روايات

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الجزء السادس والعشرون

رواية الشيطان وقع أسيرها البارت السادس والعشرون

رواية الشيطان وقع أسيرها الحلقة السادسة والعشرون

الفصل السادس والعشرون(الفخ)
“وخذي القصيدة إن أردتي فليس لي فيها سواك”
محمود درويش
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-أنا عايزة اروح !
قالتها جواهر وهي تكتم دموعها بشق الأنفس …تتهر.ب من عينيه…من حبه الواضح لها وكم أرادت ان تخبره الحقيقة وترتاح تماماً ولكن الخوف منعها…لن تنكر …هي مرتعبة …لا تشعر بالثقة …لا تثق بحب عدي لها …مهما كان يحبها ان يغفر لها يوماً انها خد عته …
عبس عدي وقال:
-هو ده ردك عليا يا عبير …
أطرقت برأسها وقالت:
-أنت طلبت مني كتير فرصة تانية وانا قولتلك مش مستعدة …المشـ كلة مش فيك يا عدي …المشـ كلة فيا ..أنا مش مستعدة أبداً ..لسه خايفة…لسه.مش حاسة بأي أمان …حاسة بخوف …
شد على كفها وقال:
-خايفة مني …
انسابت دموعها …لم تستطع ان تتحمل أكثر من هذا …كانت تشعر بالضغط …تشعر انها ستنـ هار بأي وقت
-عبير …
قالها عدي وهو يحتوى كفيها بين كفيه ويقول ؛
-أنا مش هأ ذيكي ..ولا عمري أفكر أعمل كده …أي كان اللي عمله معاكي شريف مش هخليه يعمله تاني …أنتِ في آمان معايا …
نهضت وهي تقول ببكاء:
-خلينا نمشي لو سمحت يا عدي ..خلينا نمشى أنا مش قادرة افضل هنا اكتر من كده ..عشان خاطري روحني…
نظر إليها بيأس …كانت تبدو منها رة وهو لم يضغط عليها اكثر من هذا …وضع الحساب على الطاولة وقبض على كفها ثم خرج من المقهي بالكامل …ساعدها على ركوب السيارة وأنطلق بها …
كان يقود السيارة بكل هدوء بينما هي تبكي …كان حقاً مندهش ..ماذا فعل لتنها ر بهذا الشكل …لما هي مصره على رفضه …الا تعرف انها تحـ طمه …ارتفع نشيجها وكتمت فمها وهي تنظر من النافذة …تنهد وربت على كفها وقال:
-أنا معرفش عملت ايه لده كله أنا حبيتك …صحيح الموضوع غريب بس بجد حبيتك …حبيتك بعد ما قفلت قلبي …وفضلت قافله كتير لحد ما أنتِ ظهرتي ولو كان حبي ليكي مشكلة فأنا آسف بس متعيطيش ..
كلامه جعلها تبكي أكثر …جعلها تشعر بالقر ف من نفسها وقالت من بين شهقاتها :
-أنت مش فاهم حاجة …مش فاهم…
نظر إليها بإحبا ط وقال:
-طيب فهميني …اعملي فيا معروف وفهميني …
ابتلعت ريقها بتوتر وصمتت تماما وهي تمسح دموعها …
أوقف السيارة وتنهد وهو ينظر إليها …ادار وجهها نحوه وقال:
-بيري قوليلي ايه المشكلة وفهميني …ايه اللي يخليكي خايفة ما تحبيني …خايفة أنك تستسلمي وتسلميني قلبك ومشاعرك ..ليه الخو ف ..
-دي مش حياتي يا عدي …أنت مش من حقي …أنا …
ضغطت على شفتيها وهي تنهار بالبكاء بينما عبس وهو ينظر إليها بدون فهم وقال:
-لا مش فاهم يعني ايه دي مش حياتك !!!
تلوت معدتها من الأ لم …ماذا تقول هل تخبره الحقيقة الآن تلك فرصة لن تعوض وقد يسامحها …قد يغفر عندما يعرف انها لم تقصد أبداً ان تخد.عه …ولكن شيطا نها سخر منها …ذكرها بكارمن التي ظلت ساعات امام بوابة القصر ولكنه لم يشفق عليها أبداً بل ظل ينظر إليها ببرود وهي تتوسله وتصرخ …..وهي لا تختلف عن كارمن كثيراً ..لقد خد عته كارمن بأمر من شريف …وهي أيضاً خد عته من اجل شريف لانه هد دها …بالطبع عدي لن يصدقها …وأخيراً خوفها انتصر عليها وشجاعتها تضاءلت للغاية وهي تنظر إليه بعجز بينما ظل هو عاقداً حاجبيه ويقول :
-قولي يا بيري يعني ايه دي مش حياتي ؟!أنتِ بتقولي ايه ؟!
غار قلبها داخل صدرها وهي تبحث عن حجة أي حجة تتمسك بها لكي لا يشك بأمرها …لقد تراجعت عن قرار اخباره بالحقيقة وقررت ان تستمر في لعبتها تلك على الرغم من علمها انها هي من ستعاني بالنهاية !!!
-مستني ردك.يا بيري !!
كان هذا صوت عدي الذي أخرجها من شرودها فقالت جواهر:
-ايوة دي مش حياتي …أنا مكانش مفروض أتجوزك يا عدي …
بهت وهو ينظر إليها لتقول وقد استعادت قدرتها على الكذ ب أمامه وقالت:
-بابا اللي بعتلك كارمن مش كده ؟!هو عدوك ..وعشان كده اتجوزتني عشان تنتـ قم منه بس …
قاطع كلامها وقال:
-بس حبيتك يا بيري…انقلب السـ حر على السا.حر …حبيتك وانا متأكد أنك.غير شريف خالص …وانك.عمرك.ما هتخد عيني …
-انا اسفة يا عدي …اسفة …
قالتها وهي تقترب وتعانقه بغتة بينما أنفـ جرت بالبكاء…ضمها إليه وقال:
-طيب ليه بتعيطي ؟!
