روايات

رواية نهج الغرام الفصل الرابع 4 بقلم داليا أحمد

رواية نهج الغرام الفصل الرابع 4 بقلم داليا أحمد

رواية نهج الغرام الجزء الرابع

رواية نهج الغرام البارت الرابع

رواية نهج الغرام الحلقة الرابعة

-هي ماما مقالتلكيش؟ أصل علا دي اللي مروان هيخطبها
قاطعتها ميرا بغضبٍ:
-نعم ؟؟؟ هيخطب مين !
هزت رأسها بهدوءٍ تحسدها عليه الأُخرى:
-انا بحسبك عارفة
صاحت بحدةٍ ساخرةٍ:
-وكنتي هتعرفيني امتى؟؟ لما يتجوزها !
جاوبتها جومانة وهي تنظر إليها بقوةٍ:
-ميرا هو مش مجبر يقولك اصلا..وبعدين كنتي عايزاه يستناكي كام سنة كمان ولا كنتي فاكرة هيفضل مستني معجزة من ربنا تحصل
رفعت ميرا رأسها تنظر إليها بعينيها الزرقاء المائلة للخضرة ثم قالت بصوتٍ متلجلج:
-بس ميتجوزش..مش لدرجة انه ينسحب كده بسهولة..مقدرش يصبر يعني..
قالت جومانة بغضبٍ وهي تعدل من حجابها:
-لا هو استحمل واستحمل كتير اوي، انتي اللي عايزة كل حاجة..وناسية ان محدش بياخد كل حاجة..كان لازم تتنازلي لو كنتي بتحبيه فعلا
أغمضت ميرا عينيها بألمٍ..ثم قالت بصوتٍ متحشرج:
-مينفعش..مكنش ينفع اوافق على فكرته خالص
-ولا هو كان ينفع يوافق على فكرتك ولا شروطك عشان كده كان لازم يرتبط، عشان تفوقي وتشوفي انتي كمان حياتك، طالما معرفتوش تتقابلوا في نقطة واحدة.
شهقت ميرا وهي تتناول حقيبتها لتهرول إلى خارج النادي، وصورٌ من الماضي تجتاحها وصور ٌ من المستقبل تدمر عقلها وقلبها بمجرد التفكير بها.
وقفت جومانة مكانها تنظر إليها وهي تقول بحزنٍ لنفسها:
-عارفة اني كنت قاسية عليكي..لكن كان لازم ده يحصل عشان تفوقي..يا تتخلصي من الماضي يا تتمسكي بيه.
_____
في صباح يومٍ جديدٍ
ذهب سليم إلى عمارة العائلة الذي يعيش فيها شكري.. الطابق الأرضي يحتوي على شقة جده، وباقي الطوابق تحتوي على شقق خيلانه، سلم على جده وقبل أن يصعد إلى شقة شكري، قاطعه صوت وجيه ابن خاله الأكبر بنبرة ساخرة:
– خالك مش فوق يا سليم طالع لمين كده؟
انتبه إلى الصوت الرجولي، قائلا:
– هعدي على بيلار عشان عندنا درس..
– بيلار مشيت من بدري
سأله بدهشة:
– مشيت ازاي؟؟ انا على طول بعدي عليها ومتفقين نروح سوا
هتف معتز متدخلاً وهو ينظر إلى سليم بحدةٍ:
– ما قالك مشيت فعلا يا سليم .. ولا انت خلاص مصمم تروح معاها
صاح وجيه بنبرةٍ ساخرةٍ:
-شكله بيتلكك عشان يكلمها ويشوفها
ابتسم سليم قائلًا ببرودٍ من بين أسنانه:
-لا انا بكلمها من غير حاجة..مش محتاج اتلكك..
قاطعه معتز قبل أن يتركهم قائلا بسخريةٍ:
-انا مش فاهم انت بتروح معاها ليه؟ ما هي معاها اختك و صحابها
ضغط على فكه بقوة محاولا تمالك أعصابه فهو يعلم أنه يستفزه ليجيبه بسماجة:
-مش بروح معاها كل الدروس هما المواد العملية بس اللي مع بعض وفيهم درس بالليل اكيد مش هتروح لوحدها بالليل
____
في كلية الهندسة
أحست ميرا بالصداع يزداد في رأسها حين تذكرت ذهابها في الصباح إلى الشركة لساعتين للتدريب، ومعاملة علا مع مروان، فاتجهت لإحدى الكراسي الموضوعة أمام بوابة الكلية لترتاح قليلًا.
وضعت يديها على رأسها وهي تغمض عينيها بألمٍ لتتفاجأ بأحد يحرر يديها ويضع يده أسفل ذقنها، شهقت بعصبيةٍ وهي ترفع عينيها لتزيل يده بعنفٍ.
نظرت له بجنونٍ هاتفةً :
-وجيه ؟
قال وجيه بسرعة :
-مالك يا ميرا؟ شكلك تعبانة
حاول أن يمسك يدها مرة أخرى لكنها صرخت بعنفٍ وهي تبعده مرةً أخرى وهي تنهض من مقعدها:
-نعم ؟ تعبانة ولا هموت حتى ده يخصك في ايه؟ وبعدين انت ايه اللي جايبك الكلية بتاعتي..وانت اساسا اتخرجت
أمسك بذراعها ليعيدها لتقابله مانعًا إياها من الانصراف من أمامه، انكمشت على نفسها وهي تنظر إليه باشمئزازٍ، فقال بلهفةٍ وعينيه تتفحصانها:
-انتي ليه بتعملي كده؟ انتي عارفة ان انا بحبك ومستنيكي من زمان..ولا فاكرة حجة انك مش موافقة تتخطبي عشان لسة بتدرسي دي هتعدي عليا..عشان اقسم بالله لو طلع في حد في حياتك ما هعديها
حاولت أن تدفعه عنها بصعوبةٍ وهي تقول بعصبيةٍ:
-وانا اصلا ماقولتلكش تستنى..انا حرة مش موافقة..هو بالعافية..
كانت العيون تتابعهم، منهم من يتابع بفضولٍ ومنهم من يتجاهل المشهد فتقدم منهما شابٌ في عمر ميرا ليقول بهدوءٍ لوجيه:
-مش رجولة انك تمسكها من ايديها كده وتخليها تكلمك بالعافية
-وانت مالك دي بنت عمي..يخصك في ايه انت كمان..ولا تكون حاطط عينك عليها عشان تترسم قدامها..شايفة بصوتك العالي لفتي انتباه الناس ازاي
نظرت ميرا إلى الشاب الذي خلفها لتقول بغضبٍ:
-انا اصلا معرفوش ولا اقربله
حاول الشاب إبعاد ميرا عنه بدون أن يمسها، فلكمه وجيه في وجهه وتفاجأت بعدها بسقوط وجيه على الأرض بعد لكمة على أنفه من ذلك الشاب.. أطلقت ميرا شهقة عالية عندما رأت وجيه يقف بسرعة ليضرب الشاب بلكمة قوية أفقدته توازنه.. في تلك اللحظة، انضم عدة شباب في نفس عمرها يحاولوا فض الشباك بينهم، فصاحت وهي تحدق فيهما وهما يتشاجران بعنف وتوسلت إليهم أن يتوقفوا، فأغمضت عينيها خوفاً وندمت على كذبها على ذلك الشاب بأنها لا تعرفه، وجيه، فهو ابن عمها ولم يكن يكذب.
اقترب الأمن في تلك اللحظة ليأخذهم إلى مكتب عميد الكلية وهي معهم
صرخ العميد بقوةٍ على كلًا من وجيه والشاب الآخر جمّدت الدم في عروقها:
-ايه الجنان ده..؟ عاجبكم الخناق علشان بنت..من امتى والمهزلة دي بتحصل عندنا في الجامعة..والمفروض ان انتوا في كلية علمية
هتف وجيه مقاطعًا:
-هو اللي غلطان يا دكتور..واحد وبيتكلم مع بنت عمه يحشر نفسه ليه
قاطعه العميد بصرخةٍ عالية:
-بنت عمك في البيت مش في الجامعة..وروني الكارنيهات بتاعتكم
نظر العميد في كل كارنيه ليتفاجأ بأن وجيه ليس طالبًا في كلية الهندسة
ضحك بسخريةٍ:
-وكمان مش في هندسة..ومتخرج السنة اللي فاتت..بتعمل ايه هنا سيادتك
-كنت ناوي احضر الماجستير السنة دي
-هو ماجستير تجارة بقى بيتحضر في هندسة !
ثم وجه حديثه إلى الشاب الاخر:
-وحضرتك فاضلك سنة وتتخرج…ولا تحب تتفصل قبل ما تكمل الكلية
قال الشاب بتبريرٍ:
-يا دكتور انا لقيت زميلتي واحد موقفها معاه غصب عنها وانا معرفش انه قريبها اصلا ولما هي قالت متعرفوش انا حاولت ابعدها عنه لقيته ضربني جامد فرديتله الضربة..ولا حضرتك كنت عايزني اقف اتفرج زي باقي زمايلي واشوف بنت زيها في الموقف ده واسكت
صاح الدكتور بحدة:
-فيه حاجة اسمها امن تناديه..ولا هي سايبة..ده غير ان هي مش اختك اصلا ولا تقربلك..يعني كان ممكن تتدخل وتبعده عنها بهدوء من غير خناقات
إلتفت إلى ميرا التي كانت تشهق ودموعها تسقط بقهرٍ وهي تنظر إلى وجيه بحقدٍ، ثم سألها بنبرةٍ تهكمية:
-وانتي يا انسة موقف زي ده حصل كنتي تنادي الأمن في وقتها..ولا كان عاجبك لمة شابين مع بعض عليكي
شهقت ميرا بغضبٍ من كلامه فمسحت دموعها لترد:
– دي اول مرة تحصل حاجة زي كده وانا مكنتش حابة أن الأمور توصل للدرجة دي
رد العميد :
-مكنتيش كدبتي على زميلك وقولتي ان ده مش قريبك ولا ايه؟
توسعت حدقتاها بصدمةٍ:
-انا كدبت عشان احرجه ويبعد عني..كنت فاكرة بالطريقة دي هيمشي
هتف العميد بحزمٍ:
-رقم ولي امرك يا انسة
توسعت عينا ميرا ثم قالت بصدمة:
– خلاص يا دكتور مش لازم المشكلة تكبر اكتر من كده
هتف العميد بتصميمٍ مرة أخرى:
-رقم والدك يا انسة ميرا من غير نقاش عشان تقدري ترجعي تحضري من تاني ويكون فيه تنبيه للي حصل
تأففت بداخلها بخوفٍ وهي تخرج هاتفها المحمول، هي تعلم أن والدها سيكبر الموضوع ويأنبها وسيحدث مشكلة مع عمها، فقررت أن تتحدث مع والدتها وبالتأكيد ستساعدها بدون مشاكل مع اهل والدها
______
كان يجلس مع أمه وشقيقته و زوجة خاله في غرفة الجلوس وشقيقه كان يتحدث مع بيلار بالخارج.
سألت جومانة شقيقها قائلة:
– مروان بعت فلوس الدرس المقدم على الرقم اللي قولتلك عليه
أومأ بتذكر :
– اه يا حبيبتي…و هبعتلك صورة التحويل عشان تبعتيها للمدرس
– ده فلوس ايه دي ؟
-المُدرس عايز نبعتله الفلوس المقدم تحويل على فودافون كاش
ردت بنبرة ساخرة:
-ما نروح نفتح له حساب في البنك احسن
– على رأيك يا ماما
– حاجة رخمة بجد … ما ياخدو الفلوس كاش وخلاص
رن هاتف امل لترد عليه فوجدته ابنتها ميرا ترد عليها بنبرة متحشرجة وكأنها كانت تبكي :
– ميرا … مالك يا حبيبتي … انتي كويسة… ممكن تهدي بس وتفهميني اللي حصلك
اتسعت عينا مروان بقلقٍ بمجرد أن سمع اسم ميرا
لترد امل بعصبية :
– ليه بس يا ميرا دخلتي نفسك في المشكلة دي ليه!؟ كده خليتي وجيه ده يستفزك وكان ممكن يتسبب في رفدك…مفكرتيش ابدا أنه ممكن قاصد يعملك مشاكل في الكلية… ما انتي عارفة هو كل همه انك متكمليش تعليمك عشان يخطبك بسرعة… طيب اقفلي لحد ما اتصرف .. مش عارفة هقدر اقول لابوكي ولا ينفع اجي انا…
هتفت سعاد بقلق بعد أن أغلقت امل الهاتف مع ابنتها :
– في ايه يا امل طمنيني… مالها ميرا !؟ و وجيه عمل ايه
قصت عليهم امل ما قالته ابنتها وهي تشعر بالغضب مما حدث
همست بنبرة حزينة:
– مش عارفة هعمل ايه…انا خايفة مستقبلها يضيع.. ميرا طيبة…ومبتعرفش ترد على حقها…و غصب عنها تلاقيه استفزها عشان كده وصل الموضوع لكده
– انا خايفة ابوها يعرف يحصل مشاكل تانية واحنا مش ناقصين
الى هنا وكفى، قرر أن يتدخل لأول مرة بعد اتفاقه بالماضي أنه بعيد تماما عنها, ولكن هي أصبحت أمامه… يراها من جديد … حتى لو كل شيء سار عكس ما تمناه ولكنها ستظل قريبته ..
– انا هتصرف يا طنط
– بجد يا مروان… ياريت..
هتفت سعاد بتحذير :
– بس خلي بالك يا مروان…اوعى وجيه يشوفك هناك معاها… او تتكلم قدامه لو كان لسه موجود… او…
نظر إلى أمه قائلا بتمالك اعصابه :
– مفهوم يا ماما….مش لازم أظهر في الصورة ..حاااضر
________
كانت تقف مع سليم وهي ترمقه بنظراتٍ نارية من عينيها، بينما هو يبادلها نظراتها بحيرة… بعينيه الزرقاء وشعره الكستنائي…
ليسألها باستغراب :
– مين مزعل السينيوريتا بتاعتي ؟
اندفعت بيلار تقول بغضبٍ، وهي تعدل من شعرها الكستنائي الطويل بخصلاته الشقراء…تتناسب مع لون عينيها العسلي، وبشرتها البيضاء، وجسدها الرشيق النحيل الطويل نسبياً.. فكانت تتميز بملامح رقيقة جميلة مزيج بين الملامح الأوروبية والعربية..
-هو انا مش قولتلك تعدي عليا النهاردة وانت رايح الدرس .. وخليتني استناك كتير وفي الاخر لقيتك هناك !
رد مدافعًا عن نفسه :
-عديت عليكي ومعتز و وجيه قالولي انك مشيتي
رفعت حاجبيها لترد بذهولٍ:
-نعم؟؟ ومعتز و وجيه ليه يقولوا كده يعني !
أجابها بنبرةٍ ساخرةٍ:
– اصل هما شايفني عيل صغير.. معتز بيقولي سيبها تروح الدروس لوحدها
ارتفعت إحدى حاجبيها مستنكرةً ما سمعته قبل أن تعض على شفتيها بغيظ:
– هما مالهم اصلا ازاي يتدخلوا في حاجة زي كده !
صاحت بقوة مكملة:
-وبعدين ازاي يشوفوك عيل صغير… انت اكتر حد بيخاف عليا انت وعمي..وبتقف جنبي في كل حاجة
أومأ بنبرةٍ واثقةٍ:
– ده كده كده..
ليردف بتوجس :
– يعني اعدي عليكي بعد كده ولا لأ؟
لكزته على كتفه بحدة:
– Sure
______
مشى نحو مكتب العميد وبعد بضعة استفسارات بسيطة دخل بسرعة..
نظر إلى العميد وخاطبه ببعض الكلمات ، تحدث مع العميد الذي بدأ يشرح الأمر بوضوح لمروان، طالما كان مروان معروفًا لأساتذة الجامعة…
-لولاك كان هيبقى ليها عقاب زي زميلها
اتصل بها مروان بعد خروجه من مكتب العميد، ليطلب منها أن تقابله خارج بوابة الجامعة الأخرى، حتى لا يراهم وجيه..
وما أن تقدمت منه لتراه ساندا ذراعيه على سيارته الأنيقة, انتفضت على صوت مروان حين صاح من بين أسنانه:
-يلا اركبي عشان نمشي… قبل ما البيه يشوفك معايا وتبقى مشكلة اكبر
كان يحرك السيارة بغضبٍ قاتل ، يقود سيارته بسرعة غاضبة ، كانت ميرا ترتجف على المقعد المجاور له، لم تستطع أبدًا تحمّل نظراته الجامدة، لذلك صاحت، على أمل أن يجيب عليها:
-مروان..رد عليا
واصل طريقه و كأنها لم تقل له شيئًا فأكملت:
-طيب على الأقل بص لي
رفعت أصابعها تمسح دموعها ثم قالت بنبرةٍ مختنقة:
-صدقني انا معملتش حاجة..
أوقف السيارة فجأة بقوةٍ، فأدارت رأسها إليه ووجدته ينظر إليها بغضبٍ.
-مروان احنا لازم نتكلم
قاطعها بعنفٍ من بين أسنانه ليقول:
– اتكلمي.. عايزة تقولي ايه هااه؟
سكتت من طريقة كلامه، وانهمرت الدموع من عينيها .. مما زاد من غضبه وتابع بحدةٍ:
– ايه القطة اكلت لسانك دلوقتي ؟؟
جفت دموعها فجأة و هي تنظر إليه لم تحتمل إهانته فقالت بشموخٍ:
– هو أنت عرفت ازاي !
انا قولت لماما بس…
صرخ بحنقٍ:
– هو ده اللي فارق معاكي ؟؟؟
عرفت ازاي !
هتفت بغيظٍ:
– أيوة عشان مينفعش انت تيجي…عشان كان ممكن وجيه يشوفك و يقول لعمي وجدي…
– بلاش تقولي كلام يضايق
قالت مسرعةً:
– مكنش ينفع تيجي يا مروان…لو كان شافك هيقول هو دخله ايه بيكي
همس بنبرةٍ حاسمة :
– قولتلك بلاش تقولي كلام يضايق…ليه مُصرة تفكريني باللي حصل زمان… بتفكريني بخذلانك ليا… بالموقف دلوقتي…بدل ما اروح احللك مشكلتك وانتي معايا وقدام اي حد…مطلوب مني اعمل كده وانا متداري شوية…من وراهم عشان محدش يشوفني معاكي
ليردف بتصحيح:
– وبعدين لا انا ليا دخل بيكي..ولو انتي نسيتي فأحب افكرك..وخليكي فاهمة انك مسؤولة مني وهتفضلي .. ده غير أن احنا قرايب اصلا
هزت رأسها:
– بس كل حاجة اتغيرت خلاص
همس بعتابٍ:
-بصي يا ميرا…اللي حصل النهاردة ده انا هعديه..مع انك كان ممكن تنهي المهزلة دي لو ناديتي حد من الأمن..كان ممكن تنهيها كمان لو قولتي لزميلك انه فعلا وجيه ابن عمك بس بيضايقك وهو كان ممكن ينادي الأمن..بس طبعا انتي اتصرفتي زي الأطفال ..و ورطتيهم مع بعض و ورطتي نفسك..لازم بعد كده تفكري كويس قبل ما تتسرعي..مفهوم؟؟
تنهدت ميرا ببراءةٍ وهي تومئ برأسها موافقةً على كلامه
ابتسم لها مكملا حديثه :
-وبعدين مشكلة كبيرة زي دي كان ممكن تقوليلي ومتخافيش ابدا من حد .. هو المفروض مين يحللك مشاكلك بعد خالي و مامتك؟
– اوقات بلجأ لسليم أو معتز…هما زي اخواتي..
قاطعها قائلًا بلهجةٍ حادة:
-عارف انهم زفت..بلاش تستفزيني..
– انت مش زيهم يا مروان…مينفعش اقول انك زي اخويا…ومينفعش الجألك…هبقى بضحك على نفسي
ارتجفت عندما اقترب جسده الضخم من مقعدها..حاولت التقاط أنفاسها من الارتباك، رفع ذقنها لينظر إلى عينيها الجميلتين وشفتيها الرقيقتين.. ارتعد جسده بعنف لينتقل إليها نفس التأثير وكأنهم انتقلوا إلى عالم آخر لا يوجد فيه أحد غيرهم.. ثم سألها بصوت أجش:
-ميرا انتي بجد بتخافي مني ؟
قالت بنبرةٍ مرتعشة:
– خوفت من رد فعلك
– متخافيش مني أبداً..
وبدون أي تمهيد، أحنى رأسه ليلمس شفتيها بشفتيه.. قبلها بشغف عاصف هز كيانها.. ارتجفت بين يديه، ظنت انها تاهت معه في البداية وكأنها فقدت كل اتصال بالواقع
إلا أن كلمات جومانة شقيقته تسللت إليها عندما التقيا في النادي، فأبعدته عنها بدفعة قوية.. وبينما كانت تضع يديها على رأسها بغضب، صرخت بكل قوتها:
-انت هتخطب..!!؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نهج الغرام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى