روايات

رواية وختامهم مسك الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور زيزو

رواية وختامهم مسك الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور زيزو

رواية وختامهم مسك الجزء التاسع عشر

رواية وختامهم مسك البارت التاسع عشر

رواية وختامهم مسك
رواية وختامهم مسك

رواية وختامهم مسك الحلقة التاسعة عشر

بعنــــــوان ” طـــلاق ”
أنهت “مسك” جراحتها ليلًا وصعدت إلى سطح المستشفي وجلست به وحيدة تحت ضوء القمر البدري الذي ينير السماء، تستمع بهذا النسيم البارد وتتنفس بأريحية بعد يومها الطويل فى العمل، مددت جسدها على المقعد الخشبية الطويل ووضعت يدها على بطنها ثم وذراعها الأخر أسفل رأسها حتى قطع هدوءها صوته الرجولي يقول:-
-مش هتروحي
أعتدلت فى جلستها لتراه واقفًا خلفها بزى المرضي وذراعه المكسور، سألته بحيرة من سبب وجوده هنا قائلة:-
-أنت بتعمل أيه هنا؟
جلس جوارها بعفوية ثم قال:-
-من الصبح بسأل عليكي قالولي فى العمليات، أنتِ أزاى تسيبي جوزك متشلفط كدة ومتسأليش عليه
جزت على أسنانها بأغتياظ من كلمته ثم قالت بخنق:-
-أيه جوزك دى؟ لسه فى ستة سبعة فى المستشفي ميعرفهوش روح قولهم
أدار رأسه إليها بأندهاش ثم قال:-
-أيه دا؟ أنتِ بتستعري مني ولا أيه؟

لم تجيب عليه ثم نظرت للأمام بتعب ووضعت يدها على عنقها بألم لبرهةٍ من الوقت ثم قالت:-
-لا أزاى!!
نظر إلى يدها التى تدلك عنقها بلطف من التعب فربت بيده على كتفه لتنظر “مسك” عليه مع صوت ربته ليشير لها بأن تتكأ على كتفه وقال:-
-أعتبريها مخدة
نظرت مُطولًا إلى كتفه بحيرة من تصرفه ثم عادت بنظرها غلى الأمام، جذبها “تيام” نحوه بقوة لترتطم بصدره بالأكراه وجذب رأسها إلى كتفه، حاولت الإبعاد عنه لكنه تحدث بلطف قائلًا:-
-خليكي يا مسك
هدأت من روعتها قليلًا وسكنت بين ذراعه بهدوء ثم أغمضت عينيها مُستسلمة لتعب جسدها المُنهكة، تبسم “تيام” على هدوءها وهذه الفتاة الشرسة أصبحت أكثر هدوءًا الآن، كانت تفكر بأختها “غزل” ومتى ستعود للحياة، كلما ذهبت إليها وجدتها كما هى لم تتقدم حالتها للأمام، ما زالت عالقة بين الحياة والموت كحرف الواو تمامًا بينهما، روحها لا تقوى على البقاء ولا على المغادرة، لا تعلم متى ستتمكن من رؤية بسمة أختها من جديد؟ أم ستذوق ألم الفراق مرة أخرى بسبب كذبة أبيها؟، تسللت دمعة من عينيها المُغمضتين من الخوف أن يتحول الأمل للألم رغم كونهما يحملان نفس الحروف الثلاثة لكن

 

ترتيبهم يفرق كثيرًا أحدهما يحيي القلب والأخر يقتله، نظر “تيام” إلي الأسفل نحو وجهها بعد أن سمعها تئن بصمت كأنها تخشي أن تدمر قوتها وشرستها المعتادة بلحظة ضعف وألم، مسك ذقنها بأنامله ليرفع رأسها إليه بأندهاش وفتحت “مسك” عينيها عندما لمسها بأنامله وتقابلت عيونهما معًا، سألها بقلق:-
-أنتِ كويسة؟
حدقت به بنظرات طويلة صامتة لبرهةٍ من الوقت ثم قالت بنبرة جافة:-
-أنت قلقان عليا؟!!
تنحنح “تيام” بحرج من كلمتها وقال بلطف:-
-أكيد مش مراتي…
قاطعته “مسك” بأغتياظ من هذه الكلمة ثم وقفت من مكانها أمامه وقالت بحزم وعصبية شديدة:-
-متقولش مراتي، الكلمة دي بتعصبني
وقف من مكانه بهدوء ثم وضع يده على كتفها بلطف وقال:-
-طب خلاص أهدئي يا مسك، الموضوع مش مستاهل العصبية دى كلها
غادرت من أمامه تستشيط غضبًا من هذا الرجل، لا تعلم سبب غضبها ونيرانها التى تحرق صدرها من الداخل، ربما لأنها لم تشعر بأنها زوجة له ومع ذلك يخبر الجميع بأنها زوجته، ذهبت إلي منزل والدها بحيرة وحزن يُخيم على قلبها، لم تجد لها ملجئًا من هذا الحزن الذي يُخيم عليها والوجع الذي يُمزق قلبها سواه والدها، أستيقظ “غريب” من نومه بفزع بعد أن أخبره الخادم بأن “مسك” بالخارج تريده وتبكي بهستيرية، وضع الروب على بيجامته بذعر ثم خرج مُعتقدًا بأن هناك شيء أصاب “غزل”، رأها جالسة فى الأريكة تبكي بحزن وخيم ليقول:-

 

-غزل جرالها حاجة؟
هزت رأسها بلا تنفي ها الأحتمال، تنفس بأريحية ثم أقترب أكثر نحوها بخطواته وقال:-
-أمال؟
جهشت باكية أكثر ودموعها لا تتوقف عن النزول، أبتلع لعابه بهدوء وعقله الغاضب لم يتحمل رؤيتها بهذا الضعف لطالما كانت تصمد وتصطنع القوة فى أقسي اللحظات، ضمها إليها لتتشبث به بضعف وكلتا يديها تغلقهما على ملابسه بألم، ربت “غريب” على ظهرها بحنان وبدأ يربت على كتفها بلطف وتذكر ما أصاب “تيام” أمس فسأل بزمجرة رغمًا عنه:-
-جوزك جرا له حاجة؟
أبتعدت عن “غريب” بألم ثم قالت بحزن وسط بكائها وأنينها:-
-حتى أنت بتقول جوزي، جوزى منين يا بابا؟ عشان مجرد ورقة بينا
ربت عليها بلطف وهى تنهار أمامه وأخبرته بسبب زواجها من “تيام” وقلبها الذي يتمزق من الداخل الآن بسببه، جلس “غريب” قربها لا يعلم أيعاقبها على تهورها وزواجها من رجل لأجل أنتقامها أم يربت عليها ويطمئنها حتى تتوقف عن الأنهيار والوجع الذي يمزقها من الداخل، تحدث بلطف:-
-أهدئي طيب يا حبيبتى، أنتِ حبيته؟!
نظرت إلي والدها بحزن وعجز عن نطق هذه الكلمة وقالت بغضب:-
-أنا قلبي واجعيني يا بابا، مش أنا دكتورة قلب لكن معنديش علاج لقلبي، أعمل أيه؟ أطلعه من صدري وأرمي فى الأرض، لو هعرف أعيش من غير القلب دا كنت عملتها وأنت عارف دا.. لكن أنا أعمل أيه فى قلبي

 

ضمها “غريب” من جديد إليه وجسدها ينتفض بين ذراعي والدها حتى توقفت عن النفض والأرتجاف وسقطت رأسها بثقل على كتف والدها فاقدة للوعي من وجع قلبها وحيرته بسبب قسوة عقلها الذي يخبرها بأن تبتعد عن هذا الرجل…
__________________________
(المدينة الزرقاء blue city )
خرجت “ورد” من غرفة تبديل الملابس وكانت ترتدي فستان زيتي اللون بالأخضر الداكن طويل يصل لأسفل ركبتيها ومفتوح من الصدر وتسدل شعرها على الجانبين بحرية فقالت بعفوية:-
-أيه رأيك؟
أتسعت عيني “زين” مما يراه رغم جمالها الذي يخطف قلبه لكن غيرته أوشكت على قتلها للتو، قال بحزم وغضب مكتوم بداخله:-
-أمشي غيري القرف دا
بدأت “ورد” تدور حول نفسها فى حلقات دائرية بحماس وتقول بلطف:-
-ليه يا زين دا جميل جدًا؟
وقف من مكانه وركض نحوها بغيرة تأكله وقال:-
-غورى يا بت غيري القرف دا
ركضت “ورد” إلي الداخل ليبتسم “زين” عليها فلم ينكر جمالها وإعجابه لكنه لن يسمح لأحد عيره بان يرى جمالها، فتحت باب الغرفة وخرجت إليه بفستان فضي بيلمع وقصير يصل لأعلي ركبتيها وبأكمام، قالت بعفوية :-
-طب ودا؟
ألتف إليها ليُصدم مما ترتديه وقال بغضب:-

 

-فين المسدس، حد يدينى مسدس أديها رصاصة بين حواجبها وأخلص منها، أيه رجلك دا يا بت…. ودا فستان ولا قميص نوم، دا أخدتك بيه على فين على الكازينو عدل
تبسمت “ورد” وهى تقف أمام المرآة تنظر على صورتها المُنعكسة وقالت ببراءة ونبرة جادة:-
-طب بذمتك وحش، مع كعب أحمر عالي ويبقي واو
نزع حذاءه من قدمه وركض نحوها لتركض إلي الداخل وضحكاتها تمل المكان عليه وجميع الفتيات العاملات بالمكان تضحكون عليه، فتحت باب غرفة الملابس وأخرجت رأسها إليه وقالت:-
-حمش
ألتف إليها وما زال يحمل حذاءه فى يه بغضب سافر يمزق قلبه من نيران غيرته ثم قال:-
-أظبطي يا ورد بدل ما أظبطك أنا وسط الناس
أغلقت الباب بسرعة خوفًا منه ليضحك بسعادة على فتاته البريئة بجمالها، أعطي بطاقته البنكية إلي الموظفة وقال:-
-أنا هأخذ كل اللى قاستهم
أومأت إليه الموظفة بنعم ورغم غيرته الشديدة عليها لكنه إعجاب بها بهؤلاء الفساتين الذين يبرزون جمالها وأنثوتها، لذا أخذهما جميعًا لأجلها وخرجوا من المكان معًا فسألته بحيرة من أمره:-
-ممكن أفهم بقي أشتريتهم ليه ما دام مش عايزني ألبسهم، ولا هتوديهم لواحدة تانية…. يالهوي لتكون بتخوني يا زيزو
تبسم بلطف علي غيرتها ثم أخذ يدها فى يده وساروا معًا مُجيب عليها بلطف وقال:-
-بتخوني وزيزو فى جملة واحدة مرتكبش يا ورد، بعدين متخافيش أنا بس أتجوزك أنتِ الأول ونشوف بعدها موضوع الخيانة دى
ضربته على ظهره براحة يدها الصغيرة غيظًا من كلمته التى قتلتها للتو فقال بعفوية مزاحًا:-

 

-بهزر يا وردتي
مط شفتيها للأمام بحزن مُستاءة من كلمته فقال بهمس وعينيه لا تفارقها عن هذا القرب:-
-أنا جبتهم عشان مينفعش بعد ما لمسوا وردتي واحدة تانية تأخدهم وتلبسوهم
تبسمت على غيرته المفرط فهل أشتري كل شيء وضعته على جسدها حتى لا ترتديه امرأة أخري بعدها، ضربات قلبها لحبيبها تحياها فرحًا ربما عليها أن تقبل جبينه الآن وتشكره بأمتنان على هذا الحب الذي يكنه لها بداخلها، أخذ “زين” يدها فى قبضته الدافئة وسار بها نحو سيارته وقال:-
-متشكرنيش يا ورد، أنا عايش عشان بحبك
ضحكت علي كلماته بلطف وقالت:-
-أنت عرفت منين؟
فتح لها باب سيارته ثم قال:-
-عشان أنا حافظك أكثر من نفسك يا وردتي
دخلت “ورد” إلى السيارة وعينيها ترمقه بحب وهو يدور حول سيارته حتى يصعد بمقعد السائق وبسمتها لا تفارق وجهها….
_______________________
وصلت “مسك” صباحًا على منزلها بعد قضاء الليلة بمنزل والدها لتجده ينتظرها بقلق سافر، فور دخولها هرع “تيام” إليها وقال بحزم:-
-كنتِ فين؟
رمقته ببرود شديد ثم دلفت إلى الداخل دون أن تتحدث بشيء، ذهب خلفها غاضبًا من أختفاءها المفاجئ ليلًا ولم يعثر عليها بأى مكان، صعدت بفراشها فجلس “تيام” جوارها وقال:-
-بكلمك كنتِ فين؟
أغمضت عينيها بأستسلام لتعبها بعد نوبة البكاء والإغماء عليها وهى تعاني من ألم قلبها وصراعه مع عقلها، سألها بقلق على حالها ووجهها الشاحب:-

 

-أنتِ كويسة طيب؟
لم تجيب عليه وظل يستمع لصوت أنفاسها الهادئة فقط على عكس ما بين ضلوعها الذي يصرخ فزعًا، مسح على رأسها بحنان ثم قال:-
-أنا من ساعة ما رجعت وأنتِ متغيرة يا مسك، بتتهرب مني وفيكي حاجة غريبة؟ حصل أيه؟ فى عنادك وقوتك
لم تجيب عليه بل أكتفت بأصطنع النوم الآن على أن تتحدث معه ويغلبها القلب أمامه، تركها وخرج من الغرفة ففتحت عينيها تنظر إلى الباب المُغلق وهو خارجه، تفكر بشرود فيما يجب أن تفعله، أيجب أن تنتظر معه الأشهر الباقية على زواجهما أم تهرب منه وهى لم تعتاد الهرب أبدًا لطالما كانت تفضل المواجهة…..
_________________________
(المدينة الزرقاء blue city )
كان “جابر” يسير فى ردهة الفندق مع أحد رجاله وقال بحزم:-
-عينيك متفارقش متولي، وتعرفني كل خطوة بيخطيها وكل نفس بيتفسه
أومأ الرجل إليه بنعم ثم قال:-
-أمرك يا جابر
-الرجل دا عامل زى العقرب بيلدخ من تحت لتحت
قالها “جابر” بحزم شديد وأتجه إلي المصعد لينطلق الرجل يلبي طلبه فى البحث وراء “متولي” …..
__________________________
أستيقظت “مسك” من نومها ليلًا وخرجت من الغرفة لتجد “تيام” يرتدي بنطلون أسود وتي شيرت أحمر ومُستعدًا للذهاب، دلفت للمطبخ وأرتشفت الكثير من الماء البارد وهو يسير خلفها وقال:-
-ممكن تلبسي وتيجي معايا مشوار
ألتفت “مسك” إليه بأندهاش ورمقته بصمت لا تعلم إلى أين سيأخذها وبعد ألحاح كثير، أخذها إلى مطعم لتتناول الطعام معه، سألته بحيرة من وجودهما هنا:-
-أنت عامل كل دا عشان تتعشي برا؟

 

-لا طبعًا ، بس قولت تغيري جوا شكلك تعبانة أو فى حاجة مزعلكي ومش هسألك هى أيه عشان متتعصبيش
قالها وعينيه ترمقها بلطف، أنهت “مسك” تقطيع طعامها بالسكين ثم بدلت الطبقين بسبب أصابة ذراعه، تبسم “تيام” على فعلتها ثم بدأ يتناول الطعام وهى تقطع طبقها حتى أنهي طعامه أولًا، أخذ هاتفها ورفع الحظر الذي وضعته له وألتقط صورة لهما فزمجرت “مسك” بأستياء من فعلته بينما تبسم “تيام” إليها بلطف وعينيها لا تفارق الهاتف:-
-لاقيت كل صورك على الأنستا كأنك شبح مبتعرفيش تضحكي
أخذت الهاتف منه بحزم مُستاءة بشدة من تصرفه لتراه رفع الصورة على حسابها على الأنستجرام وقبل أن تحذفها جاء النادل إليه بباقة من الورود الحمراء، نظرت “مسك” إلى الورد بأندهاش ثم إليه؛ تبسم “تيام” لأجلها وقال بحب وسعادة تغمره:-
-حد جابلك ورد قبل كدة؟
-تيام!!
قالتها بنبرة حادة تحذره من أن يفعل ويُقدم لها هذه الباقة، تبسم بعد أن فهم تحذيره لكنه لم يبالي إليها وقدم إليها باقة الورد وقال بحُب:-
-أنا عايز أتجوزك يا مسك
وقفت من مكانها غاضبة من تصرفه ولم تأخذ الباقة لكن “تيام” لم يستسلم وأعطاها باقة من الورد الأحمر وبسمته لا تفارق وجهه بل تنيره وتزيده جمالًا، نظرت “مسك” للورد بحيرة وغصات بقلبها تؤلمها جدًا على هذا الحب الذي حرمته على قلبها، أقسمت ألا تعشق هذا الرجل وتحقق أمنيته، قالت بنبرة خافتة:-
-قولت أيه؟

 

اخذ “تيام” خطوة نحوها أكثر وعينيه لا تفارق عينيها الحائرتين وقلبها المُرتجف بين خفقان نبضاته إلي هذا الحبيب وبين حرب عقلها التى نشبت النيران بداخلها تمنعها من الأقتراب من “تيام”، أخذ يدها الأخري فى يده وقال بدفء:-
-قولت تتجوزيني يا مسك، أعملك فرح وتلبسي فستان أبيض وألبس بدلة وأروح أطلبك من دكتور غريب حتى لو كنتِ مراتي، أعملك كل مراسم الجواز اللى معملتهاش وتبقي مراتي… أنا عايزك يا مسك
سحبت” مسك”يدها منه ورأسها تشير له بلا وقالت بحزم وعينيها فى عينيه تحدق بهما مباشرة:-
-وأنا عايزة أطلق يا تيام، دلوقت ومش بكرة طلقني
صُدم من كلمتها رغم كل ما فعله لأجلها وحاول بكل الطرق أن يثبت لها حبه وأنه لم يهتم كثيرًا بهذا الرهان والكلمات التى تفوه بها من قبل لكنها ما زالت ترفضه، تذكر حديث العرافة عن الفراق فهل سيفارقها رغم عشقه إليه، مرت “مسك” من أمامه لكي تغادر بعد أن كسرت قلبه وهدمت سعادته بكلمتها وألقت بباقة الورد على الأرض، مسك “تيام” يدها يمنعها من الرحيل أن يتحدث معها ويستوعب بسبب خوفها منه ليُديرها إليه وقال:-
-أنتِ بتعملي كدة ليه يا مسك؟ أنا أتغيرت عشانك، أشتغلت وبقيت واحد تاني وقطعت علاقاتي بكل البنات اللى أعرفهم والكازينوهات حرمتها عليا، أتغيرت عشانك
رفعت “مسك” حاجبها إليه ببرود شديد ثم قالت بحزم وهى الأخري قلبها يتمزق من الداخل لكنها تخشى هذه المشاعر والاقتراب منه:-
-عشاني!! أنت أتغيرت عشان ورثك يا تيام وأشتغلت واجتهدت عشان تقدر تنتصر على زين، مش عشاني ولا حاجة
أخذ “تيام” خطوة نحوها بعيني دامعة وحديث هذه العرافة يحتل عقله الآن ولا يصدق بأنها ستفارقه، تحدث بنبرة خافتة:-

 

-طب الشغل وعشان أهزم زين، طب والشرب اللى بطلته والبنات اللى قطعت علاقتي بيهم، أنا مبقتش قادر أبص لبنت تانية غيرك، مبقتش عارف أتقبل أى بنت مما كانت جميلة …. دا كمان عشان زين
-معرفش، بس أنا مش هكون ليك يا تيام ولمصلحتك ومصحلتي تطلقني، أنا مبقتش قادر أبص لك
قالتها بضيق وتحاشت النظر إليه، رمقها بنظراته ولا يصدق أو يستوعب ما يحدث معه وفجأة أصبحت تتهرب منه وتتحاشي النظر إليه، تساءل عقله كثيرًا هل يثير أشمئزاز لهذه الدرجة؟ أتكرهه “مسك” بهذا القدر؟، ترك يدها بلطف ثم قال بحزن:-
-لدرجة دي!! أنتِ طالق يا مسك
نظرت إليه بصدمة من تنفيذ ما طلبته ولأول مرة يخضع لأمر تريده، دومًا ما كان يفعل ما يريد فقط ويتحداها، قلبها أنشق لنصفين من كلمته ودمعت عينيها وأنفاسها كاد أن تكتم بداخلها وتختنق، صُدمت اكثر عندما رأت دمعته فرت من جفنيه مع تفوهه بهذه الكلمة وقطعه لهذا الرابط الذي يجمعهما معًا، أقتربت “مسك” هذه المرة منه لكنه لم يترك لها المجال وغادر من أمامها غاضبًا من قسوتها ……
_________________________
عاد “بثينة” من الريف بعد أن علمت بخبر طلاق أبنتها ولم تجد بالمنزل واتجهت إلى المستشفي فأخبرتها الممرضة أن “مسك” تقريبًا شبه لم تغادر غرفة العمليات بل كل المرضي على قوائم الأنتظار خضعوا إلى جراحتهم حتى المتبقي منهم أخذ موعد هذا الشهر بفضل الطبيبة “مسك” التى تكلفت بكل مصاريف الجراحات وهكذا رئيس المستشفي “غريب” كأنه يعلم بوجع أبنته بعد طلاقها ورغبتها فى الأنغماس فى العمل حتى لا تترك مجالًا لقلبها حتى يتألم ويبكي، دفع تكاليف الكثير من المرضي لأن عالجهم الوحيد الذي سينجد أبنته من عذابها، كأن هذه التكاليف ثمن سعادة أبنته….

 

لم تصدق “بثينة” ما سمعته من الموظفين فى المستشفي ةجلست تنتظر “مسك” أمام باب غرفة العمليات، فتح باب غرفة العمليات وخرجت “مسك” بزي الجراحة لترى والدتها تجلس على المقعد الحديدي تنتظرها، تبسمت “مسك” بأنكسار إلي والدتها التى وقفت فور رؤيتها وخرج الأثنين معًا، تحدثت “بثينة” بغضب سافر قائلة:-
-أنا يمكن متكلمتش لما أتجوزتي من ورايا وقولت بلاش أقسي عليكي زى أبوكي لكن تطلقي بعد خمس شهور ليه يا مسك؟ ليه؟
ألتفت “مسك” تنظر إليها بغضب شديد من حديثها فى هذا الموضوع وقالت بحزم:-
-وحضرتك أطلقتي من بابا ليه؟ على الأقل أنا معيش عيال أشيل همهم ولا هيتعذبوا من الطلاق دا لكن حضرتك؟
أبتلعت “بثينة” لعابها بحرج شديد ثم قالت:-
-أنا كان عندي أسبابي ودا كان فى مصلحتي
صرخت “مسك” بضيق شديد أمام والدتها كأنها تطلق العنان لهذا الوجع الموجود بداخلها:-
-أنا كمان عندي أسبابي ودا لمصلحتي
نظرت “بثينة” إليها بغضب مكبوح بداخلها ولا تعلم سبب قسوة أبنتها وحدتها فتمتمة بحزن على ما تراه الآن فى وجه أبنتها:-
-أنتِ بتقسي حتى على نفسك، لتكوني فاكرة أن دى قوة يا مسك، أنا بشفق عليكي
-من الأفضل أنك تشفقي على نفسك مش عليا
قالتها “مسك” بغضب من كلمة ابنتها لتُصدم عندما صفعتها “بثينة” بقسوة ردًا على كلمتها القاسية، حدقت “مسك” بها بألم شديد ثم غادرت من أمامها…
___________________________
(المدينة الزرقاء blue city )
دلفت “طاهرة” إلى غرفة “تيام” الغارق فى نومه ثم قالت بخفوت تقيظه:-
-تيام بيه… يا بيه

 

فتح “تيام” عينيه بتكاسل وقال:-
-شوية يا طاهرة
-دى رابعة مرة يا بيه، وجابر وأستاذ زين برا
قالتها بتذمر على تكاسله فأعتدل فى جلسته ليمطي جسده، أشعل سيجارته ويده تفرك عينيه بتعب ويتثاءب..
كان “جابر” جالسًا فى الصالون ينتظره مع “زين” الذي سأل بحيرة:-
-تفتكر عايزنا فى أيه؟ أنا مش حمل كارثة جديدة منه
هز “جابر” رأسه بنعم ثم قال:-
-لا متقلقش إن شاء الله مفيش كارثة، بعد خبر طلاقه أنا مبقتش أتوقع منه الكثير
خرج “تيام” بوجه عابس وقال بنبرة قوية:-
-أعمليلي قهوة يا طاهرة
جلس على المقعد مقابلهما ووضع قدم على الأخري، تأفف “زين” غيظًا من غروره ثم قال:-
-خير!!
تجاهل “تيام” هذا الرجل الذي يُثير غضبه دومًا ثم نظر إلى “جابر” وقال بحدة:-
-أسمع يا جابر أنا مللت من الحياة دى، خلينا نتفق الوصية أنى أستلم منصب الرئيس بعد سنة من جوازي صح؟
أومأ “جابر” إليه بجدية ثم قال:-
-فعلًا!! من غير طلاق ..
قاطعه “تيام” بحدة شديد مانعًا حديثه فى أنفصاله عن “مسك” قائلًا:-
-لكن نصيبي فى التركة مبيتغيرش، أنا مش عايز منصب الرئيس ، خليه لزين هو لايق عليه أكثر مني
ضحك “زين” بسخرية من تكبر “تيام” كأنه يعطيه صدقة وما تبقي منه:-
-لا والله كتر ألف خيرك، ما هو ليا من غير رأيك

 

رفع “تيام” حاجبه بسخرية إلي هذا الرجل الذي لا يقل غرورًا عنه وقال بحزم:-
-أنا قررت أسافر، هعيش برا ونصيبي فى الورث من الأصول هيخلي تحت سيطرة زين لكن يارب ميجيش يقول أنا كبرته وأشتغلت وأجتهدت ويطمع فيه
-تسافر!!
قالها “جابر” بصدمة ألجمته فرغم كل شيء مر به “تيام” ولا مرة قرر أن يهجر هذا المكان وهذه البلد والآن بعد أن أنفصل عنها أستسلم وتنازل عن كل شيء وقرر الهرب، أجابه “تيام” ببرود شديد ثم قال:-
-اه ، ياريت تحجزلي على طيارة إيطاليا
_________________________
خرجت “مسك” من غرفة “غزل” بوجه شاحب وجسد خامل من الفراق الذي يمزق قلبها وأتجهت نحو المطبخ لكنها شعرت بدوران فى رأسها شديد لتمسك معصمها ووضعت يدها عليه تشعر بضربات قلبها الضعيفة لكنها فقدت وعيها سريعًا وسقطت على الأرض وأرتطمت رأسها بالأرض الصلبة وقسوتها تقتلها اولًا قبل أى شخص أخر، عنادها وكبرها سيقتلاها هي وليس الأخرين، لا تقوى على فراقه لكنها تكابر بإصرار وعناد، وصل “غريب” إلى المنزل ليُصدم عندما راى “مسك” على الأرض فاقدة لللوعي فهرع إليها مع “سراج” بخوف شديد على أبنته …….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وختامهم مسك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى