رواية ميراث نور الفصل الثالث والثمانون 83 بقلم لينا بسيوني
رواية ميراث نور الجزء الثالث والثمانون
رواية ميراث نور البارت الثالث والثمانون
رواية ميراث نور الحلقة الثالثة والثمانون
” توران”
“……”
أتولدت فى أوائل التسعينيات , فتحت عينى لاقيتنى فى دار أيتام , كان شكلى شبه أى طفل عادى لكنى مكنتش طبيعى .
من بداية أدراكى للحياة وأنا حاسس أنى فى جسد غير جسدى !! بحلم بحيوات تانية فى عصور مختلفة، فى أجساد مختلفة .
كنت هادى جدا لكن مريب للى حواليا خاصة بالليل !
زمايلى فى العنبر كانوا كل ليلة بيصحوا مفزوعين على صوت صراخى وانا نايم بحلم .
مشرفين الدار عرضونى على شيوخ ودكاتره وكلهم أكدوا أنى طبيعى ومفيش حاجة فيا او عليا .
وبالرغم من كده كل اللى فى الملجأ أطفال والمشرفين خدوا قرار بينهم وبين نفسهم أنهم يعزلونى عنهم , لكن مشرفة واحدة رفضت الفكرة وقررت تخرج الجنى اللى لابسنى على حسب أعتقادها .
كانت بتحبسنى وبتنهال عليا بالضرب اما ( بالخرزانة ) أو بالحزام , أوقات كتير كانت بتجوعنى و فى أيام الشتاء القارصة كانت توقفنى عريان فى عز البرد , أما فى الصيف كانت بتوقفنى على رجل واحدة فوق سطح الملجأ لحد ريقى ينشف وأترجاها تشربنى .
عذبتنى سنة ونص كاملين بلا نتيجة , برضه كنت بشوف الاحلام ويصرخ كل ليلة وانا نايم ، بالعكس الاحلام كانت بتزيد أكتر وبيزيد معاها كرهى للناس والعالم اللى موجود فيه …
وفى ليلة من الليالى كنت بصرخ وانا نايم , الملجأ كله أتلم كالعادة , فيه اللى كان بيصوت وهو مرعوب وفيه اللى حلف انه ماهينام فى العنبر بتاعى تانى لما شافوني متشعلق فى الهوا وأنا نائم
دخلت المشرفة فأترزعت على السرير ، فوقت وفتحت عينى لاقيتها فى وشى …
أنهالت عليا بالضرب , جرجرتنى من شعرى ودخلتنى الأوضة
اللى بتعذبنى فيها.
وهى بتضربنى سمعت صوت فى ودنى بيقولى :
أقتلها !!
صرخت من الألم ورديت على الصوت اللى فى ودنى وقولتله بصوت عالى :
أقتلها أزاى ؟!!
المشرفة سمعتنى , وقفت ضرب شوية وقالت :
أنت قولت أيه يابن الكلب ياملبوس ؟!! عايز تقتلنى , طيب خد
ونزلت بعزم مافيها بالخرزانة على جسمى …
غمضت عينى وأنا بصرخ ..
الصوت اللى بسمعه فى ودانى سيطر عليا و صورلى أنى بقتل المشرفة ..
فجأة الضرب وقف ..
فتحت عينى لاقيت المشرفة واقعه على الأرض بتصرخ وبتفرفص .
كل المشرفين اللى فى الملجأ أتلموا على صريخها ووقفوا مذهولين لما شافوا عروقها الزرقاء وهى بتتضخم , عروقها فضلت تتضخم وتتضخم ,لحد ما أنفجرت ،اتنطور الدم فى كل حتة على الجدران وعلى هدوم المشرفين و نضارتهم وعلى هدومى …
بعد الحادثة كل اللى شغالين فى الملجأ أترعبوا منى أكتر وطلبوا نقلى فى أى ملجأ تانى ولكن كل الملاجئ رفضتننى أما لأن مفيش أماكن فاضية أو علشان سمعوا عنى أنى ملبوس فخافوا يستضيفونى معاهم , وقتها كان عندى 6 سنين .
مشرفين الملجأ مكنش قدامهم غير أنهم يعزلونى تماما عنهم وعن الاطفال.
خلوا اكلى فى مواعيد غير مواعيدهم وحددولى مكان فى الجنينة اقعد فيه لوحدى وألزمونى متحركش منه أبدا .
اما بالنسبة للنوم نيمونى فى اوضه صغيره لوحدى تحت السلم !!
بسبب عزلتى الاصوات اللى كنت بسمعها وضحت أكتر وبدأت أشوف معاها خيالات كانت بتتجمع فى ركن أوضتى , على هيئة ظلال سودا !
فى البداية كنت مرعوب منها لكن بعد فترة صغيرة أتعودت عليها وبقت ونسى فى وحدتى.
كنت بسمع صوت همسات الظلال فى ودانى وهى بتوجهنى وبتعلمنى .
عدت السنين فى العزل وحيد مبكلمش حد ومبتواصلش الا مع الظلال اللى بتتجمع فى ركن أوضتى كل ليلة واللى ساعدتنى اكتشف مواهب كتير بمتلكها.
مواهب فى خفة اليد والحركة , بقيت اقدر اخفى البيضه بين صوابع أيدى واقدر بكلمات بسيطة اخلى قالبين طوب يتحركوا لوحدهم ويصارعوا بعض واللى يتكسر فيهم الاول هو الخسران , بقدر اشعل النار بكلمتين و بكلمتين تانيين أقدر اطفيها .
اتسليت فى وحدتى بقدراتى وخيالاتى و أحلامى اللى بشوفها فى منامى .
كل ليلة حلم واحد كان بيتكرر, الحلم الوحيد اللى مكنتش ملامحه واضحه !
بلغت سن التسع سنين و فى الوقت ده شعرت بقوة غريبة أنتابتنى.
كنت بقدر أشيل الحاجات التقيلة و كأنها فى خف الريشة , عندى القدرة على رفع عربية نقل كبيرة بأيد واحدة , أقدر اثنى الحديد بأيدي , وأدوس فى النار برجلى من غير ما أتحرق ولو جرحت نفسى بأى ألة حادة جروحى كانت بتلتأم فى نفس اليوم مهما كان عمق الجرح …
فى سن ال12 هربت من الملجأ وانا عارف أن محدش هيدور عليا .
عشت فى الشارع مع أطفال الشوارع , بيعت المناديل وغسلت العربيات ونمت على الرصيف .
كل يوم كان بيعدى عليا كنت بحس أن فيه حاجة بتكبر جوايا , حاجة مميزة وهتخلينى مميز .
لما كبرت شوية ونشف عودى أستغليت قوتى فى قطع الطرق والسرقة ومن فلوسها أشتريت مكان أستقريت فيه أنا وخيالاتى اللى ماسابتنيش طول عمرى وفضلت معايا زى ضلى .
لحد أوائل الثلاثينات من حياتى , بدأت أسمع كلمات بلغات غريبة ( تعاويذ ) لسانى كان بيكررها غصب عنى طول ما انا نايم وأنا صاحى .
لحد ماجت الليلة الموعودة…
الليلة اللى وضح فيها الحلم اللى مكنش واضح طول سنين حياتى..
الحلم كان ليا فى عصر تانى فى جسد تانى وبصحبة صديق أتحول مع الزمن لعدو غدر بيا و لعنى !!
صحيت من نومى فى نص الليل , عرقان جدا , مشوش وبترعش .
قومت من على السرير وانا بترنح , دخلت الحمام و بصيت فى المراية , صرخت لما شوفت عينى الشمال لونها بيتحول للون الأحمر .
ألتفت ورايا لما شوفت فى المراية الخيالات والظلال اللى بتلازمنى وهى بتتجسد على هيئة رجل ضخم عديم الملامح , قالى بصوت أجش :
جيه وقت تجديد العهد وقتل قرين الجسد المسكون ..
فجأة حسيت بصداع فتاك فى رأسى تدفق معاه سيل من المعلومات والذكريات فى مخى .
وقعت على أرضية الحمام بصرخ وأنا ماسك رأسى من شدة الألم .
جسمى أنهك ووقعت على الأرض ،حسيت وقتها كأنى لسه خارج من رحم أمى .
روحى طبعت فى جسدى الجديد , أستحضرت علوم الماضى , وأدركت هوايتى الحقيقية .
أنا الساحر توران شاه … نسخت روحى ومعرفتى وثأرى على مر العصور …
والظلال اللى كانت ملازمانى طول عمرى هى الجنى اللى فى خدمتى (زيران ) واللى بيشرف على أختيار الجسد المناسب وبيسكن روحى فيه .
بعد مابيقتل ( زيران ) قرين الجسد اللى روحى سكناه فى سن الثلاثين , روحى بطبع فى الجسد وبسترجع كل ذكرياتى من الماضى السحيق حتى الحاضر الآنى
زيران قالى :
مبارك عبور روحك لعصر جديد يا سيدى.
قولتله :
شكرا يازيران على حسن خدمتك .
زيران قالى :
انا أستغليت الوقت اللى عدى وقدرت أوصل لطفلين زوهرين , حاليا هما جاهزين للذبح والآضحية .
قومت من على الأرض , مطعت جسمى الجديد وفركت فى عينى وانا بقول لزيران :
مستعجل على ايه انا لسه قدامى العمر مديد .
قالى :
اولا عشان لسه فاضل الجن الضوئى ثانيا انت وصتنى بنفسك قبل ما تموت انك تتم الطقوس وانت فى عز قوتك علشان لو الجسد اللى انت ساكنه مات فى حادثة مثلا او اصابه مرض فتاك تكون مأمن روحك ومحضرها للأنتقال .
خبطت رأسى وقولتله :
اهاااا شكل لسه عندى ذكريات مفقودة اكيد هسترجعها مع الوقت بس انت بتتكلم صح اول حاجة لازم اعملها انى أامن حياتى اللى جاية قولتلى انك لاقيت الزوهريين وموصلتش للجن الضوئى ؟!
اكد على كلامى وقال :
نادر جدا ولكنى اطقست كتير وعرفت أنه فيه عدد كبير منهم مات فى مذبحة فى الصعيد من كام سنه على ايد ساحر افريقى اسمه كاتو
قولتله :
ومين اللى كان مسخر العدد ده كله من الجن الصوئى ؟!
قالى :
واضح فعلا ان فى ذكريات كتير لسه موصلتش لدماغك … عدوك اللدود .. عدوك اللى اخترت ذكراه تكون الحلم الاساسى اللى يفكرك بروحك ويطبعها بجسدك .
قولتله :
ايوب !!
قالى :
نسل ايوب !!
قولتله :
ازاى ؟! ايوب مكنش مسخر الا جنى واحد.. نصير اللى سرقه منى ولما قابلت حفيده ناير كان فعلا مش مسخر وانا اتأكدت بنفسى يعنى ناير مورثش نصير من جده .
زيران اخد انفاسه واخرجها بارتياح تمهيدا لانه هيحكى حاجة
قال :
بعد ما ايوب انقذ نصير منك وقتلك , نصير دان له بالولاء ولأن دى حاجة كبيرة فى عالم الجان ان بشرى ينقذ جنى من بشرى تانى
و زى ما أنت عارف فى الحالات اللى زى دى الجنى بيكون ملزم بخدمة البشرى اللى أنقذه وبيتورث لنسله بعد ما يموت .
نصير مضى مع أيوب الميثاق والعهد لكنه معهدش لوحده
عهد ومعاه اكتر من 100 جنى ضوئى من عشيرته كرد للجميل وده يعتبر اول واكبر تجمع لجن ضوئى فى خدمة بشرى …. ورث لا يقدر بثمن للى يستغله ..
عدت الايام والسنين والورث ( نصير وعشيرته ) بيتورث لنسل ايوب لحد ما جيه الحفيد ناير واللى قلب الترابيزة وفصلهم عنه عشان كده لما روحت لناير ملقتش ملازمه جن ومن سخرية القدر يجى حفيد ناير (نور) ويرجع ورثه تانى…
زيران سكت شوية , بعدها أستطرد كلامه وقال :
مش هتصدق اللى سمعته عن نور ناير حفيد أيوب .
قولتله وأنا ببص فى المرايا و بتحسس جلد وشى :
أيه يعنى اللى سمعته عنه ؟
قالى :
سمعت أنه بشرى ذاع صيته فى حروب الجان والميجوانا , خاصة بعد أنتصاراته فى كل الحروب اللى دخلها ولكنه اثناء حروبه بجانب نصير خسروا كل العشيرة ومتبقاش غير نصير .
قولتله :
يعنى لسه فاضل معاه جنى ضوئى ؟
قالى :
اها موجود معاه لكن أنا مقدرش اخاطر.. زى ما بقولك صيته ذايع , نسل متطور من ايوب واللى سمعته عن عيلته هيدهشك وهيخلى غريزة الشر جواك تنتشى من جديد …
زيران حكالى عن اللى مكنتش اعرفه فى ال30 سنة اللى فاتت وزى ما توقع زيران
اللى حكاهولى عن نسل أيوب الجديد اشعل الغيرة وروح الانتقام جوايا .
نسل أيوب اللى مهما ضعف عصور بيرجع اشد واقوى فى عصور تانية ..
قررت ابدأ معاهم بالخديعة زى ما عملت مع جدهم ناير وان لم تنجح الخديعة فلا مفر من …
الحرب !
#######################################
” نور”
نصير قالى :
هو انت ابوك مات وهو عنده كام سنة يا نينو ؟!
قولتله :
مش فاكر !! بس مات وانا فى إعدادى تقريبا كان عنده ٣٥ سنة . إيه علاقة ده بالموضوع
نصير قال :
ده هو ده الموضوع ، ننح اكدلى أن جدك احمد مات عند سن ال ٣٥ برضه
قولتله :
قصدك ايه ؟!
قالى :
قصدى يا نينو أن الساحر توران قلب اللعنة اللى كان لعنه بيها جدك الكببر ايوب .. استخدم دم جدك ناير ولعن نسله عشان يموتوا عند سن ال٣٥
بلعت ريقى لما أدركت أن النهاردة عيد ميلادى ال ٣٥
فجأة النور قطع …
الكهربا قطعت فجأة,قولت لنصير :
أيه ده ؟ فيه أيه ؟
مشى ناحية شباك الشقة , فتحه وبص منه على الشارع , قالى من غير مايبصلى :
شكل الكهربا قاطعة عمومى على المنطقة كلها .
أخدت نفسى بأرتياح وقولتله :
طيب الحمد لله فكرتها اللعنه أياها….
مكملتش كلمتى وسمعت سندس بتصوت , طلعنا جرى من الشقة أنا ونصير , قابلنا مارو على السلم واللى قالنا :
فيه أيه ؟
نصير قاله :
مفيش يامارو … عادى أيام سواد .
جرينا كلنا على السلم , لاقينا سندس واقفه على باب الشقة , أول ماشافتنى خبطت على صدرها و قالت بخضة :
ألحقنى ياسيدى , البت نورا مش فى البيت .
قولتلها بأستنكار :
نعم ؟!!
قالتلى :
اللمبة اللى فى أوضتنا فرقعت فصحيت من النوم مفزوعة و طلعت من الأوضة لاقيت الكهربا قاطعة , ناديت عليها ماردتش , دورت عليها فى أوضتها وفى البيت مالقتهاش !!
قولت لمارو و نصير :
نصير أطلع فوق دور على السطح , وأنت يامارو أخرج مشط المنطقة بره البيت ..
قطعت كلامى وكلنا أتجمدنا لما سمعنا صوت رزع وتخبيط على البوابة الخارجية للبيت .
قربنا بحذر من البوابة وقولت بصوت عالى :
مين ؟!!
مجاليش الرد , وفضل الخبط على البوابة شغال
كررت سؤالى تانى :
مين بره ؟
فجالى الرد :
عابر سبيل , أكرمونى بلقمة أكلها ولكم الأجر والثواب
نصير قال فى ودانى :
أوعى تفتح ..
قولتله :
طبعا هو أنا عبيط ..
مارو قال :
هو فيه أيه ؟ أنتوا عارفين مين اللى بره؟ ولا….
مارو مكملش كلمته وأندهش زى ماكلنا أندهشنا لما لاقينا حد لابس بالطو اسود ومغطى وشه بقبعة بيخترق بوابة البيت الحديد وبينفد منها !
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث نور)