رواية هذا المصير الفصل الأول 1 بقلم مريم السيد
رواية هذا المصير الجزء الأول
رواية هذا المصير البارت الأول
رواية هذا المصير الحلقة الأولى
جيت قَعَدتْ جمبها ونمت على فخذها زي عادتي، بصيت ليها وقلت:
-لولاكي يست الكل كان زماني ضعيفة أوي!!
فضلت تلعب في شعري وقالت:
-هييجي اليوم إللي مش هبقى فيه معاكي بس وقتها هيبقى طيفي مش مفارقك وهبقى معاكي في كل مكان وفي كل حتة.
قمت من على رجلها وقلت بضيق:
-ماما ياريت بلاش تقولي الكلام البايخ ده أنا بجد بتضايق من الكلام ده…. وبعدين إنتِ عاوزاني أخلي بالي من يوسف وجنى إللي مش بينزلولي من زور… لا لا يستي مش كد.
حضنتها وقُلت:
-ماما بجد أنا بحبك ومن غيرك ولا حاجة خالص.
علاقتي بأمي زي البنت وصحبتها، دايمًا أسمع عن الأمهات القاسية مع ولادها، ولا عقابها إزاي مع ولادها، أما عن أمي فهي أفضل وأعظم أم في حياتي كلها، أم قادرة تكون كل حاجة في أي وقت، قادرة تكون سند وأب وأم وأخت وصديقة ومدرسة ودكتورة وقت تعبك، وبطلة حياتك، قادرة تكون كل حاجة لإنها بطلة، ومكانتها عظيمة عند ربنا.
رنيت على منّه علشان ننزل نجيب النتيجة بتاعة تالتة ثانوي، ردت عليا وقالت:
-مريم…
لقيت نبرة صوتها غريبة مش عارفة أحددها بالظبط، سكت بعدها قالت:
-بصي يا مريم إنتِ عملتي إللي عليكي وتعبتي جامد وكان أملك في ربنا كبير أوي.
قلبي بدأ الخوف يتملكة، قلت بتهتهة:
-ما تنجزي يا منّه قولي رعبتيني يا ستي؟!!
سِكتت وبعدها قالت:
-مجموعك مش نفس المجموع إللي كنتِ بتحلمي بيه بس… بس جبتي مجموع كلية فنون جميلة!!
بلعت ريقي بخوف ونفس الوقت كنت مِطمّنه:
-كام؟!
-88%
كنت معليَّا الاسبيكر ولقيت ماما داخلة تزغرط وتقول:
-يخلااصي يناس نجحتي!!
بصيتلها وعيطت بعد ما قفلت من منّه، قعدت جمبي وفضلت تمشّي على شعري:
-في إيه يا حبيبتي ما أنتِ أهو نجحتي يعمري!!
مسحت دموعي وقُلت:
-بس أنا مجبتش مجموع الطب إللي نفسك فيه؟!
إبتسمت ليا وقالت:
-وإنتِ نفسك في فنون جميلة خلاص إللي يريحك إنتِ يعمري، وبعدين أنا إللي هشتغل وهدرس ولا أنتِ؟ أكيد أنتِ، أهم حاجة راحتك، دايمًا تعملي إللي نفسك فيه وإللي يريحك بس بشرط ترضي ربنا في كل خطوة بتعمليها؟!
حضنتها جامد وقُلت:
-ربنا يخليكي ليا يا ماما ويديمك في حياتي العُمر كله.
وأكيد إقتحموا الأوضة يوسف وجنى وهما ماسكين الفون وبيقولوا لماما:
-ماما ماما عمتي على التليفون بتقول عاوزاكي؟!
ماما أخدت الفون وطلعت تتكلم مع عمتي بعد ما قالتلها على نجاحي وباركت ليا، طلعت البلكونة وقعدت أفكر هعمل إيه في حياتي الجاية، يترى هقدر أنجح وأنا مش ضامنة إني هتقبل في كلية الفنون، طيب مجبتش مجموع ليه وأنا كان عندي أمل كبير أوي فيك يا رب، المطر فضل ينزل على قطرات وبعدها بدأ يزيد ومع كل قطرة ماء كانت بُتزيح الهم والخوف إللي جوايا، حسيتها إشارة وأنا حاسة بإني بــ مَشيئة ربنا هوصل وهقدر أدخل الكلية، حطيت إيدي على قلبي وقلت:
-يرب خايفة اليوم إللي بيتنا يتقفل والنور الأساسي ينطفي، إنتَ عالم الغيب وعالم قد إيه إننا محتاجين الأساس ده، عالم قد إيه إننا ضعاف، عالم على قد ما أبويا راجل بس محتاج والدتي وعلى ما قد يوسف وجنى أطفال هيحتاجوا حنانها، وعالم إني كبرت بس لسه طفلة بحن لحضنها.
من آخر مره جبت التحاليل من عند الدكتورة والدكتورة قالت لبابا إنه عندها ورم في المخ بس نسبته صغيره يعني نادرًا ممكن يأثر عليها، بس أعراضه لو زادت والعلاج مهتمناش بيه هتبقى على عداد الأموات، من وقتها وأنا قلبي بيقبض لما تقول مصدعه ولا لما تحس بهبوط، العلاج بقيت زي الروبورت بَسَمّع مواعيده، إنه الخوف يتملكني على شخص قريب مني ويعتبر الدار أمان بيبقى بشع أوي.
ماما خرجت وأنا فضلت عند الدكتورة، قعدت وقلت ليها:
-طمنيني يا دكتورة فيه تحسن في أمل إنها تخف من الورم ده، أنا مبقتش أقاوم أسئلتها وكمية العلاج إللي بتاخدها!!
الدُكتورة فضلت ساكته بعدها قالت:
-بصي إنتِ كبيرة وأكيد هتفهمي كلامي، مامتك يمريم مفيش تحسن خالص، الورم كل ماله بيزيد عن الأول، والعلاج بيأثر نسبته قليله رغم إنه علاج قوي جدا، بس إتظاهر العقل مش حابب يتقبل العلاج ولا قادر يستوعب كميات غريبة بتخترق الجسم…. سيبيها على ربنا وإحنا هنبدأ معاها العلاج الأقوى في المستشفى قبل ما تدخل على الكيماوي.
عيوني دمعت خرجت وأنا مش مستوعبة باللي بتقوله، غسلت وشي قبل ما أنزلّها، قربت منها وركبتها العربية وسوقت وأنا متشوشة حرفيًّا، حطت إيدها على إيدي وقالت:
-مالك يعمريي هي الدكتورة قالت حاجة عن تعبي؟!
ابتسمت وقلت:
-لا يحبيبي كل الموضوع بس إني خايفة من تقديمات الكلية وكد، ولو على تعبك الدكتورة قالت الحجة بتتوهم بس هي زي الفلل يعني بطلي تمثيل يست إنتِ أنا تعبت من السواقة كل دقيقة… بس إعملي حسابك علشان نطمن على دور البرد نروح الإسبوع الجاي المستشفى علشان تديكي علاج أخف شوية عن ده!
هزت رأسها بإيجاب وبصت قدامها، بصيت عليها ولحقت نفسي قبل ما أدمع، وصلتها قدام البيت وأنا كملت طريقي رنيت عليها زي عادتي لما ببقى مخنوقة ردت عليا وقالت:
-أكيد دلوقتي قاعده بتعيطي ومقطعة نفسك من العياط، يربي مين أعجبتي بيه المرادي ليكي إسبوع وطلع مرتبط بــ البنت إللي جمبك؟!
مقدرتش أتكلم من عياطي، إتكلمت لما لقيتني ساكته:
-هقابلك في نفس المكان إللي بنتقابل فيه.
قفلت منها وروحت عند المكان إللي بنتقابل فيه، لقيت كمين وقفني وقالي هاتي رخصك، حظي الحلو كانت رخص بابا معايا، مديتله الرخصه بصلي وقال:
-بس دي مش رخصتك؟!
هزيت راسي وقلت:
-ما أنا عارفة دي رخصة بابا لحد بس ما أعمل رخصة ليا.
سند بالعربية وبصلي ببرود:
-ولما أنتِ لسة بتخرجي بالعربية ليه؟!
زفرت بضيق وقلت:
-خير حضرتك لو عاوز بطاقتي أنا تحت أمرك وإللي خرجني بالعربية ولدتي علشان مبتقدرش تركب مواصلات.