قالت من بين بكاؤها :
-أسف للي شريف عمله فيك…حقك عليا أنا ..حقك عليا أنا ..
ابتسم وهو يربت على شعرها ويقول:
-أنا لو هشكر شريف على حاجة هشكره عليكي يا بيري …مهما حصل هفضل أحبك دايما …وهستناكي دايماً ♡
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
دموعها تغرق وجهها بينما تضم ثيابها على حسدها …كانت تجلس على الأرض المـ تسخة وهي تشهق بالبكاء بينما الد جال أمامها يرتدي ثيابه وهو يشعر بالإنتشاء …
نظر إليها وابتسم ابتسامة تكشف عن اسنانه الصفراء وقال ؛
-عملت كده مع نسوان كتير بس أنتِ غير بصراحة …بطل !!
ارتفع بكاؤها أكثر وصرخت به وعينيها العسلية تفبضان كر هاً :
-أنت حيو ان !!!
ابتسم بشـ ر وقال:
-تؤ تؤ …ما بلاش يا حلوة الأسلوب ده …أنتِ صباعك تحت ضرسي …وبعدين ده أنا هرجعلك جوزك لحضنك فيها ايه لو ننبسط شوية …عايزين نكررها تاني …
-ده مستحيل …مستحيل أنت فاهم …
هز كتفيه وقال:
-مفيش مشكلة يا جميل انسي بقا أن جوزك يرجعلك وخليكي كده لوحدك …وأنا مش هسيبك لا …أنا هد مر حياتك اما نكمل الطريق اللي بدأناه سوا او انسي ان حياتك ترجع زي الأول ..
انفجـ رت بالبكاء وقالت:
-حرام عليك …أنت عايز ايه مني مش كفاية اللي عملته يا أخي….حسبي الله ونعم الوكيل فيك …أنت متعرفش ربنا …
ضحك بصوت مرتفع وهو يقول بخبث:
-على أساس أنتِ تعرفي ربنا …ده أنتِ جاية تعمل عمل لمرات جوزك …يعني جاية تأ ذي …أنا وأنتِ يا حلوة منفرقش عن بعض كتير …مادام مستعدة.تأ ذي عشان تأخدي جوزك فمفيش مانع استفاد أنا كمان وبصراحة أنتِ بطل و دخلتي مزاجي أووي اووي وانا عايزك وأوعدك ان قريب أووي جوزك هيرجعلك …
كانت تشهق بأ لم …لقد وقعت با لفخ …كانت تقر.ف من نفسها ولعـ نت نفسها عدة مرات لانها اتبعت هذا الطريق الشائك …هي من د مرت حياتها بيدها وليتها لم تفعل والآن ليس لديها أي اختيار سوى تنفيذ ما يطلب والا سوف تخـ سر ياسين وستتد مر حياتها …..
-عايزني أعمل ايه ؟!
ابتسم بإنتصار وهو يقول :
-هو دي الشغل اللي أحبه …هو ده الكلام ..أنتِ كده عارفة مصلحتك كويس اووي …بصي يا حلوة أنا هرجعلك جوزك بس تيجيني هنا وقت ما أطلبك وشوفي بعينيك أنا هعمل في ضرتك أيه أنا هخليها تتجـ نن قبل ما تمو ت …مفعول السحر اللي هعمله هيبدأ قريب أووي…اتفرجي وشوفي وهتتبسطي أووي …يالا روحي دلوقتي بس اتصل بيكي الاقيكي هنا …
نهضت جوري من الأرض وهي تمسح دموعها بينما تحاول السيطرة على شهقاتها …كان عدلي الد.جال ينظر إليها نظرات حسية …تلك المرآة كارثة …انها قادرة على سلب الرجل عقله …رغم انه نالها بالفعل الا انه يريدها مجدداً…ولولا عمله الذي ينتظره لكان نالها عدة مرات حتى يشبع…زررت جوري قميصها القطني وعدلت من وضع بنطالها الأسود ثم مسحت وجهها وهي تستعد للخروج ..شهقت بخوف عندما امسك هو ذراعها …كل للحظات ينظر إليها …كانت هي مر.تعبة …خائفة بشدة …ابتسم ابتسامة شر.يرة وقرب نفسه منها ثم طبع قبلة على وجنتها …كانت رائحته كريهة للغاية وشعرت انها سوف تتقيأ…خرجت مسرعة من هذا المكان القذر…
………..
كانت تسير بالشارع وهي لا تتوقف عن البكاء …ضميرها يجلـ دها …لقد د مرت حياتها …د.مرتها نهائياً …
خرجت للشارع الرئيسي واستقلت سيارة أجرة ثم انطلقت …
…..
وصلت الى منزلها آخيراً وركضت الى الحمام لتفرغ ما في جوفها…كانت تشعر بالقر ف من نفسها …معدتها ترتج بقوة بسبب ما حدث …لقد كانت واعية لكل ما يحدث …لإنتها ك جسدها …..كان تبكي بدون صوت وهو يعتد ي عليها بدون أي رحمة …ما حدث كان فظيع …هي تد.مرت …تد.مرت حياتها والأسو أ انها مضطرة لتُكمل في ذلك الطريق …والا عدلي سوف يد.مر حياتها …جلست على الأرض وضمت ركبتيها الى جسدها وهي تنفـ جر بالبكاء …كانت تشعر بالعالم يضيق بها …رباه هي تمو ت بالفعل …ماذا فعلت بنفسها وهي وقعت بهذا الفخ المقـ يت …والآن هي سوف تُنتـ هك دون ان تملك القدرة على الرفض …
اتجهت للمغطس وجلست به ثم فتحت صنبور المياة لتندفع المياه فوق رأسها أرادت للمياه ان تطهر جسدها …أرادت ان تعود نظيفة كالسابق ولكن رغم هذا ما زالت تشعر بالقذ ارة تلتصق بها ..ما زالت رائحته ملتصقة بأنفها ..رائحته المقز.زة ….وضعت كفيها على وجهها وهي تتذكر كل شئ….لماذا فعلت هذا بنفسها لماذا !!كيف تكون بهذا الغباء…أين المفر الآن ؟!لقد وقعت بالفـ.خ !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-أنا مش قادر اصدق اللي عملته يا دكتور …مش شايف أنك دلوقتي هتخلي اللي يسوى واللي ميسواش يتكلم عليا …يا ترى دلوقتي هيقولوا ايه لما يشوفوا حضرتك شيلتني ودخلتني عربيتك …أتفضل نزلني فورا وروح …أنتَ ووالدتك فضحتو ني بما فيه الكفاية …
كانت رانيا تصر خ به بإهتياج.بينما عيني يحيى مركزة على الطريق …وجهه متجمد تماماً دون أي مشاعر …هل هي مصدومة؟!حسناً ليس أكثر منه ..هو كان مصدوماً من نفسه …تصرفه هذا غير مبرر بالمرة ..هو غير معتاد على التصرف بتلك الطريقة مع أي حد مهما كان ومهما فعل …فكيف يفعل هذا ومع أمرأة …ولكن بلا شك تلك المرأة تخرجه عن طوره …..لا يعرف لما هي عنيدة لو لم تعانده وتركب بهدوء السيارة لم يكن ليجبرها …
حاول يحيى درء الشعور بتأ نيب الضمير عنه مخبراً نفسه انها هي من فعلت هذا بنفسها …ولكن شئ داخله اخبره انه كا ذب ..وان يحيى ابن الطبقة الارستقراطية لا يفعل هذا أبداً …ولكن رانيا بها شئ غريب …شئ يجعله يفـ قد صوابه ويتصرف عكس طبيعته
-أنا بكلم حضرتك ممكن تتكرم وتبصلي بدل ما انت عامل نفسك من بنها كده!!!
صرخت به رانيا …كادت أن تصاب بالجنو ن بسبب بروده …فهو منذ ان ادخلها سيارته وهو يقود بهذا الهدوء المريب …هي تختـ نق حقاً تخـ تنق …
-رد عليا يا دكتور لو سمحت !!.
صرخت به مجدداً الا انه لم يرد …
عضت شفتيها بغيظ وقالت:
-طيب براحتك خالص …أنا عن نفسي هفتح الباب ومش مهم أقـ ع وأمو ت أنتَ اللي هتشيل ذنـ.بي ..وبالفعل حاولت فتح الباب الا انه كان سبق وأغلقه لكي لا تخرج …نظرت إليه بغيظ لتجده مبتسم بتسلية …المسـ تفز يعجبه الوضع !!!
فكرت رانيا وهي تكاد تفقد أعصابها وعقلها …..
-هو أنا كلـ بة بكلمك ومبتردش يعني …رد عليا ….طب أهو
صرخت بغيظ وهي تمسك مقود السيارة ليخرج يحيى عن صمته وتختفي الابتسامة عن وجهه وهو يزعق بها :
-بس خلاص فيه ايه …نتكلم وبعدين انزلك…اقعدي ساكتة بقا !!
رجعت للخلف وقلبها يرتجف بقوة …احتشدت الدموع بعينيها وهي ترى اللهـ ب المتصاعد بعينيه …زفر يحيى بضيق وهو يركز على القيادة ثم يمرر محرمة ورقية لها ويقول:
-أنا آسف انفعلت عليكي شوية سامحيني …خدي.
ولكن رانيا لم تهتم بإعتذاره ..حتي انها لم تأخذ المحرمة بل مسحت دموعها بكم ملابسها وهي تنظر للناحية الآخرى…زفر يحيى بضيق وقال:
-ربنا يصبرني يارب
اوقف سيارته أمام مقهى هادئ قليلا وقال:
-يالا أنزلي هنتكلم هنا …
عبست وهي تنظر إليه ثم نظرت الى نفسها …وقالت:
-أنت أكيد مجنو ن صح ؟!او عايز تحر.جني …انت شايف شكلك وشايف شكلي …لو دخلت معاك هيفتكروني شحا تة …
لم ينبغي أن يضحك ولكن طريقتها في الكلام جعلته بالفعل يضحك ثم نظر إليها وقال:
-مال شكلك يعني ؟!ما أنتِ زي القمر أهو …
حاولت منع بشرتها من التورد ولكنها فشلت …تلعثمت قليلاً ولكنها أخيراً بعد جُهد حافظت على ثباتها وقالت؛
-مينفعش ادخل معاك ..حضرتك باين من هدومك أنك ابن ناس أغنية…لكن بص عليا بجيبتي القديمة والبلوزة اللي موضتها خلصت من زمان ..لو سمحت متعرضنيش للإ هانة …كفاية اللي حصل قبل كده …
تنهد بحزن وهو ينظر إليها ثم قال:
-عندك حق …أنا آسف …أنا حطيتك كذا مرة في موقف سخـ يف بسببي وكفاية كده…
أطرقت رانيا برأسها وقالت:
-طيب ممكن تروحني …
-لازم نتكلم !
قالها بعجز لتنظر إليه وتقول:
-هنتكلم في أيه يا دكتور ؟!
حل عقدة رابطة عنقه وهو يشعر بالإختناق وقال :
-ممكن متقوليش دكتور …أنتِ مبقتيش تشتغلي عندي …
-أومال أقولك ايه ؟!
سألته بحيرة ليرد :
-قولي يحيى ..اسمي يحيى… شيلي أي تكليف بيننا …مش عايز رسمية …
نظرت إليه بدهشة ليكمل هو :
-رانيا أنا عايز اتكلم معاكي …ضروري اتكلم لو سمحتي اديني فرصة بس …
صمتت مرتبكة بينما قال:
-لو مش عايزة تدخلي الكافية. تعالي نتمشى شوية ونتكلم …او نتكلم في العربية …او
-خلاص نتكلم في العربية ..
قالتها بهدوء وهي تراه بهذة الحالة
-شكراً يا رانيا ..
قالها مبتسماً ثم فتح باب السيارة لتدخل هي …
….
بعد قليل كان يجلس بجانبها في السيارة وقرر ان يدخل في الموضوع مباشرة
-رانيا أنا عرفت أنك بتدوري على شغل الفترة اللي فاتت …وعارف ان بسبب والدتي خـ سرتي شغلك عشان كده أنا لقيتلك شغل كويس و ..
قاطعته وهزت رأسها
-شكرا ليك بس أنا ..
-لو سمحتي ده مش فضل مني ..أنتِ خـ سرتي شغلك بسببنا ودي أقل حاجة أعملها …لو سمحتي اقبلي الشغل عشان ابقى مرتاح على الأقل…
تنهدت وقالت:
-هقبله بس بشرط ..
-قولي .
-انك متحاولش تقابلني تاني…عايزاك متحسش بتأنيب الضـ مير واعرف أنك عملت اللي عليك ..ده شرطي ..في اليوم اللي اشتغل فيه تمحيني من حياتك !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-بابي اعملي تسريحة رابونزل ممكن ..
قالتها ياسمين ووالدها يمشط شعرها ..عبس ياسين وقال:
-ومين.رابونزل دي كمان ؟!بتجيبي الأسماء الغريبة دي من فين يا بت …
-يا بابي رابونزل البنت اللي في الكارتون اللي شعرها طويل اووي دي …أنا وأنت شوفنا الكارتون السنة اللي فاتت …
-يا سلام كارتون شوفناه السنة اللي فاتت هفتكره السنة دي يعني ليه.مخي كمبيوتر ؟!هنعمل ديل حصان زي كل مرة ملناش غيره …
ربعت ياسمين ذراعيها وهتفت بإعتراض :
-بس يا بابي أنت بتقول أنك.مهندس وانك ذكي ومتنساش بسرعة…ازاي بقا نسيت الكارتون …مش مفروض أنك.ذكي …
ضحكت ورد برقة ثم راقبته.بتسلية ..فقال ياسين :
-عشان احنا كمهندسين مبنفتكرش الحاجات اللي مش مهمة بالشكل ده …كفاية علينا الشغل يا لمضة أنا مش هعمل تسريحة رويدا دي اللي أنتِ بتقولي عليه …هنعمل ديل حصان حاجة من تراثنا اللي نفتخر بيه
-بس.تسريحة ديل الحصان مش من تراثنا خالص يا ياسين و…
تدخلت ورد ليقول ياسين :
-أبوس على ايديكي يا ست الناس اسكتي خليني اخلص شعرها عشان أسرح شعرك ولا تسرحيه لوحدك …
-لا لا خلاص سكت أهو …
ابتسم وقال:
-شطورة يا روحي …
ثم بدأ بتمشيط شعر ابنته وربطه له في ذيل الفرس وعندما انتهى قال :
-ايه الجمال ده بس تسلم إيدي …أنا خسا رة في البيت ده …
نظرت إليه ياسمين بغضب وقالت:
-المرة الجاية هتعملي تسريحة رابونزل …
-يالا يا بت من هنا …اللي بعده…
ابتسمت ورد بلهفة واقتربت منه ثم جلست أسفل الأريكة ليقول وهو يمسك المشط والكريم…
-أنا بفكر افتح كوافير هكسب فلوس ياما ..
-بلاش افورة يا ياسين انت مبتعرفش تعمل الا ديل حصان كوافير ايه ده اللي تفتحه هي …
شد شعرها بشدة نوعاً ما وقال:
-خلاص يا لمضة جبر الخواطر على الله …
ضحكت ورد وقالت:
-أنت آخر واحد تتكلم عن جبر الخواطر …سبحان الله من أول ما عرفتك وانا مش بشوفك الا وأنت بتد.شمل خواطر الناس …
زفر وقال:
-قومي يا ورد مش هسرح شعرك …
-خلاص يا ياسين متبقاش قماص اومال …اسفين يا عم سرح يالا …
هز رأسه وبدأ بتمشيط شعرها برفق بينما هو مغمضة عينيها ومستمتعة …كم تشعر بالسعادة…تلك اللحظات التي تتشاركها معه لا تُقدر بثمن ..تشعر انها لم تعشق من قبل أبداً …ما تشعره مع ياسين الآن لم تشعره مع أحد من قبل هي متأكدة من هذا …..ولكن لا تعرف لماذا تشعر بقلبها مقبو ض اليوم …رغم انها تضحك وتمزح وتحاول ان تتجاهل هذا الشعور البغـ.يض ولكن تفـ شل تماماً …هي تشعر وكأن أحد يعتـ.صر قلبها وكأن حياتها السعيدة سوف تتحول لجـ.حيم …تنهدت وهي تتمنى ان يكون كل شئ بخير …
بعد ان انتهى قال براحة :
-اهو اميراتي الاتنين جهزوا …
نهضت ورد ولمست ذيل الفرس وقالت:
-تسلم إيديك يا باشمهندس ياسين …
قبل ياسين رأسها وقال وهو ينظر لياسمين :
-ادي الناس اللي بتقدر تعب الواحد ولا بلاش …مش واحدة شغالة تقولي رويدا وهويدا …
-اسمها رابونزل يا بابي …
-متدخلنيش في تفاصيل دلوقتي المهم متبقيش ليه زي ورد وتشكريني على مجهودي الجبار في تسريح شعرك مش كفاية اني …
-مهندس وواقف بسرح شعرك …
أكملت كلا من ورد وياسمين جملته المعتادة عبس لتضحك ورد وتقول:
-انا مشوفتش حد متمسك بلقبه قدك…
وضع ساق على ساق وقال:
-ما هو أنتِ لو كنتي دخلتي هندسة وشوفتي اللي شوفته هتتمسكي باللقب ده أنا اتعصـ رت في الكلية دي عشان كده هفضل اقر فكم بلقب باشمهندس طول العمر …
جلست ورد بجواره وضمته وثم جلست ياسمين …قالت ورد بحب:
-يا عم اقر فنا طول حياتك ولا يهمك يا باشمهندس
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي …
-أيه طلاق ؟!طلاق ايه يا ماما !!!
قالها فؤاد بدهشة …كان مصدوم من كلام والدته.هذا..ابتلعت نهى ريقها وقالت:
-بعد اللي حصل أنا مستحيل أعيش معاه تاني يا ابني …ده انسان مش متز ن نفسياً يا فؤاد …ده.د.مر بنته المسكينة ومش معترف بغلطه …حاسه اني مبقتش طايقاه ..مش عايزة أعيش معاه …
مسح فؤاد على وجهه بتعب وقال:
-طيب ممكن تفكري شوية بلاش تأخدي قرارات متسرعة بالشكل ده….شوفي أنا مختلف تماماً مع عم كريم وعارف انه غلطان جداً بس متأكد مليون في المية انه بيبحبك يا ماما ومش هيقدر يعيش من غيرك …أنتِ ممكن تساعديه يتجاوز عقدته ويصلح مشا كله مع نسرين بس مش تتطلقي عشان أنا عارف أنك بتحبي عم كريم …
تنهدت نهى وقالت:
-ده قراري النهائي يا فؤاد أنا مبقتش عايزة كريم خلاص ..بس تتجوز أنت ونسرين هنتطلق أحنا…كده احسن يا فؤاد…أنا وعمك كريم مبقناش ننفع لبعض وانا قولتله كده وأكيد هيقتنع بكلامي …
رغم ان كلماتها كانت صلبة وواثقة الا ان الحزن كان واضح على نهى…هي احبت كريم لن تُنكر الأمر …ورغم كل شئ حدث كريم كان حريص جداً على عدم ايذ ائها …ولكنه آذ اها …آذ اها كثيراً عندما أذ ى ابنته…نسرين التي تد مرت على يده
-تمام يا ماما اللي عايزاه هيحصل …مش هضغط عليكي …المهم متكونيش زعلانة بسبب قرارك ده ..
قالها فؤاد وهو ينظر إليها بعمق لتتنهد بحزن وتقول:
-اكيد زعلانة يا فؤاد كريم جوزي وانا حبيته …بعد أبوك الله يرحمه هو اللي دخل قلبي وعشت معاه أيام حلوة …بس بتيجي علينا فترة وبنقفل من اللي قدامنا …بيبقى الو حش اللي عمله غطا على الحلو وكريم عمل و حش كتير أووي…كفاية انه د مر نفسية بنته…أنا بقيت أخاف منه لانه انسان متقلب وانا مفياش حيل أصلح ..حاولت كتير اقربهم من بعض وفشلت بس ارتاحت عشان هتتجوزها …أنا واثق أنك هتحميها يا فؤاد …واثقة فيك …حتى لو محبتش نسرين واثقة أنك في يوم هتحبها لما تعرف قد ايه هي انسانة جميلة ورقيقة …
صمت فؤاد ولم يتكلم …لم يخبرها انه بالفعل يعشقها…يظن الجميع ان زواجه منها بسبب شفقته عليها ولكن هذا خطأ تماماً …الشفقة هي آخر سبب قد يتزوج نسرين من أجله ..هو يريدها له …لانه يحبها ..صحيح في البداية اراد ان يتزوجها مؤقتاً ثم يتركها لتُكمل حياتها ولكن الآن هو يريدها بالكامل وسوف يقنعها بحبه…وتبقى الغصة الوحيدة بقلبه هو حبها ليوسف ولكنه متأكد تماما ان مشاعرها نحو يوسف ليست حب حقيقي …هي بحثت عن العاطفة به عندما لم تجدها عند والدها
بحثت عنها بالخاج ووجدتها بيوسف …وكم كان يوسف حقـ ير عندما استـ غل صغر سنها وارتبط بها ….كان فؤاد يلقي اللوم كله على يوسف ..متأكد تماماً انه هو من أغو ى نسرين ..هو من حاصرها حتى استسلمت له ….
كان فؤاد مستغرقاً بالتفكير .. وعاقد حاجبيه بقوة …
-فؤاد أنت روحت فين يا بني؟!
صوت والدته انتشله من تفكيره فقال:
_انا هنا يا امي …
أمسكت نهى كف فؤاد وقالت:
-يا بني عايزاك توعدني أنك مش هتسيب نسرين أبداً ولا تجر حها ولا تتجوز عليها …أنا عارفة أنك ممكن تكون مجبو ر على الجوازة دي عشان خاطر تحميها بس أنا عايزاك تفضل معاها.دايماً…عايزة جوازكم.يستمر يا ابني ممكن …
في تلك اللحظة اراد فؤاد ان يعترف لوالدته بحقيقة مشاعرة لنسرين ولكنه فضل الصمت واكتفى بقول:
-متقلقيش يا ماما هفضل أحميها دايماً مش هسيبها أبداً ده وعدي ليكي
كانت نسرين تقف من بعيد تستمع لهذا الكلام والدموع تغرق وجهها …
-ماما نادي نسرين حابب اتكلم معاها شوية …
-حاضر يا بني ..
قالتها نهى ونهضت …
ولجت نسرين الى غرفتها مسرعة ومسحت دموعها ثم ادعت انها تذاكر بالغرفة … ..
فتحت نهى الباب وقالت:
-نسرين فؤاد عايزك …
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت تنظر الى انعاكسها بالمرآة رغم ان قلبها يعـ.تصر من الداخل ..رغم الحزن الذي يعصف بها …ورغم الضحيح بداخلها الا أن وجهها كان متجمداً تماماً…عينيها باردة بشكل غريب …لقد قررت ان تتحدث معه وانتهى الأمر …خرجت من غرفتها واتجهت الى صالة المنزل حيث يجلس فؤاد الذي طلب رؤيتها …
ابتسمت نهى ما آن رأتها وقالت:
-واهي العروسة جات ..هسيبكم مع بعض شوية …
ثم نهضت مسرعة وولجت الى المطبخ …نهض فؤاد وهو ينظر إليها مبتسماً …كانت المشاعر بعينيه تفضـ حه ..وكم.شعرت بالشفـ قـة عليه ..انه رجل مثالي.يستحق امرأة افضل منها …امرأة يكون هو مالك قلبها الأوحد ..أمرأة غير مشو هة من الداخل …هي تشعر انها لا تليق برجل مثله …رجل رائعاً مثله ..ما ذ نبه ..فقط ما ذ.نبه …رمشت عدة مرات لكي لا تبكي …اقترب فؤاد أكثر وقبل رأسها مباغتاً …تجمدت هي بين ذراعيه ولكن قلبها اخذ يرتعش بقوة …تراجع فؤاد بإرتباك وقال:
-اسف يا نسرين …هو أنا ضايقتك …
هز رأسها بينما تورد وجهها قليلاً …ابتسم بحماس وقال:
-ايه رأيك نتغدي معايا النهاردة ..هفسحك فسحة حلوة …ها قولتي ايه ؟!
-معلش يا فؤاد مليش مزاج النهاردة ..
تلاشت الابتسامة من على وجهه وقال:
-مالك يا نسرين فيه ايه؟!حد ضايقك؟!عمي زعلك تاني ؟!
هزت رأسها بالنفي وهي تنظر إليه …ترتب الكلمات في عقلها كي تقولها وترتاح تماماً…
-فؤاد انا حابة اقولك حاجة ضرورية ممكن ؟!
هز رأسه وقال:
-طبعاً اتفضلي قولي فيه ايه ..أنتِ قلقتيني!!!
-أنا مش عايزة جوازنا يكون حقيقي !
قالتها بنبرة حازمة وهي تنظر إليه …لم تحيد عينيها عنه بهت فؤاد وهو ينظر الى عينيها باحثاً عن أي أثر للمزاح …او التردد ..ولكنه وجد عينيها باردة كقطع الجليد …لمعة عينيها اختفت تماماً…كانت نظراتها باردة …عينيها الزرقاء التي كان يغرق بهما دوماً جمدته اليوم …
-نسرين ..أ…
ولكنها قاطعته وهي تقول :
-أنا مقدرة اللي أنتَ بتعمله عشان خاطري عشان كده شايفة ان ملكش ذ نب تتدبس في واحدة زيي …أنت تستاهل الأحسن عشان كده جوازنا هيكون صوري ومؤقت ..لحد بس ما اقدر اعتمد على نفسي وأبعد عن بابا …ولو حابب بعد جوازنا تتجوز واحدة تاني اعتبرني مش موجودة وأعمل اللي أنتَ عاوزه …كتر خيرك لحد دلوقتي أنتَ ساعدتني كتير …
أمسك كتفها وأخذ يهزها بقوة وقال:
-ايه اللي أنتِ بتقوليه ده …معقول لحد دلوقتي مفهمتيش …لحد دلوقتي محستيش بيا …أنا بحبك …وعايزك أنتِ وبس …عايز أحميكي …اعيش معاكي كل حياتي و….
قاطعته بهدوء وهي تدفعه :
-وأنا مش عايزاك …مش بحبك !!!
بهت وهو ينظر إليها….هو كان متيقن انها لم تحبه بعد ولكن ان تخبره هذا بكل صراحة حطم قلبه …وللمرة الثالثة ..للمرة الثالثة ترفضه وتحـ.طم قلبه…
ولكن لا يعرف لماذا تلك المرة كانت قوية للغاية على قلبه …
ضمت نسرين كفها بقوة وهي تنظر إليه …كانت تشعر بالشفقة عليه …وكانت تكر ه نفسها لانها أ.لمته بتلك الطريقة…ولكن ربما هذا أفضل لكي لا يتعلق بها …لكي يتركها قريباً ويتزوج ممن تليق به …
-متزعلش مني يا فؤاد ..دي الحقيقة ..حاولت ومقدرتش …أنا بتمني تلاقي الإنسانة اللي هتقدر تسعدك واحدة احسن مني مليون مرة …أنا مبقاش عندي حاجة اقدمها لحد …أنا حبيت واتجر حت ومش ناوية ادي قلبي لحد تاني حتى لو كان الحد ده انت…
ضغط على كفيه بقوة وقال:
-أنتِ لسه بتحبيه ؟!لسه بتحبي يوسف .
-ايوة لسه بحبه يا فؤاد ومش هبطل أحبه …
ثم ركضت من أمامه..
وبتلك الطريقة قتـ لت الأمل داخله !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت تقف أمام المرآة وهي تنظر الى السلسال الذي يزين جيدها …لمعت دموع السعادة بعينيها وهي تتنهد …قلبها يرتعش من السعادة …تشعر انها الأسعد على الإطلاق….ولكن فجأة أنمحت ابتسامتها وهي تفكر بالعقبا ت التي سوف تواجهها…وتفكر بالاخص بجواهر التي حياتها تد.مرت بسببها هي …هي بالفعل تطمئن عنها دوما ورغم أن جواهر تحاول جاهدة أن توضح لها أنها بخير إلا ان عبير تعرف أن جواهر غير صادقة بالمرة ..هي تعاني وعبير تعرف هذا جيداً…المسـ.كينة تقاو م الجميع…تحا رب لكي تنجو …ضحـ ت من أجلها أنه من المؤسف أنها لا تستطيع أن تساعدها…احيانا تشعر عبير أنها أنا.نية للغاية. لأنها لم تساعد صديقتها …
دعكت عبير عينيها بتعب وهي تحاول ألا تنفـ جر بالبكاء …أرادات أن تكون سعيدة للحظة واحدة دون أن تجـ لد ضميرها وهي تثق تمام الثقة أن جواهر سوف تتولى أمرها جيداً…فهي اذكى منها وأقوى منها ..لا داعي أن تشعر بتأ نيب الضمير …
امسكت الحجاب الأسود ولفته.حول رأسها وتممت على لبسها جيداً ..وخبئت السلسال داخل الحجاب …
ثم خرجت لتحية التي تنتظرها وتُجادل ابنائها …
-أنا جهزت أهو ..
نظرت تحية إليها لتتسع عينيها ثم تصفر بإعجاب وتقول:
-الله الله ايه الجمال ده بس يا بيري …
خجلت عبير بينما تفحصتها تحية بإبتسامة …كانت العباءة السوداء تلائمها تماماً وحجابها الذي من نفس اللون ملفوف بطريقة بسيطة ولكن أبرزت جمال وجهها الذي لم تضع به إلا كحل …..
-بجد شكلي حلو …
-أه والله ده أنتِ زي القمر ربنا يحميكي من العين
ثم اقتربت تحية منها وهمست قائلة:
-قوليلي يا بت لبستي السلسلة …
هزت عبير رأسها بخجل لتضمها تحية بقوة وتقول:
-مبروك يا مرات أخويا …مبروك يا حبيبتي …فرحتلك أووي ربنا يتمملكم على خير …يالا بقا عشان نروح السوق سوا وبعدين أفسحك شوية …
هزت عبير رأسها وخرجت معها وهي متحمسة لرؤية أمير
كانت تحية تمسك علي ابنها بينما عبير تمسك كف عمر ويسيران ببطء …ارتعش قلب عبير وهي تمر بورشة أمير …ابتسمت تحية بخـ بث بينما ثبتت عبير عينيها على الأرض وازاحت حجابها قليلا ليظهر السلسال …رآه أمير الذي أشرقت الابتسامة على وجهه ورمقها للحظات بإعجاب …وشغفه القديم بالنساء اللواتي يرتدين العباءات السوداء عاد بقوة ولكنه سيطر على نفسه بسرعة وهو ينظر أرضاً ويستغفر ربه …ابتسمت عبير وأكملت سيرها وقلبها يتراقص داخل صدرها …كانت تشعر أنها تطير …تلمس الغيوم …تشعر بملايين الفراشات تتحرك بمعدتها أنه سحر الحب الذي يجعلها بتلك السعادة …فالعشق نعمة عندما يكون مع الشخص الصحيح ..وأمير هو الشخص الصحيح …فقط تتمنى بقوة أن يسير كل شئ على ما يرام ..

بعد أن ابتعدا اتسعت ابتسامة أمير بسعادة وهم يتمتم قائلاً:
-الحمدلله …الحمدلله
………..
بسوق الخضروات …
كانت عبير تنظر الى كل شئ حولها بدهشة …هذا كان شئ جديد عليها كلياً…ابتسمت وهي تسير بجوار تحية …تلك المرأة الطيبة التي تذكرها بجواهر
ما أن خرجا من السوق ..وقفت تحية وهي تقول:
-يووه نسيت الكرنبة عند بتاع الخضار …اقفي هنا يا بيري متتحركيش عقبال ما أجيب الكرنبة ..
هزت عبير رأسها …
…..
بعد قليل خرجت تحية وهي تحمل الملفوف لتتجمد فجأة وهي ترى توأميها يبكون بينما عبير اختفت …ركضت عندهما وقالت:
-فين عبير يا ولاد؟!
تكلم على وقال:
-جه واحد راكب عربية كبيرة وأخدها معاه بالعافية !!!
……….
بعد ساعة ..
في فيلا شريف ….
دفع الرجل الضخم عبير إليه لتقول عبير:
-أنت ازاي …آه .
صرخت عندما صفـ عها شريف بقوة لدرجة انها وقعت على الأرض ..نظر إليها ببرود وقال:
-أبقي قابليني لو طلعتي من هنا تاني !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
خرج من حمامه وهو يضع منشفة على خصره وتجمد فجأة وهو يراها تجلس على الفراش ..ما أن رأته حتى شهقت بقوة ونهضت وهي تستدير برأسها وتقول :
-ليه بتخرج من الحمام بالشكل ده ؟!
نظر إليها وقال ببرود:
-على أساس ان ده حمامي ودي اوضتي اللي مقروضغ لما تيجي تدخلي تخبطي بس أنتِ عمرك ما هتبطلي تقتـ حمي اوضتي من غير اذن يا ليان …
زفرت بضيق وهي تستشعر بروده وقالت:
-سوري مش هدخل اوضتك بالشكل ده تاني ..أنا خارجة …
وبالفعل كادت أن تخرج من الغرفة مسرعة الا انه امسك ذراعها وقال وهو يتنهد:
-أسف يا ليان مقصدتش اني اضايقك …اقعدي هدخل الحمام البس واطلعلك ونتكلم….
-مش حابة أتكلم ..
قالتها ببرود وهي ما تزال تُشيح بوجهها عنه الا انه اجبرها على النظر إليه بأنه ادارها ناحيته وأحتوى وجهها بكفيه وقال:
-لا هنتكلم …
ابتلعت ريقها وعينيها أسيره عينيه…هزت رأسها بالإيجاب وهي كالمسحورة ليبتسم لها ويبتعد … ثم أخذ منامته دخل للحمام لكي يبدل ثيابه …بينما جلست هى على الفراش بقلب خافق

بعد قليل خرج إليها وهو يرتدي منامته بالكامل ..شعره مبلل ويلتصق بجبينه…شكله هذا جعل دقات قلبها تتسارع …اقترب وجلس بجوارها وهو يقول :
-ها اتكلمي …
أغمضت عينيها وهي تهدئ من دقات قلبها …كان كفها يرتعش وانتبه هو لهذا فأمسك كفها ورفعه لفمه ثم قبله بلطف وقال برقة:
-ليان حبيبتي اتكلمي ايه اللي مضايقك
-موسى أنا من حقي اعرف حاجة عن الماضي بتاعك ..مش معقول الغموض اللي أنت فيه …أنا دايما حاسة أنك مخبي عني.حاجة ورافض تقولها…حاسة أنك خايف…
ارتبك موسى وقال:
-طيب ممكن نأجل الكلام شوية عشان ا…
ولكنها قاطعته وقالت بينما الدموع تتصاعد لعينيها ؛
-لا لا يا موسى مش هأجل حاجة …انت لازم تفهمني فيه ايه ؟!لازم تقولي الحقيقة …مين البنت اللي معاك دي ؟!مراتك.مش كده ..أنا وشوفت صورتها قبل كده معاك برضه وهي راحت فين…ايه اللي حصل في حياتك وخلاك بالشكل ده …قولي يا موسى انت ليه مخبي عليا …
-مش قادر اتكلم يا ليان مش قادر اتكلم قدري تعبي بقا وبطلي زن.لما أبقى مستعد هقولك اللي حصل لكن دلوقتي أنا مش هقدر.أتكلم …
نظرت إليه وقد احتشدت الدموع بعينيها وقالت:
-تمام متتكلمش خلاص يا موسى براحتك …
انسابت دموعها ومسحتها بسرعة ثم أكملت :
-أنا مش هقدر أكمل بالطريقة دي …أنا عمري ما خبيت عنك حاجة …فمش عدل تخبي عني حاجة ..لما تحس أنك عايز تتكلم أنا موجودة ..لكن غير كده لا يا موسى ..
ثم كادت أن تذهب من امامه الا انه شدها إليه وعانقها من الخلف ثم اسند رأسه على كتفها وقال:
-هتسيبيني بعد ما علقتيني بيكي ؟!
-أنا حبيتك يا موسى واديتلك كل حاجة قلبي وثقتي وحياتي لو عايز بس مش عدل ان حد بيدي وحد يأخد كده علطول العلاقات لازم يكون فيها أخذ وعطاء …
ادارها إليه وهو ينظر إليها بعمق …جذب كفها ثم أجلسها على الفراش …سيقول لها الحقيقة..رغم معرفته انه قد يخـ سرها …
أغمض عينيه بقوة وشد على كفها وقال:
-روان ..اسمها روان وكانت مراتي..اتجوزتها …
ارتعشت شفتي ليان وكادت أن تبكي الا أن موسى أكمل:
-وما تت …ما تت هي وحامل في ابني…
-ما تت ازاي ؟!
قالتها ليان بنبرة مرتجفة ليرد هو :
-أتقـ تلت …بأ بشع طريقة ممكن تتصوريها …رجعت من البيت لقيت جسمها واقع على الأرض من غير رأس ..وراسها ..
أختنق صوته وانسابت دموعه وقال بنبرة باكية :
-رأسها كانت معلقة في مروحة السقف !!!
وضعت ليان كفها على فاها بصدمة ثم ابعدت كفها وقالت:
؛مين قتـ لها ؟!
-العصا بة اللي أنا كنت عضو فيها يا ليان هما اللي قتـ لوها!!!!
-أنت كنت مجر م؟!
سألت مصدومة ليرد هو :
-لا كنت أنا الضابط!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان وقع أسيرها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى