رواية ممرضة دمرت حياتي الفصل السادس 6 بقلم شيماء سعيد
رواية ممرضة دمرت حياتي الجزء السادس
رواية ممرضة دمرت حياتي البارت السادس
رواية ممرضة دمرت حياتي الحلقة السادسة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
…………
عندما يحب الإنسان، فإنه يرى لقلبه وليس بعينيه، فيتمرد على قوانين الحياة التى تخالف قلبه .
……
تعجبت حنين من حب حلا لهذا الرجل الذى فى عمر والدها
حنين ….للدرجاتى !
حلا …ايوه واكتر .
حنين …مش عارفه اقولك ايه صراحة ؟
واكيد طبعا هو فرحان موت بيكى عشان لسه شباب وعملك البحر طحينة وواكل عقلك .
حلا بسخرية …تصدقينى لو قولتلك ، إنه ميعرفش حاجة عن إحساسى ليه ، وإنه بيعاملنى زى بنته وكل شوية يقولى يا بنتى .
فضحكت حنين قائلة …مهو ده الصح يا حلا .
ويمكن عشان ربنا يهديكى وتحولى تطلعى الفكرة دى من دماغك خالص .
حلا …مقدرش والله .
ده انا نفسى اصرخ واقوله بحبك ، بس بقف قدامه بتنح ومبقدرش أقوله نص كلمة .
حنين بغيظ ….لا وكتاب الله المجيد ، أنتِ هتجنينى يا بت .
حلا بضحك …هو كده الحب جنان .
………….
اما غنيم فقد عاد لبيته ولكن صورة حلا لم تغادر مخيلته .
وحاول مرارا وتكرارا أن ينزعها من تفكيره ويستغفر الله ولكنه لم يستطع .
تنهد غنيم قائلا ….وبعدين معاكى يا حلا ، اطلعى من دماغى ، انا مش قدك .
أنتِ فين وانا فين بس ؟
لااااا انا نسيت الحجات دى من زمان اوى ، لا يمكن .
لا صعب ، انا قد ابوها اصلا واكيد هى بتعزنى زى ابوها وانا اللى بيتهيقلى .
ايوه اكيد بيتهيقلى .
بس يعنى نظرة عنيها كانت صعبة اوى .
عينيها كانت بتقول كلام كتير ،نفسى افهمهه .
ولا رقتها ولا كسوفها .
لا كده خلاص ، انا قربت اتجنن بجد .
والوحدة هتكمل عليا اكتر .
انا هدخل اتوضا واصلى ركعتين لله واقرء فى كتابه كده شوية ، ارتاح .
الا بذكر الله تطمئن القلوب .
……………
ولج خالد قرب الفجر إلى بيته ، يتخبط من كثرة الشرب بعد سهره فى الملهى الليلى ومصاحبة فتيات الليل .
وكان فى انتظاره زوجته نادين التى شعرت بنغصة فى قلبها لرؤيته على تلك الحالة المزرية .
فوقفت أمامه قائلة بانفعال حاد …والله مش مكسوف من نفسك وانت داخل كده قرب الفجر تتطوح وسكران .
افرض عيل من عيالك شافك يقول ايه ؟
يا دكتور يا قدوة .
خالد باستياء …بقولك ايه انا جى مبسوط شويتين ، فمش عايز نكد أبوس ايدك .
مش كل ما تشوفينى تسمعينى الكلمتين دول .
ثم دفعها من أمامه قائلا بتثاؤب … ..ويلا وسعى من قدامى ، عايز أدخل أرمى نفسى على السرير .
جعان نوووووووم .
حركت رأسها نادين باستياء قائلة …مفيش فايدة فيك يا خالد .
انا تعبت بجد ومش قادرة استمر معاه على الشكل ده .
ولازم أنفذ اللى نويت عليه .
انا اديتله فرص كتير وهو برده مصمم على الحياة البذيئة دى ،ومش مراعينى ولا مراعى أولاده للأسف .
فكده خلاص انتهت الحياة بينا .
يا خسارة على الحب والعمر اللى راحوا .
ثم اغرقت عيناها بالبكاء وانتظرت حتى ذهب فى النوم وجمعت أغراضها فى حقيبة هى وأغراض أطفالها ، ثم طلبت سيارة لتوصيلها إلى بيت والدها بعد أن أيقظت أطفالها واعدتهم للرحيل .
تسائل طفلها ريان ..هنروح فين يا ماما ؟
نادين… عند جدو يا حبيبى .
ريان…وبابا جى معانا ؟
نادين ..لا بابا مش فاضى ، وراه شغل كتير .
ريان …هو على طول بابا كده ،مشغول ، نفسى يقعد معانا شوية ويكلمنا ويلعب معانا .
ده حتى أنا مش بشوفه بالكام يوم .
نادين بعصبية …وبعدين معاك قولت مشغول .
ريان …طيب هو موجود دلوقتي ولا لسه مجاش فى الشغل .
نادين …موجود بس نايم .
ريان …طيب ممكن ادخل أبوسه حتى وهو نايم قبل ما نمشى عند جدو ،عشان هو وحشنى اوى .
فنزلت دمعة على وجنتى نادين مرددة ..لا حول ولا قوة الا بالله ، ربنا يسامحك يا خالد .
فسمحت له نادين بذلك واتبعته أخته الصغيرة رنا .
ثم خرجت بهم إلى بيت والدها دكتور مصطفى .
استقبلهم مصطفى بحفاوة .
ريان …جدووو حبيبى .
مصطفى …حبيب جدو .
ثم نظر للحقيبة وعين ابنته الدامعة فشعر بغصة فى قلبه قائلا …طيب يا حبيبة قلب بابا .
انا مش هسئلك ،هو ايه حصل وليه ؟
لانى عارف بنتى صبورة بمعنى الكلمة ومادام وصل الأمر للدرجاتى ، يبقا انتِ خلاص جبتى أخرك .
وعشان كده ، البيت ده مش هتخرجى منه تانى الا لو أنتِ عايزه كده .
بس اسمع منى الكلمة دى ، طول ما أنا عايش ، يستحيل حد يمسك بكلمة أو يكون سبب فى دموعك الغالية دى .
وحسابى معاه بعدين .
هو أصلا فى الاصل مكنش جدير بيكى ، بس اقول ايه.
قدر الله وماشاء فعل .
فاجهشت نادين بالبكاء فاحتضنها والدها بحب قائلا …أبكى يا بنتى فى صدر ابوكى ، لغاية مترتاحى .
بس اول ما تدخلى اوضتك ، وتقفلى الباب ، عايزك تقفلى وراه اى حاجة تضايقك .
ومتفتكريش غير انك فى بيت ابوكى وبس ، يعنى الحب والحسن وانك معززة مكرمة .
فاومئت نادين برأسها ، اى نعم .
مصطفى …يلا ادخلى ريحى أنتِ دلوقتى وبعدين هنتكلم .
بس سبيلى العسولين دول ، ريان ورنا .
نلعب مع بعض شوية .
ففرح الاطفال وولجت نادين الى غرفتها وأخذت تبكى على فراشها حتى غلبها النوم .
……….
روان بتفكير وهى على فراش النوم …وبعدين معاك يا خالد .
معنى أنه عايز يخدنى شقته ، يعنى فاكرنى صيد عادى زى اى بنت عرفها .
ومش بيحبنى صح زى ما بيقول .
فإزاى اخليه يحبنى حقيقى ، وازاى اخليه يجوزنى ؟
دى فرصة العمر ويستحيل اضيعها من ايدى .
ولازم افكر كويس اعمل ايه ؟
ما هو مش حنين احسن منى ، هى تجوز مهندس.
يبقى لازم اكون انا أحسن منها واتجوز دكتور .
بس ابن المبقعة دى يهدى ، ويتعلم الأدب شوية .
لغاية ما اجيبه يطلبنى من ابويا .
يااااه امتى اليوم ده يجى ؟
ده كل بنات الحتة هيحسدونى عليه ؟
وهمشى كده فى الحارة نفخة ريشى ومحدش هيقدر يكلمنى كلمة بعد كده .
بس يحصل ..؟ وازاى .
لسه مش عارفة..!
…..
استفاق خالد من نومه ، ونظر حوله فلم يجد نادين بجانبه .
خالد …شكلها صحيت قبل منى ، بس الساعة كام دلوقتى .
فنظر إلى هاتفه فوجدها الساعة الثالثة عصرا .
فتأوه بنعاس …ايه معقول انا نمت كل ده .
لا كفاية كده ، لما اقوم عشان المستشفى ، ثم ابتسم وردد ….وعشان اشوف البت روان دى ، وآخرة التقل بتعها ايه ؟
ثم ضحك بسخرية قائلا ..فكرانى بتاع جواز قال ، وحتى لو بتاع جواز ، مينفعش طبعا دكتور يجوز من ممرضة .
مش من مقامه طبعا .
وبينما يضع هاتفه مرة أخرى على المنضدة بجانبه ،لاحظ ورقة صغيرة .
خالد …ايه الورقة دى ؟
فالتقطها ليجد أنها من نادين تقول فيها .
خالد سامحنى انا سبت البيت بس انت اللى اضطرتنى اعمل كده .
ياما قولتلك بلاش اللى بتعمله ده ،واهتم بيه وبالعيال والبيت اللى ممكن يتهد لو استمريت كده.
بس للاسف كنت ديما بتتجاهل ده وبتكلم بسخرية ومش مقدر حتى وضعك كدكتور ،حالف اليمين ومفروض اخلاقك تكون غير كده خالص .
بس للاسف انا فعلا عجزت عن اصلاحك ، وعشان بحبك سامحتك كتير اوى ، وتنازلت عن حجات كتير .
بس خلاص انا تعبت بجد ومش مستعدة اكمل معاك وانت مصمم على حياتك دى ، مش عايزة ولادى يشوفوا ابوهم وهو جى سكران ولا اثار الخيانة على هدومك .
لاااا انا تعبت ومعدتش قادرة استحمل ده ، خلاص .
وعشان كده ، اخدت قرار ، انى لازم امشى .
ومش هرجع تانى ولو سمحت ورقة طلاقى ،توصلى فى أقرب وقت .
نادين .
فانفعل خالد ومزق الورقة وألقى بها على الأرض قائلا بحدة ….مش انا اللى يتلوى دراعه بالاسلوب ده يا هانم .
ومفيش حاجة اسمها طلاق ، وهترجعى ورجلك فوق رقبتك .
انا مش عارف قصرت معاها فى ايه ؟
عايشة احسن عيشة وطالباتها كلها مجابة ومريحها من وشى طول النهار والليل وسيبها براحتها عشان أنا كمان اشوف راحتى .
بس اقول ايه ستات غاوية نكد ، انا مش فايق للكلام ده .
انا ورايا شغل ثم ابتسم قائلا وورايا ست روان كمان بس على الله هى كمان تفك النكد ده متكملش عليا .
ثم توجه المرحاض ، فاغتسل وخرج وارتدى افضل ما لديه وهذب خصلات شعره ثم نثر عطره المفضل ثم ردد أمام المرآة….ايه الجمدان ده يا دكتور ولا جميس بوند فى زمانه ، ده انا ههبلهم النهاردة فى المستشفى والنايت بالليل .
ثم طبع قبلة على الهواء لنفسه وخرج سريعا واستقل المصعد ثم قاد سيارته الفارهة إلى المستشفى .
وسار فى ردهاتها متكبرا مبتسما بخبث لنظرات الاعجاب ممن حوله من الشباب والفتيات .
تلاحق لأذنه صوت ممرضة…اهو جه يخربيت حلاوته ، يبختك يا بت رورو .
فرددت ممرضة أخرى قائلة …يبختها ايه ، مهى معروفة هتخدلها يومين وبعدين يشوف غيرها زى اللى قبلها واللى قبلها .
خلينا فى حالنا يا ستى وربنا يديم علينا ستره .
فنظر لها خالد بسخرية ثم أقترب منها قائلا …أنتِ مرفودة .
من عندى وروحى يلا اى مكان تنسترى فيه غير هنا .
فرددت الفتاة بحزن بعد أن تجمعت الدموع فى عينيها بسبب الظلم … حسبنا الله ونعم الوكيل .
ربنا يزيل عنك ستره ويفضحك على رؤوس العلن .
فضحك خالد ولم يعبىء بقولها ولا يعلم ذلك الضعيف أن دعوتها اهتزت لها السماء .
ثم أشار للاخرى قائلا مبتسما …وأنتِ اعمليلى قهوة وهاتيها المكتب بتاعى .
فابتسمت الفتاة وأسرعت لعمل القهوة ثم جاءت بها إلى مكتبه ولكن استوقفتها روان على الباب قائلة …رايحة فين يا بت أنتِ ؟
الفتاة ….داخلة لدكتور خالد زى ما أنتِ شايفة بالقهوة اللى طلبها منى .
فرمقتها روان بغضب قائلة …والله ، طيب عنك أنتِ هاتيها ، انا ادخلها .
الفتاة بحرج …بس …!
روان…بس ايه ، انجرى امشى من قدامى .
فخافت الفتاة وغادرت .
اما روان فقد عدلت من هيئتها ثم طرقت الباب ودلفت له ، راسمة على وجهها ابتسامة ماكرة قائلة …انا قلبى حس انك محتاج فنجان قهوة ، فرحت بنفسى عملتهالك وجبتها لعيونك يا حبيبى .
ثم انحنت أمامه لتقدمها له بإغراء ..فلمعت عين خالد وابتسم مرددا …اموت انا فى القهوة والأيدين اللى عملت القهوة دى .
ثم لمس يديها بحنو ورفعها إلى فمه ليقبلها .
سرت قشعريرة فى جسد روان اثر تقبيل يدها ، فاحمرت وجنتيها خجلا وابتعدت عنه .
خالد ..ليه كل ما اقرب منك تبعدى يا رورو .
أنتِ شكلك بتضحكى عليا ومش بتحبينى .
روان …ازاى تقول كده يا خالد ، بحبك طبعا واتمنى قربك ، بس بالشكل ده .
خالد ..قصدك ايه ، انتِ على فكرة تعبتينى معاكِ اوى .
وانا مش متعود على كده .
روان محدثة نفسها ..عشان اتعودت على الساهل كده ، لكن انا لأ.
روان بدلال …يعنى لازم اعرف ايه آخرة حبنا ده ؟
خالد …هو برده فيه اخر للحب ؟
الحب ملهوش اخر .
روان ..اه ، بس لازم يكون ليه طريق.
وانا طريقى الجواز .
غصب خالد قائلا …هو مفيش فى حاجة فى لسانك الا الجواز ،طيب حتى فترة خطوبة نتعرف فيها على بعض .
لمعت عين روان قائلة بفرحة …بجد يا قلبى .
هتيجى تخطبنى ؟
خالد بمكر …اه طبعا .
وايه رئيك نروح دلوقتى نشترى الدبل .
قفزت روان من الفرحة ثم تعلقت برقبته مرددة…انا صراحة مش عارفة اقولك ايه ؟
بس انا فرحانة اوى اوى اوى .
وبحبك اوى اوى اوى .
فانتهزها فرصة خالد وقربها منه أكثر ، فوجدت نفسها بين أحضانه .
فحاولت مقاومته بشدة حتى أنها دعست رجله بقدمها حتى يبعد عنها .
فصرخ بالفعل وابتعد عنها قائلا بحدة …يا مجنونة .
فضحكت روان قائلة ..مجنونة بس بحبك .
ويلا يا حبيبى نشترى الدبل وبعدها تيجى على بيتنا تطلبنى من بابا وتحدد معاه معاد بقا الشبكة واللزى منه .
خالد …اه طبعا طبعا ، يلا يا حبيبتى.
ثم خرج بها وهى تتشبث يدها بيده وكأنها تعلن لكل الفتيات فى المكان ، أنه أصبح لها وحدها .
ولا يحق لأحداهن أن تنظر له .
فخرجوا ولكن تهامسوا عليهم .
قالت إحداهن بسخرية …هى مالها متبته فيه اوى كده ليه كأنه هيتخطف منها .
خلهولها تشبع بيه شوية وهنشوف مين عليها الدور .
وقالت الفتاة التى أعدت القهوة ..يا بختها ،مش لو كنت انا اللى دخلت بالقهوة كان زمانى انا اللى خارجة معاه كده .
وذكرونى حديث الاثنين ببعض ايات الذكر الحكيم
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ* وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ الصَّابِرُونَ* فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ* وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِالأمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن منَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
فما سيكون جزاء تلك الطامعة ؟؟
…………
جافى عين حلا النوم فى تلك الليلة التى باحت إلى اختها بمكنون قلبها وحبها لـ غنيم .
وأخذت تردد على أذنها كلمته لها …بنتى بنتى .
ثم تسائلت …امتى بس يا غنيم تحس بقلبى اللى بيحبك ؟
وتشوفنى بنظرة تانية ، نظرة حبيبة وزوجة المستقبل .
بس خايفة متصدقش حبى وتفتكر انى بقول كده عشان طمعانة فى فلوسك أو انى عايزة اسيب حياة الفقر واعيش حياة الرفاهية .
صدقنى لا ، انا حبيتك لأنك غنيم وبس ، الراجل اللى قلبه مش زيه ، اللى عمره ما زعل حد ، اللى فى جيبه مش ليه .
اللى ديما بيحس بيه قبل ما اكلم ، أنا شوفت فيه كتير اوى ، ومشفتش ده عند غيره .
ايوه بحبك يا غنيم ، بس لامتى بس هكتم الحب ده جوايا .
نفسى اصرخ واقول للعالم كله انى بحبك انت وبس .
بس ازاى ؟ وانت بتقولى يا بنتى .
ثم جاءتها فكرة ، أن لا تذهب الى العمل فى المحل غدا .
لعله يفتقدها وقلبه ببدء فى النبض لأجلها ويسئل عليها .
ولكن إن لم يفعل هذا ، فقد يكون لا يحبها حقا وانما هى مجرد فتاة عاملة ليديه ، يعطف عليها فقط كغيرها من الناس .
اما غنيم فقد غلبه النوم بعد أن أنهى ورده القرآنى .
ليغوص فى أحلامه، فوجد نفسه فى بستان ملىء بالاشجار والزهور وبينهم بحيرة صغيرة على أحد حوافها تجلس حورية صغيرة كأنها من الجنة .
غنيم …ماشاءالله ، ايه الجمال ده !.
يا ترى الحلوة دى من نصيب مين ؟.
فرددت الفتاة ..انا ليك ، بس اطلبنى .
غنيم …انا، لااا مش معقول .
الفتاة …لا معقول ، اطلبنى ، اطلبنى ، اطلبنى .
فقام من منامه غنيم مرددا ….اللهم اجعله خير .
فنظر الى ساعته فوجده العاشرة صباحا .
غنيم …لا كفاية كده نوم واقوم اشوف مشوايرى وبعدين اروح المحل .
ثم أمسك هاتفه ليتفقد رسائله او اتصال جائه والهاتف صامت .
ولكنه لم يجد شىء ، فحزن قائلا …ياااااه يا ولاد ، قد كده الدنيا وخداكم اوى ،ونسيتوا ان ليكم اب !!
يعنى كمان مش بشوف حد منكم غير كل شهر عشان ياخد بس نصيبه من الفلوس .
كمان مفيش سؤال بالتليفون ولا حتى رسالة ، تشوفونى حتى لسه حى ولا مت .
ايه قلوبكم الحجر دى ؟
بس اعمل ايه ؟ مينفعش معاهم عتاب .
وعلى رأى المثل اللى بيقول ..الحنية مش بتشحت .
ومقدرش اقول غير ربنا يحنن قلوبكم ويهديكم عليا .
ثم قام وتوضأ وصلى صلاة الضحى فهى تجزأ الصدقة عن كل اعضاء الجسد وفيها من الخير عظيم .
ثم ارتدى ملابسه وتوجه لقضاء احتياجته من الاتفاق مع أصحاب المصانع على طلبيات جديدة لمحل الملابس الذى يملكه .
وعندما انتهى استقل سيارته متوجها للمحل ، متشوقا لرؤية حلا .
غنيم …ايه مالك النهاردة يعنى مش على بعضك ، وحاسس انك مش بتمشى على الأرض كأنك طاير فى الهوا .
ومتلهف كده اوى ليه توصل للمحل ؟
….حاسس انها وحشتنى اوى .
…..لا انت شكلك كبرت وخرفت .
أهدى مش كده ، ومتعلقش نفسك بوهم ، صعب تنساه .
……انت فى مقام ابوها وبس .
فاهم ؟
فااااااااهم .
ثم وصل اخيرا إلى المحل ،وألقى السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كعادته كل يوم .
فأجابه العاملات من البنات لديه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ولكنه لم يتطرق لأذنه صوتها برد السلام عليه .
فهى صوتها مميز وايضا كانت تنهى السلام بكلمات زئادة وهى وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، صباحك مسك وعنبر يا حاج .
فأين هى صباحه اليوم ؟
فتجول بنظره سريعا فى كل أرجاء المحل .
حتى تهامست علا بقولها لعزة…بصى الراجل الشايب العايب ، عمال يبص ، يمين وشمال ازاى ؟
وعينيه بتدور عليها ؟
عزة ..اه والله عندك حق ، واضح اوى .
علا …اه يا نارى ،طيب مهو عينيه زايغه اهو .
امال عامل فيها ليه شيخ ومش بيبصلى ،مع انى حولت كتير الفت انتباهه .
عزة بضحك ..شيخ تايوانى يا اختى .
علا …اه شكلها كده .
بس الحمد لله يا بت يا عزة ، انها مجتش النهاردة ،
وريحتنا من خلقتها اللى تسد اللنفس دى .
مش عارفة هى عجباه فى ايه ؟
عزة …مهو كده يا بنتى ، الدنيا حظوظ .
علا …لاااا بس انا لازم اخد حظى بنفسى .
عزة…هتعملى ايه تانى يا مجنونة ؟ .
…..
يا ترى هتعمل ايه عزة …؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ممرضة دمرت حياتي)