روايات

رواية نقطة فارقة الفصل الثاني 2 بقلم سلوى ابراهيم

رواية نقطة فارقة الفصل الثاني 2 بقلم سلوى ابراهيم

رواية نقطة فارقة الجزء الثاني

رواية نقطة فارقة البارت الثاني

رواية نقطة فارقة
رواية نقطة فارقة

رواية نقطة فارقة الحلقة الثانية

-ليلى دكتور عبد المنعم عملك مشكلة، بكرة لازم تيجي بدري عشان نتصرف…
ضحكتي تلاشت بالتدريج، صوت أنفاسي عِلي، الفرحة اللي جوايا ماتت بمجرد ما خلص جملته، وقفت بسرعة وأنا مصدومة وقلت:
-مشكلة إيه؟!
سمعت صوته وهو بيتنهد، سألني بنبرة هادية:
-هو في حاجة حصلت أنا معرفهاش؟
حاولت أنظم صوت أنفاسي، غمضت عيني لثواني ولساني مش قادر ينطق، سألني نفس السؤال تاني فرديت وأنا بعيط:
-كنت بحاول أبان قوية قصاد نفسي والله، أنا..
صوت شهقاتي رجع غلبني من تاني وكإن ضعفي وخوفي مصممين يلازموني في كل خطوة في حياتي، رد عليا بهدوء:
-ماتعيطيش يا ليلى، احكيلي اللي حصل بالظبط عشان أعرف أتصرف معاكي.

 

 

قعدت على طرف السرير وأنا بعيط وصوت شهقاتي غالب على صوتي وأنا بتكلم، عديت من واحد لعشرة وأخدت نفس طويل وبدأت أحكيله اللي حصل بالحرف، خلصت كلامي وهو ماردش عليا فكملت بخوف:
-هو حضرتك شايفني غلطانة!
سمعت صوت تنهيدة طويلة وبعدها رد بغُلب:
-ممكن أعرف ليه رديتي عليه بالأسلوب ده؟ يعني هو..
قاطعته ورديت بعصبية ماقدرش أظهرها غير قدام نفسي، لكن المرة دي ظهرت:
-عشان لو كنت سبته يفهم إني ضعيفة كام هيزودها، يمكن كان هيعتذر آه لكن بعد كده كان هيستغل ضعفي وخجلي الزايد ويظهر ضعفه المخفي ورا قناع القوة والنفوذ عليا قدام الطلبة كلهم، أنا مش هبان ضعيفة تاني قصاد أي حد.
-المرة دي لازم تباني ضعيفة يا ليلى.
سكتنا احنا الإتنين ومحدش فينا قال كلمة واحدة بعد جملته، حسيت وكإني في نهاية البداية، بالظبط نفس إحساس إن حد يضربك بالقلم وإنت سرحان! قاطع تفكيري المليان بالخوف، القلق، العتاب وكل شعور وحش بصوته الخشن:
-من حسن حظك إن والده هو العميد، بصي يا ليلى..
سكت تاني وكإنه بيفكر في الكلام، خمس ثواني بالظبط وكمل:
-دكتور عبد المنعم قدم فيكي مذكرة، والمذكرة مكتوب فيها إنك سبيتيه وأهنتيه وده مش أسلوب طالبة مع الدكتور..
-بس..
كمل كلامه بدون ما يسمعني:
-الدكتور كلامه مصدق حتى وإن كان هو الغلطان، دلوقتي قدامنا حل واحد مفيش غيره، وهو إنه يتنازل عن المذكرة دي عشان مايسببلكيش أي مشكلة.
حطيت كف إيدي على وشي وأنا بعيط، إحساس إنك شخص لا تقدر تاخد حقك ولا تقدر تدافع عن نفسك إحساس مميت، وكإنك مش موجود في الدنيا، وحتى أثرك ملوش وجود! إنت عملت إيه؟ ولا حاجة، بلعت ريقي اللي وقف في حلقي ومسحت دموعي ورديت:
-بس أنا ماعملتش كده.
-أنا قلتلك حتى لو ماعملتيش فالدكتور كلامه مصدق وحتى لو العميد واقف في صفك.
وقفت بسرعة وضغط بصوابع إيدي على كفي لحد ما ضوافري علمت عليه وأنا بقول:
-يبقى مليش حقوق، يبقى ده مش من حسن حظي زي ما قلت يا دكتور.
-تعالي بكرة بدري يا ليلى، العميد هيحل المشكلة دي لو اتكلمتي معاه.
رديت بعصبية ودموعي مغرقة وشي:
-إيه التناقض ده! ليه بتقول حاجة وعكسها يا دكتور، أنا مش صغيرة عشان كل شوية تقولي حاجة وترجع تعكسها.
-مفيش تناقض يا ليلى، العميد يبقى والده ولو كلمتيه احتمال كبير يقنعه إنه يتنازل وأنا هحاول أتصرف برضو.
قفلنا المكالمة وضميت نفسي وأنا قاعدة على السرير، ضامة رجلي وحاطة راسي مابينهم وإيدي محاوطة رجلي الإتنين وبدأت أهز جسمي كله من التوتر، دموعي تكاد تكون مابتخلصش وجوايا سؤال واحد معرفتش إجابته ولا مرة “أنا ليه كده؟” نمت من أثر العياط الزيادة مكاني وصحيت الساعة ستة الصبح، اتجهت للحمام وغسلت وشي بسرعة وبدأت أجهز عشان أنزل بدري قبل معاد المحاضرات، وقفت على باب الكلية وزفرت بخوف، أخدت نفس طويل ودخلت..
-ليلى.

 

 

بصيت ورايا لما سمعت صوت دكتور مراد، جه وقف قصادي وسأل بملامح متسائلة:
-إنتِ كويسة؟
تحسست عيني الوارمة من أثر العياط وقلت بصوت مبحوح:
-الحمد لله..
كملت وأنا ببص للأرض وبضغط على حزام شنطتي بتوتر:
-المفروض أعمل إيه؟
-تحكي للعميد كل حاجة.
بلعت غصة وقفت في حلقي، توتري زاد وهزة رجلي العنيفة ظهرت، لولا إني واقفة كان أمري اتفضح وخوفي كان هيظهر لأي حد بيدخل من باب الكلية، رديت بخوف:
-هروح للعميد؟
-ده الحل الوحيد، وأنا هكلم دكتور عبد المنعم.
-بس…
-ماتقلقيش السكرتير هيدخلك.
-ليه؟
-أنا كلمته وتواصلت مع العميد عشان تدخليله يا ليلى.
-هغسل وشي الأول.
شاورلي بماشي ورد:
-ماتخافيش.
بصيت للأرض واستأذنته ومشيت، ومع كل خطوة كنت باخد نفس طويل عشان أعرف أتعامل بحكمة وماضيعش حقي بسبب خوفي الزايد عن حده، دخلت الحمام وغسلت وشي عشان أخفف من أثر العياط اللي ظاهر على عيوني وبعد كام دقيقة كنت واققة قدام مكتب السكرتير..
-إنتِ ليلى؟
هزيت دماغي بآه وما زال ضغطي على إيدي مستمر، مش هبين ضعفي أو خوفي مهما كان، شاورلي أقعد لحد ما يقول للعميد وبعد كام دقيقة قالي أدخل، خرجت من مكتبه ووقفت برة عشرين ثانية بنظم فيهم أنفاسي وبحاول أتفادى أي شعور بالتوتر، خبط تلات خبطات ولما أذنلي بالدخول دخلت..
-ازيك يا ليلى.
وقفت قصاد مكتبه ولفيت إيدي حوالين بعضها وضغط عليها زيادة، ابتسمت وأنا بحاول أخفي أي أثر لتوتري ورديت:
-الحمد لله.

 

 

شاورلي أقعد وقال:
-عايز أعرف اللي حصل بالظبط من دكتور عبد المنعم.
قعدت قصاده وبصيت للأرض وأنا بعد من واحد لعشرة عشان أقدر أرد بثبات، رفعت راسي ورديت بهدوء عكس اللي جوايا:
-دكتور عبد المنعم زعقلي تلات مرات قصاد زمايلي وأهانني رغم إني ماتكلمتش ولا حتى كنت مركزة مين بيتكلم، وعيوني كانت في الكشكول عشان كنت بكتب وراه الشرح..
اتنهدت في محاولة إني مابينش توتري وكملت:
-وماعرفتش أوضحله لإنه ماسابليش فرصة ولذلك فضلت ساكتة، ورغم إني ما أسأتش ليه ولا مرة إلا إنه قلل مني قصاد الدفعة كلها وقالي وأنا واققة على الباب عشان أخرج “ماتحضريش ليا أي محاضرة تاني بعد كده”
شبك صوابع إيديه في بعض وحطهم على المكتب وهو بيطلع بجسمه لقدام وقال:
-بس مش ده اللي وصلني يا ليلى.
بصيتله وسألت بثبات:
-ممكن أعرف إيه اللي وصل لحضرتك؟
-اللي وصلني إنك كنتي بتتكلمي وسط المحاضرة رغم إنه نبهك أكتر من مرة وبعدها طلبك في مكتبه عشان يحذرك من إنك تعملي كده تاني عشان ماياخدش أي إجراء ضدك، ولما رحتيله سبيتيه وأهنتيه وردك عليه ماكانش يليق بطالبة جامعية المفروض إنها متعلمة وعارفة الصح من الغلط.
كل خلية في جسمي كانت بتتنفض ومع كل كلمة كان عقلي بيتشوش أكتر، دقات قلبي تشبه لطبول ما قبل الحرب! ضغطي على إيدي زاد وثبت رجلي على الأرض أكتر عشان هزتها ماتظهرش، ابتسمت بثقة مزيفة ورديت:
-ماحصلش يا دكتور..
كملت بعد ما بصيتله:
-أثناء المحاضرة أنا ماتكلمتش ولا مرة ولو حضرتك مش مصدقني ممكن تسأل البنات اللي كانوا حواليا، لكن في غيابه طبعًا عشان هيخافوا منه، وتاني يوم طلبني بالفعل لكن عشان يعتذر لإنه عرف إني ماتكلمتش وإنه أهانني بدون سبب.
بصيت لعيونه عشان ماتوترش وبالتالي هو يلمس في كلامي الصدق وكملت:
-ولما رحتله قلت إني ماردتش عليه عشان ماينفعش أحرج دكتور قدام الطلبة لكن الدكتور هو اللي أحرج طالبة قدام دفعتها كلها وبدون وجه حق، ولما عرفت إنه أوقات بيلعب في درجات الطلبة وأنا آسفة إني بقول ده وقتها قلتله إنه لو عمل كده أنا مش هسكت عن حقي.
ضرب كفوف إيديه في بعض وضحك وهو بيرجع بضهره لورا، فتلقائي ابتسامتي ظهرت غصب عني، حاول يبطل ضحك ورد:
-أنا ماشفتش حد في جرئتك يا ليلى، ازاي ماخفتيش تتكلمي كده مع الدكتور؟

 

 

ابتسمت أكتر لما حسيت إني قوية قصاده، وابتسمت أكتر وأكتر لما لاقيتني برد بسرعة وبقول:
-أنا بس ماحبتش حد يستغل احترامي المبالغ فيه ويقلل مني قصاد حد أو يستغل غضبه الغير مبرر في إنه ينزلني في الدرجات أو يخليني أشيل مادة أو أكتر!
-طيب يا ليلى، هحاول أخليه يتنازل عن المذكرة لكن واجب عليكي تعتذري عشان أسلوبك كان جارح لإنه الدكتور بتاعك مش طالب معاكي في الكلية.
-يعني أمشي؟
ابتسم ورَد:
-اتفضلي يا ليلى.
ابتسمت واستأذنت عشان أخرج، وقفت قدام باب المكتب بعد ما قفلته واتنفست بعمق أكتر من مرة، معقول يا ليلى! ده إنتِ تاخدي أوسكار في التمثيل!
اتقدمت بخطواتي عشان أشوف دكتور مراد فلقيت دكتور عبد المنعم جاي قصادي ومتجه لمكتب والده أو العميد، بصلي بنظرات حادة وتخطاني من غير ما يتكلم، بصيت ورايا وتابعت طيفه الغضبان ولما اختفي عن نظري توجهت لدكتور مراد..
-تعالي يا ليلى.
-أنا كلمت العميد زي ما حضرتك قلت.
ضحك وهو بيقعد على الكرسي ورد:
-عايز أفهم عملتي إيه عشان بيقول إنه ماشافش بنت في جرئتك لحد دلوقتي.
ابتسمت وحكيتله اللي حصل بالظبط وبعد ما خلصت حياني على شجاعتي وقال:
-ياريت لو تفضلي كده يا ليلى، احنا في زمن مش محتاج أي حد ضعيف، الضعيف حقه بيتاكل زي ما إنتِ شايفة.
كمل وهو بيمسح حبيبات العرق الصغيرة من على جبينه:
-أنا كلمت دكتور عبد المنعم وقلتله يتنازل عن المذكرة.
-ليه؟ قصدي يعني قلتله يتنازل عنها بناءً على إيه؟
-لإن في طلبة كتير كانت هتشتكي عليه لكن أنا منعتهم عشان كان لسه يدوب بيجرب جناحاته في الكلية، وبما إني كنت السبب إن الطلبة تسكت وهو مكانته ماتقلش فكده ليا عليه جميل، وقلتله لو هو فعلًا بيحترمني وبيحترم مكانة والده يتنازل عشان ماينفعش يظلم طالبة لسه في بداية عمرها..

 

 

قبل ما يكمل كلام جاله تليفون إننا نروح لمكتب العميد سوى، بصلي وقال بنبرة واثقة:
-جاهزة؟
-لإيه؟
-للمواجهة يا ليلى، جه وقت إنك تشوفي حقك بيرجعلك قصاد عينيكي.
ابتسمت ورديت:
-جاهزة إن شاء الله.
كنت ماشية جنبه في ثبات رهيب، قلبي خايف وبيدق وملامحي الثابتة فيها شيء من الخوف الغير ظاهري وعيوني منتظرة، لكن قدرت أسيطر على كل ده وأظهر القوة والثبات وبس، دخلنا سوى مكتب العميد واللي كان موجود فيه هو ودكتور عبد المنعم، وقفنا قصاد مكتبه ودكتور مراد ابتسم وسلم عليه.
-دكتور عبد المنعم سامحك خلاص يا ليلى، ياريت بقى الموضوع ده يتقفل ومحدش من الطلبة يعرفه.
ابتسم وبصلي، كنت عايزه أقول إني ماعملتش حاجة عشان يسامحني عليها لكن فَضلت إني أسكت المرة دي، ابتسمت ووجهت نظري ليه، وعينيه في عينيا وقلت:
-بعتذر لو كنت كلمت حضرتك بأسلوب يضايق.
نهيت كلامي بابتسامة ثقة وبصيت وراه باتجاه دكتور مراد، لقيته بيضحكلي بشدة وكإنه مبسوط مني ومن ردود أفعالي.
-أنا مبسوط بيكي جدًا يا ليلى.
-شكرًا جدًا لحضرتك يا دكتور، مش عارفة من غيرك كنت هعمل إيه بجد.
-ده واجبي تجاه أي طالب محترم زيك يا ليلى…
بص في ساعة موبايله وكمل:
-أنا همشي بقى عشان عندي محاضرة كمان تلات دقايق، لو احتاجتي حاجة كلميني.
هزيت دماغي ورجعت خطوتين للشمال عشان أوسعله الطريق، بادلني الابتسامة ومشي تجاه المدج، خرجت من باب الكلية وأنا مقررة آخد أجازة النهارده، مشيت في الشوارع وأنا مبسوطة، بفتكر كل موقف عرفت أتعامل معاه وبشجع نفسي أكتر إني أبقى قوية، قررت أتمشى لحد البيت وماركبش مواصلات احتفالًا باليوم.
-ماشفتش جمال بالأحمر كده يالهوي.
بصيت للبلوزة عشان أتأكد لقيت لونها أحمر فعلًا، بصيت بطرف عيني ورايا لقيته متابعني، مديت خطواتي أكتر وقلبي دقاته زادت ومع كل خطوة كان بيقرب مني أكتر..
-اهدى يا قمر مش عشان حلو تمرمطنا.
ضغط على علبة العصير بخوف وبصيت حواليا لقيت الناس ساكتة، محدش بيلتفت ليه ولا حد بيحاول يوقفه حتى!
-الله! ده إنت بتخاف بقى.

 

 

قالها بعد ما وقف قصادي ومشى إيديه على دراعي وصولًا لكف إيدي، رجعت لورا بسرعة وجسمي انتفض وكإني اتكهربت من ثواني، مشيت من قصاده بسرعة عشان أخرج من الشارع لشارع عمومي فيه زحمة وخرج ورايا، فضل ماشي ورايا وأنا قلبي بيرتجف من الرعب، خطواته كانت قليلة عشان الناس كتير ومع ذلك تتبعه ليا ماوقفش! لفيتله ووقفت قصاده وأنا من جوايا هعيط فابتسم وقال:
-إيه يا جميل، قلبك حَن!
مسكت الشنطة من الحزام وضربته بيها على وشه من اتجاه حروف الكتب جواها، ولإن الكتب اللي فيها حروفها حادة فاتوجع وصوته عِلي وهو بيزعق، رجعت خطوتين وأنا مخضوضة وباخد نفسي بصعوبة، قرب مني عشان يضربني فسبقته ومسكت قالب طوب وحدفته بيه فتحله دماغه، صرخ بصوت عالي وحط إيديه على مكان الجرح، الناس اتلمت، الصوت عِلي والهرجلة زادت..
-عملك إيه يابنتي؟
-ليه كده حرام عليكي.
-هو كلمك؟
أخدت نفسي بصعوبة وحطيت إيدي الإتنين على وشي ورديت بزعيق:
-كان بيتحرش بيا و..لمسني بطريقة وحشة..
كان في بنات كتير ولما شافوني بدأت أنهار اتجمعوا حواليا وبدأوا يهدوني، واحدة منهم مدتلي إيديها بإزازة مياه صغيرة نصها خلصان وقالت:
-جدعة إنك خدتي حقك، اشربي مياه واهدي.
دورت بعيوني على مكان أقعد فيه وأنا بعيط ورديت:
-كان…كان عاوز..
طبطبت على كتفي وقاطعتني:
-اهدي اهدي، إنتِ كويسة والله وخدتي حقك كمان.
شربت المياه وبدأت أمسح دموعي وأنا بتنفس بصعوبة..
-تحبي نروحك طيب؟

 

 

بصيت باتجاهه لقيت الناس روحوه ومابقاش موجود غير شوية منهم بيسأل إيه اللي حصل، هزيتلها دماغي بلا ولبست شنطتي وبدأت أساند نفسي عشان أمشي، سندتني وقالت:
-أنا مقدرة إن أعصابك باظت بسببه دلوقتي، لكن صدقيني بحييكي على شجاعتك دي.
ابتسمت وضغط على إيدي عشان أهدى ومشيت من قصادها، حطيت إيدي على قلبي وبدأت ابتسم بالتدريج، يمكن كنت خايفة، متوترة، مخضوضة، لكن في النهاية ماسكتش، أنا جبت حقي!
ماعرفتش أعمل إيه في الوقت ده من فرحتي، فرحتي بإني بقيت شخص بيواجه مخاوفه، مابيسكتش عن حقه ولا بيخلي خوفه عائق ليه، حتى وإن كنت بخاف فعلًا لكن مابقتش أسيب الخوف يسيطر عليا، بقيت أنا اللي بسيطر عليه!
-ليلى.
لفيتله وابتسمت:
-جاهزة؟
ابتسمت بثقة وأنا بمسك المايك ورديت:
-جاهزة يا دكتور إن شاء الله.
بادلني الابتسامة وقال:
-ماتنسيش تذكريني في حكاياتك.
-ماقدرش أنسى دورك يا دكتور مراد، وهتفضل قدوتي الوحيدة في الكلية دي.
مشيت من قصاده واحنا الإتنين بنبتسم لبعض، طلعت درجات السلم ووقفت والمايك في إيدي وقلت:
-أحب أعرفكم بنفسي؛ أنا ليلى خالد والنهارده هكلمكم عن شخصيتي وازاي بقيت من شخص مايقدرش حتى يجاوب سؤال في محاضرة لشخص بقى بيتطلب بالاسم عشان يدي محاضرات عن الثقة بالنفس..

 

 

بصيت لدكتور مراد اللي واقف تحت وكملت وأنا ببتسم:
-ولو على رفقاء الرحلة، فكان أعز صديق لوالدي وللعيلة كلها، دكتور مراد شامة واللي الكلية كلها بتحبه وبتدين ليه كتير.
سمعت صوت التصقيف عِلي لما ذكرت اسمه، بصيتله بامتنان ورجعت بصيتلهم وكملت:
-ودلوقتي هحكيلكم رحلتي..

 

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية نقطة فارقة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى