روايات

رواية نار وهدان الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الجزء الرابع والخمسون

رواية نار وهدان البارت الرابع والخمسون

نار وهدان
نار وهدان

رواية نار وهدان الحلقة الرابعة والخمسون

🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهنَّ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ))
أنهى عبد المتجلى اتفاقه مع زين على زواجه من ابنته خلال يومين ولكن جاءه اتصال من شاكر أغضبه قال له فيه …بابا دكتور ( فواز ) طالب إيد تالين وأنا وافقت وصراحة شوفتها فرصة أنها تنسى البغل زين ده .
فأنا وعدته النهاردة يجي ويجيب المأذون معاه ونحطها قدام الأمر الواقع ويكتب عليها ونخلص بقا من همها .
فانفعل عبد المتجلى عليه قائلا بغضب …كيف ده يعني ؟؟
هو سلچ بيض ؟وإيه نخلص من همها ده ، هي كانت چاعدة على چلبك ، اتحشم يا واد وإلا هتشوف وش تاني خالص مني .
شاكر بحدة …لا يا بابا مش كده بس صراحة أنت دلعتها كتير أوي، وأنا مش هسكت لغاية مانلاقي الفاس وقعت في الرأس وألاقيها في يوم دخلة بيه علينا وتقول ده جوزي .
وده لا يمكن أبداً ،عشان كده هتتجوز الدكتور ده النهاردة وأنا ورؤوف اتفقنا على كده خلاص .
كور عبد المتجلى يده بغضب وضرب بها على المنضدة أمامه قائلا…اتفچتم كده لحالكم والله عاد مت أنا إياك .
شاكر…بعد الشر عليك ، بس ده لمصلحتها ولما تيجوا بالسلامة هتلاقوا كل حاجة متحضرة ،سلام دلوقتي عشان فعلا بحضر لليلة دي .
ثم أغلق الهاتف في وجه والده ، فتغيرت ملامحه .
تالين بذعر …مالك يا بابا حصل إيه ؟
زين …خير يا عمي فيه إيه ؟؟
عبد المتجلى بحزن وأسى …زين يا ابني ، تچدر تچوز بتي دلوك عشان لو رچعت بيها مش هتچدر تشوفها تاني، اخوتها مصممين يكتبوا كتابها النهاردة .
فوضعت تالين يدها على فمها بصدمة أما زين فوقف منفعلا قائلا …ليه هي سايبه كده ، يچوزوها غصب عنيها ، لااا طبعا ودلوك هكتب عليها وتكون مرتي في الحلال .
وهدان ..وأنا الشاهد عليكم .
تالين …بس إزاي وهنروح فين بعد كتب الكتاب ولسه مجهزناش أي حاجة .
فوقف وهدان هو الآخر …على الصعيد معايا ،هناك أمان وعزوة ومحدش واصل هيچدر يوصلكم هناك .
تالين بدهشة …الصعيد !!
إزاي أنا عمري ما عشت هناك ؟؟
وهدان ….اعتبريها فسحة يا دكتورة ولا عندك حل تاني .
فكرت تالين ونظرت لـ زين الذي ينظر لها بحب صادق وأيقنت أنها متيمة بذلك الفارس الذي امتلء قلبها به ولا تستطيع أن تبتعد عنه .
تالين …خلاص اللي تشوفوه.
بس كده إيه معناها أني أمشي دلوقتي، وأبعد عن بابا .
ثم التفتت إلى أبيها ذلك الصرح الشامخ الذي يهتز له أقوى الرجال في السوق .
فوجدت دمعة قد احتبسها ولكنها أبت إلا أن تنزل من حدقتيه .
فاهتز قلبها ولمعت عيناها بالدموع وقالت بصوت خفوت …بابا أنت بتبكي !!
عبد المتجلى بغصة مريرة …ومبكيش كيف وأنا هفارچ بتي النسمة الحلوة الوحيدة اللي في حياتي .
تالين …يا حبيبى يا بابا ، ثم عانقته بحب قائلة …وأنا كمان يعز عليا أبعد عنك .
عبد المتجلى …خابر بس دي سنة الحياة يا بتي، أي بنت مسيرها لبيت عدلها ربنا يسعدكم .
وهدان …..طيب ، عشان الوقت وعايز بالكتير أكون على الفجرية في الصعيد .
عبد المتجلى …تمام ، دلوك حالا نروح لأقرب مأذون نكتب الكتاب وبعدين على بركة الله تنزلوا الصعيد ومش هوصيك يا زين عليها تاني .
زين …متچلچش هحافظ عليها أكتر من نفسي، لأنها فعلا أغلى من نفسي .
عبد المتجلى …ربنا يسعدكم يا ولاد وبإذن الله لما تهدى الأمور ، هشيعلكم تيچوا تاني چاري .
زين…تمام .
تالين …بس خد بالك أنت من نفسك يا بابا والله خايفة عليك منهم .
عبد المتجلى …كيف ده ؟
دول ولادي مهما حوصل مش هيعملوا حاچة ، هو ممكن بس يبرطموا بكلمتين أكده وهينزلوا على مفيش .
تالين …ربنا يستر .
وبالفعل تم عقد القران وودعت تالين والدها ببكاء وعناق طويل .
تالين …هتوحشني أوي يا بابا .
عبد المتجلى بغصة مريرة…وأنتِ كمان يا چلب أبوكِ .
خدي بالك من نفسك چوي چوي، ولو حسيتي في يوم أنك مضايچة أو مش مرتاحة ، متفكريش اتصلي بيه على طول مسافة الطريچ هكون عندك ، أنا سندك لآخر العمر يا بتي .
تالين ..ربنا يخليك ليا يا بابا .
وهدان …طيب نتوكل على الله إحنا.
عبد المتجلى …مع ألف سلامه .
وربنا يچدرني على اللي چي .
وتوجه بالفعل زين وتالين ووهدان نحو الصعيد .
…………..
عاد عبد المتجلي إلى المنزل فوجد أبناءه شاكر ورؤوف
في انتظاره ومعهم دكتور فواز الذي تلمع عينيه من الفرحة فقد ظن أخيرا أن تالين ستكون من نصيبه .
وأيضا تواجد المأذون الذي أعد دفتره وينتظر قدوم العروس للإمضاء على العقد ولكنهم وجدوه يدخل منفردا .
فوقف شاكر وعلامات الدهشة على وجهه قائلا بحدة …أمال فين تالين يا بابا ؟
فصمت عبد المتجلى .
رؤوف…مش بترد ليه يا بابا
هو حصل حاجة؟
تالين كويسة !
فصمت أيضا عبد المتجلى.
فاستشاط شاكر غضبا قائلا …مالك ساكت كده ،متعرفنا
اللي حصل، ولو كان اللي في دماغي أقسم بالله لجبها وأدبحها قدامك هنا !!
فثار عبد المتجلى وقال بصوت عالي …إيه اللي بتقوله ده
يا ولدي ؟
أنت إتجننت !!
ومحصلش حاچة، كل الحكاية أن نفسيتها تعبانة شوية ومش عايزة تجوز دلوك .
فهتروح تچضي يومين إكده عند واحدة صحبتها وهتعاود
إن شاء الله .
فنظر له شاكر بريبة، ووقف فواز غاضبا وانفعل
على شاكر…إيه الكلام اللي بيقوله أيوك ده يا شاكر ؟
هو لعب عيال ولا إيه ؟
أنت بتهزر معايا ولا إيه ؟
أنت قولت أنها موافقة وهنكتب الكتاب النهاردة، فإيه اللي أنا سمعه ده ؟
شاكر …استهدى بالله كده يا دكتور ، وأنت عارف البت تالين ده مزمزئة ،يوم آه ويوم لا .
وأنا وعدتك أنها هتكون ليك ، سواء موافقة أو لأ .
فواز …طيب هي فين يا شاكر ؟
شاكر محدقا بوالده …هجبها ولو تحت سابع أرض ؟
المأذون ..يا جماعة يعني إيه مفيش كتب كتاب ووكل التأخير ده على الفاضي ؟
وعطلة على الناس منتظرني، لا أنتم لازم تعوضوني عن العطلة اللي على الفاضى دي .
فضغط شاكر على شفتيه بغيظ قائلا …هعوضك يا مولانا ، واتفضل معايا .
فأعطاه مبلغا من المال ثم رحل واتبعه فواز الذي دخل الحزن قلبه من جديد بعد أن فقد الأمل في الزواج من حبيبته تالين .
ثم وقف شاكر أمام أبيه فنهره بغلظة قائلا …خايف والله تكون على آخر الزمن كبرت وخرفت وتكون بتكدب
وهي عملتها من ورانا .
فانفعل عبد المتجلى وصفعه على وجهه بقوة قائلا …أنت اتچننت يا شاكر ، تكلم أبوك بالأسلوب ده .
شكلك نسيت نفسك، واتعديت حدودك معايا، وفعلا لازم أوقفك عند حدك وأوريك مكانك كويس .
وضع شاكر يده على وجهه متألما منكسرا ورمق والده بنظرة توعد فهمها عبد المتجلى جيدا ولكنه آثر الصمت ، ثم اندفع شاكر إلى غرفته ومن ورائه رؤوف لكى يهدىء من روعه قليلا.
رؤوف …أهدى يا شاكر مش كده .
شاكر بعصبية مفرطة …أهدى إزاي يا رؤوف ، شوفت أبوك عمل إيه ؟
على آخر الزمن أنا يمد أيده عليه ، ليه فكرني لسه عيل صغير ، بيربيني .
وعشان مين ؟ عشان حتة بت مشت على حل شعرها وأقسم بالله إن ما كانت هي معاه دلوقتي بس أبوك مش عايز يقول وعايز يقرطسنا قدام الناس .
والناس ماهتصدق وسيرتنا هتكون على كل الناس وهتتهز مكانتنا في السوق ومش هنعرف نرفع وشنا في حد بعد كده .
رؤوف …ليه بس بتسابق الأحداث ؟
مش يمكن صح عند وحدة صاحبتها ، زي مهو قال .
شاكر …أنت بتصدق الكلام الفارغ ده .
أنل متأكد انها مليون في المية اتجوزت الحيوان ده .
رؤوف ..طيب والعمل لو فعلا اتجوزته .
شاكر …ده يبقا ليلتها زفت وقطران على دماغها وهقتلهم الاتنين مع بعض .
رؤوف …لا ده كان أبوك يروح فيها .
شاكر …يروح، أنا خلاص زهقت منه ومن عمايله ، خلينا يخلالنا الجو من بعده .
……..
أخيرا عاد حسام إلى منزله بعد أن اطمئن على حالة قمر بعد رجوعها إلى الفيلا .
وعندما رأته والدته أسرعت إليه واحتضنته بحب قائلة …حسام أنت كنت فين يا ابني قلقتني عليك ،وليه مكنتش بترد على التليفون ؟
ابتعد حسام عن حضنها قليلا قائلا بهدوء …معلش يا ماما مكنتش قادر أتكلم ،سامحيني.
والدته …ليه يا ابني ،حصل إيه لده كله ؟.
حسام…أظن حضرتك أكيد عارفة كويس الموضوع ،وأنا متأكد أن بابا حكالك .
والدته …يا ابني، بابا عنده حق، إزاي دكتور ياخد وحدة ملهاش أصل ولا فصل وكلامها غريب كده وشكلها مش متعلمة والمصيبة الأكبر مطلقة وحامل .
ليه وعشان ايهاب ؟
وأنت ألف بنت تتمناك تكون بنت ناس ومن عيلة وشهادة وجميلة كمان .
حسام…بس أنا مش عايز غير قمر ، لأني بحبها ومش شايف غيرها في الكون كله .
وكل اللي حضرتك قولتيه ده شكليات ، المهم الحب وأننا نفهم بعض كويس .
فجاء عزام من الداخل على صوته قائلا بانفعال …إيه الكلام الفارغ ده ؟
حب إيه وبتاع إيه يا دكتور ؟
الحب بيروح لما تلاقي نفسك اتجوزت وحدة مش
من طباعك ولا أخلاقك وساعتها هتندم فعلا ساعتها وتقول ياريت .
حسام …لا متقلقش حضرتك ولو جيت قولت كده، ساعتها عاتنبني، لكن ده مش هيحصل .
هو آه مختلفين شوية ، لكن الحب هيدوب أي إختلاف
ما بينا ، الحب هو أساس كل شيء .
وقمر عندها استعداد تعمل أي حاجة أنا عايزها .
أغمض عزام عينه بألم على حب عمره الضائع ، فكيف له
أن يسمح لابنه بأن يحصل على ما فقده هو .
عزام بغلظة …لا وأنا مش هستنى لما حضرتك تندم وتيجي .
هي كلمة واحدة مفيش جواز من البنت دي أبداً ولو صممت رأيك ، أنت ولا ابني ولا أعرفك .
وملكش مكان لا هنا ولا في المستشفى ثم ضحك بسخرية ..وكفاية عليك هي .
تمعض وجه حسام وقال بغصة مريرة …شكرا يا بابا بس أنا مش هتنازل عن قمر ، مهما خسرت .
عزام بأمر …طيب اتفضل من غير مطرود من بيتي ومتعتبش عتبة المستشفى.
فصرخت والدته …لاااا يا عزام مش كده .
لا يمكن ده ابني الوحيد ومقدرش استغنى عنه .
حسام بإنكسار …تحت أمرك، أنا ماشي .
والدته بحزن …لا يا ابني متمشيش ولو مشيت أنا همشي معاك .
حسام … لا يا أمي، خليكُ وأنا هطمن عليكُ من وقت للتاني .
والدته … لا همشي ومش هسيبك أبداً .
عزام …لو خرجتِي من باب الشقة دي، هتكوني طالق أنتِ فاهمة .
والدة حسام…يعني ابنك هان عليك مش ههون انام .
أنت خلاص قلبك بقا حجر ويستحيل العيشة معاك .
عزام بغضب …كده طيب اتفضلي معاه في ستين داهية.
فبكت والدته وأمسكت بيد حسام قائلة … ثوانى يا ابني هحضر شنطة هدومي وجاية معاك .
وبالفعل خرجت معه والدته إلى شقته التي لا يعلم عنها أحد شيئا، وعندما وصلت للشقة قالت والدة حسام …الله جميلة أوي الشقة يا ابني ، جبتها امتى دي ؟
حسام …والله جت كده من عند ربنا ،كأنه عالم أنه هيحصل حاجة لينا زي دي في يوم من الأيام ومن مين من بابا، أنا مش مصدق نفسي .
والدة حسام …معلش يا ابني، هو بس زعلان أنك خرجت عن طوعه وأكيد شوية كده لما يهدى وهتلاقيه يتصل يقول ارجعوا .
حسام…أنا مش صعبان عليا غيرك يا ماما، عشان هتسيبي بيتك وأنا عارف قد إيه هو غالي عليكِ ومكنتيش بتحبي تسبيه أبدا، حتى لو كان بابا ديما قاسي عليك وبيزعلك .
والدة حسام بحزن …أعمل إيه يا ابني ، هو كان ليا مكان تاني وأنا مرحتهوش، الست مننا بعد الجواز ملهاش غير بيتها عشان كده بتستحمل العيشة الصعبة مع جوزها لأنها عرفة محدش هيستحملها والكل بيكون همه نفسه وبس .
حسام …فعلا يا أمي وده السبب في أن ستات كتير عايشة ومش عايشة وبتدفن نفسها بايديها حية عشان تكمل مسيرتها في الحياة وتربي ولادها حتى ولو على حساب نفسها .
أم حسام …خلاص بقا نكد يا واد أنت، وقولي اللي عملنا عشان خاطرها الفيلم ده كله، حلوة وتستاهل يعني .
فابتسم حسام …حلوة !
دي مش حلوة وبس، دي ملكة جمال قلبي، لأني فعلا شايفها بقلبي مش بعينيه يا أمي، عشان كده شايفها أجمل ست
في الكون ، وده بعدك أنتِ طبعا يا ست الكل .
فضحكت والدته قائلة …آه يا بكاش ، ماشي هعمل نفسي مصدقاك.
بس قولي هتعرفني عليها إمتى ؟
وهتعمل إيه يا ابني في ابنها اللي چي في السكة ده ؟
هتتعايش معاها إزاي وأنت لسه هي أول فرحتك .
حسام …مش عارف، بس اللي عرفه أنه طفل ملهوش ذنب ، وأنا هكون مسؤول عنه وربنا يقدرني وأرعايه بما يرضي الله .
والدة حسام …ربنا يبارلكك يا ابني ويسعدك .
حسام وهو يقبل يدها …متحرمش منك يا ست الكل وفي أقرب وقت هخدك تزوريها وأنا متاكد أنك هتحبيها جدا .
…………
في الطريق الى الصعيد جلس زين مع تالين في المقعد الخلفي، وسدد لها الكثير من النظرات الهائمة التي تدل
على الحب والشوق ولكنها كانت تتجنبه وتهرب منه عبر النظر من النافذة للطريق .
زين محدثا نفسه…هي مالها إكده ،مش معبراني وهتبص كيف العيال من الشباك ؟
فحاول لمس يديها بحنو ولكنها ابتعدت عنه سريعا .
فغضب ولكن حاول أن يكون لطيفا بقوله …إيه يا حرم زين المصون ، شكلك مكسوفة ولا إيه ؟
خلاص أنتِ مرتي دلوك وكتبنا الكتاب ولا لساكِ مش مصدچة ؟
تالين بمكر …آه مش مصدقة، الموضوع جه بسرعة جدا وأنا كنت بحلم بفترة خطوبة رومانسية كده الأول ، مش نتجوز على طول .
وعشان كده اعتبرنا مخطوبين لسه يا زين، نتعرف وناخد على بعض شوية .
زين مندهشا…نتعرف وناخد على بعض ، كيف ده ؟
هو إحنا لسه هنتعرف !
أمال العيش والملح اللي كلناه سوا في عيادتك ده كان إيه؟
والحب الملهلب وقتها، اللي خلاني ألف حولين نفسي ووقعت في حبك زي الچردل ده كان إيه ؟
وبعد كل ده نتعرف وخطوبة.
ده إيه الحظ المچندل ده ؟
ابتسمت تالين بمكر وحدثت نفسها …آه _هو أنت لسه شوفت حاجة !
أما خليتك تلف حولين نفسك ، لغاية متقول حقى برقبتي وتتوب إلى الله ، مكنش أنا تالين .
تالين ببكاء مصطنع …أنت هتزعقلي ، لاااااا أنا عايزة بابا وديني عند بابا .
فضحك وهدان بسخرية قائلا …بچولك إيه يا زين ؟
إيه رأيك نوچف شوية تشتري لعروستك شوية حلويات عشان تبطل زن وتسكت .
زين بغيظ …أنت كومان هتتريق ،مش كفاية اللي هتعمله معايا ، أنا مش خابر اللي غيرها أكده .
وهكذا ظلوا في شد وجذب حتى وصلوا بالفعل لبيت سالم الصوامعى بيت العمودية القديم .
استقبله مصطفى مرحبا بإطلاق النار الذي انتبه له كل من
في البيت .
فأسرعت جميلة للنافذة لترى ما في الأمر ؟
فوجدته قد عاد فدق قلبها له بشدة وحدقت النظر به طويلا بشوق قائلة …أخيرا چيت يا وهدان ، اتوحشتك كتير چوي چوي .
تعال يا وهدان معدتش چادرة على الشوق أكتر من إكده .
أما وردة فقد نطق لسانها قبل أن تراه ..وهدان .
أني حاسة أنه چه ،كأني حاسه بأنفاسه هتقرب مني .
فأسرعت هي الأخرى نحو النافذة لتراه بطلته الرجولية الشامخة كعادته فابتسمت بوهن …آه من نار حبك يا وهدان ، هي اللي هتخليني أصبر على كل ده .
تطلع لها وهدان من الأسفل وابتسم وكأنه يبعث لها أشواقه التي سبقته إليها .
مصطفى … أهلا يا وهدان بيه .
ألف حمد الله على السلامة .
وهدان …الله يسلمك يا مصطفى .
ثم التفت إلى زين وتالين .
وهدان …رحب يا مصطفى بأخوي وواد عمي زين ومرته الدكتورة تالين .
مصطفى …أهلا أهلا نورتم .
وهدان …چول بسرعة لـ بهية تحضر ليهم أحسن وأوسع چوضة في الدوار ،عشان دول عرسان چداد .
مصطفى … والله، ألف ألف مبروك ،وعچبالي يارب .
فضحك وهدان …هتموت على الچواز ، خابر أنا .
بس متچلچش هانت أهو چيت وهضبطلك الموضوع .
فتهلل وجه مصطفى قائلا …بچد يا وهدان بيه !
أنا مش هنسى چميلك ده طول عمري .
تالين بنظرة إعجاب لفخامة البيت الذي يعد من الطراز القديم …واووو أورچنال خالص .
زين …عچبك الدوار ؟
تالين …آه كتير أوي تحفة، بس بليز زين ياريت يشوفوا ليه أنا كمان أوضة تطل على الزرع الجميل ده .
فاتسعت عيني زين قائلا بصدمة …أوضة تانية كيف ده ؟
أنتِ نسيتي أننا متچوزين تاني ولا إيه ؟
تالين …منستش يا بيبي، بس إحنا اتفقنا نقضي فترة خطوبة الأول صح .
زين بغيظ …لا متفقتش، ده أنا كنت بخدك بس على قد عقلك .
تالين ..ليه ، هو أنت شايفني طفلة .
زين …والله إظاهر أكده فعلا ، وأنا هربيكِ من چديد .
ويلا انچري چدامي عشان أنا خلاص مش شايف چدامي وعايز أنام .
وهدان …متصبحوا على الصبح !! وتهدوا إكده
خد مرتك يا زين ويلا اطلعوا على چوضتكم ، واتحدتوا فيها براحتكم ، عشان الخدم هيبصوا عليكم .
زين بإنفعال ..چدامي يا آخرة صبري .
فابتسمت تالين هامسة…يلا ابتدينا الشغل ، يلا محدش بيكلها بالساهل .
هنيمك على نار باردة يا زين .
أما وهدان فقد انطلق سريعا الى وردة ،وكانت جميلة قد فتحت باب غرفتها لاستقباله ولكنها تفاجأت به لم يعرها أي اهتمام وولج إلى وردة .
فاحترق قلبها وتبدلت تعابير وجهها للحزن بعد الفرح لمجيئه واحتل الغيظ والغيرة قلبها قائلة…إكده يا وهدان هتدخل ليها هي وأنا عروستك متعبرنيش .
أعمل فيها إيه دي وكيف أخليه يحبني ويهملها هي وبزيادة حبك ليها إكده ،كفاية أنها خدته مني كل ده .
تهللت أسارير وردة لرؤية وهدان أمامها،فمدت له ذراعيها فأسرع هو إليها ليضمها لصدره قائلا بعشق …وحشتيني چوي يا وردتي.
وردة…وأنت كومان يا وهدان وحشتني چوي چوي .
وهدان …متصوريش چد إيه ،كنت بَعِدِّ اللحظات اللي أرچع فيها لحضنك ده .
ثم ابتعد عنها برفق قائلا …هدخل دلوك اتسبح بسرعة من المشوار وأرچع أنام جارك عشان خلاص مش چادر أفتح عيني .
فصاحت وردة …كيف ده ؟هتنام إهنه ؟
وهدان …آه ، فيها إيه دي ؟
وردة … أنت ناسي أنك عريس وهملت عروستك في ليلة الفرح وهي يا عيني دمعتها منشفتش ومستنياك من بدري.
لا حرام إكده ، روح يلا اچبر بخاطرها ونيم معاها .
وهدان بغيظ …يعني أنا أچولك مشتاقلك وعايز أنيم چارك وأنتِ عتچوليلي روح لعروستك ؟لاااا مش رايح ومش هبيت غير إهنه .
وردة …ميصحوش إكده وحرام كومان .
لازم تطل عليها وتچبر بخاطرها ، روح يلا .
أطبق وهدان على شفتيه بغيظ وأمسك بعباءته قائلا …إكده ، طيب .
عندك حچ، هروح أهو عند عروستي وأتهنى معاها.
ثم خرج وأغلق الباب بقوة فأصدر صوتا ارتجف له قلبها،ولمعت الدموع في عينيها فأردفت….يعز عليا اللي چولته ده يا وهدان، بس خلاص، هي ليها حچ عليك لازمن توفيه حتى لو على حساب نفسي.
فتح وهدان بغضب الباب على جميلة والغيظ يملؤه .
ابتسم وجه جميلة لرؤيته وأسرعت إليه بحب قائلة ….وهدااااااااااااان ؟؟
…..
فما سيحدث ؟؟
هل سيسكت شاكر ورؤوف عند معرفة الحقيقة؟
هل سيكون عقاب عبد المتجلي بيد ابنه على ما اقترفه من ذنوب؟
هل سيتراجع الدكتور عزام عن ظلمه لابنه وأنانيته؟
ستعرفون الإجابة لو تابعتوونا، بانتظار رأيكم بالبارت وأسيبكم مع الدعاء ده
“اللهم مع بداية العام الجديد أكتب لنا ولكم الخير فيه واجعله ختام لأحزاننا وبداية لحياة جديدة مليئة بالسعادة اللهم اجعله عاما لا يضيق لكم فيه صدر ولا يخيب لنا ولكم فيه أمر ولا يرد لنا ولكم فيه دعاء واحفظ لنا من نحب وبشرنا بما يسر وحقق لنا ما نتمنى وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد.”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نار وهدان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى