روايات

رواية وجوه الحب الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الجزء الحادي والثلاثون

رواية وجوه الحب البارت الحادي والثلاثون

رواية وجوه الحب الحلقة الحادية والثلاثون

( ٣١ ) – قـلـق مُـزمـن –
كانت تجلس أعلى فراشها بعدما عادت من عملها للتو تسترجع حديث ” سـلـيـم ” لها وتفكر في أمر قصَّته التي سردها عليها في الصباح والقلق ينهش بداخل صدرها نهشًا؛ فهي تشعر بالذعر من فكرة تخلي أحبائها عنها. ولن تستطع أن تعش تلك التجربة ثانيًا بفقدان أحد من ذاويها وعلى وجه الخصوص ” مُـراد ” أبيها الروحي وعزيزها. فسحبت نفسًا عميقًا تحاول التحكم بضربات قلبها ومن ثم همست لنفسها بإضطراب ونبرة مُستائه من تكدُس أفكارها.
– تعبت من قلقي الزيادة اللي مسيطر على كل حياتي ده..!
أفووووووووو..! زفرت بقوة في محاولة لتنظيم أنفاسها وتابعت وهي تحاول مُسانده نفسها ودعمها.
– خلاااااااص أهدي بقااااا يا رومـا محصلش حاجة لده كله..! عند تلك النقطة إستمعت إلى صوت طرقات الباب فإستدارت بإتجاهه ومن ثم هتفت بتلهُف إلى الطارق وسمحت له بالدخول لعله يكن النجدة لها وينتشلها من مُستنقع أفكارها التي لطلاما أنهك جسدها وأحرق روحها. فما كان الطارق سوىٰ عمتها ، أحب الأشخاص إلى قلبها ومأمنها الوحيد فهذه الدُنيا من بعد أبيها الروحي ” مُـراد ” فإبتسمت لها ” سـهـام ” ببشاشة وتابعت بنبرة دافئة مُحببه.
– حبيبت قلب عمتو عاملة إيه..؟!
” مـريـم ” وهي تنطلق إليها بعاطفة قوية وإشتياق.
– عمتو حبيبتي وحشتيني أوي..!
” سـهـام ” وهي تُشدَّد من إحتضانها بحب.
– بقالي يومين مشوفتكيش ولا أعرف عنك حاجة رغم أننا في نفس البيت يا بكاشة..
تقدري تقوليلي غطسانة فين وسايبه عمتو كده مبتسأليش فيها..؟! قالتها بحنان وهي تُدللها بمحبة كبيرة.
” مـريـم ” بحب
– وأنا برضو أقدر مسألش عن عمتو القمر حبيبت قلبي..؟!
ثم أضافت بآسف.
– بس واللّٰه يا عمتو غصب عني أنا مفحوته الأيام دي في المطعم مع سـلـيـم عشان الإفتتاح خلاص قرب وبنشطب الشغل..!
” سـهـام ” بنبرة ذات مغزىٰ.
– أممممم قولتيلي بقااااا سي سـلـيـم هو اللي أخدك مني عشان كده نستيني يا بكاشة..؟!
” مـريـم ” بمرح وهي تحتضنها بحب.
– مقدرش ده أنتي اللي في القلب يا سـوسـو..!
” سـهـام ” بدعابة.
– ههههههي سـوسـو..
ما خلاص بقا راحت على سـوسـو من زمان ربنا يخليكي أستاذ سـلـيـم اللي واخدك منا دلوقتي..
” مـريـم ” وهي تضع قبلة حانية أعلى وجنتها بحب وتابعت بمرح وإبتسامتها تُزين ثغرها.
– ولو مفيش بعد سـوسـو عندي..
” سـهـام ” بفكاهة.
– ايوه كُليّ بعقلي حلاوة يا بنت أخويا براحتك..!
” مـريـم ” بحب.
– مقدرش وهو أنا عندي كام عمتو دي هي واحدة يا جدعان..
ثم أضافت بحب وهي تسحبها من يديها إلى الفراش بحنان.
– تعالي أقعدي بقالنا كتير متكلمناش مع بعض..!
فجلسوا سويًا أعلى الفراش وتابعت ” سـهـام ” بمحبة وهي تستطلع أخبار إبنت شقيقها وتطمئن على أوضعها بحنان أمومي خالص.
– طمنيني عليكي يا روح عمتو عاملة إيه..؟!
مبسوطة مع سـلـيـم..؟!
” مـريـم ” بحماس وسعادة حقيقية إلا أن قلقها لازال يُنغص عليها سعادتها تلك.
– الحمدللّٰه يا عمتو مبسوطة جدًا وعمري ما كُنت مبسوطة في حياتي قد دلوقتي بس..
” سـهـام ” بقلق.
– بس إيه يا حبيبتي في حاجة مضيقاكي أنا معرفهاش..
أوعي يكون سـلـيـم بيعاملك وحش أو مش مرتاحة معاه..
” مـريـم ” بتلهُف وهي تنفي حديث عمتها سريعًا.
– أبدًا واللّٰه يا عمتو سـلـيـم كويس جدًا وعُمره ما ضايقني بكلمة حتىٰ..
بس أنا في حاجة قلقاني ومش عارفة أتكلم فيها مع حد خالص..
” سـهـام ” بقلق أكبر وهي تقضب جبينها.
– خير يا حبيبتي إيه اللي قلقك بالشكل ده..؟!
إحنا مش إتفقنا نحاول نسيطر على القلق ده ونتأقلم مع الحياة ونعيشها زيّ ما تكون..
” مـريـم ” بقلق واضح.
– ايوووووه يا عمتو بس أنا مش قادره أمنع نفسي من القلق دي طبيعة فيا ومهما بحاول مش بعرف..
” سـهـام ” وهي تربت على خصلاتها بحنان.
– طب قوليلي يا ستي اللي قلقك بالشكل ده..؟!
” مـريـم ” بحزن.
– أونكل مُـراد..؟!
” سـهـام ” وهي تقضب جبينها بعدم فهم وغرابة واضحة.
– مُـراد..؟!
ماله مُـراد يا حبيبتي وإيه اللي حصل منه يقلقك كده..؟!
” مـريـم ” وهي تفتح قلبها لعمته.
– أونكل مُـراد معملش حاجة يا عمتو بس أنا عرفت من مامي اللي حصل معاه في الشركة وقلقانة عليه جدًا..
هو كويس..؟! قالتها بقلق واضح وهي تحاول تطمين قلبها عليه.
” سـهـام ” محاولة تهدئتها بحب ومشاعر أمومية خالصة.
– متقلقيش يا حبيبتي مُـراد كويس جدًا هو كان راجع شايط ومش شايف قدامه بس لما دخل لجدك وأتكلم معاه بقاااا أحسن ودلوقتي في أوضته بيريح شوية..
ثم أضافت بثقة وقوة محاولة بثها بها.
– متقلقيش يا روحي مُـراد قدها وهيعدي من الأزمة دي على خير وكل حاجة هترجع أحسن من الأول وأنا واثقة أن ربنا مش هيضيع شقىٰ السنين دي كلها هدر..! فإبتاغتها ” مـريـم ” بسؤال وهي تهتف بها بعفوية شديدة مفكره في أمرًا ما.
– هو مُمكن يكون أونكل مُـراد غلطان..؟!
” سـهـام ” ببساطة وهدوء.
– يا حبيبتي ده نصيب والتجارة مكسب وخسارة وإحنا منملكش حاجة في حياتنا كله بإيد ربنا..
” مـريـم ” وهي توضح لعمتها مقصدها.
– ونعم باللّٰه يا عمتو..!
بس أنا مش قصدي على الشغل والشركة ، أنا قصدي على علاقة أونكل مُـراد بطليقته..
يعني ممكن يكون أونكل مُـراد كان غلطان في قراراه بالإنفصال عنها..؟!
” سـهـام ” بغرابة وصدمة من حديثها عن زوجة شقيقها السابقة.
– حبيبتي إيه لازمة السؤال ده دلوقتي ، الموضوع ده عدىٰ عليه فوق الـ ٢٥ سنة يعني من عُمرك وأكتر كمان..
إيه فايدة الكلام فيه دلوقتي وفتحه من تاني..؟!
” مـريـم ” والقلق يتملكها من جديد.
– مش عارفة يا عمتو بس حسيت أن برجوعها تاني لازم القصَّة القديمة هتتفتح من جديد وده مخوفني رغم أني معرفش سبب إنفصالهم حتىٰ ، بس أنا مش هستحمل أن علاقة مامي وأونكل مُـراد تتأثر تحت أي ظرف..!
” سـهـام ” وهي تعيد ترتيب خصلات صغيرتها بحب مُرجعه إياها خلف أذنها بحنان وتابعت حديثها إليها بهدوء ونبرة مُطمئنه.
– أولًا يا روحي علاقة مُـراد وشـهـيـرة عُمرها ما هتتأثر مهما حصل لأن علاقتهم قوية جدًا فوق ما تتخيلي ولازم تعرفي أن مامتك عملت كتير أوي عشان البيت ده وعشان خاطر مُـراد وجدك وكل واحد فينا ، ومُـراد لو يطول يجيب ليها الدُنيا كلها مش هيتأخر عنها ثانية ومش مُمكن لأي حد مهما كان أنه يهز العلاقة دي أو يأثر عليها خصوصًا لو كان الحد ده طليقته لأنها سابت جواه شرخ كبير عُمره ما هيلم أبدًا..
” مـريـم ” وهي تنظر إلى عمتها وتفصح لها عما يدور بداخلها من صراعات.
– أنا عارفة كل ده يا عمتو ومتأكده أن أونكل مُـراد عُمره ما هيسيبني ولا هيسيب مامي بس برضو مش قادره أمنع نفسي من الخوف وأفكاري كمان مش سيباني..
بفكر لو كان أونكل مُـراد غلطان في قراره وبرجوعها يبدء يراجع نفسه ويديها فرصة تانية خصوصًا أنها هتكون قدامه طول الوقت..
صدقيني يا عمتو مامي وقتها ممكن تنهار..!
” سـهـام ” محاولة تطمينها بحكمتها ورزانتها المُعتاده.
– حبيبتي الكلام ده كله فات وقته خلاص وإستحالة مُـراد يفكر يديها فرصة تانية وده اللي أنا مُتأكده منه وكلنا هنا واثقين فيه..
وبعدين الموضوع ده خاص بمامي وأونكل مُـراد وهما كبار بما فيه الكفاية ويقدروا يتعاملوا مع الموقف ويحلوه..
فتابعت بنبرة حانية.
– عيزاكي تتأكدي يا حبيبتي أن مُـراد راجل واعي ومسؤل مش مراهق ولا حتىٰ شاب طايش هيبوظ كل حاجة ويهد حياته في ثانية عشان خاطر نزوة أو حب قديم..
” مـريـم ” بصدق.
– واللّٰه يا عمتو أنا عارفة كل ده كويس أوي بس غصب عني القلق والخوف عمالين يكبروا جوايا في كل ثانية..
فتابعت بوجع.
– أنا من يوم ما جيت الدُنيا دي وأنا معرفش أب غيره ولا ليا سند في الدُنيا بعده ومن صغري وأنا شايفة مامي بتحبه وبتحاول تراضيه بكل الطرق بس مش عارفة ليه دايمًا بيراودني إحساس أن أونكل مُـراد مش بيحبها زيّ ما هي بتحبه..
بحس أنه بيقدر كل اللي بتعمله زيّ ما حضرتك قولتي من شوية وبيحترمها بس عُمره ما حبها الحب اللي بين أي أتنين متجوزين..!
” سـهـام ” وهي تمسك بيديها يدي ” مـريـم ” فاركه لها بحب ودفء مُتابعه بنبرة حانية.
– مين قال كده..؟!
يا حبيبت قلب عمتو مفيش راجل في الدُنيا بيتجوز واحدة ست ويعيش معاها العُمر ده كله من غير حب ومشاعر..
إحنا بني آدمين يا مـريـم مش إنسان آلي وطبيعي جدًا في كل علاقة تلاقي في واحد فيها بيحب التاني أكتر ومشاعره واضحة زيادة..
مش معنىٰ أن أونكل مُـراد مشاعره مش بتظهر يبقا هو كده مش بيحب مامي..
في رجالة كتير أوي الحب عندها أفعال مش كلام ، شوفي كده لما مامي تعبت من سنة وعملت عملية كان مين قاعد معاها وبيراعيها مش مُـراد وساعتها مخلاش حد فينا يقعد معاها وصمم يراعيها بنفسه ولو طلبت طلب بس طلباتها كلها بتكون أوامر لو كل ده مش حب تسميه إيه أنتي يا مـريـم..؟!
أومااااااال هما ليه بيقولوا كيلو الكلام بقرش وجرام الفعل بملايين..!
عند هذه النقطة تذكرت ” مـريـم ” جيدًا جُملة ” سـلـيـم ” التي أخبرها بها ذات يوم بالمطعم عندما كانوا يحتسون الشاي معًا آلا وهي:
( جرام أفعال أحسن من طن كلام ). وتابعت بعد ذلك إلى عمتها بإقتناع.
– عندك حق يا عمتو في كل كلمة..
ثم أضافت بتفكير عندما تذكرت قصَّة ” سـلـيـم ” التي سردها عليها في الصباح.
– طب هو ممكن يا عمتو نكون فاهمين طليقة أونكل مُـراد غلط وتكون كويسة فعلًا..؟!
” سـهـام ” بحيرة وهي لا تقدر على الحصول على إجابة تقنع بها حالها أولًا ومن ثم صغيرتها.
– واللّٰه يا بنتي كل شئ وأرد بس في الموقف ده بالذات لما باجي أفكر بحس أن دماغي مشلولة خصوصًا أننا عشرناها سنتين بحالهم مشوفناش منها فيهم إلا كل خير بس هو الشيطان بيدخل في ثانية يبوظ كل حاجة..
” مـريـم ” بأمان وراحة وهي ترتمي في أحضانها بطفولية.
– عارفة يا عمتو أنا برتاح أوي في الكلام معاكي وبتقدري في ثانية تطمنيني..
ثم أضافت وهي تُشدَّد من إحتضانها بحب.
– عارفة كمان يا عمتو على الرغم من أني بحب مامي أوي بس عُمري ما برتاح معاها في الكلام ولا قلقي بيقل إلا لما بتكلم معاكي..
” سـهـام ” وهي تضمها إليها بحب شديد ومشاعر صادقة.
– وأنتي بنتي زيّ سـلـمـىٰ بالظبط وغلاوتك عندي من غلاوتها..
ثم أضافت بمرح وهي تضربها على مؤخره رأسها بخفة.
– كان نفسي أكون عمتو الحرباية أوي وأطلع الروح الشريرة اللي جوايا بس أعمل إيه قلبي طيب وبيحبك ههههه..! قالتها بضحك مما دفع الأخيرة إلى القهقهه وهي تبتعد عن أحضانها مردده بمرح.
– لأاااااا متقوليش على نفسك كده يا عمتو ياريت كل العمات حلوين كده زيّك..
” سـهـام ” وهي تهب واقفة لتُهم بالرحيل.
– طب يا بكاشة هانم هسيبك أنا تغييري هدومك وهنستناكي عالعشا متتأخريش زيّ عادتك..
على الجانب الآخر..
كان ” مُـراد ” يجلس في حديقة القصر أعلى الأريكة وهو يضع رأسه بين راحته مفكرًا في كل ما حدث معه وعودة أصـالـتـه أصـالـة الروح والقلب. متذكرًا للحظة دلوفها إليه حيث غرفة الإجتماعات.
كم كانت أنيقة ، واثقة ، قوية ، جميلة إلى حد الفتنة..!
يا اللّٰه فهي حقًا مُهلكة لاتزال تحتفظ بأنوثتها وجمالها رغم كل هذه السنوات.
أما عن عيونها فلازالت تملك سحرًا خاصًا لم يضعف بمرور الزمان بل إنه يتضاعف..
وعن برائتها فهو لايزال يرآها في عينها جيدًا وكأن براءة العالم بأكملها ساكنة بداخلهم لكنه أنخدع بها للتو كما أنخدع بها منذ سنوات. فكما قال فاروق جويدة من قبل:
• كان في عينيكي شيئًا لا يخون ، لست أدري كيف خان..؟!
الآن فقط تيقن من صدق تلك المقوُلة فهو من قبل لم يقتنع بها؛ فالعين التي تعشق لا تعرف للخيانة طريق ولكن يكاد يُجزم بأنها كُتبت خصيصًا لأجل عيناها.
يفكر كيف ستسير الأمور بعد اليوم وكيف له أن يتعامل معها ويرآها أمام أعينه بين كل لحظة وآخرىٰ دون أن يضعف أمامها..؟!
كيف له أن لا يتأثر بها وبسحرها الخاص الذي لم يراه في آخرىٰ سواها..؟!
يتذكر أيضًا ثباتها وقوتها في الحديث والرد عليه وكيف لم تعُد تتأثر به كما كانت كالسابق..؟!
فهي قديمًا كانت تذوب من رائحة عطره فقط وكلمة واحدة من شفاه واليوم لم تتأثر بنظرة واحدة منه حتىٰ..!
أيعقل أن يكون قد فقد تأثيره عليها خلال هذه السنوات..؟!
أيعقل أنها لم تعد تُفكر به بعد الآن..؟!
أيعقل أن قلبها لم يعُد مُعلق به كالسابق..؟!
ماذا عن قلبه..؟!
ماذا عن حبه..؟!
ماذا عن تلك السنوات التي قضاها في مجاهدة حنينه إليها وأشواقه لها..؟!
ماذا عن مشاعره وعواطفه التي كادت أن تحرقه..؟!
أيعقل أن كل ذلك بالنسبة لها لم يعُد له وجود وأنها لم تشعر بمثل شعوره هذا الآن..؟!
عند هذه النقطة تيقن بأنه لازال يقع فريسة لعشقها ولم يمت حبها بقلبه قط. فإستمع إلى حديث قلبه والحوار الذي دار بينه وبين عقله في صراع عنيف تحدث فيه القلب قائلًا.
– ياااااااه يا مُـراد بعد السنين دي كلها لسه بتحبها..؟!
العقل: حب هههه..؟!
حب إيه يا عبيط اللي أنت بتتكلم عنه ده..؟!
أنت لسه عايش في وهم الحب ده..؟!
القلب: يمكن كان وهم وكان وهم كبير أوي كمان ضيعت عليه سنين طويلة من عُمري بس أنا لسه لحد دلوقتي مش قادر أتخطاها..!
لسه لحد دلوقتي كل ما أحط رأسي على المخدة بشوفها نايمة جمبي وبحس بأنفاسها مدفيه حضني..!
لسه لحد اللحظة دي فاكر كل لمسة وكأنها كانت في حضني من شوية..!
العقل: أنت لازم تفوق من الهبل اللي أنت فيه ده..؟!
حب إيه وكلام فاضي اللي تضيع هيبتك وكرامتك عشانه..؟!
أنت نسيت دي عملت فيك إيه..؟!
دي خانتك..!
نامت في حضن راجل تاني غيرك وكانت حامل في عيل مش منك..
كانت على إستعداد تكمل معاك العُمر كله وأنت مضروب على قفاك بتربي عيل مش من دمك بإسم الحب ده لولا حكمة ربنا وظهور شـهـيـرة في حياتك في الوقت ده كان زمان مضحوك عليك طول العُمر ده كله..!
القلب: كفااااااية..!
كفااااااية بقااااا يا أخي مش قادر أتحمل أكتر من كده..؟!
أنا عارف أني ضيعت سنين عُمري كله بجري على شخص ممشيش ليا ولو خطوة واحدة بس مش بإيديا يا أخي..؟!
العقل: طب أنت مش مكسوف من نفسك دلوقتي..؟!
عند هذا الحد لم يعد قادرًا على مواجهة نفسه أكثر من ذلك فهو يعلم أن حديث عقله هو الأصح وأن كان قاسي ولكن لما يدان العقل بما يجنىٰ القلب. فلم يعد يقوىٰ على صراعه الداخلي أكثر من ذلك فهو الآن يشعر بضعفه وكأن وجع السنوات الماضية قد تراكم على قلبه بهذه اللحظة.
نعم يشعر بالخجل من حالة ومن تفكيره وتصرفاته والأهم من ذلك أنه يخجل من مشاعره وحنينه إليها. لا يُصدق أنه بعد كل هذه السنوات لازال يعشقها إلى هذا الحد الذي يصعب معه التفريق بين الخطأ والصواب. فهب واقفًا متجهًا صوب المسبح ومن ثم رفع يديه مسندًا بها جبينه بألم محاولًا بقدر الإمكان السيطرة على أفكاره وتوقيف عقله عن العمل لبضع لحظات إلى أن تسللت إلى أذنه نبرتها الناعمة وهي تربت على كتفه الأيمن بحنان مما جعله مُتيقظًا لكل حرف يستمع إليه وكأنها بحديثها هذا قد إنتشلته من دوامة مشاعره وأفكاره المُرهقة حد الموت.
– عُمرك ما هتبطل تحمل نفسك فوق طاقتها وتعاقبها على حاجات أنت ملكش دخل فيها..؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجوه الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى