رواية ناثرين الفصل الثالث 3 بقلم سيلا
رواية ناثرين الجزء الثالث
رواية ناثرين البارت الثالث
رواية ناثرين الحلقة الثالثة
مابين الدهشة والفرحة كانت ناثرين تحمل بيدها الرسالة وهي لم تصدق عينيها انها من قبل الغالية على قلبها التي فقدتها مؤخرا ففتحتها بلهفة ممزقة الغلاف بسرعة وانتشلت من داخله الورقة. كأنها ستجد في جوفه صديقتها بحد ذاتها.. ولكن ما إن قرأت محتواها بضع اسطر حتى اصبحت تذرف دموعا لا يعرف ماسببها..!! ثم اخذتها وتوجهت بها عن دون أي مكان.. إلى منزل الذي اصبح صديقها مابين ليلة وضحاها! وعند وصولها للباب و قبل ان تدق عليه خرج كوستيف مفزوعا وكأن احدا ما إكتشف للتو شيء مريب يقوم به.. ثم تظاهر بالتمسك وسأل ناثرين عن سبب زيارتها. وبما ان ناثرين حالتها يرثى لها لم تنتبه لأمر توتر كوستيف امامها فمنحته الرسالة مباشرة وطلبت منه ان يقرأها. وما ان انتهى منها اصبح يضحك ويضحك بطول صوته كأنه جن. وهو يردد. هل البلدة كلها إنقلبت على فتاة عقلها صغير لهذه الدرجة.؟
فطلبت منه ناثرين بحزم ان لا يسخر من صديقتها. فهي قد تكون ساذجة. إلا انها تحمل في اعماقها طيبة توزع على قبيلة كاملة. وفرارها من وسط اهلها ليس ذنبها. بل ذنب والديها انهم لم يتقبلوا من احب قلبها… ولكن المصيبة بالنسبة لناثرين في تلك الاثناء. كيف ستخبر اسرتها ان إبنتهم فرت إلى بلدة اخرى بعيدة. لتكمل حياتها مع من إختاره قلبها… فطلب منها كوستيف ان تفعل دون تردد. على الاقل سيرتاحون بسماعهم ان إبنتهم بخير على كل حال. فتصرفها هين قد يتقبله الجميع. ولكنهم لا يتقبلون فكرة انها تكون قد حصل لها أي مكروه.
ثم اخذ كوستيف ناثرين من يدها. وكأنه تعمد ان يبعدها عن منزله. وتوجها لمنزل عائلة ليتسي التي تفاجأت بالخبر. ولم يتوقعا يوما ان إبنتهم قد تفعل امرا مخزي مماثلا كهذا. رغم ان حبيبها الجميع يعلم انه سافر بعد رفضهم خطبته لليتسي.. فمتى عاد؟ ومتى إلتقيا وقررا الفرار!؟ فلا احد يعلم الحقيقة حتى صديقتها المفضلة إليها ناثرين..!
بعد ان هدأ غضب الجميع. قرروا ان يتكتموا على الموضوع ويجعلوا من الخبر سرا على اهالي البلدة والاقرباء. حتى يجدوا حلا للمصيبة التي اوقعتهم فيها إبنتهم ليتسي.
قبل ان تعود ناثرين إلى منزلها. اراد كوستيف ان يذهب الحزن الباد على وجهها… فأخذها إلى محل لم تره من قبل.. هو محل يأتون إليه من كل صوب ولون شباب و شابات اصدقاء ومحبين. يقدم لهم كل ماطاب لهم من شراب وهم يستمتعون بالاغاني التي يغنيها بعض المطربين او الموهوبين…
كانت ناثرين معجبة بالأجواء الجديدة المحاطة بها في تلك الاثناء . فهي لم تعتد على هكذا مناظر غير المناظر البرية والطبيعية.. حينها قدم لها كوستيف شرابا دافئا من إختياره مصحوبا بقطعة حلوى لذيذة تقليدية.. بعدها رقصا معا رقصة التشاتشا. وكم كانت سعيدة بتجربتها هذه مع كوستيف الذي اصبحت تراه بعين مغايرة لم ترى مثلها من قبل. خاصة بعد ان قام بأداء اغنية رومنسية اهداها لها امام الجميع. الذين بدورهم دووا المكان بتصفيقاتهم لهما.
عادت ناثرين وكوستيف وهما يمسكا بكفي بعضهما البعض والبهجة تملأ قلبيهما. وكأنهما عصفورين جميلين يغردان تغريدة عذبة تنعش بها ارواحهما الصغيرة حتى وصلا إلى مفترق الطرق حينها وجدا سيارة شرطة متوقفة وكل أعوانها بخارجها يستوقفون كل سيارة عابرة او يفتشون المارة فارتبك لحظتها كوستيف برؤياهم. فطلب حينها من ناثرين ان تكمل بمفردها بقية مشوار الطريق وهو سيعود من حيث اتى لأنه نسي حقيبة نقوده هناك على الطاولة متمنيا انه سيجدها ولا احد استطاع اكتشاف امرها ليسرقها…اثناءها حاولت ناثرين ان تعود معه ولكنه أبى واصر ان تعود لمنزلها قبل غروب الشمس ويسدل الظلام ستائره.
نفذت ناثرين ما طلبه منها كوستيف بعد ان تبادلا قبلة ودية ومضا كل واحد منهما في طريقه المعاكس للآخر…بينما هي تخطوا خطواتها السريعة وتقترب من عناصر الشرطة لتعبر من امامهم. لاحظت احد افراد الشرطة يحمل بيده صورة وهو يعرضها على شباب كانوا مارين هم ايضا بجوارهم. فأومؤوا نفيا يمينا وشمالا برؤوسهم ثم امرهم الشرطي بالرحيل. بعدها أتى دور ناثرين بعد ان امرها الشرطي بالتوقف. وهو يتقدم نحوها خطوة خطوة. ولم يبقى سوى خطوتين ليصل إليها وهو يحمل بيده تلك الورقة ولكن فجأة ناداه احد العناصر خلفه بإسمه ليعود ادراجه فورا نحوهم. ثم ركبوا سيارتهم ورحلوا تاركين خلفهم غبارا كثيفا من فرط سرعتهم. وكل هذا ناثرين واقفة تستنشق كل الاتربة التي عادت عليها وعلى ثيابها تسأل نفسها مالذي يحدث هنا بحق الجحيم؟
ركضت ناثرين نحو الشباب الذين كانوا مستوقفين قبل قليل من قبل طرف الشرطة. وسألتهم عن سبب وجود الشرطة في وسط مفترق الطرق.. فأجابها احد من بينهم أنهم كانوا يبحثون عن مجرم خطير فر من السجن و عرضوا عليهم صورته سائلين إياهم ان رأوه من قبل او لا.؟
بعدها شكرتهم ناثرين واكملت مسيرها متمنية من قلبها لو فقط رأت تلك الصورة. حتى تتعرف على شكله وتقي شره لو صادفها ذات يوم بطريقها.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ناثرين)