روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل السادس 6 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل السادس 6 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء السادس

رواية هوس متيم (هيامي) البارت السادس

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة السادسة

خيم صمت مريب بالغرفة و كأن أحدهم أصيب بطلق نارى… هى تطلع له بلهفة تنتظر سماع أجابته على أحر من الجمر….تأمل بأن يعترف لها بأن عشقها متبادل…تأمل بأن يبرر لها أفعاله و غيرته الواضحة بأنها كانت نابعة نتيجة عشقه و هوسه بها…ظلت عيناها تتابع شفتيه تارة و عينيه المدهوشة تارة آخرى لا تزال تتأمل بأن ينطق لسانه بما عجز هو عن فهمه يظن بأنه عاشقًا لآخرى لم تكن سوى والدتها….ولكنه بالحقيقة عاشقًا لمن أمامه…لها هى ولكن عقله لم يستوعب بعد ما يريده حقًا…..
بدأت تلك اللهفة التى كانت ترتسم على وجهها بالأختفاء رويدًا رويدًا عندما نطق جوفه قائلًا بصدمة و هو ينهض من جوارها يتطلع لها بأعين أصبحت غاضبة قاتمة أثر تلك الصدمة التى تلاقاها منذ لحظات
-أنتى مجنونة يا بت أنتى، أنتى عارفة أنتى بتقولى إيه
علقت بمرارة و قهر من كلماته التى مرت أولًا على قلبها تاركة به ندبة دائمة لا تزول و قد تجمعت الدموع بكثافة فى مقلتيها مشيرة تجاه نفسها
-أنا مجنونة يا ثائر…مجنونة عشان بحبك..ومش عايزة غيرك…مجنونه عشان قلبى مدقش لغيرك من اول ما عيني فتحت على الدنيا
عبست ملامحه وانحنى لمستواها قابضًا على ذراعيها غارزًا أناملة بلحمها قائلًا
-انا هعتبر نفسى مسمعتش حاجة، لان اللى بتقوليه ده هبل و انا مش مستعد اسمع اكتر من كدة
رفع يديه الاخرى و وضع على جبهتها مغمغم بقسوة
-انتى عيلة يا هيام وبعتبرك زي أختى الصغيرة…وأستحالة ابصلك بنظرة تانية..وكلام الافلام الأهبل ده تشلية من مخك…
ترك ذراعيها مع دفعه بسيطة من يديه فتحررت الدموع من مقلتيها بتلك اللحظة وما كاد ان يتحرك تاركًا الحجرة بل المنزل بأكمله حتى اوقفته بصوتها الذى خرج متحشرجًا قائلة بخفوت و هى ترفع يديها حتى تكفكف عبراتها بأناملها الصغيرة محاولة أقناع نفسها بأن هناك سبب يمنعه من ان يبادلها مشاعرها الملتهبة قائلًا لها ذلك الحديث الذى كان كالخنجر الحاد
-أنت بتحبنى يا ثائر انا حاسة بدة…مشاعرك و قلبك وعقلك معايا انا و بس بتحبنى زى ما بحبك و يمكن اكتر كمان بس انا م
كظم تلك الأحاسيس المنزعجة فى صدره وحاول ان يبدو هادئًا وقام بمقاطعتها متحدثًا من زواية فمه
-هيام انا أكيد بحبك و بخاف عليكى بس حبى ليكى مختلف انتى بنسبالى زى سارة
أبتلع لعابه ونظر بعيناها التى لا تتوقفان عن البكاء بحسرة و مرارة وقال بجمود قبل ان يغادر من أمامها كالسهم الذى أنطلق من قوسه
-انا بحب واحدة تانية يا هيام
أتسعت عيناها بصدمة وأزدادت خفقاتها بشدة وكلماته الجارحة الطاعنة بقلبها تتردد بأذنيها دون توقف
“أنا بحب واحدة تانية يا هيام” “أنا بحب واحدة تانية يا هيام” “انا بحب واحدة تانية يا هيام”
سقطت على الأرضية وكلماته لاتزال تخترق أذنيها حارقة قلبها
أخذت نفسًا طويلًا عميقًا بشفتاة مرتجفة و أعين دامعة متمتمة بينها و بين نفسها
-بيحب واحدة تانية يا هيام فوقى قالك انه بيحب واحدة تانيه ثائر مش ليكي ….ثائر مش بيحبك يا هيام..طلع حب من طرف واحد وانا الغبية اللى افتكرت انك ممكن تكون بتحبنى
أرتفع صوت بكائها و شهقاتها وهى تتكور على الأرضية وجسدها يتنفض تشعر بأنهيار كل شئ من حولها…فروحها قد غادرتها منذ أن غادر من ذاك الباب تاركًا إياها….
