روايات

رواية هذا ليس عالمي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي الجزء الحادي والعشرون

رواية هذا ليس عالمي البارت الحادي والعشرون

هذا ليس عالمي
هذا ليس عالمي

رواية هذا ليس عالمي الحلقة الحادية والعشرون

-: بص يا حاتم، انت عايز تنتقم من عيلة الدهشان مش كده؟ طيب وانا بقى بقولك إنك مش هتعرف تكسرهم، ولا تنتقم، فَ انت معندكش غير إنك تسمع كلامي، و تنفذ اللي هقوله.
هكذا قطعت نور الجميع بكلماتها ، نظر لها حاتم بتركيز، و تعجب من هدوءها هذا: اللي هو إية؟
نور: اسمعني كويس انت على حسب كلامك انت بتحب زهرا صح
طأطأ رأسه للأسفل وقال بحزن: ده أني بعشقها
نور بنفعال وصراخ: ومدام بتحبها عايز تعمل فيها كده لية يا مُتخلف؟!! انت كدة كنت هتكسر زهرا مش سمية، غبي، اكبر غبي، هو انت فاكر إنك بتكسر سمية! سمية لو عرفت اللي بينكم مش هيتهزلها شعراية وحدة حتى، انت كنت هتكسر حببتك مش حد تاني، أو بالفعل انت كسرتها بالكلام اللي قولته لها.
أخذت نفسًا عميق لكي تهدأ من نفسها، ثم واصلت: اسمع، انت هتيجي تطلب نور انهاردة من جدي و أمها، وسيب الباقي عليا، أتفقنا؟
رد عليها بسخرية: هه! وكده هما هيوافقوا عااد؟!
ردت عليه الأخرى بشر: لا دي بقى بتاعتي انا، ملكش داعوة انت، اللي عليك أنك تيجي انهاردة بليل بلبس محترم وفي أيدك زيارة تليق ببنت الدهشان، وتطلب أيد زهرا بكل شغف و تمني، وليك عليا أنك أخر الشهر تكون متجوز زهرا قدام البلد كلها اتفقنا؟
حاتم بتفكير وعدم أقتناع: ايوا يعني كيف اللي بتقولي ده؟!!
ردت عليه بتهجم: سمع يا حاتم لو لسة بتفكر إنك عايز. تنتقم، وعقلك مصورلك أن الأنتقام ده هيحصل من خلال زهرا، فَ انت غلطان، لأن كل اللي هيعملوا وقتها إنهم هيموتوا زهرا ويموتوك بعدها، منغير ما حد يحس بيكم اصلًا، ويعيشوا هما زي ما كانوا عايشين في الأول عادي جدًا، وأفتكر لما قريبك خطفني تميم عمل فيه إية، هو مش كان قريبك برضه؟
-انتي عرفتي منين اللي حصله
ردت عليه بستنكار: ميخصكش، أتمنى تعمل حاجة وحدة صح وسط العك ده كله يا حاتم، وعلى الأقل تكون طلعت بحببتك وسط كل اللي حصل دة.
حاتم بتفكير: وأني موافق، وهعمل اللي قولتي عليه، بس متنسيش إنك انتي كمان تكوني قد كلامك معاي وتنفذي وعدك ليا، عشاه لو متنفذ أني اللي هتصرف وبطريقة تانية
نور بتجاهل: بغض النظر على التهديد اللي أتقال في الأخر وهعمل نفسي مخدش بالي، بس تمام أتفقنا.
تدخل حسام أخيرًا بسخرية، وقال: خلصتوا؟
نور بنفس لهجة السخرية التي يتحدث بها: آه في حاجة؟!
رد عليها بعصبية بسبب ذاك الهدوء المستفز: هو انتِ اتجننتي يا نور!! مين ده اللي يتجوز؟ هو انتي فكرة أن العيلة هتوافق علي الهبل ده؟! يا شيخة ده كفاية تميم، ده لو لمح حد من عيلة الدهشان بس هيشرب من دمه بسبب اللي عملوا هو والكلب أبن عمه أخر مرة، ولا نسيتي؟!
ردت عليه وهي تجذب زهرا أتجاه الباب: و دي شغلتي انا بقى ميخصكش، و يلا يا حسام أنجر لو سمحت خلينا نمشي.
نظر لها ببلاه، وهو يكاد أن يقع مشلولًا بسبب تصروفات تلك الغبية، كما أطلق عليها، هتف بستنكار: انتِ يا يبنتي ، هو مش انا بكلمك.
تحاهلته مرة أخري وهتفت وهي تخرج من باب الشقة: متنساش معدنا يا عريس بقى
ثواني وكانت هبطت الدرج هي و زهرا تحت نظرات حسام الغاضبة، ثم صعدوا السيارة في أنتظار حسام.
أىي لهم حسام و صعد السيارة بعصبية، ثم قال: ممكن افهم إية الجنان دة؟!
نور بتجاهل للمرة الألف تقريبًا: اسمعي يا زهرا، انتِ هتروحي البيت دلوقت، وهتبلغي جدك أن في عريس هيجي يتقدملك بليل، وبس كده يا ستي، طبعًا هو هيسألك دة مين و ابن مين وكده، هتعملي إية وقتها بقى، هتسيبي وتمشي، انتي و بتقولي له أن حسام هو اللي يعرف، لأن العريس من طرف حسام.
حسام بيسمة غبية: حسام مين لمؤخذه؟!!
نور ببسمة متسعة مثله: انت
حسام وقد تبدلت ملامحه لأخرى حاده غاضبة: شكلك اتجننتي بجد يا نور.
نور بتجاهل لعصبيته: فهمتي يا زهرا؟!
هزت رأسها بالأيجاب، ثم أنطلقت نور بالسيارة مُتجهه نحو منزل زينة، تحت صمت الجميع، فَكان صوت أنفاسهم فقط هو المسموع في السيارة.
سكنت السيارة أخيرًا امام باب المنزل.
هبطت من السيارة وهي تقول: روح زهرا يا حسام و اعمل اللي اتفقنا عليه، وابقي عدي عليا على الساعة 6 كده، عشان نستقبل عريس زهرا
أشاح بوجهه بعيدًا ثم دور محرك السياره وأستعد الأنطلاق وهو يقول لها: قولي يارب.
أنهى كلمته ثم أنطلق بالسيارة نحو منزل الحج دهشان.
**************
NORA SAAD
أما في مكان أخر.
– آه مش تفتح يا أعمي انت
رد الأخر بعصبية: وااه ده انتي اللي خبطي فيا! إية مشيفاش عاد؟!
زينة وهي تنظر له بتركيز شديد: انا شوفت الخلقة دي فين قبل كده؟
زين بحدة، وهو لم يلاحظ أن تلك الفتاة هي التي خطفها حاتم أبن عمه سابقًا: ما تتحشمي يا حُرمه، أما حريم قللة الرباية بصحيح
زينة وهي تصرخ في وجهه: عرفتك يا حيوان يا زبالة، ألحقوناااي، بيتحرش بيا ألحقوناااي.
أنهت صرخها وهي تتشبث في سترته بغضب، صرخ الآخر في وجهها وهو يتلفت برأسه بخوف: بس بس هتفضحينا، أسكتي ابوس يدك
وقبل أن يركض عليها رجال المنطقة، كان جاء شخص مُقنع يقود دراجة نارية بسرعة كبيرة، لحظات وكان يجذب من يد زينة حقيبتها وفرر بعيدًا عنهم، و أخيرًا أجتمع رجال الحي حول زينة علي أثر صراخها.
زينة وهي تفلت يدها من سترة زين وتصرخ بأعلى صوت: أععععععع شنطتي!! اعااااا، الحقوناااي
تحدث رجل كبير في السن و قال: مالك بش يا بتي؟!
زينة وهي تصرخ في وجه الرجل: انت مشوفتش الحيوان اللي سرق شنطتي!!
ظل الجميع ينظر لهم دون تدخل، ويشاهدون ما يحدث بأعينهم فقط، رد زين وقال لها بصوت منخفض: ما انتي لو كنتي سبتيني من بدري كنت مسكته.
صرخت بهِ وهي تتشبث في ملابسه مرة أخرى وهي تكاد أن تبكي: شنطتي، اعععع شنطتي هاتلي شنطتي.
تدخل رجل آخر و قال: شكله كده هو ده الحرامي، علموا الأدب يا رجالة.
أنهى كلماته وهو يرفع صوته، و يوجه حديثة للرجال المُجتمعة.
زين بخوف وهو يرجع خطوات للخلف بعد ما فلتت زينة يدها: استهدوا بالله بس يا رجالة، مش أني الحرامي لااه.
ولكن لا حياة لمن تنادى، فَكان صدر قضاء الله(والواد اتفرم 🙂)
صرخت زينة بهم، لكي تخلص ذلك الفتى من يدهم: يا لهواي، مش دة يا عم، مش دة الحرامي أصبر بس، يختااي بلااش عينه لأ، آهه عينه طارت خلاص.
صرخت بهم مرة أخرى وهي تقول: طب بقولك إية يا عم ركز بقى على درعه، أيوا أيوا دة.
توقف رجل من ضمن الرجال عن ضرب زين و نظر لزينة وقال: هي فين شنطتك دي يا بتي الواد معهوش حاجة واصل
ابتسمت بسمة غبية وهي تنظر لزين الذي أصبح مشوه الوجه من كثرة الكدمات: لأ أبدًا، أصل خير يعني بقالي ساعة تقريبًا بقول أن مش ده الحرامي
بدل الرجل نظراته المصدومة بين زينة و زين، وجه حديثه لها وقال: يا خبر أبيض، طب مش تقولي يا بتي
واصل وهو يبذل نظراته لزين الذي يكاد أن يغشي عليه: أسفين جوي يا ولدي، أفتكرناك حرامي والله.
هتف للرجال الذين كانوا يضربون زين وقال: يلا يا رجالة، تشكروا علة وقفتكم.
رحلوا جميعًا، وتركوا زين يسيل في دمائه، و زينة التي تقف تفتح فمها ببلاه.
فاقت من صدمتها على صوت زين وهو يتآواه، مالت عليه بحرج و ساعدته على النهوض: والله ما عرفه اتأسفلك على اللي حصلك والا أقولك تستاهل
زينه وهو يتحدث بصعوبة شديدة: يا شيخه مـنك لله
زينه وهي تسنده لكي يجلس على أحد المقاعد المتوجدين في الشارع: طب لم لسانك، أنا اصلًا لولا أتي حاسه بالذنب كان زماني سبتك مرمي في الأرض ولا عبرتك.
زين وهو يحسس على كدمات وجه: لأه، كتر خيرك، بس تعرفي اللي خصل ده تخليص حق، ربنا خدلك حقك مني قدام عنيكي يا بت الناس.
ابتسمت له بأصفرار ثم قالت وهي تمد يدها له: بقولك إية أيدك على عشرين جنية.
رد عليها بتعجب: لية عاد؟!
اجابت عليه بستنكار: عشان اجبلك زفت مطهر، وكلك نظر يعني لسة مسروقه قدامك
أخرج النقود من جيب سرواله وقال: أتفضلي
أخذت منه النقود ونهضت، وهي تقول له: أستنى هنا
**************
نعود مرة أخرى لدار الحج دهشان حيث وصلت زهرا.
سمية وهي تمسك يد زهرا بعصبية: كنتي فين يا بت؟
زهرا بتعب وهي تفلت يدها منها: في إية ياما(أمي بالصعيدي) كنت عند صاحبتي
ومع أنتهاء كلمات زهرا كانت سمية تجذبها من خصلات شعرها بغضب: صاحبتك مين دي؟!! ها مين؟! شكلي كدة معرفتش أربيكي يا بت بطني.
زهرا بألم وهي تمسك يد سمية: في إية بس ياما سيبي شعري
سميه وهي تجذبها بعنف اكثر: أنطقي كنتي فين؟
ردت عليها بدموع: هقولك بس سيبي شعري هينخلع في يدك.
سميه وهي تدفعها بحدة بعيدًا: أديني سبتك، هاا كنتي فين؟
واصلت وهي تجز علي سنانها: أنطقي بدل ما أشرب من دمك
زهرا بخوف و دموع: كنت عند نور، هي قالتلي جيلها اقعدي شوية معاها، وأني روحتلها
سمية بشك: و مقولتليش لية؟ وكنتوا بتعملوا إية؟!
– مقولتلكيش عشان خوفت متوافقيش، و كنا بنتحدت سوا عادي، وأول لما زينة جت سبتها وجيت طوالي
سمية بعصبية: طبب اخفي من وشي، اخفيي
ركضت زهرا بسرعة البرق لغرفتها برعب ينهش قلبها، بينما سمية فَ ظلت النيران تشتعل بداخلها.
**************
في مكتب الجد.
تركت زهرا على باب المكتب بتوتر شديد، ظلت تترك تركات منخفضة على الباب حتى سمعت صوت الجد من الداخل يأذن لها بالدخول.
زهرا وهي تفرك في يدها بتوتر شديد: فاضي يا چدي
الجد هو يصب كامل تركيزه في الأوراق التي أمامه: خير يا زهرا في حاچة؟
– اصل كنت عايزه اقولك يا چدي أن في عريس عايز يقابل حضرتك انهاردة
رفع وجهه لها بسرعة كبيرة وهتف بحدة: بتقولي إية يا بت؟!! وده انتي عرفتي فين عاد؟ وعلى اجده قابلك و اتحدتي معاه؟
زهرا بخوف من نبرة صوته، وقبل أن دموعها تَفرّ من عينيها و تفضحها تذكرت حديث نور لها، فَ قيدت دموعها و قالت بنبرة يغلب عليها التوتر: لااه لااه، ده حسام واد عمي هو اللي قالي أبلغك، أني معرفش هو مين من الأساس عن إذنك
و قبل أن يرد علينا كانت فارت هاربه خارج المكتب،
بينما الجد فَ نظر لها بتعجب بعض الثواني بسبب تلك التصرفات العجيبة عليها، ثواني و رجع يركز في عمله مرة أخرى، مرت عليه ساعة تقريبًا حتى أنهى عمله ونهض مُتجه نحو حسام حيث كان يجلس في بندرة المنزل.
الجد وهو يجلس بجوار حسام: عريس مين ده يا حسام اللي جاي لزهرا؟
سعل حسام بشدة، ظل للجد يربت على ظهره وناوله الماء حتى هدأ و قال: ها مين؟
حسام بتوتر: ده ده، آه ده واحد صاحبي، كان عايز يناسبني و قالي إنه شاف زهرا قبل أكده فَ طلبها مني
الجد بتعجب: وانت ازاي تديله معاد منك لنفسك إكده؟!
حسام بتلعثم: أصل أصل، أصل هو مسافر فَكان عايز يجي يتكلم معاك قبل ما يسافر وكده
الطد بشك: واسمه إية دة؟
حاتم بتردد: أسمه، أسمه حاتم
– ايوا حاتم إية؟ من عيلة إية
-عيلة… آه عيلة مين يا واد يا حسام عيلة مين، ايوا عيلة**
وقبل أن يكمل نجاته صوت رنين هاتفه، فَ أستأذن و قام بالرد على المكالمة و مثيل أن ذاك مكالمة مهمة جدًا وأن ذلك الشخص الذي يتحدث معه يريده في أمر هام، بَعَد الهاتف من على أذنه قليلًا وقال بصوت منخفض: عن إذنك يا جدي واحد صاحبي عمل حدثة هروح أشوفه بسرعة عن إذنك
رجع الهاتف على أذنه مرة أخرى و هتف بلهفة أتقن تمثلها جيدًا وهو يخرج من المندرة ومُتجه نحو الباب: ايوا يا عبد الشكور جيلك بسرعة اهوو، لا لا متخفش، هاجي ألحقك إن شاء الله
نظر له الجد وهو يضرب كف على كف و يقول بتعجب: ماله ولد المركوب ده!! وصاحبة مين اللي عمل حادثه و بيقوله استنى هاجي الحقك؟!! هو الواد أتجن!!
ظل يتمتم بعصبية و يسب في حسام، ثم ذهب للعائلة وبلغهم أن يوجد عريس سوف يأتي في المساء لكي يطلب يد زهرا، ورحب الجميع بالخبر مع .
**************
على أحد المقاعد في شارع جانبي، حيث كانت تجلس زينة و زين.
زينه وهي تقطم من الشطيرة، وتأكل بشراهه شديدة: ايوا يعني خطفتنا لية برضة؟!
زين وهو يقطم أخر قطعة من الشطيرة الخاصة بهِ: قولتلك ده موضوع كبير جووي مع عيلتك يا زينة
زينه بإصرار: ولو لو لازم أعرف، وبعدين ما تنساش أني وافقت على الأكل ده لما وعدني إنك هتقولي إية حكايتك.
زين وهو ينفض يده من بواقي الأكل و يقول: حقيقي الموضوع كبير جووي، أوعدك لو انقابلنا تاني هحكيلك كل حاجة.
زينه بتعجب: و انا اقبلك تاني بتاع إية؟!!
واصلت وهي تهتف بحدة: ولا انت استحلتها! لا بقولك ايه مش عشان أتدني فلوس اجيب أكل، ولا عشان انا أتنازلت و وافقت أني أكل معاك تفتكر أني بنت مش كويسة مثلًا، لاا فوق لنفسك يا بابا ده ان**
صرخ فيها بحدة هو الأخر و هو يقول: بااااس إيه ماسوره وانفتحت!!! يباااي، أني كل اللي أقصده أني لو عرفت أجبلك شنطتك من اللي سرقها هبقى أقابلك ادهالك واحكيلك اللي انتي عايزاها، عشان دلوقت الدنيا قربت تدخل على الليل و انتي لازمًا تروحي.
زينة بقتناع: آه، لاء أقنعتني، طب خلاص اتفقنا، بس متنساش تخلصلي حوار الشنطة بتاعتي بسرعة ماشي؟
نهضت و واصلت: وياريت لو لقتها بلاش تلعب في الحاجات اللي فيها، اشطا؟ يلا باي
أنهت حدثها وقبل أن يرد عليها كانت عطته ظهرها و ذهبت.
بنيما الأخر فَظل ينظر لأثارها بابتسامة متسعة، هتف بصوت عالي وهو يلوح لها: مع السلامة.
لوحت له وهي تعطي له ظهرها ثم اتجهت نحو منزلها، الذي كان قريب منها كثيرًا، بينما زين فَ أتجه نحو منزله.
**************
NORA SAAD
في منزل زين.
-واه إية اللي جابك؟ وإية الشياكة دي كلاتها!
حاتم وهو يجلس على المقعد: أني هخطب الليلة
زين بتعجب: كيف عاد؟ ما انت متجوز!
حاتم وهو يشعل عقب السجارة: هخطب زهرا من أهلها أنهاردة يا زين.
زين بتعجب وعلامات الدهشة ظهرت على وجهه: كيف ده!! انت واعي للي بتقوله ده؟
حاتم: هحكيلك يا زين
قص عليه كل ما حدث معه في الصباح، حتى أنتهى وقال: وبس يا زين، هخطبها ولو موافقوش هشوف نور دي هتعمل إية لو معرفتش تعمل حاجة هاخد زهرا وههرب بيها.
زين وهو يربت على كتفه: إن شاء الله هيوافقوا يا واد عمي، ونور دي شكلها كده هتعرف تتصرف معهم
حاتم ببسمة: فعلًا بجد كنا غلطانين لما فكرنا نأذيهم.
حاتم مؤيدًا له: عندك حق، تعرف أني أنهاردة قابلت مين؟
– مين؟
-زهرا بت عم تميم و نور، اللي كنا خطفنها مع نور في اليوم إياها.
حاتم بتذكر: آه آه، وحصل إية؟ وااه مال وشك وإية اللي عمل فيك أكده
زين بضحك: يعني انت ليه واخد بالك دلوجت من خلقتي!
ابتسم وهو يلمس الكدمات التي تنتشر في وجهه، ثم واصل وبدأ يقص عليه كل ما حدث.
سعل حاتم من كثرة الضحك، ثم أخذ نفس وهدأ قليلًا وهو يقول بضحك مكتوم: القلم اللي ضربته للبنيه أتردلك و أكتر شويتين
انهى كلماته وهو يسعل مرة أخرى بسبب الضحك، نجزه الأخر في كتفه وقال بعصبية خفيفة: بقى فرحان فيا يا حاتم!!
ضحك الأخر وقال: معلش بقى يا صاحبي قولتلك متمدش يدك على حريم انت اللي معرفتش تسيطر على اعصابك
– اللي حصل بقى
ربت على فخديه وقال بضحك: تعيش وتاخد غيرها بقى يا صاحبي، المهم هتيجي معاي
زين بنفي: لااه، اجي فين انت عايز نور تطلع زمارة رقبتي، روح انت يا صاحبي وخليني أني لليلة الكبيرة.
ابتسم له الأخر وقال وهو ينهض: طب أني ماشي بقى الساعة داخلة علي 6 اهآه.
نهض الأخر وعنقه بحب وهو يهمس له: مبارك يا صاحبي، ربنا يتتملك على خير
بدله العناق وهو يربت على ظهره: عقبالك ياواد عمي
انهوا السلامات ثم أتجه حاتم إلي ذلك المواجه النارية الذي تنتظره في منزل الحج دهشان.
**************
عند زينة في منزلها.
نور هي وتهنتم ملابسها أمام المرآه: خلصتي يا زينة؟
زينة وهي تلبس الحذاء الخاص بها: آه خلصت اهو
نور وهي تضع أخر لماستها عى شعرها: طب يلاا
زينة بتعجب بسبب هدوء نور: انتي بجد مش خايفة يا نور؟ ده انا حاسة ان الدنيا هتولع انهاردة بسبب اللي هيحصل، حقيقي مش فاهمة انتي جايبه البرود ده منين
نور وهي تجذبها لخارج المنزل: هبقي اجبلك معايا المرة اللي جايه اخلصي هنتأخر.
زينة وهي تغلق الباب: ايوا فعلًا انا عايزة أحضر المدعكة من أولها
هبطا الدرج و قابلوا حسام الذي كان في انتظارهم في الاسفل.
حسام وهو يفتح لهم السارة: أتمنى يكون الجنان اللي بتعملي يكون ماشي على هوى حضرتك.
نور بتجاهل سخريته: هو عمه سالم مش جاي ولا إية
حسام وهو يدور محرك السيارة: عمك سالم رجع القاهرة من الصبح
نور بشرود: طيب يلا اطلع
انطلقت السيارة بسرعة كبيرة إلى منزل دهشان.
*************
أما في الدار، فَ كان الجميع في أنتظار ذلك العريس المجهول.
الجد: الساعة داخله على 6 وحسام الزفت لسة مجاش مش فاهم أني راح في أنهي داهية ده.
تميم بملل: تفتكروا مين عريس الغافلة؟
سمية: كله هيبان دلوقت.
قطع حدثهم صوت رنين جرس الباب الذي صدح صوته في أركان المنزل.
صالح وهو ينظر في ساعة يده: جاي في معاده بالثانية.
نظر الكل لحاتم حيث كان يرتدي قميص أبيض، و سترة سوداء، وحذاء أسود، وكان يحمل أشياء كثيرة من الفاكهة واللحوم وغيرها، فَ هـا هي عوائد الصعيد، فَ العريس يأتي بزيارة للعروس بها تلك الأشياء و اكثر.
نهض تميم لكي يصافحه: أهلًا، أتفضل
قابلهم ببسمه متوترة، حيى الجميع ثم جلس بجوار الجد، ثواني عدت عليهم في صمت، حتى أنهى الجد ذاك الصمت بسؤاله.
-وأنت بقى أسمك إية، وأبن مين؟
تنحنح ثم أجاب بقلق: أني أسمي حاتم، حاتم الأسيوطي
نهض الكل في لحظة وحدة وعلامات الغضب تسيطر عليهم، هتف تميم بغضب وهو يقترب منه: انت بقى يا زبالة شريك صاحبك؟ انت اللي دماغك وزتك عشان تخطف حريم الدهشان؟ لااه وكمان جاي دلوقت تطلب يد بتهم!!
رد عليه حاتم بهدوء وثبات: أهدى يا استاذ تميم، أني جاي في بيتكم عشان اتحدت معكم
الجد بشك دون حديث وهو يشير علي الاريكة بمعنى أن الأثنين يجلسا، جلس تميم على مضض، بينما جلس حاتم بحرج و بدأ الحديث: أني جاي يا عمي أطلب يد بتكم زهرا، وبعتذر عن أي حاجة صدرت مني قبل أكده
تميم بسخرية: ببساطة كدة؟!
واصل بتهجم: هو انت نسيتت انت مين؟!! انت ابن الأسيوطي، أبن الأسيوطي اللي من كام يوم كنت خاطف مَرتي انت و ابن عمك، خطفت مَرتي وأني لسة مخدش حقي منك.
هتف الجد بغضب: أشمعنا جااي تخطب زهرا دونًا عن بنات البلد كلاتها، كيف وانت زي ما قال تميم لسة خاطف مرته، طب تيجي أزاي دي!!
حاتم: أشمعنا زهرا عشان بحبها، بحبها قووي، أما بالنسبة للي حُصل فأني ندمان عليه، وبقدم اعتذاري ليكم
نهض صالح بغضب جحيمي، فَ هو حاول أن يسيطر على أعصابة بقدر المُستطاع، ولكنه لم يستطع أن يسيطر عليها أكثر من ذلك: أعتذار!! هو انت فاكر إنك هتخرج من أهنى على رجلك؟! لااه شكل كده خيالك واسع جووي.
نهض حاتم بعصبية وهو يقول: يعني إية؟! هو ده جزاتي أني جاي اطلب يد بتكم في الحلال؟!
الجد بغضب فاض بهِ: خلاص الموضوع خُلص، هاتوه الحيوان ده على المخزن عشان يتربى.
و في ثواني كان تميم وصالح رهلا نحو حاتم، و قابله تميم بلكمه قوية تسببت لنزيف فمه وأنفه، قيدوا يده بسرعة كبيرة، ثم جذبوا بعنف أتجاه باب المنزل، كل هذا تحت صراخ حاتم الذي غير قادر أن يتشابك معهم حتى! فَ هم أقوى منه بكثير، غير حجم جسدهم الذي يعتبر ضعف حجم جسده، كانت النساء تسمع و تشاهد كل ما يحدث من الدرج دون تدخل، فَمن منهم تجرؤ أن تدخل في موقف مثل هذا، أما سمية فَكانت تقف تكتف يدها و تشاهد كل ما يحدث وذكرياتها تمر أمام عينيها مثل شريط الفديو، و كانت زهرا تقف في ركن بعيد ترتجف و دموعها تهبط بشدة، وتضع يدها على فمها لكي لا يعلو صوت شهقاتها، كانت تبكي بحرقه شديدة وهي تدعي بداخلها أن نور تأتي في أسرع وقت، و أن يكون ما تفكر بهِ خطاء.
بينما حاتم فَكان يحاول أن يتحرر منهم وهو يصرخ بهم، و يترجاهم بضعف: سبووني، سبوني حرام عليكم، لية كل دة؟ كل دة عشان حبيت بت من بناتكم!!
كان تميم على وشك أن يلكمه مرة أخرى، لكن اوقفه صوت يعرفه جيدًا آتي من خلفهم.
…..
**************
رحلتنا قربت تخلص خلاص 🙂🤸‍♂️
تفتكروا نور هتعمل ايه؟
عرفتوا زهرا كانت بتفكر في إية؟ طب هو ممكن يكون اللي بتفكر فيه بجد؟ وتكون نور هي اللي مخططه لكل ده عشان تاخد حقها من حاتم؟
حاتم هيحصله إية؟
مين اللي كان بيصرخ نور، ولا زهرا؟
نور هترجع لتميم ولا حكايتنا هتقفل علي فراق تميم ونور؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى