روايات

رواية مصطفى أبوحجر الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم آلاء حسن

رواية مصطفى أبوحجر الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم آلاء حسن

رواية مصطفى أبوحجر البارت الخامس والثلاثون

رواية مصطفى أبوحجر الجزء الخامس والثلاثون

رواية مصطفى أبوحجر
رواية مصطفى أبوحجر

رواية مصطفى أبوحجر الحلقة الخامسة والثلاثون

 -٣٥- حُب أم مصلحة !

بعض الناس يستبيحون ما يقومون به من شرور للوصول إلى مبتغاهم مُعللين ذلك بأن الجميع يُمارس الأذى في حياته اليومية غير مُكترث بوقعه على الآخرين، فما يهُم في النهاية هو مصلحته الشخصية فقط، وبناءاً على ذلك يرفضون الاعتراف أو حتى التفكير بأن أفعالهم درب من دروب الشر، ومن منظورهم هُم مجرد أشخاص طموحة فقط لا أكثر، لا يضمرون بداخلهم أي عداوة شخصية لكينونة المتضرر الخاصة بل تلك هي طريقتهم لتحقيق أحلامهم بغض النظر عن هوية من يقع عليه الضرر، فلابد من وجود خاسر ورابح في النهاية أليس كذلك !
ذلك هو المبدأ الذى اختاره لتحقيق أحلامه، أهتم بلحظات الاحتفال والشعور بالإنجاز أكثر من تحقيق الإنجاز الفعلي، فبعد تذوقه للذة النجاح الأول الذى حققه برواية زوجته الأولى والموقعة باسمه، حاول جاهدًا إخراج عمل يُشبه خاصتها لاستكمال مسيرته الخاصة إلا أنه جهوده كُللت بالفشل الذريع، فهو لا يمتلك ذلك الحس الفني الذى يُخوله لنسج خيوط رواية مُكتملة الأركان، لكن رغم ذلك هو يمتلك موهبته الخاصة والتي لم تخذله قط من قبل، بل ساعدته كثيرًا في الوصول إلى مُبتغاه، لقد كان له حاسة سادسة يعرف بها قارئاته والمُعجبات به، فكان يستقبلهم بشخصية خاصة يضع نفسه فيها، شخصية الكاتب الكبير الرقيق الذي يعيش في خياله، والذى يعرف أسرار القلوب ودوائها تمامًا كالطبيب المسؤول الذى يرعى مرضاه ويهتم بحالهم ..
فوسامة ملامحه ونظراته الثاقبة وبُنيانه الرياضي وكلامه المعسول نجح في استقطاب الفتيات إليه خاصة أولئك اللاتي يمتلكن تلك الموهبة التي حُرم هو منها، لذلك ما الضير إذا تمكن من الاستفادة ولو قليلًا بتوقيع اسمه أسفل ما يثير إعجابه من كِتابات !
خاصة أنه – وعلى حسب تفكيره – ليس هُناك أي ضرر مُبالغ به يُمكنه الوقوع على الكاتبات الفعلية لرواياته، فهن يستطعن الكتابة من جديد وإخراج أعمال أخرى ..
لم يُكلف نفسه كثيرًا للتفكير في قلوبهن المُحطمة عقب اكتشافهن خُدعته واستغلاله لهن تحت ستار الحب ..
لكن في بعض الليالِ كان يشعر بوخزة خفيفة داخله تؤرقه، تؤنبه على استغلاله لأفئدة تلك الفتيات وتحطيمها إلا أن عقله دائمًا ما كان يُطمأنه بأن الأيام كفيلة بأن تُنسيهن ماحدث كما نسي هو أو بمعنى أصح تناسى ما فعلته به نوال التي ظن يومًا أنه غارق في حبها حتى النُخاع، فلا وجود للحب في هذه الدنيا، المصالح الشخصية تعلو كل شيء ..
رغم ذلك لم تكن تلك المصالح وحدها هي الدافع وراء زواجه من شمس، لقد قاوم كثيرًا انشغال عقله الدائم بها وإحساسه بتعلق قلبه لرؤيتها، ابتسامتها المُشرقة لم تُفارق مخيلته ليلاً أو نهارًا، تتلهف أذناه دائمًا لسماع صوتها الهادئ، أصبح يشتاق كثيرًا للُقياها والحديث معها، لم يمل دقيقة واحدة من النظر إليها أو مراقبة تعابير وجهها الخجلة، لقد كان يحس نفسه في بُعدها حينًا مُختنق وحينًا سجينًا وحينًا مفقودًا وكأنها هي اُمنيته في الحياة التي يستظل بجناحها ..
حاول تجاهل كل تلك المؤشرات والتي تؤكد غرقه في بحور عشقها وفضل الابتعاد عنها كي لا تصيبه لعنة حُبها، وبعكس ما اعتاد أراد بالفعل معاونتها وتقديمها لقراؤه دون أي استفادة شخصية له .. لكن ذلك النجاح المُبهر لروايتها الأولى والتي فتحت أمامه أبواب حلمه الذى لم ينضب أبدًا بتحويل إحدى رواياته إلى فيلم سينمائي، أرجعته من جديد إلى طبيعته المُستغلة عندما صممت لينا على اختيار تلك الرواية بالأخص وتحويلها إلى عمل سينمائي، وبالطبع لم يستطع هو المقاومة كثيرًا ..
لكنه بداخله ولأول مرة مُنذ سنوات لم يقدِر على خُذلان تلك التي تعلق قلبه بها وكأن يدًا ما ضربت على قلبه وحولته إلى قديس أو ملاك، ودارت بداخله حرب شنعاء لم يقو على إيقافها، ولم يستطع رغم عِناده أن يظهر أمامها بذلك المظهر المُخجِل، لذا قرر في النهاية الزواج منها لإرضاء رغبة قلبه في المقام الأول، تلك الرغبة الدفينة الصالحة بداخله التي لم يرغب في الاعتراف بها أبدًا بل فضل الإقرار برغبته الدنيئة في الاستغلال والمنفعة لا أكثر ..
لقد كاد أن ينسى تلك اللذة الناتجة عن المشاعر الصادقة المرتبطة بالحُب والغيرة وخفقان القلب، لسنوات عديدة لم يشعر بداخله يحترق أو يتراقص حتى ظن أن فؤاده قد تحول إلى كتلة من المطاط يتلقى الصدمات ويوجهها من جديد دون الشعور بأدنى إحساس من الألم ..
لكن ما باله امتلأ بالعديد من الأحاسيس من جديد، يشعر به وكأنه قلب مراهق ينبض من أجل حبيبته الأولى، تتملكه تلك النشوة الهادئة التي تُنعش الأعصاب ما إن يقترب منها، يغار بشده تصل إلى احمرار وجهه وتكور قبضته، يتحول فجأة من ذلك الشخص الهادئ ذات الوجه الصلب الخالي من التعابير إلى آخر تفضحه عيناه وقسمات وجهه العابسة على غير عادته، إنه غارق في حُبها حتى أذنيه، وهو على استعداد لخسارة كل شيء من أجلها..
لكن ذلك الشعور بداخله لم يرقه، فضعفه أمامها يُذكره بمثيله السابق أمام نوال، يُذكره بتلك النكبة التي حلت به عندما سيطر قلبه عليه واستغلت هي تعلقه بها، تذكر خُذلانه وانهزامه على يدها عندما أحبها وبَذل ما في وسعه لإرضائها ..
لذا هو لن يُكرر خطأه من جديد، ودون أن يشعر تحولت طباعه ليظهر أمامها بمظهر الزوج القاسي الصارم، تعمد إهمالها لأيام عديدة حتى لا تكتشف مدى تعلقه بها ..
لقد اصبح ليله خمرًا ونهاره عذابًا، فكان يغرب كل مساء في حانة يقضي بها سهراته اليومية مع نساء أُخريات فشلن جميعًا في كبت أو إخماد ذلك الشعور المُلح داخله للرجوع إلى أحضان زوجته والاعتذار منها، ويُشرق كل صباح داخل منزله كشمس المناطق الباردة، ذابلًا كاحلًا مصفرًا ليس فيه من معنى الشروق إلا انتهاء الليل، لقد تعمد احتساء الخمر وهو الذى لم يعتاد على ذلك، ظناً منه أن ذلك ما سيساعده لتتناسيها والانخراط في علاقات أخرى أو الاستسلام للينا التي لم تسأم من محاولاتها المستمرة لاستدراجه إليها، هو يعلم جيداً أن مصلحته الآن تقتضى التقرب إليها حتى يستطيع الوصول إلى شهرته اللازمة سريعاً لذلك هو يبتسم في وجهها رغمًا عنه، تعلو شفتيه كلمات الإطراء إليها رغمًا من تقززه منها، يقشعر بدنه بازدراء إثر ملامساتها الخبيثة لكنه يُوقفها عندما يستلزم الأمر ذلك، لذا أصبح ذلك الإحساس بالنفور من حاله يُساوره معظم الوقت فتعمد التظاهر بالنوم وعدم الاقتراب من زوجته خشية أن يُلوثها بحقارته، فهي لازالت بريئة خجِلة ترغب في إرضاؤه طوال الوقت رغمًا عن إهماله لها ..
حقًا هو لم يعلم ما أصابه عند سماعه رغبتها في الانفصال عنه، لقد جن جنونه دون مقدمات وكأن شيطانًا قد تلبسه فلم يشعر سوى بكلمات التهديد تنساب من شفتيه، بعدما تراقصت شياطينه أمام عينيه مُتمثلة له في صورة زوجته السابقة التي هجرته للاقتران بآخر وأعتقد أن شمسه هي الأُخرى تُخطط لذلك .
لقد رآها في ذلك الوقت وقد تجسدت أمامه لتُصبح نوال، فلم يستطع استيعاب ما يحدث حوله ورواسب الخمر لاتزال تُسيطر على عقله، لذلك لم يجد سوى ابنتها رادعًا كي يُثنيها عن قرارها، رغمًا عنه لم يجد أي حيلة أخرى كي لا تتركه هي وطفلتها التي تعلق بها مُعتبرًا إياها ابنته التي عوضه الله بها، لقد ملأت قلبه حُبًا حتى إنه لم يجفل يومًا عن الاطمئنان عليها حتى عند رجوعه في وقت متأخر مُترنحًا مُتثاقل الأنفاس، يستعيد رُشده ما إن يمر أمام غرفتها وتُسيطر عليه آدميته وكأنه قد غدا انسان مرة أخرى، فيتوجه إليها بقلب مُضطرب مهزوز ويُقبلها بحذر حتى لا يُلوث طهارتها بنجاسته ..
وبعد كُل ذلك أرادت زوجته بمنتهى البساطة الانسحاب من حياته هي وصغيرتها ! ليُصبح ابن عمتها هو عائلهم الجديد بينما يُعانى هو في وحدته بصمت من جديد كالسابق …
لا وألف لا .. فرغم تغلغل عشقها بداخله إلا إنه لن يسمح لها بتدميره وسحقه على ذلك النحو، في كل الأحوال لن يترك لها زمام أمره لمساومته أو الضغط عليه ظنًا منها أنها قد ملكته، لقد مرت الكثير من الأوقات التي لعن فيها قلبه لتمسكه بها، فلِما هي بالأخص لا يقو على فعل بها ما فعله بالأُخروات !!
تباً له ولقلبه .. تباً لضعفه وارتخاءه في حضرتها ..
*****************************
ت
ابع الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ذلك البث المباشر لآخر تطورات تلك القضية التي شغلت الرأي العام بقوة في الآونة الأخيرة فأصبحت حديث العامة ووسائل الإعلام المُختلفة ..
بعد عدة أيام من اتهام مصطفى بالقتل، وعلى إحدي المواقع الإلكترونية الإخبارية الخاصة بجريدة مرموقة والمُشتهرة بصحه أخبارها ومصداقيتها ظهرت تلك السيدة في منتصف العقد الخامس من عمرها مُعرِفة عن نفسها في بث مباشر حي بالصوت والصورة قائلة :
_ أنا نوال طلال الزوجة السابقة للكاتب مصطفى أبو حجر ..
لم تمض عدة دقائق من بدئ البث حتى أبدى آلاف المتابعون اهتمامهم وانهالوا عليها بالأسألة مُشككين في هويتها غير مُصدقين وجودها على قيد الحياة، لكنها تجاهلت ذلك مُردفة بعد أن أظهرت جواز سفرها الأمريكي :
_ كلكم عارفين أنا هون ليش في بث مباشر من جريدة (….) بعد ما طلعت إشاعة من حساب مزيف يدّعى إنه أختي وبيحكي عن اختفائي ..
ورداً على الكلام هاد فكان لازم أظهر اليوم، خاصة وأن الموضوع ارتبط بجريمة قتل مُتورط فيها زوجي السابق مصطفى أبو حجر ..
أولًا أحب أعرفكم بحالي أنا مُحررة وكاتبة في جريدة (……) الأردنية الإلكترونية ويمكن هاد اللي سهل تواصلي مع جريدة (…..) المصرية وساعد في ظهوري بأسرع وقت ممكن لتصحيح تلك الشائعات ونفي تورط زوجي السابق في موضوع اختفائي المُزيف ..
ثانيًا بالنسبة للأخبار اللي انتشرت من أيام قليلة عن إن اُولى روايات مصطفى هي بالأساس روايتي وهو قام بوضع اسمه عليها ونشرها دون إذن شخصي مني فللأسف الكلام هاد صحيح وباعتراف منه دون أي ضغط ..
وردًا على أسألة بعض المُتابعين ليش أنا ما أخدت أي موقف إيجابي لإثبات حقي فالحقيقة إني من وقت انفصالي عنه محاولتش أعرف أي تفاصيل عنه، كُل اللي وصلني إنه صار كاتب مرموق ولم يخطر على بالي إطلاقًا أن إحدى رواياته وأوُلاها هي روايتي اللي كتبتها من عشرين سنة واللي فشلت إني ألاقيها من ضمن متعلقاتي بعد ما وصلت على الأردن ..
وبعد فترة صغيرة بدأت اشتغل بالصحافة ولقيت فيها شغفي أكثر من كتابة الروايات خاصة بعد أن سافرت مع زوجي لنيويورك وعشت هناك حياة مستقرة طوال عشرين سنة كاملة قبل ما أرجع على مصر مع أولادي، مشان هيك محاولتش إني اتواصل معه مشان أسأله عليها لأنى خلص مو كنت مهتمة إني ألاقيها ..
صمتت لبضع لحظات تُتابع بعض تعليقات المُتابعين في نفس اللحظة التي ظهرت فيها يدًا اُنثوية تُربت على إحدى كتفيها بلُطف فتابعت هي :
_ للأسف مارح أقدر أجاوبكوا عن أي اسأله شخصية خاصة بعلاقتي معاه أما باقي التهم الموجهة إليه فأنا واثقة في العدالة المصرية أنها قادرة على الوصول إلى الحقيقة بأسرع وقت ..
يُمكن لجهاز الشرطة والسفارة الأردنية بمصر التواصل معي للتأكد من هويتي واثبات أقوالي بشكل رسمي واللي أكيد هأُدلي بها على وجه السرعة أمام النيابة .. السلام عليكم ..
امتدت يد نوال لإغلاق البث قبل أن تتنهد بارتياح قائلة :
_ مو قادرة اتخيل إني قمت بهالشغلة ..
ربتت يد ابنتها ذات الشعر البُني عليها من جديد مُطمأنة قبل أن تحتضنها قائلة :
_ ياريتك كنتي حكتيلي على الموضوع ده من زمان يمكن كُنا قدرنا نوقف استغلاله للبنات بدري عن كده ..
اتكأت نوال بمرفقيها على ساقيها قبل أن تُخفي وجهها براحتيها مُجيبة :
_ ما حبيت اشركك انتي وأختك في متل هيك مواضيع، بكفي أبوكي كان بيعرف، لكن ما باليد حيلة متل مابيقولوا المصريين ..
قبلتها ابنتها من إحدى وجنتيها مُحاولة تهدأتها قبل أن تقوم بتثبيت نظارتها الطبية أعلى وجهها القمحي ذات الأعين البُندقية قائلة :
_ بابا الله يرحمه لو كان لسة عايش كان أول واحد هيشجعك على الظهور والمطالبة بحقك اللي انتي مُتنازلة عنه …
هزت نوال رأسها بأسف مُعلقة :
_ انتي بتعرفي أنا بس ظهرت مشان انتي طلبتي مني هيك وأكدتيلي براءته، بس اللي مو قادرة افهمه شو علاقتك انتي وأسامة بمصطفى هاد ..
تنهدت جيداء بضعف قبل أن تقول بأسف :
_ هحكيلك على كل حاجة من الأول ياماما ..
*****************************
ا
نتهى البث الذي لم يستغرق سوى عشر دقائق فقط فانتشر سريعًا على جميع المواقع والقنوات الإخبارية والاجتماعية كانتشار النار في الهشيم حيثُ أصبح حديث الساعة خاصة بعد تأكيد نوال لواقعة سرقة روايتها ..
وعقب تلك الواقعة لم يُشرق صباح اليوم التالي إلا وقد خرجت أخروات ذات شأن في عالم الكتابة وبعضهن دخلن المجال حديثًا، جميعهُن أكدن تلك السمعة المُشوهة لمصطفى أبو حجر واللاتي لم يستطعن التفوه بها من قبل، فكلًا منهن بدأت تروى تفاصيل وقوعها في شباكه التي تعمد نسجها حولهن للحصول على روايتهن أو أجزاء من كتابتهن التي تزعم هو رغبته في المساعدة ومراجعتها لإضافة بعض الملحوظات عليها ..
وخلال ساعات قليلة استطاع جمهوره العريض من المُعجبين التوصل إلى هوية الكاتبات الأصليات لكل رواية من رواياته الورقية أو الالكترونية والتي طالما أشادوا من قبل بتميزهم (رواياته) واختلافهم الواضح في الأسلوب والفكرة ظانين أن ذلك من مواطن قوته وسبب تميزه ..
أما بعد اتضاح الأمر إليهم وافتضاح أفعاله تيقنوا جميعًا أن ذلك التباين الجذري لكل رواية عن مثيلتها ما هو إلا بسبب اختلاف الكاتبة التي يقوم بسرقتها في كُل مرة ليس أكثر، لذلك سرعان ما غادروا مجموعته الالكترونية لاغين إعجابهم بصفحته بعد إلقاء وابل من الشتائم والسُباب على صفحته الشخصية وتفعيل هاشتاج #أبو_حجر_حرامي_الروايات ..
وفى النهاية تملكت الحيرة الجميع وتعددت التكهنات عن هوية الكاتبة الأصلية لرواياته السينمائية، والتي لم تظهر بعد على ساحة الجدال …
وعلى إثر تلك الفصائح، في اليوم التالي بداخل إحدي مجموعات الروايات المُغلقة لكاتبة مرموقة، نوهت صاحبة المجموعة عن خروجها في بث مباشر مُصور خلال ساعات تظهر به لأول مرة بصورة كاملة عكس ماأعتادته من بث صوتي فقط قبل ذلك ..
انتظر المُتابعون في تلهف مُنتظرين انقضاء الساعات اللازمة لمعرفة ذلك الأمر الهام والذى استلزم كاتبتهم المفضلة للخروج في بث مُصور لأول مرة وبهذه السرعة، لم يطل الانتظار وتواردت الإشعارات على المتابعين ببدىء البث، فترك الجميع ما يشغله وقام بالدخول إلى المجموعة على الفور ..
ظهرت فتاة في بداية الثلاثين من عمرها مُستديرة الوجه مخملية البشرة ذات عينين سوداويتين ضيقتين نوعًا ما مُزينة بأهداب سوداء طويلة، تمتلك وجنتين مُمتلئتين على استحياء يفرقهما في المنتصف أنف صغيرة مُنمقة تعلو شفتين متناسبتي الحجم وردية اللون ..
زُين وجهها بابتسامة خجلة مُرتعشة وهى تتحسس حجابها الناعم مُرحبة بمتابعيها الذين انهالوا عليها بعبارات الإطراء، ثُم ما لبثت أن بدأت حديثها قائلة :
_ عارفة إنكوا أول مرة تشوفوني في لايف فيديو، بس الموضوع حقيقي مهم وكان لازم أطلع بنفسي أتكلم عنه صوت وصورة ..
توقفت عدة لحظات عن الحديث قبل أن تسترسل :
_ طبعًا كُلنا في الفترة الأخيرة تابعنا موضوع الشخص اللي اسمه مصطفى أبو حجر واللي مينفعش نطلق عليه لقب كاتب خصوصًا بعد ما اكتشفنا غشه وإزاي هو استدرج بنات معظمهم جداد في مجال الكتابة وتلاعب بلجؤهم ليه عشان يساعدهم في تطوير كتابتهم، وبدل ما يعمل كده للأسف استغل إعجابهم بكتاباته اللي هو اصلاً سارقها من غيرهم ولعب عليهم دور الكاتب الكبير المرموق المُعجب وبأسلوبه الناعم قدر يخليهم يتعلقوا بيه ويتحول الأمر بالنسبالهم لحب، وطبعًا أي واحدة تتمنى تبقى زوجة الكاتب الأربعينى الوسيم المشهور خصوصًا إنه كان بيأكد في كل مناسبه أنه سنجل وبيبحث عن اللي يدق قلبه ليها ..
_ طلعت بنات كتير أتكلمت إمبارح عن حكايتها معاه وفي منهم اللي قدرت تهرب منه بعد ما حست بإصراره الغريب على أنها تبعتله روايتها كاملة وده بعد الاهتمام اللي مش طبيعي والزائد اللي بيحاول يبينه، وفى منهم للأسف اللي اتعلقت بيه ووثقت فيه وصدقت كلامه فبمنتهى السهولة قدر ياخد روايتها وينزلها باسمه وده طبعًا بعد ما زود عليها شوية اقتباسات كدة في الأول يكون سردها قوي عشان يدي للرواية ثقل ويبين عمقه ..
زاد عدد المتابعين خلال دقائق وانهالت الأسألة على المُتحدثة إلا إنها لم تلتفت إليها وأكملت بجدية :
_ مش هتكسف أقول إني للأسف كنت واحدة من البنات دي بس النوع الأول اللي حسوا فعلًا إن في حاجة مش طبيعية في الموضوع، وهحكيلكوا اللي حصل ..
في بدايتي من ٤ سنين كُنت لسة بكتب روايتي الأولى وبعتله عشان آخد رأيه في كتابتي وطبعًا كان تعليقه إيجابي جدًا بس اللي لفت نظري إنه مقاليش على أي نقد أو نصيحة لتحسين أسلوبي وده اللي خلاني استغرب أن إزاى ميبقاش فيه أي سلبيات وأنا لسه ببدأ اكتب ومعنديش أي خبرة سابقة، طلب منى أبعتله الرواية كلها عشان يقيمها بس قولتله إني لسه بكتبها فطلب مني منزلش حاجة منها غير لما يقراها كلها الأول، وده اللي خلاني أشك أكتر ورفضت أبعتله حاجه ..
طبعًا هو مستسلمش وفضل يبعتلي كتير عن الرواية وكمان بدأ يتكلم بأسلوب مريحنيش فتجاهلته خالص ..
لحد ما لقيت بعدها بفترة رواية ليه نازل منها أجزاء طبق الأصل من المشاهد اللي كنت ببعتهاله، كبرت دماغي وقولت توارد أفكار وخلاص إنما عدت السنين ومع كل رواية بنزلها بلاقي أجزاء صريحة من روايتي موجودة في رواياته وبقى ياخد مقدمات السرد بتاعتى كاملة ويحطها في بداية فصول رواياته مع تغيير طفيف جدا لا يذكر ..
مقدرتش اسكت أكتر من كده ودخلتله فهمته إنه لو مبطلش سرقة منى فأنا هفضحه في كُل حتة ومش هسكت تانى ..
كان رده عليا بفعل مش بكلام، الأستاذ المحترم دخل ناس جروبي تهين فيا وفى كتاباتي غير البلاغات المستمرة للجروب وصفحتي الشخصية، وبعد ده كله تهديد صريح إنه هيمسح اسمى من تاريخ الكتابة لو فكرت أتكلم عنه نص كلمة ..
زفرت المتحدثة بضيق قبل أن تقول بحسرة وقلة حيلة :
_ هي دي حقيقة مصطفى أبو حجر ياجماعة وده اللي عمله معايا أنا .. شيماء يوسف ..
ثُم أضافت بإصرار :
_ واثبات كلامي تقدروا تشوفوه في اقتباسات كاملة من مقدماتي في فصول رواية “في لهيبك أحترق” واللي هتلاقوها موجودة في آخر رواية نزل بيها هو ورقي ..
أرجوكوا فعلوا هاشتاج #أبو_حجر_حرامي_الروايات ..
** انتهى البث **
في تلك اللحظة لاحت شبه ابتسامة ظافرة على وجه تلك الفتاة التي أراحت جسدها باسترخاء أعلى فراشها بمنزلها وهى تُطالع هذه التطورات السريعة التي لم تضعها في حُسبانها قط لكن من حُسن حظها أن ما يجرى يُوافق ترتيباتها بل يزيد من سرعة الوصول إلى النتيجة المنشودة والتي خططت لها منذُ البداية ..
وفور انتهاء البث الحي للكاتبة شيماء يوسف والذى تابعته منذُ البداية، قامت المُتفرجة بتحريك شاشة هاتفها لجلب شاشة الاتصال حيثُ نقرت بإصبعها فوق إحدى الأسماء التي قامت بالاتصال بها عشرات المرات في الفترة الماضية وبعد عدة لحظات .. ظهر صوتها حازمًا جادًا وهى تقول :
_ ده الوقت اللي لازم تظهري فيه .. جهزي نفسك ..
*****************************

لا تؤذ الناس فتُبتلى”
تسمرت عدستاه فوق تلك الحكمة المُوقعة أسفل تاريخ اليوم في النتيجة الورقية المُعلقة على الحائط بجواره داخل غرفة وكيل النيابة، وكأنها تُخاطبه مُوجهة كلماتها إليه لتُذكره بكل أولئك اللاتي آذاهن دون مبرر متسترًا متحججًا بألم خُذلانه من زوجته الأولى ..
بعد عدة ثوان من حملقته بتلك الكلمات صاح بصراخ هيستيري دون مقدمات كمن أصابه مَسّ وكأنه قد أفاق فجأة من غيبوبة غروره اللامتناهي ليجد نفسه وقد دمر مستقبله وحاضره وأزال الستر عن ماضيه مُحدثًا اللوح الكرتوني أمامه برعب :
_لا لا لا لا .. أنا لازم أطلع من هِنا، مش هتاخد بذنب معملتوش ..
أرتجف جسده بقوة وألتف إلى الوراء بذعر عندما أحس بيد باردة تُوضع على كتفه من الخلف، فثبت نظراته على تلك التي جفل عن تواجدها لبُرهة، بينما قالت هي مُطمأنة بصوتها الرقيق :
_ أهدا يامصطفى ..
نظر إليها بأعين جاحظة يُحاوطها السواد من كُل جانب، والتي على الرغم من الشعيرات الحمراء التي تكسوها إلا أن الانكسار والضعف بدوا بداخلها خاصة وهو يقول بوهن وكأنه بداخل كابوس مقيت :
_ اهدا إزاي قوليلي دول جريمتين قتل متورط فيهم يعنى لو طلعت من واحدة مش هطلع من التانية ..
لاحت علامات الأسف على وجه زوجته والتي سُرعان ما اختلطت بالعتاب قائلة بحزن :
_ ليه مقولتليش قبل كدة عن نوال يامصطفى ؟
حاول عدم النظر في عينيها قائلًا وهو يوليها ظهره :
_ ماانتي عارفة إني كنت متجوز قبل كدة ..
أجابته بوجه خال من أي مشاعر متجاهلة عدم رغبته في التطرق إلى الحديث عن هذا الموضوع :
_بس انت عمرك ماحكتلي عن سبب الطلاق أو عن اللي عملته فيك .
ظهرت علامات الضيق على وجهه قائلًا بتأفف وهو يتجه إلى أقرب مقعد ليرتمي عليه :
_ وانتي عرفتي منين اللي عملته فيا ! المحامي بردو صح ، أنا بدأت أحس إنه جاسوس عليا، ضدي مش معايا، هو اللي هيجيبلي حبل المشنقة لحد عندي مش اللي هيطلعني منه ..
لحقته شمس لتجلس على المقعد من أمامه قائلة بعناد أُنثوى :
_ لسه بتهرب زي عادتك ؟
تأفف بضيق زافرًا قبل أن يُجيبها بقلة حيلة :
_شايفة إن ده وقت أسألة وعتاب وكلام ممنوش فايدة، لما أطلع من هِنا أبقي أسألي عن اللي انتي عاوزاه..
أ
رجعت شمس جسدها إلى الوراء مُستندة على ظهر المقعد وهى تقول بحزن صادر من أعماق قلبها :
_ ما يمكن ميبقاش في وقت تاني نقدر نتكلم فيه ..
اتسعت عينيه بذعر مُتسائلًا :
_ تقصدي إيه خلاص مش هطلع من هِنا ؟
ثبتت شمس نظراتها على وجهه لبضع لحظات دون أن تتحدث، إلا إنها ما لبثت أن قالت بثقة :
_ أنا وعدتك إني هطلعك من هِنا بأي طريقة وأنا قد كلامي ..
ظهرت علامات الحيرة على وجهه قبل أن يقول بتهكم :
_ اُمال لحد دلوقتي مفيش حاجة حصلت ليه ؟
تحركت شمس من مقعدها هربًا من نظراته قبل أن تقول بتردد :
_ بصراحة هو في فكرة كدة المحامي اقترحها بس مش عارفة إذا كُنت هتوافق عليها ولا لأ ..
أجابها مصطفى بسخرية واضحة :
_ وهو المحامي اللي انتي جايباه ده بيعرف يتكلم عشان يعرف يفكر من الأساس ..
استطردت هي بحيرة دون أن تنظر إليه :
_مش عارفة يامصطفى بس كدة كدة أنا مش موافقة على الحل اللي قاله ..
غادر مصطفى مقعده وأقترب منها بترقب مُتسائلًا بعدما نجحت في جذب انتباهه :
_ اللي هو !
فركت شمس كفيها بقوة قبل أن تقول بكلمات متقطعة :
_ عاوز .. عاوز يقدم ما يثبت أنك عندك …. زهايمر .
عبس مصطفى بغير فهم مُرددًا من ورائها :
_ زهايمر !
هزت شمس كتفيها بلا اقتناع مُكملة وهى تُوليه ظهرها :
_ بيقول إن ده مفتاح البراءة، بجانب إنك هتقول إن المسدس اللي لقيوه في عربيتك بتاعك وإنك اشتريته من فترة وهيجيب مايُثبت ده ..
ارتفعت ضحكات مصطفى بصخب ساخرًا وهو يقول :
_ مش قولتلك هو اللي هيجيبلي حبل المشنقة لحد عندي …
تجاهلت ضحكته مُكملة وهي لازالت تُوليه ظهرها :
_ وكمان هتقول إن الدم اللي على منديلك هو دمك ..
ارتفع حاجبيه وذم شفتيه مُتهكمًا وتحدث دون انفعال وكأنه لم يعد يهتم قائلًا :
_ إنتى متأكدة من إن المحامي ده بكامل قواه العقلية ؟
ثم استدرك مُستخفًا :
_ هو مُتخيل إن حتى لو ده حصل هم مش هيقدروا يثبتوا إن ده مش دمي بأبسط تحليل يعملوه ..
التفتت إليه شمس بأعين لامعة وخرجت كلماتها مُطمأنة له وهى تقول :
_ متقلقش هو قالي إنه يعرف ناس في الطب الشرعي هيظبطوله الموضوع، والحمد لله انهم مأخدوش عينة من دمك قبل كدة وطابقوها ..
هز مصطفى رأسه بعدم اقتناع لكنه رغمًا عن ذلك قال وكأنه بدأ بالتفكير في الأمر :
_ والمسدس اللي هيخليه باسمي ما هم أكيد طابقوه بالطلق اللي في الجثة وعِرفوا إنه طالع منه ..
ظهرت شبه ابتسامة ظافرة بداخل عدستيها وهى تقول :
_ نسيت أقولك إن الجثة مطلعتش جثة آلاء..
زوى مصطفى ما بين حاجبيه بتعجب متسائلًا وكأنه غير قادر على الاستيعاب :
_ يعنى إيه اُمال جثة مين ؟
هزت شمس كتفيها بلامبالاة مُجيبة :
_ مش عارفة ..
ثُم ما لبثت أن اضافت باسمة بمكر :
_ بس معنى كدة ياحبيبي إن لحد دلوقتي مفيش جثة، ومفيش قدامهم غير الأدلة اللي لقيوها عندك واعترافك إنها انتحرت قدامك في المُقطم، غير كدة مفيش حاجة تثبت إنها ماتت أصلاً ..
حك مصطفى ذقنه بأطراف أصابعه مُفكرًا بعدما ارتسمت على وجهه علامات الجدية، وتساءل باهتمام :
_ يعنى تفتكري لو عملنا كده هطلع منها، طب واللي أنا قولته قبل كدة هغيره ازاى ..
أجابته زوجته بحماس واضح مُجيبة على تساؤله وكأنها كانت تعلم به مُسبقًا :
_ ما هو ده سبب إننا نثبت إن عندك زهايمر واللي بسببه بتاخد أدويه سببتلك هلاوس وإنك كُنت مشوش وقتها وبتحسب إن ده اللي حصل ..
هز مصطفى رأسه بغير اقتناع وهو يقول بتردد :
_ ولما يسألوني عن السبب اللي عشانه غيرت أقوالي أو اللي خلاني أُدرِك دلوقتي .. لا لا مش هينفع ..
بدأت شمس في إيضاح وجهة نظر مُحاميها قائلة بخفوت وكأنها تقوم برسم خطة مُحكمة :
_ هتقولهم إن تأثير الأدوية راح في الفترة دي وأنت بدأت تفتكر اللي حصل، واللي حصل بقى إنك نزلتها في أي مكان في الشارع بعد ما أتخانقت معاها وطلعت المقطم لوحدك تهدى أعصابك ورجعت تاني .. بس كده ..
صمت مصطفى لبضع لحظات فبدا وكأنه يُفكر قبل أن يهز رأسه مُعلنًا عدم اقتناعه بشكل كُلى بتلك الكلمات المُرسلة التي لا تمت للواقع بأي صلة قائلًا :
_وهُم ساذجين عشان يصدقوا الكلام ده ؟
اقتربت منه شمس وربتت علي صدره بحنو قائلة بعدما ثبتت عدستيها على خاصته بطريقة دافئة طمأنته إلى حد ما :
_ كله هيبقى بإثباتات وشهادة دكاترة كمان ولو حبوا يعملولك فحص أو تحليل دم متقلقش إحنا هنتصرف ..
تأمل مصطفى ملامحها متسائلًا بشك وكأنه ينظر إلى وجه امرأة أخرى غير زوجته :
_أنتوا .. انتوا مين !!
ابتسمت هي بثغر مُرتعش قائلة بتوتر :
_ أنا والمحامي اكيد ..
رمقها مصطفى بنظرة طويلة مُحاولًا تبين ما بداخل عقلها، فلم يزده ذلك إلا تشككًا لما يجرى من حوله لذا تساءل بصورة مُباشرة :
_ انتي متأكدة إن المحامي هو اللي فكر في كُل ده، ميبانش عليه إن ليه في السكك الشمال ..
ربتت شمس على صدره من جديد قائلة بنظرة واثقة لامعة ونبرة ثابتة ذات معنى وهى تُلوح بيدها الأخرى مُوضحة :
_ الفلوس ياحبيبي بتعمل كل حاجة ..
رفع إحدى حاجبيه بعدم تصديق بعدما ثبت نظراته على وجهها اللامع وعينيها البراقتين وكأنها شخص يجهله تمامًا، إلا إنه في النهاية قرر البوح بما يراوده فقال مُعبرًا عما بداخله :
_ بتتكلمي بثقة كأنك انتي اللي مخططة لكل حاجة مش هو ..
لم تُجبه فأردف هو :
_ حماسك وانتي بتقوليلي على اللي هيحصل عكس كلامك إنك رافضة ومش مقتنعة إن ده يحصل ..
رفعت رأسها إليه قائلة بهدوء حاولت إقرانه بالحُزن :
_ رافضة عشان كُنت عاوزة براءتك تظهر من غير تزييف بس في نفس الوقت أنا مش هسيبك تتحبس أكتر من كدة في المكان ده من غير حتى ما يبقى في جثة عشان يتهموك فيها ..
بدا وكأنه قد تذكر فجأة أمر الجثة فتساءل بحيرة :
_ بس إزاى وكيل النيابة مقاليش قبل كدة إن دي مش جثتها، والمحامي ده عرف منين ..
ارتسمت ابتسامة غير مُريحة على شفتيها لم يُلاحظها هو مُوضحة :
_ وكيل النيابة كان عاوز يوقعك في الفخ وكل اللي هامه إنه ياخد اعتراف منك، بس المحامي لما لقى إن لحد دلوقتي مجاش تقرير الطب الشرعي عن سبب الوفاة فبعت حد من مكتبه يحاول يعرف النتيجة واللي كانت إنها ..
صمتت قليلاً قبل أن تُضيف بخفوت وكأنها تبوح بسر حربي لا يعرفه سواها :
_جثة ذكر مش أنثى …

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مصطفى أبوحجر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى