رواية ميراث نور الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم لينا بسيوني
رواية ميراث نور الجزء الثالث والأربعون
رواية ميراث نور البارت الثالث والأربعون
رواية ميراث نور الحلقة الثالثة والأربعون
” زيجا”
دخل علينا كام حالة عادية ، ملبوسين ومربوطين وموهومين لحد ما دخل علينا حالة من أغرب الحالات اللى شفتها والحالة الوحيدة اللى أتعلمت منها ،لان صاحبها شخص غير عادى!
دخل علينا شاب بيتحرك على كرسى متحرك وبتزوقه ست كبيرة فى السن , الست الكبيرة سألت على أبويا فقولتلها :
– أبويا بعافية ياحاجة وأنا اللى ماسك مكانه موقتا.
أتفاجئت بالشاب بيقول :
– أمال فين نصير ؟!!
قولتله بأستغراب :
– أيه ده !؟ أنت تعرف نصير ؟
قالى :
– أعرف نصير وأبن القاف!!
قولتله بأندهاش :
– وكمان تعرف أبن القاف !!!
قالى :
– وتصدق أنى ما أعرفش أبوك أصلا ؟
حاولت أسأل قرين الشاب عن معلومات , رفض تماما يدينى أى معلومة, قرينه عنيف جدا وكان هيهجم عليا كمان!
الشاب بص للست الكبيرة اللى كانت بتزق كرسيه وقالها :
– أستنينى يا أمى بره الخيمة.
هزت رأسها وخرجت بره الخيمة.
قالى :
– متحاوش تسأل قرينى مش هيفيدك بآى حاجة , خلى كلامك معايا أنا بس .
قولتله :
– طيب واحدة واحدة وفهمنى , تعرف أبن القاف ونصير أزاى ؟!
قالى :
– أعرفك بنفسى الأول .. أنا أسمى عيد وأنت أسمك أيه ؟
قولتله :
– مارو .. قصدى ماهر.
قالى :
– فرصة سعيدة يامارو .
أتلفت حواليه بطريقة غريبة وكمل كلامه وقال :
– أبن القاف ونصير جم عندى من حوالى كام شهر علشان يتواصلوا مع قرين جدك ناير .
حكولى أن أبوك الساحر نور ناير أتلعن على هيئة حيوان مفترس ,ومبقاش بيفرق بين العدو والصديق , وكانوا عايزينى أتواصل مع قرين جدك علشان أسأله عن العلاج , بس للأسف فشلت لآن جدك كان حاجب قرينه قبل مايموت .
قولتله :
– هو أنت !! .. نصير حكالى على الحوار ده قبل كده وقالى انك بتعرف تتواصل مع قرين أى حد مات , ده بجد؟!
عيد قالى :
– أها للأسف حقيقة، فى الأول كان الموضوع مرهق بالنسبة ليا جدا، لانهم كانوا بيسكنوا جسدى وبيلبسونى.
بس قدرت أتواصل معاهم وأقضى حوائجهم من غير مايلبسونى , اللى مات مقتول وعايز يدل على اللى قتله , واللى جثته مختفية ومحدش يعرف مكانها ,واللى عنده رسالة عايز يوصلها لأهله , وغيره وغيره.
كل قرين جه عندى وعنده حاجه قضيتهاله وفى المقابل خدت عليه القسم بالخدمة , أتصحابت على أغلبية القرناء وبقوا ملازمنى فى أى مكان أروحه .
قولتله بأستغراب :
– مش شايفهم يعنى حواليك دلوقتى ؟!!
قالى :
– لا طبعا ماينفعش أجى بيهم عندك , أصل عددهم كبير جدا ولو شوفتوهم , هتفكروا أنى جاى أقوم عليكم حرب , فألزمتهم مايجوش معايا وانا جاى هنا..
انا كنت جاى لآبوك فى الأساس بس ما أعرفش ليه حاسس دلوقتى أن القدر رمانى فى سكتك أنت .
قولتله :
– قولى أيه علتك ؟!!
قالى :
– أنا قدرت أسيطر على أى قرين قابلته ماعدا قرين واحد بس , قرين شرير وبيأرقنى جدا , مش بس كده، ده بيقوم القرناء اللى فى خدمتى عليا علشان يؤرقونى هم كمان , وحاليا بدأت أفقد جزء كبير من سيطرتى .
قولتله :
– قرينك صح ؟!
هز رأسه بالموافقة.
قولتله :
– خدت بالى من أول مادخلت أنه عنيف أوى.
بصيت لزيجا لاقيته منهمك فى الكتابة وبيكتب كل كلمة بيقولها عيد , قلت لزيجا :
– أطلع بره الخيمة ..
بصلى بأستغراب
قولتله :
-الحالة دى فيها سحر أسود , وأحنا أتفقنا هتتعلم الابيض بس , أتفضل بره الخيمة.
مردش عليا و أستعبط وفضل قاعد فزغرتله بعينى ،خبطت بالعصايا على الأرض وقولتله بحزم :
– بره يازيجا.
قعد يحط الدفتر والقلم فى شنطته وأدانى ضهره ومشى , فناديت عليه وقولتله :
– تعالا خد موبايلك اللى خبيتة جنب الكرسى وفاتح التسجيل , واياك تعمل الحركة دى تانى ..
قرب عليا وهو مطاطى رأسه وخد موبايله من تحت الكرسى بتاعى , قفل التسجيل ومشى من الخيمة , قولتله بصوت عالى :
– أبعد عن الخيمة مسافة كيلو متر وأرجع تانى.
قالى :
– كيلومتر بحاله !!!
قولتله :
– أنجز يازيجا بدل ما أخليهم عشرة كيلو متر.
لف ضهره وبعد عن الخيمة.
قلت لعيد وانا ببص لقرينه :
– اللى هعلمهولك ده خطير جدا , وأدينى بقولك أهو قدام قرينك , التعزيمة اللى جاية دى هتعذبه جامد , فلو أستعبط أديله منها ، بس براحة أصل يتحرق منك.
قرين عيد بصلى وهو مرعوب وشاورلى بصباعه ما ادولوش التعزيمة.
عيد أتحمس لما شاف قرينه مرعوب وقالى :
– قول .. وانا هحفظها عن ظهر قلب.
قريت التعزيمة , فقرين عيد مسك رأسه وصرخ بصوت عالى
محدش سمعه غيرى أنا وعيد.
عيد حفظ التعزيمة من مره واحدة , ورددها تانى لوحده فقرينه وقع على الارض وفضل يتلوى من الالم وهو بيترجاه يوقف، فعيد قال لقرينه :
– بص بقى يا” ديع ” من هنا ورايح الكلمة اللى أقولها تتسمع , وأياك تحاول الانقلاب عليا مره تانية فاهم .
قرين عيد بصلى وهو مش طايقنى و رجع بص لعيد وهز رأسه فى طاعة.
عيد بصلى وهو فرحان وقالى :
– أنا مش عارف أشكرك ازاى .. أنا عارف أنكم مبتاخدوش فلوس فى الخير , بس أنا برضه ما أتعودتش أخد حاجة ببلاش , اللى أقدر أقدمهولك خدمة تطلبها منى فى أى وقت طول ما أنا عايش …
قولتله :
– ماتشعلش بالك , أنت بنى آدم صافى وطيب ياعيد , وأتاكدت من ده لما شوفت قرينك أد أيه عنيف وشرير , واللى أعرفه أن قرين البنى آدم بيقى عكسه تماما .
شكرنى ونادى على أمه فدخلت علينا الخيمة، بصلها وأبتسم وهو بيقولها :
– بينا ياأمى
أمه بصتلى وهزت رأسها ,كأنها بتشكرنى , فهزيتلها رأسى كأنى بقولها العفو.
طلعوا من الخيمة فخبطوا فى زيجا وهو داخل
زيجا قعد على الارض ، ربع ومسك الدفتر والقلم وأستنى الحالة اللى بعدها .
الايام عدت والحالات أغلبيتها شبه بعضها مفيش حالة شدتنى شخصيا على عكس زيجا اللى على طول مبهور من أى حالة تدخل حتى لو عندها مس شيطانى!
زيجا كشخص حاسه طيب بس لئيم ومش مرتحاله برضه , حاول يدمج نفسه بالعيلة , وجد صعوبة فى الأول بس عيلتى علشان طيبة خدوا عليه بسرعة كلهم ماعدا حنوش .
كان بيروح يجيب الآكل من السوق لخالتى سندس وبقى أوقات كتيره بيتعشى معانا فى الكهف , وبالنسبة ليا أنا فهو كان منقذى من عقاب والدى , كان دايما بيعملى رز بلبن ,
المره الوحيدة اللى أتخناقت معاه فيها كان بسبب ضوافره المدببة والزمته يقصها خاصة بعد ماعورتنى مرة وهوه بيدينى طبق الرز بلبن.
الشهر خلص لحد ماجه اليوم الموعود , أخر يوم فى الشهر , المدة اللى أتفقنا عليها.
كنا بنتعشى كلنا فى الكهف , قولتله وأحنا بناكل:
– المدة خلصت يازيجا!!
رد عليا والاكل فى بوقه وقالى :
– لسه , المفروض فاضل ساعتين على ما الساعة تيجى 12 وآخر يوم يخلص.
قولتله :
– ماشى يازيجا فات الكتير مش باقى الا القليل ,مجاتش على ساعتين.
خلصنا أكل وشربنا الشاى و حكينا كلنا و هزرنا مع بعض , لحد الساعة ماقربت على 12 , بصيت فى ساعتى وقولتله :
–
فاضل خمس دقايق يازيجا.
قام من مكانة وراح ناحية باب الكهف وقالى :
– وأنا عند وعدى ومش هقولك على اسم اللى قتل أمك بس ..تؤ تؤ.. أنا جبتهولك لحد عندك.
وفتح باب الكهف فظهر راجل فوق الاربعين لابس نضارة سودا ، وواقف على باب الكهف , شعره كله أسود ماعدا خصلة واحدة فى مقدمة رأسه لونها أبيض , لابس على رقبته سلسلة من العضم , وماسك فى أيده شنطة
أول مادخل الكهف رمى حاجة جواه , مشوفناش اللى رماه , بس أغمى علينا فى وقتها …
صحينا لاقينا نفسنا كلنا متكتفين بجنازير فى الكهف , واقف قدامنا الراجل أبو خصلة بيضا وجنبه زيجا .
سمعت الراجل بيقول لزيجا :
– عفارم عليك يازيجا !!!
وبصلى وقال :
– منور ياأبن الجنية ,امك الله يجحمها كان عليها دين ومسددتهوش والنهارده أنت هتسدده .
حاولت أفك نفسى فقالى :
– متحاولش تفك نفسك, مش هتعرف الجنازير متعزم عليها كويس وبدمك !!!! ودلوقتى نخش فى المهم .
راح ناحية شنطته ، فتحها ، وطلع منها سكاكين واناء من الزجاج وقرب عليا …..
“زيجا “
أسمى زيجا عندى 23 سنة , بنى أدم عادى ، يتيم أتربى فى ملجأ أيتام لحد سن سبع سنين ..
سبع سنين أتعرضت فيهم لشتى أنواع التعذيب النفسى والجسدى فقررت أهرب من الملجأ.
من ساعتها وأنا الشارع بيتى والرصيف سريرى والشحاته شغلانتى ..
لحد ما فى يوم أتعرفت بالصدفة على الساحر أيسر , اللى أتبنانى , ووفرلى سرير فى بيته وأكل وشرب و رعاية
أيسر ساحر قوى جدا بس من السحرة المستخبيين واللى محدش يعرف عنهم حاجة , بيأثروا فى عالم الجن والأنس بس فى الخباثة من غير ماحد يحس بيهم، بيقضوا مصالح الجن والأنس بالسحر الأسود وطبعا بمقابل ومش أى مقابل.
اللى كان بيدفع لأيسر كان بيدفع غالى أوى ,علشان متخصص فى الحالات الصعبة
يعنى لو حد عايز يقتل حد بالسحر بيروح لأيسر وأيسر يخلص على غريم الزبون وهو قاعد فى مكانه بمجرد بس ماياخد أطره ، و المقابل بيبقى على حسب تقل الزبون
فيه اللى بيطلب منه أراضى وفيه اللى بيطلب منه ذهب وفلوس ..
أيسر مجنون ومهووس بالقوة ونفسه يبقى أقوى بنى أدم على وجه الارض ,أفنى حياته كلها فى دراسة السحر بكل أنواعه علشان يبقى بنى آدم قوى وليه قدرات خاصة وخارقة
كان بيستخدم تعزيمات من السحر الأسود عشان تقويه ولان التعزيمات دى خطيرة خاف يجربها على نفسه الأول.
علشان كده كان بيجربها عليا قبل مايجربها على نفسه ولو نجحت عليا يعملها على نفسة ,من الآخر خلانى فأر التجارب بتاعه ..
جرب عليا تعزيمات وتركيبات كيمائية خطيرة جدا، بس نجحت معايا وخليتنى قوى ،خلتنى أكسر الحجر بأيدى ،أقفز عالى و أشوف بعين الجنى .
وانا عندى عشر سنين تقريبا ، دخلت علينا جنية متشكلة على شكل أنسان قالت أنها حملت من ساحر قوى وعايزه تحجب أبنها عن أبوه واعداءه , أيسر وافق بس أتفق معاها أنه يكون المقابل , سرنجة دم من أبنها بعد مايتولد .
وافقت , وعملها سحر الحجب , وبعدها أختفت من غير ماتسدد الدين ومعرفش عنها حاجة , لحد ماقابلناها بالصدفة وأحنا بنصيف فى العجمى , أيسر قبض عليها وحبسها فى الشالية بتاعه وفضل يعذبها ويشرح فى جسمها علشان تعترف على مكان أبنها.
رفضت وفضلت الموت !!!!!
أتفاجئت بعاطفة الامومة اللى عندها , حاجة غريبة علي طفل زيي أمه وأبوه رموه قدام دار أيتام .
صعبت عليا ,فقررت أهربها , انتهزت فرصة أن أيسر بره الشاليه وفكتها من الجنازير , فجريت على طول وهربت بعيد عن الشالية ..
أيسر لما عرف أنى هربتها ,عاقبنى جامد ومسابش حتة فى جسمى اللى لما علم عليها بسكينه واللى كان بيعزم عليه علشان جرحى مايلمش بسرعة , فضل على كده كام شهر لحد ماسامحنى على غلطتى .
عدت السنين وسمعنا عن هجين قوى راعب الشياطين فى أرض الجن , أطقسنا وعرفنا أنه أبن الجنية اللى هربتها ..
أيسر أتجنن لما سمع أنه قدر يتغلب على جيش الشياطين وعفاريت الجن وقرر يكون عنده القوة اللى عند الهجين ده ,
عرف أنه علشان يبقى عنده نفس القوة لازم يقتل الهجين وياخد قلبه !
أيسر بقى شغله الشاغل ماهر الهجين وعرف كل حاجة عنه ,عرف انه رجع لأبوه الساحر نور ناير , وعايش معاه فى الكهف..
أيسر كان عارف أنه لو واجههم بالقوة ممكن يتغلبوا عليه , خاصة أن أبو ماهر ساحر قوى جدا , فقرر يوصل للى عايز بالدهاء , فعمل زى مابيعمل كل مرة , لجأ لفأر التجارب بتاعه …
عمل خطة علشان يدخلنى وسطهم .
فى الاول حبس قرينى فى قفص وفصلنى عنه مؤقتا , علشان أقنع ماهر واقنعهم أنى هجين وعلشان مايعرفوش من قرينى الحقيقة …
دخلت عليهم بدخلة التلميذ اللى عايز يتعلم السحر , طبعا عملوا زى ما أيسر توقع بالظبط وحاولوا يطردونى , فأثرت فضولهم بالمعلومة اللى عندى , وأتفاجأت برد فعل ماهر اللى نزل فيا ضرب , عملت نفسى مغمى عليا وبموت ,فنقلونى جوه الكهف بتاعهم وسمعت وأنا جوه كل حاجه عنهم , وبلغتها لأيسر .
عرفتوا أن الجن اللى فى الكهف فاقدين قدراتهم , وانهم بيعانوا من مشكلة كبيرة ومش عارفين يسيطروا على السحر اللى فى أيديهم ..
أيسر فرح ولاقاها فرصة مناسبة وقالى أحاول أخد نقطة من دم ماهر علشان ينفذ خطة الاقتحام بتاعته , فجرحته بضوافرى المدببة وأخدت منه عينة من دمه وأنا بديله طبق الرز بالبن اللى بيحبه.
اديت عينة الدم لأيسر ونفذ خطته اللى نجحت..
وحاليا هيقتل كل اللى فى الكهف وياخد قلب الهجين ويمشى …
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث نور)