كملت ببرود:
-المره الجاية أوعدك إني هركب والدتي أوبر حلو كد… أهم حاجه طبعا راحتك يا باشا.
رفعلي حاجبة وبعدها خبط بإيديه في العربية بصوت عالي وقال:
-شكلك بتحبي الإستظراف، إركني يحلوة.
لا كد كتير أوي يغالي مش إنت والدنيا وأنا لسه 19 سنه يعمنا نزلت من العربية وقولت:
-في إيه هو يعني المدام تنكد عليك تطلعه عليا أنا، ماهو كل العربيات بتعدي عادي إشمعنا أنا يعني، ولا إنتَ بتحب تغلس على الستات.
لسه هيتكلم لقيت منّه بتنادي على إسم شخص إسمه عُمَر:
-عمر عمر!!
هنا كانت الصدمة لما لقيته هو الشخص إللي كان بيزعق هو عمر إللي تعرفه منّه، بس تعرفه منين وإزاي ده ظاابط!!
منّه قربت منه وقالت:
-عمر دي مريم صاحبتي.
بصلي بضيق وقال:
-لو كانت أختك مش هتروح الليلة دي.
حطيت إيديا على وسطي وقلت:
-بقولك إيه يعمنا أنا ولا ناقصة عنادك ولا ناقصاك إنتَ شخصيًّا، فحل عني وهبقى أجيلك بكرة تغلس براحتك وعد منّي والله.
لسه هيرد قاطعته لما لقيت ماما بترن عليا، رديت بخوف:
-خير يا ماما إنتِ كويسة؟!
ردت:
-بخير يحبيبتي كل الموضوع بس إنه إبن خالك عُدَيّ جاي ياخدني أنا ويوسف وجنى عند خالك علشان مرات خالك تعبانه.
-ماشي يحبيبتي وأول ما توصلي إبقي طمنيني ومتنسيش علاجك، وتاخدي أكل معاكي أو خلي عُدَيْ يشتري حاجة من الهايبر علشان المشوار طويل ومقطوع.
قفلت معاها بعد ما قولتلها تسلملي على مرات خالي، لسه هكمل كلامي مع عُمر لقيته بيديني الرخصة وبيقول:
-بصي يا أستاذة.
-إستاذة؟!!… كمل كمل الوسايط بتعمل أكتر من كد.
إبتسم وبعدها كمل:
-بصي حد مكاني كان من أقل كلمة قولتيها كان حطك في الحبس، بس نصيحة مني بجد العربية متخرجيش بيها غير لما تعملي الرخصة أو لو تعرفي وسايط حد يعملها ليكي.
هزيت رأسي بإيجاب وركبت العربية ومنّه جمبي، إتحركت خطوتين بالعربية ووصلت المكان إللي بنقعد فيه بصتلي بتساؤل، أول ما بصيتلها عيطت حضنتني وقالت:
-طيب ممكن تهدي وتحكيلي في إيه مالك متغيره الفترة دي.
بعدت عنها وحكيت ليها كل حاجة:
-أنا يا منّه مبقتش قادرة أشوفها قدامي المرض بيزيد عن الأول وأفضل واقفة ومقاومة كد.
طبطبت عليا وقالت:
-بصي يحبيبتي سبيبيها على ربنا لا دكتور ولا عالم قادر يغير الكون كله غير الخالق، هو القادر يشفي والدتك بدون أي مجهود، إنتِ إدعيلها وإن شاء الله خير، وبعدين الدكتورة بتقولك هتابع معاكي في المستشفى يعني أكيد خير صدقيني.
هزيت رأسي بإيجاب وميلت بجسمي لورا، يرب إنتَ عارف قد إيه هتعب من بعدها، إنتَ في إيدك تغير الكون وقادر في لحظة تشفيها.
ماما بعتتلي مسج بتقولي:
-النهاردة هبات عند خالك يحبيبتي، متنسيش تتعشي قبل ما تنامي وباباكي ياخد علاج السكر.
حتى في تعبك قادرة تهتمي بينا، موجودة مش موجودة قادرة تدير كل حاجة وهي مش معانا، صدق إللي قال إن الأم بطلة، قادرة تغير العالم بطيبة قلبها وحنيتها، سبحان من خلقها قوية وفي أشد تعبها، سبحان من خلق القوة فيها وهي مجرد ست خلقت من قلبٍ رقيق وحنين.
صحيت تاني يوم لقيت مكالمات من منّه كتيرة، رنيت عليها ردت وقالت:
-مريم إنتِ فين؟!
رديت وقلت:
-في بيت جوزي هكون فين يا منّه؟!
-طيب أنتِ كويسة يعني؟!
قلت وأنا مستغربة:
-في إيه يحبيبتي مالك محسساني في مصيبة حصلت وأنا مش دايرة بأي حاجة!!
-ل… لا لا مفيش حاجة يحبيبتي أنا جيالك دلوقتي علشان نحكي مع بعض وكد!!
قلت وأنا مش فاهمه حاجة:
-ماشي هستناكي.
قمت من مكاني وأنا بنادي على بابا… هو راح فين … رنيت عليه لقيته مغلق، رنيت على ماما بردوا مغلق… في إيه يجماعة أنا قلقت والله.
رنيت على عُدَيْ رد، قُلت بلهفة:
-عُدَيْ ماما تليفونها مغلق ليه؟، ومجتش ليه لحد دلوقتي دلوقتي الساعه 10 بليل هي هتبات تاني ولا إيه؟!
رد عليا بس مكنش صوت عُدَيْ :
-عُدَيْ إيه يبنتي أنا آدم… إنتِ مش لسه كُنتِ معانا ف المستشفي من الحادثة إللي حصلت….
فجأة لقيت الفون إتقفل… فضلت واقفة ومش فاهمة حاجة، تليفون عُدَيْ رن تاني بس المرادي كان صوت مرات خالي وهي بتقول:
-إزيك يا حبيبتي متقلقيش مامتك كويسة وأخواتك كويسين ال… ال.. الدكتور لسه قايل إنه الحالة مستقرة.
قلب وقف مكانه هي بتقول إيه دي أكيد إتجننت أو مش واعية إللي بتقوله صرخت في التليفون وقلت:
-إنتِ بتقولي إيه يا مرات خالي… ماما كويسة وكانت باعتالي مسج بتقولي إنها وصلت، أ…. أ… أكيد ده مقلب هي عاوزة تع… تعمله فيا.
جريت على الدولاب لبست أي حاجة قدامي لسة هخرج لقيت منّه قدامي، فهمت وقتها سبب سؤالها نزلت ورايا وأنا مش عارفة أعمل ولا أروح فين، منّه قالتلي عن مكان المسشتفى وطلعت قريبة من هنا، لأول مره مخافش من السرعة، وأنا وطريقي ناحية الكوبري لقيت عربيّة عُدَيْ مقلوبة على الأرض، صرخت بشهقة وأنا مش قادرة أخرجها، فضلت أتكلم بهيستيريه وأقول:
-هي… هي وعدتني إنها مش هتسيبني يا منّه صدقيني، هي كانت لسه إمبارح مكلماني قايلالي إني لازم أتعشى قبل ما أنام.
وقفت فجأة وأنا بضرب برجلي على أرض العربية وبصرخ منّه مسكتني وحاولت تهديني، من كتر البكاء هديت ونمت ومنّه ساقت مكاني، وصلنا المُستشفى وجريت وأنا مش شايفة قدامي وصلت وإستغربت من شكلهم، هما بيعيطوا ليه أكيد مفيش حاجة زي دي، بابا بيعيط جامد كد ليه، طيب… طيب عمتي بتهدي في بابا كد ليه، لا لا ثانية أكيد مش هي دي قوية وأقوى مني، ماما وعدتني إنها هتفضل جمبي، بنت عمي قربت مني تحضني بعدتها عني بصريخ:
-إبعدي عنّي أنتِ بتعملي إيه؟!!
قربت من بابا وفضلت أقول:
-هي كويسة مش كد… رد عليا والنبي يبابا، هي قالتلي إنها مش هتسيبني والله.
بابا رد بعد إلحاح مني:
-مامتك وأخواتك حالتهم في خطر والدكتور قال إدعولهم.
لسه هتكلم لقيت الدكتور خرج من أوضة العمليات، قلع الكمامة وقال:
-الحالة إللي جوة هي ووالأطفال شدو حيلكم عليهم.
صرخت في وشة وقلت-بس!!
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هذا المصير)