ولجت هبة وإمارات الدهشة و الصدمة على وجهها من بكاء و نحيب ابنتها التى وصل إليها فتركت ما بيديها وسارت باتجاه الغرفة القادم منها صوت بكائها فأزداد خوفها و قلقها على ابنتها عندما وجدتها تتكور أمامها بوضع الجنين و جسدها يرتجف و صوت بكائها يزداد رويدًا رويدًا…
-هيام!!! مالك يا حبيبتى بتعيطى ليه
قالتها و هى تجلس بجوارها على الارضية ضاممة إياها داخل أحضانها، ويديها تمر على ظهرها بحنان و خوف
-فى اية يا هيام!؟
خرجت الحروف من جوفها بصعوبة بالغة قائلة بتقطع
-ث ا ئ ر (ثائر) يا م ا ما (يا ماما)
-ماله ثائر عملك حاجة يا هيام!؟
أماءت برأسها وهى تخرج من احضانها ناظرة بعين والدتها مغمغمة بنبرة يملؤها الحزن الدفين بعدما ظلت عدة ثوانى محاولة أستجماع كلماتها الضائعة
-مش بيحبنى يا ماما طلع بيحب واحدة تانية، قالى انتى بالنسبالى زى سارة، يعنى هو شايفنى اخت مش اكتر يا ماما
لم تقل صدمتها عن صدمة ابنتها فالطالما ظنت بأنه عاشقًا لابنتها ف أفعالة و غيرته عليها توحى بذلك….فكيف له ان يكون عاشقًا لأخرى إذن لما يفعل ما يفعله مع هيام فمن المؤكد بأن هناك شئ خاطئ فالعشق قبل ان يكون اقوال فهو أفعال و افعاله خير دليل على ذلك………
ازالت دموعها بأناملها وحاوطت وجهها قائلة بحب
-العيون الحلوة دى مينفعش تعيط، الراجل اللى ميعرفش قيمتك ارميه ورا ظهرك و اتعلمى متفرضيش نفسك على حد ومدام هو بيحب واحدة تانية يبقى مبروك عليه هو الخسران يا هيام مش انتى
أغمضت هيام عينيها بألم و دلفت احضانها قائلة بنبرة مبحوحة مرتجفة
-انا بحبه يا ماما، ليه محبنيش زى ما بحبه، انتى متعرفيش قالى ايه يا ماما كلامه جرحنى اوى و علم جوايا انا موجوعة اوى يا ماما
ربتت بخفة على خصلاتها و ارتخت ملامحها و هى تتذكر خالد فقالت بشرود و الحزن يغلف نبرتها
-مش لوحدك يا هيام فى غيرك كتير كدة اتوجعوا من الحب بس الفرق انهم عرفوا يتأقلموا على الوضع، وانتى كمان لازم تتأقلمى على بعاد ثائر مدام قلبه ملك لغيرك يبقى مينفعكيش يا هيام اوعى تعلقى قلبك براجل مش ليكى
خرجت هيام من أحضانها و نهضت متحاملة على قدميها فظلت هبه متسمرة بمكانها و قد بدت إلى حد ما شاردة ومستغرقة فى أفكار تخصها وقد عايشتها منذ سنوات
رفعت هيام اناملها تكفكف عبراتها التى تآبى التوقف وقالت بخفوت وهى تتحرك من أمامها
-انا داخلة أوضتى يا ماما
تابعتها هبه بعينيها التى هبطت دموعها منها هى الأخرى، ورفعت رأسها للأعلى ضاممة كلتا يديها على صدرها قائلة بترجى
-يارب متخليهاش تعيش اللى انا عيشته يارب نصيبها يبقى أحسن من نصيبى
*********
دلفت غرفتها و أغلقت الباب من خلفها والصقت ظهرها به مغمضة عينيها بألم و داخلها يتلوى مما حدث و بدر من معشوقها…فارس أحلامها الوردية….فاليوم تحطمت أحلامها كما تحطم كيانها…زفرت طويلًا لعلها تزيح ذلك الوجع من أعماقها و خطت بقدميها صوب الفراش فكم تريد الآن الذهاب بسبات عميق لتتناسى حماقتها و سذاجتها و عشقه لآخرى تتمنى ان تعلم هويتها حتى تعلم ما الذى جذبه بها و جعله لا يراها و لا يرى هوسها به
جلست على الفراش و أزاحت الغطاء بضعف وجفون منتفخة أثر بكائها المستمر فتدثرت تحت الغطاء واغمضت عينيها فى محاولة فاشلة منها، كما ان هاتفها الذى ظل يصدح لم يسعفها على ذلك
التقطت الهاتف و نظرت به بعينيها الحمراء المنتفخة فوجدتها حنين وبدون تفكير أجابت عليها
-حنين!!!
كادت حنين ان تتحدث لولا صوت هيام الباكى والتى استطاعت تمييزه بسهولة فقطبت جبيتها و ابتسامة خبيثة ترتسم على محياها قائلة
-انتى بتعيطى يا هيام؟؟
علت شهقات هيام مرة أخرى وبكت بكاء متواصل يفطر قلب اى شخص إلا تلك التى من المفترض بأنها صديقتها…..
جائها صوت حنين القلق و التى أجادت اتقانه
-ايه ده فى ايه، ايه اللى حصل، ثائر مد أيده عليكى و لا ايه
-ياريت يا حنين ياريت كان مد ايده عليا، ثائر دبحنى انهاردة بسكينه تلمة دبحنى و داس على قلبى
ضيقت حنين عينيها و نهضت من على الفراش وقالت بهدوء محاولة فهم ما يحدث و ما سبب قولها تلك الكلمات التى جعلتها تكاد تطير من السعادة
-لا اهدى كدة و فهمينى ايه اللى حصل و ليه بتقولى كدة
هدأت هيام من روعها وقالت
-قولتله انى بحبه يا حنين قولتله كل اللى فى قلبى
أغمضت حنين عينيها بغيظ و غيرة شديدة وعضت على شفتيها السفلى محاولة كتم غيظها و غضبها وقالت بنبرة حاولت اخرجها هادئة قدر المستطاع
-وبعدين قالك ايه!!!!
-قالى انى مجنونة و انه مش شايفنى اكتر من سارة و انه بيحب واحدة تانية يا حنين، ثائر بيحب واحدة تانية
فرغ فاها لاخره و اتسعت عيناها بصدمة سريعًا ما ادركتها و ظل تتحرك بالغرفة بعشوائية و الغضب يتربع بداخلها قائلة بنبرة يشوبها الغضب الطفيف
-مين يا هيام ثائر بيحب مين!؟
-معرفش يا حنين معرفش انا خلاص مبقتش طايقاه و لا عايزة اشوف وشه تانى ثائر من انهاردة انتهى بالنسبالى و مش هسمحله يفضل فى حياتى و يجرحنى اكتر من كدة
رفعت حنين يديها تمسح على وجهها قائلة من بين اسنانها
-بالضبط يا هيام ثائر ميستهلكيش و جه الوقت اللى لازم تطلعيه من حياتك ولازم يعرف حده متسمحليهوش يدخل فيكى اكتر من كدة انتى مش صغيرة و اهتمامه يخليه لسارة بقى …
رفعت هيام يديها ماسحة دموعها بعنفوان قائلة بتأييد
-وهو ده اللى هيحصل ثائر هيخرج من حياتى وللأبد
*************
《فى صباح اليوم التالى》
دلفت هبة غرفة هيام لتيقظها حتى تتناول الطعام و يقضيان اليوم سويًا فاليوم عطلة فأرادت هبه أستغلال عطلتهم وأن تخفف عنها فهى تعلم كم هى عاشقة للطعام
دلفت الغرفة و أبتسامة على وجهها منادية بأسمها وهى تضئ أضاءة الغرفة
-هيام حبيبتى يلا اصحى عشان نفطر س
ابتلعت باقى كلماتها بجوفها و هى ترى الغرفة فارغة تمامًا فأختفت أبتسامتها وخرجت من الغرفة متجهه صوب المرحاض الكامن بأحدى زوايا المنزل و هى لاتزال تردد باسمها فأقتربت من الحمام و ظلت تطرق عليه ولكن ما من استجابة ففتحت باب المرحاض فوجدته خالى هو الأخر، فتسلل القلق لقلبها و قالت وهى تغلق الباب
-هتكون راحة فين بس ده انهاردة أجازة يعنى مفيش جامعات !!!!
وسرعان ما جالت عينيها بالمنزل تبحث عن هاتفها حتى التقطته عيناها فأنتشلته محاولة مهاتفتها ولكنها وجدته مغلقًا
************
جالسًا بمنتصف الصالون على تلك الاريكة التى تتوسطه امامه التلفاز الذى يتابعه بعينيه الشاردة و بين فمه سيجارته التى كان يصب بها كامل غضبه لما حدث ليلة امس واعتراف هيام بعشقها لها …
نزع السيجارة بعدما نفث دخانها و قام بأطفائها ضاغطًا عليها بانامله ليطفئ نيرانها متمنيًا لو كان بأمكانه اخماد نيران قلبه التى اشتعلت منذ أمس لا يعلم ما الذى تغير منذ البارحة و لكن هناك شئ ما قلب قلبه و كيانه رأسًا على عقب
استمع لرنين المنزل فرفع راسه ناظرًا تجاه الباب الذى يطرق فنهض من على الاريكة وفتح الباب و وجد أمامه يوسف فترك الباب مفتوح على مصرعية و اقترب من الاريكة مرة اخرى دافعًا بجسدة عليها مستمعًا لحديث يوسف
-انت فين يا ثائر مش عوايدك يعنى متبقاش قاعد على القهوة ده انهاردة اجازة انت ناسى و لا ايه
اغلق يوسف الباب من خلفة و اقترب منه جالسًا على مقربة منه و سرعان ما قطب جبينه بدهشة و أستغراب من حال صديقه
اما ثائر فألتقط علبة سجائرة واضعًا احداهم بفمه و التقط الولاعة الخاصة بها و قام بأشعالها و نفث الكثير من الدخان مجيبًا ببرود مميت
-مليش مزاج انزل
رمق يوسف الطاولة امام ثائر فجذب انتباه تلك السجائر بالمطفاه أمامه فقال و هو ينظر لثائر تارة و للسجائر المطفاة تارة أخرى
-ايه السجاير دى كلها يا عم انت مخلص كام علبه سجاير بضبط
نفث ثائر الدخان لأعلى مغمغم بنبرة ساخرة
-مبعدش يا جيمى!!!
نهض يوسف من مكانه بنفاذ صبر و رفع يديه مزيلًا السيجارة من فم ثائر و قام بأطفائها متمتم بنبرة حادة
-هو فى ايه بضبط انا عايز افهم
نظر ثائر للجانب الآخر و زفر بضيق ملحوظ وبعدها نظر لصديقه و قال بسخرية و سخط
-مش هتصدقنى عشان انا لحد دلوقتى مش مصدق
ضيق يوسف عينيه فأسترسل ثائر حديثة و قال
-هيام العيلة الصغيرة اللى كنا بنشيلها و احنا صغيرين اللى انا اكبر منها فوق العشر سنين بتحبنى لا و بتقولها بكل بساطة انت متخيل يا جدع
ارتخت ملامح يوسف و حرك كتفيه قائلًا
-متخيل طبعا و كان واضح و باين يا صاحبى بس انت اللى اعمى ومش شايف هيام…عارف ليه!!
ارتسمت الدهشة على وجه ثائر وهو يتابع حديث يوسف فاكمل يوسف بحنق
-عشان انت بتحب هبه او واهم نفسك بحبك ليها…تنكر انك حسيت انك بتحب هبه من بعد ما امك ما ماتت…تنكر انك حبيت هبه عشان عشان معاملتها وحنانها مع هيام اللى انت مكنتش لاقيه و لا انت و لا سارة مع حماتى وكل ده لانها كانت شخصية صارمة مش اكتر انت مش بتحب هبه يا ثائر بلاش تضحك على نفسك، وبلاش تعمل فرق السن حجه لان انت و هبه بينكم عشر سنين و بصراحة انا مش فاهمك و اراهنك لو كنت انت فاهم نفسك
تجهم وجه ثائر بشدة و غمغم بشراسة بعدما نهض عن الأريكة
-متكلمش فى حاجه انت مش فاهمها يا يوسف و اركن موضوع هبه على جمب لان انا دلوقتى فى هيام و فى الجنان اللى هى قالته لا وجاية بكل بجاحة تقولى انا بحبك يا ثائر دى اتجننت رسمى، فمدافعش عن غلط عشان منخسرش بعض يا يوسف
إلتوى فم الأخر بابتسامة تهكمية و قال بمرح مصطنع
-لا و على ايه الطيب احسن انت مش رديت عليها خلاص الموضوع خلص خلينا ننزل نقعد على القهوة و لا مش ناوى تطل عليهم انهاردة
************
داخل أحدى المطاعم البسيطة و التى تتسم بالرقى رغم بساطتها كانت تجلس على احد الطاولات بزوايا المطعم وبحانب احد زجاجات المطعم كانت تتابع بعينيها ذلك الرجل الخمسينى الوسيم وهو يقوم بتوجيه بعض عمال المطعم و من حين لآخر يرمقها بأبتسامة محبة و بعدما انتهى اقترب منها ساحبًا المقعد المقابل لها و جلس بمواجهتها فقال و هو يقوم بثنى أكمام قميصه
-ها ياستى قوليلى بقى اللى مضايق الجميل
زفرت هيام و قالت بشرود مبررة حالتلها تلك لذلك الرجل الذى تعرفه منذ سنوات من خلال ذاك المطعم و التى توطدت علاقتهم سويًا قبل ان تعلم بأنه مالكًا لذاك المطعم و دائمًا ما كان ملجئًا له تفضفض معه بأسرارها
-ثائر يا محمد
قطب جبينه و اقترب بوجهه منها مغمغم بتساؤل
-ماله!!!
تنهدت قائلة بأعين لامعة بالدموع
-مش عارفة ازاى امبارح لسانى خانى و قولتله كل اللى فى قلبى واعترفتله أنى بحبه بس هو كسر قلبى وجرحنى، ثائر طلع قلبه مِلك لغيرى يا محمد امبارح قلبى انكسر بجد
حزن محمد لأجلها و قال بجدية
-اسمعينى يا هيام انا مش حابب ازودها عليكى بس انتى غلطانة مفيش بنت تفرض نفسها على راجل و هى اللى تروح تعترفله بحبها ان على أيامى كان العكس كان الشاب هو اللى يعترف بحبه، تقدرى تقوليلى دلوقتى لو كان هو كمان بيبادلك مشاعرك دي كان شكلك هيبقى قدامه ازاى بعدين و هو عارف انك انتى اللى بدأتى بأول خطوة و اعترفتيله ب حبك احنا كرجالة مبنحبش البنت الجريئة يا هيام و دى نصيحة منى ليكى ومش عايزك تزعلى من كلامى
ابتسمت هيام بمرارة و رفعت يديها تحاوط يديه و غمغمت بصدق
-عارفة يا محمد و انت عارف انك اخر بنى آدم ممكن ازعل منه
ابتسم لها بعدما رمق يديها التى حاوطت يديه و قال بابتسامة و دقاته تتزايد بسعادة
-طب وعشان الكلمتين الحلوين دول انا هقوم احضرلك فطار هتأكلى صوابعك وراه
أبتسمت له ابتسامة لم تصل لعيناها قائلة
-مفيش داعى انا هقوم اروح زمان ماما قالبة عليا الدنيا
نفى براسه قائلًا بأصرار
-لا يمكن اسيبك تمشى من غير ما تأكلى ده حتى يبقى عيبة فى حقى
قال كلماته الاخيرة و هو يغادر من أمامها و بعد مرور بعض الوقت
كانت تعبث بهاتفها تتنظر وصول ذلك الرجل البشوش وعينيه شاردة بصورها التى تجمعها مع ثائر رافعة يديها لامسه وجهه متنهدة بضيق وبدأت دموعها تطالب بالتحرر من مقلتيها
رفعت عينيها وقلبت عينيها و يديها تكون بالتهوية امام وجهها قائلة بخفوت
-متعيطيش يا هيام انتى مش عيلة عشان تعيطى اهدى بقى
-مش عيب انك تعيطى، العياط مفيهوش كبير و لا صغير بس فى حاجة اسمها تراكمات و اوجاع بتحب ساعات انها تخرج فبتخرج على هيئة دموع
ألتفتت تنظر لصاحب الصوت التى تشعر بأنه مألوف بالنسبة لها و سرعان ما علمت هويته فهو لم يكن سوا ذلك الشاب الذى انقذها من براثن رفيق حنين و تشاجر مع ثائر
-هو أنت
ابتسم لها أبتسامة جذابة وقال
-ايوة انا، تسمحيلي اقعد
ابتلعت لعابها و أماءت له بموافقة فجلس امامها فقالت
-غريبة يعنى بتعمل ايه فى مكان زى ده!!
قطب جبينه وقال بطريقة مسرحية
-لمؤاخذة فى السؤال يعنى، يعنى ايه فى مكان زى ده
اجابته بعفوية قائلة
-يعنى مكان مش شبهك
اجابتها بسؤال أخر
-والمكان هنا شبهكك انتى
-اكيد انا باجى هنا كتير و صاحب المطعم صديق ليا بس انت اللى غريب وجودك هنا
ابتسم لها و عاد للخلف ساندًا ظهره و قال
-ولا غريبة و لا حاجة، واحد صاحبى من اللى كنا سهرانين سوا ساكن هنا وانا وصلته و شوفتك من ازاز المحل وعرفتك علطول
اماءت له بتفهم و قالت
-اها فهمت
كاد ان يتحدث ولكن قاطعة محمد و هو ينظر له بضيق قائلًا بحدة وهو يضع الصحون المتواجدة بيديه على الطاولة
-ايوة يا كابتن فى حاجة
رمقة مالك بنظراته ورفع حاجبية ناظرًا حوله مشيرًا لنفسه
-حضرتك بتكلمنى انا
-أكيد هو في غيرك
مط مالك شفتيه و قال بسماجة
-لا
ثم نظر تجاه هيام و قال وهو يمد يديه حتى يودعها
-مبسوط انى شوفتك يا هيام واه بالمناسبة انا اسمى مالك
اماءت له وهى تمد يديها
-وانا اكتر
ترك يديها بعدما لاحظ نظرات محمد و خرج من المطعم مرتديًا نظارته الشمسية مرة أخرى مستقلًا سيارته
فصاح محمد الذى ظل يراقبه حتى اختفى عن انظاره
-تعرفيه منين ده يا هيام!!!
اخذت نفسًا عميقًا و قالت على مضض
-هحكيلك يا محمد بس متزعلش منى دى كانت وزة شيطان والله
جلس امامها و قال
-اتكلمى يا هيام
فقالت بضيق من نفسها
-اوعدنى طيب الاول انك متزعلش
-اوعدك يلا اتكلمى
قصت له ما حدث وما فعلته فظل صامتًا بعض الوقت و قال
-طيب انا هعتبر نفسى مسمعتش حاجه وهكتفى باللى ثائر عمله و فعلا لازم تبعدى عن البنت دي
اماءت له بخشوع فابتسم لها و قال
-طيب يلا عشان تأكلى و تلقحى تروحى
************
ظل واقفًا أمام الباب والترتر با.يًا عليه و لكن بالأخير رفع يديه و طرق الباب الذى سريعًا ما فتح على مصراعيه وظهرت من خلفه هبه و ملامحه المتلهفة تبدلت لأخرى محبطة عندما وجدته ثائر، دهش من حالتها و غمغم بترقب
-فى ايه مالك!؟؟؟
تنهدت و مسحت على وجهها و هى تدلف المنزل و هو من خلفها تاركًا باب المنزل مفتوحًا وهو يستمع لحديثها الذى جعل الذعر والرعب ينشب مخالبة فى قلبه
-هيام خرجت ومش عارفة هتكون راحت فين و تليفونها مقفول و انا هتجنن بقالى كتير بحاول اوصلها و مش عارفة
أشتعلت عيناه بوحشية و زمجر قائلًا بصوته الجهورى
-يعنى ايه خرجت و تليفونها مقفول انا مش قايلاها مفيش خروج
جاءه صوتها من خلفه و التى تحدتث بنبرة غير معتادة يشوبها قوة و تحدى
-لا قلت بس انا مش مضطرة انفذ كلامك …ومن انهاردة هنفذ اللى فى دماغى و بس و ملكش كلمة عليا يا ثائر يا مغربى ومفيش اى حد فى الكون ليه انه يمشى كلمته عليا غير امى ….امى و بس

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى