روايات

رواية نعمة (العالم الآخر) الفصل الثالث 3 بقلم حمادة زهران

رواية نعمة (العالم الآخر) الفصل الثالث 3 بقلم حمادة زهران

رواية نعمة (العالم الآخر) الجزء الثالث

رواية نعمة (العالم الآخر) البارت الثالث

نعمة (العالم الآخر)
نعمة (العالم الآخر)

رواية نعمة (العالم الآخر) الحلقة الثالثة

الفجر أذن وانا على نفس الوضع مقتنعة أن بابا مات…..
بعد صلاه الفجر جدتي طلعت شقتنا وجايبه معاها فطار وقالت لأمي أنا معايا شيك دم اول ما النهار يطلع هروح المستشفى هيدخلوني…..
وأول ما النهار طلع نزلوا وانا قمت غسلت وشي وروقت البيت ولبست اسود كانت الساعه 9:30ص كنت بمسح السلم علشان كنت عارفه ان بابا مات…..
وأنا بمسح السلم وقعت في اللحظه دي دخلت اخت خطيبي وشافتني واقعه على الأرض قومتني وقالتلي انتي كويسه وليه لابسه اسود….
-بابا مات….
=مين قالك كده….
-انا اللي بقول كده…..
= اخرسي حرام عليكي روحي غيري هدومك أنا هكمل مسح السلم…….
وبعد ما خلصت قالتلي انا رايحه مشوار وجايه تاني وفجأه سمعت صوت عربيه وامي بتقول يا عشرتك الغاليه يا ابراهيم….
وجدتي بتقول اللي بيحب ابني يروح يخلص الورق بتاعه…. وامي طالعخ على السلم بتصرخ…..
نزلت اجري عليها ومسكتها من هدومها وقعدت اضرب فيها وهي تحاول تحضني وانا ازقها واقول ما تقوليش كده ازاي بابا يموت……
مع اني شوفت وعرفت بس في اللحظه دي عقلي وقف ومش قادره استوعب…..
كلهم مشيوا علشان يدفنوه وانا لوحدي عمتي الصغيره جات مسكت ايدها وقولتلها ابوس ايدك خديني معاكي واخذتني وصلت المستشفى وبابا كان اتغسل وخلاص طالع بعربية الاسعاف………
مشينا وراه انا وعمتي في عربيه…..
حصلت حاجه غريبه….
العربيه بتاعتنا كل ماتتأخرت الاسعاف بتوقف متتحركش لحد ما سواق الاسعاف نزل من العربيه وسأل مين في العربيه دي قالوا بنته…..
هاتوها تركب مع ابوها وبالفعل روحت ركبت معاه وكنت اول مره اشوف حد ميت ماكنتش متخيله اول حد اشوفه ميت يكون ابويا….
ركبت جنبه وحطيت ايدي على راسه وقريت شويه قران انا حافظاه…..
العربيه كانت سريعة طايره بينا طير وصلنا المقابر …..
شوفته هو وبيتدفن وعلى لساني حطيناك في التربه يا قلبي وهنمشي …….
لحد ما يقوم ينزلوني ودي فعلا اخر حاجه كنت فاكراها ساعتها وقعت من طولي ولما فوقت ما بقولش غير جمله واحده بس”حطيناك في التربه ومشينا ياحبيبي”
لحد ما وصلت البيت……
وانا بنزل من العربية أغمي عليا زما حسيتش باي حاجه ولا شوفت العزا ولا اي حاجه……
بعد يومين فوقت معلقينلي محلول قومت وانا بنده على بابا….
“بابا مات يوم الاثنين وانا فوقت يوم الاربعاء”
طلبت من جدتي اروح ازور ابويا….
قالت بكره هنروح كلنا انتي واخواتك…..
وتاني يوم الصبح روحنا كلنا انا وامي وعماتي واخواتي واعمامي وجدتي……
انا واقفه كان عمي الصغير على شمالي واخويا محمد على يميني……
وفجأة شوفت باب التربه بيفتح وفي اللحظه دي كل حاجه ثبتت عن الحركه….
ده حتى كان في دبانه طايره عند وش عمي والله العظيم وقفت ثابته في الهوا……
كأن فيديو شغال واتعملوا إيقاف…..
حواليا كلهم ثابتين بصيت على باب التربه لقيت بابا طالع زي القمر…..
فرحت اوي اول ما شوفته حاولت اجري عليه مش بتحرك ثابته زيهم…..
بصلي وابتسم وبص علينا كلنا وقرب مني وبصلي ونزلت دموع من عينه…..
قرب علي محمد اخويا كان قاعد على الارض مسح بأيده على راس محمد وفجأه محمد نام……
ورجع دخل تاني التربه وهو بيبتسملي…..
واتحركنا تاني طبيعي إلا محمد كان نايم…..
بدأت اقول شوفته بابا والله العظيم بابا كان هنا…..
جدتي طلعتني من الترب بسرعه وخافت عليا وقالت تعالي يا نعمه مالك بس في ايه….
قولت اللي حصل جدتي قالتلي مفيش حاجه يا حبيبتي بابا خلاص مات والميت مش بيرجع….
قولتلها طيب اسألي محمد هو نام ازاي…..
ولما سألوا محمد قال كنت بقرأ قران وفجاه حسيت ايد بابا بتمسح على راسي ونمت…..
جدتي قالت انتي مش هتخشي المقابر تاني….
وبعد كم يوم روحت الترب لوحدي من الساعه 8م لحد 11م وكلهم بيدوروا عليا لحد ما وصلوا جدتي وأمي واعمامي الترب ولقيوني قاعده هناك عند قبر ابويا……
كنت قاعده مع بابا بحكيله كل اللي بيحصل معايا……
كنت خايفه من جدتي بس طبطبت عليا ووقفوا قروا قران سمعت صوت واحده بتتألم بصيت حواليا ما لقيتش حد…..
اتكرر الصوت تاني وفجأة الارض فضلت تموج زي موج البحر من تحت رجلي والصوت بيزيد……
بدأت اتوتر وقولت لجدتي سامعه صوت واحده بتتألم والارض بتتموج تحت رجلي….
جدتي قالت بسم الله الرحمن الرحيم يلا كلكم اطلعوا دلوقتي حالا ومشينا…..
كلنا تعبنا على فراق ابويا ومع مرور الوقت بدأت ابعد عن الناس حتى اهلي وخطيبي كل حاجه بالنسبه ليا ماتت…. عمامي قالوا نعمه هتتجوز في الميعاد اللي قال عليه ابوها الله يرحمه بابا كان محدد شهر 10 لكنه مات في شهر 2 يعني 8 شهور …..
وانا كنت مش حاسه باي حاجه غير فقدان ابويا واللي انا بسمعه في ودني…..
بسمع حد بيتكلم معايا دايما بنتكلم عن بابا……
جدتي كانت خايفه عليا وكانت عايزاني اتجوز علشان الوحده اللي كنت فيها…..
وقتها كان عندي 18 سنه جوزي كان محترم جدا…..
قدر خوفي وقلقي وقال انا عارف انك ما كنتيش عايزه الجواز دلوقتي علشان ابوكي بس انا جنبك يا نعمه ومش هجبرك على حاجه انت مش حاباها……
وسابني انام وانا كل تفكيري في ابويا وحزني…..
ما كنتش عارفه ايه اللي جاي…..
واتضح أن اللي جاي كوارث….
جدتي جات تاني يوم هي امي ومرات عمي….
جدتي قالت ايه فرحيني……
قولتلها يعني ايه…..
رد جوزي وقال سيبيها براحتها….
قالت يعني ايه هو انتي مش عايزه جوزك يقرب منك ده انت يومك اسود…….
جوزي قال لجدتي بالراحه عليها…..
قالت انا ماشيه وجايه بكره ونهارك هيبقي اسود لو متمتش…
وفي نفس الليلة جوزي قرب مني سمعت صوت صريخ جامد وكنت مغمضه عينيا والاصوات بدأت تزيد وودني بدأت توجعني….
وتاني يوم جات وفرحت ومشيت وحاولت افرح واعيش حياتي…..
اطلع نفسي من الحزن خصوصاً اني جوزي محترم جدا كان عوض ربنا بعد ابويا…..
ودي كانت المصيبه……
جوزي كل ما يجي جنبي اشوفه بابا وصوت الصريخ يزيد اكتر واكتر لحد ما بدا يجيلي نوبات رعشه وخوف…..
جوزي بدل ما يعيش اسعد ايام حياته عاش مرحلة رعب….
كانت عندي قوه رهيبه….
جوزي لما يكون معايا كنت اشوف وشه بابا مش جوزي اضربه وازوقه من فوق السرير وفي مره كسرت الدولاب….. جوزي علشان أهدى يقوم يجيبلي ميه ويتكلم عن بابا وفعلاً دي الحاجه الوحيده اللي كانت بتهديني وانام…..
جوزي كلم ماما وبدأ يسأل نعمه مالها…..
ماما حكتله كل حاجه….
قرروا يودوني لشيخ علشان يعرف ايه اللي عمل فيا كده….. علشان هو كان عارف ان انا كده من زمان بس عمري ما اشتكيت….
كنت كويسه ايه بس اللي اتغير بعد الجواز عشان اتعب كده…
انا كنت خايفه من الشيخ اوي….
روحنا انا وجوزي وامي واخت جوزي…..
قعدنا معاه الشيخ سأل وجوزي حكالوا…..
وبدأ يقرأ عليا وانا كنت بقرأ معاه واسرع منه الشيخ استغرب حتى امي واحمد انا مش متعلمه ولا كنت حافظ قرآن ما فيش غير قرآن قليل اللي حافظاه…..
وقتها ما كنتش في وعي هما اللي حكولي……
الشيخ عرف مين معايا……
وقال لجوزي وامي نعمه تمتلك قوه وسر كبير والحاجه اللي معاها كويسه مش وحشه بس ما كانتش حابه انها تتجوز…. بس خلاص هي تمام نعمه تعالج مش تتعالج…..
ومشينا من عنده وكل حاجه كانت تمام وفعلاً بقيت كويسه وبعد شهرين طلعت حامل……
بس مع ان كل حاجه بقيت تمام الوضع ما بقاش صوت بس بدأت احلم بحد دايما جنبي وبدأ الحمل يكبر وخوفي يزيد….
وبقيت اكلم الحاجه اللي معايا وأقول انا مش مجنونه….
أنا بحس بكل حاجه حواليا وعارفه ان في حد دايما جنبي ومراقب كل حركتي……
أنا حامل دلوقتي ابني لما يجي هقوله ايه لما يشوفني وانا بكلم نفسي…..
ما حدش بيسمعهم غيري انا عايزه اشوفكم يا تبعدوا عني… لما قولت عايزه اشوفكم سمعت صوت في ودني بيقول “لا انا بحبك ومش عايزك تخافي مني”……
قولت لا انا مش بخاف مع اني فعلاً كنت مرعوبه من القرار ده…..
وفضلت فتره حوالي شهر ونص كل لما اسمع اي حاجه او اي اخبار منهم اتضايق واقول مش عايز اعرف منكم حاجه……
لحد ما في يوم كنت فعلاً فيه عصبيه جداً وده كان بسبب الحمل…..
سمعت زعيق جامد نزلت بسرعه عشان اشوف في ايه كانت في مشكلهمع أخت جوزي بينها وبين جوزها……
جوزها كان بيضربها وماسك شعرها……
جريت وحاولت اشيل أيده من على شعرها زقني وكنت هوقع ولقيت حاجه سندتني وما وقعتش……
بس حصلت حاجه غريبه جوز أخت جوزي هو اللي وقع على الارض بطريقه غريبه واتجرح…..
وفضل يصرخ ويقول في حد شدني والله العظيم في حد شدني….
وفعلاً هو مش بيكدب انا شوفت حاجه غريبه….
خيال زقه من صدره ودي كانت اول مره اشوف حاجه زي دي….
سحبت نفسي وطلعت شقتي وانا اعصابي متوتره ونمت يوم ونص كاملين ولما صحيت لقيت جوزي وامي واخت جوزي قاعدين جنبي…..
سألتهم في أيه مالكم انتوا قاعدين كده ليه…..
أمي قالت انتي كويسه يا نعمه…..
قولت اه هو في ايه….
جوزي سألني قالي انتي كنتي بتحلمي….
قولتله لا مكنتش بحلم….فهمت ان في حاجه حصلت معايا ومش عايزين يقولوا….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نعمة (العالم الآخر))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى