رواية هذا المصير الفصل الخامس 5 بقلم مريم السيد
رواية هذا المصير الجزء الخامس
رواية هذا المصير البارت الخامس
رواية هذا المصير الحلقة الخامسة
لم أتردد فأرسلتُ له بعض الصور لــ عمل الكارنية، لم يكمل عدة ساعات حتى وجدتُّ يرسل لي صوري لكن بشكل آخر، ذهبتُ مسرعة إلى “محمد” قائلة:
-محمد إلحقني.
أعطيتُ الهاتف لــ “محمد” وهو ينظرُ لهُ، ظلّ يتصفّح على هاتفي لــ هذا الشخص، دلفَ إليّ قائلاً بــ غضب:
-هو أنا المفروض دلوقتي أقتلك ولا أعمل فيكي إيه؟، بتعملي الحاجة دي من دماغك ليه يا بنتي؟!
عيني ترقرقت في الدموع فــ أردفتُ قائلة:
-والله أنا بعتها لما قالي إنه أخد من كل الدُفعة، وفجأة لقيته باعتلي كد وبيقولي عاوز فلوس يا هينزلها في جروب الكليّة.
صرخَ بــ صوتهُ، ولله الحمد لا أحدٌ من أفراد العائلة موجود، رجعتُ خطوةً للخلف، وأنا أهتفُ بــ تعلثم:
-و.. والله مكنتش أعرف إنه هيعمل كده.
هدأ قليلا ثم قال:
-هتتكلمي معاه وتقولي ليه إنك عاوزة تقابليه علشان تدفعيله الفلوس.
هتفتُ قائلة، وأنا أفرك بــ يدي:
-بس… بس كده مش هيصدق وهيقول إنّه كمين.
أكمل حديثه قائلاً:
-ماهو أنا مش غبي زيك يا مريم، هتعبتي ليه 500 جنيه على محفظة فودافون كاش وتقولي ده المقدم، وإنك عاوزة تقابليه علشان تشوفي بـــ عينك الصور إتمسحت.
صمتَ عدة دقائق ثم أضافَ إلى حديثه:
-وطبعًا هتقولي ليه، إنك عاوزة تقابليه في مكان عام لإنك مش ضامناه لوحدكوا، ولو سألك معاكي أخوات أولاد ولا لأ، هتردي عليه بــ أيوة، بس تنكري إنّه العلاقة كويّسة وتطلعي القديم والجديد عليّا، وإني ابن مرات ابوكي.
اومأتُ له بإيجاب، أضافَ إلى حديثه بـــ نبرةٍ حنونة بعض الشئ:
-مريم حقّك عليا، مكنتش عاوز أزعلك ولا أصرخ فيكي، بس عاوزك تعرفي مش أي حد تديله الأمان في الدنيا دي، خلّي بالك من إللي جاي علشان لا سهل عليكي ولا على غيرك.
اومأت بإيجاب على حديثه، ثمّ عقّبت على قوله:
-أنتَ لو مش خايف عليّا مكنتش زعقتلي وده حقّك؛ لإنك أخويا، وحقك تخاف عليّا، بس أنا والله إللي خلاني أعمل كده لما لقيته باعت ليا صور كارنيهات لــ بنات كتير فــ صدقت، مكُنتش أعرف إنّه فوتوشوب زي ما بيعمل الحيو** .
_____________________
بعضَ الناسُّ يظنون أن الحُب عندما يهرب أو يضيعَ منهم إنّهُ هكذا خسر العالم وخسرَ من يحب، ولكنّه لا يعلمُ بأنّ من يُحبّك سيكون بجانبك ولن يرحل، أنّ من يحب لا يهرب ولا يفكر في محاولات البُعدان عنك، “مَنْ يُحب سيجدُ مشكلةً ما ليتحدّثُ معَك” .
دلفَت إلى غرفتها بعدما أذنت لها بالدخول:
-خديجة… خديجة عارفة مين جاي بعد نُص ساعة؟
نظرت لها “خديجة” مُستفسرة، فــ أكملت “رحمة” حديثها:
-نبيل.
فرحت خديجة عن ما سيأتي قرة عينها “أخيها”، نهضت من مكانها، ثم دلفت إلى الخارج بينما” رحمة “لم تخرج عندما صدح هاتُفها بــ رسالة من إحدى التواصل الإجتماعي فيما يعرف بــ” الأنستقرام “وجدت رسالة تقول:
-رحمة مينفعش إللي بتعمليه ده، مامتك ولا باباكي عرفوا بــ حاجة زي دي هتتبهدلي وهتبهدليني معاكي.
أبتسمت عندما وجدت الرسالة من كانت تنتظر الردَّ منهُ، أرسلت له قائلة:
-في حد برضوا يتكلم بالطريقة دي برضوا، وبعدين يا محمد مين هيعرّف أمي ولا بابا ولا حتى طنط رشا، أكيد أنتَ مش هتقولها، وبعدين فيها إيه لو كان سر بينّا.
لم يكمل عدة دقائق حتى وجدتهُ يرسل لها رسالةً صوتيّة هَدَفُها:
-رحمة فوقي لــ نفسك أنتِ لسه في تالتة ثانوي، ومعاكي مشوار طويل أوي، ومعاكي دروس ومذاكره يعني مش فاضية للكلام الهلس ده،لو محدش عرف منك فــ أنا هعرّف مريم ومريم تعرّف عمّها بقى.
أختقنت عندما ذكرَ أسمُها، لكن في الجهة الأخرى إزداد خوفُها، فأسرعت ترسل قائلة وهي تتمثّل على هيئة اللعب معه في هذا الأمر:
-ده أنتَ طلعت قفوش أوي يا محمد، عموما يا سيدي أنا حبيت أنكشك بس، كُنت بهزر وكد، كلام إيه اللي أفكر فيه ده مش لما أفضى من الفيزياء يا عم محمد.
عندما قرأ رسالتها أعلمَ بأن هذا الحديث ماهو إلا كذب، فــ فعل متفاعل بــ رمز يعبر على الــ إيجاب لها فيما يعرف بــ” لايك”.
_____________________
كــ عادتهُ يجلس في حديقة العمارة الخاصّة بهم، يجلسُ أسفلُ الشجرة المعتاد على الجلوس بها، ثم يعود عقلهُ بالرجوع للماضي
«الرجوع للماضي»
أردفت بـــ سعادة قائلة:
-ياه يا أيمن كُل ده علشاني؟!!
أقتربَ مِنها وهو يُقبّل كفّ يديها قائلاً:
– وكُل ده قُليّل عليكي يا هاجر، وقفتك جمبي في كل تعبي ومحنتي وإنّي عاطل ده كفيل يخلّيني أجيبلك الدُنيا كلّها يا هاجر.
ترقرقت عيناها بالدموع من دهشتها ومن حديثه عنها، ليكَمل مُردِفًا:
– “هَاجَرٰتُ وَطَـني لـَكِنْ حَبـيـبي فِيه”
“الوقت الحالي”
فرّت دمعةً من عيناه، فقام بــ مسْحُها، ثمّ دَلَفَ إلى الأعلى، وفي الجانب الآخر أجلسُ في الصّالة وأمامي كتابٍ وفي يدي كشكول كبير أُدَوّن بهِ، لأتفاجئ بدخول “محمد” ومعه شخصٌ آخر، نعم ف كنتُ أرتدي حِجابي لعلم “محمد” لي بإنّه سيأتي معهُ قريبه، نهضتُّ من مكاني وقبل دخولي هتفَ “محمد” قائلاً:
-مريم ده أحمد إبن خالتي.
أومأت له بإيتسامة ثمّ أردفتُ قائلة:
-أهلاً بيك يا أحمد.
-ربنا يخلّيكي يا مريم.
قبلَ دخولي أشارَ لي “محمد” مُقتربًا منّي:
-متخرجيش من الأوضة لــ بعد العشاء.
اومأتُ لهُ بإيجاب ثم دلفتُ للداخل، تركتُ كتابي وخلعتُ الحجاب، وقمتُ بتشغيل سورة “ياسين” فــ قلبي يطمئنُّ أثناء أستماعي لها، بعدَ إنتهاء الصورة قمتُ بـــ فتحُ أحد مواقع التواصل الإجتماعي فيما يُعرف بـــ “واتباد” ثمّ قمتُ بــ قراءة رواية “تعافيتُ بكَ” حينَ قراءتي لهذه الرواية قد أستطاعت الكاتبة “شمس” الوصول إلى قلبي ببعض المشاعر والأحاسيس، جعلت في قلبي أمنياتٍ أمتلكت قلبي، أودُّ شخصٌ كــ “ياسين” رغمَ مرضي وخوفي من العالم وإنني مُختلفة عن بقية الفتيات؛ أحبّني في النهاية، أما عن “وليد” إذا عاندتهُ الدُنيا، وجِئتَ عليهِ رغمًا عنّي،وعدم ثقتهُ في العالم يعودَ إليّ مواسي لطمئنّ قلبي، وتارِك قلبهُ لي، وعن ثقتهُ فقد يثق بي الثقة العمياء، أمّا عن “حسن” أحبّني رغمَ أنّ العالمُ لم يطيقني ويروني قبيحة وكل قلبي ملئ بالحقد والسواد.
قطعَ أحلامي وهذا عادته، نهضتُّ لإرتداء حاجبي ثمّ دلفتُ لــ فتحَ الباب، وجدتّهُ أمامي قائلاً:
-أحمد مشي لو عاوزة تُخرجي.
نظرتُ في السّاعة قائلة:
-ياه كُل ده وقت قعدتّه على الرواية.
اومأ لي ، ثمّ ردفَ قائلاً:
-تحبّي نتمَشّي؟
صمتُّ عدة ثواني ثمّ عقّبْتُ قائلة:
-مفيش مُشكله هلبس وننزل.
هزّ رأسهُ بــ إيجاب ثم دلفتُ لإرتداء ملابسي وهو عبارةً عن “دريس لونَهُ إسود ووحاش لونَهُ مُختلط باللون الأسود والأبيض، وحذاء لونهُ أبيض” خرجتُ وجدتُهُ يتصفّح في هاتفهُ إقتربتُ منهُ قائلة:
-أنا خلّصت.
اومأ لي ثم نزلنا للأسفل بعدما أشرتُ والدي و “رشا”، سار بي بالسيّارة حتى وصلنا أمام” شارع النّيل “نزلنا من السيّارة وأشرتُ له على مكانٍ أجلسُ فيه دائمًا، جلسنا سويًّا، ثمّ صمتنا عدة دقائق ثم أردفتُ قائلة:
-لسّة بتكلم ريم؟
أردفَ قائلاً:
-أيوه.
أردفتُ قائلة:
-بتحبّها؟
صمتَ ثواني ثم عقّب قائلاً:
-أكيد بحبّها، ريم مُختلفة عنّي شويّة بتحب المظاهر والخروجات الكتير، بس بحبها، فيها حاجة شداني ليها، جمالها مثلاً، ذكائها حبتين، تقلها وكاريزمتها.
أبتسمتُ بــ سُخريّة قائلة:
-حبيتها علشان ده بس؟!
هز رأسهُ بإيجاب فأضفتُ قائلة:
-حُبّك مُختلف، وطريقة غلط مش عارفة أقولك إزاي؟ بس يمكن متتقبلش نصيحتي، بس كُل إللي هقدر أقوله ليك ربنا يسعدك.
عقّبَ على حديثي قائلاً:
-لا لا كمّلي وقولي…. مش أختي بتنصحني برضوا؟!!
إبتسمتُ قائلة:
-أكيد…
بُص يا محمد الإنسان مننّا لازم يبقى عنده وقت فراغ علشان يقدر يقدّم للإنسان إللي قدامه كل الحب إللي هو محتاجة، بــ شرط يبقى مبيتعلمش يعني خريج وكده، ومش معنى كلامي كد يبقى نحب ونتكلم بدون حُب علني قدام الناس وأنتَ أكيد فهمت يعني إيه حُب علني.
أضفتُ قائلة:
-الحُب أوقات كتير بييجي في الوقت الغلط والدليل على كد أنتَ وريم دخلتوا في علاقة محرّمة وفي سن صُغيّر، هل أنت واثق إنك هتكمل معاها ولا إنك ممكن تتجوّزها؟، أكيد لأ؛ لأن الغيب لا يعلمهُ إلا الله، بس تخيّل كد معايا إنك بتدمر مستقبلك؛ علشان بس حتة قلب قد كفة الإيد قدر يتحكم في مشاعرك وركن طموحاتك وأحلامك على جمب، تخيّل وأنتَ بتستمتعوا بعلاقتكم الجميلة إللي كلّها حب، إنّها متكونش من نصيبك ولا أنتَ من نصيبها، ده ليه؟؛ ده لأنه من لا يرضي الله في البداية لا ترضية النتيجة في النهاية…
تخيّل كد وأنتَ خرّجت كل مشاعرك وكل حبّك لــ شخص أنتَ لا ضامن الإستمرار معاه ولا ضامن إنه هيتقفل عليكم باب، وقتها ذنب إللي هتبقى شريكة حياتك إيه وأنتَ قلبك متدمّر على إللي بِعِد عنك؟، ومبقاش عندك طاقة تحافظ على بيتك ولا كلام حلو يطمّن قلبها؛ كُل ده بس علشان فضّلت الحُب عن حلمك وأنتَ وصغير، وأخترت الدُنيا ونسيت الآخره والخالِـق.
ظلّ صامتًا عدة ثواني ثمّ أردفَ قائلاً، ونظرات الدهشة تظهر على وجهة:
-كلامك جميل أوي، وبسيط، إزاي يبقى عندك العقلانية دي؟، إيه النضج إلّي أنتِ فيه؟، قادرة تفهميني وتفهمي غيري، رشا كان عندها حق لما قالت عنّك مُختلفة عنهم، وسيف عندُه حق لما قال حواديتها وكلامها مُنَوّم.
لا لا لم تَحمرُّ وجنتيّ، فهذا حقيقي أنا غيرهم، أردفتُ قائلة:
-يمكن مجربتش إلّي أي بنت جربته، بس تقدر تقول الدنيا بتعلّم من غير تجارب.
كاد أن يهتف، إلا أن وجدتّهُ راكضًا نحو فتاة وشاب جالسين بجوارنا، دلفتُ خلفه لأستعلم ماذا يحدث، قبل أن أتحدث وجدتّه يقول بنبرة غاضبة:
-بتعملي إيه هنا، ومين ده إللي واقفة معاه؟.
إبتلعت جفونها بصعوبة، ثمّ أردفت قائلة:
-ده… ده تامر زميلي في… في الكورس، قولنا نتمشى لحد ما الكورس يبدأ وكد.
نظر إلى ما في يدها ثم قال بخبث:
-وهو بقى زميلك تامر هيديكي بوكس هدية برضوا؟!
لم تهتف بأي كلمة، أردف “تامِر” قائلاً:
-ممكن تفهميني مين ده وبيتكلم معاكي كد ليه؟!
أردفَ “محمد” بضيقٍ:
-خليك على جمب يا تيمو علشان متزعلش منّي يا كابتن.
رفع “تامر” حاجبهُ، وقال بلهجة شعبيّة فيما تُعرف “بلطجيّة” :
-بقولك يا عمّنا فردة الصدر دي مش عليّا تمام.
ثم وجهها نظرهُ إلى “ريم” قائلاً بــ ضيق:
-ومين ده يحلوة إلّي بيتكلم معاكي ده؟!
لم يتحمّل “محمد” طريقة حديثة، فأمسكه من ياقة قميصهُ وقال وهو مُقتربٍ منهُ:
-لا بقولك إيه لو أنتَ صاي**ع فــ أنا مفيش زيي يكتكوت، وإلّي واقفة معاك دي إشبع بيها ولا تهمني.
نظر إلى “ريم” بــ سُخريّة قلّلت من شأنها:
-خدها إشبع بيها، ما الخابثين للخابثات وأنتَ لقيت نفس صفتك يا كابتن.
أشارَ بالذهاب لي، وقبل أنا نرحل وجدتُّ “تامر” يحتكُّ به وبدأت هُنا الخلافات والضربات التي تنزل على وجوههم، ألا يغيث أي أحد هنا، ظلّت المشكلة مستمرة لا أعلمُ ماذا أفعلُ، ظليّت أبكي ما بيدي حيلة كلّما إقتربت وجدتُّ “محمد” يصدّني، بعدما مرّ عدة دقائق، توقّفَ الخلاف الذي بينهم عندما إمتلئت الناس، وجدتُّ “تامر” و “ريم” يركضان بسرعة كبيره، دلفتُ إلى “محمد”، لكن لما وجهة شاحب هكذا، لما جسمة كالثلج هكذا، شهقتُ عندما رأيتُ هذا:
-دم!!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هذا المصير)