روايات

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل التاسع 9 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل التاسع 9 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء التاسع

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت التاسع

مرسال كل حد الجزء الثاني
مرسال كل حد الجزء الثاني

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة التاسعة

بصت في طبقها وهي بتخلل صوابع ايدها في بعضها بارتباك وهي بتقول: فكرك هيرضي يقابلني بعد العمر ده كله؟
“وليه لا؟”
“علشان صورتي قدامه لسه زي ما هي من 35 سنة, مجرد أم خاينة.”
“بس أنتي مش كدا.”
“بس هو شايف كدا.”
“بس هو أكيد لازم يعرف الحقيقة”
سكتت وبعدين بصتلي: صعب.. صعب يا هادي إنه يشوف حقيقة باباه بعد العمر ده كله يبقي حرام علي لما اهز صورة باباه قدامه وهو شايفه أنقي ما في حياته. وفكرك يعني حتى ولو عرف الحقيقة هيصدقني؟
“لازم يصدقك.”
“فلنفترض إنه صدقني قلي كدا صدمته هتبقي عاملة ازاي؟! دول 35 سنة عارف يعني ايه لما تفضل مخدوع في بني آدم 35 سنة. عايزني ازاي أدخله في حالة صدمة ممكن ميخرجيش منها؟”
“طب والعمل؟”
قالت وهي بتحرك المعلقة في الشوربة: مفيش عمل.
“يعني ايه؟ هتقضي حياتك كدا من غير ما تشوفيه؟ أنتي مش لسه من شوية قايلي إن راحتك مش هتجي غير لما ابنك يرجع لحضنك؟ ازاي عايزه يرجعلك وأنتي مش بتحاولي تدوري عليه علشان خايفة تواجهيه.”
“ومين قالك إني مدورتش؟ طول السنين الي فاتت دي وأنا مسبتش يوم واحد من غير ما أدور عليه. كان عندي أمل إني أقلايه.. كنت بروح لمدرسته القديمة يمكن أشوفه هنا ولا هنا.. كنت عايزة بس أشوفه من بعيد أتطمن إنه بخير.”
بصتلها وأنا ساكت مش عارف أقول ايه وأنا شايف في نبرتها وجع مش عارف أخلصها منه ومش قادر أقلايلها مخرج. ميلت راسها علي السفرة وهي بتحاوط راسها بايدها وسامع صوت عياطها, سكت ومتكلمتش وأنا حاسس بالعجز ومش عارف اعمل ايه. ملقتيش نفسي غير وأنا بطلع من جيبي مصاصة وبحطها قدامها وأنا بقول: فيه دراسة بتقول إن تناول المصاصات يوميًا بيساعد علي تحسين الحالة المزاجية.
رفعت راسها وهي بتبصلي بتتسع ابتسامتها وهي بتزاحم دموعها المتساقطة, أخدت المصاصة وهي بتسألني: ويا ترى مين صاحب الدراسة العظيمة دي؟
“في الحقيقة ده ارث في عيلتنا كل أما بكون مضايق مرسال بتجي وتقولي نفس الكلمتين دول وهي بتتدني المصاصة. أنا وهي عارفين إنه هبد عادي بس الغريبة إن حالاتي المزجية بتتحسن.. والاغرب بقي إني لو ما أخدتش منها المصاصة وقالتلي نفس الكلمتين دول مش بتحسن وكأنها هي مصدر السعادة الي تقصدها الدراسة.”
ابتسمت دينا وهي بتشيل الغلاف عن المصاصة وبتمسح دموعها بتقول: دي طبيعة مرسال الغريبة ديما. بس اشمعنا المصاصة.
“مش عارف لما سألتها قالتلي علشان بتمتص الغضب والمشاعر السلبية لأنها مصاصة فبتمتص و… أنتي أكيد فاهمني وفاهم إن ده هبد عادي؟
ضحكت وهي بتحطها في فمها بتقول: قلتك طبيعتها غريبة وتصرفاتها أغرب مصدقتنيش.
هزيت راسي وأنا ببتسم: أيوة علشان كدا هي أجمل حاجة في حياتي رغم إن هروماناتها بتأثر علي تصرفاتها ديمًا بس هي بتفهمني أكتر من أمي وعندها قابلية للنقاش خصوصًا في المواضيع الي بتتعلق بحد لأن أمي بمجرد ما بيجي اسم باباها قدامها الدنيا بتتشقلب ويتقوم.
“ليه؟”
“لأن واحد من المقدسات بتاع عيلتنا هو حد غريب وأي كلمة كدا ولا كدا عليه تبقي خرجت عن شرف العيلة وبصراحة مخفيش عليك انا مكنتش بقبله بس في الوقت الحالي مش عارف.. انا مش بحبه بس في ذات الوقت مبقتش بكرهه.”
هزت راسها وابتسمت: فهمت.. وبعدين كملت: متقلقيش مع الوقت هيجبرك تحبه.
” وايه الي خلاك متأكدة كدا؟”
“علشان هو بيحبك حب يكفيك ويكفيه ولا إراديًا منك هتحبه.”
“مش عارف طول عمري وأنا بفكره بيمثل.”
ابتسمت وهي بتقول: حد هو الشخص الي مش بيعرف يمثل ولو فكر يكدب بتلاقيه في الجملة التانية بيقول الحقيقة أنا مش فاكرة إنه طول عشرتي معه إنه كدب مثلًا أو حاول يجذب الناس ليه بتمثيل او اثارة عاطفة هو ديما بيحب يكون ورا الستار بعيدًا عن الانظار أنت بس حاسس بكدا لأنه قدر ياخد حب كل الناس المهمة في حياتك بس هو ماخدش حبهم ولا حاجة بالعكس هو الي فاض عليهم بالحب ده وهم من كرم حبه بيحاولوا يرد جزء منه.
قلت في نبرة سخرية: بتتكلمي وكأنك عايشة معنا.”
“أنا اه مش عايشة معكم بس عشت مع حد بالقدر الكافي الي يخلني أكلمك عنه بالثقة دي وكأني عشت معكم. حد طول عمره وهو بيفيض بالحب على كل الي حواليه لأن مشاعره ديمًا نابعة من قلبه ولما بيحب حد بجد بيعمل علشانه المستحيل زي إنه قادر يتحمل كرهك ليه طول الوقت ده ولسه حبه ليك متحوليش. أكيد مامتك بتحاول توطط العلاقة بينك وبينه للدرجة إنها ممكن تجيب هدية مثلا أنت مجبتهش وتقول إنك الي جايبها. هو أكيد هيبقي عارف إنه مش أنت بس هيقولك شكرًا بس هو في الحقيقة مش بيقولك شكرًا هو بيقولك أنا بحبك حتى وأنت مش بتحبني.. كلام حد دمًا قليل وصعب يعبر عنه بشكل مباشر.
كنت بسمعها وأنا في كامل استغرابي قطعت كلامها وأنا بسألها بصدمة: لا استني لحظة أنتي كنتي معنا في اليوم ده؟
“يوم ايه؟”
“يوم ميلاده..قصدي نفس الي قلتيه هو الي حصل أمي والهدية وشكرًا.”
ابتسمت وهي بتهز راسها:اااه.
“اه ايه؟”
“قلتك أنا عشت مع حد بالقدر الكافي الي يخليك تحس إني عشت معكم, بالنسبة لمامتك فأنا افترضت مجرد مثال لأن طبيعي تحاول توطط العلاقة بينك وبين جدك علشان تزيح عنه أذي كرهك ليه لأنه أكيد بيأذيه نفسيًا وأكيد محدش بيتمني ده لشخص بيحبه أما كلمة شكرًا فزي ما قلتك مش بيعبر عن مشاعره بشكل مباشر بس هو كان بيقولك بحبك مش أكتر.”
“أنا تقريبًا بدأت أقتنع إنك أكتر حد فاهم حد غريب.”
ابتسمت ومعقبتيش, وأنا كمان سكت لوهلات وبعدين بصيت في الساعة بتاعتي وأنا بقول: أنا آسف بجد أنا مضطر أمشي.
“بالسرعة دي؟”
“مرسال متعرفيش إني هنا ولو عرفت هنبات أنا وحد في الشارع.”
ابتسمت وهي بتهز راسها بتسمحلي بالمغادرة, رافقتني لحد الباب وقبل ما أطلع سألتني: هتجي تاني مش كدا؟
“أكيد.. ولو احتاجتي حاجة اتصلي بي عالطول أنا سبتلك الكود بتاعي علي لوحتك الرقمية علشان لو حبتي تتصل علي في أي وقت.”
ابتسمتلي وأنا شايف في عينها نظرة انتظار من دلوقتي, أنا كمان مكنتش عايز أمشي وأسيبها لوحدها لأني كنت قلقان إنه يحصلها أي حاجة في غيابي بس كنت مضطر أمشي علشان مرسال. سبتها ومشيت ووصلت بيت جدتي ولقيتها قاعدة في الجنينة بترسم بس المرة دي كانت بترسم “حد” الي كان قاعد علي الكرسي وماسك كتابه وهو شارد الذهن. اتقدمت ناحية مرسال علشان أشوف الرسمة أكتر, ابتسمتلي وشاورتلي إني معمليش صوت علشان حد مياخديش باله كانت راسمه وهو قاعد كأنه في بين الفضاء الشاسع بسواده مش بنجومه المضيئة وكان ماسك في ايده قلب بدل الكتاب فيه خدش بسيط والابهام بتاعه عند بداية الخدش ده والحركة في الرسمة كأنه بيضغط عليه وهو مش حاسس لأن كان فيه زي غيمة طالعة من تفكيره ومرسوم فيها قلب مكسور ومحطم تمامًا بصتلها باستغراب وأنا مش قادر أجمع الي هي عايزة توصله لحد ما خلصت رسمتها وأخدت اللوحة وهي بتتقدم ناحية حد بابتسامة وهي بتقوله: مش هتشوف رسمتي الجديدة؟
انتبه حد لصوتها وبص ناحيتها متفأجيء بوجودي وهو بيقول: أنت جيت يا هادي؟
ابتسمت وأنا بقعد: اه لسه حالًا.
كنت حاسس إنه عايز يتكلم ويسألني بس كأنه كان خايف يسألني قدامها, وقبل ما يتكلم مرسال كأنها حست علينا فسابت المكان وهي بتقول: هروح ارتاح شوية يبقي صحني علي العصر يا حد.
ابتسم حد وهز راسه وسابت مرسال لوحتها علي التربيزة, ودخلت البيت, بمجرد ما دخلت بصلي وهو بيسألني: هي كويسة مش كدا؟
ابتسمت وأنا بهز راسي بأيوة وبعدين كملت: متقلقيش هي بخير وبقينا أصحاب بسرعة مكنتش اعرف إنها لطيفة كدا.
بصلي حد بتردد وكأنه مش مصدقني وهو بيسأل: أنت بتقولي الحقيقة يا هادي ولا هي حصلها حاجة ومخبي علي؟
وقبل ما أتكلم فجأة لقيت دي بي بتقول: اتصال من السيدة دينا.. اتصال من السيدة دينا.
كنت مستغرب الحقيقة بس بصيت لحد وأنا بقوله: علشان تصدقني بس وأهي بتتصل.. بعدين التفت لدي بي وطلبت منها ترد علي الاتصال. الاتصال كان صوتي مش صورة بتقينة ال”7d” وبمجرد ما دي بي ردت علي الاتصال بادرت دينا بالحديث بتقول: ازيك يا أستاذ حد غريب باشا..قولي بقي حضرتك عامل قلق ليه وقلقان عالفاضي.”
ابتسم ابتسامة واسعة وهو بيقول: لسه زي مانت رخمة لا أنا كدا اتطمنت خلاص.
“دينا تبتسم الآن.” قالت الجملة دي دينا بنبرة دي بي وبعدين كملت: أنا عايزة اقولك بس شكرًا علي الهدية الجميلة الي بعتها.
“هدية؟”
“اه.. صاحبي الجديد.”
بصلي حد وهو بيبتسم وبعدين بص علي شاشة دي بي الي كانت بتعرض المكاملة الصوتية في هيئة موجات وهو بيقول: قصدك هادي؟
“اه, كانت الطف حاجة بعتهلي النهاردة.”
ابتسم حد ومعقبيش فكملت دينا وهي بتقول: أنا مضطرة بقي اقفل دلوقتي علشان اكمل باقي تماريني واه قول لصاحبي الجديد إن دراسة المصاصة طلعت فعلًا حقيقة عن تجربة.. سلام بق…” وقبل ما تخلص كلامها قاطعتها وانا بقول: استنااي رايحة فين؟ كنت عايز اسألك علي حاجة.
قلت كلمتي الاخيرة واخدت دي بي ووقفت بعيد عن حد في الجنينة وانا بسأل دينا: أنتي عارفة إنك اتصلتي في الوقت الي مكنتش عارف فيه أرد؟ انتي ازاي عرفت…”
وقبل ما أكمل كلامي قاطعتني وهي بتقول: صدفة او ممكن نقول إنه صدفة مع شوية تخمينات.
“ازاي؟”
“يعني تقديرًا لأني جيت عندكوا قبل كدا فعارفة وقت المسافة الي ممكن تاخدها من بيتي لبيت جدتك ومن هنا حسبت الوقت واستينت عليه شوية واتصلت بتردد بس قلت إنه أنا كدا كدا بتصل عليك انت فلو مرسال كانت جمبك فأنت أكيد مش هترد عليّ والعكس صحيح فكانت الصدفة إني أرن وهي مش موجودة. وأكيد مش محتاجة أفسر سبب اتصالي وأقولك لأني كنت عارفة إن حد مش هيصدقك وأكيد هيشك في الموضوع. فاتصلت لمجرد إني أتطمنه”
ابتسمت وأنا بقولها: يبدو إني محتاج ارفعلك القبعة احترامًا بجد.. قلت كلمتي الأخيرة بعد ما بدأنا نتجاذب أطراف الحديث لدقائق قليلة وبعدين خلصت معها واتجهت ناحية حد الي لقيته ماسك اللوحة بتاع مرسال وهو بيتمعن فيها ويكأنه فهم الي راسماه. قام من مكانه واتجه ناحية البيت واللوحة في ايده. دخلت وراه ولقيته بيتجه ناحية اوضة مرسال. كان الباب مفتوح همسة ومرسال نايمة علي جمبها اليمين مش بتتحرك بس كانت صاحية. قعد حد علي طرف السرير وهو عاطي ضهره لضهرها. سكت لوهلة من الزمن وبعدين باشر كلامه وهو بيقول: أنا آسف.
مستجبتش مرسال عالطول وبعد وهلات من الصمت ردت من غير ما تبصله او تتحرك من مكانها وهي بتقول: على ايه
شاور بايده الشمال علي رجله وهو بيقول: تعالي وأنا أقولك.
سكتت شوية وبعد كام ثانية حولت اتجاه راسها من علي المخدة علي رجله وهي بتندثر فيه مش راضية تبصله, ضمها ليه ومسح علي شعرها وهو ماسك اللوحة بايده اليمين. رفع اللوحة وهو بيبص فيها بيقول: في الوقت الي بتبقي فيه شارد الذهن عني أنا كمان بقبي شاردة الذهن بس فيك, انت اه بتبقي جو العالم بتاعك ومش حاسس بوجودي بس في الوقت ده أنت بتغضط علي قلبي الي بين ايدك وأنت بتفكر في حد تاني غيري. يمكن الشخص ده مجروح ومحطم ومقدرة قلقك علشان الخيوط والصلات الي بتربطكم سوا بس أنت من كتر تفكيرك في الشخص ده وزعلك عليه وعلي كسرته بتكسرني أنا كمان بدون ما تحس أنا قلبي بين ايدك وأنت النهاردة كسرت منه جزء.” قال كلمته الاخيرة وهو بيركن اللوحة علي جمب وهو بيقول: أنتي عارفة إني بحبك تنكدي علي وتخانقي معي لما تبقي زعلانة مني علي انك ترسمي؟ عارفة ليه؟
اندثرت فيه أكتر ومتكلمتش فتابع وهو بيقول: لأنك مش بترسمي إلا لما تبقي مجروحة وبتفضلي ساكتة ومطفية وبحس كأن روحك غابت عنك. شعوركي ده بيكسرني أنا كمان يا مرسال. أنا آسف بجد مكنتش أقصد أزعلك أنا بس…
قاطعته وهو بيتكلم بتقول: اقرألي.
وقف مسح على شعرها وهو بيبصلها لوهلات وبعدبن ابتسم وهو بيقول: كلميني الأول.
سكتت ومردتش فكمل كلامه: مش بتقاطني علشان اقرألك إلا إذا مكنتش عايزة تتكلم في الموضوع وأنا سواءًا برغبتك أو بغيرها فلازم تكلمني.
سكتت ومردتيش, وهو كمان سكن ومكمليش وفضلت مكانها نايمة علي رجله مندثرة فيه بتحفه بايدها وكأنها بتتخبي منه فيه, مرت نص ساعة عالصمت ده. أول مرة أحس بالصمت القاتل ده بينهم والنص الساعة أحس فيها بكل دقيقة كأنها سنة ومش فاهم ليه لسه واقف متخبي عند اوضتهم مستني حد فيهم ينطق لحد ما مرسال خرجت عن صمتها ورفعت راسها وهي بتاخد اللوحة من جمبه.
مسك ايدها الي كانت ماسكة بها اللوحة وبصلها وهو بيقول: مينفعيش تنهي حورانا كدا.
بصتله للحظات في صمت وبعدين خرجت عن صمتها وهي بتقول: والمفروض أنهيه ازاي؟
“بأنك تسمعني وتخانقي معي.”
بصتله علي انزعاج وهي بتقول: والمفروض أسمع ايه وأخانق معك علي ايه؟ علي انك مثلًا كنت بتكلمها بر دلوقتي من وريا وإنك بعت هادي ليها برضو من وريا وإنك طول الوقت مكنتش حاسس بوجودي علشان بتفكر فيها وقلقان عليها؟ ليه يا حد؟ ليه حسستني باحساس مكنتش عايزة احسه. أنت يمكن تشوف إني غبية أوقات بس أنا عمري ما كنت غبية فأني أفهمك ولا أفهم أنت بتعمل ايه زي ما كنت حاسة بسهرك طول الليل عليها. تفتكرني مكنتش حاسة بك وأنت كل شوية بتقوم من عالسرير وتبص في الساعة وتمسك كتابك وتحط كتابك وتخرج ب بهدوء وتتدخل تاني.
ابتسم وقال: أنت عارفة إني بحبك؟
“أنت بتحاول تثبتني يعني؟”
“لا؛ لأني أساسًا مقولتش إني بحبك أنا كنت بسألك بس.”
“قصدك ايه؟”
“أنتي فهمتي ايه؟”
“فهمت ليلة مش معدية عليك.. يعني ايه مثلا كل السنين الي فاتت دي كانت ايه؟”
“ايه؟”
“حد بطل رخامة بقي أنا مش بهزر.”
“ولا أنا.”
بصتله بصمت لوهلات وعيناها بدأت تغرغر بالدموع وهي بتسأله: أنت بتتكلم جد؟
شدها من ايدها ليه وهو بيمسح علي شعرها بيقول: بس خلاص متعطيش أنا بس كنت بحاول أجر شكلك.
“أنت شخص سيء أصلًا.”
زاد من ضمه ليها وهو بيبتسم: عارف.
“قولي إنك بتحبني.”
“بحبك.”
“أكتر منها؟”
“حبك غير حبها يا مرسال ومفيش وجه مقارنة لأن…”
“أكتر منها؟!”
ابتسم: أكتر منها.
“وأكتر من أي حد عايش معنا علي الكوكب ده؟”
“طب والكوكب عملك ايه؟”
“اخلص بقي يا حد.”
“اه.”
ابتسمت ابتسامة واسعة وهي بترفع راسها بتصله بتقول: قولها بقي علي بعضها.
“هي ايه؟”
“بحبك يا مرسال أكتر منها وأكتر من اي حد عايش معنا علي الكوكب ده.”
ابتسم بيضحك, ضربته علي كتفه ضربة خفيفة وهي بتقول: اخلص بقي.
“أنتي بتتراضي بطريقة غريبة.”
“انجز يلا.”
ابتسم وهو بيشابك ايده بايدها بيقول: بحبك يا مراسيلي أكتر من أكتر أي حد عايش معنا علي الكوكب ده.”
“ومنها..نسيت ومنها.”
ابتسم بيضحك: ومنها.
اتسعت ابتسامتها لعينها وهي بتبص في الارض بتهز ايده الي ماسك بها ايدها بتقول: خلاص سامحتك.
ابتسم: أخيرًا رضيتِ عن حضرتنا يا مولاتي.
اتسعت ابتسامتها اكتر وقالت: اقرألي بقي.
ابتسم وقام من مكانه علشان يجيب كتاب من المكتبة بس قبل ما ينتبه علي وجودي روحت بسرعة لأوضتي. عدي اليوم بسلام وفي صباح اليوم الي بعده جاتلي مرسال الأوضة بتصحني بس الغريبة إنها كانت بتصحني بدري عن العادة علي الساعة 8 . استغربت فبصتلي وهي بتقول: مش المفروض إنك هتتسحب دلوقتي علشان تروحلها؟
“هي مين؟”
“بطل تتغابي أنا عارفة كويسة كنت فين امبارح.”
“هو الموضوع كان كان…”
“بس خلاص مش عايزة أسمع عمومًا معنديش مانع تزورها.”
رفعت حاجب وأنا ببصلها باستغراب فكملتْ: أنا عارفة إنك مستغرب بس أنا كمان قلقانة من كونها عايشة لوحدها وأكيد مش بتمني إنها تتأذي وكونك تبقي وسيط بينا علشان تطمنا عليها فأنا معنديش مانع المهم إنها بعيدة عن حد.
كنت ببصلها باستغراب وأنا مش مستوعب إن دي نفسها مرسال, بس هي سابتني ومشيت وأنا لسه مش مستوعب بس مكنش عندي وقت كتير أفكر وكنت مضطر ألبس علشان أروح لدينا. اتكررت زيارتي ليها كل يوم لمدة شهر لحد ما بقي الوقت الي بقضيه معها عادة لا تتجزأ من يومي. وتقريبًا بقت عارفة عني كل حاجة أحلامي وطموحاتي وكل الي بيحصل معي. هي كانت ديمًا بتسمعني وديمًا بتتفهم مشاعري, ولما كنت أحكليها عن حاجة كانت بتحكي مشكلتي وكأنها عارفها أكتر مني كانت بتفهمني عالطول الحقيقة. وعادة كنت بروحلها البيت من 8 وبقعد معها لحد 2 الضهر علشان أجي أقضي باقي اليوم مع مرسال. بابا خلال المدة دي حاول يرجعني البيت وطلب ده أكتر من مرة بس الحقيقة إني كنت مرتاح كدا وأنا عند جدتي ومش عايز أرجع البيت, أمي كانت مضايقة مني بسبب إني مكنتش عايز ارجع بس علي الناحية التانية كانت سعيدة بعلاقتي الي بدأت تتطور مع جدي هي اه مكنتش العلاقة الي هي. بس بدأت احس تجاهه بالاعتياد والألفة وبدأت أحب عادات بيعملها زي كتبه الي كان بيقرأها لينا كل يوم. فضل الوضع ده لحد نهاية الشهر ولحد ما صحيت أول يوم في الشهر الجديد علي صوت تذكير من دي بي وهي بتقول: اليوم قد مر شهر علي قدومي إلي باريس.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى