روايات

رواية هذا المصير الفصل الرابع 4 بقلم مريم السيد

رواية هذا المصير الفصل الرابع 4 بقلم مريم السيد

رواية هذا المصير الجزء الرابع

رواية هذا المصير البارت الرابع

هذا المصير
هذا المصير

رواية هذا المصير الحلقة الرابعة

لِما هذا الحظّ يا الله أيعقل أن يكون هذا حظّي، رضيتُ بحكمتك ورضيتُ بقضائك، إتجهتُ نحو غرفتي وقبل الدخول كنتُ “على الأرض ملقية كالروح التي ذاهبة لخالقها.
صرخت بقوة قائلة:
-مريم!!
إستيقظتُ بعد عدة ساعات وجدتُّ” رشا” بجانبي وهي تفرك في شعري وهذة من أكثر العادات التي أميلُ لها وأحبّها، إعتدلتُ في جلستي عندما طُرقَ الباب، هتفت “رشا” له بالدخول، دخل إلينا وفي يده كيس كبير وضعهُ أمامي قائلاً:
-القعدة إللي أنتِ فيها دي بسببي أنا، وحقك عليا بجد، كان سوء تفاهم غباء منّي إنّي مقولتش الإسم الثلاثي.
نظرتُ له بعدم فهم، فأضافت “رشا” إلى حديثه:
-يعني يا فنانة أنتِ إتقبلتي.
لم أشعر بحالي من شدة الفرحة فأحضتنتها بمرح وأنا أصرخ من الفرحة، قالت “رشا” بــ مرح قائلة:
-مبروك يا عُمري جهزي نفسك بس إننا هننزل نشتري شوية هدوم لــ لزوم الكُليّة.
هزيتُ رأسي بنفي قائلة:
-ملوش لزوم يا ماما أنا معايا لبس كتير.
هزت رأسها بنفي قائلة:
-أسكتي أنتِ ملكيش دعوة.
قاطع الحديثُ الذي بيننا “محمد” قائلاً:
-معلش إني قطعت الحُب ده… رشا أنا نازل بالعربية.
نظرت له مستفسرة فهتفَ وهو يفرك في شعره:
-أصل… أصل هنزل أجيب شوية حاجات ليا وكد.
إبتسمت بخبث عليه فــ أنا من أعلمُ أين ذاهب هذا، قبل أن يخرج أردفتُ قائلة:
-شُكرًا على الحاجات الحلوة دي.
أردف ببرود قائل:
-مش حبًّا فيكي والله بس ده علشان الغلط كان غلطي مش أكتر.
نظرتُ له بضيق وتجاهلته، خرج هو من الغرفة وسارت خلفه “رشا” ، قبل أن يخرج “محمد” من باب المنزل قالت:
-أنتَ مالك يا محمد مره تبقى كويس معاها ومره تبقى معاها زي ناقر ونقير.
زفر بضيق قائلاً:
-ماما أنا بجد مش طايقها، وافقت إني أنزل أشتري حاجات ليها ده بس لإني كُنت غلطان، وبعدين عدّي جمايلي د ظهرت قدام عيال عمّها إنّه علاقتنا كويسة، يعني المفروض تحمدوا ربنا إنّي وافقت أمثّل دور الأخوّة دي.
أردفت “رشا” قائلة بيأسٍ منهُ:
-أمشي أمشي يا محمد، كبرت وأتغيرت.
هزّ رأسه بإيجاب ورحل، أما عن “رشا” ظلّت تفكّر عن فكرة لحلّ هذه العلاقة المعقدة كــ عقدة القِش.
كنتُ أجلس بمفردي أتصفّحُ على الهاتف، حتّى وجدتُّ شلبي يجلس بجانبي وينظر إلى الهاتف، نظرتُ له بإستفسار قائلة:
-خير يا شلبي عاوز إيه.
قال بلهجة طفولية وكأنّهُ يشعرُ بالملل:
-مفيش كنت قاعد لوحدي بذاكر وزهقت قُلت آجي أقعد معاكي شوية.
ضحكتُ على طريقة حديثُه، فأضفتُ قائلة:
-ماشي يا شلبي أقعد وأنتَ تنوّر يعمري، قولي بقى بتحب الشوكولاتة ولا المصاصا.
ظلّ يفكر وهو يضع إصبعهُ على طرف فمّه على هيئة التفكير، فــ أردفَ قائلاً:
-بحب الشوكولاتة أكتر.
نهضتُّ من مكاني وقُلت:
-يلا بينا.
أرتديتُ إسدالاً، وأشرتُ “رشا” نزلنا أنا “وسيف” وإتجهنا نحو السوبر ماركت وأشتريت بعض الشوكولاتة، كِدْنا أن نصعد للأعلى إلا أن وجدنا “محمد” يهتف إلينا توقفنا عن سيرنا ونظرنا إليه، نظرَ إلى “سيف” الذي يأكل الشوكولاتة قائلاً:
-أنتَ بتعمل إيه يا سيف؟!
أردفتُ قائلة:
-بيأكل فحم… هيكون بيأكل إيه؟!
نظر لي ببرود قائلاً:
-كلامي مش معاكي، أنا بتكلم مع أخويا.
أمسكَ “سيف” وصعدَ بهِ إلى الأعلى، سيرتُ خلفهم وعندما دخلنا زفرتُ بضيق قائله:
-في إيه يا محمد وفيها إيه لما يأكل شوكولاتة.
نظر لي ببرود ثم أردف قائلاً:
-والله أنا حُر و ده أخويا يعني ميخصكيش يا ستي.
إرتفع صوتي قليلاً حتّىٰ خرجت “رشا” على صوتنا قائلة:
-في إيه يا أولاد بتتخانقوا ليه.
نظرتُ إليه ببرود قائلة:
-أولا يا محمد أنا شاورت ماما إني هاخد سيف أشتريله شوكولاته يعني عارفة كل حاجة فــ أنتَ عاوز بقى عاوز خناق قول.
ضحك بخبث ثم أردفَ قائلاً:
-ماما!! شكلك أخدتي على الكلمة دي أوي!!… لا فوقي لنفسك يا حبيبتي وأعرفي مين دي إللي قدامك، أمي ممعهاش غير ولدين بس إللي هو أنا وسيف، غير كد مفيش فــ أنتِ بقى مجرد بنت جوزها لا روحتي ولا جيتي، ولو بتعاملك بــ حُب ولُطف فدة شفقة بقى منها، حقّها بصراحة واحدة زيك تبقى موهومة بإنّه أمها لسه عايشة و…
لم يكمل كلامة حتى نزل على وجهه صفعة من يد “رشا” عليه، نظر لها بصدمة قائلا:
-أنتِ بتضربيني علشانها!!
-وتتضرب بالجز***مة كمان.
نظرتُ لهم بأعيُن دامعة ودخلتُ غرفتي، أعلمُ بأن المعاملة شفقة ولكن ما بيدي أصبحتُ يتيمة الأم، هذا ليسَ بــ يدي، كنتُ أبكي وأبكي حتى غفلتُ في النوم، وفي الجانب الآخر يطرق أحدهم الباب يودُّ مسامحة والدتهُ عنهُ:
-ماما ممكن تُردّي عليّا.
قالت وهي في الداخل بصوتٍ حزين:
-دي مش أخلاق محمد ابني، لما تتعدل وتحترم نفسك وتراعي شعور غيرك يبقى أسامحك يا محمد.
قال بيأسٍ:
-يا أمّي أنا من وقت ما لقيتها دخلت حياتنا وهي بقيت في حياتك غير مريم، مريم أكلت مريم شربت، مريم هترجع أمتى، مريم اتأخرت ليه، بقيت مش متقبل وجودها، أخدت كل حاجة منّي في ثانية واحدة، حتّى سيف إللي كان ميعرفش ينام غير وهو نايم جمبي بقي لازم يبقى مع مريم.
خرجت “رشا” من الغُرفة بضيق:
-وأنا قولتلك لما محمد ابني الكبير العاقل يرجع ويبطّل تفكير الأطفال ده هسامحك.
نظر لها بحزن ثم تركها وإتجه نحو غُرفته وقبل أن يدخل غرفتهُ وجد سيف يردف قائلاً لي:
-مريم إحكيلي حدوتة قبل ما أنام.
أردفتُ قائلة:
-حاضر…
كان يا مكان في قديم الزمان وليس بزمنٍ كبير، كان في بنت جميلة في عين أمها، كانت دايمًا قويّة بوجودها، كانت بتخاف لــ في يوم والدتها تسيبها، وفي يوم سمعت إنه والدتها عندها مرض خطير، فضلت البنت تبكي وتعيط خوفًا بإنه والدتها تمشي وتسيبها في الدنيا الوحشة دي، في يوم قامت أم البنت تسعل وتعبت، وفجأة وقعت على الأرض جريوا كلهم على المُستشفى وقالوا إنها في حالة خطر، البنت فضلت تعيط وتقول “يا رب أنا ضعيفة أوي ومش هقدر أعيش من غيرها يا رب أنا بقوى بقُربها” وبعد ساعات قليلة الدكتور خرج وقالهم إنها بخير والمرض مشي منها، البنت فرحت…
لم أكمل حديثي إلا أن وجدتّه في نومٍ عميق، حقّكَ عليّ أخبرتك القصة المزيّفة، فأمي لن تنجى من المرض فقط بل لن تنجى من العالم من أصلِه، خانتها الدُنيا مرتين مره في مرضها ومرّه عندما أأمنت لها أثناء سفرها فــ خدعتها.
خرجتُ من غُرفتِه وجلستُ في المشرفة، سندتُّ بــ يدي على السور، كم هذه الدنيا متعبة، أودُّ ولو يومٍ فقط أغفل في ثباتٍ عميق وأنهض عندما يتغير هذا العالم وخداعه، قطع شرودي عندما سمعتُ حمحمة من خلفي، نظرتُ له ثم عدتُّ النظر للأمام بتجاهل، أردفَ قائلاً:
-أسف.
لم أستمع له لقد أكتفيتُ من هذا، كرر كلامه وقال:
-حقّك عليا أنا أسف والله، حسّيت إنك بتاخدي مكاني ومكانتي في قلب عيلتي، تخيّلي إنه يبقى في قلب أمّي أنتِ، كل حياتها بقيتي أنتِ، تشتري، تطبخ، تجيب، تعمل ليكي أنتِ، شعور إنّه عيلتي الوحيدة إللي في حياتي يبقى شخص تاني بدون بذل مجهود إقتحم قلبهم، ده كفيل يخليني أتضايق وجودك.
صمتُّ عدة دقائق ثم عقّبت على قوله:
-عارفة وحاسّة بيك، بس حط نفسك مكاني وأنا حيلتي أبويا بس، أنا كمريم مشتايقة ولما لقيت باب طنط “رشا” مفتوحلي صدقت وقولت أديها فرصة ممكن تعوضني، عارفه والله إنه الأم لا تتكرر بس خليك مكاني تبقى مشتاق لحنان الأم ودوشة أخواتك الصغيرين، ولقيت قدامي طنط “رشا” و”سيف” وأنت، ده كفيل يخليني أدّي لنفسي فرصة، أوقات كنت بحب الخناق معاك قُلت على الأقل محسش إني مخنوقة في فراغ، ولما سيف بيحب يقعد معايا بيفكرني بــ يوسف أخويا، وعن أمي رشا فــ حنيّتها محسستنيش إني غريبة، هرفض السعادة ليه وأنا مليش حيلة غيركوا.
صمتَ عدة ثواني ثم أردفَ قائلاً:
-حقك عليا مرّة تاني.
مدّ يده لي:
-تقدري تعتبريني أخوكي من النهاردة، صافي يلبن.
إبتسمتُ لها:
-حليب يا قشطة.
وهكذا قد يمكن القولُ بأن حكايتي تبدأ من جديد مع عائلة جديدة، تصافت “رشا” مع محمد وعادت الأمور كما كانت.
_____________________
في مكانٍ آخر لا أعلمُ قصتهم ولكن لكل إمرءٌ لديهِ قصص في حياتِهِ، وفي وسط الضحك والكلام أردفَ عُدَيّ قائلاً:
-هستأذن أنا بقى علشان عندي شُغل بكره.
هزّ الجميع رؤوسهم بإيجاب ثم دلف إلى الأعلى، ولا يعلم من يسيرَ خلفهُ وقف من الصعود ونظر خلفهُ وقال:
-خير يا مكّه أنتِ بقيتي ترعبيني يا بنتي.
إحمرّ وجنتيّ “مكّة” ثم أردفت قائلة:
– والله طنط قالتلي إنه أطلع معاك أديلك العشا إللي سابوه ليك لما كُنت في الشُغل.
هزّ رأسه بإيجاب ثم دلف إلى الأعلى وهي خلفهُ، وضعت الطعام على سفرة الأكل:
-أنا كد خلصت يا عُدَيّ عاوز حاجة تاني؟
هزّ رأسه بنفي، وهي تخرج زفرت بضيق وهي تهمس قائلة:
-ياخي حِس على دمك وعلى معاملتي معاك دي مرات عمي لاحظت إلا أنتَ، حمار أوي يبن عمّي.
_____________________
أردفت بِتَعجّب منها:
-عجيبة أوي يا رحمة أنتِ؟
نظرت لها “رحمة” مُستفسرة:
-عجيبة في إيه يا صاحبة القلب الطيّب.
أردفت قائلة:
-بتعملي إيه على أكونت محمد بن طنط رشا.
هزّت كتفها بـبرود:
-عادي أنا لقيته فجأة عندي قُلت أتصفّح على الآك بتاعه.
زفرت “خديجة” بضيق:
-يا رحمة كده ميصحّش وبعدين يا بنتي أنتِ لسه في تالتة ثانوي يعني لسّة مشوارك طويل على الحاجات دي.
زفرت بضيق “رحمة” ثمّ أردفت قائلة:
-شيخة خديجة ياريت تخلّيكي في حالك وتحلّي عنّي بقى.
هزّت رأسها بيأسٍ منها وعن عقلُها المُراهق، ثمّ قارنت نفسها بها، أيعقل بأن العلمُ ليس كلّ شئ، رغم حصولها على الإبتدائية فهي كعلمًا أكثر منها وكــ دينًا أكثر علمًا عنها، تركتها وغادرت من الغُرفة، وجدت والدتها تقوم بمسك القمامة و وضعها في الخارج حتّى يأتي العامل، فأمسكتها منها ووضعتها.
_____________________
جلست والدة “عُدَيّ” بجانب “عُدَيّ” قائلة:
-عُدَيّ حبيبي مش بتفكر كد تلبس حاجة في إيدك.
نظر لها “عُدَيّ” بيأسٍ على كثرة حديثها عن ذلك الأمر، فأردفَ قائلاً:
-بصّي يا حبيبتي شوفي كد دفتر عرايسك الموجودين في الدفتر ونروح ليها… حلو كد؟!
هتفت والدته قائلة:
-العروسة جاهزة يا حبيبي والله أنا بس مستنيّه رأيك.
ضحك على حديث والدته قائلا:
-كمان العروسة جاهزة، مين صاحبة الحظ العسل بقى؟
أردفت قائلة:
-نوال بنت عمّك طلعت.
لم يرْدِفْ عُدَيّ بأي شئ لمقاطعة مكّه حديثهم قائلة:
-عُدَيّ هيتجوز مين يا طنط.
أردفت قائلة:
-مش هيتجوّز يا حبيبتي إحنا لسه هنروح نشوف نوال بنت عمك طلعت إللي في العمارة إللي قصادنا.
زفرت “مكّه” بضيقٍ:
-وعُدَيّ موافق بقى على كد.
هتفَ “عُدَيّ” بــ مَرَح:
-والله يا بنت عمّي لسة لما نشوف العروسة اللي تفهمني ولا لأ وعقليتها زيي ولا لأ!
_____________________
أرسلتُ له رسالة:
-يعني هو لازم حضرتك تاخد صورة ليا علشان الكارنيه.
أرسل لها رسالةً أيضًا:
-يا مريم أنا أخدت من كل الدفعة الصور ومن كل الموجدين في الروم.
لم أتردد فأرسلتُ له بعض الصور لــ عمل الكارنية، لم يكمل عدة ساعات حتى وجدتُّ يرسل لي صوري لكن بشكل آخر، ذهبتُ مسرعة إلى أحمد قائلة:
-محمد إلحقني.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هذا المصير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى