روايات

رواية ناثرين الفصل الأول 1 بقلم سيلا

رواية ناثرين الفصل الأول 1 بقلم سيلا

رواية ناثرين الجزء الأول

رواية ناثرين البارت الأول

رواية ناثرين الحلقة الأولى

عندما تعيش مع طيبتك وبراءتك في وسط مليء بالغدر والخيانة والحسد. فمهما فعلت لتصلح الامر سيكون شبه مستحيلا. وفي بعض الاحيان ستصاب بعدوة تصرفاتهم. لتدخل حيزهم دون ان تدري متى وكيف اصبحت منهم ومثلهم!؟
في جنوب شرق استراليا حيث الهواء النقي والطبيعة الخلابة عاشت فيها ناثرين اجمل ايام حياتها. كانت الفتاة الجميلة والمحبوبة من طرف كل الناس الذين يعرفونها. فكل من رآها تفاءل خيرا بها بوجهها السمح والمبتسم على الدوام تمدهم بالطاقة لفرط نشاطها وحيويتها في مشيتها وتصرفاتها
و رغم انها تتمتع بجسم ممشوق. إلا انها لا تظهره للعيان فكل ثيابها عبارة عن فساتين واسعة او سراويل عريضة تصحبها بقميص عليه معطف قصير خفيف القماش.
اما شعرها فهي تجعله كالكعكة فوق رأسها ومن حجم كبرها تدرك ان شعرها يتمتع بالطول . كل إهتمامات الفتاة هي وجودها مابين كنوز الارض. تحب الزراعة خاصة غرس الورود و الخضر. فوالدها يملك بستان جميل تتنوع فيه جميع الخضروات تقريبا الى بعض اشجار الفواكه. وناثرين هي من تقوم بتولي العناية بها. ليس مغتصبة او فرض عليها ذلك. إنما حبا بما تقوم به. وفي المساء تجدها ترعى الابقار والخرفان وبعض من الماعز. منتطية حصانها الأشهب.. هكذا هي تسميه. لان لونه ليس بالابيض ولا الرمادي. انما هو اشهب اللون فكنته بذلك من يعرف ناثرين. يعلم جيدا اين يجدها. في وسط المراعي والحقول او مابين ضفاف النهر الصغير. تضع لوحتها الخشبية امامها مع مجموعة الفراشي المختلفة الاحجام وعلبة التي بها ألوان مائية زاهية . تجدها سارحة في منظر ما يقابلها. تضع له حدود في مخيلتها وتبدأ برسمه. وما إن تبدأ فرشاتها بالرسم تجدها تنقطع عن العالم التي هي به تركز فقط على ادق تفاصيل الصورة.لتجسدها على اللوحة.لتكون بالاخير شبه الطبق الاصلي لها . في ذلك الوقت تكون الشمس بدأت على الافول . فتعود مع القطيع الذي تنادي كل فرد منه بإسمه الذي منحته إياه عند ولادته والتي تكون بنفسها هي المساعدة والبيطرية الخاصة لكل مجموعتها الحيوانية على إختلافها.
ناثرين ليست من النوع المتذمر لنمط اسلوب عيشها. فبعد كل التعب الذي تلاقيه طيلة النهار. لا تتوانى مطلقا بمساعدة والدتها اثناء تحضير وجبة عشائهم. وبعدها تقوم بجمع الحليب من حلبها للابقار والماعز لكي يوزعه والدها على المشترين المخصصين له كل يوم. واحيانا ايضا عندما تجد والدها منهكا. تقوم بأخذ العربة وتوزعه بنفسها على كل مشتري منهم..
تعلم ناثرين جيدا ان والديها كبرا في السن. فهما لم يعودا كما قبل تسمح لهما اجسادهما بتحمل كل عبء العمل الشاق.
فهما اللذان افنيا عمرهما في ان تكون حياتهما ميسورة عن غيرهما.. فأخذتهم تلاهي الحياة ولم ينجبا إلا على كبرهما. وكانت ناثرين هي الثمرة الوحيدة التي رزقا بها بعد إجهاض والدتها ثلاث مرات..فلم يصدقا بعد ولادة ناثرين انهما اصبحا اب وام اخيرا خاصة بعد الإحتمال الضئيل بأن تحمل والدتها مجددا حيث وصل عمرها انذاك إلى 44. وسمياها بالمعجزة المستحيلة. ومن ذلك الوقت اصبحت ناثرين هي كل شيء بالنسبة لهما.
في موضع ناثرين تكون الفتيات او الصبية مدللين. واوامرهم تجاب في الحين. اما ناثرين فهي طيبة مع والديها. وحسن تربيتها جعلت منها تكون مسؤولة عن نفسها وعنهما في كبرها.
اما عن اصدقائها فهي لديها ولكن ليس بالكثير. ومن بين تلك الصديقات التي تعتبرها مقربة إليها عن سواهم هي ليتسي تزورها في اي وقت وفي اي مكان متواجدة به يمرحان ويضيعان الوقت بما انهما الإثنتان لم تفلحا في الدراسة… ومن هوايات ليتسي انها تتطقس عن اخبار كل من تعرفهم. وتأتي بكل ماهو جديد حدوثه من حولها . حتى عن الجار الجديد الذي قصت حكايته لناثرين. بأنه شاب وسيم مفتول العضلات يصلح ان يكون زوجا لإحداهما التي بدورها ضحكت عليها واخبرتها متى ستقتلع عن فضولها هذا.؟
لم تعر ناثرين لقصة ليتسي فهي تسمع كلاما مشابها منها من فترة لأخرى. وغيرت الموضوع اثناءها بأن تساعدها في إطعام الماشية وسقيهم وسترضيها بعد انتهائها بقطعة الجبن الطبيعية المفضلة لها من صنع والدتها.. وبالتأكيد لن ترفض ليتسي مقايضة مثل هذه. حتى ولو كانت لا تحب العمل وتفضل الجلوس والنوم دائما. فهي تتمتع بالكسل المفرط. وقلما تجدها تعمل امرا مفيدا في حياتها.
ولكن ليتها بقيت كسولة طول العمر ولم يحدث لها ماحدث!
فبعد زيارة ليتسي لناثرين اخر مرة لم يسمع عنها أي شيء بعدها.وكأن الارض انشقت وبلعتها . رغم محاولات الشرطة وتجمع أهلها مع شباب ورجال منطقتها لقيامهم بالبحث عنها. لم يجدوا ولو دليلا واحدا على اثر إختفائها.
كان الامر بالنسبة للجميع مروعا وخاصة بالنسبة لناثرين التي تعتبرها فاجعة كبيرة.. فليتسي طيبة وساذجة وليس لها مكان تذهب إليه. إلا من منزلها إلى منزل صدقتيها. ناثرين وفيونا.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ناثرين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى