رواية مريض نفسي بهلاوس عاقل الفصل الرابع 4 بقلم منة عصام
رواية مريض نفسي بهلاوس عاقل الجزء الرابع
رواية مريض نفسي بهلاوس عاقل البارت الرابع
رواية مريض نفسي بهلاوس عاقل الحلقة الرابعة
ـ عرفت إنڪ من وقت ما وصلت مش عايز تتعامل مع حد وبتتعصب علىٰ الممرضات وتطردهم.
= أنا حر.
ـ دا مين فهمڪ المعلومة دي.
= هو أنت فاڪر إني عشان جيت هنا ابقى تحت أمرڪم لا دا عشم ابليس.
ـ لا مش تحت أمرنا بس ڪل حاجة بأصول، حريتڪ في الزعيق وطرد الممرضات دي تعملها لما يبقوا في بيتڪ مڪانڪ بقى وأنت وذوقڪ لڪن ماتبقاش في مڪان غير مڪانڪ وتتعدي الأصول وتتحڪم في ناسه وتقول أنا حر، لا اتحڪم في ناسڪ أنت يعني الممرضات دول مافيش واحده فيهم مراتڪ.
= قبض علىٰ لياقة قميصه بغضب وقال: مالڪ ومال مراتي بتجيب سيرتها ليه؟
ـ اهدى ياحسن أنت ماقصرتش في حاجة ومالڪش ذنب في ڪل الحصل.
“أنا دڪتور محمود ثروت أڪيد فڪرني خلوني أعرفڪم علىٰ بطل الحلقة؛ حسن شاڪر مهندس بترول راجل محترم بشهادة جيرانه وأصدقائه وصل هنا الصبح مترحل من النيابة طلبين تقرير عن سلامته العقلية”
= وهو مازال ثائرًا: أنت تعرف أي عني انطق؟؟
ـ أنا لسه هعرف يابشمهندس، وصدقني أمور الجنان دي مش هتفيدڪ ثق فيا واحڪيلي يمڪن أقدر أساعدڪ.
= تساعدني إزاي هترجعلي شرفي الضاع، ولا سمعتي التبهدلت، ولا مستقبلي الراح.
ـ يمڪن أقدر أدلڪ علىٰ نفسڪ الهربت منڪ، وترجع أنت تصلح ڪل دا.
= أنت متجوز يادڪتور.
ـ لا، لڪن بيقولوا مايحسش بنار الراجل غير الراجل الزيه عشان الغيرة عند رجاله نارها واحده.
= هي نارها مش واحده عشان الدخل النار مش زي البيتخيل نفسه فيها، لڪن خليني أسألڪ سؤال؛ تعرف أي عن الجواز.
ـ أنا ملاحظ إنڪ واخد دوري وهديڪ الورقة والقلم تدون مڪاني التقرير.
= معلش استحمل وخدني علىٰ قد عقلي.
ـ يابشمهندس حسن حضرتڪ سليم العقل الحمدلله لڪن هجوبڪ؛ الزواج ڪيان بين شخصين قائم علىٰ المودة والرحمه.
= خليني بقى ابدئلڪ قصتي من هنا، أنا شخص اتربى وڪبر علىٰ أن الزواج عبارة عن راجل بيروح ينسب شرفه وڪرمته وڪبريائه وسمعته لزوجةما اختياره بيقع عليها بناء علىٰ حسبها ونسبها وأخلاقها البتخليه من البداية يسلمها سُمعته وهو مطمن ومن هنا بتبدء الحياة الحضرتڪ قولت عليها الهي المودة والرحمة.
ـ ڪلام سليم جدًا ڪمل.
= أنا زي أي راجل خلص جامعة واشتغل وڪون نفسه ما ڪنش عندي وقت عشان يبقي عندي قصة حب، لڪن حابب اتجوز وأعمل أسرة وڪيان خاص بيا قائم علىٰ الحب أصلي رومانسي أوي والله، المهم اخترت بيت ناس محترمين جدًا وقررت أخد بنتهم، دخلت البيت واتعرفنا ووفقت عليا زي ما أنا وفقت عليها جوازنا بدء صالونات بس علىٰ ما اتجوزنا ڪنا حبينا بعض أوي.
ـ ڪل البتقوله دا ڪلام جميل جدًا ياحسن لڪن أنا عاوز أفهم أسلوبڪ الغير مُبرر مع الممرضات.
=قال بانفعال: عشان بشوفها في ڪل ست أقابلها عشان عاوز أفهم ليه عملت ڪدا مش قادر اتعامل معاهم عشان عاجز عن إني أقتلها وعشان مافڪرتش في دا عقلي تعبني أذيني أڪتر من أي حاجة تانية.
ـ بس المعلومات العندي غير البتقوله خالص، الملف بتاعڪ بيقول إنڪ دخلت السجن بسبب إنڪ اعتديت علىٰ زوجتڪ بالضرب المُبرح وحبستها في البيت ثلاث أيام من غير أڪل ولما نزلت علىٰ شغلڪ قدرت هي تفڪ نفسها وتروح تبلغ عنڪ.
= ڪذب ڪذب والله ماحصل ماحصلش.
ـ أمال أي الحصل.
= أنا لو فضلت عايش هنا في المستشفى فهفضل عشان عقلي هيشرد مني أنا مش قادر استوعب هي وحشه ڪدا من امتى وإزاي بڪل النار الفي قلبي دي مش قادر حتى أقتلها جوايا، أنا بقالي عشر سنين متجوز والحمدلله ربنا ماڪتبليش الخلفه لڪن رزقنا بوظيفة محترمه ومرتب ڪويس جدًا جدًا وزوجة حسبتها صالحة، أول ما عرفت إن المشڪلة عندي وإني مش بخلف عرضت عليها تطلق وأصريت لڪنها رفضت وقالت إني ابنها وانها مستڪفيه بيا وواضح إنها ڪانت قصدة ڪلامها وإني ابنها وراحت دورت لنفسها علىٰ زوج رغم إن عجزي عن الخلفة دا وتمسڪها بيا خلاني حنين زيادة معاها عشان حرمها من حاجة من غيري تقدر تعملها ما ڪنش في حاجة نفسها فيها بقول عليها لا ڪنت مهتم بيها أوي ڪان حبي ليها بيڪبر بشڪل عجيب لحد ما …
ـ ڪمل ياحسن حصل أي، لو فضلت ساڪت فأنت بتضيع مستقبلڪ وڪرمتڪ وسُمعتڪ.
= هي ڪل دول هي ڪانت ڪل حاجة لو اتڪلمت هبقى بخسر ڪل حاجة.
ـ طلاقها منڪ يخليڪ مستقل عنها ويحرمها من نسبها ليڪ.
= العلاقات مابتنتهيش ڪدا أنا ماتجوزتهاش بإمضاء أنا اتجوزتها بروحي وقلبي ولما هطلقها مش هطلقها بنفس الإمضاء دي شڪليات أنتم بس البتشفوها حتىٰ لو بطلاقي ليها هبقى تخلصت من نسبها ليا لڪن ڪل ڪلمة هتتقال في حقها هتقتلني أنا،أنا الهتوجع مش حد تاني.
ـ وأنت لازم تختار ياتتوجع بڪرمتڪ، يهتتوجع بردو بس بدون ڪرامه.
= ڪنت ڪتير بطبق في الشغل وببات برا البيت وأحيانًا بسافر بس ما بغبش أڪتر من يومين تلاته بالڪتير وڪنت بستغل أي وقت فاضي فيه وأڪلمها ڪان ممڪن أڪلمها وأنا برا البيت خمس ست مرات وترد عليا بحماس واشتياق وڪنت ارجع البيت القيها مستنياني بشوق وأول ما تشوفني تخدني في حضنها ڪنت بحب أرجع البيت أوي وڪنت بفضل احڪي عن حلاوة الجواز لڪل واحد من صحابي بيفڪر يتجوز ڪنت ديمًا من سعادتي بجوازي اتسأل هي ما عندهاش أخت زيها ڪدا ولا صحبه ڪنت بقول لا معندهاش غيري، هي فعلا اهلها توفو بعد جوزنا بسنتين وهي ما عندهاش أخوات، ڪل حاجة ڪانت ڪويسه لحد ما جت فترة ڪل ما ڪنت أڪلمها ألقيها مشغول واسألها بتڪلمي مين تقولي سلمى أختڪ هو أنا ليا غيرها، وفي مرة بڪلم سلمى وأنا في الشغل وروحت بهزار قولتلها بت بطلي ڪل شوية تڪلمي مراتي شوفي بيتڪ ياست أنتي.
سلمى: مراتڪ أي ياحسن أنت بتتريق عليا ما أنت عارف إن العيال وخدين وقتي عارفه والله إني مقصره معاها بس غصب عني.
حسن: بصدمة؛ لا لا مش مقصرة بس ابقى اطمني عليها أنتي عارفه مالهاش حد.
سلمى: عيوني يا أبو علي.
قفلت مع سلمى وأنا بحاول أڪذب عقلي ورنيت عليها لقتها برضو مشغول ولما ردت قالتلي سلمى أختڪ ياعم بتشتڪيلي من العيال، اه ڪانت الفڪرة بس وجعاني وبڪابر عشان ماصدقش، من يوم ما اتجوزنا وأنا مافتشتش في موبايلها مرة ولا سألتها حتىٰ عن الباسور أصله ڪان تاريخ ميلادي، روحت البيت وأنا بقول لنفسي؛ هفتح بس أشوف صحبت مين ومش عوزة تحڪيلي ما يمڪن فڪراني هرفض أو أدايق، وبالفعل عملت ڪدا لڪن طلع الباسورد غلط وخوفت أسألها تدايق وتفتڪرني شاڪڪ فيها فضلت ساڪت وأنا عقلي هيقتلني من الفڪر لحد ما منغير ما تاخد بالها لاحظت الباسورد وعرفته، وبليل لما نامت فتحت الفون وهنا أنا شوفت نفسي عريان وسط ميدان ڪامل والڪل بيتفرج عليا، منا في أحلامي متخيلتش الشوفته لا اترجيت من ربنا يطلع دا ڪله وهم وأڪون غلطان لڪن ڪان حقيقة.
ـ شوفت أي ياحسن، واتصرفت إزاي.
= شوفت عالم ڪامل بتديره مراتي دا ماڪنش موبايل دي ڪانت شقة مفروشة مراتي قوادة، طيب ليه أي السبب أنا قصرت في أي دي ڪانت ملڪه البتطلبه بتلاقيه عالم قذر وڪلام أنا استحي أقوله ليها شبڪة ڪاملة بإدارة المدام بتعتي، ماحستش بنفسي غير وأنا بعيط، بعيط زي الأطفال أزاي وليه وعملتي أي وأنتي وحده من البتشغليهم ولا أنتي بتديري المرڪب بس، صحيت علىٰ صوت عياطي وموبايلها الڪان في إيدي فضلت تقولي هفهمڪ اسمع استنا، وأنا مش قادر حتىٰ أبصلها خايف أشوف نفسي عريان وصغير، والاقي نفسي ولا حاجة في عنيها
ـ أوعى تڪون هربت لازم تواجه، لازم تعرف أي الحصل وليه.
= سألتها وقالتلي إنها بتستغل في الحڪاية دي من قبل ما نتجوز ڪانت وحده من البنات دي عشر سنين وأنا مش عارف أن مراتي بتبيع نفسها ومش عارف إي المقابل، قالتلي أنه عالم بينتهي عند صور وفيديوهات ومحادثات والله ڪراجل متزوج بقالي عشر سنين لا أجرء أقولها لأي حد، يومين ڪاملين قاعد معاها في نفس البيت ومش قادر ابدي رد فعل مش عارف اتصرف إزاي، هي في أوضة وأنا في أوضة وأنا ساڪت مش بتڪلم ولا برد علىٰ موبايلي لحد مافي اليوم التالت صحيت مالقتهاش اختفت روحت لأهلي اشوفها هناڪ لڪن من غير ما يحسو بس ماڪنتش هناڪ دورت ڪتير لحد ما ڪنت هتجنن، وفي وسط ڪل دا مديري في الشغل ڪلمني وقالي لازم انزل شغلي فورًا وفعلًا نزلت وأول ما نزلت شغلي بساعات لقيت أن في استدعاء جيلي وبعدها عرفت أني اتعرضتلها بالضرب وحبستها ڪل دا وأنا مش قادر ادافع عن نفسي مع أن موبايلها معايا لڪن أنا عاجز عن إني أڪون راجل حتىٰ في حق نفسي، عرفت ليه أنا مش عايز اتعامل مع الممرضات، عرفت ليه أنا حُر عشان لما ڪنت عارف فين حدودي ڪل حاجة حوليا اتخطتني وأنا اهو قاعد بتفرج علىٰ نفسي وأنا بأيدي الذاللها.
ـ هذة المرة ڪان من المُتوجب عليا إبلاغ مريضي بأنه وصل لأخطر مراحل اللامبالاة، فقد تجرد من ذاته ورفض واقعه، وجنى علىٰ نفسه بالقتل، فقد بتر جُزء لا يتجزء من شخصه؛ بتر المشاعر هو الآن يرفض إبراء نفسة ويأبىٰ أن يظل مُدان.
وڪتبت عند تلڪ البُقعة تحديدًا تقريرًا للنائب العام: سيادة النائب العام بما يخُص أمر المُتهم حسن شاڪر فأود إخبارڪم بأنه يحتاج إلىٰ الرعاية المُشددة فردود أفعاله إلىٰ الآن ليست واضحة، ولا معلومة بالنسبة لنا، ولڪن ما توصلنا له أنه يُعاني من فصام داخلي برفض الذات، وما تقدم من أدلة اتهام له ڪُلها خاطئة والحقيقة وحده هو القادر علىٰ الأعتراف بها.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مريض نفسي بهلاوس عاقل)