رواية هويت رجل الصعيد الجزء الثاني الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور زيزو
رواية هويت رجل الصعيد الجزء الثاني الجزء الخامس عشر
رواية هويت رجل الصعيد الجزء الثاني البارت الخامس عشر
رواية هويت رجل الصعيد الجزء الثاني الحلقة الخامسة عشر
___ بعنـــــــوان “شعلة نار” ___
أتسعت عيني “فاتن” على مصراعيها هى لا تصدق هذا الحديث، خرجت “عهد” من المكتب بصحبة زوجها تسانده بيديها لترى هذه الفتاة واقفة مع زوجة عمه، ليستشيط غضبًا وهو يسير نحوها ثم ترك يد “عهد” وأخذ يد “تاج” بقوة وهو يجذب إليها بغضب سافر قائلًا بتهديد:-
-أنا جولتلك أيه؟
أزدردت لعابها بخوف شديد من نظرته ونبرته القوية ثم قالت بقلق:-
-طول بالك هبابة يا نوح بيه
نفضت ذراعها بقوة من قبضته وهى تعود للخلف خوفًا منه ثم قالت بتلعثم شديد:-
-أنا حبلة ههرب كيف بولدى ولما يتولد هسميه وأنسبه لمين، ترضاها أنت على ولدك ولا عشان أنا غلبانة وماليش ضهر ولا سند
أقترب “نوح” غاضبًا بانفعال شديد وهو يقول:-
-أنتِ بتشبيه ولد الحرام اللى فى بطنك بولدى يا بنت الحرام أنتِ
مسكته “فاتن” بقوة من يده بعد ان أختبئت “تاج” خلف ظهرها مُصطنعة البراءة والضعف لتقول “فاتن” بهدوء:-
-روق بالك يا نوح دى حفيدى حتى لو كان ولد حرام
نظر “نوح” إلى زوجة عمه بحيرة من أمرها ثم قال:-
-صدجتيها يا مرت عمى، دا غازية الغجر تضمني منين أنه ولد ابنك
تحدثت “تاج” بجدية صارمة تقول:-
-عندك يا نوح بيه، أنا مستعدة أعمل أى تحاليل ولا حابب تهملنى لحد ما أولد وتعمل كشف نسب معنديش مانع لأنى مُتأكدة أنه ولد خالد
تأفف “نوح” بضيق شديد بينما قالت “فاتن” بهدوء:-
-تاج هتجعد فى أوضة خالد لحد ما تولد
أوقفتها “عهد” بضيق غاضبة من هذا القرار وهى لم تنسي يومًا بأن هذه المرأة حاولت قتلها وقتل طفلها قائلة:-
-تقعد فين؟
ألتفت “فاتن” إليها بجدية صارمة ثم قالت:-
-أهنا فى الدار
تبسمت “عهد” بسخرية ثم تقدمت خطوة نحوهم جميعًا ثم قالت بحزم شديد:-
-من حقك طبعًا تحمي حفيدك وتخافي عليه لكن أنا كمان من حقي أحمي نفسي أنا وابنى، وسامحينى فى الكلمة يا مدام فاتن حفيدك مش أهم من ابني
تطلعت “فاتن” بها بغضب من معارضتها لتقول:-
-جصدك أيه يا عهد
تحدثت “عهد” بحزم شديد لا تقبل الجدال أو المعارضة:-
-يعنى أنا عمرى ما هنسي أنها حاولت تقتلنى أنا وابنى، وأنا لا يمكن أعيش فى بيت واحد تحت سقف واحد مع قاتلة وإنسانة بالقذارة دى
نظرت “فاتن” لها بتحدي ثم قالت:-
-وتاج مهتمشيش من أهنا
رمقت “عهد” هذه المرأة بعيني ثاقبة ثم نظرت إلى زوجها الواقف وقالت بتحدي أكثر جراءة وقوى:-
-يبقى أنا همشي من هنا
نظر “نوح” إليها بدهشة من قرارها لتتابع حديثها بنفس القوة والجراءة:-
-أختار يا نوح يا أنا يا الغازية دى جوا البيت لكن أنى أقعد معها فى بيت واحد دا مستحيل، أنا لا هجازف بحياتى ولا بحياة ابنى، أضمن منين أنها مش جاية هنا باتفاق مع خالد عشان تموت ابنى
-أنا مهعملش حاجة يا ست عهد
قالتها “تاج” بنبرة خافتة تصطنع الضعف والإنكسار لتصرخ “عهد” بها بقوة بانفعال شديد هاتفة:-
-أنتِ تخرسي خالص، لما أسيادك يتكلموا الحشرات اللى زيك تخرس خالص، ولا متوقعة منى أنى أصدق واحدة زيك، واحدة حاولت تقتل وفرطت فى شرفها وحملت فى الحرام، أنتِ مبتعمليش غير كل اللى يغضب ربنا أزاى عايزانى أصدقك
ألتفت “عهد” إلى زوجها المُصاب وقالت بحدة شديدة وصارمة:-
-أختار يا نوح والقرار فى أيدك
صعدت “عهد” إلى الأعلى لينظر “نوح” إلى زوجة عمه الغاضبة وتشبثها بقرارها ليقول بهدوء شديد:-
-أسمعى يا مرت عمي، اللى أنتِ جايبها وعاوزة تجعديها فى دارى دى حاولت تجتل ولدة وكيف ما عهد جالت، حفيدك اللى من الحرام مهوش أغلى ولا أعز عندى من ولدى، أنا عملت بأصلي كتير جوى معاكي من أول جوزك اللى كان عايز يجتلنى وجتل أخويا ويتم ولده لحد بنتك اللى ضربت مرتى بالنار ومكرها وسمها وأخرهم ولدك اللى لسه ضاربنى بالنار من يومين فأنا شبعان جوى من سم عائلتك ولو خدت بعاويدنا والتار يبجى أنا تارى عند حفيدك اللى فرحتيه بيه ونسيتى كل اللى عملته وياكي أنتِ وبنتك اللى فوج ولتانى مرة بفكرك يا مرت عمى دا بيتى مش بيتك ودى أخر حاجة هعملها عشانك لكن ورب العزة لو مرتي ولا ولدى جرالهم حاجة حتى لو قضاء وقدر هدفنك أنتِ وبنتك وابنك والحية اللى عايزة تجعديها فى دار أحياء والمرة دى مهرحمش حد واصل…
تركها ورحل بعد أن دب فى قلوبهما الخوف والفزع ليصعد إلى غرفته فرأى “عهد” جالسة على الأريكة غاضبة فتنحنح بلطف وهو يقول:-
-ممكن أتحدد وياكي بهدوء ومن غير عصبية
سألته “‘هد” مُتجاهلة طلبه تمامًا قائلة:-
-قررت أيه؟
جلس جوارها على الأريكة ثم قال:-
-عهد أنا ..
قاطعته بضحكاتها الغليظة المُستفزة وكأنها فهمت قراره دون أن يتفوه به ثم قالت:-
-ما دام الكلام باسمى ونبرة التبرير يبقى قررت تقعدها هنا ومعملتش حساب ليا ولا خوفت علينا
أخذ “نوح” يدها فى يده وهو يقول بلطف:-
-أنا معنديش أغلى منكم ولا أعز…..
جذبت يدها مُسرعة من قبضته وهى تقول بغلاظة شديد:-
-متبررش يا نوح، أنت مخوفتش علينا كأنك مبتتعلمش من كل اللى فاتت لأنك مبلغتش عن خالد من ساعة ما حاول يقتلنى مخنوقة في الأوضة ولحد ما خطف ليلى وغيره ضربك بالنار وكان هيموتك ولأنك متعلمتش من مكر تاج وسمحت تقعدها في بيتك هتخسر يا نوح بس المرة دى ممكن تخسر مراتك وابنك
وقفت “عهد” من مكانها وأحضرت حقيبة السفر لتجمع ملابسها فسألها “نوح” بدهشة من تصرفها قائلًا:-
-أنتِ بتعملى أيه؟
أجابته وهى تفتح خزينة الملابس:-
-أنا مش هستنى لما أبنى يموت جوا بطنى عشان أنت مش قادر تقول لمرت عمك لا
مسكها “نوح” من ذراعها بقوة لتنفعل “عهد” عليه وتدفعه بعيدًا عنها في صدره لتضغط على جرحه ليتألم “نوح” بقوة مما فزع قلبها وجعلها تلقي الملابس أرضًا وتذهب إليه، مسكت يده بلطف وهى تقول:-
-أنت كويس؟
جلس على الفراش بتعب لتجلس أمامه وهى تقول:-
-أنا أسفة مقصدتش أوجعك يا نوح
رأت بقعة من الدماء تلوث عبائته البيضاء لتفزع بقلق وركضت إلى المرحاض تجلب صندوق الإسعافات الأولية، أتكأ “نوح” بظهره على الوسادة وهى يبتسم بخفة رغم ألمه، حتى وأن كانت زوجته تشتعل غضبًا كالبركان ما زالت تخشي عليه من الألم وتهتم لأمره أكثر من أمرها، ساعدته في خلع عبائته ليجلس أمامها عاري الصدر لتبدأ فى نزع اللاصقة الطبية الملوثة عن جرحه فرأته يبتسم لتعلم أنه يصطنع الألم حتى يجبرها على البقاء وأن تتوقف عن فعل الجنون وترضخ لما يريده ليتلاشي قلقها ويعود الغضب مُجددًا وبدأ لينها ولطفها يتحول لقوة وعنف، ظل ينظر علي ملامحها وهى غاضبة تمامًا ووجهها يبث نار مُلتهبة مُتحاشية النظر له وتنظر على جرحه الذي تطهره بيدها، تنحنح بحرج خوفًا من غضبها الكامن بداخلها، وإن كان رجل الصعيد وكل من فى البلدة يخشاه ما زال رجل كبقية الرجال العالم لا يخشي سوى غضب زوجته، قال بلطف شديد:-
-عهد
أراد بنبرة لطفه أن يمتص غضبها لكنه دُهش فور نطق اسمها بضغط قوي على جرحه من يدها، ليتألم بشدة مُصطنعة وهو يقول:-
-براحة عليا يا عهد
لم تُجيب عليه بل رفعت رأسها وأكتفت بنظرة واحدة ليزدرد “نوح” لعابه بقلق شديد وقال:-
-وجعتني
أنزلت يدها عنه بضيق ونظرت بعينيه لتترك العنان لغضبها بأن يخرج من صدرها المختنق ويصعد إلى لسانها تتفوه بكلمات الغيظ والضيق الكامنان بعقلها:-
-يبقي أحسن عشان تتعلم، وبعدين أنا مش فاهمة أنت ليه رجعت اللى اسمها تاج على البيت، أنت مبتتعلمش من مكرها، دى غجرية يا نوح مالهاش لا عزيز ولا غالى ولا هتخاف منك على فكرة
نظر “نوح” لزوجته المُنفعلة ثم قال بجدية:-
-حبلة يا عهد، فى بطنها ولد من لحمنا ودمنا، حتى لو كان ولد خالد هيفضل برضو ولد الصياد ونسلنا، عمرك سمعتى عن حد بيرمي لحمه ولا عايزة أن نسيب ابننا للغجر يربوا وبعدين مرت عمي مهتسمحش بدا متنسيش أنه حفيدها وولد ولدها
تأففت “عهد” بضيق شديد لتتركه وتذهب نحو الاريكة وتفتح التلفاز، أرتدى “نوح” ملابسه الفوقية ثم ذهب ليجلس جوارها وصمتها يقتله، يعلم أن هذا الصمت نابع من القلق والخوف فما زال تلك المرأة هى نفسها التى حاولت قتل طفلهما وهو بداخل أحشاء والدته، وضع “نوح” رأسه على كتفها بأسترخاء وقال:-
-متجلجيش يا عهدي أنا ما ههملش المرة دى تأذيكي، حتى لو أضطرت أنى أجيب لها دار لوحدها ومتجعدش اهنا وياكي
لم تجيب عليه وظل نظرها على التلفاز ليقول “نوح” بلطف:-
-جولتلك أطمني أنا جارك
أجابته بتذمر شديد دون أن تصدر أى حركة:-
-أسكت يا نوح عايزة أتفرج على المسلسل
دهشت حين شعرت بيده تأخذ يدها وضمهما الأثنين معًا إلى صدره بعفوية لتشعر بدقات قلبه البطيئة وسمعته يهتف بصوت خافت:-
-والله قلبي بيجتلنى لزعلك يا أعز الناس وما هاين عليا واصل أشوفك زعلانة أكدة
تنازلت عن النظر للتلفاز ونظرت إلى زوجها المتكيء على كتفها الصغير فرفع “نوح” نظره إليها وقال بلطف:-
-دى أصول وحق يا عهد، مهيش رغبتي مثلاً، والله لو بمزاجي بجد ما أختار أبدًا حاجة تضايجك أو تزعلك أكدة ولا حتي تشيل بسمتك من عينيك ووشك
شعرت بخمود بداخلها، دفئه ودلاله كانا كافيًا لأخماد نيران غضبه وأمتصاصه تمامًا فلم تشعر بنفسها إلا وهى تقبل جيبنه بلطف ثم نظرت إلى عينيه وقالت:-
-ربنا يخليك ليا وما يحرمني من حُبك وحنانك عليا أبدًا
رفع “نوح” يده بيدها التى يحتضنها ووضع قبلة فى راحة يدها ثم نظر إليها وهو يقول:-
-ولا يحرمني منك يا أغلي الناس… لا دا أنتِ كل ناسي
تبسمت “عهد” بعفوية وهى تنظر للتلفاز وقالت بمرح:-
-بكاش أوى، متأفورش يا نوح عشان لما بتوسع منك بتبقي باينة ها
قهقه ضاحكًا عليها ثم أنزل رأسه عن كتفها ليضعها على قدميها ويغمض عينيه مُستسلمًا لقسطًا من النوم والراحة بقربها وهى تشاهد مسلسلها التركي المُفضل
____________________
كانت “أسماء” جالسة في كافتريا المستشفى تنتظر قدومه، جاء ركضًا إليها غير مُصدق بأنها هنا من أجله فقال “نادر” وهو يلهث بقوة:-
-أنتِ هنا بحق؟
عقدت ذراعيها أمام صدرها بقوة ثم قالت:-
-عندك تأخير ربع ساعة يا فندي
ضحك “نادر” بعفوية وهو يجلس على المقعد المقابل ثم قال:-
-عديها المرة دى
قربت منه حقيبة صغيرة ثم قالت بجدية:-
-غداك تأكله كله
ضحك “نادر” بعد أن علم سبب قدومها إليه فهى جاءت لأجل طعامه بعد أن رأته يعتمد على القهوة والمعلبات فقط طيلة يومه الطول في العمل ليقول:-
-عاملة أكل أيه
أخرج صناديق الطعام الصغيرة من الحقيبة وكانوا ثلاثة صناديق وكوب حرارى من المشروب الدافيء وكان بداخل الصناديق مكرونة بالبشاميل والأخرى قطع دجاج بالخضراوات والأخر كان به بعض الحلوي المصنوعة من يدها ليبتسم ويبدأ في تناول الطعام أمامها وهى تراقبه عن كثب حتى أنهى طعام فتبسمت وهى تجمع الصناديق وتقول:-
-عايز تأكل حاجة معينة بكرة
وقف جوارها بعفوية وهو يضع يديه في جيوب البلطو الأبيض ثم قال:-
-أنا كدة هتعود على الكرم دا
رفعت نظره إليها بجدية ليتبلع ريقه بخوف منها ثم قال:-
-أحم ممكن طاجن جمبرى
أومأت إليه بنعم وقبل أن تغادر أستوقفها وهو يقف أمامها ليقول:-
-ممكن أتحدد وياكي هبابة
نظرت إليه في صمت ليقول بجدية:-
-أنا خابر زين أنك خابرة اللى جوايا
ظل صامتة وهى تتطلع به فقط هادئة على عكس قلبها الذي ضرب صلابة صدرها بعد أن بدأ الحديث عن هذه المشاعر بطريقة غير مباشرة ليقول “نادر” بجدية:-
-أنا بجي عايز أعرف اللى جواك، أنتِ على طول صامتة وهادية وأنا مفهمكيش واصل
همت “أسماء” بالرحيل من أمامه وهى تقول:-
-الحاجات دى مبتتقالش دى بتتحس ياللى مبتحسش أنت
تبسم عليها وهى تغادر بعد أن أعطته الجواب المنتظر وبعثر شعره بيده وألتف لكى يعود للداخل فضغط على شيء كالحجر الصغير لينظر فوجد خلخال قدمها لينحنى يأخذه وظل ينظر إليه بهدوء بحب وضربات قلبه تتسارع في الخفقان وهذا المشاعر الجديدة تجتاحه وتحتل كيانه وليس قلبه فقط بل عقله وروحه، وضع الخلخال في جيب البلطو وذهب للداخل….
_________________________
وصل طرد على منزل الصياد لتستلمه “عهد” وتدفع التكلفة بالبطاقة البنكية الخاصة بها وكان الطرد كبير الحجم جدًا لا تقوى على حمله وخصيصًا مع حملها وبطنها المُنتفخة لتأخذه “حُسنة” منها وقبل أن تصعد به ترجلت “ليلي” من الأعلى لتقول “عهد” بحماس شديد:-
-أستنى يا حُسنة، حطي هنا
وضعته “حُسنة” لتجلس “عهد” على المقعد وقالت بحماس مُبتسمة:-
-أفتحيه يا ليلي
تعجبت “ليلى” من هذا لتقترب من هذا الطرد الكبير وبدأت تفتحه لتُدهش عندما رأت ما بداخلها ثم نظرت إلى “ عهد” لتقابل “عهد” نظرتها ببسمة مُشرقة مُحفزة فقالت “ليلي” بتمتمة خافتة:-
-دا
وقفت “عهد” من مكانها لتقف جوارها وربتت على كتفها بحب شديد وتقول:-
-دا فستان فرحك يا ليلي زى ما وعدتك من عمر فات أنه هديتك منى، نخلي نوح يحدد ميعاد الفرح بقى خلينا نفرح بيكى
تبسمت “ليلى” بعفوية وبدأت تخرج الفستان من الصندوق الورقي وكان كبير جدًا وضخم فلم تستطيع أخراجه تمامًا فتركته وعانقت “عهد” بحب شديد وأمتنان لتقول:-
-ربنا يخليكى ليا يا أحلى عهد في العالم
مسحت “عهد” على وجنتها ثم قالت بحب شديد:-
-أفرحى يا ليلى لأنك تستاهلى كل الحب اللى في العالم، وشوفي الحاجة اللى ناقصاكي أيه وقوليلى عليها ومتشليش هم أنا عايزاكي أحلى وأجمل عروسة
ضحكت “ليلي” بسعادة وبراءة طفولية لتعانق “عهد” بأمتنان شديد وبدأت دموعها تتساقط فرحًا وسعادة بوجود صديقة مثل “عهد” في حياتها…
________________________
خرج “عطيه” من المحجر ليقابل “نوح” قادمًا فسأله بقلق:-
-أيه اللى جابك وأنت لسه تعبان
أشار “نوح” له بتعب بأن يأتي خلف للداخل فعاد الأثنين للمكتب ليقول “نوح” وهو يجلس على المكتب:-
-تعالى يا عطيه؟
أغلق “عطيه” باب المكتب وأقترب منه ليقول “نوح”:-
-أسمعنى زين لأن التفكير جرب يموتنى
أجابه “عطيه” بضيق شديد وهو يقول:-
-بعد الشر عنك يا صاحبي
تنهد “نوح” بضيق من أفعال “خالد” فهو لن يتغاطي عما فعله ليقول:-
-لولا ستر ربك كان زمانك بتجول الله يرحمك يا صاحبي وبتأخذ عزائي
تأفف “عطيه” بضيق من هذا الحديث ومجرد التفكير في فقد صديق عمره مرعوب ليقول “نوح”:-
-جهز حد من رجالتك يكون قوى عشان هيطلع الجبل
نظر “عطيه” إليه بدهشة ليتابع “نوح” قبل أن يسأل “عطيه”:-
-مجرد مرسال يا عطيه هيوصل رسالة لهمام
تسائل “عطيه” عن نوع الرسالة قائلًا:-
-رسالة أيه؟ وبعدين هو في أيه بينك وبين همام عشان تراسله
دلف رجل للمكتب بجدية وقال بحزم شديد:-
-كله تمام يا نوح بيه، الشحنة وصلت الجبو
تبسم بأنتصار ثم قال بحماس شديد:-
-عفارم عليك أنت ورجالتك
أخرج من درج أسفل المكتب حقيبة من المال كحقيبة السفر الصغيرة ووضعها على المكتب وهو يقول بجدية:-
-روق عليك أنت ورجالتك ويومين والمبلغ اللى أتفجنا عليه هيوصلك
تبسم الرجل بحماس شديد وهو ليأخذ المال وكرم “نوح” معه ليعطيه مال أكثر بكثير من المتفق عليه، غادر الرجل المكان لينظر “نوح” إلى صديقه ورأى علامات الأستفهام على وجه “عطيه” وهو لا يفهم شيء ليقول بجدية:-
-الرسالة اللى هتوصل لهمام أن ابنه وشحنة الأسلحة اللى جاية من السودان تحت أيدي ولو عاوزها يسلمنى خالد حي أو ميت مفرجاش
نظر “عطيه” إلى صديقه ليسأل بقلق شديد:-
-أنتِ جبضت على ولد همام والسلاح؟
أومأ “نوح” له بنعم ثم قال:-
-لتكون فاكر أن ههمل تأرى أكدة؟ ولا ههمل خالد بكل اللى عمله، أنا فاض بيا منه ومن عمايله وجه الوجت اللى أدفنه بيده وأدفن وياه أي واحد يتجرأ يعزى فيه
أومأ “عطيه” له بنعم وقال:-
-عشاية يطلع المرسال الجبل
قاطعه “نوح” بجدية صارمة وقال:-
-مفيش عشاية يا عطيه، دلوجت يطلع دلوجت، لما يوصلك رد همام بلغنى بيه
تنحنح “عطيه” بقلق شديد من بدأ صديقه في الأنتقام ليقول:-
-وتاج هتعمل فيها أيه؟
تبسم “نوح” بخباثة شديدة ليقول:-
-دى أسهل خطوة، لما كبير الغجر يوصله أن اللى جتل ولده لما شافه مع تاج يبجى خالد وهو اللى حرج جلبه على بنته من سنين هو اللى يطلب برأس تاج هي واللى في بطنها أنتقامًا لبنته وابنه، أنا بس هخبره بالحجيجة اللى ميعرفهاش والباجي عليه
أومأ “عطيه” له بنعم ليغادر تاركًا “نوح” مكانه…
________________________
جلس “نوح” مساءًا بغرفة ويحيط زوجته المدللة بذراعيه مُستمتعًا بعبيرها الوردي ودفئها السحري وهى تستكين بين ذراعيه دون حركة فقط تضع يديها على يديها الموجودة حول عنقها وظهرها مُتكأ على صدر زوجها الصلب القوي ثم قالت بلطف:-
-نوح
أجابها وهو مُغمض العينين ورأسه على كتفها صامتًا:-
-أممم
تحدثت “عهد” بنبرة خافتة ثم قالت:-
-أنا عايزة أسمي حمزة
فتح “نوح” عينيه وتطلع بها وهى بين ذراعيه وقال بدهشة من أختيارها لاسم ابنهما:-
-حمزة!!
أومأت إليه بنعم ليقول بتفاهم بلا معارضة:-
-مفيش مانع يا حبيبة قلبي
تبسمت بعفوية لها وبراءة لتقول بحب:-
-ما لك يا نوح، النهاردة فيك حاجة غربية ومختلفة، مبتعارضنيش على حاجة ومن ساعة ما رجعت من برا وأنت واخدني في حضنك وساكت
قبل رأسها بحب شديد ليقول:-
-متشغليش بالك يا حبيبة قلبي وسلطانتي، كل ما في الأمر أن حاسس أنى محتاج الحضن دا معجول مستكترة عليا حضن
ألتفت بحماس معارضة جملته وهى تلف ذراعيها حول عنقه تعانق بتشبث قوي:-
-معقول يعنى أكيد لا
طوقها بذراعيه ليرن هاتفه معلن عن أستلم رسالة فرفعه أمام عينيه و”عهد” تعانقه بحب شديد ليقرأ الرسالة التي وصلته وكانت من “عطيه” تحمل كلمتين فقط وهما “كله تمام” تبسم بغضب كامن بداخله وقد بدأت شعلة النار في الأشتعال أكثر وهذه النيران التي نشبوها جميعًا ستأكلهم وتقضي عليهم بنفسها ……
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية هويت رجل الصعيد الجزء الثاني)