روايات

رواية هذا ليس عالمي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي الجزء السابع والعشرون

رواية هذا ليس عالمي البارت السابع والعشرون

هذا ليس عالمي
هذا ليس عالمي

رواية هذا ليس عالمي الحلقة السابعة والعشرون

– شالت الرحم! يا مُري.
صاحت بها زهرا بفزع، سند تميم على أقرب حائط له وقال بحروف خرجت متوترة : طب وهي يا دكتور كويسة؟
ربت الطبيب على كتفه وقال ببتسامة بسيطة: هي كويسة وبخير دلوقت هي وبنتك.
اعتدل الجميع في وقفته وهَم صالح وسأل: بته إية يا دكتور مش قولت إنكم هتجهضوها؟
ابتسم الطبيب وقال: البنت كان ليها عمر، كانت نازلة قاطعة النفس زي ما كنا متوقعين، بس عدا عليها 3 ثواني بالظبط والروح ردت فيها، وهي دلوقت في الحضانة، ألف مبروك.
دَبت الفرحة في قلوب الجميع من جديد، وسأل تميم الطبيب وابتسامة تُرسم على شفتيه بسعادة: طب الزيارة امتى؟
– مش اقل من 8 ساعات عشان تكون خرجت من العناية، والبيبي هتفضل معانا أسبوع لحد ما صحتها تتحسن، متسناش إنها نزلت في التامن، عن إذنكم وحمدالله على سلامتهم.
أنهى حديثه ورحل الطبيب، تنهد تميم بسعادة وقال موجه حديثه للجميع: الحمد لله.
واصل وهو ينظر لهم بغموض: يلا نرجع البيت ونرجعلها كمان ساعتين تكون فاقت.
وافقه الجميع معدا صالح الذي أثر إنه سوف يجلس بجانبها يقرأ لها قرأن، أخذ حاتم رضيعه وعاد لمنزله، بينما طلب تميم من زهرا أن ترجع معه المنزل.
وافقه حاتم وبالفعل رجع تميم المنزل بصاحبة زهرا والجد، وجلس صالح مع نور في المشفى.
*************
وصلوا للمنزل، دخل تميم المنزل حيث كانت اميرة تجلس على الأريكة وتشاهد التلفاز دون أدنى أهتمام لما حدث.
وقف تميم أمام اميرة مباشرة وسأل بصوت عالي: أحكيلي إية لللي حصل يا زهرا بالظبط.
– جاءت زهرا وقالت بتوتر: أحنا كنا قاعدين أهنى، واميرة ندهت على نور وقالتلها إنك عايزهاا، ولما طلعت مخبراش حصل إية.
بدأت الدموع تلمع في عيونها وقالت: محستش بحاجة غير وهي بتصرخ وبتقع من على السلم.
وقفت اميرة أمامهم وقالت بتبرير: أني كنت**
لم تستطع أن تكمل جملتها بسبب صفعة قوية هَوت على خديها من تميم وهو يصرخ بها: مسمعشش حسك اخرسي
أنهى جملته وهو يجذبها من شعرها بعنف ويجذبها أتجاه غرفه متطرفه في المنزل، التي سبق وحبَست فيها نور من قبل.
دفعها للداخل تحت صراخها، أُغلق الباب ثم أتجه لها بعيون تطلق شرار، وصرخ بها بغصب: كده انتِ جبتي أخرك معاياا يا أميررة، وديني ما هرحمك.
ردت عليه بثبات وغضب: انتَ بتتشطر علياا عشان انا مَرة، هي دي الرجوله يا واد الأصول، لااه فوق لنفسك عاد، عمر ما كانت الرجوله بالأيد.
صرخت بأخر كلماتها لكن اخرستها صفعة قوية ضَوَت في أركان الغرفة، وتبعتها صفعات متتالية، وهو يصرخ بها بغضب أعمى: انا مش راجل يا بوااقي الحريم! أني هربيكي يا اميرة، وربي لخليكي تتمني الموت.
تعالت صراخات اميرة في المنزل، واكن دون جدوى، لم يأتي أحد لأنقاذها، أستمر في ضربها حتى جاء صوت زهرا وهي تطرق على باب الغرفة بخوف: هتموت في يدك ياتميم، هتودي نفسك في داهية.
صرخ بها تميم أن تبتعد عن الغرفة، ووقف الترك على الباب بالفعل، جذب أميرة من خصلاتها مرة أخرى وهو يصرخ بها بكل غضب: عملتلك إية يا اميرة عشاان تعملي فيها كل ده، هاا لية ردي عليا.
لم يأتي رد منها فكانت تصرخ فقط من وجع رأسها، ثار عليها أكثر وأنهال عليها بالضرب مرة أخرى ، ظل يصفعها ويركلها بقدمه بكل غضب، والحذام الجلدي كان يهوى على جسدها، وصرختها تعلو في المنزل، ساعة متواصله وهو يشفي غليله منها، وصراختها كل مَدى تعلى أكثر وأكثر ولا يوجد أحد لكي لينجدها من تحت يد ذلك الثور الهائج، ساعة كاملة مَرت عليها حتى أخيرًا رحمَت من تحت يده، أو هكذا كانت تظن قبل أن يقيدها في الفراش، جلس أمامها بغضب وقال وهو يحاول أن يهدا من نفسه: عرفة يا اميرة أني كنت ناوي اطلقك من زمان بس بسبب نور وجدي سبتك على زمتي، بسببهم حصل لمَرتي كل ده.
صرخت بهِ بحده: فكني، فكني يا حيواان، انا اميرة الأحمدي يحصل فيا كل ده!! فكني يا و** يا زباالة
قبض على يده بغضب وصرخ بها: أبلعي لسانك يا اميرة، أني لو سبت نفسي عليكي هموتك في يدي.
ضيق عينه و واصل بشر: وأني مش هنولهالك بالسهولة دي.
نظرت له بتحدي وقالت: مش هتعرف تموتني يا تميم، عارف لية لأنك جبان، جبان اووي يا تميم.
صرخ بها من جديد: أخرسي يا اميرة، اخرسي
صمت هو الآخر، صمت لكي يهدأ من نفسه، ويحاول أن يفكر ماذا يفعل بها ، لكن كسر هذا الصمت سؤال أميرة.
– شالت الرحم وبتك ماتت صُح؟
ذُهل تميم من سؤاله، فَما هو مغزي السؤال؟! هل تريد أن تتأكد من نجاح خطتها؟ أم هو سؤال عابر سألته لكي تشفي غليلها من دُرتها! همس في وسط صدمته وقال: قصدك إية؟
ضحكت ضحكات عالية وهي تقول: امممم، أصل وقعه بسيطة من على السلم وهي حبله في التامن تفتكر إية اللي ممكن يحصل؟ أقل حاجة العيل هيموت ومش بعيد تشيل الرحم كمان بسبب النزيف، تؤتؤ متبصليش كده، أصل انا كنت حسباها كويس قوووي يا تميم
نظر لها بذهول ثم صرخ بها بجنون وهو يتجه نحوها ويصفعها عدة صفعات متتالية: انِ اتجننتي، اكيد اتجننتي، تموتي جنين عشان غيرتك! تموتي جنين عشان تفشي غليلك!
تحسست خديها ثم ضحكت بجنون: هههههههه اتجننت! ههههههه
ظلت تضحك حتى وقفت فاجأة، ونظرت له بحدة ثم صرخت بهِ: آه اتجننت، آه اتجننت يا تميم، عايز تعرف ايه اللي جنني؟ انت.. انت اللي جننتني لما اكون عايشة مع جوزي زي رجل الكنبه مليش أيتها لازمة يبقى لازم اتجن، لما جوزي اللي عايش معايا خمس سنين مبقاش ضايق يبص في خلقتي يبقى لازم اتجنن، لما اكون محرومه من الخلفه والاقي دُرتي في اقل من 6 شهور بقت حَبله يبقي لازم اتجن يا تميم.
صرخت بأخر كلماتها، فَ قابلها تميم بذهول: بس.. بس أني قولتلك يا اميرة، أني صرحتك من الأول، مكدتبش عليكي في حاجة
نظرت له بحقد وصرخت بهِ: وانت فاكر أن دي كانت حاجة ساهلة عليا!! ساهلة عليا أني أسمع جوزي بيقولي أني بحب غيرك! انا بكرهك يا تميم، بكرهك وبكره نور، وهموتهالك، سامع هموتهالك
ظلت تصرخ وتكرر أخر كلماتها، حتى جن جنون تميم مرة اخرى، وأنهال عليها بالضرب من جديد، لم يمر الكثير حتى جاء صوت الجد من الخارج.
– كفاية يا والدي، وافتح الباب
تركها ثم فتح له الباب، ونظر له بعيون تطلق شرار:سيبني يا جدي انت متعرفش الفاجره دي عملت ايه، هي السبب في كل اللي حصل لنور، هي السبب
نظر في الأرض وهو يرد عليه بحزن: سمعت يا والدي، سمعت، خلاص سبها مش هتضيع نفسك عشان وحده متسواش زيها، وفي الأول والأخر دي بت عمتك يعني من دمك، مش هناكل في بعضنا على أخر الزمن.
نظر له تميم بقلة حيلة فَهو على حق في كل كلمة.
نظر له الجد وقال بصرامه: سبها وتعالى وراي يا تميم
بصق عليها ورمقها بستحقار، غلق الباب خلفه و تركها وذهب خلف الجد وهو يتنفس بعنف شديد، بينما اميرة فَظلت تصرخ وتسب فيهم.
**************
في المكتب.
– خير يا جدي
مسح دموعه التي كانت على وشك الهبوط، وقال بحزن: أني اسف يا والدي، كل اللي حصل ده بسببي، لو كنت سبتك تطلقها مكنش كل ده حصل، أني اسف، أني غلط كتير اوي في حقكم كلكم بسبب قرارات خدها وكنت فاكر نها الصُح، أني اسف يا والدي سامحني
رهل نحوه سريعُا، و وقبّل يد جده وقال له بحنان: لااه يا جدي، قطع لسان اللي يقول اكدده، انت طول عمرك كبرنا وكلمتك هي الأولي والأخيره، وعلى طول بتاخد القرار الصُح، مش معنى إنك غلط في كام حاجة يبقى انت كده كل حاجة بتقولها غلط، لااه انت بشر وكل البشر بيغلطوا، ارفع راسك يا حج دهشان، كبير عيلة الدهشان عمرهُ ما يميل راسه واصل.
نظر له بمتنان، فَقبّل تميم يد جده ورأسه، وقال بأسف: أني همشي دلوقت عشان ارجع لنور المستشفي
– استنى يا ولدي، هات المفتاح الأول.
مظر له تميم بحدة وقال: مش هفتحلها يا جدي، واميرة مش هتخرج من أهنى.
رد عليه بتعب: يا والدي دي بت عمتك في للأول والأخر، واللي عملته فيها كفاية، ووعد مني أني هخليها تمشي من طريق واحنا من طريق تاني اننا نرميها ف الشارع وتكون هي من طريق واحنا من طريق احنا، لكن عايزها تفضل قاعدة أهني قصاد عينك وتقعد تمد يدك على حُرمه! لااه يا تميم أني مربتكش على أكده واصل.
خرج المفتاحرمن جيب بنطاله، وضوعه في يده وقال له قبل أن يرحل: أتفضل يا جدي، أعمل اللي انت عايزه، بس عايز أجي ملقهاش في الدار، و ورقتها هتوصلها عن إذنك
أنهى حديثه، وغادر المنزل بأكمله قبل أن ينتظر من جده رد، بينما الجد فًجلس على أقرب مقعد له بتعب وصاح على زهرا، جاءت له سريعًا فَطلب منها أن تفتح لأميرة وتحررها، وأيضًا تجهز لها حقيبتها، أستجابت زهرا لطلباته وهَمت لكي تفعل ما طلبه منها.
*************
بينما في المشفى، حيث دخل لها تميم و والدها.
جلس أمامها بينما والدها ظل واقف بجانب الفراش.
مسك يدها وقال لها بقلق ولهفة: حببتي حمد الله على سلامتك.
تدخل صالح معه وأضاف: حاسة إنك أحسن؟ أجيلك حاجة من برا؟
اعتدلت في جلستها وقال ببسمة باهتة: لا لا انا كويسة، بس هو اية اللي حصل ومالي تع** آهه بنتي فين!!؟
نهت جملتها وهي تحسس على بطنها ثم صرخت، بينما رهل نحوها والدها وتميم وطمئنوها على صغيرتها.
تميم: أهدي يا نور انتِ ولدي يا حببتي.
أضاف صالح ببسمة متوترة: جبتي ملاك صغير كيف القمر يا بتي.
ابتسمت براحة، ثم قالت: اومال هي فين؟ وبعدين انا في 8 ازاي ولد دلوقت؟ هو.. هو انا وقعت من على السلم؟
تبادلا النظرات ثم قال صالح بهدوء: ايوا يا بتي رجلك اتزحلقت، بس جت سليمة الحمد لله وانتِ والبنية بخير.
أكد على حديثه تميم، بينما هي فنظرت لهم بشك، وقبل أن تتفوه بكلمة مسكت الجزء السفلي من بطنها بألم، وبدأت أن تتئوه، نظروا لها بقلق ثم طلبوا لها الطبيب لكي يفحصها، جاء لها سريعًا وفحصها وطلب منها أن تلتزم الراحة والهدوء وإنها تحافظ على أنفعالتها، وقبل أن يرحل أوقفته نور بسؤالها.
– معلش يا دكتور هو انا عملت عملية إية؟
بدل الطبيب نظراته بين صالح وتميم ثم نظر لها بأسفف وقال: أستئصال رحم، كان لازم نشيله عشان تعيشي.
أنهى جملته وغادر الغرفة، بينما تميم فأقترب منها وضمها له من كتفيها وهو يهمس لها.
– نور قولي الحمد لله، قولي الحمد لله أنك انتِ وبنتنا طلعتوا على خير، أحنا.. أحنا ربنا عوضنا عن الأطفال ببنتنا، المفروض تفرحي، هي عندنا عوض عن ميت بيبي، صح ولا إية؟
….
– صح مش كده
….
انسحب صالح من الغرفة بينما تميم فَهز جسدها برفق و واصل والدموع تلمع في عيناه: نور ردي عليا، متفضليش ساكتة كده يا نور، طب أصرخي، عيطي، اعملي أي حاجة يسمتفضليش ساكتة اكده.
نظرت لتميم وكأنها غائبة عن الوعي وهي تحسس على بطنها وشاردت في الاشيء ودموعها تهبط: شلت الرحم!! يعني كمان الحاجة الوحيدة اللي كان نفسي فيها ااحرم منها!
أنهت جملتها وهي تصرخ بهِ وتبكي بهسترية: هو في إية؟ ليه مفيش حاجة في حياتي بتكمل صح؟ ليه كل حاجه لازم تتقلب عليا؟ ليه لما اقول خلاص حياتي هتتعدل تيجي حاجة وتشقلبهالي من الأول، ليه كل حاجة نفسي فيها أتحرم منها؟ ليه يا تميمم ليه؟
دخلها في احضانه سريعًا وهو يربت على شعرها في محولة لتهديئتها وهو يهمس لها ببعض الكليمات: شششش، بس أهدي، ليه كل الأنفعال ده؟ وليه بتقولي كده؟ احنا ربنا محرمناش من الخلفه، ربنا رزقنا ببنت زي القمر، ملاك جميل هينورلنا حياتنا، إية مستخسره إنك تدي كل حنيتك لملاكك لوحده !
واصل بمشاكسة: طب تعرفي بقى أن كده احسن، آه والله، على الأقل ملقيش عيال كتير يشاركوني فيكي، عيال يشاركوني في حنيتك وحبك، كفاية عليا وحدة.
خرجت من أحضانه وهي تبتسم من بين دموعها، وهمست له: بس محدش يقدر يشركك في حبي ليك، انا منغيرك ولا حاجة، منغيرك مكنتش هعرف أتحمل الخبر ده، حد غيرك كان قلب وشه على مراته وفكر إنه يطلقها، او يتجوز غيرها، انت صعيدي وأكيد نفسك في ولد يشيل اسمك، بس انت معملتش كده، ربنا يخليك ليا.
قبّل يدها بحب ثم همس لها هو الأخر: انا اللي المفروض اشكرك على وجودك في حياتي يا نور، مكدبتش لما قولت إنك نوري، انتِ اللي نورتيلي حياتي من يوم ما دخلتيها، ويعني إية ولد أو بنت ما أي طفل منك هيكون حتة مني ومنك، طب تعرفي بقى ان القردة اللي جوة دي هتبقي عندنا بميت راجل وبميت طفل كمان، وبعدين خلاص بقي كفايه نكد
مسحت دموعها وقالت ببتسامة: طب هاتلي بنتي يلا، ودخل بابا عشان هو سبنا وخرج.
قبّل جبينها وخرج لكي يسأل الطبيب إذا كان يستطيع أن يجلب أبنته إلي هنا أم لا، لكن وافق الطبيب وجلبها لهم بالفعل، حمل طفلته، ذلك للملاك البريء، فَهي منذ ما آتت للحياة وهو لم يراها، ضمها بين دلوعه، ودخل بها لنور ودخل خلفه صالح.
مد يده بالرضيعة وهو يقول بحذر: سَمي يا نور.
تناولتها منه، ثم أشارت لولدها أن يحملها، اخذها منها بحذر شديد، وقد لمعت عيونه فاجأة مع فتح عيون الرضيعة، ابتسم بعشق وهو يقول: دي فتحت عينيها، دي عنيها ازرق زيي يولاد، حبيبة جدها وخده عيوني.
ضحكت نور بخفوت على ملامح تميم وهو يداعب الصغيرة، بينما نور فعقدت ملامحها مثل الأطفال بتذمر: خلاص بقى هات اشلها شوية، اقترب منها، وقال لها بكبرياء قبل ان يعطيها الصغيرة.
– اتفضلي يا ستي، بس متتتوديش علي كده، حبيبة قلب جدو هتفضل معايا على طول.
اخذتها منه وهي تضحك، ثم قالت: أنا زي امها برضه
ضحك للحميع بينما نور فَضمت الرضيعة لصدرها بعشق يفيض بها، وقربتها من فمها وظلت تهمس لها: بقى انتِ اللي كنتي في بطني، انتي عوض ربنا.
ضمتها لصدرها اكثر و واصلت: آه يا حتة مني، كنتي هتروحي مني لولا كرم ربنا.
نظرت لتميم ولوالدها وتسألت: هنسميها إية؟
جلس بجوارها تميم وقال وهو يربت على رأس الصغيرة برفق: الأسم اللي تختاري يا نوري.
نظرت في عيون صغيرتها، ثم قالت ببتسامة واسعة: احنا كنا متفقين على وعد، بس لا انا عايزة اسميها روح، عشان هي هتبقى روح البيت.
ابتسم تميم وهمس: روح، حلو اوي، أي رأيك يا عمي
ابتسم صالح وقال: جميل اووي
جاءت الممرضة وطلبت أن تأخذ الصغيرة للحضانة مرة أخرى، أخذتها منهم و ذهب معها صالح لكي يتأكد إنها وصلت لسريرها في الحضانة بسلام، بينما عند نور في الغرفة، فَاعتدلت في جلستها وقالت لتميم بنبرة جادة.
– تميم انا ليا طلب عندك.
جلس بجوارها على الفراش وقال: أأُمري.
– انا عايزه اسيب الصعيد، انا زهقت منها، من يوم ما جيت هنا ومفيش حاجة بتحصلي غير المصايب ووجع القلب، حتى في الأصل لما جيت هنا كنت جاية غصب عني، طول الوقت وانا حاسه أن ده مش مكاني، ده مش العالم بتاعي، حاسه أني جيت هنا غلط يا تميم، من فضلك انا عايزة ارجع إسكندرية، مش عايزة اعيش هنا تاني يا تميم
رد عليها بمشاكسة ومزاح لكي يخفف ذلك الأجواء: يعني جوازنا طلع مصيبة يا نور! ماشي يا نور مكنش العشم يا بت عمي.
ابتسمت ومسكت يده: مصيبة! دي أخلى مصيبة على كده، ده مفيش حاجة كويسة حصلت في الزفت ده كله غير أني اتجوزتك و اتعرفت على زينة وزهرا.
نظرت له بعينان مُترجتان: هآ يا تميم موافق؟
نهض واقترب منها وقبّل جبينها وهمس لها: موافق، موافق يا نوري، أول لما صحتك ترجعلك هنرجع على إسكندرية، وهناخد شقة هناك، انا أهم حاجة عندي يا نور هي أنك تكوني مبسوطة، ومتحسيش ابدًا أنك مغصوبة على حاجة.
ابتسمت له بحب و دخلت بين أحضانه، هبطت دموعها في صمت بينما هو فَظل يربت على خصلان شعرها بحنان ودموعهُ تهبط معها، فتح عليهم صالح الباب، فَشاهدهم ينامون في أحضان بعضهم، ابتسم ثم أغلق الباب وأتجه نحو المنزل، فَهو أطمئن على أبنته، وحفيدته أيضًا.
**************
مرت الأيام حتى أسترَدت نور صحتها مرة أخى، وتميم قام بطلاق أميرة وطَردتها من المنزل، وتحذرها أن إذا فكرت مجرد تفكير أن تفعل شيء أخر لعائلة الدهشان سوف تكون حكمت على نفسها بالهلاك.
هبط من على الدرج ومعه حقيبة سفر كبيرة، ونور خلفههُ تحمل الصغيرة.
وقف الجد في بهو المنزل وقال بحزن: خلاص يا ولاد ناويتم أنكم تمشوا خلاص
ثبت الحقيبة على الأرض، وأقترب من الجد وقبّبل يده: سامحني يا جدي، بس نور مش مرتاحه هنا، وخصوصًا بعد اللي حصل، و انا عايز أريحها، و مش عايزها تكون قاعده فى مكان غصب عنها، كفاية إنها كانت جاية من الأول غصب.
اقترب صالح من أبنته وعانقها بحنان شديد: سامحيني يا بتي، كل اللي حصلم ده بسببي، لو مكنتيش جيتي هنا من الأول مكنش كل ده حصل، انتِ أتبهدلتي كتير جووي بسببي.
مَدت أناملها ومسحت دموعهُ التي كانت على وشك الهبوط، وقال بحنان وهي تسمك وجهه بيدها: متقولش كده، كل ده تَدبير ربنا، يعني لو مكنتش جيت هنا مكنش زماني متجوزه تميم دلوقت.
دعبته في وجنتيه وقالت بمشاكسة: طب بزمتك انا كنت ممكن ألاقي حد يحبني أكتر من تميم؟ وبعدين كل اللي حصل ده قدر ربنا، يعني ملناش دخل فيه يا حبيبي، وأي حاجة حصلت زمان خلاص نسيتها.
قَبّل رأسها بحنان، وهو يبتسم لها، عانقها وهو يقول لها: خلي بالكم مـن نفسكم، وأبقوا تعالوا زورونا كل شوية متقطَعوش بينا يا بتي.
حمل الصغيرة وهو يداعبها ويقول لها: هتوحشيني يا رووح جدو، هتوحشيني جووي.
ضحكت له الصغيرة ببراءة وهي تشيح بيدها في الهواء: بينما نور وتميم أبتسموا لهم، تدخلت نور وهي ترى الجد يأخذ الصغيرة من أبيها.
– و الله يا جماعة احنا كل شوية هنط عندكم، وهنزهقكم كمان، وانتوا كمان لما تكونوا في إسكندرية عدوا علينا، انتوا كده كده بتسفروا كتير.
أعطى لها الجد الصغيرة وهو يقول ببتسامة: أكيد يا بتي، يلا اتكلوا على الله عشان متتأخروش.
عانقت الجد وأبيها وفعل مثلها تميم وقبل أن يرحلا كانت دخلت زهرا عليهم وعلى ذرعها رضيعها حمزة، رهلت نحو نور سريعًا وعانقتها وهي تبكي.
– هتوحشيني يا نور، هتوحشيني جووي
ضمتها لها أكثر وهمست لها: هتجيلي يا زهرا مش كده
خرجت من احضانها ومسحت دموعها: اكيد يا خيتي، أكيد.
تقدم حاتم من تميم ودوعه أيضًا، ثم ودعا الجميع تحت دموع البعد وحزن البعض الأخر، غادروا الصعيد بأكملها وها هم في طريقهم إلي عروس البحر الابيض.
***************
NORA SAAD
عاد حاتم وزهرا لمنزلهم، كانت زهرا تجلس وملامح الحزن تكسو ملامحها، أقترب منها حاتم وهو يقول لها.
– مالك يا حبة القلب؟
نظرت له بعيون تملئها الدموع: نور سافرت إسكندرية يا حاتم، مبقاش ليا حد أهني.
– لاه يا زهرا، انتي ليكي جدك وعمك أهنى، لية بتتكلمي أكده كأنك مقطوعة من شجرة؟!
نفت حديثه سريعًا وقالت: لاه لاه، ربنا يطول في عمرهم، انا قصدي
تنهدت وقالت بحزن: قصدي أن طول ما محدش في البيت أني رجلي مش هتوديني على هناك، يعني مش هروح أقعد مع جدي يا حاتم ولا مع عمي صالح، أني لو روحت هروح أسلم عليهم وأمشي طوالي، يعني هيبقى زيِي زيِي المقطوعين بالظبط، انت فاهمني؟
صمت وخدها في أحضانه، ثواني مرت عليهم هكذا، حتى خرجت من أحضانه وهي تقول:
بقولك إية يا حاتم، أي رأيك إننا ننقل على إسكندرية احنا كمان زي نور، أصل هيبقى لينا مين أهني؟ وانت عارف مليش صحاب مكنش ليا غير نور وأهي سفرت، وانت كان ليك واد عمك وأهو هو كمان هيتجوز في إسكندرية، يعني مبقاش لينا حد واصل أهني
نظر لها حاتم بتفكير وقال: انا اصلًا كان جايلي شغل في إسكندرية من كام شهر بس مجاش في دماغي أنك هتوافقي.
نظرت له بفرخة شديدة وقال برجاء: أهو تبقى جاية من عند ربنا، وحياتي يا حاتم وافق، وحياتي.
نظر لها بحب وقال لها: خلاص يا زهرا هكلم صاحبي اللي كان جايبلي الشغل وهبلغه أني موافق، وهخلي يدورلي على شقة زينة نسكن فيها هناك.
أنهى حديثه ونظر لعيون زهرا التي كانت على وشك البكاء من السعادة: مبسوطة؟
دخلت في أحضانه سريعًا وهمس له بعشق: بحبك، بحبك جووي جووي.
نهضت سريعًا وهي تقول بسعادة: أني هروح أكلم زينة ونور عشان أبغلهم.
ضحك عليها بشده، وظل يلاعب صغيره حتى تعالت الضحكات أكثر وأكثر في المنزل
**************
مر 3 سنوات كاملين على أبطالنا، كان يعيش الجميع في سعادة، وحالة سمية كما هي مُنذ سنوات طويلة، فَالجميع فقد الأمل أنها تعود مرة أخرى للحياة، أنتقلت زهرا وحاتم إلي الإسكندرية، وتميم قام بشراء عمارة من خمس طوابق له هو وحاتم وزين وحسام، وجميلة والدت نور أيضًا سكنت معهم بعد ألحاح من تميم عليتا، فَتميم هو من أصر على ذلك القرار، فَهو حب إنهم يجتمعوا في منزل واحد، وأصبح عُمر “روح” 3 سنوات، وحمزة يكون أكبر من روح بشهرين فقط تقريبًا، وزهرا الآن تشيل في رحمها من طفلًا جديد من حاتم، وها هي في الشهر الخامس من الحمل، فات ثلاث أعوام وحان الوقت المنتظر، جاء موعد زفاف العروسين، الذي سبق وتم تاجيله رغبه من زين لأنه كان لم ينتهى من تكوين نفسه، فَطلبت زينة من الجد تأجيل العرس وهنا أصرت أن تأجل عرسها أيضًا، فَهم قررا أن يتم زفافهم في يوم واحد، وقد جاء اليوم المنتظر،
في أحد الفنادق، وخاصةً في غرفة العروسين.
أقتحمت نور الغرفة وهي تصقف وتغني: لولولوي، وياللي على الترعه حود على المالح
أبتعدت هنا عن الفتاة المسؤلة عن تزين وجهها، وردت على نور: وسطي بيوجعني
فعلت زينة كما فعلت هنا وردت عليها : من إية
هنا: وسطي بيوجعني
تدخلت بينهم زهرا وهي ترد: من إية
طبلت نور وهي ترد عليهم: وسطي بيوجعني من رقص امبارح
– طب سكسك سكسك باللمون وانا بحبك يا مجنون وسكسك.
دخلت عليهم جمية الغرفة وهي تغني معهم.
– سكسك
– سكسك سكسك بالتفاح وانا بحبك يا فلاح وسكسك
– سكسك
ضحك الجميع على دخول جميلة لهم، توالت الترحيب بها، وظلوا يغنون أيضًا لكن صمتوا عندما تكلمت الفتاة المسؤلة عن الميكاب بعصبية: يا أنسة بقى اثبتي هتبوظي كل اللي انا عملته.
ردت عليها هنا بتذمر: في إية يا جدع ما براحة هو انا اتكلمت!
نظرت زينة لهنا بستحقار مصطنع وقالت بتكبر: أي ضاا! أي ضااا!! انتِ أزاي سيباها تكلمك كده؟!! لاا لاا مينفعش خالص اللي بيحصل ده، شوفي شوفي البنوتة العسل اللي بتعملي الميكاب، منا بعمل زي ما انتِ بتعملي أهو وأكتر ومكلمتنيشش، آخييي شكلك وحش اووي بجد.
نظرت لها الفتاة بفم مفتوح، وكادت أن ترد عليها لولا صوت نور التي جاء وفاقهم من ذلك الذهول: في إية يا بوتجاز؟ ما تهدي يا مناار مش كده.
ثم واجهت حدثها للفتاتان: وانتِ ياختي انـتِ وهي شهلوا شوية العرسان على وصول
ضحكت زهرا وجميلة عليهم بشده وضحك الجميع معهم، بينما قالت زهرا: إية يا بنات مش هتغنوا
طبلت نور من جديد وبدأت تغني: والحله على الباجورر عَشي عياالك.
أبتعدت زينة عن الفتاة مرة أخري وهي تغني مع نور: انا رايحة بيت ابويااا مش رجعااالك.
ظلوا يضحكون تارة، ويغنون تارة، ويتشاجرون تارة أخرى، حتى وصلوا العرسان، وجاء معهم حاتم وتميم وأخذوا زوجتهم أيضًا، جاء كل عريس وأخذ أميرته، حيث كانوا جميعًا يلبسون فستان زفاف بسيط، من نفس التصميم فَكان ضيق بأكمله وبهِ ديل طويل ويزين رأسهم تاج بسيط أخذ كل أمير أميرته مُتجهين إلى القاعة، لكن الغريب أن جميعهم نزلوا القاعة وهم يُزيفون! حتى حاتم وزهرا وتميم ونور، فَهم تم زفافهم مع العرسان أيضًا، تم عقد قرأنهم على خير، وأحتفل الجميع إذا كان بالرقص، أو بالغناء، أو أي شيء يمكن أن يفعل في ليلة مثل هذه، وأخيرًا جاء وقت الرقص الثنائي، تقدم كل شخص من معشوقته وأخذها وتقدما إلى ساحة الرقص.
*************
كان حسام ينظر لعيون هنا بعشق شديد، ابتسم وهو يقول لها: أخيرًا أتجوزناا يامطلعه عيني.
نظرت في الأرض بخجل وهي تقول: أصلك صعبت عليا فَقولت أتجوزك واكسب فيك ثوااب
ضحك وضمها له ثم همس لها: ده مش أي ثواب، ده انتِ هيكون ليكي الجنة عشان عرفتي تلميني
ضربته بخفه في ضهره، وقالت: قصدك إية يعني؟
ضمها له مرة أخرى وهمس لها: قصدي أني بحبك يا هنا، بحبك فوق الحب حب.
دفنت وجهها في أحضانه وهمست له بعشق: وهنا بتعشقك يا حسام
***********
كان ينظر لها بعشق كل لحظة لكي يتأكد أنها أصبحت في أحضانه حقًا، أقترب منها وهمس لها: مكنتش مصدق أن اليوم ده ممكن يجي أكده بسهوله، مش مصدقك نفسي يا بت الناس.
تجاهلت حديثه تمامًا ونظرت له بعشق فاض بها: يخرب بيتك يا زين.
ضيق عيناه وقال لها بتعجب: في إية عاد؟
طوقت عنقه بين يديها وهمست له: أصلك مزز اوي انهاردة
ضحك ضحكة رجولية وقال لها: يخربب عقلك، إية ما بتختشيش عاد
زمت شفتيها بتذمر طفولي وهي تقول: تصدق أن انا غلطانة أني قولت أرفع من روحك المعنوية.
رفع وجهها له بِ أنامله وقال لها: أني بهزر وياكي، انتِ تقولي اللي بدك، أني ملكك ومن حقكك تقوليلي كل اللي بدك، وكمان ساعة هيكون مقفول علينا باب أوضة وحدة أبقي قولي اللي بدك وقتها.
انهى جملته وهو يغمز لها بوقاحة، خجلت منه بشدة، رفعت وجهها له وهي تنظر في عيونه بحب شديد: تعرف يا زين، انا مش بجحه ولا مش بتكسف زي ما انت فاكر، بس انا بكون كده معاك انت، لما بكون معام بحس أني عايزه أجبلك نجمة من السما، بكون عايزة أجمع كل كلام الغزل اللي في الكون عشان أعبرك بي عن حبي ليك، انت طول الوقت بتحاول تعمل كل حاجة وأي حاجة عشان بس تفرحني وتشوف ضحكتي، وانا مش عرفها اعملك أي حاجة، بحاول على الأقل أفرحك بكلامي ليك.
ضمها له وهمس بعشق: بس وجودك معايا كفاية اووي عليا يا زينة، و كلامك اللي بيكون طالع من قلبك ده كفيل يخليني طاير من على الأرض طير.
رفع وجهه ونظر في عينيها وقال بعشق يفيض بهِ: ده كفاية عليا نظرة الحب اللي بشوفها في عينك، كفاية عليا أشوف ضحكتك مالية وشك ومنوراه، مش لازم تقولي أو تعملي حاجة عشان تعبري عن حبك ليا، كفاية عليا اللمعه اللي بتكون في عينك و انتِ ومعايا يا زينة، وصحيح انتِ زينة جووي جوووي جووي انهاردة، شكلك كيف الأميرة بالظبظ.
لم تنطق بشيء بل أكتفت بضمه لها أكثر، همس لها وهو يحسس على خديها برفق ليمنع دموعها التي كانت على وشك الهبوط: بحبك، بحبكك اووي يا زينة قلبي
دخلت مرة أخرى في أحضانة وهمست له: وانا بعشقك يا قلب زينة
*****************
كان حاتم ينظر لبطن زهرا التي بدأت في البروز، قال وهو يشير على بطنها المنتفخة: والأستاذ هيشرف ميتى؟
نزلت يدها من على عنق حاتم وحضنت بها بطنعا وقالت: قريب بإذن الله
لفت يديها على عنق حاتم مرة أخرى وهي تقول بشرود: مش مصدقة أن كل ده حصل بجد يا حاتم، مش مصدقة إننا بنرقص دلوقت وسط كل الخلق أكده، مين كان يصدق أن كل ده كان ممكن يُحصل
ضمها له وهو يقول: عشان ربنا بيحبني بس خلى كل ده حُصل، أني حياتي مبقاش ليها معنى غير لما انتِ دخلتي فيها يا زهرا، مش عارف كانت دماغي فين لما فكرت أني ممكن أذيكي أو متجوزكيش مثلًا، كل ما أفتكر اللي حُصل، وأفكر أني كنت ممكن مسمعش حديت نور بتخنق، بتخنق بحس أني هموت من مجرد التفكير
وضعت يدها على فمه وهمست: هشش إية الكلام العفش ده! بعد الشر عليك من كل شر، انا وانت غلطنا زمان وربنا هو اللي صلحلنا غلاطنا، عارف لية يا حاتم؟
مسك كف يدها وقبلها وقال: لية يا قلب حاتم.
مالت رأسها على كتفه وهي تقول: عشان انا وانت أتعذبنا كتير في حياتنا، ومشوفناش حاجة وحدة زينة في حياتنا، وربنا مش بسيب عبده يتعذب أكده طول عمره، لاع لازم يعوض عبده شوية، وفعلًا ربنا عوضنا على كل التعب والمرمطه اللي شوفناها في حياتنا، وحقيقي كان أحلى عوض من ربنا ليا.
ضمها من خصرها له وهمس: بحبك يا عوضي في الحياة، ربنا يخليكي ليا انتِ وحمزة، والقرد اللي لسه مجاش
ابتسمت وضمته لها أكثر وهمست: بحبك جووي
*****************
أما حمزة صاحب الثلاث أعوام وهو يمسك يد روح ويرقص معها بعشوائية، في محاولة لتقليد من حولة.
كام يمسك يدها وهي تضع يدها الصغيرة على كتفيه، نظر في عيونها وقال بتلعثم في الحديث: تعرفي أنا لما أكبر هخليكي تلبسي فستان فرح زي اللي عمته زينه وهنا لابسه، وانا هلبس بدله زي عمه حسام كده، ونتجوز زيهم، وهعملك فرح كبير زي كده، لاا لاا انا هعملك فرح اكبر من كده.
رووح وهي تضع يديها حول عنقه وتقول بتلعثم أيضًا: ايوا يا حمزة، وانا كمان مش هتجوز حد غيرك لحد ما اكبر عشان انا بحبك انت.
نظر لها ببراءه وقال: وانا كمان بحبك اووي يا روح، و أوعدك أني لما أكبر وأكون قد بابا كده هتجوزك واعملك فرح كبير اوووي، واحسن من ده كمان
ضحكت له ببراءه شديدة وهي تأيده وتقول: وانا هستناك ومش هتجوز غيرك يا حمزة
**************
كانت نور تنظر على الأطفال وتضحك بشدة، تشبث في عنق تميم أكثر وهي تقول: شوف يا تميم حلوين ازاي، بجد شكلهم عسل اووي
نظر لها بعشق وهمس: تؤتؤ، انا مش شايف حاجة حلوة هنا غيرك.
خجلت نور بشده وطأطات راسها للأسفل وهي تقول: بجد يا تميم مش عارفة مين غيرك اللي كان ممكن يستحملني وانا كده، بجد ش**
قاطعها تميم وهو يضع يده على شفايفها: هشش، بس هبل، ايه وانتِ كده دي!! إية عشان انتي زي الأقمر يعني فَمستكتره نفسك عليا!
ابتسمت له بحب وقالت: بجد انت احسن عوض من ربنا ليا، مش عارفة لو مكنتش ظهرت في حياتي كان ممكن يحصلي إية؟ بجد شكرًا ليك أنك في حياتي
ضمها له وهو يمهس: هو انتِ ليه مش فاهمة أنك حب حياتي، وحب طفولتي يا نور، انا من ساعة ما وعيت على الدنيا وانا مش شايف غيرك، حياتي كانت فاضية و انتِ اللي ملتيها فرحه وبهجه، انا بيتهيألي لو مكنتش عرفت أتجوزك كان زماني حصلي حاجة!
نظرت في عيناه بعشق: هتفضل تحبني؟
ثبت عيناه عليها وهمس لها بعشق يفيض منه قلبه.
– سوف أظل أحبك
– حتى تحترق النجوم وحتى تفنى العوالم..
– حتى تتصادم الكواكب وتذبل الشموس..
– وحتى ينطفئ القمر، وتجف البحار والأنهار..
– حتى أشيخ فتتآكل ذكرياتي..
– حتى يعجز لساني عن لفظ أسمك..
– حتى ينبض قلبي للمرة الأخيرة..
– فقط عند ذلك رُبما أتوقف
– رُبما…(مِن “ما وراء الطبيعة”)

تمت…

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى