رواية نور أيوب الفصل الثاني 2 بقلم روان خالد صقر
رواية نور أيوب الجزء الثاني
رواية نور أيوب البارت الثاني
رواية نور أيوب الحلقة الثانية
_انا هخطب.”
“بس أنا مش موافقة اتجوزك.”
ضرب كف بالآخر من برودها فـ هو قالها الجملة دي تلت مرات قبل كده وفي الآخر كان بينتهي بيه الأمر لاعن صنف النساء بسببها.. وقبل ما يبعد الكتاب عن رجليها وينام مكانه ضحكت بخفة و
اتوترت من حركته وسِكنت لما بدء يتنفس بـ انتظام..
من المؤكد إنه نام، لوهله كانت هتَربت على شعره بهدوء بس تراجعت لما افتكرت ناهيها عن لمسُه..هو يحق ليه يقرب منها زي ما يحب لكن هي حتى مشاعرها متقدرش تقولها خوفًا من رَفضه.
“نام؟”
هزت راسها بـ تأكيد قبل ما تسند على الشجرة وايوب متربع على رجليها نايم مستسلم من تعب الدُنيا واللي قساه.
“مش هتقوليله بردو؟”
نفيت وانا بشاورله يوطي صوته علشان ميزعجهوش خصوصًا لما اتململ بـ ارهاق، شاورلي قبل ما يمشي..
“لينا كلام تاني يخصك يانور!”
اومأت ببطئ..
أنا معنديش قابليه للكلام في الوقت الحالي أهم حاجة بالنسبالي إن ايوب يرتاح، لو ايوب ارتاح كل حاجة هتكون كويسة،
نفسي الدنيا تبطل توجعه، نفسي يتبسط أيام كتير،
ويمكن نفسي يحس بيا..
“ميصحش اللي بيحصل ده يا بابا ايوب بيعاملها بشكل هي متستحقهوش وانا واقفة مش عارفة أعمل إيه زي ماهو ابني هي بنتي!”
كان صوت سَما وهي بتحادث الجد نعمان بـ قلق واضطراب من اللي بيحصل، فـ ابنها على وشك إنه يعمل مشكلة هيندم عليها طول العمر،
والمشكلة الأكبر إن الجد شايف إن نور هي الحل!
“ومين قالك إنه ميستحقهاش؟”
تساءل بـ نبرة رخيمة تنُم عن علمه بـ اللي مخططله..
“ميستحقهاش ياجدو.”
_حتى انتَ يا ياسين؟
زَفر ياسين بـ ضيق واومئ للجد، كملت سَما بـ دفاع:.
“ميستحقهاش علشان نور بتخَرج افضل ما عندها وهو مصمم يقابلها ببرود، ابني بنىٰ حواجز من حديد وقافل على قلبُه مية باب وبيريح دماغه وقلبُه علشان يرضي ضميره اتجاهها، ونور؟ نور عندها احلام واهداف نفسها تحققها مع شريك حياتها اللي يقابل حماسها ده بـ حماس أكبر مش ردود افعاله تكون باردة بـ اتجاهها، جاف في مشاعره مبيحاولش يقولها كلمة حلوة دايمًا تعليقه سلبي، نور عفوية بتحب الكُل ورافضة الأذىٰ يكفي ماضيها ولما وقعت..وقعت في حد ممكن يأذيها أكتر
نور هتطفي لو فضلت مع أيوب، وانا رافضة ده.”
اتنهد الجد بـ صبر:..
“خلاص كلكم بقيتوا شايفين أيوب الشخص الشرير الوحش!”
بـ دفاع اخوي غير مقصود اتدخل ياسين وهو في حيره من امره، فـ زي ما نور اخته ايوب اخوه الوحيد:.
“مش القصد ياجدي ايوب مفيش منه ويكفي أوي اللي عاناه هو كمان، صاحب جدع وتلاقيه في ضهرك يسد، اخ حنين وخايف على اخواته، راجل ناجح في حياته وبيحاول ويسعى، بس قافل مشاعره ومش راضي يلين رغم إن نور مداله ايديها الاتنين يتشبث بيها زي الغريق وهو مصمم يغرقها معاه، أنا خايف عليهم هما الاتنين، نور تغرق وايوب ميفوقش غير بعد فوات الأوان دي اختي وانا عارف لما بتتقفل من حاجة.”
كان الجد بيسمعهم بتأني وساند على المكتب بإيده بيفكر،
جزء من كلامهم صح وجزء كبير غلط بس قرر يريح عقلهم ويديهم من تفكيره ثواني:.
“خلاص اتهبلت أنا علشان اضحي بـ احفادي؟
مبقاش ليا عقل علشان تحذروني كأني بعمل جريمة!!”
بص ياسين فـي الارض بأدب بينما عمتُه اتكلمت بـ منطقية:.
“العفو يا بابا بس فهمني ليه تجمع بينهم بالشكل ده وانتَ عارف إن أيوب مش بيبادل نور مشاعر.”
حول نظراته من عليها لـلجنينة، وكان باين جزء منهم وهو نايم على رجليها بـ استكانه وهي مسترخية بخفة الفراشة..
“علشان نور هي اللي هتنقذ أيوب وبكرة تشوفوا، وياريت من غير نقاش تطلعوا وتسيبوني لوحدي.”
قامت العمة من مكانها وخرجت بعد ما بصت لباباها بـ قلق بادلها بـ اطمئنان بينما ياسين فضل ثابت، والجد كان متأكد إنه عايز يقول حاجة..
“قول اللي عندك يا ياسين.”
_لو نور حصلها حاجة هاخدها ونسافر برا ياجدي.
“وانا موافق.”
خرج ياسين من المكتب بـ ضيق فَـ تفكيره في أمر نور وايوب بقى يثير حنقه خصوصًا إنه حاسس بيهم هما الاتنين ومش عارف يعمل حاجة.
_حبيبي كان هنا
مالي الدنيا عليا
بالحب والهنا
حبيبي يا أنا
يا اغلى من عينيا
نسيت مين انا؟
وقفت غُنا عند أكتر كوبليه بيوجعها، يمكن حتى مفيش حب بينهم يخليها تعتز بـ الحب اللي كان..
غمضت عنيها وغصة تملكتها،
شعور الاستنزاف ده سيء لأبعد حد والمشكلة ان الأغلب بينكر استنزافك وقت تعبك وبيتفضل عليك ومنهم اللي بيقول
_بس أنا مطلبتش منك تعمل كذا.
جملة مؤلمة،
خصوصًا لما بتيجي من اقرب الناس اللي حاولت علشانهم وهما مقدروش محاولاتك، فـ بتبدء تنسحب بهدوء يمكن تحفظ باقي مشاعرك لنفسك..
بس يا بتفشل يا بتنجح..
“كملي.”
فَتح وقابلها بـ زرقة عينه نزلت رأسها بـ اتجاهه بس نظراتها مقدرتش تتواصل معاه اكتر من ثواني،
كانت غريبة فـ شوية تكون مفهومة وشوية متقدرش تفهم بتفكر في إيه..
بس في الحقيقة هي كانت خايفة تبصله عيونها تفضحها وتقوله إنها زعلانة ورغم ذلك بتحاول، بتحاول تكونله كل شيء،
بتحاول لأجله وهي أكتر حد فاقد للمحاولة ومُستَهلك.
_أنا الحب اللي كان
اللي نسيته قوام
من قبل الأوان
نسيت اسمي كمان
نسيت يا سلام..
على غدر الإنسان
دندنت بـ شرود في ملامحه لما بص بعيد ونظرة الحنين والشوق اجتاحت عينه، ألم قابع في قلبها معقول؟!!
بعدت راسه بـ حرص خوفًا من إنه يتأذي، بصلها بـ استغراب وفي ثواني كانت مختفية من قصاده على اوضتها، نسيت الكتاب ونسيت وجوده معاها ومش قادره تفتكر غير نظرته..
“طب ليه؟”
سألت نفسها سؤال ملهوش أي إجابة،
لامته بـ عيونها ومفهمش، فرشتله الارض ورد ومقدروش
همشها وبعدها ورغم ذلك بتحاول..
ورغم إن البُكا ساكن عيونها إلا إن مفيش دمعة واحدة نزلت،
ابتسمت بـ حزن..
يمكن كان نفسها تتحب بدل ما تستبدل!
“نور.”
بعد ساعة كان واقف على باب اوضتها بـ حيرة وأسف،
حيرة لأنه مش عارف نظرتها سببها إيه، واسف لأنه بيظلمها وبيضحك على نفسه.
نظمت انفاسها وفتحتله الباب، دخل وبص حواليه بـ استغراب..
“خير إيه الشنطة دي؟”
قفلتها ووقفتها جنبها ومن الواضح إنها جاهزة للخروج:.
“مسافرة.”
رفع حاجبه بـبرود:.
“من دماغك كده من غير ما تاخدي رأي حد؟”
عقدت نظراتها ومسحت على عيونها بتعب:.
“أنا قولت لـ ياسين وهو موافق.”
قرب منها خطوتين وزق الشنطة بـ حدة، بس نور متراجعتش قابلت نظرات تحديه بـ اخرى مماثلة لها:.
“قبل ما تاخدي رأي ياسين تاخدي رأي!”
مسكته من تيشرته بـ غضب:.
“واخد رأيك بتاع إيه ده إن شاء الله!؟؟”
عض على شفايفه بيحاول يهدي من غضبه علشان الامور متكبرش بينهم بس من الواضح إن العنيدة اللي قصاده مش هتجيبها لـبر:.
“بصفتي جوزك ياختي!”
ابتسمت نور ابتسامة صفراء:.
“…”
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نور أيوب)