رواية وختامهم مسك الفصل العشرون 20 بقلم نور زيزو
رواية وختامهم مسك الجزء العشرون
رواية وختامهم مسك البارت العشرون
رواية وختامهم مسك الحلقة العشرون
بعنــــــوان ” نيران القلب ”
فتحت “مسك” عينيها بتعب شديد فوجدت “غريب” جوارها ويحمل يدها بين يده، تنفست بلطف وعينيها تنظر إلى والدها الذي يحدق بها بقلق شديد وقال:-
-لازم تكشفي يا مسك، دا رابع مرة يغمي عليكي الشهر دا
تنهدت بتعب ربما يقلق على حالها وصحتها لكنه لا يعلم شيء عن صراعها الداخلي ونزيف قلبها وهم كفيلًا بأن يفقدوها وعيها بل إيقاف قلبها من مكانه، غادرت من أمام والدها لتذهب إلى منزل والدتها بحزن وإنشقاق أخذ قلبها إلى الحافة ….
فتحت الباب لكنها سمعت صوت والدتها تتحدث مع احد، تقدمت أكثر نحو الصالون بخطواتها لتُصدم عندما رأت “ورد” جالسة مع والدتها ويتحدثان، تبسمت “بثينة” بلطف وقالت:-
-تعالي يا مسك
وقفت “ورد” من مكانها وأستدارت إلى “مسك” وعلي شفتيها بسمة مُشرقة لرؤية صديقتها لكن سرعان ما تلاشت هذه البسمة عندما تقابلت مع عيني “مسك” التي باتت شاحبة وحزينة، لطالما كانت صامتة وهادئة لكن هدوءها كان قوة منها لكن اليوم رأت “ورد” هدوءها إنكسار وحزن، تركتهم “بثينة” معا ودلفت إلى الداخل بينما دلفا الأثنين إلى غرفة “مسك” وجلسوا سويًا، جلست ورد” جوارها بلطف وقالت:-
-عاملة أيه يا مسك؟ شكلك مش مبسوطة
تنهدت “مسك” بهدوء ثم نظرت إلى عيني “ورد” بعفوية وتبسمت بسمة مزيفة ثم قالت بخفوت:-
-كويسة، أنتِ عاملة أيه؟
-لا يا مسك أنتِ مش كويسة، بصي لنفسك فى المرآة أنتِ بقيتي دبلانة وضعيفة، مين أمتى ومسك ضعيفة كدة، أنا مذهولة أنك مسك
قالتها “ورد” بحزن ممزوج بالغضب مما يحدث إلى صديقتها، لم تجيب عليها بل ظلت صامتة لتتحدث “ورد” من جديد بقوة وحزم:-
-أنتِ بتحبيه يا مسك!!، كفاية تنكري اللى أنا شايفة فى عينيك، أنتِ بتحب تيام وهو كمان بيحبك وألا مكنش يسيب البلد كلها ويسافر عشان مش قادر يقعد هنا من غيرك
أتسعت عيني “مسك” على مصراعيها وألتفت إلى “ورد” بصدمة ألجمتها من خبر سفره وقالت:-
-سافر!!
تنحنحت “ورد” بدهشة من لهفتها عليه وخوفها من الفراق الأكبر وألا تراه من جديد نهائيًا، عينيها لا تُكذب ما تراه وأدركت أن سبب ما يحدث هو الحب الكامن بداخلها وهذه الفتاة تنكره حتى أصابها العشق بالألم من كبرها، تمتمت “ورد” بغرور وعقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة:-
-واضح فعلًا أنك مش بتحبيه خالص ولا مهتمة بيه، أه يا مسك تيام هيسافر ويسيب البلد وكمان طلب من زين يهتم بنصيبه فى القرية من الأصول وكتب له توكيل عند المحامي عشان يديره وأكتفي بأنه يأخذ نصيبه من الأرباح كل سنة … بس الحمد لله زين وجابر أقنعه يأجل السفر لحد لمدة شهر عشان يحضر فرحنا بعد أسبوعين، عشان زين مش هيلاقي حد يخاف على مالهم غير تيام وأتفق أنه هيسيب له كل حاجة تحت إدارته على ما نرجع من شهر العسل أخر الشهر وبعدها يسافر وهو الحمد لله وافق على شهر واحد
طأطأت “مسك” رأسها بحزن للأسفل بخيبة أمل فهل قرر الفرار نهائيًا من هنا بسببها، رفعت “ورد” رأس صديقتها بسبابتها بلطف حتى تتقابل عيونهما معًا وقالت بحب ربما تساعد صديقتها علي التخلي عن كبرها:-
-مسك!! ما دام بيتحبه يا حبيبتى وموجوعة ليه بتقسي على حالك، مخبيش عليكي هو كمان حاله ميسرش القلب ولا العين، أنتوا الأثنين واجعكم الفراق والحزن وقلوبكم بتتوجع من الألم ليه تكتبوا الفراق عليكم عشان أيه؟
تمتمت “مسك” بحزن وخوف يحتلها من الداخل ويفتك بعقلها قائلة:-
-عشان تيام مبيحبنيش يا ورد، تيام عايز يفضل معايا عشان يذلنى وينفذ رهانه ليه، مجرد ما يوصل للى عايزاه هيرمينى يا ورد بعد ما يبقي حقق هدفه فيا
تبسمت “ورد” من خوفها ثم أخذت يدها بين يديتها الدافئتين وقالت بلطف بعد أن رفعت نظرًا إلى عيني “مسك” وقالت بدفء يطمئن القلب:-
-لا يا مسك، خوفك دا مالهوش أى صحة من الأساس، تيام بيحبك وألا مكنش أتغير عشانك ومتنكريش أنه أتغير فعلًا، كبر أيه ورهان أيه اللى بتتكلمي عنه وأنتوا الأثنين بتتعذبوا فى البُعد، يمكن يكون قالك كدة قبل ما يعرفك لكن مع الأيام أتغير كل حاجة ، ربنا قادر على كل شيء والحب بيعمل المعجزات بجد واسألنى أنا عن الحب..
صمتت “مسك” ولم تجيب بحرفٍ واحدٍ عن هذا الحديث، تحدثت “ورد” بنبرة حادة مُستاءة من قسوة صديقتها وقوتها:-
-أنتِ بتقسي على نفسك ليه يا مسك، القسوة دى هتتعبك أنتِ مش حد تاني
وقفت “مسك” من جوارها وسارت بعيدًا غاضبة وما زالت نيران قلبها تحرقها ولم تخمد نهائيًا، تحدثت بجحود:-
-أنتِ جاية من الغردقة مخصوص عشان تكلمني عن تيام وعن قسوتى؟!
تنهدت “ورد” بأستياء من عناد هذه الفتاة وقالت:-
-لا يا مسك، جاي أقولك أن فرحي بعد أسبوعين هتيجي ولا ناوية متجيش
نظرت “مسك” إلى وجه “ورد” صديقتها وقد مر بالصعب معًا لتقول بثقة:-
-هجي يا ورد أكيد مش هسيبك فى يوم زى دا
تبسمت “ورد” بحماس إلى صديقتها من إقناعها على المجيء…..
________________________
هرع “غريب” من منزله فجرًا دون أن يغير ملابس بيته وأتجه إلى منزله السري بعد أن تلقي خبر من الطبيب، وصل ليرى “مسك” تترجل من سيارتها هى الأخري مصدومة مثله حتى، دلف الأثنين معًا إلى المنزل وغرفة “غزل”، دمعت عيني “مسك” بفرحة عارمة بعد أن رأت أختها تفتح عينيها بصعوبة وقد عادت للحياة وتشبثت بها، قاومت الصراع الذي عاشته وهزمت الموت، تنفست “مسك” الصعداء بأريحية وعينيها تقابل عيني “غزل، رغم حالتها الحرجة وما زالت تحت الأجهزة لكن فتح عينيها كفيل بأن يسعد قلبها ويرد به الروح المسلوبة منه، فحصتها “مسك” جيدًا ثم جلست تحكي لها ما حدث و”غزل” تستمع فقط لا تصدر أى فعل أو تجيب عليها لكنها تراقب عيني “مسك” التى تحول حديثها أغلبه عن هذا المدعو بـ “تيام” طليقها ….
_________________________
كان “تيام” جالسًا على الشاطئ ينظر إلى البحر وأمواجه العالي تزداد أكثروأكثر وكأن البحر غاضبًا تمامًا مثله بسبب وجعه وألمه، تنهد وعينيه حزينتين، فتح هاتفه ونظر إلى صورها على مواقع التواصل الاجتماعي كما مُشتاقًا إليها، أشتاق لعصبيتها وعنفها، غضبها وقسوتها عليه، لطفها وهى تعتني بجروحه وكونها طبيبته الجميلة، رؤيتها تقاتل بحزم وقوة كالجبل الصامد، أشتاق ليدها التى تضرب قبل أن يتفوه بلسانها، جراءتها وتحديها إليه وحتى عنادها، يمتزق قلبه من هذا الشوق الذي يقتله من الداخل، يخبره قلبه بأن يهرع إليها ويضمها إليه بالأجبار والقوة، رغمها على العودة إليه ويتراجع فى قرار طلاقها ويُردها إليه دون أن يكثرت إلى رد فعلها أو رغبتها، لكن عقله يخبره بأن يبتعد ولا يقلل من كبره وغروره أكثر أمامها، هو طلبها أكثر من مرة لأجله وأخبرها بأنه يريدها و”مسك” رفضته أكثر من مرة فلم يذهب ويدهس كرامته فى الطين بين أقدام المارة مرة أخري، قاطع شروده بالنظر إلى صورها وقلبه المُمزق صوت “ليلة” التى جلست جواره وترتدي ملابس السباحة وتقول بدلال:-
-قاعد لوحدك ليه؟
تأفف بضيق شديد ثم قال بأغتياظ وعينيه ترمقها بأزدراء:-
-أنتِ مبتتعبيش!!
ضحكت بعفوية وهى ترفع يدها إلى صدره تلمس قلبه بأناملها وهى تتفوه قائلة:-
-أنت مش طلقت خلاص
دفعها بعيدًا عنه بأشمئزاز شديد ثم قال بحزم وعنف شديد:-
-ولو طلقت تفتكري هبص لواحدة رخيصة زيك
سار بعيدًا عنها تاركها مُندهشة من كلمته فهرعت نحوه أكثر وهى تقول بتذمر:-
-شوف مين اللى بيتكلم عن الرخص، تيام بيه الضبع دا مفيش بنت هنا مترمتش فى حضنك إلا من رحم ربي
لم يجيب عليها وقدميه تكمل سيرها لا يبالي بهذه الفتاة لكنه أقسم على ألا يلوث صدره الذي ضم “مسك” بعناق امرأة أخرى، أسرعت إليه أكثر ومسكت ذراعه بقوة تمنعه من الرحيل ثم قالت بخنق من غروره وغطرسته:-
-أنت بتعمل كدة ليه؟ حجتك كانت أنك متجوز ودلوقت خلاص… بتهرب منى ليه؟
تنهد بضيق شديد ثم تحدث بجدية صارمة:-
-أنتِ فعلاً يا ….
قاطعته بعفوية وبسمة مُشرقة قائلة:-
-ليلة!!
-أنتِ فعلًا يا ليلة بنت جميلة وأى راجل يتمنى ليلة واحدة معاكي لكن مش أنا، مش راجل دخل حياته وقلبه مسك .. فياريت توفري علي نفسك المجهود وتوفري علي إهانتك كل مرة
قالها بحزم شديد، تأففت “ليلة” بضيق شديد ثم غادرت من أمامه، ألتف “تيام” لكي يغادر لكنه وجد “ورد” تقف خلفه وقد أستمعت لحديثه عن “مسك” مع هذه الفتاة وتحمل فى يدها هاتفها، أقتربت “ورد” منه بهدوء رغم خوفها من بدء الحديث معه لكنها جمعت شجاعتها وقالت:-
-لدرجة دى بتحبها؟
صمت “تيام” ولم يجيب عليها وعينيه تنظر إلى البحر مُتحاشي النظر إليها فتابعت “ورد” بجدية رغم نبرتها الدافئة:-
-لو مسك فعلًا فى حياتك وقلبك ليه أختارته البُعد، أنا كنت عندها من 10 أيام لو شوفتها كانت هتصعب عليك، هى كمان زيك بتكابر وبتعاند على حساب نفسها، لما انتوا الأثنين بتكابره وكل واحد مستني الثاني يروح له هترجعوا أزاى، أنا عارفة أنك مبتقبلنيش وممكن متحبش تسمع منى بس أسمع منى معلش لأني صاحبتها على الأقل وأنسي أنى خطيبة زين …
تمتم “تيام” بنبرة خافتة وهو يستمع إلى حديث هذه الفتاة عن محبوبته المتكبرة قائلًا:-
-أنا مبكابرش…أنا عرضت الجواز وهى رفضت وأصرت على الطلاق ، أعمل أيه أروح أبوس أيدها..
رمقته “ورد” بعيني حزينتين وإشفاق على هذا الثنائي ثم قالت:-
-هى خايفة ومش واثقة فى حبك، المفروض تطمنها مش تهرب منها ومن البلد كلها، مسك تعبانة يا تيام، تعبانة وبتكابر من يوم ما طلقتها وهى مبتنامش ومبتخرجش من اوضة العلميات، دفعت تكاليف المرضي كلهم تقريبًا عشان تتدخلهم أوضة العمليات متخرجش هي منها، بقيت ضعيفة… تخيل أنت لما مسك بقوتها اللى بتقاتل رجالة بشنبات بقيت ضعيفة
صمت ولم يجيب رغم وخزات قلبه الحاد من الصدمة التى ألجمته من حديثها والحالة التى وصلت لها محبوبته القوية، قال بعجز عن فعل شيء:-
-أطمنها أزاى، مش واثقة فى حبي!! أنا حرمت على نفسي كل البنات من بعدها وأقسمت أن مفيش واحدة ممكن تدخل حضني بعدها وتلوث طاهرة مسك ورائحتها اللى جوايا، أعمل أيه أكثر من كدة عشان تثق فى حبي، براحتها يا أنسة يا ورد تعمل اللى عايزاه وأنا لو عليا أنا أستكفيت برائحتها جوايا وبرضو هيفضل حضني وقلبي بيتها هى لوحدها حتى لو أضطرت أعيش وأموت من غير مسك
غادر من امامها لتدمع عينيها حزنًا على هذا الثنائي الذي يتمزق وجعًا، هناك فتاة ترتجف خوفًا من الأقتراب وتكابر وهذا الكبر يأذي قلبها أولًا ، وهنا رجل حرم جميع النساء عليه وما زال يحتفظ بعناقها ورائحتها بداخله ويعاند بقوة ويبدو أنه لن يتزحزح لخطوة واحدة للأمام، تأفف “ورد” بضيق وعادت للفندق ليمر الأيام الباقية بسرعة البرق، وقفت “ورد” أمام المرآة بفتسان زفافها الأبيض وتضع مساحيق التجميل وترفع شعرها بدبابيس الشعر للأعلي وطرحة فستانها الدانتيل بتاجها الفضي اللون المرصع بأحجار من الألماس، تبسمت بلطف وخرجت من غرفتها فى الفندق ووجدت “زين” يقف بأنتظارها ببدلته البيضاء وخلفه يقف “جابر”، تبسم “زين” بعفوية وسعادة تغمره بعد أن رأها وتقدم للأمام نحوها بقلب يرقص فرحًا وأوشك أن يسمع الجميع نبضاته من سعادته، وصل أمامها ليقبل جبينها بحب وقال:-
-وأخيرًا يا وردتي
تبسمت “ورد” بحب إليه ويديها تتشبث به بسادة كطفلته الصغيرة وقالت بهمس:-
-أخيرًا يا قلب وردتك
ضمها إليه بسعادة لتبادله العناق بسعادة تحيا قلبها فرحًا وتبتسم ببسمة لا تفارق وجهها، تنحنح “جابر” بلطف ليبتعدا عن بعضهما ثم قال:-
-ننزل
أومأ “زين” إليه بنعم ثم ترجلوا معًا ليهمس “زين” فى أذنها بقلق:-
-جيت!
هزت “ورد” رأسها بلا بحيرة من تأخير “مسك” عن الحضور، كانت تعتقد بأنها ستأتي أمس بسبب سفرها من القاهرة إلى الغردقة لكن حتى الآن لم تأتي وكأنها غيرت رأيها ولن تأتي لحفل زفافها، تمتم “زين” بحيرة قائلًا:-
-تفتكري ممكن متجيش، أنا عارضت سفره مخصوص عشان تيجي ويتقابلوا
فتحت “ورد” هاتفها بضيق وخوف من إفساد خطتها هى و”زين” فى جمع هذا الثنائي المتكبر من جديد، ربما إذا تقابلًا يلين كبرهما وتحن قلوبهما، وصلوا للشاطئ حيث المكان المخصص لإقامة الحفل وكان مليء بالضيوف، بحث “زين” عن “تيام” ليجده يجلس على طاولة بعيدة وحده صامتًا ووجهه عابس كأنه ينتصر عقد القرآن ليغادر قبل بدء الحفل، همس إلى “جابر” بجدية:-
-جابر، متسبهوش يتحرك من هنا غير لما الفرح يخلص لما نشوف أخرتها
أومأ “جابر” إليه وذهب إلى “تيام” يقف معه بينما تقدما “زين” و “ورد” إلى طاولة الماذون وبدء عقد القرآن تحت تهيئة الجميع ومباركتهم وجميع المقيمين بالمكان كانوا سعداء لهذا الثنائي المُتيم بالعشق والآن لن يفرقهما سوى الموت…
وقف “تيام” من مكانه بعد مباركة الشيخ لهما ورفع المنديل عن أيديهم وقال بحزم:-
-أنا ماشي
وقف “جابر” من مكانه مُسرعًا وما زالت “مسك” لم تصل وستفسد خطتهم بسبب تأخيرها، قال بجدية:-
-معقول تمشي دلوقت، أستني شوية
ألتف “تيام” لكي يغادر لكنه توقف محله بصدمة ألجمته عندما رأها تمر من البوابة المصنوعة من الورود البيضاء ترتدي فستان أسود اللون طويلًا لامعًا له ذيل قصير يزحف خلفه على الأرضية وبأكمام ضيق تظهر نحافة ذراعيها كفستانها الذي يظهر نحافة جسدها كاملًا حتى الركبتين وواسعًا قليلًا من الأسفل وترتدي كعب عالي لم يظهر من طول فستانها وتضع مساحيق التجميل ورموشًا أصطناعية تحيط بعينيها الرمادتين وتسدل شعرها على كتفها الجانب الأيسر وظهرها مموج وتحمل فى يدها حقيبة صغير تكاد تكفي هاتفها، رأته “مسك” يقف على حافة السجادة البيضاء الأخري على أستعداد للرحيل ورغم صمودها وبرودها الذي يتطاير من هيئتها لكن عينيها غلبتها بهذه اللحظة وتجمعت دموعها بعد أن نزف قلبها المُرتعش برؤيته، تقابلت أعينهما معًا، نبضات قلبه لا تقل عنها بل تزداد لا يصدق بأن “مسك” هى من تقف أمامه الآن، ما زال لا يستوعب أنه فتاته
الجريئة القوية ترتدي الآن فستانًا أنيقًا وتضع مساحيق التجميل وعينيها تتلألأ بهما الدموع رغم قوتها فى أسرهم بداخل جفونها حتى لا تسقط أمام الملأ، قلبها يفتك بها وجعًا من رؤيته يقف هناك بهيئته وكبره، ما زال مُتكبرًا ومغرورًا يرتدي بدلته الرسمية وفى يده كأسًا من العصير لو كانت رأته من قبل لكان الكأس ملأ بالخمر وليس العصير، تحاشي “تيام” النظر إليه بضيق فهو فعل كل شيء كي يبقي معها وهى من رفضته، لن يذهب لها ويكسر كبرياءه من جديد أمامها، أزدردت “مسك” لعابها بحرج من تصرفه بعد أن تحاشي النظر لها همس “جابر” فى أذنه بخفوت وعينيه لا تفارق “مسك” :-
-بتعمل ايه!! روح لها يا تيام….
تقدمت للأمام وصُدم “تيام” عندما ظهر رجلًا من العدم يأخذ يدها فى ذراعه، أهي حقًا أستبدلته برجل أخري؟، أشتعل قلبه من الغيرة لرؤيتها مع غيره وهرع نحوها وهى تتحدث مع الضيوف ببسمة مُشرقة وجذبها من يدها بقوة للخارج لتصرخ بأنفعال:-
-أيه دا، أنت أتجننت؟
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته حقًا من النظر إليها عن قرب وعينيها الرمادتين وقال بغضب سافر:-
-أتجننت، بتسألي أتجننت ولا لا وأنتِ داخلة براجل فى أيدك، وأيه اللى لابساه دا، أمال كنتِ عاملالي فيها سبع رجالة فى بعض ليه؟
أبتلعت “مسك” لعابها بخوف من غضبه ولأول مرة تخشاه فقالت بعناد:-
-والله أنا حرة، أنت مالكش حكم عليا، ألبس قصير ولا عريان يكش ألبس مايوه…
أسكتها بقبلته القوية لتضربه بقوة فى صدره وأبتعد عنها ثم قال بكبرياء:-
-كرريها تاني وعقابي المرة الجاي هيبقي أكبر
رفعت يدها كى تصفعها ليمسك معصمها قبل أن تفعل وعينيه تحدق بها بقوة ثم قال:-
-تؤ تؤ تؤ، إياكي تعمليها يا مسك
دفعها وذهب من هذا المكان لتسيشط غيظًا منه وذهبت إلى “ورد” تبارك لها، تبسمت “ورد” إليها بحماس لظهورها ولم تفسد خطتهم وقالت:-
-أنتِ جيتي؟ معقول تتأخري عليا يا مسك
أتاها صوت الشاب يقول:-
-مبروك
أتسعت عيني “زين” و”ورد” عندما تحدث الشاب ووضع يده على كتف “مسك” لترمقها “ورد” بصدمة ألجمتها فهل جاءت برجل أخري وعلى ماذا تنوى أن تفعل بقدوم شاب معها؟ هل أحضرته حتى تقتل “تيام” نهائيًا؟ تبسمت “مسك” إليها بعفوية مُصطنعة البسمة ولم تبعد يد الشاب عنها بل تركته كأنها ترحب بهذا الشيء، نظرت إلى “زين” زوجها بصدمة لينظر هو الأخر بصدمة مُتبادلة وبحث عن “تيام” ولم يجده ليشير “جابر” له بلا بمعنى أن خطتهم فشلت، تأفف بضيق لكنه لا يملك شيء يفعله، أنهت الحفل وودعتهم “مسك” ليقول “جابر” بجدية:-
-معقول هتمشي يا دكتورة مسك، على الأقل أرتاحي من السفر وأمشي بكرة
نظرت “مسك” إلى صديقها وقالت بجدية:-
-معلش عشان كمان…
-ضيوفك ضيوفنا برضو، أقل من ثانية وأكون جهزت غرفتين ليكم
قالها برحب رغم أستياءه من فشل خطتهم، صعدت “مسك” إلى غرفتها وبدلت ملابسها وجلست تتحدث فى الهاتف مع “غزل” تقول:-
-أعمل أيه يا غزل، أنا سبحان من صبرني على زميلك دا ومضربتهوش
-هههههه طبيعي يا مسك يمثل أنكم قريبين أمال عايزاه يروح يقوله أنه لسه متعرف عليكي أمبارح
قالتها “غزل” بهدوء فما زالت لم تتعافي نهائيًا من مرضها، تتأفف “مسك” بضيق شديد قائلة:-
-قال يعنى فلح مع تيام حاجة، أهو سبنى ومشي …
قهقهت “غزل” ضاحكة على أختها المُتسرعة لكنها سعلت قليلًا بسبب مرضها ثم قالت:-
-ما دام أتخانق معاكي يبقي غار عليكي يا مسك، دى واضحة وضوح الشمس…
طرق باب غرفتها لتقول “مسك” بجدية:-
-هكلمك تاني، متنسيش علاجك
أغلقت معها الخط وأتجهت إلى الباب لتفتح بهدوء لكنها صُدمت عندما رأت “بكر” يقف أمامها بهذا الوقت المُتأخر ويتفحصها من
الرأس إلى أخمص القدم وهى ترتدي بيجامة بشورت قصير وردي اللون وتي شيرت أسود اللون بنصف كم فضفاض وشعرها المبلل من الأستحمام مسدول على ظهرها، تبسم إليها بخبث شديد ثم قال:-
-سمعت أنك أطلقتي؟ وفرتي عليا قتله….
أزدردت “مسك” لعابها بضيق ونظرات هذا الرجل تغتصبها بمكره الشيطاني ولأول مرة تشعر بأنها تري الشيطان فى وجه بشري أمامها مباشرة…..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وختامهم مسك)