رواية منقذي الزائف الفصل العاشر 10 بقلم بتول علي
رواية منقذي الزائف الجزء العاشر
رواية منقذي الزائف البارت العاشر
رواية منقذي الزائف الحلقة العاشرة
سقط الهاتف من يد أماني من هول المفاجأة التي سمعتها فقد استجاب الله لدعواتها واستيقظ ابنها أخيرا من الغيبوبة.
شاهد رضا تبدل حال زوجته بعدما أتاها هذا الاتصال وسألها عما أخبرها به المتصل ولكنه لم يتلقَ منها أي جواب فأمسك بالهاتف وتحدث مع المتصل وعلم بالخبر الذي أصاب زوجته بالذهول الذي جعل جسدها يتخشب لبضع ثوانٍ.
سالت دموع الفرح من عيني أماني وهي تردد بابتسامة عريضة لم تظهر مثلها على وجهها منذ فترة طويلة:
-“ألف حمد وشكر ليك يا رب، أحمد فاق يا رضا، ربنا جبر بخاطرنا ورجع ابننا تاني لحضننا”.
-“يلا يا أماني، جهزي نفسك عشان نروح نشوفه لأن زمانه دلوقتي بيسأل علينا وإحنا لازم نكون جنبه عشان نشرحله كل حاجة حصلت الفترة اللي فاتت قبل ما يعرف التفاصيل من أي حد تاني”.
قالها رضا يحث زوجته على التحرك وتجاوز حالة الذهول التي تمكنت منها ونجح في ذلك بالفعل فقد سمع صوتها وهي ترد بسرعة:
-“حاضر يا رضا، اديني كام دقيقة وهكون جاهزة عشان نروح لأحمد ونشوفه لأنه وحشني أوي”.
استغرقت أماني عشر دقائق فقط في تبديل ملابسها وقد أنهى رضا أيضا تجهيز نفسه ثم خرجا سويا من المنزل واستقلا السيارة متوجهين إلى المستشفى.
سمح لهما الضابط برؤية أحمد الذي تم نقله إلى غرفة أخرى بعدما تم التأكد من تجاوزه لمرحلة الخطر.
ابتسم أحمد بعدما رأى والديه أمام عينيه وخاصة أماني التي أسرعت نحوه تضمه إليها بلهفة أم اشتاقت لصغيرها الذي غاب عنها لفترة طويلة.
ضم أحمد والدته مرددا بحيرة لازمته بعدما رأى الضابط وسمع كلامه المريب:
-“إيه اللي حصل بالظبط يا ماما، وليه فيه عساكر واقفين قدام أوضتي وعايزين يقبضوا عليا أول ما أخرج من هنا؟!”
التفتت أماني نحو رضا تستنجد به من خلال نظراتها أن يتطوع ويجيب على هذا السؤال بدلا منها.
استجاب رضا لرغبة زوجته وأجاب على سؤال ابنه بقوله:
-“في حاجات كتيرة حصلت لما أنت عملت الحادثة ودخلت في الغيبوبة ومن ضمن الأمور دي أن هبة بلغت البوليس عنك بعد ما اتنشر ليها صور متفبركة في أوضاع مش كويسة واتهمتك أنت بكل اللي حصلها لأنك هددتها أنك هتعمل معاها كده لو هي صممت على موقفها ورفضت ترجعلك”.
رد أحمد باستنكار شديد يشوبه الذهول مما يسمعه:
-“صور إيه اللي أنت بتتكلم عليها يا بابا؟! أنا لا فبركت حاجة ولا نشرت حاجة ولا أعرف أي حاجة في أي حاجة”.
تغضنت ملامح رضا وأخذ يفكر قليلا قبل أن يردف بتساؤل متذكرا حديث زوجته عندما حاولت إقناعه بفكرة استحالة قيام أحمد بإيذاء هبة بهذا الشكل البشع:
-“هو أنت يا أحمد مش هددت هبة وقولتلها أنك هتفبرك صورها وهتنشرها على الإنترنت لو هي مقالتش لأمها أنها صرفت نظر عن موضوع العريس اللي اتقدم ليها بعد ما فشكلت خطوبتها بيك؟!”
أطرق أحمد رأسه بخزي من هذا الفعل المشين الذي ارتكبه في لحظة أصيب فيها بالحماقة وأجاب بخفوت:
-“أيوة أنا قولت كده لما هي عصبتني وقالت أن اتقدم لها عريس ووافقت عليه بس أنا والله العظيم يا بابا ما عملت أي حاجة وكل اللي أنا فاكره هو أن بعد كده حصلت معايا الحادثة وصحيت لقيت نفسي هنا في المستشفى”.
نظرت أماني إلى رضا وهي تتنهد بارتياح هاتفة بتصميم بعدما تأكدت من صدق حدسها:
-“شوفت بقى يا رضا، مش أنا قولتلك أن ابنك مستحيل يعمل كده، أظن أنت دلوقتي صدقت كلامي لما قولت أن في حد استغل كلام أحمد لهبة عشان يوقعه ويخلص منه”.
لمعت عينيها بغضب وهي تضيف بقلب أم تألمت كثيرا بسبب ما جرى لابنها:
-“ومفيش حد غير ابن أخوك هو اللي ممكن يعمل حركة قذرة زي دي يا رضا وأنت اللي كنت زعلان عشان البيه مش عزمك على خطوبته بهبة”.
سيطرت حالة من الصدمة على أحمد بعدما سمع الكلام الذي تفوهت به والدته أثناء زلة لسانها.
شعر أحمد بنيران تحرق صدره وتلتهم روحه فتلك الخطبة تعد بالنسبة له طعنة قاسية في قلبه من أقرب الأشخاص إليه.
تحشرج صوت أحمد وهو يسأل والدته:
-“إزاي مالك وهبة اتخطبوا؟! أنا عايز أعرف دلوقتي كل اللي حصل لما كنت في الغيبوبة؟!”
انتبهت أماني إلى الخطأ الفادح الذي قامت به بعدما رأت وجه ابنها الذي أصيب فجأة بالشحوب فربتت على كتفه بحنان قائلة:
-“اهدى يا حبيبي وأنا هفهمك كل حاجة وهعرفك على حقيقة ابن عمك اللي كنت بتحبه أكتر من محمد ابن خالتك”.
وبالفعل أخبرته أماني بكل ما جرى بشكل موجز ليزداد بداخله شعور القهر فقد خسر هبة وفاز بها رجل أخر وهذا الغريم ليس سوى ابن عمه الذي كان يراه في الماضي أخا له.
تحدث أحمد بنبرة مريرة لا يمكن مقارنتها بالألم الذي يشعر به في قلبه المجروح:
-“لو سمحتم سيبوني لوحدي شوية لأني مش قادر أسمع حاجة وعايز أرتاح”.
استجاب كل من رضا وأماني لرغبة ابنهما وخرجا من الغرفة سامحين له بالحصول على بعض الراحة فقد صار في أمس الحاجة لها بعد علمه بكل تلك الأمور التي جرت طوال الأشهر الماضية.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
خرجت آية من شقتها بعدما هندمت ملابسها التي انتقتها بعناية شديدة وحرصت على أن تكون بمظهر أنيق لأنها سوف تذهب وتلتقي بشادي.
مرت آية قبل مغادرتها للمنزل على شقة فادية وأخبرتها أنها سوف تذهب لتلتقي بصديقة قديمة لها من أيام الجامعة وأنها ربما تتأخر بالخارج.
سمحت لها فادية بالذهاب وأخذت حفيدها حتى تعتني به وهي تشعر بالرضا لأن أرملة ابنها تعاملها كوالدتها وتأخذ منها الإذن قبل أن تقوم بأي شيء.
ذهبت آية إلى مطعم يقع في مكان بعيد جدا عن منزلها وانتظرت مجيء شادي الذي أتى بعد بضع دقائق وبحث عنها بعينيه داخل المطعم ثم ابتسم بعدما وجدها وتوجه نحوها وجلس أمامها قائلا بلطف:
-“وحشتيني أوي يا حبيبتي”.
منحته آية نظرة حب تكشف عن مدى عشقها له فهو يعد بالنسبة لها النفس الذي تتنفسه:
-“وأنت كمان وحشتني أوي يا حبيبي، أنا بستنى اليوم اللي بنتقابل فيه بفارغ الصبر عشان أشوفك وأملي عيني منك”.
أمسك بكفيها وطبع قبلة على كل منهما هاتفا بأسى:
-“منه لله أبوكِ، هو السبب في كل اللي إحنا فيه دلوقتي، خلينا نتجوز بقى يا آية ونحقق حلمنا، ياسين خلاص مات وأبوكِ اتجوز ومبقاش بيسأل فيكِ ودلوقتي مفيش أي شخص هيقدر يقف في طريقنا”.
ابتلعت آية غصة مريرة في حلقها وهي تردف بحزن:
-“للأسف يا شادي كلامك مش صح، إمكانياتك مش هتساعدك تشتري شقة ده غير أن فادية مش هتسمحلي أتجوز وأعيش حياتي وهتاخذ ابني مني وأنا مقدرش أعيش من غيره وعشان كده لازم نستنى شوية لحد ما أقدر أخد كل حاجة من فادية وعمرو وساعتها مفيش ولا مخلوق على وش الأرض هيقدر يفرقنا تاني”.
سألها بحنق فقد ضاق ذرعا من هذا الانتظار الذي طالت مدته:
-“وهتعملي كده إزاي وسلفتك حامل؟”
ظهرت ابتسامة ماكرة على ثغرها وهي تجيب:
-“اللي يشوفك بتتكلم كده يا شادي يقول أنك عمرك ما سمعت عن ستات كتير كانوا حوامل وسقطوا”.
وقبل أن تشرح آية لشادي المخطط الذي يدور في رأسها تفاجأت بوالدها يقف أمامها ويصرخ بها بلهجة حادة:
-“أنا مش مصدق اللي شايفه قدامي دلوقتي!! أنتِ لسة بتتواصلي مع الولد الجربوع ده حتى بعد اتجوزتِ وبقى عندك ابن؟!”
أعطاه شادي نظرة محتقرة هاتفا بغل فهو يكره عماد لدرجة تجعله يرغب في قتله:
-“الجربوع ده يبقى أنت يا اللي رميت عيالك وروحت اتجوزت واحدة أصغر منك بــ 15 سنة ممشياك على العجين متلغبطوش”.
لوت زوجة عماد ثغرها وهتفت بسخط صريح وهي تربت على كتف زوجها:
-“واضح أن بنتك المحترمة مسمعة لعشيقها المقرر كله من أوله لأخره يا حبيبي”.
ألقت آية على زوجة والدها نظرة مغتاظة قائلة بازدراء:
-“ملكيش دعوة بالموضوع ده يا أحلام، خليكِ في نفسك وبلاش تحشري مناخيرك الجربانة دي في الأمور اللي متخصكيش بدل ما أجيبك من شعرك وأفرج عليكِ كل اللي قاعدين في المطعم”.
تصنعت أحلام البكاء وهي تتحدث مع زوجها بنبرة منكسرة تجعل من يسمعها يظنها امرأة مسكينة لا يمكنها أن تدافع عن نفسها وتمنع أي شخص من إلحاق الأذى بها:
-“شايف يا عماد بنتك وقلة أدبها؟!”
أجابت آية بالنيابة عن والدها وهي تعقد ذراعيها وتضع عينيها في عيني أحلام التي كانت تستشيط من شدة الغيظ:
-“أه يا حبيبتي جوزك شايف وسامع كويس أوي كل اللي بيحصل بس مش هيعمل حاجة لأن مبقاش ليه حق يتدخل في حياتي بعد ما جوزني زمان لياسين غصب عني وكمان راح اتجوزك ورماني أنا وأخويا برة حياته عشان يرضيكِ”.
أضافت آية بلهجة ساخرة بعدما حولت بصرها نحو والدها:
-“أنا مش هبعد عن شادي ولو مش عجبك روح افضحني وقول لحماتي”.
حملت آية حقيبتها وخرجت من المطعم وتبعها شادي الذي كان يريد أن يلقن عماد درسا قاسيا ولكنه أدرك أن هذه ليست الفرصة المناسبة.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
انتظر أحمد خروج والديه من الغرفة قبل أن يترك العنان لدموعه التي لا يذرفها إلا عندما يشعر أنه تعرض للخداع والخيانة.
تمنى لو أن ما يجري حوله كان مجرد كابوس سيستيقظ منه ويعود إلى الواقع حيث توجد هبة بجواره مثلما كان يحدث في السابق.
لا يمكنه أن يلوم هبة على كرهها له فهو يقدر تماما ما تشعر به بعد كل المصائب التي انهالت عليها ولكنه لا يمكنه أن يسامح مالك الذي قام بخيانته ووضع عينيه على الفتاة الوحيدة التي أحبها.
اقتحم رأس أحمد كثير من الذكريات التي تعود إلى فترة قصيرة قبل تعرضه للحادث.
-“مالك يا هبة، فيكِ إيه؟”
قالها أحمد بنبرة قلقة بعدما اتصلت به هبة وأخبرته أنها تريد أن تراه بعد قليل في الكافيتريا التي يتقابلان بها دائما.
ذهب أحمد إليها وصُدم عندما أعطته هبة شبكته وأخبرته أنها لا تريد رؤيته مرة أخرى وعندما ألح عليها حتى يعرف سبب هذا القرار المفاجئ علم أنها تظنه عاد للإدمان مرة أخرى.
حاول أن يتحدث معها عدة مرات حتى يقنعها أن كل ما تفكر فيه غير صحيح ولكنها لم تستجب لمحاولاته وهذا الأمر أثار غضبه وأطلق العنان لشيطان نفسه حتى يتصرف بالنيابة عنه في هذا الموضوع المعقد خاصة بعدما أجابت على واحد من اتصالاته ووبخته بقولها:
-“أنا كنت غبية لما حبيتك لكن خلاص الغباء ده انتهى ولو أنت أخر واحد في الدنيا فأنا مستحيل أتجوزك فياريت تخلي عندك شوية كرامة وتبطل تتصل بيا”.
أراد أن يتكلم ويدافع عن نفسه ولكنها قاطعته بلهجة قاسية:
-“لو عندك دم وشايف نفسك راجل فانساني خالص ومتحاولش تكلمني تاني”.
لم يكن هذا الأمر هينا على أحمد خاصة بعدما عرف منها أنها وافقت على العريس الذي تقدم لخطبتها وفي لحظة طيش منه قرر أن يستمع إلى نصيحة مالك وصديقه اللذان أخبراه أنه لا يوجد أمامه سوى وسيلة واحدة حتى يحافظ بها على وجود هبة بجواره وهي التهديد والابتزاز.
في البداية رفض أحمد هذا الاقتراح ونظر إلى مالك وهو يصيح به مستنكرا فكرته:
-“أنت اتجننت يا مالك ولا جرى حاجة لعقلك، أنا مستحيل أفبرك صور لبنت وأنشرها على النت أو أعمل أي حاجة فيها شبه من الأمور المقرفة دي، إزاي أصلا فكرت يا ابن عمي أن أنا ممكن أوافق على الموضوع ده؟!”
ضرب مالك جبهته وهتف بهدوء موضحا وجهة نظره التي فهمها ابن عمه بشكل خاطئ:
-“مين قالك يا ابني أن أنت هتفبرك صورها ولا هتعمل أي حاجة من الكلام ده؟! كل الموضوع أنك هتهددها بس مش أكتر وهي هتخاف وساعتها هتفركش كل حاجة مع العريس الجديد ده وهترجعلك”.
هز أحمد رأسه هاتفا باعتراض موضحا من خلاله رفضه التام لهذه الفكرة التي يراها جنونية:
-“لا يا مالك، أنا مينفعش أعمل كده لأني مش عايز هبة تكون معايا وهي كارهاني وخايفة مني”.
مط مالك شفتيه وهز كتفيه قائلا بعدم اكتراث:
-“خلاص براحتك، بس ما تبقاش تزعل بقى لما تشوفها قاعدة في الكوشة جنب عريس الغفلة اللي اتقدملها ووافقت عليه”.
ضرب أحمد يده بالحائط وهو يصيح بحزن:
-“مش هقدر أستحمل أشوفها بتتجوز واحد غيري”.
اقترب منه مالك وهمس بخبث وكأنه شيطان يوسوس في أذن إنسان لا يريد أن يقوم بفعل خاطئ:
-“هبة أكيد هتتضايق منك في الأول لما تهددها بس بعد كده هتهدى وتروق ووقتها أنت هتفهمها أنك كنت بتقول مجرد كلام وخلاص في لحظة غضب وأنك مستحيل هتنفذ أي كلمة من اللي قولتها”.
وبالفعل استجاب أحمد لنصيحة مالك التي جعلته مجرما في نظر هبة وجميع المحيطين به.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
دعت فادية الجميع لتناول الغداء في شقتها وبالفعل استجابت آية لطلب حماتها وكذلك لبى عمرو وزوجته الدعوة.
وضعت كل من آية ومروة الطعام على المائدة وهما تنظران إلى بعضهما بكراهية واضحة لا تخفى على أي أحد.
تناول الجميع الطعام في جو يسوده الهدوء الذي يسبق العاصفة التي تقتلع كل ما يصادفها دون أن تبقي ولا تذر.
نهضت آية بعدما انتهت من تناول الغداء وحملت بعض الأطباق متوجهة بهم إلى المطبخ وتبعتها مروة التي انزلقت قدميها فجأة وسقطت أرضا بمجرد دخولها إلى المطبخ.
صرخت آية وتصنعت الصدمة وهي تتفقد مروة التي أطلقت صرخة مدوية بسبب الألم الفظيع الذي تشعر به أسفل معدتها:
-“الحقيني يا ماما، مروة اتزحلقت ووقعت على الأرض”.
حضر كل من عمرو وفادية التي شهقت بعدما رأت الدماء التي لطخت ثياب مروة.
لم ينتظر عمرو سماع أي كلمة فقد قام بحمل زوجته والخروج بها من المنزل وهو يدعو الله أن يساعده في إنقاذ الجنين قبل فوات الأوان.
غادرت فادية المنزل واستقلت سيارة أجرة حتى تلحق بعمرو تاركة آية التي ابتسمت بتشفي وهي تنظر إلى أثار الصابون السائل الذي تعمدت وضعه على الأرضية قبل ثوانٍ من دخول مروة للمطبخ حتى تحقق هدفها.
أحضرت آية قماشة قطنية ونظفت الأرضية بعناية شديدة حتى لا يشك بها عمرو بعدما يستفيق من صدمة خسارته للطفل الذي كان ينتظر قدومه بفارغ الصبر.
غسلت آية القماشة من أثر الصابون ثم سارت نحو الصالة وجلست أمام التلفاز وقامت بتشغيله على إحدى القنوات المشهورة بعرض الأفلام الأجنبية وابتسمت باستمتاع وهي تشاهد الفيلم الذي يتم عرضه على هذه القناة.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
دلف عمرو إلى عيادة المستشفى وهو يحمل مروة التي تبكي بشدة واستقبلته الطبيبة التي تتابع معها الحمل برفقة بعض الممرضات فقد اتصل بها عمرو أثناء قيادته للسيارة وأخبرها بكل ما جرى.
وضع عمرو زوجته على السرير المتنقل وبالفعل تم أخذها إلى غرفة الفحص وهي تصرخ وتبكي من شدة الألم الذي تشعر به يمزق جسدها.
مر وقت قصير قبل أن تصل فادية إلى المستشفى وتسأل عمرو عن وضع زوجته وكانت الصدمة بالنسبة لها عندما وجدته يبكي فهي ليست معتادة على رؤيته في هذه الحالة.
التزمت فادية بالصمت ولم تتحدث بعدما شاهدت حزن ابنها وبكائه فهي تقدر شعوره لأنها مرت من قبل بتجربة قاسية عندما استيقظت من النوم على فاجعة موت ابنها ياسين.
خرجت الطبيبة بعد عشر دقائق من غرفة الفحص وأزالت قناعها الطبي وهي تهتف بأسف شديد:
-“حاولنا كتير يا أستاذ عمرو بس مقدرناش ننقذ الجنين، ربنا يصبركم ويعوض عليكم قريب إن شاء الله”.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية منقذي الزائف)