخرية:
-متقوليش مدام متقوليش فهيمه متقوليش يا بت
أومأت رأسها قائله بابتسامه سمجه:
-قولي يا فراولتي
اقترب منها وقبلها وابتسم وهو يتأمل ملامحها فاعتقدت أنه سيتغزل بها لكنه هتف قائلًا:
-صباح الخير يا غلطة عمري
ابتعد عنها قائلًا:
-إلبسي على ما أجهز الفطار
خرج من الغرفه للمطبخ فصاحت قائله:
-فعلًا الرومانسيه بتختفي بعد الجواز
ليرد وهو مبتسمًا بسخريه:
-معاكِ إنتِ بتختفي قبل الجواز وحياتك أو مبتبدأش أصلًا
________________________________
وبمجرد أن فتحت عينيها فتحت تطبيق الواتساب ليصلها رسالة محتواها:
“صباح الخير يا عروستي”
حملت هاتفها وقرأت تلك الرساله عدة مرات حتى استوعبت أنها من السمج سالم نفخت بحنق قائله:
-وبعدين بقا أنا مبحبش جو التلزيق ده بس ماشي هرد عليك يا سالم
كتبت:
-صباح النور يا عريس أنا فرحانه أوي إن كتب الكتاب الخميس وبجهز نفسي من دلوقتي شكرًا على الفستان الجميل
ضحكت بتهكم وهي تهمس لنفسها:
-دا أنا محضرالك حتة مفاجأه يا سالم هتعحبك موت
ليفاجأها برسالته:
“دا أنا هجيبلك الدنيا كلها تحت رجلك يا جميل بس حني على قلبي يا بت قلبي”
-ياربي على التلزيق والقرف إلي على الصبح
ليقاطعها رسالة أخرى من رقم فؤاد:
“صباح الورد يا وسام فؤادي”
ابتسمت لرسالته ولم ترد ليفاجأها برسالة أخرى:
“ضاق قلبي فلم يضم سواكي، وضاع عقلي مشتاقًا لرؤياكي، ماذا فعلتي لقلبي ليشقى عند غيابكي ويطير فرحا متلهفا للقاكي”
اتسعت ابتسامتها وهمست لنفسها:
-تلزيق الفصحى يغلب برده
كتبت له على الفور:
“سواكِ، لرؤياكِ، فعلتِ، غيابكِ، للقاكِ مش بتكتب الياء لكن بنحط كسره ، وكمان فرحا ومتلهفا شكلك نسيت تحط عليها تنوين ملكوش في اللغة العربيه متلعبوش بيها”
ارسلتها ثم كتبت رسالة أخرى:
“وصباح النور يا نور الفؤاد”
مسحت الرسالة على الفور قبل إرسالها وهي تقول:
-لأ طبعًا مش هبعت كدا دا أخويا وبس…. يارب صبرني
ليرد هو برسالة أخرى:
-دا إلي لفت نظرك في الجمله يا شيخه حسبي الله ونعم الوكيل
أغلقت هاتفها وحدقت بالفراغ للحظات ثم تنهدت ووضعت يدها على قلبها الذي ينبض بقوة خلف أضلعها قائله:
-اثبت أيها القلب فنحن على عهدنا لن نميل ولن نلين!
_________________________________
دخلت للكليه تسير بجواره، فوقف ذلك الشاب ينظر إليها مبتسمًا ليقاطعه صديقه قائلًا:
-بتبص عليها برده!
نظر لصديقه قائلًا:
-لأ يا عم خلاص شيلتها من دماغي
تنهد صديقه قائلًا:
-ياريت لأنها طلعت قريبتي ولو حاولت تقرب منها تاني محدش هيقفلك غيري
ضحك الشاب “أسامه” قائلًا:
-ما خلاص يا عمنا قولت شيلتها من دماغي بس طلعت قريبتي منين؟
رد صديقه “أحمد”:
-بنت خال إبن عمي
ضحك أسامه على صلة القرابه وقال:
-ماشي يا عمهم خلاص
لفت نظره أخته التي تسير بعدوا تتأمل الجامعه فناداها:
-هبه…. هبه
ابتسمت لرؤيته وقالت:
-أحمد بتعمل إيه هنا؟
ابتسم قائلًا:
-أنا كنت في الكليه إنتِ إلي بتعملي إيه هنا!
أشارت خلفها قائله:
-كنت بجيب ورقه من مستشفى الجامعه وقولت ألف شويه في الجامعه وأتصور كام صوره
غمز بعينه قائلًا:
-مزاج عالي ده بقا
هتفت بسخرية لطيفه:
-حتى المزاج بصينلنا فيه!
غمز لها مجددًا:
-بهزر يا عسليه إيه هتروحي ولا عندك مشوار؟
أومأت رأسها قائله:
-أيوه لو خلصت محاضراتك نروح سوا
أشار لها وهو يتجه لصديقه قائلًا:
-طيب استنيني ثواني هقول لصاحبي
مال ناحية صديقه وقال:
-أنا همشي يا أسامه
غمز أسامه له قائلًا بهمس وهو مصوب نظره على هبه:
-قولي الأول مين المزه دي؟
ضربه احمد على كتفه بخفه وقال:
-اتلمي عشان دي أختي وأكبر مننا أصلًا
غمز أسامه بعينه:
-ميبانش عليها إنها أكبر مننا…أختك زي القمر ياد
زم أحمد شفتيه وقال بحده:
-إحترم نفسك يا أسامه دي مفيهاش هزار
ابتعد أسامه قائلًا ببرود وهو يغادر:
-خلاص يا عم متزوقش أنا ماشي
هز أحمد رأسه يمينًا ويسارًا بقلة حيله واتجه لأخته:
-يلا يا حبيبتي…. إيه رأيك أعزمك على كوباية عصير قصب
ابتسمت وهي تضع يدها بيده قائله:
-أخرك كدا! أنا إلي هعزمك على أكلة شاورما هتحلف بيها
ابتسم أحمد قائلًا بحماس:
-دا إيه الصدفه السعيده دي إبقي تعالي كل يوم
________________________
“يبنتي استنيني ساعه ونمشي مع بعض”
قالها يوسف لفرح التي تستأذنه لتعود للبيت قائله:
-لأ يا يوسف مش قادره هموت وأنام منمتش امبارح كويس
ضحك قائلًا:
-أيوه طول الليل بتحاولي تحلبي الجاموسه
ابتسمت ولكزته بذراعه قائله:
-كفايه بقا تريقه أنا أصلًا مش مصدقه الي بتقوله ده
ضحك بقوه وهو يقول:
-والله العظيم حصل كل الي حكيته حصل قدام عيني
رفعت كتفيها لأعلى قائله:
-يمكن كنت بتحلم ولا حاجه
غير الموضوع قائلًا بجدية:
-طيب ماشي ما علينا….. معاكِ فلوس؟
اومأت رأسها قائله:
-ايوه معايا سلام بقا
ابتسم قائلًا:
-سلام يا فراولتي خلي بالك من نفسك
نظرت حولها لتتأكد من عدم وجود أحد وقبلته من خده ثم ابتسمت قائله بهمس:
-بحبك
نظر حوله قائلًا:
-على الله حد يشوفنا
غمزت بعينيها قائله:
-عادي جوزي وأنا حره
ابتسم لشقاوتها وغادرت تلوح له بيدها مبتسمه، سرعان ما وصلت موقف السيارات وركبت السياره، وبمجرد ركوبها انطلق بها السائق وأغلقت عينيها ليسحبها النوم دون أن تشعر، وبعد فترة أفاقت على صوت السائق:
-يا أبله… يا أستاذه إصحي يا أنسه
فتحت عينيها وهي تنظر حولها بتعجب وسألته:
-أنا فين؟
سرعان ما تداركت الأمر وصرخت قائله:
-إنت خدرتني صح؟! خطفتني! عملت فيا إيه يا حيوان؟
رفع السائق إحدى حاجبيها وقال بسخريه:
-عملت إيه؟ قومي يا أنسه إنزلي بقالي ساعه بصحي فيكِ
ازدردت ريقها وارتجلت من السياره تلتفت حولها لذالك المكان الذي لا تعرفهبارتباك وسألته:
-هو إحنا فين؟
رد الساپق بنفاذ صبر:
-في طنطا
شهقت بقوه وقالت:
-وإنت إزاي تجيبني طنطا من غير إذني؟
نفخ السائق بحنق وقال:
-يا مصبر الوحش على الجحش
لترد وهي ترفع سباتها لأعلى:
-إحترم نفسك أهو إنت إلي جحش
قبض السائق يده بقوه وهو يقول بغضب:
-حظك إن أنا مبمدش إيدي على نسوان
عقبت فرح بغضب:
-نسوان! أنا نسوان؟ جتك القرف في ملافظك
أشاح السائق بيده وهو يبتعد عنها ويقول:
-غوري يا بت إمشي
وقفت تدبدب بقدميها بالأرض وتقول:
-يا حيوان… أنا مكنتش عايزه أروح طنطا منك لله… طيب أرجع إزاي؟
حملت هاتفها وطلبت رقم زوجها وبمجرد أن رد قالت بصوت بائس:
-إلحقني يا يوسف
انتفض وسألها:
-مالك يا حبيبتي؟
لوت شفتيها لأسفل قائله:
-السواق الغبي جابني طنطا
مسح يوسف وجهه ليهدأ وردد قائلًا:
-السواق إلي غبي! وإنت إيه إلي ركبك عربية طنطا؟
وضحت قائله:
-أنا راحت عليا نومه في العربيه وقومت لقيت نفسي في طنطا
-طيب إسألي على عربيه راجعه من طنطا
اقتربت من سائق أخر وسألته ببلاهه:
-لو سمحت عايزه عربيه راجعه من طنطا
ابتسم السابق وأشار لجميع السيارات قائلًا:
-كل العربيات دي راجعه من طنطا
-يعني أركب إيه عشان أرجع من طنطا؟
اتسعت ابتسامته وهو يقول:
-على حسب إنتِ راجعه من طنطا لفين؟!
كان يوسف منفجرًا بالضحك بالإتجاه الأخر كبح ضحاته قائلًا:
-يا فرح…. يا فرح ردي
ردت عليه:
-ايوه يا يوسف
-شوفي عربيه راجعه من طنطا لكفر الشيخ يحببتي
سألت على السياره وركبت بها فأكد عليها يوسف قائلًا:
-اتأكدي من حد جنبك إن دي عربية كفر الشيخ أصل تروحي القاهره… وركزي الله يرضى عليكِ
-حاضر حاضر متقلقش هكلمك لما أوصل
-أنا هستناكِ في الموقف
__________________________________
وفي مساء يوم الخميس حاول فؤاد التواصل مع وسام لكن بلا فائدة، فقرر الذهاب لمنزلها ليطمئن عليها ..
على جانب أخر خرجت مع والدها تبتسم بتصنع لسالم الذي اتسعت ابتسامته بغرور لأنه ظفر بها، كانت ترتدي فستانها الأبيض نظرت لأعلى برجاء تتوسل لله أن يساعدها على تنفيذ تلك الخطه وتتمنى أن تحبكها جيدًا، جلست بجوار والدها لتمضي على عقد الزواج مسكت القلم وفجأه صرخت ثم إحولت عيناها وقالت بصوت خشن يبدو كصوت رجل:
-كيف ستزوجونها وهي متزوجه!
كسرت القلم بيدها وبدلت نظرها بين الجميع بأعين متسعه أخافتهم جميعًا وصوبت نظرها للمأذون قائله بنفس الصوت الخشن:
-لن يتزوج أحد اهرب الآن إن أردت البقاء على قيد الحياة..
نظر لها والدها قائلًا بنبرة حادة:
-إيه إلي بتعمله ده يا وسام!
اتسعت حدقتيها وهي تنظر نحوه بشر:
-لست وسام أنا لوسينجعهوف إبن ملك الجان الأزرق ووسام هي زوجتي
حاول والدها الإقتراب فصرخت وتحدثت بنفس الصوت:
-لأ تقترب وإلا أبرحتك ضربًا
وقف سالم وأشار لها بيده قائلًا بقلق وخوف:
-إهدي يا وسام
صرخت مرة أخرى قائلة:
-قلت لكم لست وسام بل أنا زوجها
تحركت بالشقه كالمجنونه وهي تصرخ و تمثل صرخات مرعبه وأخذت عصا المكنسة الخشبيه ثم اقتربت من سالم لتضربه بها بانهيار لم تسكت عبير وأحضرت هي الأخرى منفضة السجاد وضربتها بها، شعرت وسام أن خطتها ستفشل لكنها قررت الصمود والتفتت لعبير لتضربها بالعصا، ظلت تبتعد عنهم وكلما حاول أحد الإقتراب ضربته بالعصا أبرحتهم ضربًا حتى وصلت لباب الشقة فتحته وركضت على الدرج لكنهم لم يتبعاها فقد أبرحتهم ضربًا كانت تنظر خلفها و تهمس:
-كان لازم أضربكم وأخد حقي… وبالمره أحرق قلبكم على الفستان ده
على جانب أخر صعد فؤاد درجات السلم كما وصفته له والدته ليتفاجأ بفتاه ترتدي فستان زفاف وتركض نحوه لم يتبين ملامحها لكنها تعرقلت بطرف فستانها وفرت عن الدرج صارخة، ليقع على ظهره وهي فوقه تأوه وهو مغمض العينين:
-اااه حرام عليكِ
نظرت لملامحه بدهشه ولم تنهض عنه وهتفت:
-فؤاد!
فتح عينيه على صوتها قائلًا بدهشه:
-وسام! إنتِ لابسه ليه كده؟
قالت وهي تلهث من أثر الركض:
-إنت جيت في وقتك عارف لو مش حرم والله كنت هبوسك دلوقتي
غمر بعينيه قائلًا:
-طيب إيه رأيك نخليه حلال؟
سألته بلهفة شديده وكأنها تريد تقبيله بجديه:
-إزاي؟
ابتسم قائلًا:
-تتجوزيني؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسام الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى