روايات

رواية ورد الفصل العاشر 10 بقلم ندا سليمان

رواية ورد الفصل العاشر 10 بقلم ندا سليمان

رواية ورد الجزء العاشر

رواية ورد البارت العاشر

رواية ورد الحلقة العاشرة

نار الغضب كانت بتكوي قلبي، عايش حياته وناجح فيها على أنقاض جثتها المحروقة، بصيت لاسمه في الورقة وقلت “دورك جه، وهخلي حياتك جحيم”…..

قريت الورقة إللي فيها معلوماته وبدأت أرتب أفكاري، فكرت في مليون طريقة للانتقام، مثلاً أسرق سلاح بابا عصمت وأروح شركته وأقتله، فكرت أولع في بيته وشركته، فكرت أقتله بسكينه، حطيت كل الخطط إللي وصلها تفكيري، بعدين أخدت بالي من معلومة مهمة، إنه بيدرّس مادة اقتصاد في الجامعة، حسيت إن بداية انتقامي هتبقى من المعلومة دي، وتاني يوم أول ما قابلت منى في الجامعة سألتها:

_ تعرفي دكتور إقتصاد هنا اسمه عزّت الشوادفي؟

 

 

 

بانت الدهشة في عيونها وقالت :

_ وهو مين في الجامعة كلها هنا مايعرفش أعظم دكتور فيها!

همست بسخرية:

_أه عظيم جداً !

قالت:

_ أه والله جداً، اسألي أي حد عنه كده في اقتصاد ولا تجارة هيقولك فيه أبيات شعر، دكتور محترم وبيقدر الطلبة ورحيم بيهم، حقيقي محبوب جداً، ده غير إنه جان الجامعة كلها

قالت آخر جملتها وهي بتضحك، لاحظِت الغضب إللي ظهر على وشي بعد كلامها فقالت :

_ مالك يا ورد؟ وبعدين بتسألي عنه ليه؟ ااااه شكلك بتطمني على مادة الإقتصاد، هو في الغالب هيديكِ السنة الجاية

سألت :

_ مكتبه فين؟

 

 

 

سألت بقلق:

_ إنتِ هتقلقيني ليه هو فيه حاجة؟!

قلت :

_ لأ أصل ليا واحدة قريبتي من الصعيد تعرفه وطلبت مني أديله أمانة

قالت :

_ ااااه قولي كده بقى، طيب تمام، تعالي هوديكِ مكتبه قبل ما أروح محاضرتي

وصّلتني للمبنى إللي فيه المكتب وقالتلي على مكان مكتبه فسألت:

_ إنتِ متأكدة إني هلاقيه موجود دلوقتي؟

بصت حوليها وبعدين قالت:

_ أها عربيته موجودة، يبقى أكيد لسه في الجامعة

أنا ماكنتش حاطه خطة محددة بس لمّا قالت “عربيته” حسيت إني مسكت أول خيط، سألتها:

_ هي فين عربيته؟؟

 

 

شاورتلي عليها بعدين بصت في ساعتها وقالتلي إنها هتروح تلحق المحاضرة ونتقابل بعد ما نخلّص، وقفت عند عربيته، لونها أزرق، افتكرت لمّا سمعته في مرة من إللي كانوا بيتقابلوا فيها وهو بيقولها إنه حب اللون الأزرق بسبب عينيها، طلّعت ورقة من شنطتي وكتبت فيها الجملة إللي قالها في اليوم ده”من غير ما أحس لقتني بعشق اللون الأزرق من بعد ماعشقت عينيكِ”،

وورقتين تانيين كتبت فيهم جمل غزل من إللي كان بيقولهالها وبيت شعر كتبه عشانها وكان بيختم بيه كل جواب، وحطيت الورق على مسّاحات العربية، في اليوم ده ماحضرتش محاضراتي، استخبيت وفضلت أراقب المكان عشان أشوف رد فعله أول ما يقرا الورق، فضلت مستنية ساعة لحد ما ظهر، أول ما شفته حسيت إني عاوزة أجري عليه أخنقه لحد ما روحه تطلع، ركب عربيته وأول ما لمح الورق نزل تاني وأخده، شفت الصدمة في ملامحه ورعشة إيديه وهو بيقرا كل ورقة كتبتها، فضل يبص حوليه بتوتر مالقاش حد، بان عليه الارتباك، فضل واقف شوية مش عارف يتصرف وبيعيد قراية الورق أكتر من مرة بعدين ركب عربيته ومشي.

 

 

 

عجبتني الفكرة فقررت أضرب ع الحديد وهو سخن، مش هخليه ياخد نفسه، عرفت جدوله، كان عنده محاضرة في كلية تجارة لدفعة رابعة، لقيت عربيته مركونة في نفس المكان، فحطيت ورقة، ورحت مبنى تجاره دخلت المدرج قبله، أول ما وصل كان شكله متضايق ومتوتر فابتسمت عشان توقعت إنه قرأ الورقة الجديدة إللي سبتها على مسّاحة العربية، كتبت فيها تاريخ الليلة إلّلي أزهار خرجت تقابله فيها آخر مرة، كتبته باليوم والساعة، حط حاجته ع المكتب وقبل ما يبدأ المحاضرة أو حتى يبدأ يفوق من صدمة الورقة إللي فاتت لقى ظرف جواب قدّامه، رجفة جسمه كانت باينه أوي أول ما شاف خط أزهار ع الظرف، بص للطلبة وهو بيزعق بعصبية، أول مرة يشوفوه عصبي كده، سألهم مين إللي حط الظرف ده هنا، وطبعاً محدش شاف حاجة ولا حد رد، كان بيبص في كل الوشوش إللي حوليه، كإنه بيدور عليها فيهم، ومن غير ما يستأذن أو ينطق أخد حاجته وخرج من المدرج بسرعة، خرجت وراه، شفته قاعد في عربيته، فضل يبص للظرف برعب حقيقي باين في عينيه، فك أول زرارين في قميصه وحاول يتنفِّس، كان مصدوم ومتلغبط، بعدين ساق عربيته ومشي، تخيلت لو كان لسه عنده ضمير، مدى العذاب إللي هيعيش فيه لما يقرا جوابها، كتبتهوله تحكيله فيه عن شكّها إنها حامل ولازم يجي يلحقها وإنّها خايفه أوي ومحتجاله.

 

 

 

فضلت ع الحال ده شهر، معيشاه في عذاب بالورق إللي سيباه في كل حته موجود فيها، آخر ورقة بعتهاله مكتبه، حكيت فيها لحظة موت أزهار بالتفصيل، الورقة اتلوثت بدموعي، يومها خرج من المكتب والغضب عاميه، نده على الساعي وسأله مين إداله الورقة دي، والراجل من توتره ماعرفش يوصفني، أول مرة يشوف دكتور عزت بالعصبية دي، صوته كان مسمّع في المبنى كله، نزلت عند عربيته، وبعد ما اتأكدت إن مفيش حد في المكان، مسكت مفتاحي وفضلت أكتب عليها في كل حته “قاتل”، كنت بطلّع غضبي وحسرتي وقهرتي في كل كلمة بكتبها، إيدي اتجرحت من العصبية إللي بكتب بيها فكتبت بدمي ع الإزاز “مجرم، قاتل”، استخبيت وشفيت شوية من غليلي وأنا شيفاه بيبكي، كنت مستلذة بلحظات انهياره، ساب العربية مركونة وروّح بتاكسي، غاب عن الكلية أسبوعين، ماكنتش عوزاه يغيب، لسه عاوزة أنتقم وأشفي غليلي.

 

 

 

 كنت مخنوقة أوي في الفترة دي خصوصاً إني كنت قاعدة في البيت لوحدي بعد سفر بابا وماما لابنهم عشان عمل حادثة هو ومراته وبقوا بين الحياة والموت، كنت زعلانة جداً عشانهم، وكان نفسي أسافر معاهم عشان أقدر أواسيهم وأكون جنبهم بس السفر جه فجأة وأوراقي مش جاهزة، قررت أنتهز فرصة غياب بابا عصمت عن مصر عشان انفذ خطتي الجديدة، بعد رجوع عزّت للجامعة بيوم، أخدت الجوابات إللي كان باعتها لأزهار، قطعت منها التاريخ، ورحت للعميد قولتله إن الدكتور بيحاول يتقربلي وبيبعتلي كلام مايصحش يبعته لطالبة عنده، وريتله الجوابات وقولتله يقدر يتأكد من خطه، كان بيقرا بصدمة ومش مصدق إن التصرفات دي تصدر من دكتور عزّت

 

 

مثال الالتزام والاحترام في الجامعة، كنت بمثل إني منهارة وخايفة ولو العميد ماجابليش حقي هروح القسم، حاول يهدّيني واتصل بعزّت طلب منه يجي مكتبه حالاً، ماكنتش متخيلة لحظة المواجهة هتبقى بالصعوبة دي!

أول ما دخل المكتب مثلت إني منهارة، شكله كان متغير، الإكتئاب باين على وشه، سأل الدكتور بهدوء على سبب الاستدعاء وهو بيبصلي بلا إهتمام، له حق ما خلاص ورد إللي كانت ملامحها كلها براءة ماتت، وحلّت محلها ورد دبلان ومعجون بنار الانتقام، العميد طلب منه يقعد واداله الجوابات وهو بيسأله هل هو إللي كتبهم ولا لأ، أول ما شاف الجواب الأول كإن عقرب لسعه، وقف من مكانه وبص في كل الجوابات بعدين سأل بصدمة “حضرتك جبت الجوابات دي منين؟؟”، وقبل ما يرد وقفت وقولتله وعيوني كلها تحدّي “منّي أنا يا دكتور يا محترم، مش دي الجوابات إللي باعتهالي؟”، دقق النظر في ملامحي بعدين سأل بصدمة “و ورد!!!! مش ممكن”، بصيت للعميد

 

 

وقولتله “شفت حضرتك أهه يعرفني، طبعاً هينكر دلوقتي ويكدّبني بس أنا مش هسكت وهجيب حقّي”، بص للعميد وابتسم بهدوء مستفز بعدين صدمني بردُّه “لا يا فندم مش هنكر إني أعرفها ولا هنكر إني كتبت الجوابات دي، بس الجوابات دي ماكنتش ليها، دي لحبيبتي وإللي في نفس الوقت تبقى أختها”، صرخت في وشه” ماتقولش حبيبتي “، طلب من العميد يتكلموا بره لحظة، معرفش قاله إيه بس دخلوا بعد ١٠ دقايق ولقيت العميد بيقولي “كنت أتمنى تحلّوا سوا الأمور العائلية بشكل ودّي مش بالاسلوب ده يا بنتي، عموماً اتفضلي مع دكتور عزّت على مكتبه تقدروا تحلّوا مشاكلكم، وأتمنى التصرفات دي ما تصدرش منك مرة تانية”

 

 

 

 دمّي كان بيغلي وماكنتش عارفة ألحق الموقف ازاي ولا هو أقنعه وقاله إيه، لقيت عزّت بيبتسملي بهدوء ويقول “تعالي نتكلم في مكتبي أفضل يا ورد”، خرج فخرجت وراه، وبمجرد ما دخلنا المكتب صفعته، فضل واقف ثابت لا نطق ولا بيّن أي رد فعل، صفعته مرة تانية بعدها مريت بهستيريا، بقيت بضرب فيه وانا ببكي وبتمتم بكلام مش مفهوم، بضرب وأنا شايفه قدّامي أزهار والنار ماسكه فيها، بضرّب وأنا حاسّه باللهيب إللي حسيته وأنا حاضنه جثتها المتفحمة، وهو ساكت وواقف ثابت بيتلقّى الصفعات واللكمات لحد ما إيدي وجعتني وبدأت أهدا، قعدت ع الأرض فقالي “قومي، كمّلي ضرب، كملي لحد ماتحسّي إنك شفيتِ غليلك”، قلت “مش هشفي غليلي ومش هيكفّيني فيك الحرق”، قال:

 

 

 

_ بلاش تخلي نار الانتقام تحرقك إنتِ يا ورد، عاوزة تفضحيني، تمام أوي اعملي كده، بس آخر الموضوع هتفصل من الجامعة مثلاً؟ عادي فيه مليون جامعة بره تتمناني أدرِّس فيها، كام شهر ولّا سنة الموضوع هيتنسي بس الضحية هتكون سُمعتك إنتِ، انتقمي مني بأي شكل تاني بس ما تأذيش نفسك، تعرفي، ماجاش في بالي إن إنتِ إللي بتلعبي باعصابي كده، لحد ما شفت الجواب وقلت مستحيل يكون حد غيرك، عشان كده سافرت رغم إني كنت حالف رجلي ما تخطّي أرض الصعيد تاني، وعرفت إنك اختفيتِ من الصعيد من كام سنة وبكده اتأكدت إن إنتِ، أنا بس عاوز أفهم حاجة، إللي كتبتيه ده صحيح ولا دي محاولة منك عشان تلعبي بأعصابي؟؟

 

 

 

كنت ساكته وببصله بغضب فسأل :

_ يعني فعلاً أزهار كانت حامل؟ فعلاً أهلك هم إللي حرقوها لمّا عرفوا؟؟

قلت باستخفاف:

_ لا ما هو الشويتين إللي ضحكت بيهم على أزهار مش هتعرف تضحك بيهم عليا أنا، بطّل تمثيل عشان دور البريء المظلوم مش لايق عليك، فتحية قالت إنها كلمتك وحكتلك، كل ما أروح اتحايل عليها تكلمك تيجي تلحق أزهار كانت بتقولي إنها قالتلك كل حاجة

قعد ع الأرض جنبي ولقيته بيبكي، بكاه ماكنش تمثيل، كان بيبكي بحرقة وقهرة ويخبط على راسه بكل قوته، بالعافيه قدرت أفسّر كلامه،قال:

 

 

 

_ والله والله ما أعرف غير منك، أنا عارف إننا ضعفنا وغلطنا في الليلة دي، عشان كده جيت هنا وأقنعت أهلي بيها، كنت جاي طاير من الفرحة عشان أقولها إني أخيراً أقنعتهم وهنيجي نطلبها، وصدمتني فتحية بالخبر، قالتلي إنها كانت بتخبز والنار مسكت فيها ومحدش لحقها، ماقالتش أكتر من كده، والله ما قالت غير كده، أنا مرة نمت عند قبرها، وكنت عاوز أشوفك عشان كنتِ أحب إنسانة ليها وفتحية قالتلي إن أهلك جوّزوكِ في بلد جنبهم

طلّع سلسلة لابسها ومداريها تحت قميصه، كانت فيها دلّاية على شكل قلب أزاز فيها رمل، قالي :

_ أنا أخدت رمل من قبرها ومابقلعش السلسلة دي من يوم ما لبستها، إنتِ مش متخيلة إللي مرّيت بيه، أنا لحد دلوقتي مش عارف أعيش بشكل طبيعي، أنا دخلت مصحة نفسية لمجرد إني عرفت بموتها ما بالك إنها ماتت بسببي وحامل في جنين منّي، ازاي، ازاي كل ده يحصل ومعرفش، تعاني كل ده وهي لوحدها، ازاي المجرمين أهلك يعملوا كده فهميني ازاااااي!!!

 

 

 

قلت وأنا ببكي:

_ لمّا اتأكِّدت إنهم هيقتلوها وصّتني ماقولش على اسمك لحد عشان ما تتأذيش، وصتني ماحبش ولا أفتح قلبي أو أثق في راجل عشان مايغدرش بيا زي ما غدرت بيها

وقف وكان بيصرخ، فضل يخبط راسه في الحيط، شكله كان مرعب، خرجت استنجد بأي حد، جت الأسعاف خدته سايح في دمه وفاقد الوعي، للحظة حسيت إنه صادق وصعبان عليّا بس رجعت قسّيت قلبي عشان مهما كان بريء ومايعرفش حاجة، في النهاية هو السبب في كل إللي حصل، وأهه هو إللي هيحققلي انتقامي منه بنفسه، رجعت البيت في اليوم ده حضنت ازازة التراب ونمت، حلمت بأزهار، كانت وخداني في حضنها، بتمسح على شعري بحنان وتغنّيلي.

 

 

 

 

مرت الأيام وعزّت اختفى من الجامعة، معرفش حصلّه إيه، مابقتش مهتمة أعرف، قررت أرمي الماضي ورا ضهري وأحاول أركز في مستقبلي، عدّت فترة الامتحانات بسلام، بابا وماما وحشوني جداً، كانوا بيتطمنوا عليا من وقت للتاني ومش قادرين يرجعوا لحد ما يتطمنوا على ابنهم ومراته، وفي يوم كنت نايمة بالليل وصحيت مفزوعة على صوت الشغّالة بتقولي إن بابا عاوزني ع التليفون، قمت بسرعة رديت عليه، صدمني بخبر موت مراة ابنه، وإن ابنه بين الحياة والموت، قالي إنه محتاجني معاهم هناك عشان حالة ماما شريفة بقت صعبة جداً وهو خايف عليها ومش عارف يتصرف لوحده، وكان بيبلغني إنه طلب من علي يخلصلي إجراءات السفر وبابا هيكون في انتظاري في المطار، وبالفعل بعد يومين كنت في المطار، علي قرر يسافر معايا عشان يتطمن عليا وعليهم ويكون جنب أقرب صديق ليه مش مجرد عم، فرحت إن علي جاي معايا عشان كنت حاملة هم ركوب الطيارة، سافرت وماكنتش أعرف إن السفر ده هيكون نقطة تحوّل جديدة في حياتي…..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ورد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى