روايات

رواية مصير مجهول الفصل الثالث عشر 13 بقلم سيدة

رواية مصير مجهول الفصل الثالث عشر 13 بقلم سيدة

رواية مصير مجهول الجزء الثالث عشر

رواية مصير مجهول البارت الثالث عشر

مصير مجهول
مصير مجهول

رواية مصير مجهول الحلقة الثالثة عشر

بعد خمس سنوات،الآن أنا أدرس الطب بعد نيلي درجة عالية في شهادة البكالوريا، حياتي مع سيف مستقرة، إنني أدعو دوما أن يرزقني بذرية صالحة نفرح بها، لم تكن هذه المسألة تشغله كثيرا بل لم يبدي استياؤه من الأمر كما كان يفعل مراد، تعرفت عليه أكثر،لا يمكن القول أن حياتنا سعيدة دوما لكن نحاول أن نساير الأمور، كان كلما غضبت تركني لأهدأ ثم يعود ليتحدث إلي، مع الوقت أصبحت أفعل مثله، لم يكن يهتم كثيرا بملابسه، قد يرتدي أي شيء المهم أن يكون نظيفا و يذهب لعمله و قد ينسى هاتفه أحيانا، لم يكن يشكل له الأمر عائقا، فعمله كان أهم من أي شيء آخر، كانت حياتي متمحورة بين الكلية و المستشفى و البيت،ذلك اليوم ذهبت كعادتي بعد الدوام للمستشفى لأراه، لكن أوقفني صوت ليس بغريب يناديني:_ليلى…
استدرت ببطئ فإذا به مراد، لكنه لم يكن نفس الرجل الذي تركته قبل أكثر من خمس سنوات، نحيف جدا، يبدو أنه مريض فبالكاد يستطيع الوقوف على قدميه، كاد يسقط فذهبت إليه و قلت :_أنت بخير…
_لا، أنا مريض….
ثم سقط أرضا…
خرج سيف من غرفته و علامات الأسى ظاهرة على وجهه، قلت:_هل هو بخير…
_لا، مصاب بورم دماغي خطير….
_لكنه سيعالج…
نظر لي بحزن و قال:_في الحقيقة الأمر صعب، لقد تأخر بطلب العلاج…
لم أرد، قال سيف بعد لحظات :_يريد أن يتحدث معنا أو بالأحرى معك…
_لما؟
_لا أدري..
دخلت معه بعد لحظات، نظر إلينا بابتسامة ثم قال:_كنت أعلم أنني إن أردت التحدث معك وحدك لن تقبلي…
_بالتأكيد لن أقبل و حتى الآن قبلت لأن سيف طلب مني ذلك…
ابتسم من جديد ثم قال:_أنا آسف يا ليلى، حقا آسف…
أصابه سعال حاد لكنه رفض المساعدة و أكمل:_قد لا تسامحيني و أنا أفهمك، قمت بالكثير من الأغلاط في حقك،مروى….
سكت من جديد فقلت:_ماذا حدث لمروى؟ ..
فأردف قائلا:_مروى لم تكن حامل من الأساس، فعلت كل ذلك لتوقع بك و خططت لكل شيء بإتقان بعدما رأت أنني بدأت أتقرب منك أكثر…..
_أرأيت أخبرتك أنني لست الفاعلة…
كأنه لم يسمعني فقال:_لم أرزق بأولاد بعدها كما أردت و ازدادت المشاكل بيني و بين مروى حتى قررت أن أطلقها، كانت مجنونة بي فلم تحتمل ف….
سكت و أصابته نوبة أخرى ثم هدأ ثم قال:_انت*حرت…
لم أرد فقال سيف:_ما دمت تعرف أنها لن تحتمل لماذا طلقتها؟
لم يرد بل نظر إلى الأعلى، فقلت :_هل متأكد أن هذا كل ما في الأمر، أخبرتني مروى في يوم زواجكما أنني سأندم لأنني وافقت على زواحكما و أخبرتني أنها فعلت المستحيل لتتزوجك،ما معنى كل هذا؟ …
لم يرد، نظر إلى الأعلى ثم ظهر عليه ضيق مفاجئ فقال:_كانت ابنة جارتنا كما تعرفين، الحقيقة أنني كذبت عليك عندما أخبرتك أنني لم ألتقيها منذ سنوات، بل التقيتها أكثر من مرة، كانت تحبني قبل زواجي بك لكنني أنا أحببتك أنت، عندما بدأنا نتناقش كثيرا بموضوع الإنجاب، وجدتها أمامي مجددا و التقيتها أكثر من مرة في أماكن متفرقة و بدأت بيننا علاقة، لذا اقترحتها على أمي عندما بدأت تبحث عن زوجة ثانية لي لأنني أعرف أنها الوحيدة التي ستوافق…
نظرت له في صدمة غير مصدقة، قلت بعد لحظات:_عفوا، تقصد أنك خنتني، هذا ما قصدته أليس كذلك؟ أنا حقا لا أصدق..
في تلك اللحظة شعرت بدوار شديد،وقفت و كدت أسقط إلا أن سيف أمسكني فقال:_أنت بخير…
_أجل، اعذرني بضعة دقائق..
ذهبت لإحدى الغرف الفارغة و استلقيت على السريرحتى شعرت أنني بدأت أتحسن، وقتها دخل سيف و جلس بجانبي و قال:_لم تتوقعيها منه أليس كذلك؟ لست وحدك أنا أيضا، لم أتوقع أن تصل به الوق*احة لهذه الدرجة…
_رأسي يؤلمني لهذا أتيت لهنا، لا بسبب ما قاله، فهو لم يعد يهمني في شيء..
نظر لي بابتسامة التي سرعان ما تحولت لحزن و قال:_يبدو أن حرارتك مرتفعة دعيني أفحصك…
_لا أنا بخير…
الآن أدركت فقط أنني لم أحب مراد يوما، لا أدري وقتها ربما وافقت عليه لأنني لم يكن لي خيار آخر، لا أنكر صدمتي بسبب ما قاله لكن السبب أنني لم أكن أتوقعها منه أبدا أو ربما لأنني كنت غبية عندما لم أنتبه بخيانته في ذلك الوقت…..
سامحته! قررت أن أتجاوز عن كل شيء، ففي كل الأحوال حالته كانت لتجعل أي شخص يرأف له..
مضى أسبوع و مات، مات مراد، مات ذلك الرجل الذي جعلني أعاني الكثير، ذلك الرجل الذي عشت معه خمس سنوات و الذي لا أستطيع تذكرها حتى، لم أمنع نفسي من البكاء، لم أكن وحدي بل حتى سيف لم يتحمل فقد كان صديقه القديم َو رغم كل شيء ستظل بينهما ذكريات كثيرة..
ذلك اليوم مر حزينا جدا، أتذكر بكاء أمه و أخته في المقبرة و أم مروى السيدة خديجة الذي صدمت لمرءاها، أصبحت مشلولة و لم تكن تستطيع التحدث حتى، علمت فيما بعد أنها لم تستطع أن تتجاوز موت ابنتها الوحيدة، يا للأسف!! سامحت السيدة زينب و حتى يسرى بعد اعتذارهما بينما قررت أن أزور السيدة خديجة بين فينة و أخرى فلم أرى منها إلا كل خير….
كنت أشعر بالغثيان و الدوار طيلة الأيام السابقة لكن لم أخبر سيف لأنه كان مشغول بموت مراد لكن اليوم أغمي علي فجأة
فتحت عيني فإذا به ينظر لي بابتسامة و قال :_ليلى أنت حامل…
لم أرد فأنا لم أستوعب كلامه بعد، فجأة حملني و بدأ يقول لجميع من في المستشفى :_سأصبح أب! ،سأصبح أب!
أخيرا استوعبت الأمر و شكرت الله على استجابه لدعائنا…
يمر الآن عقد كامل على زواجنا، أصبحت و بحمد الله طبيبة،في نفس تخصص سيف الدين،تعلمت من كل تجاربي أن هناك من يضعفك و هناك من يقويك، فأنا لم أعد أبدا ليلى التي كنت عليها قبل عشر سنوات…..
لدي ابناي التوأم ريم و ريان هما الآن يدرسان بالتعليم الأولي، لا أنكر أن الأمر كان صعبا أن نوافق بين عملنا و الاهتمام بهما، غالبا ما يذهبان لمدرستهما ثم يذهبان عند السيدة خديجة و السيد أدهم الذي تزوجا! الشيء الذي لم أستوعبه لحد الآن و مازلت أكتم ضحكاتي كلما أتذكر الأمر، شفيت من مرضها و زارتنا في أحد المرات و يا للصدفة فهو أيضا كان هنا و هكذا بدأت قصتهما…
ريم و ريان يحبانهما كثيرا و يناديهما بجدي و جدتي الذي ربما لو لم يتواجدا لم يكونا لن ينطقا بهذه الأسماء في حياتهما حياتهما..
كل شيء تغير الآن بعدما أصبحت لنا عيادة خاصة بنا و أصبحنا نهتم بهما أكثر…
جاء سيف الدين مع الأولاد و هما يهتفان:_سنذهب في إجازة!
نظرت لسيف و قلت:_إجازة!
_أجل لقد جهزت كل شيء، إنها عطلة الأولاد و لما لا نقضي معهما إجازة، لا تقلقي أحد أصدقائي سيتكلف بالعيادة…
أومأت برأسي مؤيدة، ذهب الأولاد للعب، جلست بقرب سيف و قلت له:_أريد أن أخبرك خبر…
_نعم…
_أنا حامل…..
نظر لي يابتسامة ثم حملني كما فعل في المرة الأولى و نادى على ريم وريان :_سيصبح لكما أخ…
أنزلني ثم جاء الأولاد بعد لحظات و قالوا :_سيصبح لدينا من يلعب معنا، رائع..
قال لهم سيف:_هل هذا ما تفكران به؟
ظننت أنه سيوبخهما على ما قالاه لكنه قال:_أولا علينا أن نعلمه قواعد اللعب.
ضحك الأولاد ثم قال:_هيا اجمعوا حقائبكم…
ذهبوا فنظرت له بغضب و قلت:_هل هذا ما تعلمهما؟
غير الموضوع بعدما عرف أنني على صواب ثم قال:_لا تخبريني أنني سأتحمل غضبك لمدة تسعة أشهر من جديد…
_لماذا ألن تستطيع؟
_بلى، لكن سأشتاق لتلك الأنثى الهادئة طيلة هذه المدة…
_لا تجيد المزاح، هيا انصرف قبل أن تغضبني أكثر….
كان سيذهب لكنه استدار نحوي و ابتسم ثم قال:_ليلى، أنا أحبك….
انصرف و تركني ابتسم كالبلهاء و هاهو علي في النقاش مرة أخرى.
تمت بحمد الله
بقلمي سعيدة
Şaïda Şaïda
(لا أحلل النسخ إلا باسمي)

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مصير مجهول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى