رواية ودعة وأخواتها السبعة الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani
رواية ودعة وأخواتها السبعة الجزء الرابع
رواية ودعة وأخواتها السبعة البارت الرابع
رواية ودعة وأخواتها السبعة الحلقة الرابعة
…… لما رجع الإخوة وجدو ودعة مريضة ولم تأكل معهم وكانت دائما منعزلة في غرفتها وإنزعج إخوتها وأحضروا لها الأطباء ولم يعرف أحد سبب مرضها وزادت حالتها سوءا والثعبان يكبر يوما بعد يوم والبطن تنتفخ
أحد الأيام جاءت إمراة الأخ الأكبر إلى زوجها وقالت : ألم تلاحظ إنتفاخ بطن ودعة ؟
أجاب الرجل : بلى لقد لاحظت ذلك وقلت في نفسي قد يكون ذلك لمرض بها فانا لا اجرأ على التفكير بشيئ آخر
قالت المرأة بخبث :لقد خرجت البنت في غيابكم كثيرا من المرات ولا تريد أن تقول لنا أين تذهب
سألها بغضب هل تقولين الحقيقة ؟
اجابت نعم وكل نساء إخوتك ياكدون ذلك
ذهب إليهم الواحدة تلو الأخرى و كن يروين نفس الحكاية وعندما وصل إلى زوجة أخيه الأصغر قالت: لا علم لي بذلك فهي لم تشارك في المؤامرة وكانت ستمنعهم لو عرفت ما يدبرن .
ذهب الأخ الأكبر مع زوجته الخبيثة إلى ودعة وسالها : هل صحيح أنك إبتعدت عن الدار في غيابنا ؟
اجابت البنت في بعض الأحيان كنت أجمع الحطب او أقطف الزهور لاغير ثم أنه لا يوجد احد هنا سوانا فلماذا هذا السؤال
إقترب منها أخوها ووضع يده على بطنها فأحس بحركة الثعبان إلتفت إليها وقال : ثمة الخطيئة في بطنك هل فهمت الآن لماذا أسئل يا وقحة ؟
بقيت ودعة مندهشة وعندما فهمت مقصده جثت على ركبتيها وبكت وأنشدت وقالت لا تظلموني انا نقية كزهور البراري وليس علي شيء فلا تقل ما لا ليس لك به علم و تسرف في الكلام
لما سمع أخوها هذا الكلام خف غضبهو دعا إخوته وإتفقوا على إعطائها جرابا فيه طعام وماء وأن ترحل عنهم فإذا لم تكن مخطئة سيحفظها الله من السباع والهوام ،
رافقها أخوها الأصغر إلى حافة الطريق وقال لها لقد دافعت عنك لكن إخوتي لا يريدون أن يسمعوا شيئا فخذي هذا السيف معك والقوس والسهام فقد تحتاجين إليها فلن تجدي ناسا قبل مسافة طويلة ثم عانقها وبكى على صدرها فهو يعرف أنهما لن يتقابلا مرّة أخرى .
سارت ودعة في الطريق دون هدى لا تعرف أين تذهب نزل الليل مبكرا في تلك الليلة الشتوية وبدأت تحس بالخوف فقد كانت تسمع أصوات الذئاب والثعالب .
أشعلت نارا وجلست بجوارها ترتجف من البرد وفجأة تسللت الأرانب البرية من وراء الأشجار وأكلت ما في الجراب من طعام ولما أحست الجارية بالجوع
أدخلت يدها لكن لم تجد إلا الفتات قالت في نفسها لقد حانت النهاية لن أكمل اليوم ليلتي حتى إن نجوت من السباع فسيقتلني البرد و الجوع بعد ساعتين بدأت ودعة تحس بأنّها على وشك الإغماء
لكن في هذه الأثناء رجعت الأرانب وإقتربت منها فنظرت إليها وقالت بصوت ضعيف ليس لي ما أعطيكم إياه لكن الأرانب حركت رؤوسها كأنها تطلب منها أن تتبعها
فنهضت بتثاقل ومشت ورائها وبعد ربع ساعة شاهدت من بعيد مزرعة صغيرة فيها مخزن للتبن وأكياس من القماش فدخلت وسط كومة القش وأخذت كيسا غطت به نفسها وجلست الأرانب بجوارها فأحست بالدّفء والطمأنينة فأغلقت عينيها و نامت
كان صاحب المزعة ساحرا ومنجما في خدمة السلطان إسمه إبن عبد البر لكنه قرر يوما طرده من القصر إثر وشاية تقول أنه يستحضر الجن ويبحث Lehcen Tetouani عن الكنوز والدفائن
فإنعزل عن الناس لأن أمره كان مشهورا فيهم ولو وقع بين أيديهم لأحرقوه بعدما لم يعد في حماية السلطان
لما فتح إبن عبد البر باب المخزن ليأخذ علقا لغنمه وجد جارية نائمة وقد تناثر شعرها الذهبي على التبن اندهش لرؤيتها وتساءل كيف جاءت إلى هنا فهذا المكان بعيد وتحيط به الأشجار
وكيف لم يأثر فيها السحر الذي وضعه حول المزرعة فمن يقترب منها تخرج له أرواح الموتى
جلس بقربها وأخذ يتأملها بإعجاب فلقد كانت بارعة الجمال لكنها شاحبة الوجه وعرف أنها مريضة
منذ مدة طويلة لم ير أنثى قربه لذلك شعر بالسعادة لوجودها بجانبه أفاقت ودعة وعندما شاهدته يحملق فيها خافت ومدت يدها إلى سيفها وقالت إياك أن تقترب فأنا لا أعرف من أنت وماذا تريد
إبتسم إبن عبد البر وقال لها :أنت في ضيافتي يا بنية وعليك أمان الله أنا أعيش وحدي مع قطة وقليل من الناس يأتون إلى هنا وأنا أتسلى كلما رأيت أحدهم تعالي إلى البيت نتناول فطور الصباح وأعرفك على القطة ياسمينة
ياسمينة هو اسم القطة وليست ياسمينة بنت العطّار
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ودعة وأخواتها السبعة)